احتلال القرية - الجِشّ/ جَاكسَالا / من قرى الجليل الأعلى - قضاء صفد

مع فجر يوم 30 من تشرين الأول عام 1948م كان أهالي بلدة الجش يتجهون شمالاً مذعورين حاملين بعض حاجياتهم تلاحقهم الطائرات الإسرائيلية حتى الحدود اللبنانية ثم اجتازوا قرية (يارون) على الحدود الفلسطينية اللبنانية واتجهوا إلى مدينة (بنت جبيل) ومنها تابعوا مسيرتهم إلى بلدة (تبنين)...وبعد إقامة يسيرة تحت أشجار زيتونها إلى الشرق من قلعتها المشهورة...نقلوا مع غيرهم من الهاربين بالسيارات إلى مدينة صور.بمساعدة الرئيس غسان جديد الذي أحب أهل البلدة وأحبوه...بعد أن أقام بينهم هو وأخوه(فؤاد) ورجال فوجه عدة أشهر.

كان رمل شاطئ (صور) يفيض بالنازحين عن بلدانهم.. وبعد انتظار يومين أو ثلاثة...وصل قطار كبير وصعد إليه الآلاف من أبناء الجليل ومن بينهم أهل الجش وأخذت اللجنة التي شكلت للعناية بالنازحين توزعهم على البلدان التي يمر فيها القطار...فمنهم من أنزل في (صيدا) ومنهم من أنزل في (بيروت) ومنهم من أنزل في (طرابلس) ومنهم من تابع طريقه في القطار إلى(حمص)و(حماة)و(حلب) في الجمهورية العربية السورية..

أما أهل البلدة من المسيحين فقد عادوا إلى البلدة مع إشراقة الشمس بعد أن نصحهم بذلك رجال الدين..وقرعوا أجراس الكنائس ورفعوا الرايات البيضاء على المنازل واستسلموا..واستمروا بالعيش في منازلهم وعلى أرض آبائهم وأجدادهم.

وقد حاول المسيحين جاهدين إعادة أبناء بلدهم من المسلمين إلى البلدة  فأرسلوا في إثرهم الأستاذ الشماس (أتناس يوسف عقل) لينصحهم بالعودة إلى بيوتهم وأملاكهم  وبقائهم بها مسالمين.... ولكنهم أبوا وأصروا على الهجرة.. ولتبدأ مسيرة الشقاء والعذاب بسقوط البلدة.