موسوعة القرى الفلسطينية ، مدينة جنين
الموقع
لموقع جنين أكبر الأثر في حياة المدينة قديما وحديثا، ويظهر ذلك في تاريخها الاقتصادي والاجتماعي، وفي أهميتها كعقدة مواصلات بين جبال فلسطين الوسطى (نابلس ـ القدس ـ الخليل) ومدنها، وبين شمال فلسطين خصوصا طريق القدس ـ الناصرة.
وتتفرع من المدينة طرق إلى حيفا وعكا. وقد حظيت مدينة جنين باهتمام بالغ من حيث المواصلات، ولم تتوقف أهمية المدينة على الطرق البرية، بل امتدت أهميتها إلى الخطوط الحديدية، حيث يمر بها خط يصل إلى العفولة ومن ثم بيسان فطبريا.
تحتل محافظة جنين مرتبة متقدمة في نسب التعليم بالأراضي الفلسطينية، وهي الأولى على مستوى الضفة الغربية، وتبلغ نسبة الأمية في محافظة جنين 3.9% بينما المعدل العام في الأراضي الفلسطينية هو 5.8% (وهو كما هو معروف من أقل النسب عربيا).
المكانة والجكم
عرفت جنين بعدد من الأسماء عبر الزمن، وقد ورد اسم المدينة في مصادر وآثار المصريين القدماء والبابليين والآشوريين، ويتفق علماء الآثار على أن الكنعانيين هم من أسسوها في حدود عام 2450 قبل الميلاد، وبهذا تعتبر من أقدم مدن العالم التي لا تزال مأهولة بالسكان.
وفي القرن العشرين ارتبطت جنين بالسكك الحديدية التي وصلتها بالعفولة وبيسان ونابلس، وفي الحرب العالمية الأولى أقام الجيش الألماني مطارا عسكريا غرب جنين.
وفي عهد الانتداب البريطاني كان للمدينة سجل حافل بالنضال ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني، حيث أعلنت أول قوة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني عام 1935 بقيادة عزالدين القسام، واشترك سكان المدينة في إضراب عام 1936، وقد تعرضت جنين إبان فترة الانتداب البريطاني إلى كثير من أعمال العنف والتنكيل والتخريب وهدم البيوت على أيدي القوات البريطانية.
احتلال المدينة ونضالها
عام 1948 بعد مغادرة الإنجليز قام اليهود بمحاولة فشلت للسيطرة على المدينة أمام صمود المقاتلين الفلسطينيين بمساعدة الجنود العراقيين.
وطرد اليهود منها وبقيت جنين مركزا لقضاء يتبع لمدينة نابلس، وفي عام 1964 أصبحت جنين مركزا للواء جنين ضمن محافظة نابلس، وفي عام 1967 وقعت جنين تحت السيطرة الإسرائيلية مثل باقي مدن الضفة الغربية، وبقيت حتى قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1995.
وكان لمدينة جنين شأن كبير في النضال الوطني الفلسطيني منذ بداية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وظلت هاجسا بالنسبة للاحتلال بسبب قربها من مدن الداخل ومشاركة عدد كبير من أبنائها في العمل المسلح ضد الاحتلال، خصوصا بعد الانتفاضة الثانية.
ولا تذكر جنين إلا ويذكر مقترنا بها مخيم جنين الذي أسس عام 1953، ويمتد على مساحة ضيقة لا تتجاوز الكيلومتر المربع، ويعيش فيه نحو 16 ألف لاجئ.
وينحدر سكان المخيم من منطقة الكرمل في حيفا وجبال الكرمل. وبسبب قرب المخيم من القرى الأصلية لسكانه، فإن العديدين من سكانه لا يزالون يحافظون على روابط وثيقة بأقاربهم داخل الخط الأخضر.