معلومات عامة عن كَفْر بِرْعِمْ - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية كَفْر بِرْعِمْ
قرية فلسطينية مُهجرة، مبنية فوق تلٍ صخري شمال غربي مدينة صفد وعلى بعد 17 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 750م عن مستوى سطح البحر، كانت مساحة أراضيها تبلغ حوالي 12250 دونم منها 96 دونم بُنِيَتْ عليها منازل القرية وأبنيتها.
احتلت القرية في وقت متأخر من حرب عام 48 أوائل شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 1948 في سياق عملية "حيرام".
الحدود
كانت قرية كفر برعم تتوسط القرى والبلدات التالية:
- مضارب عرب الهيب والحدود اللبنانية شمالاً.
- قرية فارة شرقاً.
- قرية الرأس الأحمر من الجنوب الشرقي.
- قرية الجش جنوباً.
- قرية سعسع من الغرب والجنوب الغربي.
أهمية موقع القرية
تمتاز كفر برعم بموقع استراتيجي دفاعي هام، فمن ناحية ارتفاعها الذي يفوق الـ 700 م عن مستوى سطح البحر، ومن جهة أخرى إشرافها على مجموعة من القرى والبلدات المجاورة، ناهيك عن قربها من الحدود اللبنانية- الفلسطينية الأمر الذي جعلها في موقع استراتيجي هام وهدف لسيطرة القوات المتحاربة عبر الأزمنة.
مصادر المياه
بنيت القرية فوق تل مرتفع في الجانب الشرقي لأحد روافد وادي خلة العبد، وهذه التلة تعتبر خط تقسيم المياه بين وادي العبد غرباً ووادي فارة أحد روافد وادي حنداج شرقاً.
سبب التسمية
كِفر بِرعِمْ بكسر الكاف في كفر وكسر الباء والعين في برعم والاسم عربي يعني حقل الحنطة، وفي رواية أخرى وردت في بحث صادر عن جامعة بيرزيت ويتناول تفاصيل عن قرية كفر برعم يذكر أن اسم القرية تحريفاً لاسم "بيرييام" التي تعني كثيرة الثمر وهو الاسم الذي عُرِفَت به في العصور الوسطى، أما الدكتور وليد الخالدي في مؤلفه "كي لاننسى" فيذكر أنه قد يكون تحريفاً لاسم بلدة بريعم الكنعانية.
معالم القرية
كان في القرية عدداً من المباني الخدمية والإدارية منها:
- عدة مقاهي، دكاكين ومحال تجارية.
- مدرسة طائفية دينية.
- عيادة طبية لطبيب واحد هو من أبناء القرية اسمه الدكتور ذياب.
- كنسية.
- مركز للشرطة أقامه البريطانيون في محيط القرية، كان يديره ضابطاً عربياً من مدينة الناصرة اسمه عبد الحميد عون الله.
الآثار
كفر برعم موقع أثري فيه بقايا معبد روماني قديم في ساحة مستوية ومرصوفة بحجارة مستوية، ومدافن، معاصر زيتون، مغارة، صهاريج، حوض منقور في الصخر.
كما تقع خربة بُدِيّا شمال غربي القرية وتحتوي على جدران متهدمة، صهاريج أعمدة، معاصر، مدافن منقورة في الصخر.
السكان
قُدِرَ عدد سكان القرية عام 1922 بــ 469 نسمة، ليرتفع مطلع الثلاثينيات إلى 544 نسمة وكان لهم حينها 132 منزلاً.
ارتفع العدد أواسط الأربعينيات إلى 710 نسمة، وفي عام 1948 وصل إلى 1010 نسمة، وفي إحصائية أخرى سُجِلَ العدد 824 نسمة (في الغالب الإحصائية الأولى ضمت عدداً من لاجئي القرى المجاورة الذي هُجِروا من قراهم منذ بداية حرب الـ48)، جميع سكان القرية كانوا من العرب المسيحيين، مع وجود بعض المسلمين.
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 5058 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية:
سروع، ضو، فرح، عيسى، سليمان، الخوري أو داوود الريشة أو زكنون، ذياب أو زيدان، يعقوب أو خلول، سوسان، حداد، شقور، دكّور، بدين، أيوب، أبو رودة، مخول، مارون، مغزل.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد كفر برعم على الزراعة بشكل أساسي، وقد قٌدِرَتْ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بنحو 4819 دونم، وزِعَتْ كما يلي:
- 1101 دونم مزروعة بالبساتين المروية والأشجار المثمرة، وأهم غلالها كانت: التين، اللوز، وغيرها من الأشجار المثمرة.
- 143 دونم خُصِصَتْ لزراعة أشجار الزيتون.
- 3718 دونم مزروعة بالحبوب بمحاصيلها المختلفة: قمح، شعير، وغيره
بالإضافة إلى 7329 دونم لم تكن مزروعة وإنما نبتت فيها الأشجار الحراجية والغابات والنباتات البرية (كون المنطقة جبلية مرتفعة).
إلى جانب الزراعة، اهتم أهالي كفر برعم بتربية المواشي للاستهلاك المحلي فقط، أغنام، ماعز، أبقار، دواجن، وغيرها.
كما ربطتهم علاقات تجارية مع مدينتي صفد وحيفا، إضافةً لقرية سعسع المجاورة حيث كان يتم تسويق التبغ لشركة قرمان وسلطي، كما كان للقرية علاقات تجارية مع مدينتي صيدا وصور اللبنانيتين.
إضافةً لعمل بعض أهالي القرية في بعض الوظائف الرسمية لدى حكومة الانتداب، كما عمل بعض شبان القرية في ميناء حيفا.
الاستيطان في القرية
أسس يهود مهاجرين من فرنسا وشمال أفريقيا عام 1949 كيبوتز يعرف باسم "بَرْعام" أو "بيرعام" أو "كفار برعام"، يتبع الكيبوتز الوطني على أراضي قرية كفر برعم العربية وتحديداً في على بعد قليل في شمالها الشرقي، ويشتهر الكيبوتز ببساتين الفاكهة ومزارع الدجاج والمواشي.
وفي عام 1963 أسست سلطات الاحتلال مستعمرة جديدة على أراضي القرية في الناحية الشمالية الغربية من موقع كفر برعم العربية المدمرة.
التعليم
كان في القرية مدرسة دينية ابتدائية أعلى صف فيها هو الصف الرابع الابتدائية، كانت المدرسة مفتوحة منذ زمن العثمانيين أغلقت خلال الحرب العالمية، وأعيد فتحها زمن الإنجليز عام 1921، كان يدرس في المدرسة أبناء القرية من البنات والذكور، كما كان يقصدها بعض أبناء قريتي سعسع وصلحة، وكانت المدرسة تُعرف باسم المدرسة اليسوعية، أما من أراد إكمال دراسته بعد الصف الرابع الابتدائي كان يذهب إلى لبنان لإكمال دراسته، إلى صفد أحياناً.
الطرق والمواصلات
كانت كفر برعم ترتبط بطريق فرعية معبدة تربطها بالطريق الواصل إلى مدينة صفد، وآخر يفضي إلى الطريق العام الساحلي، وكانت هناك طرق فرعية أخرى تربطها بالقرى والمناطق المجاورة.
الوضع الصحي في القرية
قديماً استخدم أهالي القرية الطب الشعبي في العلاج وقد كان المرحوم أيوب أندراوس الذي كان يقوم بتجبير الكسور، إضافةً لشخص آخر هو عيسى مارون.
وكانت هناك سيدة هي حلوة بنت حنا ابراهيم كانت قابلة تشرف على ولادة نساء القرية، كما كان في القرية ممرضة عملت في مدينة القدس هي حجلة أخت الدكتور ذياب الذي كان طبيباً هو أيضاً من أبناء القرية كان يعمل في مدينة صفد.
إضافةً لممرضة لبنانية هي سلمى زوجة فريد الخوري أحد أبناء القرية الذي أكملوا دراستهم الثانوية في لبنان.
لم يكن في كفر برعم إلى حين احتلالها أي مركز طبي أومشفى وكان العلاج يعتمد علة هؤلاء الممرضات والدكتور ذياب، وفي بعض الأحيان كان أهالي القرية يلجأون إلى بلدتي الرميش وبنت جبيل اللبنانيتين لتلقي العلاج.
التاريخ النضالي والفدائيون
يذكر البحث الخاص بجامعة بيرزيت حول قرية كفر برعم، ووفقاً لروايات أهالي القرية، "أن القرية كانت بعيدة على ما يبدو عن مسرح الأحداث خلال الحرب العالمية الأولى حيث لم يرَ أهل القرية الجيش التركي إلا وهو مهزوم، ولكن عندما بدأ الاحتلال الإنجليزي لفلسطين ولكون كفر برعم قرية حدودية أصابتها أيدي الإنجليز في محاولة لفسخها وتجزئتها، بل يمكن أن يقال أنه تم وضع القرية بكاملها داخل قفص من الأسلاك الشائكة يمتد من الناقورة غرباً إلى المطلة شرقاً مروراً بكفر برعم، وقد ضم هذا الجدار بوابة تربط القرية بأراضيها حيث يتم فتحها بعد ساعة من شروق الشمس وتغلق عند الغروب".
"وفي ثورة الــ36 كانوا يتردد الثوار لزيارة أصدقائهم في القرية وقد انخرط أحد أبناء القرية في صفوف الثورة وكان يحمل اسماً مستعاراً وهو أبو أحمد الفلسطيني، كان أبو أحد زعماء الفصائل المقاتلة، ولم يكن الأمر ليخلو من بعض الناس الذين تربطهم علاقات مع الانجليز في حينه، حيث كان يقيم الإنجليز مركزاً للشرطة في محيط القرية يديره ضابط عربي من الناصرة اسمه عبد الحميد عون الله."
احتلال القرية
لم يخض أهالي القرية أية معارك مع العصابات الصهيونية، وربما موقع القرية الحصين جعلها بمنى عن المعارك التي كانت دائرة في المدن والقرى المجاورة، إلى أن سقطت القرية بيد القوات الإسرائيلية مطلع شهر تشرين الثاني/ عام 1948، وتم طرد سكانها منها، لم تدمر القرية كما حصل عند احتلال القرى الأخرى.
حاول بعض أهالي القرية العودة إليها، وقد سمحت سلطات الاحتلال للذين طُرِدوا خارج الحدود بالعودة إلى الأراضي المحتلة ولكن ليس إلى قريتهم، أما من حاول الختباء في الكهوف المجاورة للقرية فقد نقلتهم سلطات الاحتلال إلى قرية الجش، وأحلوا في منازل القرية مستوطنين صهاينة.
في تموز/ يوليو عام 1952 قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأن لاسبب يمنعهم من العودة، لكن جيش الاحتلال سوّى منازل القرية وأبنيتها بالأرض.
أهالي القرية اليوم
عقب احتلال القرية توجه بعض أهالي القرية إلى لبنان أما من اختبئ في الكهوف المحيطة بالقرية، فقد قامت سلطات الاحتلال بنقلهم إلى قرية الجش المجاورة، لاحقاً عاد بعض أهالي القرية من لبنان والتحقوا بأهلهم في الأراضي المحتلة، واليوم يقيم أهالي قرية كفر برعم في بعض قرى الداخل الفلسطيني المحتل في بلدات الجش، الرامه، المكر، الجديده، كفر ياسيف وفي مدينتي حيفا وعكا.
القرية اليوم
دُمِرَت القرية بالكامل باستثناء الكنيسة التي يدعي الصهاينة أنها كانت كنيس يهودي، ولكن هذا الإدعاء لم يوجد حتى اللحظة أي دليل أو أثر تاريخي يثبت أنه كنيس يهودي، وتنتشر على سفح التل جدران متداعية ومنازل شبه منهارة وأنقاض ما دُمِرَ من منازل القرية حيث تكسو الأشجار والنباتات البرية تلك الأنقاض، أغلق موقع القرية المدمر، وأعلنت سلطات الاحتلال المناطق المجاورة للقرية موقعاً سياحياً وأثرياً.
بالإضافة لمستعمرتي "دوفيف" و"بَرْعَم" اللتان بنيتا على أراضي القرية وعلى مقربة من القرية العربية المدمرة.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 162.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 31- 32- 203- 204- 206- 211- 212- 217- 224- 254.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 358- 359- 360.
- كناعنة، شريف& اشتية، محمد. "القرى الفلسطينية المدمرة رقم 13 كفر برعم". جامعة بيرزيت: القدس.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 491.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 29.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 69- 70..
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 144- 220.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P: 44.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 105.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 10.
- "قرية كفر برعم- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: ١٩-2-2023.