احتلال القرية - النهر - قضاء عكا

هاجر أهالي قرية النهر و أقاموا بالقرب من مدينة صور في محلة البص.
 عاد عدد من الأهالي الى القرية النهر في فلسطين حيث لم تكن محتلة آنذاك. عند وصولنا إلى قرية النهر وبدأوا بزراعة بعض الخضراوات كالبندورة والفلفل والملوخية والباذنجان.

كانت القرية خالية من السكان إلا القليل (حوالي 20 شخصاً) والقرى المجاورة كان وضعها مشابهاً لقريتنا. أثناء الليل كان يذهب أهالي القرية الموجودين إلى القرى الجبلية الأخرى خوفاً من مهاجمة الصهاينة ليلاً وفي النهار يذهبون للعمل في البساتين.

كان الذعر يدب في القرية خاصة في الليل لأن مستعمرة نهاريا كانت تبعد عن قرية النهر حوالي 6 كيلومترات وتصلنا بها طريق معبدة هي طريق ترشيحا-عكا.
سقطت النهر مع مجموعة أخرى من القرى التي تقع في الجليل الغربي الى السمال من عكا, في 20-21 أيار 1948, خلال المرحلة الثانية من عملية بن عمي وقبل الاجتياح بيوم واحد أصدر قائد لواء كرملي التابع للهاغاناه أوامره الى ضباطه بالهجوم من أجل الفتح, وبقتل الرجال, وبتدمير قرى الكابري وأم الفرج والنهر وحرقها.
 فبعد نزوح الأهالي عن قرية النهر بحوالي عشرة أيام هاجم جيش الهاجاناه هذه القرية الجميلة الوادعة ولم يجد فيها أحداً سوى 16 عجوزاً مسنة تتراوح أعمارهم بين الثمانين والتسعين سنة وليس لهم أي معين ومعهم رجلان معاقان وفاقدا العقل ومشلولان فقام بجمعهم في مكان واحد وأطلق النار عليهم وتركهم يسبحون بدمائهم في حارات القرية ولم يرحمهم كبر سنهم. 

 ثم قام الصهاينة بنسف بيوت القرية جميعها وتركها قاعاً صفصفاً وقام بتحويل مياه ينابيع القرية بواسطة أنابيب معدنية إلى جهة مجهولة. وأصبحت القرية وبساتينها بدون مياه مطلقاً، وهذا العمل هو نموذج واضح لكل ما حصل في قرى قضاء عكا وما فعله جيش الهاجاناه فيها.