القرية وجدار الفصل العنصري - عزون عتمة - قضاء قلقيلية

جدار ومستوطنات اسرائيلية ونقاط تفتيش وبوابات حديدية هذه الحال الدائمة لبلدة عزون قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية, الامر الذي ادى الى زراعة الصمود في نفوس اهالي البلدة .
 
سميت (عزون عتمة) بهذا الاسم نسبة الى عشيرة العتوم، وهي اول من سكن هذه القريةـ, يقول سكرتير المجلس القروي عبد الكريم ايوب:" تقع بلدة عزون جنوب شرق مدينة قلقيلية، التي تبعد عنها 9 كيلو متر, يحدها من الغرب كفرقاسم ومستوطة اورانيت, ومن الشرق مستوطنة شعاري تكفا وسنيريا, ومن الشمال بيت امين, ومن الجنوب شارع 505 "عابر السامرة" ومستوطنة مجان دان, و الذي يبلغ عدد سكانها 2200 نسمة.
 
واشار ايوب بان موقع القرية موقع حساس جدا كونها قريبة من الخط الاخضر، تبعد عنه ما يقارب 2 كيلومتر, , وأنها قرية مؤثرة وحيوية وفعالة في المحيط الذي يحيط بها, كون وجود الاحتلال الاسرائيلي يجثم على صدور سكان القرية منذ عام 1967.
 
طال بلدة عزون نصيب كبير من إجراءات الاحتلال التي تتمثل بالطرق الالتفافية, والمستعمرات التي تحيط القرية من الاربع جهات بحيث تكاد المستعمرات تلاصق بيوت البلدة ,بحيث يلاحظ الناس عند الدخول الى القرية عدم استطاعتهم التمييز بين عزون عتمة والمستوطنة.


 
يقول أيوب :" كثير من الاحيان كان الناس يظنون بانها مستعمرة بسبب مدخلها القريب من شكل مدخل المستوطنات ,اضافة الى جدار الفصل العنصري الذي يحيط بها من جهاتها الاربعة منذ عام 2003, يمتاز بأنه مصنوع من الاسمنت المسلح على ارتفاع 6 امتار اضافة الى متران من السياج مع مجسات وكهرياء وكاميرات, مما جعل القرية تعيش في قفص مغلق, الامور التي كانت تغضب اهالي البلدة وتزعجهم.
 
وحول المساحة الاجمالية لعزون عتمة قال انها تبلغ 9400 دونم بدون أي مستوطنات او جدار،وهناك 3000 دونم مقام عليها مستوطنتان "اورانيت وشعاري عتكفا" والاخيرة ترجتها بوابة الامل وسبب تسميتها بان الشارع الرئيسي الذي يربط ما بين اراضي 48 والضفة الغربية يمر من عزون عتمة كرؤية اسرائيلية صهيونية بانها تفتح الافاق والامل للاستعمار لباقي المناطق.
 
وتابع أيوب بالقول تبقى من اراضي عزون عتمة 6400 دونما ذهب منها حوالي الف دونم للجدار, الذي يلتف حوالي 9.5 كيلو حول القرية بعرض يتراوح من 54 الى 80 كمسار اضافة الى المنطقة الامنة, ناهيك عن الشارع الالتفافي لخدمة المستوطنين، الذي اخذ حوالي 350 دونم من اراضي القرية, ويوجد هناك اراضي معزولة خلف الجدار حاليا تزيد تقدر ب 2400 يتم الدخول لها عبر بوابات, بمعتى انه عمليا يتبقى داخل عزون عتمة 5000 دونم التي يسمح بها البناء, 45 بالمية من ارضي عزون عتمة ذهبت للمستعمرات والجدار وما وراء الجدار.
 
التعليم في عزون عتمة
 
ولطلاب والمعلمين حصة من هذا الحصار, ففي البلدة مدرستين احدها مدرسة "عزون عتمة\ بيت امين الثانوية" تضم طلاب من البلدة نفسها ومن بلدة بيت امين المجاورة لها, تعاني هذه المدرسة من مشكلة ضيق مساحة الصفوف والمرافق بشبب تدفق الطلاب الكبير للمدرسة.
 
ويتسبب تدفق مياه الصرف الصحي من المستوطنة مشكلة في المدرسة حيث تؤثر على صحة الطلاب اضافة الى انتشار روائح كريهة وتلوث بحديقة المدرسة واتلاف الاشجار والورود المزروعة فيها.
 
القطاع الزراعي في عزون عتمة
 
عزون عتمة قرية زراعية وهي من القرى الزراعية المميزة في محافظة قلقيلية, تحتوي على خمس ابار ارتوازية مشتركة مع بلدة بيت امين و سنيري , بدأت عزون بزراعة الحمضيات بالسبعينيات حتى منتصف الثمانينيات,و بعد عام 1985 دخلت في الزراعة في البيوت البلاستيكية, وصل عدد البيوت البلاستيكية حوالي الف ومئتان دونم.
 
سكرتير المجلس القروي في عزون يقول:" هناك توجه الى زراعة الزعتر بسبب مردوده الاقتصادي الكبير حيث كان يعرف ب(الدولار الاخضر) ,ولكن من سنتين تقريبا تراجعت زراعة الزعتر بسبب تندي الاسعار, فتوجهنا الى المزروعات الاستوائية منها الجوافة والافوكادو .


 
ونوه الى ان زراعة الافوكادو جاءت من خلال دراسات كانت نتيجتها نقص المحصول في السوق الفلسطيني ومن الاراضي الفلسطينبية, ومن الممكن أن تصل زراعة الافوكادو الى مساحة الف دونم وتحقق جدوى اقتصادية عالية للمزارعين, حيث تعتبر زراعة الافوكادو من المحاصيل الجيدة والمربحة حيث لا تتوفر ارضية خصبة لها في جميع مناطق الضفة , ولكن تربة عزون جيدة لهذا المحصول بسبب قربها من البحر الابيض المتوسط حوالي عشرون كيلو متر, فهي منطقة مناسبة دافئة لها.
 
في مجال العمل
 
ويعمل اهالي عزون عتمة في مجال الزراعة وهو القطاع السائد، وقسم اخر يعمل داخل الخط الاخضر باعمال حرفية خاصة في قطاع البناء, ويوجد نسبة قليلة منهم من يعمل بالقطاع حكومي, فنسبة العاملين في القطاع الزراعي لا يتعدى 20%من مجمل الايدي العاملة في القرية, و5% في مجال التجارة, 3% في الوظائف الحكومية.
 
اقتصاديا تعيش القرية ما بين المقبول والجيد, قبل الجدار كان الوضع الاقتصادي افضل, وكان سوق الخط الأخضر مفتوح لهم بنسبة 50% مقابلة الاسواق في الضفة الغربية.
 
دور الاغاثة الزراعية في القرية
 
عزون وبسبب موقعها المستهدف قامت جمعية الاغاثة بتطبيق العديد من المشاريع الزراعية, كان منها شبكات الري البلاستيكية للمزارعين وشبكات ري معدنية للابار الارتوازية, واستصلاح الاراضي وتزويدها بالاشتال, واحيانا تزويد المزارعين بالاسمدة وشق الطرق الزراعية.
 
يوضح ايوب أن هذه المساعدات خدمت المواطن وثبتته وعززت من وجوده في ارضه, كما انها وفرت لهم بعد سنتين او ثلاث مصادر دخل, واعتبرت هذه المساعدات والخدمات من معززات الصمود لهم, كما عملت الاغاثة الزراعة على تطبيق الحديقة النموذجية في النادي البيئي في المدرسة التي تقدر مساحتها بحوالي 2.5 دونم تقع على جانب الجدار من المستعمرة وتسقط نفاياتهم فيها, وشاركوا بالدورات التدريبة والارشادية, بحيث كانت عزون منطقة مستهدفة للاصلاح من قبل اغاثة الزراعة, استهدفوا اراضي القرية بزراعة الجوافة والافوكادو والمانجا خاصة اذا كانت اراضيهم ملك شخصي, لانه ليس من السهل على المزارع زراعة دونم او دونمين او ثلاثة بسبب التكلفة العالية, كما انهم ينوون مساعدة اهالي القرية بعمل مخمر لحبات الافوكادو لانضاجها ومساعدة البائع في الحصول على مردود اقتصادي عال بعيدا عن خسارته في انتاج المحصول.
 
قضية اغلاق البلدة
 
كحال مدن الضفة الغربية و قراها كانت عزون تحت قبضة الاحتلا , وبرمشة عيت من جنود الاحتلال تتحول الى بلدة مشلولة الحركة .
 
يوقل أيوب:" أغلقت عزون احدى عشر سنة حيث كانت الحواجز العسكرية والمكعبات اسمنتية تقف عائق اما دخول المواطنين وخروجهم من البلدة , بحيث كان الدخول اليها او الخروج منها له الية محددة, حيث كان دخول كل مواطن ليس من القرية او حتى وفد يجب ان يقوم بتنسيق من الادارة المدنية و الارتباط الفلسطيني.
 
ومن الناحية الاجتماعية هناك عناء كبير يتكبده اهالي البلدة عندما يريدون زيارة الاقارب في منطقة اخرى حيث يجب المرور عبر غرفة الاشعة للفحص الكامل لذلك نستطيع القول بأن الزيارات أصبحت بالمناسبات فقط.
 
وأضاف:" وبسبب اعتبار عزون نقطة عبور للاراضي الاسرائيلية بسبب قربها من شارع معبر السامرة , كان للقرية بوابة أخرى يدخل من خلالها اهالي البلدة من خلال تصريح وكان ذلك خلال فترة لا تتعدى السبع سنوات.
 
كانت عزون بديلا لمعبر قلقيلية حتى عام 2015, كان يعبر من خلالها حوالي 4 الى 5 الاف عامل يوميا الى اسرائيل بطرق غير شرعية من خلال قص السياج والدخول, كانت نسبة العمال الذين كانوا يدخلونها بطرق قانونية حوالي 3 الاف عامل, ولكن في يومنا هذا و بسبب الحصار واغلاق القرية المتكرر لم تعد ممر لدخول الى الاراضي المحتلة.
 
ينهي أيوب حديثه بغصة وألم :"كانت الحياة في القرية عبارة عن موت بطيء لأهلها بسبب العناء الذي كانو بتكبدونه اثناء الدخول الى القرية".
 
انتهى الاغلاق على بلدة عزون في كانون الثاني من عام 2015, الا انه حاليا يتم اغلاقها حسب الاوضاع المحيطة بها ، فاهالي القرية على استعداد في أي وقت لمداهمات الاحتلال.

رغد البزور _اصداء