قَيْطِيَّة - قضاء صفد - (قرية مهجرة)

كانت قرية قيطية تتوسط القرى والبلدات التالية:

• قرية لزازة شمالاً.
• قرية العابسية ( الغابسية) شرقاً.
• قرية الدوارة جنوباً.
• قرية الناعمة من الجنوب الغربي.
• قرية الخالصة غرباً.
• وقرية الزوق التحتاني من الشمال الغربي.

بنيت منازل القرية في الأغوار الواقعة شمالي بحيرة الحولة، وكذلك بين نهري الحاصباني غرباً، ونهر القاروني شرقاً، أما نهر بانياس فيمر في جنوبها وعلى بعد مسافة تقدر بــ 1.5 كم.

يمتد نهر الحاصباني من الغرب باتجاه الجنوب ويشكل جنوب القرية وعلى بعد 1.75 كم عنها نقطة التقاء مع عدة أنهار تشكل في مجموعها الروافد العليا لنهر الأردن، وجميع هذه الأنهار وتفرعاتها إضافةً لبحيرة الحولة كانت مصدراً لمياه الشرب والري لأهالي القرية.

قَيْطِيَّة: بفتح أوله وسكون ثانيه، وكسر ثالثه وفتح رابعه مع التشديد وهاء، ويرحج المؤرخ مصطفى الدباغ أن أصل التسمية يعود إلى كلمة (قطية) السريانية والتي تعني الصيف، وربما موقع القرية ومناخها المعتدل كان سمة من سماتها فأطلق عليها هذا الاسم.

وُصِفت البنية المعمارية للقرية كما ورد في الموسوعة الفلسطينية كالتالي: "تتكون قيطية من قسمين، الأول شرقي- وهو الأكبر – يقع على الضفة الغربية لنهر القروني (القاروني) إلى الشرق من نهر الحاصباني ويتكون من جزئين، الأول مكتظ يمتد من الشمال إلى الجنوب، والآخر متباعد إلى الغرب منه.

والثاني– وهو الأصغر– يقع على الضفة الغربية لنهر الحاصباني إلى الغرب من القسم الأول ويمتد بصورة عامة من الشمال إلى الجنوب، ومساكنه متباعدة.

قُدِرَ عدد سكان القرية عام 1931 بــ 824 نسمة وكانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم 163 منزلاً.

ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1945 حوالي 940 نسمة، وفي عام 1948 بلغ عددهم 1090 نسمة، وقُدِرَ عدد اللاجئين عام 1998 بــ 6696 نسمة.

اعتمد اقتصاد القرية بالدرجة الأولى على عائدات النشاط الزراعي، وقُدِرَتْ مساحة الأراضي المزروعة بــ 4711 دونم، وُزِعَتْ كالتالي:

-    19 دونم: زُرِعَ بالحمضيات.

-    44 دونم: غُرِسَتْ فيه الحبوب (قمح، شعير، ذرة،...إلخ).

-    4465 دونم: غرست بمحاصيل متنوعة (الأشجار المثمرة الموز، التين، والزيتون،...إلخ)، بالإضافة إلى الخضراوات (الكوسا، الخيار، البندورة، الباذنجان،...إلخ).

إلى جانب الزراعة، اهتم أهالي القرية بتربية رؤوس الماشية (أغنام، ماعز، أبقار) واستفادوا من عائدات منتوجاتها أيضاً.

هذا بالإضافة إلى عمليات البيع والشراء التي كانت تتم بين أهالي القرية والقرى والبلدات المجاورة، حيث يبيع أهالي القرية الفائض عن حاجتهم من المحاصيل الزراعية والمنتوجات الحيوانية، ويشترون حاجاتهم من المواد الاستهلاكية والغذائية التي لا تتوفر في القرية.

كانت قيطية تبعد عن مدينة صفد 42.5 كم وترتبط بها بطريق معبدة، بمسافة 40.5 كم منه، والباقي طريق ترابية غير معبدة، أما الطرق التي كانت تربط القرية بالقرى المجاورة فقد كانت ترابية غير معبدة.

مع نهاية شهر نيسان/ أبريل 1948 وبداية أيار/ مايو 1948، بدأ الصهاينة عملية "يفتاح"، التي كانوا يهدفون فيها للسيطرة على مدن وقرى الجليل الأعلى، وكما هو معروف عن أسلوب الصهاينة في نشر الذعر والشائعات تزامناً مع ارتكاب عدة مجازر، تزيد من درجة الخوف لدى المواطنين العرب، وكان لدى سكان قرية قيطية الأثر ذاته، خصوصاً عقب ما سمعوه عن المجازر التي ارتكبت في القرى الفلسطينية عقب احتلالها من قبل الصهاينة، مثل قرى: مجازر قرى، دير ياسين، الحسينية، وعين الزيتون.

لذلك ونقلاً عن المؤرخ "وليد الخالدي" وما دونه في موسوعته "كي لا ننسى"، الذي يروي أنه ربما غادر أهالي القرية إلى لم يكونوا غادروا جميعهم، بل بقي قسم منهمن غادروا منازلهم خوفاً من هجوم صهيوني مفاجئ، ولم يذكر أن العصابات الصهيونية احتلت القرية أو دخلتها خلال العام التالي، ومن بقي في القرية من أهلها وأحيانا بعض الغرب الذين أجبروا على ترك قراهم عقب احتلالها، صمود جميعاً في القرية قيطية حتى 5 حزيران/ يونيو 1949، وفي منتصف تلك الليلة هاجمت وحدات الجيش "الإسرائيلي" القرية، وقامت بطرد أهل القرية، ومعهم أهالي قريتي الجاعونة والخصاص، وألقوا بهم على سفح تلٍ أجرد جنوبي صفد تقريباً من قرية عكبرة.

عقب احتلال القرية في 5 حزيران 1949 دَمَّرَ الجيش "الإسرائيلي" قرية قيطية بشكل كامل واليوم لم يبقَ من القرية، أي أثر يذكر باستثناء أنقاض المنازل المدمرة، وحجارتها المتناثرة في المكان، والتي تغطيها النباتات البرية وأشجار الكينا والأشواك.

وقد توسعت مستعمرتي "كفار بلوم" المبنية عام 1943، و "بيت هليل" المبنية عام 1940 على أراضي القرية حيث أن هاتين المستعمرتين بُنِيَتا على أراضي القرية، ثم توسعتا عليها، واليوم أراضي القرية تتبع إدارياً لهاتين المستعمريتن.

لا يعرف عن أبناء القرية عقب نقلهم إلى عكبرة في 5 حزيران 1949 إلا ما ذكره المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس أن أبناء قرية قيطية مع أهالي قريتي الخصاص والجاعونة التي تم نقلهم إلى عكبرة ومكثوا فيها لعدة سنوات أخرى.

ومن المرجح أن أبناء هذه القرية إما تم طردهم مع أبناء القرى المجردة الذين طردوا عام 1956 إلى سورية، وإما سُمِحَ لهم بالعيش في القرى العربية في الداخل الفلسطينية المحتل.

ملاحظة:

لم تتوفر لدينا معلومات دقيقة عن مصير أبناء القرية بعد تاريخ 5  حزيران 1949، الرجاء ممن لديه فكرة أو معلومة أو يعرف أحداً من أبناء هذه القرية التواثل معنا لاستكمال وتصحيح المعلومات.

إعداد: عبد القادر الحمرة& وليد حوران، استناداً للمراجع التالية:

• الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 162.
• الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 31- 32- 36- 45- 46- 147- 154- 155- 156.
• الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 354- 355.
• عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 489.
• أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 29.
• "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 65- 66.
• العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 212- 220- 241- 251.
• أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 109.
• "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 10.
• "قرية قيطية- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 14-5-2023.