معلومات عامة عن السُّميرية - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية السُّميرية
كانت القرية تقوم على تل من الحجر الرملي قرب شاطئ البحر الأبيض المتوسط. وكان يقع إلى الجنوب منها قنوات الكابري الأثري التي تمر بوادي المجنونة وتل الزهور وسمي الأخير بهذا الاسم بسبب الزهور البرية الكثيفة التي كانت تغطيه وكان التل بمثابة منطقة تنزه واستجمام لسكان عكا والقرى المجاورة وكانت إحدى قنوات الكابري تمر إلى الغرب من القرية في طريقها إلى عكا. أما القرية فكانت ترتبط بعكا وبرأس الناقورة من خلال الطريق العام الساحلي. وربما كان اسم السميرية( كاتاسير) في العهد الكنعاني وربما اكتسبت اسمها فيما بعد من السامريين وهم فرقة يهودية أمرت بالخروج من منطقة عكا في القرن الثامن عشر فانتقلت إلى نابلس حيث ما زال أتباعها يعيشون وكان الصليبيون يعرفونها باسم سوميليريا .
الآثار
المواقع الأثرية بالقرية:
يوجد بها موقعان أثريان: أحدهما تل السميرية الذي يحوي حجارة منحوتة وأرضية من الفسيفساء وقبوراً وأعمدة حجرية، والآخر هو منطقة أبو عتبة التي تشمل مقاماً إسلامياً وبعض قطع السيراميك.
السكان
قدّر عدد سكان السميرية عام 1944 بحوالي 760 نسمة، وعام 1948 بحوالي 880 شخصاً. كان الكثير من منازلها مبنياً بالحجر الرملي وبعضها كان مبنياً بالطوب. كان عدد منازل السميرية عام 1931 حوالي 92 منزلاً، وعام 1948 حوالي 200 منزل
عائلات القرية وعشائرها
قد روی بعض سكان القرية أن قبائل بني هلال قد مروا بهذه العين وسقوا خيولهم من مائها .
سكنتها حتى سنة ۱۹۶۸ عدة عائلات منها: آل بشير، الغريب، عبد الغني حمادة، الصباح، عوض البني، الأمين، ابو الخير، العامر، عیسی، شاهين المقدح وحجیر. كان مختارها في سنة 1948 محمد الأمين، غالبية سكانها من مصر وشمال افريقية وقد بلغ عددهم سنة 1945 (۷۹۰) نسمة.
الاستيطان في القرية
المستعمرات على أراضي القرية:
في حزيران \ يونيو 1948 كان الصندوق القومي اليهودي قد شرع في هدم السميرية كلياً بعد الحصول على الإذن في القيام بذلك من رئيس الحكومة دافيد بن غوريون. وبعد ذلك التاريخ بسبعة أشهر في 27 كانون الثاني \ يناير 1949 , أنشئ كيبوتس ومستعمرة شمرات التي أسست في سنة 1948 , وعلى أراضي القرية.
أما مستعمرتا سفي تسيون, ورغبا هما قريبتان من التخوم الشمالية لأراضي السميرية وتقعان على أراض تابعة لقرية المزرعة العربية التي ما زالت قائمة. وقد أسست شفي تسيون في سنة 1936 كقلعة مسلحة فيها برج للمراقبة. ثم أنشئ حي سكني يسمى شخونات حوف بالقرب منها ودمج فيها سنة 1949 أما رغبا, التي أنشت في سنة 1946 , فتقع بالقرب من موقع القرية.
التاريخ النضالي والفدائيون
ضحت الكثير في ثورة سنة ۱۹۳۹، وكان قائد فصيلها (احمد سليمان الطيراوي) وقد جاء في احد تقاريره بتاريخ ۱۹۳۸/۹/۲۹ ما يلي: اقامت السلطة البريطانية بجانب السميرية معسكرا كبيرا وفي احدى ليالي الأسبوع الماضي، دهم الجند منزلا من منازل القرية، وصعدوا الى السطح، وايقظوا احد النائمين، وكان من عادة السكان أن يناموا في الصيف على اسطح المنازل، انزل الجند الرجل الذي ايقظوه عن السطح وضربوه ثم جردوه من ثيابه واقتطعوا الواحا من الصبر جعلوها فراشا له، وقد غرز شوكها في جلده حتى أغمي عليه، ثم دخلوا المنزل واقتادوا زوجته الفتية الى خارج القرية، وما زالوا بها حتى فقدت الحس والشعور من جريمتهم الشنعاء. وعلى بيادر القرية القوا القبض على الناطور العجوز مصطفى الشيخ وهو نائم فأوسعوه ضربا حتى اغمي عليه ثم القوا القبض على « ابراهیم البني »، وزوجته وحاولوا الاعتداء على عرضه فقاتل دونها حتى تمكنوا من الهرب. ثم تحولوا الى غلام يدعی «احمد ابو رباب»، وهو لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره وساموه سوء العذاب والضرب، ثم صعدوا احد السطوح حيث كان ينام رجل وزوجته وطفله فأنتزعوا الطفل من حجر امه ورموا به جانبا محاولين الاعتداء عليها 6 ، وعلى اثر الصراخ والاستغاثات، صحت جماهير القرية على هذه الاعمال المشينة التي يرتكبها جيش بريطانيا العظمى ضد الاطفال والنساء والعجزة، واندفع السكان نحو الجند بكل قوة للدفاع عن اعراضهم وشرفهم، فهرب الجيش بعد ان شقوا طريقهم بالسلاح، واثناء هروبهم التقوا بأحد المارة واسمه «حسن احمد باب الله، فانهالوا عليه بحرابهم حتى اندفع دمه من جسده ثم اقتادوه الى المعسكر ولم يخلوا سبيله الا في الصباح عندما ساءت حالته الصحية، وجاء في تقرير آخر أنه بتاريخ ۱۹۳۹/۱/۲۹ تم الاشتباك بين الثوار والجيش البريطاني قرب المزرعة واستشهد عريف الكويكات «محمد الشيخ». وجاء في تقرير آخر لموسى النجمي ما يلي: « لقد ارتكب الجيش البريطاني العديد من الفظائع في قرية السميرية وقتلوا السيد علي مبروكة) الذي ترك وراءه أربعة اطفال عمر اكبرهم خمس سنوات. وكانت احداث الشتات سنة ۱۹۶۸ اکثر ایلاما حيث تشتت سكان القرية في كل الأصقاع وعلى ما يبدو فان السكان قد تنقلوا داخل فلسطين لاطول وقت ممكن باحثين عن مكان امين عند اقاربهم، في القرى الأخرى
تاريخ القرية
في أواخر القرن التاسع عشر كانت السميرية تقع في سهل تحيط أشجار الزيتون والتين به. وكان عدد سكانها يقدر ب200- 400 نسمة وكان الكثيرون من منازلها مبنياً بالطوب وكان سكانها جميعهم من المسلمين ولهم فيها مسجد. كما كان فيها مدرسة أسست في سنة 1943 كانت تضم ستين التابعة للقرية. غير أن معظم السكان يعمل في مقالع الحجارة التابعة للقرية وكان بعض سكان القرية يعمل في مقالع الحجارة التابعة للقرية غير أن معظم السكان كان يعمل في الزراعة فيستنبتون الحمضيات والخيار والبطيخ والقمح والسمسم وغيرها من المحاصيل في 1944\ 1945 كان ما مجموعه 632 دونماً مروياً أمستخدماً للبساتين. وكان في القرية موقعان أثريان: أحداهما (تل السميرية) يحوي حجارة منحوتة وأرضية من الفسيفساء وقبوراً وأعمدة وتيجان أعمدة حجرية والآخر (أبو عتبة) يحوي مقاماً إسلامياً وبعض قطع السيراميك.
احتلال القرية
احتلال القرية وتطهيرها عرقيا:
احتلت القرية صباح 14 أيار \ مايو 1948 عندما هاجمها لواء كرملي من جهتي الشمال الغربي والجنوب. وحدث ذلك خلال عملية بن عمي( أنظر الغابسية, قضاء عكا). وكتب المؤرخ الإسرائيلي بين موريس يقول إن ذلك تم (مع الإبقاء على الجانب الشرقي من القرية مفتوحاً للسماح للعرب بالهرب وهذا ما حدث بعد أن قصفت الوحدات المهاجمة الموقع وتقدمت نحوه) غير أن المؤرخ الفلسطيني عارف العارف يقول إن القرية سقطت بعد قتال ضار جراءه جميع شبان القرية بعد نفاذ ذخيرتهم أما كتاب(تاريخ الهاغاناه) فيذكر فقط أن القوات نزلت من البحر في نقطة قريبة من القرية وتقدمت لاحتلالها.
أما شهود العيان فإنهم يزودونا تفصيلات تختلف نوعاً ما عما جاء في الروايات أعلاه فقد كان مجاهدو القرية وعددهم 35 تقريباً يدافعون عن القرية إذ باغتتهم وحدة مدرعة تقدمت من الجنوب وقال أحد سكان القرية أن أحد الرجال بدأ إطلاق النار في الهواء ابتهاجاً ظناً منه أنها وحدة تابعة لجيش الإنقاذ العربي, لكن النار أطلقت عليه فاستشهد في الحال. وكان تم إجلاء معظم النساء والأطفال إلى عكا والقرى المجاورة غير أن الرجال حاولوا صد الهجوم من الشمال الغربي قبل انسحابهم, ( تاركين وراءهم الكثير من القتلى والجرحى) وعاد البعض لاحقا لدفن القتلى فلم يسترجع إلا جثة شهيد واحد كانت في الجزء الجنوبي من القرية. وقال أحد الذين عادوا إلى القرية لفترة قصيرة إن القرية كانت في معظمها مدمرة . وهذه الشهادة تؤكدها صورة فوتوغرافية نشرت في صحيفة (نيورك تايمز) بعد أقل من أسبوعين على احتلالها وتبين الدمار الواسع الذي ألحقته (فرق النسق اليهودية بالقرية) وهذه الصورة التقطتها وكالة إسوشييتد برس, وجاء في التعليق الوارد عليها أن القرية كان يستخدمها العرب مركزاً للقنص على الطريق العام المار من الشمال إلى الجنوب.
روايات أهل القرية
قبل النزوح الى لبنان. وقال أحد النازحين من «السميرية» أنه نزح الى عكا ومنها الى الغابسية حتى سقطت في آخر تشرين الأول، وبعد سقوط ترشيحا توجه الى لبنان. كان بعض السكان يتسللون الى بيوتهم «قبل أن تهدم » لاحضار ما اضطروا الى تركه من طعام ولباس واثات عند هروبهم اول مرة من قريتهم. كانت السياسة السائدة أن يقوم مخاتير اليهود بتحذير القرى العربية المجاورة لهم، وبان هجوما وشیکا سيقع عليها ، وذلك بقصد دفع اهلها الى مغادرتها. اما في السميرية فقد اختلف الوضع حيث جاء شخص يرتدي زي الضباط وادعي انه من وحدة خاصة من جيش الانقاذ، المرابط بعكا، وانه بلغ مسامعه ان القرية سيهاجمها اليهود ، لذا كان اقتراحه اخلاء القرية الا من الرجال المحاربين وهكذا كان ولم يبق في القرية سوى (۳۰) رجلا للدفاع عنها عند الهجوم، وقد وعدهم الضابط انه اذا حدث هجوم عليهم سيهب للدفاع عنهم ونجدتهم، وقد تبين فيما بعد أن هذا الضابط هو احد افراد الهاجناه ، لقد دمرت القرية تدميرا کاملا واقيمت على اراضيها عدة مستوطنات منها شویرا، این مناحم، کفار روزنود .
القرية اليوم
القرية اليوم:
لم يبق من السميرية اليوم سوى حجرة واحدة من مسجدها وأجزاء من أحد الأبنية وبعض الحيطان والقناطر من المنازل المتداعية وبعض الأضرحة. أما الجزء المتبقي من المسجد فهو بناء حجري مربع, له سقف مسطح يقوم على بعض العوارض والألواح الخشبية وله باب مقوس مقفل الآن وتغطي معظم الموقع غابة من شجر الكينا, وبالإضافة إلى أعشاب وأشجار برية. وثمة زريبة للأبقار في الجزء الشمالي من الموقع. أما الأراضي المجاورة فيقوم سكان مستعمرة رغبا بزراعتها.
الباحث والمراجع
المرجع:
1- وليد الخالدي، كي لا ننسى (1997). مؤسسة الدراسات الفلسطينية
2- صحيفة الاتحاد, 25 أيلول 1997 — یا جذور الوطن: