معلومات عامة عن حَمَامَة - قضاء غزة
معلومات عامة عن قرية حَمَامَة
قرية فلسطينة مزالة، كانت قائمة فوق رقعة مستوية من الأرض في السهل الساحلي، وتبتعد نحو 2 كم عن شاطئ البحر الأبيض المتوسط، وتحيط بها كثبان طويلة من الرمال من الشرق والغرب، وهي ن قرى قضاء مدينة غزة وتقع على مسافة 24 كم عنها، في ناحيتها الشمالية الشرقية، بارتفاع لايزيد عن 25 م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي القرية بـ 41366 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 167 دونم.
احتلت حمامة في وقت متاخر من حرب عام 1948 على الرغم من تعرض القرية منذ مطلع العام المذكور لهجمات متعددة من قبل العصابات الصهيونية، ولكنهم لم يتمكنوا من احتلالها إلا خلال المرحلة الثالثة من عملية "يوآف" حيث هاجم جنود من لواء "جفعاتي" قرية حملمة ومجموعة من القرى المجاورة واحتلوها يوم 28 تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
الحدود
كانت قرية حمامة تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية إسدود شمالاً.
- قرية بيت دراس من الشمال الشرقي.
- قرية جولس شرقاً.
- مدينة المجدل عسقلان وامتداد أراضيها من جهات الجنوب إلى الجنوب الشرقي والجنوب الغربي.
- والبحر الأبيض المتوسط غرباً ومن الشمال الغربي.
العمران
بناء بيوت القرية
كان مخطط بيوت حمامة في شكل النجمة بسبب امتداد العمران على طول الطرق التي كانت تصل قلبها بالقرى والبلاد المجاورة. ويظهر نموها العمراني واضحا في اتجاه الشمال والشمال الغربي. وقد بلغت مساحتها في أواخر عهد الانتداب البريطاني مائة وسبع وستين دونما (العمران)، وبلغت مساحة الأراضي التابعة لها نحو 41366 دونما.
بنية بيوتهم من الاسمنت و الزفزف باستخدام دوامر الحديد ، بدل " الحمارة " ، كما عرفت بعض بيوت القرية " القصارة " وهي مسح جدران وحوائط البيوت خاصة " العلالي " والعية طابق فوق الأرض به غرفة واحدة كبيرة ، منها ما تم انشاؤه ، ومنها ما كان بقايا لقصر أو أثر قديم . وأبرز هذه العلالي ، هي :
- علية سليمان الشيخ وهي عبارة عن بناء مستحدث .
- علية عبد الباري و كانت عبارة عن بناء مستحدث .
- علية نسمان و كانت عبارة عن بناء مستحدث .
- علية محمد يوسف الخواجة و كانت تستخدم كقهوة متميزة .
- علية القوقا و هي بقايا قصر روماني قديم .
وبشكل عام كانت بيوت القرية أكثر تلاصقا ومتقاربة جدا، ومالكوها أفراد من عائلة واحدة ، ولم يتغير هذا النظام إلا بعد زيادة عدد السكان، صارت البيوت تقام بشكل أكثر تناسقا، ونشأت شوارع وأزقة جديدة وتجاوز الناس بعض النظر عن روابط الدم و القبيلة.
- الزفزف : هو المهشم المستخرج من شاطئ البحر .
- الحمارة : قطعة من الخشب أو الآثل توضع فوق جدران المنزل قبل بناءه وتحمل عليه جذوع أخرى أقل حجما .
- ساعد في ذلك استخدام دوامر الحديد المسروقة من معسكرات الجيش البريطاني في جولس ، ومن فلكنات السكة الحديد .
بنيت بيوت البلدة في موقع قرية يونانية عرفت باسم باليا بمعنى حمامة، ولذلك اكتسبت حمامة أهمية سياحية لوجود الخرائب الأثرية حولها بشكل غير عادي، وربما تعود هذه الآثار إلى عهود ما قبل اليونانيين حيث أن الفلسطينيين الأوائل أقاموا عند الساحل ما بين غزة وأسدود. كما أقيمت بيوت البلدة على منبسط سهلي يرتفع قرابة ثلاثين مترا فوق سطح البحر، وكانت تحف بهذا الموقع من الشرق ومن الغرب تلال رملية طولية مزروعة يبلغ ارتفاعها خمسين مترا فوق سطح البحر.
المرجع
الباحثة الشابة مها عباس من قرية حمامة
معالم القرية
التلال في القرية:
1- تل الفراني
2- تل بشة
3- تل ابو حراجة
4- تل الفرهند
5- تل الصفرة
6- تل ابو جهم
7- تل الحرارية
8- تل معصبة
9- تل العرقوبية
10- تل الابطح
الخرب والمعالم الاثرية في القرية ومن اهمها:
1- خربة الابطح
2- خربة صند حنا
3- خربة معصبة
4- خربة بشة
5- خربة خور الديك
6- خربة النواميس
7- خربة المصلى
8- خربة مكوس
9- خربة خسة
10- خربة بزا
11- خربة السواريف
12- خربة حجازي
13- خربة الركب
اضافة الى وجود بعض المعالم الاثرية مثل:
- حجر عيد
- مزار الشيخ عواد
المرجع: كتاب حمامة القرية المدمرة من قضاء غزة للباحث عبد الحميد جمال الفراني
السكان
- قدر عدد سكان قرية حمامة عام 1922 بـ 2731 نسمة.
- ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 3405 نسمة، كانوا جميعهم من العرب المسلمين ولهم حتى تاريخه 865 منزلاً.
- في عام 1945 بلغ عدد سكان القرية 5070 نسمة.
- في عام 1948 وصل عددهم إلى 5812 نسمة وكان لهم حتى ذلك العام 1476 منزلاً.
- وفي عام 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بـ 35689 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أبوعودة، عوض الله، حمودة، دحلان، السر، انشاصي، فرينة، المحلاوي، مقداد، صبّاح، شبير، اللحام، الهباش، المصري، عزام، بركات، عوض، القاعود، أبوالكاس، صقر، شامية، عباس، الحمامي، الهواش، رضوان، الزيان، كلاب، الحسني، الخواجة، كعبر، العمري، أبو سمعان، حرب، النجار، طالب، كسكين، الأعوج، أبوريالة، طبازة، أبوحمدة، نسمان.
العائلات والحمائل المتعددة في قرية حمامة ومنها:
اولاً المقاديد أو المقدادية:
ويرجع أكثر الكتاب والمؤرخين أصل هذه الحمولة إلى الصحابي المقداد بن الأسود الحضرمي.
ولهذه العائلة مكانتها في القرية، والجميع يعترف لهم بشرف النسب، ولهمأ بناء عم في حوران، التي هي من أكبر العشائر هناك ومقرها في "بصرى " وعددقراهم خمسة، وقد كان لهذه الحمولة نفوذ كبير في عهد الدولة العثمانية، وخاصة في أيام السلطان عبد الحميد الثاني، كما أن هناك جماعات أخرى من المقدادية منتشرونفي شرقي الأردن، والبقاع وفلسطين، وتملك هذه الحمولة ١/5 اراضي القرية.
ومن تفرعاتهم:
وهم خمسة أخوة لأب واحد هو مقداد:
١- الهباش: ويضم الألقاب التالية: أبو زور، وأبو القمبز، وأبو الزغاليل.
٢- حسونة: ويضم الألقاب التالية: عبد الحميد، زينب، جرادة، أبو دية.
٣- حلوق: ويضم: حدودو، البوجي، المع.
٤- الأجرب: ويضم: الأخسم، زطيم، هليل، درباع.
٥- انصيبو: ويضم أبو كوانين، سلامة.
٦- مقداد الابن: ويضم الألقاب التالية: الأعوج، أبو طرحة
ثانياً: الكلالبة
وهم ثلاثة فروع، ويذكرون أنهم من ذرية الشيخ أبو عرقوب صاحب الضريح فيقرية حمامة، وأنهم ينتسبون إلى عمر بن الخطاب، عن طريق "علي بن عليل" المدفون في قرية الحرم من أعمال يافا.
وقد نزح جماعة من العراقيب إلى قرية "دورا" من أعمال الخليل.
والكلالبة ثلاثة فروع هي: آل أبو عودة، آل صلاح، آل عاشور، وهؤلاء ثلاثة أخوة.
من تفرعات آل عاشور: نسمان، أبو عبيد، قاسم.
من تفرعات آل أبو عودة: ادريس، سليمان.
من تفرعات آل صلاح: القوقا، شبير، وأبو فول
وهناك أسر لربع الكلالبة، ولا تمت بصلة للتفرعات السابقة وهي: آل أبو حمادة، النبهان، آل الحسني، آل زيدان، آل شرقت، آل الدوش، آل جديد، آل رضوان، آل النجار، آل طالب، آل أبو سمعان، آل العمري، آل الروابعة، وهم مرجان، مزروع، كسكين.
ثالثاً: الصقور
وهم آل صقر، وآل طبازة، وآل شحادة، ويقال أنهم أخوة وقيل بأن أصلهم من مصرمن بلد اسمها القصاصين، وقد سكن جماعة منهم في بيسان.
ومن تفرعاتهم أيضاً: الجعيدي، الأغا، اللحام، والأقرع، وينضم لهم كذلك عائلة أبوالعمرين، وكذلك حسن عزيز، ولكنهم لا يمتوا بصلة القرابة للصقور.
رابعاً: المصريون:
أصلهم مصري، من جنود حملة إبراهيم باشا بن محمد علي باشا.
وتتكون هذه الحمولة من ثلاث أسر كبيرة وهي:
أ- آل أبو سلطان: وهم المحروق، أبو قودة، الأشهب، خضر، الأقرع، الساعي، العنين، عطية.
ب - آل الخواجة.
ج- آل عبد الباري.
هذه الأسر قد ضمت إليها عائلات صغيرة وهي" الجسر، الدنف، عوض الله، المحلاوي، انشاصي، العزازي، حطب، النمنم، الفار، فتيح، محيسن، أبو شعير، سعد، أبو رياح، الزيان، البس، المسارعي، العلوي، المصري، بركات، البياري، اسليم.
خامساً: العووض: ومن تفرعاتهم آل دحلان:
وآل عوض، آل قاعود، آل صباح، آل اسعيد، آل أبو حجر، آل الأعرج، وآل بلح، وهم بني عم وضم إليهم حرب وسكر للربع وأيضاً آل أبو ريالة وآل بسيس وعيوش، حمودة.
سادساً: الشوام :
وهم من الشام، كما يبدو من الاسم، ومن أشهر عائلاتهم، أبو صفية والشاعر، السر،كعبر، شامية.
وهناك بعض العائلات الأخرى، آل الفراني نسبة إلى التل المذكور، والشيش، البدرساوي، القصاص، العكلوك، أبو سيف، الحجة، أبو هاني، وغيرهم.
المرجع : موقع عائلة الآغا https://elagha.net/6
الحياة الاقتصادية
ولحمامه كانت أهمية اقتصادية أيضا لكبر مساحة الأراضي الزراعية التابعة لها حيث كانت الأكبر بين قرى المنطقة الساحلية من ناحية عدد السكان وملكية الأراضي الزراعية وكان لعنب حمامه شهره في فلسطين. وتعود أهمية حمامه الزراعية أيضا لأنها تمتد وسط منطقة يزرع فيها الحمضيات والعنب والتين والزيتون والمشمش واللوز والجميز والبطيخ ومختلف أنواع الخضار والحبوب، وبسبب ملاءمة المناخ لزراعة الحمضيات في حمامه فقد اهتم أهاليها بزراعة الحمضيات أو ببساتين البرتقال التي كانوا يطلقون على مفردها "بيارة" وجمعها بيارات. وحتى عام 1948م كان اهالي حمامه يملكون ما ينيف عن عشرين بيارة برتقال. كانت الزراعة تشتمل أيضا على الأشجار الحرجية التي زرعت لتثبيت الرمال والحد من زحفها. وتجدر الإشارة إلى أن مساحات واسعة من الكثبان الرملية (البرص) كانت تمتد شمالي حمامه بين وادي أبطح ووادي صقرير أو سكرير. وكون حمامه كانت تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولكبر عدد سكانها فقد كان قطاع لا يستهان به من أهلها يعملون بصيد السمك.
المرجع
صحيفة الرأي http://www.alraynewspaper.ps/
الاستيطان في القرية
المغتصبات الصهيونية على أرض القرية
في الأربعينات أقيمت مستعمرتان إلى الشمال الشرقي من القرية على أراضيها مع أنهما غير قريبتين من موقعها وهما: نتسانيم (115125) في سنة 1934 ونتسانيم ؟ كفار هنوعر(115127)في سنة 1949 وبنيت مستعمرة بيت عزرا (117127)على أراضي القرية في سنة 1950. كما أقيمت مزرعة تدعى إشكولوت(117124) على أراضي القرية في الخمسينات.
المرجع
الباحثة الشابة مها عباس من قرية حمامة
الثروة الزراعية
الزراعة في القرية
وتعود أهمية حمامة الزراعية أيضا لأنها تمتد وسط منطقة يزرع فيها الحمضيات والعنب والتين والزيتون والمشمش واللوز والجميز والبطيخ ومختلف أنواع الخضار والحبوب، وبسبب ملاءمة المناخ لزراعة الحمضيات في حمامة فقد اهتم أهاليها بزراعة الحمضيات أو ببساتين البرتقال التي كانوا يطلقون عليها «بيارة»
وكان معظم سكان القرية يعملون في الزراعة* وصيد الأسماك.
علامات أساسية تابعة لبيت " الفلاح الحمامي " :
الطاحونة : وتتكون من حجرين متوسطي الحجم على شكل دائري، أحدهما – وهو الأسفل – منقور به حفرة صغيرة لتلقي المادة المطحونة ، أما الحجر العلوي فيه فتحة من أعلى لوضع المادة المرغوب طحنها ، وبه يد مثبت بقوة تمسك بها المرأة أو الشخص الذي يود القيام بعملية الطحن . ومثبت بالحجرين مسمار طويل وصلب ليساعد على التصاقهما . توضع الكمية المرغوب طحنها في الفتحة العلوية ، وتدار يد الطاحون " الرحى" فتتحرك المادة والتي في الغالب ما تكون من " القمح أو الشعير ، الذرة، العدس ، الحمص ، " بين الحجرين ، وتنضغط بقوة ، فتنزل المادة المطحونة في الفتحة السفلية .
- الخم ( بيت الدجاج ) : وهو في هيئة العامة على شكل فنجان القهوة المقلوب ، يصنع من الطين ، به فتحة صغيرة من أسفل لها غطاء من حجر ، كما أن له طاقة للتهوية من أعلى يبلغ قطرها ٢ بوصة . يوضع به الدجاج وتبيت فيه ، كما أنها تروض على أن تبيض فيه أيضا ، ولهذا يتم التحايل على الدجاجة بوضع بيضة منحوتة من الحور تسمى " راقوبة " توضع في الخم بصور دائمة ، أعلى أن يجمع البيض يوميا من الدجاج .
- القن (بيت الصوصان) : ويشبه الخم تماما إلا أنه أصغر حجما ، ولا يوضع به " راقوبة " .
- البرج (برج حمامة) : ويوضع على حافة السقف على أن يكون مرتفعا نوعا ما ، ويوضع فوق أعمدة من خشب الجميز أو الأثل ، ويصنع ويشكل من صنا ديق الخشب المفرغة تجمع متجاورة وتحزم بالحبال ، أما إذا كان البرج بجوار سقف المنزل ، فتتجمع عيدان الحطب الصلبة وترتب " ثم تليس " بالطين على أن يكون هناك فتحات لدخول الحمام وخروجه تسمى " بوانق " واحدها " بينقة " .
- المقر (مكان شرب الدجاج ) : وهو عبارة عن بقايا أو كراز ( وعاء كبير من الفخار ) مهشم ، يملأ بالماء ويوضع قريبا من الخم أو القن لتشرب منه الطيور .
- البايكة ( بيت تنام فيه الحيوانات والدواب بصورة عامة ) : تتكون " البايكة " من غرفة واسعة فيها المداود لوضع طعام الحيوانات وعلفها سواء في الشتاء أو في الصيف ، وللبايكة باب واسع جدا بمثابة ( فتحة الباب ) بدون الخشب ، سقف عريض ومرتفع لتسهيل دخول الحيوانات و خروجها . وتكون البايكة في الجانب الأبعد من غرف النوم ( غرف المعيشة ) في البيت في محاولة لاتقاء رائحة الحيوانات و روثها . في كل صباح تخرج زوجة الفلاح أو زوجاته وبناته الروث من تحت الدواب ، وينقل إلى الحواكير ( الكروم ) والبساتين ( المزارع ) للاستفادة منها.
هذا وتوجد أشياء أخرى ترتبط بحياة الفلاح وهي موجودة في بيته باستمرار نظرا لأهميتها بالنسبة لضرورتها اليومية ، وهذه الأشياء هي :
- الغربال
- المنخل
- الشوبك
- الدفال
- المفراك
- المجمرة
- الكانون
- القروانة
- الباطية
- المغرفة
- المدقة
- الهون
- القوطة
- القدح
- السلال والسبت
- الطبق
- الطوى
- الصاج
- المزيرة
- الطبلية
- المنقل
- المنصب
- القعادة
- طولة الصبر
- الطنجرة
- القدرة
- الطباخة
- البقلوشة
- اللقان
- القوار
- صحن أبو عشرة
- الزبدية
- الكشكولة
- الجرة
- العسلية
- الكراز
- الشربة
- المصحان
- البلبول
- المحماسة
- عصا القهوة
المرجع
الباحثة الشابة مها عباس من قرية حمامة
من كتاب ( حمامة .. عسقلان ) الجال والرجال للكاتب خليل إبراهيم حسونة ص (١٥١- ١٥٢-١٥٦ – ١٥٧- ١٥٨ ١٥٩- ١٦٣- ١٦٤ )
التعليم
التعليم في القرية
اهتم أهل القرية بتعليم أولادهم رغم افتقار قريتهم للدعم والمساندة
الحكومية سواء في عهد الأتراك أو بعد مجيء الإنجليز، فلم تكن هناك مدارس
زمن العهد التركي، بل كان يقوم بالتعليم رجال درسوا في الأزهر الشريف أو
الكتاتيب نفسها ومعظمهم من أبناء القرية والقرى المجاورة، وكانوا يقومون
بتحفيظ القرآن الكريم، وقراءة المصحف الشريف، وفك الخط، ويتعلم الأطفال بعض
مبادئ الحساب كالجمع والضرب والقسمة، مقابل أجر عيني يدفعه أولياء الأمور
عبارة عن غلال أو بعض القروش مقابل أجر للمعلمين، وأُسست مدرستها سنة 1921م
، وفي سنة 1946م صارت ابتدائية كاملة بها سبعة فصول وبلغ عدد طلابها 338
طالباً يعلمهم تسعة معلمين تدفع القرية أجرة أربعة منهم ، وبها مدرسة للبنات
حتى الصف الرابع الابتدائي تأسست سنة 1946م ، وبلغ عدد طالباتها 46طالبة
تعلمهن معلمتان ، تدفع القرية راتب واحدة ، وكان لمدرسة البنين مكتبة تضم
نحو 400كتاب، وكان في حمامة حوالي 1000رجل يلمون بالقراءة والكتابة وعرفنا
من المدرسين القدامى خلوصي خيال - غزة ، وأبا رياض - الخليل .*
*وبعد سنة 1948م استطاع أبناؤها التعليم في كافة مراحل الدراسة ونبغ منهم
الكثير كالدكتور محمد سلامة، والدكتور علي قاعود، الدكتورة نعيمة عوض،
الدكتور نزار أحمد عوض عميد جامعة البحرين ، دكتور طلال الشريف، د. صبحي
عزام عوض، د. كيمياء داود سليمان رضوان، ود. صيدلة هشام سليمان أبو عودة،
وغيرهم كثير
المرجع
الباحثة الشابة مها عباس من قرية حمامة
الوضع الصحي في القرية
لم يكن في القرية مستوصف صحي للعناية بالمرضى والأحوال الصحية بل كان المرضى من أهالي القرية يضطرون للذهاب إلى المجدل أو غزة أو يافا للعلاج .
*وكان الطب الشعبي شائعاً لديهم ، وبرز من بين السكان واحد يدعى محمد عبد النبي دحلان لديه معرفة واسعة في تجبير وتطبيب كسور العظام ، وورث عنه ابنه
هذه المهنة ويسكن خانيونس/المخيم وله باع طويل في تجبير كسور العظام ومعروف على مستوى قطاع غزة ،وكان لديهم بعض القابلات "داية" لعملية توليد النساء.
المرجع
الباحثة الشابة مها عباس من قرية حمامة
التاريخ النضالي والفدائيون
معارك ثوار قرية حمامة ضد اليهود الصهاينة
خاض ثوار حمامة عدة معارك ضد الانجليز والصهاينة داخل أراضي حمامة ، ونجدة للقرى المجاورة منها:
- معركة قرية أبو سويرح
في شهر ديسمبر ١٩٤٧م اعتدى الصهاينة على القرية أبو سويرح ، فهب أهالي حمامة وبيت دراس واسدود لتجدهم ، وانتصر الثوار عليهم ، ولكن قام الجيش البريطاني بنجدتهم . ومن الحمامية الذين شاركوا فيها : محمود الحاج مقداد ، حسن محمود أحمد ، العيس أبو سمعان ، فارس عرندس ، فارس الخواجة ، أحمد إبراهيم أبو عودة ( الدحول ) ، أحمد أبو عودة ( السمسماوي ) والعبد يوسف الخواجة .
- معركة شرق البلد
واجه الثوار قافلة صهيونية فيما سمي بمعركة شرقي البلد التي حدثت في فبراير سنة ١٤٨م ، وفيها كالعادة سارع الإنجليز لنجدة اليهود واشتبكوا مع المناضلين ، ونتج عن تلك المواجهة أن استولى مقاتلو حمامة على سيارة لوري بريطانية ، وكمية لا باس بها من العتاد العسكري ، وأسروا ثلاث جنود بريطانيين لم يطلق سراحهم سوى القائد حسن سلامة بعد أن حضر إلى القرية مع بعض رجالات النضال الفلسطيني في تلك الأيام ، وشارك في هذه المعركة كل من : محمود هليل ، محمد المحلاوي ، العبد درويش مقداد ، صبحي عبد الباري ، عبد الحميد مقداد ، محمود الدوش (أبو العظم ) ، محمد السردينة العمرية .
- معركة جولس الأولى
حدثت المعركة عندما مرت قافلة يهودية تحميها المصفحات بالقرية في ٢٢ مارس ١٩٤٨ ، وكان المجاهدون قد أعدوا كمينا للقافلة حيث وضعوا ألغاما على الطريق الرئيس في شرق حمامة ، بالقرب من بيارة محمد يوسف شحادة وفي العبارة أسفل الطريق المسفلت وضعوا لغما آخر . وكمن الثوار عند مقام الشيح أبو طراد ، فانجر لغم تحت أحدها فانقلبت المصفحة وتعطلت القافلة فأمطرها المناضلون نيرانا حامية أوقعت بعض الخسائر في اليهود كل أنواع العتاد الذي توفر لديهم في تلك الأيام ، فقد استعملوا المصفحات والطائرات ، وفي النهاية انهزم العدو وفر هاربا تاركا خلفه مصفحتين في حالة جيدة وصالحتين للعمل مع بعض العتاد ، وقد اشترك في هذه المعركة من مناضلي حمامة الذين كتبت لهم الحياة كل من : ( صبحي عبد الباري ، محمد الحاج إسماعيل الخواجة ، عبدالله عاشور ، مصطفى القرم ، عرفات العبد أبو سلطان ، محمود عبد الحميد مقداد ، محمد الصليبية ، محمد النمنم ، عبد الوهاب الفار، إسماعيل النجار " طفل صغير ١٤ عاما " ) . وعندما هاجم ثوار حمامة المصفحة المقلوبة ظنا منهم بأنه لا يوجد بها أحياء من اليهود ، فوجئ الثور بنيران رشاش أحد الجرحى اليهود المستحكم فيها ، واستشهد خمسة من خيرة شباب حمامة ، هم:
- حسين عبد الرحمن اللحام الملقب مناشة ، قائد المجموعة .
- يوسف أبو سمعان الملقب بالعيس ، نائد قائد المجموعة .
- محمود إبراهيم الخواجة ( محمود زهرة ) .
- العبد يحي عوض .
- عثمان خالد الخواجة .
- خليل أحمد القزاز شهيد مدينة المجدل .
- سالم مسلم أبو شوقة شهيد أسدود .
وجرح في المعركة مجاهد صغير السن هو حسين أبو صفية ، وتم غنيمة مصفحتين تم سحبها للمجدل (١) .
- معركة جولس الثانية
حدثت المعركة في ٣١/٣/١٩٤٨ م عندما أخلى الجيش البريطاني (كمب خسة ) الواقع شرق قرية حمامة ، فسارع المجاهدون إلى الاستيلاء عليه واتخاذه مقرا لهم لقطع طريق إمداد الصهاينة لمستعمراتهم في الجنوب ، فحاول اليهود الاستيلاء عليه لكنهم فشلوا وخلفوا وراءهم العديد من القتلى (٢) .
معركة بيت دراس
حدثت المعركة في ٢٧/٣/١٩٤٨م ، فهب ثوار حمامة والقرى المجاورة لنجدة إخوانهم أهالي بيت دراس، فدحروا اليهود المهاجمين و كبدهم عدة إصابات ، وسقط ثلاث شهداء من أهالي بيت دراس وجريح واحد من أهالي حمامة (٣) . قيل أنه جرح من أبناء حمامة في تلك المعركة ثلاثة ، هم : (محمود حسين أبو ريالة وابنه محمد ( السبع ) ، محمود الجعيدي صقر ، ذيب عبد الصمد عوض) . على أثر تلك المعركة بدأ سكان بيت دراس بالرحيل إلى حمامة واستقبلهم الأهالي بالترحاب ، وبعد أن وصلت الإمدادات من أمريكا لليهود عاودوا الهجوم على بيت دراي واحتلوها في ١١/٥/١٩٤٨م (٤) .
معركة أبو كبير
ازداد الثوار قوة باستلائهم على الأسلحة و المصفحات التي غنموها ، فتشاركوا في معركة أبو كبير قرب يافا التي حدثت في ٤/١٩٤٨ م ، حيث ذهبت مجموعة منهم في المصفحة التي غنموها عقب معركة كمب خسة ، وفيها مجموعة هم : محمد طبيش عبد الهادي صقر ( رئيس المجموعة ) ، محمد الشيخ سالم من المجدل ، العبد الجعيدي صقر ، فارس شحادة علي ، عبد الوهاب الفار إلى مدينة اللد حيث مقر قيادة حسن سلامة وذلك لمعرفة مصير ابنيهما . إلا أنهما استشهدا لتعرض مقر القيادة لقصف طيران يهودي (١) .
- معركة دوار المجدل
حدثت في ١٧/ ٣ ١٩٤٨م ، وقتل وجرح في تلك المعركة الكثير من الهجانا الصهيونية ، وقد بدأت المعركة حينما انفجرت الألغام التي زرعتها وحدة التدمير عند دوار المجدل ، وقد بدأت المعركة حينما انفجرت الألغام التي زرعتها وحدة التدمير عند دوار المجدل ، وكان في ذلك في منتصف النهار ، وعلى أثر ذلك انقلبت إحدى المصفحات اليهودية ، واشتدت المعركة وتقدم ثوار حمامة ، وقاموا بمشاركة أبناء الغروب ،وغنم الثوار سيارة شحن ومصفحة محطمة وكمية من الأسلحة الخفيفة ، وأنقذ ما تبقى من قافلة اليهود على أيدي القوات البريطانية (٢) .
محور أسدود: ٢٦/٣-٨/٤/١٩٤٨ م
حدثت على هذا المحور ثلاث معارك بين المناضلين وبين الصهاينة الذين يرغبون في تأمين طرق الإمداد ورفع الحصار عن مستعمرة نتسانيم في شمال حمامة ، وخلال تلك المعارك لم يفلح الصهاينة في تحقيق أهدافهم (٣) .
قاومت قرية حمامة مبكرا اليهود والبريطانيون، ونحن أمام انتقام من أهل القرية بسبب عملية نسف قام بها مقاومن من القرية
المراجع
- المجدل عسقلان. مرجع سابق ص ٨٦ .
- محمد طارق الإفريقي . مصدر ص ٧٧ .
- مقابلة مع أحمد علي أحمد شحادة في بيته في غزة بتاريخ ١٤/١/٢٠١١ م .
- سكيك ، إبراهيم خليل (١٩٨٢) ج ٦، ص ٥٢ .
- الخالدي ، وليد ، كي لا ننسى ، ص ٥٤٠
- .حمودة ، أحمد عبد الرحمن وآخرون ، مرجع سابق ، ص ٦٨٩.
- حرب فلسطين . اللواء إبراهيم شكيب . الرواية المصرية. القاهرة. ص ٢٦٩.
تاريخ القرية
يعود تاريخ القرية إلى عهود قديمة جداً، وذلك من خلال الاستدلال على أصل
التسمية للقرية، إذ تذكر المصادر البيزنطية إن القرية هي بيلايا "Peleia"
اليونانية بمعنى حمامة، حيث كان لها مكانتها الأسطورية التي تبين إن إحدى
الآلهات المدعوة "سميراميس" ربت الحمام حيث نما وترعرع في المنطقة، وهي
قرية عظيمة حسنه سُميت بذلك لحسن منظرها و بياضها كالحمام الأبيض ، و لا
يُعرف موضع بهذا الاسم غيرها وهو اسم ماء " لبني سليم " من جانب النقباء في
الحجاز، وماء لبني سعد بن زيد بن مناة بن يتم، واسم حمامة يُطلق على الطائر
المعروف بهذا الاسم
سنة 1099م - 492 هجرية اقتتل المسلمون والإفرنج قرب حمامة وكان النصر
فيها حليف الإفرنج، وقد نزح جماعة من العراقيب إلى قرية دورة من أعمال
الخليل ، ويقول النابلسي في مخطوطه الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام
ومصر والحجاز إن الشيخ رضوان والشيخ عجلين "المدفونين في مدينة غزة"
كلاهما ولدا الشيخ إبراهيم أبو عرقوب وحفدة الشيخ علي بن محمد بن يوسف بن
يعقوب بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب القرشي رضي الله عنه الذي
توفي يوم السبت الموافق 11 ربيع أول سنة 474 هجرية، وللشيخ محمد البطاحي
صلة قربى بهم
المرجع
صفحة قرية حمامة على الفيس
احتلال القرية
احتلال القرية
تفيد التقارير التي نشرتها صحيفة فلسطين أن حمامة جُرّت إلى الحرب من خلال عدد من الضربات الخاطفة التي بدأت في كانون الثاني \ يناير1948. ففي 22 من ذلك الشهر, هاجم أفراد من سكان مستعمرة نتسانيم المجاورة مجموعة من فلاحي القرية كانت تعمل في الحقول بين حمامة وإسدود. وأسفر الهجوم, بحسب ما ورد في التقارير عن جرح 15 عاملا عربيا, منهم اثنان في حالة الخطر. وبعد ذلك التاريخ بيومين, فتحت وحدة أخرى من المستعمرة نفسها النار على سكان من حمامة فقتلت هذه المرة واحدا, وجرحت آخر. وفي الشهر اللاحق, في 17 شباط \فبراير أطلقت النار على مجموعة من سكان القرية كانت تنتظر الباص على الطريق العام بين حمامة إسدود فجرح اثنان, وجاء في صحيفة فلسطين أيضا, أن المهاجمين عادوا إلى مستعمرة نتسانيم.
كتب المؤرخ الإسرائيلي بني موريس يقول إن القرية احتلت في المرحلة الثالثة من عملية يوآف, التي قام الجيش الإسرائيلي بها (أنظر بربرة, قضاء غزة), في 28 تشرين الأول\ أكتوبر. ومع بداية هذه العملية تجمع في حمامة كثيرون كانوا ضحية هجمات عسكرية أخرى شنت في الأشهر الماضية. فقد تعرضت بلدة إسدود المجاورة (وهي على بعد 5 كيلومترات إلى الشمال) لقصف بحري وجوي عند بداية عملية يوآف وسقطت في يد الإسرائيليين في المرحلة الثالثة من العملية. وجاء في صحيفة نيورك تايمز, في عددها الصادر بتاريخ 18 تشرين الأول \ أكتوبر, أن قاذفات سلاح الجو الإسرائيلي حلقت (من دون عائق تقريبا) نحو أهدافها طوال ثلاث ليال متوالية وأن هذه الأهداف كانت تشمل إسدود. وقد فر معظم السكان الباقين مع وحدات الجيش المصري المنسجمة قبل دخول الإسرائيليين في 28 تشرين الأول\ أكتوبر.
في المرحلة الثالثة من عملية يوآف استُغل النجاح في المراحل السابقة لاحتلال المزيد من الأراضي. فقد تم الاستيلاء على القبيبة (قضاء الخليل) وحمامة في 28 تشرين الأول \ أكتوبر 1948 تقريبا. واستنادا إلى موريس اتسمت المرحلة الثالثة هذه ب "الفرار من الهلع" وب "بعض عمليات الطرد". وعندما دخل لواء يفتاح قرية حمامة وجدها "ملآنة باللاجئين" من إسدود وغيرها بحسب ما جاء في تقرير وحدة الاستخبارات فيه. ويضيف موريس: وقد فرّ من بقي من سكان حمامة, واللاجئون إليها, نحو الجنوب بعد انتصار [الجيش الإسرائيلي], أو أن الجنود شجعوهم على الفرار أو أمروهم بالفرار. وقد ارتكبت مجزرة غير معروفة على نطاق واسع وهي من كبرى مجازر الحرب, خلال هذه المرحلة, في 29 تشرين الأول\ أكتوبر 1948, في قرية الدوايمة (في قضاء الخليل, وعلى بعد 25 كيلومترا إلى الشرق). ويقول موريس إن هذه المجزرة تسببت بفرار الكثيرين من سكان المنطقة.
المرجع
كي لا ننسى وليد الخالدي
روايات أهل القرية
الرواية الأولى
الحاجة حليمة.. عقود النكبة السبعة لم تنسها "حمامة"
عدنا لها بعد 5 سنوات من لقاء أجراه "المركز" معها قبل 5 سنوات. وجدناها بصحة متردّية، آثار الطعن في السن بادية عليها جليًّا، إلا أنها تتذكر قرية حمامة جيدًا، لا تغيب عن مخيلتها التي بدأ النسيان يغزوها، ولم تمحَ تلك التفاصيل التي أدلت بها لمراسنا.
مراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" عاد مع الحاجة حليمة أبو شعيرة (90 عامًا) إلى سنوات ما قبل النكبة، ورسمت بكلماتها صورة عن حمامة، ورحلة التهجير القاسية.
الحاجة حليمة تتمنى أن تدفن في قرية حمامة، التي هجرت منها عام 1948م، فرغم سنوات البعد الطويلة لا تتخلى الحاجة عن بلدتها الأصلية.
وتقع قرية حمامة إلى الجنوب الغربي من فلسطين، على بعد كيلومترين من البحر المتوسط، وبالتحديد في لواء غزة قضاء المجدل عسقلان.
وتحيط بالقرية أراضي قرى أسدود وبيت دراس ومدينة المجدل، ومن الغرب يحد القرية البحر المتوسط، ويحدها من الجنوب أراضي مدينة المجدل وتبعد عنها كيلومتريْن.
أبناء الأحفاد
يجلس إلى جوارها أبناء أحفادها، يلهون ويمرحون، تناديهم لتنال قبلة حب من أحدهم، وتنادي آخر ليعطها "سبحتها"، تقول: إن "حمامة كانت جنة، وسنعود لها رغم أنف الاحتلال".
وتغنى الحاجة رغم تردي وضعها الصحي أهازيج البلدة "حمامة": "على دلعونا وعلى دلعونا.. ريح الشمالي غير اللونا.. على دلعونا وما دلعتني.. وأربع قناني عطر ما عطرتني".
تقول: إن أحفادها وأحفاد أبنائها لن يتخلوا عن وطنهم مهما حدث، وتؤكد أنها تزرع فيهم حب الوطن، وحلم العودة ما يزال يراودها.
ورداً على المقولة الشهيرة لمؤسس الكيان الصهيوني عن موت الكبار ونسيان الصغار؛ ترد الحاجة حليمة بلسان الواثق "الكبار سيموتون حقاً، ولكن الصغار هم أشد تمسكاً بالأرض".
لا تعلم الحاجة شيئًا عن "صفقة القرن" ومشاريع التصفية التي تدبر بليل ضد قضية فلسطين، إلا أن صوتها الضعيف وإيمانها الديني والوطني يشير إلى عقيدة راسخة بحقنا في العودة لفلسطين.
أيام جميلة
71 عامًا هي عمر النكبة الفلسطينية، ورغم تلك السنوات الطوال إلا أن الحاجة ما تزال تتذكر جيدًا أيامًا جميلة قضتها في البلدة المسلوبة.
توضح أن بساطة العيش، والترابط الاجتماعي، والمحبة الكبيرة بين الناس، أكثر ما كان يميز حياتنا في القرية.
وتشتهر قرية حمامة الكبيرة بالزراعة والصيد، تقول الحاجة حليمة: "كنا نطحن الذرة البيضاء ونضيفها إلى الطحين ونخبزها".
"كان الحصيد عمومًا يكفينا سنة كاملة، نخزن القمح والذرة من الموسم للموسم"، وتشير إلى أن أغلب أهالي القرية يعملون في الزراعة وصيد الأسماك.
وتضيف: "كنا نربي البقر والأغنام، ونحلبها ونأخذ منها حليبا للشرب، وكذلك ترويب الحليب بالسمن لإخراج السمنة منه، ثم نضع السمنة الناتجة في جرار مصنوعة من الفخار".
ويعد "المفتول" الأشهر من بين الأكلات الشعبية في حمامة، في "العزائم، والولائم، وفي الأفراح والأتراح".
وتبين أن "التآلف كان كبيرا جدا بين الناس، يشارك أهل القرية بعضهم بعضا بالأفراح والأتراح".
وتتابع "كان الناس يحدون على الميت عاما كاملا، لا يتزوجون ولا يقيمون الأفراح في جميع أرجاء القرية"، حسبما قالت.
وعن طبيعة الأعراس في قرية حمامة، تقول: "تقام الأفراح، وتدق الطبول، وينصب السامر، وتبدأ الدحية من قبل 7 أيام، وتشارك جميع نساء القرية في إعداد الطعام للعرس".
"كان العريس وأهله يأتون إلى بيت العروس والعربات المزينة تجرها الخيول، وفرق الدبكة تؤدي وصلات جميلة، بالإضافة إلى قرع الطبول، كأننا في مهرجان"، تقول الحاجة حليمة.
تقول الحاجة: إنّ في قريتها مدرستين؛ واحدة للبنات وأخرى للبنين، كانتا من الحجر والإسمنت على عكس منازل القرية التي كانت مبنية من طين اللبن المخلوط بالتبن الخشن.
مواقف لا تنسى
وتتذكر الحاجة أخاها الشهيد حسن، الذي استشهد إبان حرب 48 م، حيث كان برفقة ثلة من أقرانه في القرية، قبل أن تباغتهم طائرة صهيونية ويستشهد مع آخرين.
تتابع والدموع تملأ عينيها أن أخاها كان يبلغ من العمر 20 عاماً، وتستذكر أنه قال لها يوما عندما كثر الحديث أن العصابات الصهيونية تذبح الأهالي وتجبرهم على ترك منازلهم: "إن فلسطين حرامٌ عليهم، وإن سلبوها يوماً فحتما إنها عائدة لأهلها".
رحلة تهجير قسرية
وعن يوم الهجرة، قالت: "شعرنا أن موعد الهجوم على بلدتنا اقترب، وكثرت الشائعات بعد مجزرة دير ياسين، هناك من قرر الصمود للحظة الأخيرة، وهناك من خرج خوفاً على النساء والأطفال".
تتابع: "حتى من قرر الهروب من بطش العصابات الصهيونية، لم يسلم من الموت، فلاحقتهم الطائرات الصهيونية بالقصف فارتقى منهم الشهداء والجرحى"، تقول والدموع تملأ مقلتيها: "كانت أيامًا لن أنساها وأنا على قيد الحياة".
كان الأهالي في رحلة هروبهم من بطش عصاباتٍ لا تراعي حرمة صغير ولا كبير، ينتقلون من قرية لقرية، ينامون في الخلاء، لا يجدون ما يقون به جوع بطونهم، إلا من بعض الأعشاب وأوراق الشجر، حسب الحاجة حليمة.
استغرقت رحلة التهجير القسري من قرية حمامة، حسب ما تتذكر الحاجة حليمة زهاء 15 يوما، تقول: "لاقينا من العذاب أشكالاً وألوناً ما يعجز الإنسان عن التعبير عنه".
تضيف والدموع تملأ عيونها: "هجرنا وتشردنا من دورنا، وعملوا فينا اليهود اللي ما انعمل، وما راعوا فينا لا ذمة ولا ضمير".
المرجع
المركز الفلسطيني للإعلام
الرواية الثانية
الحاج موسى أبو سلـطان: “النكبة” كأنَّها اليـوم وحلم العودة في مخيلتي
بالرغم من عبور الحاج موسى أبو سلطان الثمانين خريفاً من عمره؛ إلا أنه ما زال يعيش على أمل العودة إلى بلدته الأصلية (حمامة)، موقناً أن هذا اليوم لا بد أن يأتي، وأن الحق لا بد أن يعود لأصحابه.
ولا يملّ الحاج موسى أبو سلطان من توصية أولاده وأحفاده بعدم التفريط بشبرٍ واحد من أرضهم، ويزرع فيهم أمل العودة إلى أراضيهم، مهما طالت السنين.
وفي حوارٍ مع "العودة" قال أبو سلطان: "أمنيتي أن أرجع إلى الوطن، وأتمنى أن أعود؛ ولا يوجد شيء أغلى عندي من الوطن؛ ومستحيل أن أنسى وطني؛ وعندي أمل دائماً بالله أن يرجع الحق لأصحابه، مهما طال الزمن".
وأكد أبو سلطان أنه رغم أكثر من خمسين عاماً على الهجرة و”النكبة”؛ إلا أنه ما زال يذكر تلك اللحظات، وكأنها حدثت اليوم، وهو الوجع المحفور بقلبه على مدى السنين، وعلى يقين تام بأن "ما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة". وفي ما يأتي نص الحوار:
العـودة: بدايةً أعطنا بطـاقة تعريفية عنك؟
أنا الحاج موسى إبراهيم أبو سلطان. ولدت يوم 1936/4/6 في بلدة "حمامة"، قضاء المجدل، شمال فلسطين المحتلة. ومتزوج ولدي خمسة أولاد وبنتان وأكثر من خمسين حفيداً. عندما هجِّرنا إلى غزة كان عمري 12 عاماً.
العـودة: قبل التهجير واللجوء ومرارة “النكبة”؛ كيف كانت حال بلادكم؟ صف لنا الحياة قبل “النكبة”. كيف كانت؟
حمامة قرية تقع شمالي المجدل، وتشتهر بالزراعة وصيد الأسماك. عدد السكان في تلك الفترة كان 9000 مواطن تقريباً. وكان في قريتنا مدرسة واحدة فقط، كان التعليم فيها لغاية الصف السادس؛ بعدها يأتي من يريد أن يكمل تعليمه إلى غزة؛ لأنها كان فيها كلية. كانت المودة والمحبة تجمع أهل القرية.
كنا نعيش في بيوت من الطين، لكن هناك بعض الناس كانوا يبنون بيوتاً من الباطون، فكانت بئر الماء في وسط البلد لكل أهل القرية، وكانت كل عائلة تدفع "شلن" كي تحصل على الماء"، أو يجمعون خمسة قروش. وبعدها بدأ الناس بحفر الآبار في أراضيهم.
وكانوا يتوظفون بشهادة الصف السابع فقط بعد تخرجهم من كلية غزة؛ أما أنا فتوقفت عند الصف الخامس فقط. وكان أبناء حمامة متواضعين طيبين. وفي صغري كنت أحب دائماً أن أجلس مع الكبار والمخاتير، وكنت أحب أن أسمع أحاديثهم عن عام 1936 أيام الثورة الكبرى.
وكان في قريتنا مجموعة من الشباب أطلق عليهم "المناضلين"، كانوا يقاومون اليهود الذين يسكنون المستعمرات. في ذلك الوقت؛ كان المناضل يبيع كل ما يملك من أرض، وذهب زوجته، كل شيء؛ ليشتري قطعة سلاح وباروداً؛ ليقاتلوا كل إسرائيلي جاء ليحتل الأرض.
العـودة: حدثنا كيف كان هؤلاء الشباب يقاتلون رغم قلة العدة وضعف الإمكانات في ذلك الوقت.
في ذلك الوقت؛ كانت البلدة تفتقر إلى وسائل القتال الحديثة، وحتى الخبرة اللازمة لتشكيل جيش أو ما شابه؛ لكن شباب البلدة لم يعجزوا عن تصنيع الكحل والفتيل، وجاءتهم الفكرة من طريق الصيادين الذين كانوا يستخدمون المتفجرات في صيد السمك؛ وهي عبارة عن صندوق خشب بمساحة 40 × 40 سم، ويضعون في الصندوق كحلاً وكبسولة وفتيلة، ويمدون به سلكاً طويلاً وينسفون به الآليات العسكرية. ومن أكبر المعارك التي شهدتها- ولن أنساها- معركة "جولس"، وهي عبارة عن قرية صغيرة تحدّ "حمامة" من الناحية الشمالية، وكان المعسكر يأتي بالجيش إلى جولس -حيث توجد مستوطنة نتساريم- ونصب الشباب كميناً للقافلة؛ حتى يقطعوا الطريق على الأعداء، وجاءت أربع آليات إسرائيلية من مستوطنة "هربيا" في بيت "داراس" إلى مستوطنة نتساريم، وكانت هناك عبّارة كبيرة في الأسفلت، فجاء المناضلون ووضعوا المتفجرات والعبوات فيها؛ وخططوا للاستيلاء على القافلة، وذلك بتفجير بداية ونهاية القافلة، وبعدها جرى الاستيلاء على وسط القافلة، فأول قافلة تركوها، والمناضلون كامنون في الشجر، فنسفوا العبارة، وسيطروا على القافلة الثانية، وحاصروا من فيها، وأخذوا يطلقوا النيران عليهم.
العـودة: كيف حدثت “النكبة”، وما الذي حدث فيها، بالتفصيل؟
في أواخر عام 1947؛ جاء اليهود فجأة إلى البلد، وعلمنا بقدومهم من خلال مذياع، هو الوحيد الذي كان موجود بقرية حمامة، وأخذ الناس يصرخون ويفرون من القرية؛ حيث قتلوا في بداية دخولهم مختار قرية حمامة على باب بيته، ثم بدأوا يطلقون النار في كل الاتجاهات ويقتلون كل كائن حي يجدونه أمامهم.
وهجر معظم الأهالي البلدة، مستخدمين الحمير والجمال؛ وكنا من بين الذين غادروا، ووصلنا إلى غزة، وجلسنا في حي الشجاعية؛ حيث مكثنا عندهم ليلتين، وبعدها أخذنا عمي وسكنّا في رفح واستقررنا فيها؛ فجاءت وكالة الغوث إلينا في رفح؛ فأخذوا يعطوننا ما نشاء من مخازن التموين حتى ينسونا قريتنا.
العـودة: "الكبار يموتون والصغار ينسون"، هذا ما يراهن عليه دوماً الاحتلال، فماذا تقول؟
أقول لإسرائيل: إن سياستكم هذه فاشلة وخاسرة؛ ولقد قالها موشي ديان "سيموت الكبار وينسى الصغار"، وسنعود إلى أرضنا مهما طال الزمن؛ فالحق لا بد أن يعود إلى أصحابه، ولو مرت مئات السنين. وكل ما أتمناه الآن هو ن أرجع إلى أرضي، وأرى بيتنا ومدرستي؛ فلا يوجد شيء أغلى عندي من الوطن، ومستحيل أن أنسى وطني. وعندي أمل دائماً بالله أن يرجع الحق لأصحابه مهما طال الزمن؛ وما زلت أحتفظ بكواشين الأرض والطابو التي تركها لي والدي وعمي؛ وسأورثها لأولادي وأحفادي من بعدي، وسنبقى نحتفظ بها جيلاً بعد جيل، إلى أن يحين وقت العودة إلى بلداتنا الأصلية، وتعود فلسطين من النهر إلى البحر.
أسوأ مرحلة مرت علينا نحن الفلسطينيين هي الهجرة و”النكبة”، وخروجنا من أراضينا واحتلال إسرائيل لها؛ بالإضافة إلى خذلان الجيش المصري لنا في حرب 67، واحتلال إسرائيل كافة الأراضي الفلسطينية.
والآن نمرّ في مرحلة سيئة جداً، وأثرت على كل الملفات الفلسطينية، كالقدس واللاجئين وحق العودة، وهي الخلافات والانقسامات بين الإخوة الفلسطينيين وانقسام الشعب الفلسطيني.
العـودة: ما المطلوب سياسياً من أجل نصرة اللاجئين؟
المطلوب أولاً من الشعب الفلسطيني، التلاحم والترابط لنكون يداً واحدة؛ لنستطيع التغلب على الاحتلال وطرده من بلادنا إلى الأبد؛ فنحن شعب واحد وكلنا مستهدفون، سواء كان ابن "فتح"، أو ابن "حماس"؛ فإسرائيل لا تفرق بين "حمساوي" و"فتحاوي"، ولا "جهادي"، وتقتل كل شيء: البشر، والشجر؛ والحجر. كل ما نريده من فصائلنا هو الوحدة، وأن يلتفتوا إلى هموم الوطن، وترك الخلافات جانباً؛ لأن الاحتلال هو المستفيد الأول والوحيد من الانقسام
المصدر: مجلة العودة / العدد ــ الخامس والستون/ شباط ــ (فبراير)/ 2013
القرية اليوم
القرية اليوم
لم يبق أثر من منازل القرية, ولا من معالمها. وتغطي الموقع النباتات البرية, ومنها الأعشاب الطويلة والعوسج والعليق فضلا عن نبات الصبار. أما الأراضي المجاورة فمتروكة غير مستعملة.
في الأربعينات أقيمت متسعمرتان إلى الشمال الشرقي من القرية على أراضيها مع أنهما غير قريبتين من موقعها وهما: نتسانيم في سنة 1934 ونتسانيم - كفار هنوعر في سنة 1949 وبنيت مستعمرة بيت عزرا على أراضي القرية في سنة 1950. كما أقيمت مزرعة تدعى إشكولوت على أراضي القرية في الخمسينات.
المرجع
كي لا ننسى وليد الخالدي
الباحث والمراجع
مراجع البحث في القرية
الباحثون:
د. محمد ياسر أكاديمي وباحث
مها عباس من قرية حمامة طالبة جامعية
المراجع
- صحيفة الرأي http://www.alraynewspaper.ps/
- كي لا ننسى/ وليد الخالدي
- المركز الفلسطيني للإعلام
- مجلة العودة / العدد ــ الخامس والستون/ شباط ــ (فبراير)/ 2013
- المرجع : موقع عائلة الآغا https://elagha.net/6
- كتاب حمامة القرية المدمرة من قضاء غزة للباحث عبد الحميد جمال الفراني
- كتاب حمامة القرية المدمرة من قضاء غزة للباحث عبد الحميد جمال الفراني
- سكيك ، إبراهيم خليل (١٩٨٢) ج ٦، ص ٥٢ .
- الخالدي ، وليد ، كي لا ننسى ، ص ٥٤٠
- المجدل عسقلان. مرجع سابق ص ٨٦ .
- حمودة ، أحمد عبد الرحمن وآخرون ، مرجع سابق ، ص ٦٨٩.
- محمد طارق الإفريقي . مصدر ص ٧٧ .
- مقابلة مع أحمد علي أحمد شحادة في بيته في غزة بتاريخ ١٤/١/٢٠١١ م .
- .حرب فلسطين . اللواء إبراهيم شكيب . الرواية المصرية. القاهرة. ص ٢٦٩.
- كتاب ( حمامة .. عسقلان ) الجال والرجال للكاتب خليل إبراهيم حسونة ص (١٥١- ١٥٢-١٥٦ – ١٥٧- ١٥٨ ١٥٩- ١٦٣- ١٦٤ )