معلومات عامة عن عَرَبْ الزْبِيّد/ الزْبِيّدَات - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية عَرَبْ الزْبِيّد/ الزْبِيّدَات
عشيرة عربية كانت مضاربها تقع إلى الغرب مباشرة من طريق المطلة-صفد- طبرية العام، عند أسافل سفوج جبال الجليل الأعلى المنحدرة نحو سهل الحولة، إدارياً كانت هذه القرية تتبع لقضاء مدينة صفد، وتقع في شمالها الشرقي على بعد 15 كم عنها، بارتفاع يبلغ 100م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرت مساحة أراضي القرية بـ 2168 دونم، بنيت منازل القرية على مساحة 20 دونم منها.
احتلت مع بداية عملية "يفتاح" وقد تم ذلك يوم 30 نيسان/ أبريل 1948.
الحدود
كانت أراضي القرية تمتد بين أراضي القرى والبلدات التالية:
مصادر المياه
يمرّ فيها وادي البارد والذي يبدأ سيره على مسيرة نحو كيلومتر من شرقها والذي يعتبر من أغزر ينابيع فلسطين، يصُبّ فيه نبع عين ملّاحة الذي يقع جنوبي القرية ويتدفق منه ما بين 1800-2700 متر مكعب من المياه في الساعة.
سبب التسمية
عين الملاحة هو الاسم العربي المحلي لنبع كان بمثابة مصدر المياه لسكان القرية على مر العصور.
الآثار
الملاحة تعتبر موقع أثري يحتوي على "تل أنقاض وآثار ومبانٍ، وتقع مغارة عرب زُبيد في الغرب من بحيرة الحولة بين "تليل" و"الحسينية" وفي الجنوب من قرية العلمانية.
السكان
قُدِرَ عدد سكان قرية الملّاحة عام 1922 (697) نسمة منهم (440) من عرب الملاحة و(257) من عرب الزبيد.
وفي عام 1931 كان فيها (654) نسمة لهم 161 بيتاً. فيما وصل عددهم عام 1945 بلغ مجموع الملاحة والزبيد (890) نسمة، ليسجل عشية النكبة عام 1948 نحو 1032نسمة، وكان لهم آنذاك 254 منزلاً.
وقد قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 6340 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من أبرز العائلات الوارد ذكرهم في موقع هوية:
عبد العال- الهندي، طه، محظية، الصالح، الناصر، الظاهر، السعيد، العيسى، العباس، الحسن، العثمان، قاسم، الحسين، الشمروخ، بشير، الخطيب، رحيل، الهاشم، موسى، عقلة، الشهابي.
تنحدر أصول اهالي القرية جميعهم من عشيرة واحدة تحمل اسم عشيرة الزبيدات، وفيما يلي نقدم لكم ما دونه الباحث عبد الكريم الحشاش عن هذه العشيرة:
"ينتمي الزبيدات لقبيلة طي اليمانية، ويقال أن جدهم الأصلي هو شبيب وابن أخيه راشد، منه تنحدر فروع الزبيدات، وزبيدات حارثية حربج انقسمت إلى اربعة أقسام هي:
1-كانوا يقيمون في خربة زبيد ويملكون المساخة بين قرية تليل وبحيرة الحولة، وبيعت أراضيهم عام 1882 فتوزعوا في أربع مناطق ما بين خربة زبيد وقرية تليل، وينزل قسم منهم قرب مستوطنة "يسود همعلاه" والتليل وهم من قببلة بني طي، وكبيرهم في هذا المكان حميد حسين، تقع بلدة زبيد شمال الأكراد وفيها عشيرة زبيد وبيوت من المدرج والغوارنة.
2- زبيدات حوارين الذين يسكنون حارثية حربج المحاذية لشفاعمرو، وقد شيدوا مساكنهم من الحجر، واستوطنوا تلة كسكس وطبعون، ووجدوا على ضفتي المقّطع لإرواء مواشيهم، وحفروا الآبار في التلة لجمع المياه لسد حاجاتهم منها وبنوا بيوتهم من حجارة الغرانيت.
3- استقر قسم من الزبيدات جنوبي وادي الحوارث، بالقرب من بيارات الحاج ابراهيم عبد الرحمن من طولكرم، وكانوا يعملون في تربية المواشي والزراعة.
4- هناك عائلة من زبيدات الصقر تجاور قبيلة الصقر في منطقة بيسان.
الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة عماد اقتصاد القرية في عام 1945-1946 حيث كان ما مجموعه 1761 دونمًا مخصصًا للحبوب.
الاستيطان في القرية
أسس الصهاينة مستعمرة "همعلا" على أراضي القرية في الناحية الجنوبية الشرقية منها وعلى بعد 5 كم عنها.
التعليم
لم يكن يوجد في القرية أي مدرسة حتى لحظة احتلالها.
التاريخ النضالي والفدائيون
ثورة الــ36
انخرط أبناء الملّاحة في ثورة الـ 36 (ثورة القسام)، ومن الثوار أبناء القرية كانوا: ثلاثة شبان اشتركوا في معارك الثورة في القرى المجاورة، وهؤلاء هم: علي محظية- أبو يوسف، وأبو علي الشاويش وياسين الرميّض. وكان من مهمات هؤلاء شراء السلاح من سورية؛ وذهبوا لذلك الأمر عدة مرات. وقد طوردوا وتخفوا في الجبال القريبة من قرانا. وأذكر أن أبي وأخي اعتقلا ودخلا السجن؛ بتهمة التعامل مع الثوار.
كانت دوريات الإنكليز حين تدخل قريتنا، كما باقي القرى؛ تجمع أهل البلد جميعاً في ساحة القرية، ويقوم الجنود بتخريب محتويات البيوت؛ تحت حجة التفتيش عن الأسلحة والثوار، ومن ثم يعتقلون الشباب لإرهاب الأهالي جميعاً، ومرة، -وقد كنت صغيراً- أتذكر أنهم دخلوا بيت عمي، وكانت عنده كميات من مادة الدخان(التبغ)، فجمعوها وأحرقوها، وكسروا محتويات البيت.
أحداث النكبة
في أحداث الــ48؛ كنت أكبر سناً وأكثر وعياً؛ فبعد قرار التقسيم عام1947، أدرك شعبنا الفلسطيني ما يُحَاكْ له من مؤامرات كان هدفها في النهاية إخراجنا من أو قريتنا (الملاّحة)، كان أهل البلد مدركين ذلك، لكن لم يكن لديهم حيلة، لا المال ولا السلاح ولا الدعم؛ إلا أنهم كان لديهم إجماع على عدم مغادرة القرية تحت أي ظرف كان.
بدأت عصابات "الهاغاناة" الصهيونية تتحرش بقرانا؛ وكان هذا التحرش على شكل هجمات متفرقة. لكن بعدها؛ تطورت فأصبحت مركزة ومؤذية، وصلت إلى حد ارتكاب المجازر، ودخلت على أثرها الجيوش العربية ممثلة بـ"جيش الإنقاذ"، وتمركزت وحدة منه بجانب قريتنا (الملّاحة)، وتحديداً على مرتفعات "قرية النبي يوشع" المجاورة.
أبناء القرية تفائلوا بذلك، وقالوا: جاء المدد، وتوقعوا من هذا الجيش تسليحهم والمدافعة عنهم. وفوجئ الجميع بما قدموه للقرية، وقد تلخص هذا الدعم بطلبهم من أهل القرية الخروج من القرية؛ لأن جيش الإنقاذ ينوي سحق اليهود؛ وطلبوا منا الخروج جمعة زمان؛ لأنه بعدها سيعيدهم الجيش إلى قريتهم معززين مكرمين.
وأمام ضغط ضربات اليهود، وقصفهم لقريتنا والقرى المجاورة بقذائف الهاون، وأمام سماع أخبار الفظائع التي ارتكبت في مجزرتي دير ياسين، والخصاص المجاورة لنا في سهل الحولة؛ وأمام قلة السلاح بل انعدامه لدينا، وأمام تعهد جيش الإنقاذ، وإصراره على خروجنا؛ تحت ذريعة أنهم خائفون علينا؛ خرج أبناء قريتنا من القرية، وسقطت القرية من دون قتال يذكر، وكان ذلك، على ما أعتقد، بتاريخ 25 أيار 1948.
تاريخ القرية
يعود تاريخ الاستيطان في الملاحة (أو عين ملاحة) إلى العصر الميزوليتي حوالي 10,000 قبل الميلاد، تصف كاثلين كينيون، أول مستوطنة قروية دائمة في فلسطين، بقايا المواد التي تم العثور عليها هناك باسم نطوفيان، والتي تتكون من 50 كوخاً دائرياً شبه أرضي مؤلف من غرفة واحدة، مرصوفة بألواح مسطحة ومحاطة بجدران حجرية يصل ارتفاعها إلى 1,2م، زُيِنَتْ أرضيات وجدران المنازل باللون الأبيض أو الأحمر الصلب، وهو عنصر زخرفي بسيط وشائع في الشرق الأدنى في ذلك الوقت، يبدو أن السكان كانوا يعيشون على الأسماك من بحيرة الحولة القريبة، وكذلك على الصيد وجمع الثمار، لم يتم العثور على أي دليل على تدجين الحيوانات أو زراعتها، باستثناء الكلاب: يمثل دفن الإنسان مع كلب أليف في الموقع أقدم دليل أثري معروف على تدجين الكلاب.
الفترة الصليبية
خلال الفترة الصليبية، أشار الفرنجة إلى الملاحة باسم"Merla" ابن القلانسي يصف المعركة التي وقعت في ملاحة في يونيو 1157 بين العرب و الأتراك قوى نور الدين زنكي وتلك من الصليبيين تحت الملك بلدوين الثالث، كتب قلنيسي أن نور الدين أرسل قواته إلى الملاحة فور علمه عبر موقع الحمام أن الفرنجة أقاموا معسكراً هناك.
كانت المعركة، كما وصفها قلنيسي، دموية وسريعة، مما أدى إلى نصر حاسم للقوات الإسلامية، التي ورد أنها فقدت رجلين فقط، مع هروب الملك بصعوبة مع حارس شخصي، استمرت معارك السيطرة على الملاحة. يشير إلى أن الجيش قد تقدم إلى ميرلا "حيث قضى الملك إحدى الليالي السابقة.
الفترة المملوكية
فقط جنوب شرق الملاحة، كشفت الحفريات عن مبانٍ تعود على الأرجح إلى القرن الثالث عشر أو الرابع عشر، أي بعد سقوط المنطقة في يد السلطان المملوكي بيبرس . يُفترض أن الهياكل تنتمي إلى منشأة لإنتاج السكر.
الفترة العثمانية
تم دمج الملاحة، مثل معظم فلسطين، في الإمبراطورية العثمانية في أوائل القرن السادس عشر، مرَّ الرحالة الصوفي البكري الصديقي بالقرية في منتصف القرن الثامن عشر.
سافر يوهان لودفيج بوركهارت في المنطقة خلال بداية القرن التاسع عشر، ولكن وفقًا لإدوارد روبنسون، الذي سافر إلى هناك في عام 1838، وصف بوركهاردت ساحل جنوب غرب البحيرة بالكامل باسم الملاحة. لاحظ روبنسون أن تقع شمال غرب بحيرة الحولة، وكانت "نافورة واحدة كبيرة"، وبالقرب من ذلك كان يوجد "عادة معسكر كبير في خيام وأكواخ من القصب".
في عام 1881، ووصفت Mellahah بأنه "الربيع الدائم كبير جداً، وهناك عين مياه متدفقة في تيار طويل من قاعدة الجبل، في وقت واحد المنعطفات طاحونة، وأشكال تقريباً نهر صغير".
الانتداب البريطاني
خلال فترة الانتداب البريطاني، كان للملاحة شكل مستطيل تقريباً يمتد من الشمال إلى الجنوب. عاش السكان في الغالب من الزراعة، في التعداد السكاني لفلسطين عام 1922، كان عدد سكان الملاحة 440 نسمة، جميعهم مسلمون، زاد عدد سكانها في تعداد عام 1931 إلى 654 نسمة، وكانوا يقيمون في 161 منزلاً.
احتلال القرية
استولت الكتيبة الأولى من وحدات البلماخ على قرية ملاحة في نهاية عملية "يفتاح" في 25 أيار /مايو 1948، وقد حملت السكان على الهروب بشن حملة من الحرب النفسية، لكن وقوع هجوم مباشر، ربما اشتمل على القصف بمدافع الهاون، ليس أمراً مستبعداً لأن معظم الحرب النفسية نُفِذَ قبل عشرة أيام تقريباً من تاريخ النزوح يضاف إلى ذلك أن القوات الصهيونية كانت وجهت نيران مدافع الهاون إلى جملة قرىً أخرى مجاورة في تلك الآونة وفي سياق عملية "يفتاح" أيضاً.
روايات أهل القرية
محمد يوسف محظية: أتمنى أن أرجع إلى قريتي (الملّاحة) ولو زاحفاً، وحتى لو افترشت الأرض والتحفت السماء.
قريتنا (الملاّحة) قرية وادعة جميلة وصغيرة، ترتبط بعلاقات وطيدة مع باقي القرى المحيطة بها. ليس بجانبنا (كُبّانِيَات) يهودية، وأقربها تبعد عن قريتنا 7 كم؛ أي لا توجد أي كوبانية على أراضي القرية أو ملاصقة لها. ومن هذه الكُبّانِيَات: الحارة، وجاحولا (التي أقيمت على أراضي قرية جاحولا العربية)، وزبيد الحارة، ونجمة الصبح. وهذه الكُبّانِيَات كان بعدها يراوح عن القرية ما بين 7 إلى 15 كم.
كان يسكن هذه الكُبّانِيَات يهود شرقيون؛ وجزء منهم كانوا فلسطينيين، وكانت علاقتنا بهم كعلاقة القرى العربية المجاورة؛ أي علاقة حسنة يسود فيها التعاون. وكنا نستعين بهم ويستعينون بنا أثناء زراعة الأرض وفلاحتها، وحين الحصاد. وكانوا عندما احتدمت المعركة بيننا وبين العصابات الصهيونية؛ ينصحوننا بعدم الخروج من قرانا، وكانوا يتهمونهم بالكفر، فيقولون لنا: هؤلاء كفار أتوا من روسيا وبولونيا ليأخذوا قراكم ومدنكم.
منذ أن حلّ الإنكليز في أرضنا واحتلوها عنوة؛ كان للشعب الفلسطيني موقف حازم من هذا الاحتلال؛ فقاومه بكل الوسائل التي أتيحت له، فكانت له مواقف ووقائع مشرفة بذلك.
القرية اليوم
تغلب الحشائش الطويلة و النباتات البرية وخليط من نبات الصبار، شجر التين، الكينا والنخيل على التل الرملي الذي كانت القرية قائمة عليه ويشاهد بين أجمة النبات تلك الأنقاض الحجرية المتناثرة من المنازل المدمرة، أما الأرض المجاورة فيزرعها سكان مستعمرة "يسود همعلا" وهذه المستعمرة هي الوحيدة القائمة على أراضيس القرية الجنوبية الشرقية على بعد 5 كم عنها.
أهالي القرية اليوم
أبناء القرية موزعون بين مخيمات لبنان وسوريا، بالإضافة إلى بعض الدول الأوروبية.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- "بلادنا فلسطين الجزء السادس- القسم الثاني"، مصطفى الدباغ، دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص164-165.
- عبد العال، يوسف علي (2005). جذور وفروع فلسطين من الملاحة. دمشق، سوريا: دار الأمة للنشر والتوزيع.