احتلال القرية - دالية الرَّوحاء/ قرى الروحة - قضاء حيفا

ورد في مؤلف "كي لاننسى" للراحل وليد الخالدي، نقلاً عن المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس:" أن سكان دالية الروحاء طُرِدوا منها منذ زمن مبكروربما حدث ذلك مطلع شباط/فبراير 1948؛  ويذكر بني موريس: " إن بعض المنظمات الصهيونية كانت قد اشترت أراضي القرية قبل سنة 1948، وإن سكانها كانوا يعيشون فيها بصفة مزارعين مستأجرين.

وفي أوائل سنة 1948، بدأ نقاش في الأوساط الصهيونية بشأن العمل الذي يجب القيام به إزاء مثل هذه المجتمعات. وقد اجتمع يوسف فايتس، أحد مديري الصندوق القومي اليهودي، إلى مسؤولي الصندوق في كانون الثاني/يناير 1948 لتقرير مصير دالية الروحاء ومصير قرية أُخرى. وفيما بعد، كتب فايتس في مفكرته: ((ألم يحن الوقت للتخلص منهم؟ لماذا نستمر في الإبقاء على هذه الأشواك بين ظهرانينا، بينما يمثل هؤلاء خطراً بالنسبة إلينا؟ إن جماعتنا تتدارس الحلول الآن)). ويذكر موريس أن فايتس استخدم، في الشهر اللاحق (شباط/فبراير)، علاقاته بوحدات الهاغاناه المحلية وبضباط استخبارات الهاغاناه، لطرد المستأجرين من قرى عدة، ضمنها دالية الروحاء.

ومع أن سكان القرية ربما كانوا طُردوا في شباط/فبراير، فإن نبأً أوردته صحيفة ((نيويورك تايمز)) أفاد أن القرية ذاتها احتُلت فعلاً في 14 نيسان/أبريل. وقد حدث ذلك في أثناء المعركة التي دارت حول مستعمرة "مشمار هعيمك". وبذلك بلغ عدد القرى التي احتُلّت في قوس يلتف جنوبي تلك المستعمرة، عشر قرى. وثمة ما يؤكد هذا الاحتلال بصورة غير مباشرة، في كتاب موريس ذاته؛ فهو يذكر أن مسؤول الصندوق القومي اليهودي فايتس اجتمع، في الشهر ذاته، إلى كبار قادة الهاغاناه، الذين وعدوه بإعداد ما يلزم من العدة والرجال لإقامة مستعمرة في موقع القرية. ومع ذلك، فإن القرية كانت دُمّرت قبل إنشاء أية مستعمرة. وفي أواسط حزيران/يونيو 1948، كتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بن غوريون، في مفكرته أن تدمير القرية كان شاملاً، مستنداً بلا شك تقريباً إلى تقرير عن تطور الوضع وصله من فايتس.