معلومات عامة عن سَلَمَة - سَلَمة الباسلة - قضاء يافا
معلومات عامة عن قرية سَلَمَة - سَلَمة الباسلة
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة في منطقة السهل الساحلي شرقي مدينة يافا شمال الطريق العام المؤدي إلى المدينة، وعلى مسافة 5 كم عن مدينة يافا، بارتفاع لايزيد عن 25م عن مستوى سطح البحر.
تقدرمساحة أراضي سلمة بـ 6782 دونم، شغلت أبنية ومنازل القرية ما مساحته 114 دونم من مجمل تلك المساحة.
هاجم جنود من لواء إلكسنروني قرية سلمة يوم 25 نيسان/ أبريل 1948 واحتلوا القرية في سياق عملية "شومتز" وهو التاريخ المدون لاحتلال القرية.
سبب التسمية
مصدر الاسم "سَلَمة" فيُشير أهالي القرية إلى أنّه منسوب إلى الصحابي سلمة بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي، وهو أخو أبو جهل عمرو بن هشام وابن عم القائد الفذ سيف الله المسلول خالد بن الوليد. وخرج سلمة في خلافة أبي بكر الصديق مع الجيوش الإسلامية إلى بلاد الشام مقاتلا وقيل أنّه استُشهد في معركة مرج الصفر سنة 14 هجرية، في أوائل خلافة عمر بن الخطاب، وقيل إنّه استُشهد في معركة اجنادين سنة 13 هـ قبل وفاة أبي بكر، والقول الأول أرجح، لأنّه يقال بأن موقع معركة أجنادين هو بالقرب من بلدة بيت جبرين في قضاء الخليل، ولا يُعقل أن يكون نقل جثمانه من هناك كل هذه المسافة ليدفن في بلدة سلمة بينما يُشير مكان استشهاده (المشهد) والقريب من بلدة سلمة بأنه استشهد في معركة مرج الصفر على القول الغالب عن مكان استشهاده، وقد يكون اسم مرج الصفر هو الاسم الذي كان يطلق على السهل الممتد من أمام بلدة سلمة وحتى نهر العوجا، حيث كانت تدور معظم المعارك الطاحنة على ضفاف البحيرات والأنهار وينابيع المياه لحاجة الجيوش الماسة إلى الماء.
وفي رواية سميت القرية باسم (سلمه الباسلة)، وذلك لبسالة أهلها بالدفاع عن القرية بكل ما أتيح لهم من قوة، ومهاجمة المستعمرات الصهيونية القريبة من محيط القرية.
أراضي القرية
استخدام الأراضي عام 1945 نوعية المساحة المستخدمة فلسطيني
- مزروعة بالحمضيات 2,853 395
- مزروعة بالبساتين المروية 370 314
- مزروعة بالزيتون 25 0
- مزروعة بالحبوب 2,266 140
- مبنية 114 0
- صالح للزراعة 5,489 849
- بور 294 36
المرجع
الموسوعة الحرة
البنية المعمارية
المعالم الدينية
١- مسجد ومقام سلمة: يقع في المركز الشمالي من القرية قريبًا من مقام "سيدنا سلمة"، ومساحته مع المقام والأرض التي من حوله 11551م²، ويرجع تاريخ بنائه إلى القرن التاسع عشر. يُروى أنّ القائد أبو نبّوت عندما حاصر مدينة يافا تمهيدًا لفتحها، مرّ بموقع بلدة سلمة، فوجد ذلك الشيخ المبارك الذي كان يقوم على خدمة ضريح سيدنا سلمة، وهو جد الشيخ صالح الموسى ابو ربيع، فقال له يا شيخ: ادعُ لي بأن ينصرني الله على عدوي، فقال له الشيخ: أتعدني إن دعوت لك ونصرك الله على عدوك بأن تبني هذا الضريح. فقال أبو نبوت: أعدك يا شيخ بذلك وبأكثر منه. وبالفعل فقد انتصر محمد أبو نبوت على عدوه، محمد باشا أبو مرق حاكم يافا المخلوع من قبل السلطان العثماني. وفعلاً وفَى أبو نبوت بما وعد به الشيخ، فبنى مسجد سلمة، وأقام قبة جميلة على ضريح الصحابي سلمة، وبنى سورًا جمع المسجد والضريح والقبة وحرم المسجد، وحفر بئرًا تتجمّع فيه الأمطار في فناء المسجد ليتوضأ منه المصلون، وأرّخ ذلك العمل على بلاطة رخام، وضعها في أعلى باب العليّة التي أقامها فوق بناء المسجد، حيث كان الآذان يُرفع منها في الأوقات المختلفة.
وجدير ذكره أنّ حجارة مقام ومسجد سلمة هي من نفس حجارة المسجد المحمودي الذي بناه أبو نبوت في مدينة يافا وأيضًا السبيل الذي يحمل اسمه.
وببناء المسجد والضريح وإقامة بئر ماء الشرب في بلدة سلمة تهيأت كافة الظروف والأسباب لإعادة إعمارها، والعودة لسكناها ثانية، وبالفعل فقد بدأ قسم كبير من الأهالي الذين كانوا هجروها خوفًا من الحروب المتتالية التي كانت تدور رحاها في المنطقة، وتشردوا بعيدًا عنها، من الانتقال للعيش في ذلك المكان، وانضمت إليهم جماعات أخرى خاصة مصرية وافدة عبر السنوات، وعلى وجه الخصوص أثناء حملة إبراهيم باشا على بلاد الشام.
٢- مسجد الأفغان في سلمة. وبُني هذا المسجد في العام 1927م على نفقة أبناء الجالية الأفغانية الساكنة في سلمة. وتبلغ مساحته 14 م طولا من الشرق إلى الغرب و7 امتار عرض. المسجد مبني من الحجر البلدي. له بابان من الشمال وستة شبابيك من الجهات الأخرى عدا الغرب. وبجوار المسجد بئر ماء.
٣- جامع ثالث: لم نتوصل إلى اسمه. وقائم في أرض القواس الوسطاني ومساحته 900 م².
٤- مقام نعيم بن عبدالله النحام. وهو مدفون في مقبرة النحام.
٥- مقام حسن: مقامه إلى الشمال الشرقي من بلدة سلمة وقد كانت إلى جانبه جميزة ضخمة، اجتمعوا تحتها للتحكيم بين الناس. بالقرب منه أقام اليهود مؤسسة "بيت إفعال".
٦- مقام المغازين: مقامهم إلى الغرب من سلمة، قريبا من مقبرة طاسو، ويرتفع المقام 53م عن سطح البحر وهو إلى جوار مسجد سلمة.
٧- مونس: مقام له قبة، وتسميه دراسة بعثة صندوق اكتشاف فلسطين "مُعنِّس"، والتي تعني الصخرة.
٨- مقبرة سلمة: تقع إلى جوار المسجد. وتعرف باسم مقبرة الشهداء، مهجورة وهدم جزء كبير منها تمهيدا لإقامة حارة يهودية باسم"كفار شاليم".وتقع في بلوك رقم 6129 قسيمة 94 ومساحتها 8106 مترا.
٩ مقبرة أخرى: ومساحتها 5245 مترا. أيضا إلى جوار المسجد المذكور. وهدمت هي الأخرى بهدف إقامة متنزه عليها. بالإضافة الى وجود مقابر عائلية أزالتها شركات اسرائيلية متجاهلة حرمتها.
١٠- ضريح اسلامي وأرض تابعة له ومساحته 11551م.
المرجع
مواقع النكبة: سَلَمَة... برتقالة الحب للمؤرخ والكاتب جوني منصور: موقع رمانه https://rommanmag.com/view/posts/postDetails?id=6062
عائلات القرية وعشائرها
كانت عائلات البلدة مقسّمة الى أربعة مجموعات رئيسية:
تقسم العائلات إلى قسمين: قسم سابق، وقسم وفد على الآخر, أما العائلات العربية السابقة لسكنى المدينة فهي الزعاربة, الجبرة, الغزاونة واليعاقبة. وقد وفد حسـين وأبناؤه على هذه العائلات في القرن السابع عشر الميلادي سنة ١٠٠٧ هجري. وحسـين هذا كان من سكان الحجاز الذين استوطنوا الشوبك أثناء الزحوف الإسلامية الأولى. ولما تعاظم أمر حسين وأبناؤه في البيرة اشتد خطره على العشائر التي استضافته ووقعت بين الطرفين عدة معارك أدت إلى رحيل بعض العائلات الأصلية. كما أدت إلى تكتل من تبقى من العائلات إلى أن أصبحت حمائل البيرة على الشكل التالي:
- العـابد ومنها عوائل حماد ، عطـا ، أبو حسـان ، عطـا الله ، احسينه وعائلة أبو سلامة من الغزاونة .
- الطويـل ومنها عوائل أبو نايفة ، بحـور ، ناصر ، جادالله ، دعاس ، عميرة ، اتيم ، ابو خلف ، عامر ، مزيد ، زايد ، خلف ، عوض الله ، ابزيع ، عبد الرسول ، ابو تينة ، وعائلات أبو عباس و النسـر من الزعارنة واتيم زاغنيم من الغزاونة.
- القرعـان ومنها عوائل أبو عيد ، جبر ، شبلي ، عيسى ، اسعد ، عبد الفتاح ، أبو شحاده ، صرصور ، أبو موسى غنيم ، و تنضم إليها عائلة جاد الله.
- القـراقرة ومنها عوائل عويس ، حميده ، أبو عاصي ، الشلاوه ، المالكية ، و عائلة أبو عبيــد من الغزاونة.
- الحمـايل وتتألف من الجبرة واليعاقبة ولهذه الحمولة تنتسب عائلات عبد الوهاب ، صمرين ، قاهوق ، أبو حموده ، درويش ، واطريش.
الرفيـدي وهي تنتسب إلى نصـارى نجـران. نزحت إلى البيرة من رفيديا بالقرب من مدينة نابلس, قدم جد عائلة الرفيدي إلى البيرة حائكا, ثم نال خطوة عند أهل البيرة نظرا للخدمات التي كان يقدمها لمشايخ البيرة خصوصا ما كان متصلا منها بالكتابة و قد كانت هذه العائلة تتقرب لحامولة الطويل.
الاستيطان في القرية
أحيطت سلمة في العهد البريطاني بعدد من المستعمرات أهمها “هاتيكفا”. ودمرت البلدة إثر نكبة 1948. وهي في الوقت الحاضر أحد أحياء مدينة تل أبيب*، ويدعى “كفار شالم”.
المراجع:
مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج4، ق2، بيروت 1972.
المأذون الشرعي في القرية
المأذون الشرعي أحمد عنبتاوي كان يكتب العقود للقرى التالية:
قرى ساكيه وسلمة واليهودية" العباسية " و يازور ودوار ملبس
الرياضة والألعاب في القرية
قام بعض شباب القرية عام 1937م بإنشاء (نادي شباب سلمة الرياضي)، ولكن اشتعال ثورة فلسطين أدى الى عدم الاهتمام به وسرعان ما أغلق. وفي عام 1943م قام شباب القرية بإعادة تشكيل النادي من جديد. وكان المختار إعبيد علي الصالح رئيسا للنادي، والمحامي عبد العزيز صقر أمين صندوق النادي وعضو هيئته الإدارية. وتولى احمد محمد صالح خليل امانة سر النادي في سلمة (وأصبح فيما بعد رئيسا للمجلس القروي في سلمة)
وكان في سلمة ملعب لكرة القدم، وكان الملعب عبارة عن بيدر، وبعد درس المحصول يستعمل البيدر كملعب. وكان شباب القرية يتنافسون مع فرق ونوادي رياضية من القرى العربية المجاورة، مثل العباسية واللد او مع الألمان من مستعمرة سارونا.
المجلس القروي: تشكل في سلمة مجلس قروي عام 1946م من 11 عضوا، واختير احمد محمد صالح خليل رئيساَ للمجلس
التعليم
أثناء الحكم العثماني لم يكن هناك مدارس بل كان يوجد كتاتيب وبعد التخرج من الكتاتيب يستكملوا الدراسة في مدارس ،وفى قرية سلمة كن كتاب يدس فيه الأستاذ أحمد الطيبى ،ضلت الكتاتيب حتى عام 1920م عندما احتل الإنجليز فلسطين،حيث أقاموا أول مدرسة بمعلم واحد وهو حسن أبو كلام، وفى ال1924و1925م بنيت أول مدرسة بغرفتين ، ثم عقدها في 1930م بنيت غرفتين فأصبحت المدرسة تحتوي على أربع غرف ،من الصف الرابع حتى السابع،وفي ال1936م أقيمت أول مدرسة للإناث عبارة عن صفين في كل صف مدرسة ، مدرسة يدفع راتبها إدارة الأوقاف والأخرى كانت القرية تدفع راتبها ،كان في المدرسة 121طالبة في صفين و معلمتين ،معلمة من المدينة ومعلمة من القرية ،ومن كان يريد استكمال تعليمه يذهب إلي يافا ،من كان يأخذ الأول في الصف السابع يأخذوه إلى مدارس يافا الحكومية حتى يكمل تعليمه، ولكن يوجد مدارس في يافا غير حكومية لمن يستطيع تحمل النفقات ومن هذه المدارس غير الحكومية مدرسة الثقافة وهى مدرسة ثانوية ، هناك أمور حدثت أدت إلى توقف من يريدون استكمال تعليمهم في يافا ، الأسباب هي حدوث الثورات حيث كانت علي أشدها فأوقفوا حركة السير بسب العمليات التي كان يقوم فيها الثوار ،فبسبب وقف حركة السير على شارع يافا ومطار اللد لم يستطع الطلاب إلى الوصول إلى مدارسهم للدراسة.
وقد تأسست أول مدرسة ابتدائية للبنين في البلدة عام 1920، وبمعلم واحد وهو الاستاذ حسن ابو كلام، وكانت قبل ذلك كتاتيب أهلية في العهد العثماني، يتعلم فيها الطلاب مبادئ القراءة والكتابة.
وفي العام الدراسي عام 41-1942م، اكتملت فيها المرحلة الابتدائية، وضمت المدرسة 504 طلاب، يقوم على تعليمهم عشرة معلمين..
وفي عام 1936 تأسست مدرسة ابتدائية للبنات، وضمت المدرسة 121 طالبة عام 1945م، تعلمهن معلمتان، وكانت المدرّستان من يافا.
كما تأسست في البلدة ثلاثة مدارس أهلية، وهي مدرسة الشيخ احمد الطيبي- ونشأت في العهد العثماني، وهو إمام البلدة وكان يسمى الخوجة؛ ومدرسة الشيخ مرشد سعادة، ونشات في عهد الانتداب البريطاني؛ ومدرسة الاستاذ عبد الحميد المصري ونشأت في بداية الاربعينات (1940م)، وكانت شبه نظامية ومن أفضل المدارس في البلدة). وكان ميسور الحال من الطلاب يكمل دراسته الثانوية في مدارس يافا
التاريخ النضالي والفدائيون
كانت البلدة محاطة من جهاتها الأربع بعدد من المستوطنات الصهيونية المسلحة؛ فمن الشمال كانت تقع مستوطنات مونتفيوري ورامات غان التي كانت مركزًا لتدريب عصابات الهاغنا التي ارتكبت العديد من الجرائم بحق الفلسطينيين وقتئذ.
وإلى الشرق من بلدة سلمة كانت تقع مستوطنة كفار سركن، وعزرا من الجنوب، ومستوطنة هاتيكفا من الغرب، وكانت هاتيفكا واحدة من أخطر المستوطنات على أمن سلمة واستقرارها، كما كانت تقع تل أبيب إلى الشمال الغربي للبلدة.
وفي ظل هذه الإحاطة الصهيونية الكاملة بسلَمة، كان اليهود دائمي التعرض لها، وحين أُعلن عن إضراب 2 ديسمبر/كانون الأول 1947م كانت نفوس أهل سلَمة ثائرة جراء إجرام الصهاينة، فاشتبكوا مع عصاباتهم في المنطقة وأسقطوا منهم اثنين، وكانت هذه الأحداث بداية العمل العسكري ضد الصهاينة.
أدرك أهالي سلَمة أن العمل المنظّم هو ما يجب أن يكون في ظل هذه الظروف العصيبة، واجتمعوا على إنشاء لجنة للدفاع عن مدينتهم، اشتُهر منها عدد من الشخصيات مثل مفلح علي صالح وموسى أبو حاشية. ومثّل العائلات الكبيرة كل من الحاج نجيب أبو نجم عن آل نجم، وعبد الرحيم حماد من آل حماد، وحسن أبو عيد عن الخطاطرة، وموسى محمود سويدان عن الفلاحين وغيرهم.
استطاعت هذه اللجنة أن تُجنّد في بداية عملها المقاوم 30 من شبابها مزوّدين بـ30 بندقية من البنادق الاعتيادية، ومقدار لا بأس به من العتاد، وكان قائد القطاع الغربي للمقاومة في فلسطين الشيخ حسن سلامة استطاع تزويدهم بالعتاد والسلاح.
وفي الوقت نفسه انتشر أعضاء اللجنة وشبابها المقاوم في القرى المجاورة يبحثون عن مزيد من السلاح والعتاد، بل أرسلوا أمين سر هذه اللجنة إلى القاهرة ليجلب مزيدا من السلاح، فعاد يحمل 60 صندوقًا من الذخيرة و30 بندقية من السلاح الإنجليزي والألماني.
حينئذ تجمّع لدى لجنة المقاومة في سلمة عدد لا بأس من البنادق ورشاشان ومدفع ألماني من طراز هوشكش ومدفع مورتر، وما إن أُعلن قرار التقسيم في 29 نوفمبر/تشرين الأول سنة 1947م حتى أطلق رجال مدينة سلمة القريبة من يافا أسلحتهم ومقاومتهم الباسلة التي استمرت قرابة 5 أشهر بهذا السلاح القليل والدعم المنعدم.
وكما يقول عارف العارف مؤرخ فلسطين في كتابه "نكبة بيت المقدس والفردوس المفقود بين عامي 1947-1949" إنه ما كان ينقضي يوم واحد منذ صدور قرار التقسيم إلا وكان الفريقان يصطدمان، وكان الرصاص ينهمر عليهما مثل المطر، وصمد أبناء سلمة الصناديد في وجه خصومهم، فكانوا أمامهم كالحديد، لم يتزحزحوا عن مواضعهم، ولم يرحلوا عن منازلهم؛ كانوا يعدّون الفرار عارًا.
رجال سلمة في داخل "تل أبيب"
برزت بطولة المقاومة في سلَمة حين أنذروا قادة الجيش البريطاني ألا يسمحوا لجنودهم بالمرور من البلدة في طريقهم إلى مطار اللد وإلى تل لتفنسكي القريب حيث يوجد معسكر القوات البريطانية، وكانوا قد اعتادوا المرور من سلمة ليلا ونهارًا للوصول إلى المطار والمعسكر.
وكان أهل سلمة قد أنذروا البريطانيين بمنع المرور؛ لعلمهم أن العصابات الصهيونية في أثناء حروب النكبة كانت تتزيّا بزي الإنجليز، وتقوم بعمليات هجوم مباغتة على المقاومة الفلسطينية وتوقع منها الرجال، ولكن الإنجليز لم ينصاعوا لطلب أهالي سلَمة رغم وجاهته.
وبعد يومين في 20 ديسمبر/كانون الأول 1947م مرت سيارة عسكرية بريطانية فقرر المقاومون مهاجمتها، وأحرقوها وجرحوا سائقها واستولوا على بندقيته، فقرر قادة المنطقة البريطانيون مهاجمة سلمة بـ30 دبابة و10 سيارات كبيرة ممتلئة بالجنود، وأنذروا أهل البلدة بإرجاع البندقية ودفع مبلغ كبير تعويضًا عن السيارة التي أُحرقت، ولكن لم ينصع له رجال المقاومة حتى بعد اعتقال عدد كبير منهم، وفي نهاية المطاف قرر البريطانيون سدّ الطريق في سلمة التي كانت تصل يافا بمطار اللد.
وكان إغلاق هذه الطريق ضربة كبرى للمقاومة في البلدة؛ لأنها الطريق الوحيدة التي كانت مفتوحة ومتصلة بالقرى العربية القريبة مثل اللد والعباسية، ومنها كان يأتي المدد والدعم، واستغل اليهود هذا التطور حتى قاموا بالهجوم على سلمة من ناحية مستوطنة هاتيكفا، وكانوا مزودين بالأسلحة الرشاشة السريعة، فصدهم المجاهدون ببطولة كبيرة رغم فارق العتاد والرجال.
ولكن اليهود كانوا يقصدون من وراء هذا الهجوم تشتيت انتباه المقاومين؛ ففي الوقت ذاته تجمعت عصابات الأرغون وغيرهم في مستوطنة رامات غان القريبة ليهجموا على سلمة من الناحية الأخرى البعيدة عن الطريق، ولكن مجاهدي البلدة كانوا قد استعدوا لهذا المكر الصهيوني وأمّنوا ظهورهم، ولما بدأت طلائع قوات الإرغون في التقدم ظهروا لهم وقاوموهم ثم تغلّبوا عليهم بصورة أدهشت اليهود أنفسهم.
ولم يتوقف المقاومون في سلَمة عند هذا الحد، بل طوّروا دفاعهم إلى الهجوم المضاد على مستوطنة هاتيكفا، واستطاعوا التغلب على سكان المستوطنة من العصابات اليهودية المسلحة وطردوهم منها وأشعلوا النار بها، ومن اللافت -كما يقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف– أن نساء سلمة اشتركن في هذا الهجوم وكنّ يشجّعن الرجال على القتال.
ومن الأخلاق العالية التي ظهرت في هجوم رجال سلمة ونسائها على المستوطنة أن اليهود من رعبهم هربوا وتركوا من خلفهم أبناءهم، فلم يتعرض لهم المجاهدون بسوء، وكان عدد الأطفال اليهود 26 طفلا، سلّموهم إلى القوات البريطانية التي سلّمتهم بدورها إلى أحد المستشفيات في تل أبيب.
وعلى وقع اندحار القوات اليهودية وانتشار خبر انتصار مقاومي سلمة راح المناضلون الفلسطينيون من اللد والعباسية القريبة يأتون مددًا لإخوانهم، وبدأ الجميع في الانتشار حول المستوطنات الأخرى المجاورة حتى تمكنوا من بلوغ تل أبيب يلقون الرعب في أفئدة سكانها، وأشعلوا النار في عدد من منازل مستوطنة شابيرو التي تعد اليوم حيّا من أحياء تل أبيب.
وأمام هذا الاندحار الكبير الذي تعرض له اليهود، تدخل البريطانيون لإنقاذهم ونجدة تل أبيب، وأصدروا أوامرهم للمقاومة الفلسطينية من رجال سلمة واللد والعباسية أن يخرجوا من تل أبيب وإلا تعرضوا للقصف بالطيران والهجوم العسكري البريطاني، واضطر رجال المقاومة إلى الانسحاب للفارق الكبير في العتاد والسلاح، واستُشهد في هذه المعارك 14 مجاهدًا فلسطينيا وامرأتان بينما سقط من اليهود 100.
وهكذا وبحجة فصل العرب عن اليهود استطاع البريطانيون إنقاذ تل أبيب من السقوط في أيدي المقاومة الفلسطينية بقيادة رجال سلمة، ولو حدث هذا لتغيرت كثير من معادلات النكبة، خاصة معارك يافا والشمال الغربي الفلسطيني وقتئذ.
نهاية سلمة
ولكن ورغم هذا الدعم البريطاني وقتئذ، الذي يذكرنا اليوم بالدعم الأميركي اللامتناهي لإسرائيل، لم يكن يمضي يوم دون قتال بين المقاومة في البلدة والعصابات الصهيونية، ومن أهم المعارك التي وقعت حينئذٍ ما جرى في أيام 18 ديسمبر/كانون الأول 1947 والأول والـ28 من فبراير/شباط 1948.
تاريخ القرية
تعتبر سلمة اكبر قرية بقضاء يافا، وأقربها الى المدينة، بل كانت وكأنها حي من أحيائها. وقد شهدت زيادة غير طبيعية في عدد السكان، حيث قدر عدد سكانها بحوالي 1187 نسمة عام 1922م، و3691 نسمة عام 1931م، و 6730 نسمة عام 1945م، ووصل عدد سكانها الى 7807 نسمه عام 1948م، وهذه الزيادة السكانية الكبيرة ناجمة عن انتقال أعدادا كبيرة من العائلات من مختلف المناطق الفلسطينية للعمل والإقامة فيها. وساعدها في ذلك وبشكل كبير قربها من ميناء يافا الذي جعلها مركزا للحركة التجارية، التي انتعشت بعد حلول الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1918م، مما اجتذب الكثير من العائلات من مختلف المناطق الفلسطينية للانتقال والإقامة فيها. وبعد ثورة عام 36 ترك قسم من أهالي يافا بيوتهم وبياراتهم المنعزلة، والتي كانت قريبة من مناطق اليهود، وأقاموا في سلمة، خاصة أن أسعار الأراضي والمعيشة فيها ارخص من يافا.
شهداء من القرية
تاريخ الاستشهاد | الشهيد |
2012 | صالح اسعد سعيد الناجي |
1933 | عبد الحافظ علي صالح |
1936 | حسن شحادة أبو العينين |
1938 | حسني محمود مشه |
1938 | أحمد محمود علي صالح |
1955 | |
1947 | عقيلان فرج العبيد صيف عام |
8/12/1947 | الشهيد علي أبو نصار |
27/12/1947 | أحمد صالح غنيم |
28/12/1947 | أحمد محمود أبو العينين |
28/12/1947 | خالد صالح غنيم |
30/12/1947 | حسن إمارة |
12/1/1948 | معوّض أبو نجم |
18/1/1948 | حمودة سويدان |
18/1/1948 | عبد الفتاح الجليس |
28/1/1948 | حسين عمر أبو حاشية |
1/2/1948 | رشيد الياسين |
1/2/1948 | محمد علي الغولة |
8/2/1948 | قاسم صالح العالم |
1948 | أحمد اليازوري |
1948 | عبدالجابر قرمش |
3/3/1948 | محمد محمد الغندور |
18/3/1948 | أحمد يوسف الخطيب |
20/3/1948 | محمود محمد أبو العينين |
1948 | محمد قدوم |
8/4/1948 | محمد محمود هندي |
15/4/1948 | أحمد حسين أبو نجم |
28/4/1948 | أنيس سويدان |
28/4/1948 | علي التونسي |
28/4/1948 | سعيد الفيشاوي |
28/4/1948 | سالم نمر الخليل |
28/4/1948 | شامخ قنديل |
28/4/1948 | محمود إبراهيم السالم صقر |
احتلال القرية
احتلال القرية
كانت سلمة محاطة بعدّة مستعمرات يهودية وباتت عرضة للهجمات شبه المستمرّة طوال خمسة أشهر، ابتداءً من 5 يناير/كانون الأوّل 1947 أي بعد مرور أسبوع على صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين. فقد ذكرت صحيفة "ذا نيويورك تايمز" أن عناصر من الهاغاناه أطلقت نيران رشاشاتها على سلمة في ذلك اليوم، وان الأسر العربيّة راحت تخلي المنطقة وتتوجّه إلى اللد والرملة.
وذكرت صحيفة "فلسطين" أن هجومًا من قسمين وقع في التاريخ نفسه، وأنه هدأ بعد وصول الشرطة البريطانيّة ثم استؤنف في الليل. وقد أفيد عن وقوع عمليّات قنص وعمليّات هجوميّة أخرى في اليومين اللاحقين.
ويذهب تاريخ الهاغاناه إلى أن قيادتها في تل أبيب قرّرت في يناير 1947، "مهاجمة قرية سلمة السيئة الصيت"، ويضيف أن "هذا الهجوم كان الأوّل على قرية عربية وقد نفّذ فجر 19 يناير، وكان مآله الفشل.
ويشير المؤرخ الفلسطينيّ عارف العارف إلى غارة أخرى شنّت في 28 يناير وسبقها هجوم تضليليّ انطلق من مستعمرة بيتح تكفا. وقد انطلقت الغارة الصهيونيّة من رمات غان، حيث حشد الصهاينة قوّة كبيرة تمّ تشكيلها من شرطة المستعمرات اليهوديّة ومن عصابة الإرغون. ولم يكتف المدافعون عن القرية بإرغام المهاجمين على الانسحاب فحسب، بل شنّوا أيضًا هجومًا مضادًا على بيتح تكفا، وانضم إليهم رجال من اللد والعبّاسيّة.
في أوائل يناير 1948، أقام سكّان القرية عدة دفاعات مرتجلة حول سلمة. وورد في صحيفة "ذا نيويورك تايمز"، بتاريخ 11 يناير، أن وحدات الجيش البريطاني استخدمت نيران المدفعيّة لإزالة أربعة حواجز حول القرية، وأوعزت إلى المختار بأن يلزم سكّان القرية بردم خندق كبير.
اعتقد الصهاينة أنَّ سلمة كانت ملاذًا للمقاتلين العرب غير المحليين. لكن عارف العارف يشير إلى أنّ السكّان أنفسهم نظّموا مجموعة مؤلّفة من نحو 30 رجلاً، في إثر صدور قرار الأمم المتحدة بالتقسيم في نوفمبر 1947. وقلما مر يوم بعد هذا التاريخ من دون حدوث مناوشات حول القرية.
استمرت الهجمات على القرية حتى النصف الثاني من إبريل، لكن ذخيرة المدافعين عن القرية ما لبثت أن نفذت وأخذ سكّانها بالرحيل خلال عمليّة "حميتس" التي هدفت إلى تطويق يافا واحتلالها. وقد احتلت وحدات من لواء "ألكسندروني" سلمة في 29 إبريل 1948، وتشتّت أهلها إلى نواحي رام الله ونابلس وغزّة وعمّان.
المرجع
العربي الجديد
أعلام من القرية
من أعلام القرية
الحاج محمد حسين العلي مختار سلمة يافا بعد تهجيرنا من سلمة وضمها الى ما يسمى تل ابيب.وهو اكبر ملاك للاراضي في ما يسمى تل ابيب
محمود حسن حماد (1928)
الحاج مصطفى العتال الحاج
علي أبو نصار
الحاج محمود محمد زغلول
والحاج محمد جمعة الهوبي
الحاج شفيق أبو نجم
أهالي القرية اليوم
القرية اليوم
بقي من القرية منازل عدّة، أربعة مقاهٍ، المسجد، المقام، مقبرة واحدة، والمدرستان. المنازل مهجورة وفي حال مزرية من الإهمال المقصود، باستثناء تلك التي يقيم اليهود فيها. وهذه المنازل مبنيّة في معظمها بالإسمنت، وتبدو عليها سمات معماريّة متنوّعة.
كانت المقاهي الأربعة معروفة بأسماء مالكيها: محمد الحوتري، وأبو عصبة وشعبان الناجي، والعربيد. وتعيش أسرة يهوديّة في مقهى الحوتري. أمّا المقام ذو القبة في حالٍ من الإهمال المتعمّد.
إحدى مقبرتي القرية (مقبرة الشهداء) مهجورة وتكسوها النباتات البريّة، أمّا الثانية فقد حوّلت إلى منتزه إسرائيلي صغير. وتنبت أشجار التين والسرو والنخيل وشوك المسيح ونبات الصبّار في أنحاء الموقع. وبصورة عامّة، يغلب البناء على الأراضي المحيطة.
وفي حديث مع سامي أبو شحادة، العضو السابق للمجلس البلدي تل أبيب يافا، قال لـ"العربي الجديد"، إن "ما جرى ويجري في قرية سلمة هو استمرار لبرامج محو الهوية ومعالم مدينة يافا العربيّة. إن استيلاء بلديّة تل أبيب على مدينة يافا على إثر النكبة، أدّى إلى تهميش سكّان مدينة يافا الأصليين وطردهم من دوائر التخطيط واتخاذ القرار".
وأضاف أنه لا يوجد لدينا صوت أو قدرة على التأثير في ما يتعلّق بالتخطيط لحاضر ومستقبل مدينة يافا. ولذلك نحن نرى أهميّة كبيرة لإعادة بناء قائمة يافا، وخوض انتخابات المجلس البلديّ تل أبيب يافا المقبلة. علينا أن نعود وبقوّة للمجلس البلديّ لكيّ نُسمع صوتنا ونحاول التأثير على حاضر ومستقبل الوجود والتاريخ والتراث العربيّ والفلسطينيّ في يافا ومنطقتها.
المرجع
العربي الجديد
الباحث والمراجع
المراجع
- العربي الجديد https://www.alaraby.co.uk
- كتاب قرية سلمة / عيسى أبو عريضة
- موقع قلقيلية تايمز
- مواقع النكبة: سَلَمَة... برتقالة الحب للمؤرخ والكاتب جوني منصور: موقع رمانه https://rommanmag.com/view/posts/postDetails?id=6062
- مصطفى مراد الدباغ: بلادنا فلسطين، ج4، ق2، بيروت 1972
- الجزيرة: مقال رجال سلمة، https://www.aljazeera.net/politics/2024/8/7/%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%88%D8%A7-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A3%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%AA%D9%84