معلومات عامة عن طيرة حيفا/ طيرة الكرمل - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية طيرة حيفا/ طيرة الكرمل
قرية فلسطينية مُهَجَّرة كانت تتربع على السفوح الدنيا الغربية لجبل الكرمل، وعلى ارتفاع لا يتجاوز 75 م عن مستوى سطح البحر، وعلى بعد 13 كم جنوبي مدينة حيفا، عند التقاء وادي أبو الجع مع وادي العين.
وطيرة الكرمل والمعروفة أيضاً بطيرة اللوز كانت تعتبر ثالث قرية من قرى قضاء حيفا مساحةً، إذ بلغت مساحتها المبنية حوالي 224 دونم، ومجمل مساحة أراضيها بلغت 45262 دونم.
الحدود
كانت الطيرة تتوسط القرى والبلدات التّالية:
قرية بلد الشّيخ شرقاً، قريتي عتليت وعين حوض جنوباً، قرية الدامون في الجنوب الشّرقي، مدينة حيفا شمالاً والبحر المتوسط غرباً.
مصادر المياه
وتوجد ضمن أراضي البلدة مجموعة ينابيع، منها :
- عين السريس في الجنوب الغربي.
- والعين الشرقية وعين أم قصب في الشرق.
- وعين عبد الله في الشمال الشرقي.
سبب التسمية
لعلّ أجمل ما يميّز هذه القرية هو أنّ لها جذوراً يمنيّة، فأحد أسباب تسميتها بهذا الاسم يعود إلى قبائل الطيري اليمنيّة الّتي سكنت تلك القرية وغيرها من القرى الفلسطينيّة، وبالعودة إلى الهجرات السّاميّة العربيّة إلى فلسطين، نجد أنّ القبائل اليمنيّة القادمة من شبه الجزيرة العربيّة كان لها مستقر في فلسطين، وقد حملت هذه القبائل تسمية قبائلها ومناطقها إلى المناطق الّتي استقرت بها، فنجد أنّ اسم الطيرة ورد في معجم أصول وأسماء المدن والقرى الفلسطينيّة (اليمن هي الأصل) ضمن خمس قرى تحمل نفس الاسم في فلسطين موزّعة في أقضية المدن التّالية حيفا – بيسان – رام الله- الرّملة – طولكرم، وتتّصف هذه القرى من حيث الموقع الجغرافي وطبيعة أراضيها بصفات مشتركة كموقعها الجبلي، وإذا ما أردنا معرفة هذه التّسمية لغويّاً وجدنا في المعجم "الطيرة من الطير وارتباطها اليمني جاء من وجود قبيلة تسمى "الطّيري" وهذه القبيلة بطن من بطون قبائل (حاشد) اليمنيّة كما يوجد قبيلة أخرى هي قبيلة الطيور، وهي من ( الشمر الطائيّة).
منهم من قال أنّ أصل تسميتها كنعاني، ومنهم من قال أنّ لاسمها جذور إغريقيّة يونانية أو لاتينيّة أو أنّها من آثار سريانيّة. وعن سبب تسميتها الجغرافي، يروي أهل القرية أنّ التّسمية جاءت من طبيعة القرية فيقولون أنّ القادم إلى القرية يشعر بشكلها كجناحي الطّير.
فالطيرة هي واحدة من خمس قرى فلسطينية تحمل الاسم ذاته في عدّة مدن فلسطينيّة أخرى، أمّا الجزء الثّاني (الكرمل) و (حيفا) فهو تمييزاً لقرية الطيرة الحيفاويّة عن باقي القرى الّتي تحمل اسم الطيرة ذاته، وتُعرف القرية أيضاً باسم طيرة اللّوز كنايةً عن كثرة أشجار اللّوز المغروسة في أراضي القرية.
تسميات أخرى للقرية
تعرف القرية بعدة أسماء بالإضافة لاسم الطيرة، خصوصاً وأن هناك مجموعة قرى فلسطينية تحمل الاسم ذاته، لذلك تعرف طيرة حيفا بمجموعة الأسماء التالية:
- طيرة حيفا.
- طيرة الكرمل.
- طيرة اللوز.
- الطيرة.
الآثار
كان في أراضي الطيرة خمس خِرَب أثريّة تحمل طابع وآثار عصور قديمة، وتدلّ أنّ موقع القرية كان مأهولاً منذ عهود قديمة، ومن تلك الخِرَب:
- خربة الكنيسة غربي القرية.
- خربة عين أم الفرج شمال القرية.
- خربة رأس ميثيليا وخان ميثيليا جنوب القرية.
- خربة كفر سمير شمال القرية.
- خربة الدير شمال القرية، وفي هذه الخربة نفق مبني بالحجارة المعقودة، وبعض الآثار والكهوف القديمة.
كما كان يوجد في جنوب القرية موقع أثري مكشوف يعود تاريخه إلى العصر الحجري الوسيط.
المختار والمخترة
مخاتير. قرية طيرة حيفا
كانت وظيفة المختار موجودة في الطيرة منذ عام 1885م وكان في القرية مختاران مختار أول ومختار ثان وفي نهاية الدولة العثمانية لكثرة عدد السكان كان في قرية الطيرة ثلاثة مخاتير أحياناً ، ولقد تسلم المخترة عدة شخصيات ، وكانت مهمة المختار في البلدة لها اعتبارها واحترامها وتقديرها وهيبتها وغالباً ما يعين المختار بالإنتخاب أو ما تراه القرية مناسباً ومن شروط تعيين المختار أن يكون ملماً بالقراءة والكتابة ومن ملاك القرية وأخلاقه حسنة ومهامه كثيرة منها الرسمية ومنها الشعبية أما الرسمية تعريف بالاشخاص المقيمين في القرية ومعرفتهم والتعريف بالشهود في المحاكمات والإبلاغ عن الوفيات والمواليد في القرية والإبلاغ عن المشاكل التي تقع والمسؤول عن توزيع ودائع الأموال ، أما مهامه الشعبية يكون بيته مركز اصلاح في حل المشاكل والخلافات إن حصلت وغالباً ما تحل المشاكل قبل الوصول إلى المحاكم الرسمية في حيفا ، ومن الممكن أن يصبح مختار القرية الثاني مختاراً أول وذلك بعد وفاة المختار الأول إذا كان مؤهلاً لذلك وكان بعض المخاتير يكون على ختمه مختار طيرة اللوز ومن مخاتير الطيرة في نهاية العهد العثماني الذين استطعنا معرفتهم :
1ـ مختار أول الطيرة مصطفى الطاهر وذلك عام 1888م .
2ـ مختار ثاني حسن العباس عام 1888م .
3ـ المختار الشيخ علي الزين في نهاية عام 1889م .
4ـ المختار الشيخ عبد الحفيظ بن محمد آغا الشبلي كان مختاراً في 1890م واستم الى ما بعد 1905م .
5ـ المختار الشيخ محمود المصطفى وذلك عام 1891م .
6ـ المختار محمد بن أحمد العباس وذلك عام 1892م .
7ـ المختار علي بن حسن ابراهيم وذلك عام 1892.
8ـ المختار الشيخ محمد الخطيب وذلك عام 1893م .
9ـ المختار الشيخ عوض عبد السلام وذلك عام 1893م.
10ـ المختار عبد الحفيظ عبد القادر غنايم وذلك عام 1894م .
11ـ المختار مرعي بن أمين الابطح وذلك عام 1894م .
12ـ مختار أول عبد المنعم المحمود الأسعد وذلك عام 1894م .
13ـ المختار الشيخ حسن افندي العباس الزيداني وذلك عام 1901م .
14ـ المختار محمد عبد الوهاب العتر وذلك عام 1901م.
15ـ المختار الشيخ أحمد بن عيسى الزين .
16ـ المختار عبد القادر عبد الله المحمود وذلك عام 1906م .
17ـ المختار الفهد بن الحسن العباس وذلك عام 1906م .
وللأهمية لقد كان في قرية الطيرة عام (1928م) خمسة مخاتير حسب صحيفة الكرمل حيث قالت لقد جرت الانتخابات في قرية الطيرة وفاز كل من :
1ـ المختار محمد عسقول وفاز (333) صوتاً .
2ـ المختار حسن العبد عموره وفاز (327) صوتاً .
3ـ المختار نجات (نجاة) الأمين وفاز (213) صوتاً .
4ـ المختار حسن الشبلي وفاز (208) أصوات .
5ـ المختار عيسى الناجي وفاز (130) صوتاً .
ومن أواخر مخاتير الطيرة قبل احتلالها عام (1948م) كان السيد عبد الله السلمان .
ومن مخاتير القرية في فترة الانتداب البريطاني :
1ـ المختار عبد الله السلمان .
2ـ المختار العبد محمود .
3ـ المختار يوسف الطاهر .
4ـ المختار يحيى الشايب .
5ـ المختار عبد القادر عسل
6ـ المختار محمد البطل .
7ـ المختار حمادي باكير .
8ـ المختار فهد العباس .
9ـ المختار خضر ادريس .
السكان
كانت القرية من قرى قضاء حيفا العشر الأولى في عدد السكان.
- في أواخر القرن التاسع عشر كان عدد سكانها 1200 نسمة تقريبا.
- وفي عام 1922 كان فيها 2.346 نسمة من العرب.
- ارتفع عددهم إلى 3.191 نسمة عام 1931. وفيهم سكان الحرب المجاورة ومحطة سكة الحديد، وكان لهم 624 منزلا.
- وأصبحوا 5.270 نسمة عام 1945، أي بزيادة سنوية متوسطها 3.5% في هذه الأعوام.
-وفي عام 1948 وصل عددهم الى6113 نسمة.
- وقدر عدد اللاجئين عام 1998 ب3542 نسمة.
مؤلفات عن القرية
- كتاب (طيرة الكرمل - الارض والانسان) للكاتب عبد الصمد الحاج يوسف أبو راشد.
- طيرة حيفا للباحث أحمد مصطفى الباش.
عائلات القرية وعشائرها
العائلات الّتي سكنت في الطيرة حتّى احتلالها فهي: الأبطح، الباش، باكير، البحيري، بدر، تيّم، حجير، درباس، أبو راشد، الريّان، زيدان، السّعدي، سلوم، السلمان، عبد القادر، العبويني، علّوه، عمّورة، عويس، أبو عيسى، الغبن، غنّام، أبو غيدا، الفار، قبيعة، أبو ليل، المحمود، مدردس، المصاروة، منصور، النّاجي، يعقوب، أبو حسان، الأمين، عمرين، ذيب، العُرم، أبو سير، الحلبي، الخراب، أبو عمر، زهرة، أبو جاموس، أبو ظاهر، إدريس، أبو جراس، زبن، الجربوع، الكايد، عودة، عبّاس، الغرارة، حسين، آمنة، النّجمة، عثمان، الخطيب، النّمرود، محمود، عبد الفتّاح، عبّاس، البّطل، زيتون، عبد الحليم، كتيلة، زعكور، الزواوي، الشايب، العسل، الشبلي، غنايم،
البدوي، إسماعيل، أبو يونس، الحاج، الشيخ، فرعون، بدران، بهلول، قزلي والقصيني.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد الطيرة بالدّرجة الأولى على الزّراعة، وقد تقدّمت الطيرة قرى حيفا بإنتاج الزيت والزّيتون الّذي شغلت أشجاره ما مساحته 4600 دونم من أراضي القرية، إلى جانب أشجار اللّوز والأشجار المثمرة الأخرى، والبساتين المرويّة بمحاصيلها المتنوّعة ما بين خضار وفاكهة، وكذلك الحبوب الّتي شغلت مساحة 16219 دونم من مجمل الأراضي المزروعة.
تفاصيل أخرى
موقع الطيرة موقع يعرف بالقرية ويعرض موادا خاصة عنها عن القرية
https://www.alteerah.net/alteerah-detail.php?id=532&ty=makt
التعليم
كان في الطيرة مدرستان ابتدائيتان تابعتان لدائرة المعارف البريطانيّة، هما:
- مدرسة ابتدائيّة كاملة ( حتّى الصّف السّابع) للذّكور.
- مدرسة ابتدائيّة (حتّى الصّف الرّابع الابتدائي) للإناث.
- تعليم الاناث في طيرة حيفا فقد جاء متأخر في بداية الثلاثينات ،حتى وصل عدد طالبات الطيره قبل التهجير
200طالبه
يقول المختار عبد الله سلمان ان اول مدرسه جاءت للطيره هي فاطمه شرف الدين من مصر
ثم جاءت بعدها محفوظه سعيد من قرية قيساريه قضاء حيفا ومديحه حمادي باكير مديرة المدرسه في الاربعينات
التاريخ النضالي والفدائيون
شاركت الطيرة في النضال الوطني الفلسطيني منذ بدايته، حيث شارك العديد من أبنائها في هبة البراق نذكر منهم نمر قبيعة ومحمد عبد السلام وإبراهيم الصرفندي ومحمود التيّم وأسعد الدعاس وخالد محمد السمير. في حين انضم العديد من أبنائها المقيمين أو العاملين في حيفا إلى الخلايا المسلحة التي أقامها الشيخ عز الدين القسام في مطلع الثلاثينيات، ومنهم حسن الزواوي وعيسى البطل والشيخ حسن شبلاق وصالح أبو ليل ومحمد أبو طايع وأحمد غنّام وآخرون. وقد كان لهؤلاء الفضل الكبير في إقامة لجنة قومية في الطيرة وتأجيج نار إضراب وثورة 1936 -1939 عند انطلاقها في نيسان 1936.
وفي أثناء الثورة تأسس في الطيرة فصيل كبير بقيادة الشيخ رشيد عبد الشيخ الذي كان يعمل تحت قيادة الشيخ عطية عوض من بلد الشيخ. وقد اشترك هذا الفصيل في عدة معارك منها معركة أم الدرج ومعركة أم الفحم ومعركة لد العوادين ومعركة أم الزينات. كما وشارك في اقتحام سجن عتليت.
تاريخ القرية
- كانت الطيرة من أهم قرى قضاء حيفا, فهي أكثرها سكانا, وثانية كبرى القرى في القضاء ( بعد إجزم) من حيث المساحة. وقد أطلق الصليبيون عليها اسم سان يوهان دو تير.
-وفي سنة 1596 كانت الطيرة قرية في لواء اللّجون وعدد سكّانها 286 نسمة، يؤدّون الضّرائب على عدد من الإنتاج والمستغلّات كالماعز وخلايا النّحل وكروم العنب. أخذ اقتصاد القرية يتدهور بعد سنة 1872, إثر التجنيد الإجباري الّذي فرضه العثمانيّون. لكن القرية عادت فازدهرت لاحقاً. قد بنى سكّانها منازلهم من الحجر، وكان شكل القرية مصلباً. اشتملت أراضيها على بضعة ينابيع، منها "عين السريس" في الجنوب الغربي، والعين الشرقيّة وعين "أم قصب" في الشّرق، وعين "عبد الله" في الشّمال الشّرقي. يمرّ في أراضي الطيرة ثمانية أودية هي: وادي كفر السّامر أو كفر سْمير - يسميها الغزاة اليوم "كفار سَمير"-، وادي ريشة، وادي عمرو، وادي عبد الله، وادي العين، وادي أبو الجاع أو الجع، وادي مِسليّة، وادي فلاح (اليوم حيث بيت أورن).
-و في أواخر القرن التاسع عشر, كانت الطيرة قرية ذات منازل مبنية بالحجارة والطين وكانت تقع على سفح جبل تتميز تلاله القريبة من القرية بكهوف، وتحيط بها بساتين الزيتون.
المجازر في القرية
مجزرة طيرة حيفا :
بعد أربعة أيام من مجزرة بلد الشيخ وضمن سلسلة الهجمات الانتقامية من أهالي القرى المجاورة لمدينة حيفا بعد حادثة الميناء ، تسلل عدة إفراد من العصابات الصهيونية إلى قرية الطيرة قضاء حيفا، واستغلوا وضع الأهالي وهم نيام، حيث قاموا بتفريغ عبوات من مادة البنزين تحت بوابات المنازل المتطرفة للبلدة، ثم وضعوا معها عشرات العبوات الناسفة المحشوة بالديناميت، ثم قاموا بإطلاق القنابل ونيران رشاشاتهم على تلك المنازل فانفجرت وانهارت على ساكنيها من شيوخ ونساء وأطفال، ولدى سماع أصوات الانفجارات هرع أهل القرية إلى المكان بالفوانيس ليشاهدوا المنظر المفجع والرهيب، بيوت متهدمة على ساكنيه نيران مشتعلة تلتهم من تبقى حيا أو جريحا ، فاخذ الأهالي يطفئون النيران المشتعلة وينتشلون الجثث من تحت الإنقاذ وظلوا على هذا الحال إلى أن طلع الصباح فكانت الفاجعة، وكان المنظر المرعب أشلاء لأطفال الرضع النساء والشيوخ وقد تهشمت أجسادهم، رجال قد احترقت أجسادهم، وضعت الجثث مسجاة بجانب بعضها البعض جميعهم من عائلة واحدة هي عائلة حجير وقد بلغ تعدادهم سبعة عشر شهيدا.
وعند الظهيرة شيع أهالي القرية شهدائهم في موكب مهيب، مطالبين توخي اليقظة والحيطة والحذر ،ومطالبين الهيئة العربية العليا والجيوش العربية إلى مدهم بالسلاح.
شهادات حية من قلب المجزرة :
صبحية محمد إبراهيم الباش (مواليد 1927 طيرة حيفا) وتقطن في مخيم اليرموك استفقنا قبل آذان الفجر على أصوات انفجارات قوية هزت القرية كان مصدرها من الحارة الشمالية للقرية والتي كان يسكنها عائلة الابطح وحجير وعباس وغيرهم من العائلات الأخرى،هرع الرجال بفوانيس الكاز، إلى المكان وشاهدوا الدخان يعلو سماء القرية والحرائق تلتهم المكان والنساء والأطفال يصرخون، اخذ الرجال يطفئون النيران ويخرجون الجثث من تحت الأنقاض، وبقي أهالي القرية وعلى أضواء الفوانيس ينبشون الركام، واذكر انه نجا من العائلة طفل صغير وجدوه تحت الأنقاض وقد حماه عامودا مائلا ظلله، وظلوا هكذا حتى طلوع الفجر، حيث خرجت القرية عن بكرة أبيها نساء وأطفال ورجال، ليشاهدوا ما حدث لاهليهم وأبناء قريتهم من (عائلة الدبور المتفرعة عن عائلة حجير) وللمنزل المؤلف من طابقين والذي انهار تماما وحينه شاهدنا جثث لسبعة عشر شخصا من بينهم خمسة أطفال.
تضيف اللاجئة الفلسطينية أم حسن الباش من قرية الطيرة: عند الظهيرة وأثناء تشييع الجنازات والتي خرج فيها جميع أهالي القرية مع بعض أبناء القرى المجاورة، انتشر خبر مفاده أن اليهود هجموا على القرية من الجهة الشرقية من القرية من (مستعمرة اخوزا الصهيونية)، عندها تركت النعوش في المقبرة دون لحدهم وانتشر الرجال على أطراف القرية والتزمت النساء والأطفال البيوت وأفرغت البيوت في أطراف القرية تماما ونزلوا عند أقاربهم في وسط القرية، وظلت حالة الاستنفار مستمرة والمسلحون منتشرون مستعدون لأي طارئ إلى أن تأكدوا انه لا يوجد أي خطر عندها عادوا وألحدوا شهدائهم، ومنذ ذاك الحين أصبح الأهالي يؤرخون الحادثة بموقعة (بيت دبور أو موقعة دار حجير) في إشارة إلى المجزرة .
شهداء من القرية
استشهد من أبناء الطيرة في ثورة 1936 – 1939 كل من :
- الشيخ رشيد عبد الشيخ، الشيخ ديب المحمد، حسن موسى السعدي، محمود أبو حسان، عيسى مفلح أبو راشد، محمود نمر درباس، محمد قاسم الشواهين، أحمد موسى الباش، أسعد سيّد أبو راشد، عبد الله يوسف أبو راشد، محمد أحمد السلمان ومحمود أبو حسان.
احتلال القرية
احتلال الطيرة
في 12 كانون الأول\ ديسمبر 1947, أغارت عصابة الإرجون (الإيتسل) بالقنابل على الطيرة، في أثناء الجولة الأولى من القتال. قد تمّ ذلك في عيد الحانوكاه عند اليهود، واقترن بِست هجمات إرهابيّة أخرى شنّتها العصابة نفسها في أماكن عدّة من فلسطين. يذكر "تاريخ الهجناه" أنّ الغارة أدّت إلى مقتل 13 شخصا في الطيرة، وكشفت صحيفة "فلسطين" عن وجود أطفال وشيوخ في جملة الضحايا. جاء في تقرير الصحيفة أنّ الجماعة المغيرة كانت مؤلّفة من 20 رجلاً تقريباً، وأنّها اقتربت من منزل منفرد في طرف القرية وقذفته بالقنابل. ثم إنّ المهاجمين أطلقوا نيرانهم على المنازل قبل أن ينسلّوا عائدين عبر بساتين الزّيتون، إلى حيث كانت شاحنة في انتظارهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وقوع عشرة جرحى فضلاً عن مقتل ثلاثة عشر شخصاً وتدمير منزل واحد وإصابة عدّة منازل أخرى بأضرار. وتذكر مصادر أخرى أنّ المهاجمين نسفوا بيتاً مؤلّفاً من طابقين في الحارة الشّماليّة، تابع لعائلة حجير، وبلغ عدد الضحايا 17 شخصاً بينهم رجال ونساء وأطفال، وسلم طفل رضيع وجد بين الأنقاض.
استعدّ أهل الطيرة للمواجهات فاشتروا سلاحاً واستدعوا متطوعين مسلّحين من خارج القرية لمساعدتهم في الدّفاع عن أنفسهم. وقد خرجت بعثة من القرية ضمّت يوسف أبو الحاج وحافظ النّجم وعبد الله سلمان إلى مصر لطلب السّلاح من الهيئة العربيّة العليا، وجاء السّلاح بعد ذلك فاسداً.
خلال الأسابيع اللّاحقة، تعرّضت القرية لهجمات عدة، وقام مسلحون من القرية بمهاجمة أهداف يهوديّة حول الطيرة. في 5 شباط\ فبراير 1948، شنّت القوات الصهيونيّة هجوماً استمرّ ساعة وثلاثين دقيقة، ولم يسفر عن وقوع ضحايا، استناداً إلى بلاغ رسمي بريطاني جاء فيه أنّه لم يصدر عن القرية أيّة ردة فعل .
في 28 آذار 1948 شنّ المسلّحون من الطيرة هجوماً على قافلة صهيونيّة وكبدوها خسائر كبيرة، إلى حين جاءت نجدة بريطانيّة فتوقّفت المعركة.
في 20 نيسان حاول المقاتلون من الطيرة كذلك الوصول إلى حيفا للمساعدة في الدّفاع عنها إلّا أنّهم لم يستطيعوا لأنّ الجيش البريطاني كان قد أحكم الطوق على المدينة، وفي نفس اليوم قصف مسلّحون يهود القرية لعدّة ساعات فاضطرت العائلات إلى الخروج من المنازل والاختباء في منطقة عراء عند باب النّهر. وفي الصّباح الباكر من 22 نيسان \ أبريل، يوم سقوط حيفا، شنّ هجوم كبير على الطيرة، ترافق مع هجوم الهجناه على حيفا. وكان هدف الهجوم، كما يبدو منع التعزيزات العربيّة من الوصول إلى حيفا.
في هذه الأيام عرض جيش الإنقاذ نقل العائلات إلى الأردن، وظهرت يوم 23 نيسان زوارق في البحر تعرض نقل النّاس إلى السّواحل اللبنانيّة، فأخذت الزوارق عدداً قليلاً، بينما غادر أغلب النّاس بسيارات جيش الإنقاذ، وعند العفّولة انقسمت القافلة على اثنتين، فغادر نصفها إلى الأردن وتوجه النّصف الآخر إلى منطقة جنين، ومن هناك إلى بغداد بسيارات الجيش العراقي.
في هذه الأثناء بقي المسلّحون في الطيرة للدفاع عنها، واحتل اليهود التلال المحيطة بالقرية ومنها الكبابير التّابعة لقرية الطيرة.
المحاولة الأولى للاستيلاء على القرية تمّت بعد أيام قليلة من سقوط حيفا. ويذكر المؤرخ الصهيوني بني موريس أنّ الهجوم وقع في السّاعة الواحدة والدقيقة الأربعين من صباح 25 نيسان\ أبريل، وأن مدافع الهاون والرشّاشات استخدمت فيه. لكن سرعان ما حضرت وحدة بريطانية إلى مكان الاشتباك، وتوقّف إطلاق النّار. وفي زعم موريس أنّ البريطانيّين ساعدوا في إجلاء بعض النّساء والأطفال، وفي إيصالهم إلى مأمنهم. ويضيف موريس أنّ الهجوم استؤنف صباح اليوم التّالي بعد أن غادر البريطانيون، واستمرّ إلى أن وصلت وحدة بريطانيّة أخرى في وقت لاحق من النّهار، ونظّمت عمليّة إجلاء أخرى. وجاء في صحيفة "نيورك تايمز" أنّ القرية قصفت قصفاً شديداً بمدافع الهاون. ونقلت الصحيفة ادعاء الهجناه أنّ الطيرة كانت قاعدة عربيّة رئيسيّة. وفي 5 أيار \ مايو، بذل مسعى ثالث لنقل مزيد من السكّان إلى أماكن آمنة، فنقل نحو 600 شخص إلى جنين ونابلس، استنادا إلى موريس.
استمرّت الهجمات نحو أسبوع. وفي 13 أيار\ مايو، شنّ لواء ألكسندروني التّابع للهجاناه هجوماً مني بالفشل. ويذكر "تاريخ الهجاناه" أنّ المحاولة باءت بالفشل, والسّبب الأساسي كان عدم توفّر معلومات دقيقة عن نظام العدو الدفاعي في القرية.
يذكر عبد الصمد يوسف أبو راشد في كتابه أنّه لمّا رأى الصهاينة أنّ الطيرة لم تسقط، بعثوا برسالة مع أحد الأسرى يطلبون التفاوض مع المسلّحين في الطيرة وحدّدوا الاجتماع يوم 14.7.1948 على أطراف الطيرة الجنوبيّة، فتوجّه من الطيرة يوسف أبو راشد وأحمد أبو غيدا ونايف عبد المحمود وحسن علّوه وأحمد سليمان الصادق وسليمان حجير وكرم الفهد حامل الرسالة، واجتمعوا مع ممثلين صهاينة هم رئيس بلدية حيفا شبتاي ليفي وسبكتر مختار أحوزه وكريستين ضابط في الهجناه. كان الاجتماع متوتّراً، وفهم منه الفلسطينيون أنّه مطالبون بالاستسلام. وسمعوا كلاماً من شبتاي ليفي معناه أنّه من الأفضل أن يستسلموا بعد أن سقطت حيفا وأن يسلّموا لهم سلاحهم ويخرجوا الغرباء من بينهم وهو يتعهّد ألّا يمسّهم أحد بأذى. قال الوفد العربي أنّهم لا يثقون بهذا الكلام ويرفضون الاستسلام. أعطى شبتاي ليفي الوفد العربي مدة ساعتين للرّد على اقتراحه إلا أنّ مسلحي الطيرة لم يرسلوا أي جواب. عند السّاعة 14:05 أي بعد انتهاء السّاعتين بدأت تنهال القذائف على الطيرة من الشّرق والشّمال والجنوب، وقصفت طائرات من الجو. فقتل سبعة رجال وثلاثة أطفال واضطر المقاتلون والعائلات إلى النزوح عن الطيرة، وظلّت القرية محاصرة لمدّة يومين دخلت بعدها القوات الصهيونيّة القرية في 17.7.1948.
سقطت القرية، بحسب ما جاء في "تاريخ الهجاناه", في 16 تموز\ يوليو خلال معارك الأيام العشرة الّتي فصلت بين هدنتي الحرب. ويشير كلام هذا المصدر إلى أنّ احتلال الطيرة وغيرها من القرى في قضاء حيفا، مثل كفر لام والصّرفند كان بليغ الدلالة إذ استعين فيه لأوّل مرّة بنيران القوات البحريّة لمساندة القوات البريّة. وكان الهجوم على الطيرة جزءاً من عمليّة بحريّة أوسع نطاقاً، أسفرت عن احتلال كفر لام والصّرفند في الوقت نفسه. فقد قصفت السفينة الحربيّة إيلات، القرية قبل أن تتحرّك القوات البريّة لاحتلالها. أمّا السكّان الّذين كانوا لا يزالون فيها، والّذين صمدوا تحت الحصار مدة تزيد على الشهرين، فقد طردوا في معظمهم إلى مثلث جنين، نابلس، طولكرم، أو احتجزوا في مخيّمات أسرى الحرب، وذلك استنادا إلى بني موريس.
ويذكر أهل القرية أن حوالي 300 -400 شخص من اهل الطيرة كانوا يختبئون في مغارة على سفح جبل قرب البلد يسمى عراق الشّيخ، وبعد أن دخل الصهاينة الطيرة أجبروهم على النزول من الجبل، جمعوهم في ساحة المنزول بمركز البلد ثم حملوهم في شاحنات تابعة للاحتلال ونقلوهم إلى داخل منطقة رمّانة وأمروهم بالتوجّه إلى منطقة جنين.
ويبدو أنّ بعض سكّان الطيرة لجأ إلى قرية عين غزال المجاورة. إذ ذكر الأمين العام لجامعة الدول العربيّة أنّ 28 شخصا من لاجئي الطيرة أحرقوا أحياء هناك في أواخر تموز\ يوليو. غير أن وسيط الأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت صرّح أن مراقب الأمم المتحدة زار المنطقة في 28 تموز\ يوليو، ولم يجد أي دليل يدعم ادعاء وقوع المجزرة. ويورد موريس الرّد الصهيوني بأنّ الأجساد المحروقة في عين غزال إنّما هي جثث وجدت في حال متقدمة من التعفّن فأحرقها الجنود الصهاينة. وهو يضيف أنّ ليس هناك دلائل تشير إلى المكان الّذي جاء هؤلاء الأشخاص منه، أو إلى كيفية موتهم.
حول حادثة أخرى، أفادت الشاهدة رحمة إبراهيم الحاج الّتي استدعيت إلى نابلس للمثول أمام مراقبي الهدنة بالآتي:" عندما وصلنا شرقي اللّجون قال اليهود: انزلوا من الباصات، وكل واحد يجلس على صرة ملابسه على شكل دائرة. كنا في غاية العطش وطلبنا الماء، قال اليهود بالعربية: انتظروا، وذهبوا في اتجاه الباصات وعاد كل واحد منهم يحمل تنكة وبدأوا يصبون محتوياتها على الصرر وعلى العجزة، ثم أشعلوا النار فيهم وذهبوا. كنت أصغر وأقوى من البقية، فلما شممت أن السائل بنزين وليس ماء، هربت إلى الجهة البعيدة عن النّار، وجريت واختبأت تحت صخرة إلى الصباح، وكنت أرى النار مشتعلة والنّاس يصرخون ويستغيثون، وفي الصباح ذهبت إلى مكان المحرقة، وعندما وقع بصري على عدّة جثث متفحّمة، استبد بي الرّعب، فلم أبق لحظة واحدة لأعدهم. وجريت إلى أن وصلت إلى قرية زلفة حيث وقعت على الأرض من الرّعب والإعياء، اعتنى بي أهالي القرية ثم أخذوني إلى جنين".
القرية اليوم
القرية اليوم
تحتل مدينة طيرة كرمل الصهيونيّة موقع القرية. هدم الصهاينة كل مباني الطيرة سوى بعض المنازل الّتي ما زالت ماثلة للعيان، تسكن عائلاتصهيونيّة بعدد قليل منها، ويستعمل بيت المختار عبد الله سلمان كمركز شرطة. ما زال مبنى المقاهي موجوداً، اليوم بتقاطع شارع "هعتسمئوت" (الاستقلال) وشارع "هبلماح"، ويستعمل جزء منه كمشغل وجزء آخر تابع للكنيس "إم هبنيم" المجاور القائم في المسجد.
كان في الطيرة عدّة مقابر، هدمها الصهاينة كلّها، ما عدا المقبرة المركزيّة الّتي تجرى حولها في هذه الأيام أعمال شق شارع وبناء حي سكني صهيوني جديد لمدينة طيرة كرمل، وحسب اللافتة المنصوبة بالمكان سيتم إنشاء حديقة "وطنية" بالمنطقة، كما يتم بناء جدار يشكّل فاصلاً بين الشّارع المحاذي وبين المقبرة بناء على طلب بعض لاجئي القرية الّذين أصرّوا على متابعة الأمر. تنتشر المقبرة على ثلاثة أجزاء منفصلة يمر فيها وادٍ جاف وطريق صغير شقّ حديثاً. المقبرة نظيفة نسبيّاً لكن عدداً من القبور مهشّم وحجارتها مبعثرة.
المبنى المركزي لمدرسة الطيرة يستعمل كمدرسة صهيونيّة، وأصبح جزءاً من مدرسة كبيرة اسمها مدرسة "شيفمان"، أمّا المبنى الآخر من المدرسة الّذي كان قبل النّكبة مدرسة للصفوف الدنيا (أوّل وثان) فهو مبنى مهجور ومهدوم جزئياً. وما زال مبنى مدرسة البنات موجوداً في مركز المدينةالصهيونيّة ويستعمل كدكّان.
سفح الجبل الّذي قامت عليه معظم بيوت الطيرة، يزخر بركام المنازل المهدّمة وتكثر فيه أشجار الصبّار، ويشاهد فيه مقام تعلوه قبّة.
بالإضافة إلى مدينة طيرة هكرمل، أنشأ الصهاينة على أراضي القرية كيبوتس هحوتريم في حزيران\ يونيو 1948، جنوبي موقع القرية. وبعد عام، أقيم موشاب مجديم. وفي سنة 1952، بنيت مدرسة زراعيّة كفار جليم على أراضي القرية، ثم ألحقت بها بيت تسفي في سنة 1953، واقيمت مصانع :البت" للكترونيكا عند باب النهر، حيث يقام أيضاً ملعب كرة قدم جديد هناك، ومجمّع تجاري حيفا بمنطقة كفر سمير، وفندق المريدان في منطقة العزيزيّة.
الباحث والمراجع
المصادر
-- موقع ذاكروت: https://www.zochrot.org/villages/village_details/49200/ar?%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9__%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A7_
- بلادنا فلسطين (الناصرة وعكا وحيفا) لمصطفى مراد الدباغ.
- عبد الصّمد الحاج يوسف أبو راشد، طيرة الكرمل - الأرض والإنسان، الأردن، 1993
- مصطفى كبها، من دفاتر النّكبة (18): طيرة الكرمل: حكاية نضال وصمود وتهجير
- صفحة طيرة حيفا: طيرةحيفا_الطيرة نت https://web.facebook.com/alteerah.net
- الموسوعة الفلسطينية.
- كي لا ننسى للدكتور وليد الخالدي.
- محمد عقل، طيرة الكرمل:حكاية كفاح ورحلة عذاب وتهجير، في الموقع.