معلومات عامة عن بير ماعين/بئر ماعين/ إماعين/ معين - قضاء الرملة
معلومات عامة عن قرية بير ماعين/بئر ماعين/ إماعين/ معين
الموقع
كانت تقع قرية ( بير إماعين أو بير معين ) في أقصى الشرق من قضاء الرملة قبل عام النكبة وهي إلى الشرق مع انحراف قليل إلى الجنوب من مدينة الرملة وعلى بعد (14) كيلو متراً ، ونشأت هذه القرية على أرض متعرجة أو متموجة في أقصى الطرف الشرقي للسهل الساحلي الأوسط ضمن المنطقة الانتقالية التي تمثل الاقدام الغربية لطرف سفوح جبال رام الله وكانت طريق فرعية تصلها بالطريق العام الواصل بين الرملة ـ رام الله ، وكان لها دروب مع القرى المجاورة ومتوسط إرتفاعها عن سطح البحر (275) متراً .
التسمية
تقول الرواية الشفوية أن هذا الاسم (بير إماعين) هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد ، وهذا اللفظ هو الدارج والمتداول بين الجميع لكن ما جاء في الوثائق الفلسطينية ووثائق الانتداب والوثائق العثمانية وسجلات المحكمة الشرعية ودفاتر الطابو تكتب (بير معين) ويوجد في القرية مقام النبي معين وكأن اسم القرية مأخوذ من صاحب هذا المقام .
المساحة والحدود
لقرية بير إماعين أراضٍ مساحتها (9319) دونماً وجميعها ملك لأهلها ولم يتسرب لليهود أي شبر منها، ويحدها من الشمال الشرقي قرية صفا ومن الشمال قريتي البرج وبرفيلية , ومن الغرب الشمالي قرية الكنيسة ومن الغرب الجنوبي قرية بيت شنه ومن الجنوب قريتي البويرة وسلبيت ومن الشرق بيت سيرا .
عدد البيوت المعمورة في بير إماعين
على الرغم من قلة المصادر والبحث المتواصل في الملفات والوثائق العثمانية القديمة حول عدد البيوت المعمورة لكن بفضل الله توصلنا إلى وثيقة قديمة وقيمة منذ عام 1556م والتي سنتحدث عنها لاحقاً وجاء فيها أن عدد الخانات (49) والخانة هي البيت أو الحوش المعمور وجاء في كتاب (الجغرافية التاريخية لفلسطين والأردن وجنوب سوريا) للمؤلف القدير الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الدكتور هتروت أن عدد البيوت المعمورة في عام 1596م نقصت إلى (30) بيت وفي عام 1871م كانت (38) بيت وفي عام 1910م كان بها (29) بيت وفي فترة الانتداب البريطاني عام 1931م وصل عدد البيوت إلى (58) بيت أما في عام النكبة 1948م كانت البيوت العامرة بلغت (141) بيت .
عدد السكان
اتفق المؤرخون والباحثون أن معدل عدد سكان البيوت المعمورة في العهد العثماني من خمسة أنفار إلى سبعة أنفار فإن قلنا أن عدد البيت المعمور خمسة وفيها عام 1556م (49) بيت يكون عددهم(49×5=245) نسمة وفي عام 1596 نقصت البيوت إلى (30) فيكون العدد (30×5=150) نسمة وعام 1871م وصل عددهم التقديري (190) نسمة أما عام 1910م فكان عددهم (226) نسمة منهم (118) ذكراً و(108) أنثى وفي عام 1931م وصل عددهم إلى (355) نسمة وعام النكبة 1948م كانوا (592) نسمة وفي إحصاء عام 2008م الصادر عن وكالة الغوث أن عدد اللاجئون المسجلون من أبناء بي إماعين هو (4914) نسمة .
الحمايل والعائلات
هذه الحمائل والعائلات التي استطعنا جمعها ونأمل أننا قد وفقنا بذلك وهي : خضر ، إمطير ، شحادة ، حماد ، الأمارة ، عبد الرحمن (الرفيع) ، عبد القادر ، عابد ، الحسيني ، المغربي ، أحمد ياسين ، أبو لبن ، أبو حواس اللقياني ، الصوص القطناوي ، عبد المعطي الغوشي ، وبعد النكبة 1948م كثير من أبناء بير إماعين يطلق عليه فلان المعيني .
المضافات
كان للقرية قديماً ديوان واحد وهو لكل الحمايل والعائلات في القرية وكان مقره في غرفة صغيرة بجانب المسجد وهو المكان الذي يجتمع في رجالات القرية وهذه المضافة أو الديوان ويطلق عليها احياناً اسم الساحة أو المقعد وهذه الساحة أو المضافة هي أيضاً لاستقبال الضيوف وابن السبيل وفي فترة الإنتداب البريطاني كبرت بير إماعين وازداد عدد السكان وأصبح لكل حمولة مضافة وبيت المختار مضافة ومن مضافات القرية قبل عام النكبة 1948م :
1ـ مضافة آل خضر .
2ـ مضافة آل شحادة .
3ـ مضافة آل إمطير .
4ـ مضافة الأمارة .
5ـ مضافة آل حماد .
6ـ مضافة عبد الرحمن الرفيع .
المخاتير
كان في الغالب في قرية بير إماعين مختاران مختار أول ومختار ثاني ووظيفة المختار استحدثت في نهاية الدولة العثمانية وذلك عام 1864م وكان المختار ينتخب من قبل أهالي القرية أو بموافقة الحمايل والعائلات ومن مخاتير القرية قبل النكبة :
1ـ مختار أول حسين شحادة .
2ـ الشيخ يوسف صالح إمطير مختار ثان وبعد وفاته عين علي عثمان .
المسجد
كان في القرية مسجد صغير ويطلق عليه مقام النبي معين وبجواره ساحات واسعة وعندما كبرت البلد وإزداد عدد السكان تم بناء مسجد كبير بدل القديم وهو عبارة عن أربعة غرف واسعة وبعض الغرف مساحتها (80) متراً وبني للمسجد قبة ومئذنة ومكان للوضوء وبلطت ساحات المسجد وافتُتِحَ المسجد عام 1935م بحضور الحاج أمين الحسيني والمندوب السامي وعبد القادر الحسيني وجمع غفير من أهالي البلدات والقرى المجاورة وأول من رفع الآذان في المسجد الشيخ خليل إبراهيم خضر وكان مؤذناً حسبة لوجه الله تعالى وأول إمام للمسجد الجديد كان الشيخ كامل درويش البلتاجي وفي عام 1938م عين الشيخ جميل محمود أفندي محمد من بيت نوبا إماماً جديداً للمسجد ، وقبل النكبة كان إمام المسجد الشيخ محمد ذيب شعبان حماد (أبو اسماعيل) حيث أصبح فيما بعد إمام مسجد قبة الصخرة المشرفة واستمر في صلاة التراويح في رمضان حتى عام 2001م تقريياً وما زال الشيخ أبو إسماعيل بصحة جيدة وعمر يقارب (100) عام .
صف الكتاب
كان التعليم قديماً يطلق عليه صف الكتاب وأهالي بير إماعين كان عندهم عدد من الشيوخ لتعليم أبناء القرية وذلك منذ العهد العثماني وكان مقر التدريس في المسجد ومن مشايخ الكتاب الشيخ عبد حسين خضر .
المدرسة
مدرسة بير إماعين من المدارس القليلة التي أفتتحت في القرية قبل الانتداب البريطاني وكان بها حتى الصف الثاني وكانت المدرسة في غرفة صغيرة ملاصقة للمسجد القديم ثم توسعت المدرسة عام 1934م وأصبحت حتى الصف الرابع ويعلمهم معلم واحد وفي عام 1945م أصبح للمدرسة أكثر من مدرس وبها (40) طالب بعضهم من القرى المجاورة ومن مدرسي المدرسة الاستاذ حسني الحموري ومدير المدرسة الاستاذ عارف عبد الرحمن أبو أحمد من دير غسانة وكان للمدرسة مكتبة وبها (84) كتاباً وفي القرية أكثر من (70) رجلاً يلمون بالقراءة والكتابة .
المقامات
1ـ مقام النبي معين .
2ـ مقام ستنا حنانة (حنايا) جنوب القرية .
3ـ مقام ستنا حورية وهو في الشمال الشرقي .
4ـ مقام ستنا زهرة وهو في الجهة الغربية للقرية .
مقام ستنا مناعه ويقع في الجهة الغربية من القرية .
بير إماعين في منتصف القرن السادس عشر الميلادي
إرتأيت أن أقدم في هذه الحلقة إحدى الوثائق العثمانية الهامة هدية لأهالي قرية (بير إماعين ، بير معين) وهي مقدمة من مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية في أبوديس والتابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، والوثيقة باللغة العثمانية القديمة قام بقراءتها كل من خبير قراءة الخط العثماني الاستاذ محمد الصفدي (أبو صبحي) عميد مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية والاستاذة بسمة العباسي مديرة الوثائق في المؤسسة .
والوثيقة من كتاب الدفتر المفصل رقم (304) للواء غزة والرملة عام 1556م والموجود صورة عنه في مؤسسة إحياء التراث وجاءت الوثيقة في (14) سطر وفيها : أن قرية بير معين تتبع الرملة وهي وقف العمارة العامرة في القدس الشريف وبها أسماء أرباب الأسر دافعي ضريبة الزراعة وعددهم (49)رب أسرة ولكل صاحب أسرة خانة والخانة هي البيت المعمور ، أما أسماء أرباب الأسر هم :
محمد بن أحمد ، أحمد بن أحمد ، غانم بن سالم ، غنام بن سالم ، محمد بن إبراهيم ، حاج يحيى إبراهيم ، شاكر بن إبراهيم ، أوزبك بن عبيد ، علي بن بريك ، سيف بن أبو بكر ، صالح بن عثمان ، بدر بن سليمان ، سبع بن أحمد ، حسن بن عماد ، محمود بن حسن ، علي بن حسن ، أحمد بن محمود ، أحمد بن حميد ، خليفة بن حميد ، مخلوف بن حميد ، أحمد بن حمد الله ، أحمد بن حمدان ، حمد بن أحمد ، حمدان بن أحمد ، حسين بن علي ، علي بن حسين ، حسن بن حسين ، محمد بن حمدان ، عبيد بن محمد ، أحمد بن سيف ، موسى بن سيف ، محمد بن سيف ، إبراهيم بن سيف ، عواد بن عوض ، معاون بن عوض ، ، محمد بن عوض ، عمر بن عوض ، منصور بن عوض ، أحمد بن محمد ، غنيم بن سالم ، محمد بن حمدان ، خالد بن أوزبك ، صالح بن إبراهيم ، علي بن أحمد ، مصلح بن الراعي ، علي بن سوف ، عماد بن أحمد ، معمر بن عوض ، عبد الله بن محمد .
حاصلات القرية المذكورة قسم من الربع وقيمة الضرائب الزراعية هي : حنطة (2) غرارة (960) أقجة وشعير (1) غرارة (260) أقجة والسمسم (400) أقجة ومال صيفي مع خراج أشجار وثمن زيت وغيره (760) أقجة ورسم معصرة (24) أقجة ورسم معزة ونحل (93) أقجة ورسم باد هوى وعروس (50) أقجة ومجموع الرسوم (2547) أقجة ، والأقجة عملة عثمانية مصنوعة من الفضة وكانت في بداية العهد العثماني قيمتها عالية .
بير إماعين (بير معين) عام 1596م
جاء في كتاب : (الجغرافية التاريخية لفلسطين والأردن وجنوب سوريا) لمؤلفه القدير الاستاذ الدكتور كمال عبد الفتاح وزميله الدكتور هتروت أن قرية بير معين كانت تابعة ناحية الرملة لواء غزة وأراضيها زراعية خصبة وكانت تدفع (25% ) على ضريبة الزراعة خصوصاً الحنطة والشعير والأشجار المثمرة وبلغت الضريبة الزراعية على القرية في عام 1569م (3500) أقجة .
بير إماعين (بير معين) إحدى قرى وقف خاصكي سلطان
أنشأت زوجة السلطان سليمان القانوني روكسيلانه عام 1551م تكية خاصكي سلطان في مدينة القدس الشريف مؤسسة خيرية لتقديم الطعام والشراب للفقراء وعابري السبيل والمجاورين وحبست على مصالحها أوقافاً غنية تعد من خيرة أراضي فلسطين ونظراً لاحباسها الواسعة واهتمام الدولة بها حتى تستمر في أداء رسالتها ظلت معمورة وتقوم بدورها خير قيام منذ تأسيسها وحتى نكبة عام 1948م وتجدد نشاطها قبل حوالي عشرين سنة وزادت القرى والمدن الموقوفة على التكية أكثر من مئة قرية ومدينة ومنها قرى ومدن كاملة مثل : مدينة اللد وقرى العباسية وكفر عانة ويازور وعنابة وخربثة ورنتيه والكنيسة وبير إماعين … إلخ .
بير إماعين (بير معين) ناحية نعلين
كانت ولاية القدس مقسمة إلى تشكيلات إدارية في عهد الدولة العثمانية نضرب مثلاً ولاية القدس عام 1872م كانت مقسمة إلى ثلاث متصرفيات هي عكا والقدس ونابلس ومتصرفية القدس مقسمة إلى أربعة أقضية وهي قضاء يافا وقضاء القدس وقضاء الخليل وقضاء غزة ، وكان قضاء يافا مقسم إلى ثلاث نواحي هي : ناحية يافا وناحية اللد وناحية الرملة .
وفي عام 1904م قسمت متصرفية القدس إلى خمسة أقضية وهي يافا والخليل والقدس وغزة وبير السبع ، وقسمت يافا إلى :
1ـ ناحية الرملة ويتبعها عدد من القرى .
2ـ ناحية صفا ويتبعها القرى التالية : نعلين ، بير معين (بير إماعين) ، شقبه ، شبتين ، بلعين ، خربثة ، دير قديس ، المدية ، بيت نوبة ، البرج ، قبية ، بدرس ، برفيلية .
احتلال القرية وتهجير سكانها
كانت بلدة بير إماعين قبل النكبة 1948م وادعة مطمئنة عامرة بأهلها أراضيها خصبة بمزروعاتها وأشجارها وأهلها مالكون لأرضها وكان الناس هانئين بحياتهم مطمئنين قانعين بما تجود به الأرض من نعمة الله .
وأنقلبت الأيام مع بداية عام 1948م وبدأت المناوشات في الأماكن الساخنة على أرض فلسطين خصوصاً مع المستعمرات وقوات الانتداب البريطاني جاهزة لتسليم فلسطين إلى اليهود في 15/5/1948م لتحقيق وعد بلفور وبدأ أهالي فلسطين بشراء السلاح وقام أهالي بير إماعين أيضاً بشراء السلاح والذخيرة بكل الأثمان ومعظمهم باعوا القمح والشعير والبعض باع الأبقار والأغنام وآخرون باعوا ذهب نسائهم واشتروا البنادق والذخيرة حتى أصبح لكل حارة أو حوش وأحياناً كل بيت فيه من يدافع عن منطقته وطبعاً كان هذا السلاح من أجل الصمود وفعلاً صمد أهالي بير إماعين وحاربوا مع القرى المجاورة ومنطقة باب الواد من أجل إغلاق الطريق العام الواصل بين القدس والرملة ، وكان أهالي بير إماعبن شديدي التعلق بأرضهم التي كانت تعطيهم من بركاتها من دون حدود ، لذا لم يبخلوا بالتضحية وبالدفاع عنها بكل إمكانياتهم التي بين ايديهم واستمر أهالي القرية صامدين وجاء جيش الإنقاذ والجيش العربي الأردني وتمركزوا في عدة أماكن من القرية من أجل إسترداد بعض القرى التي سقطت بيد اليهود قبل وصولهم بيوم أو يومين مثل : عنابه والكنيسة وخروبة وفعلاً قامت مصفحات الجيش الأردني بضرب عدد من المواقع لليهود وتوقف التقدم وحاول إرجاع القرى القريبة من بير إماعين ثم قام اليهود بهجوم معاكس بقيادة إيغال آلون واسحق رابين اللذان حولا لواء يفتاح بكتائبه لضرب الجيش الأردني وقالت الرواية الإسرائيلية أنها قصفت بير إماعين بـ(48) قذيفة مدفعية ودُمر عدد من آليات الجيش الأردني واستمر اليهود يالتقدم رغم خسائره الكثيرة واحتلت قرية بير إماعين واستشهد عدد من قوات الجيش العربي ومن أهالي القرية وجاء في كتاب : (كي لا ننسى) لمؤلفه وليد الخالدي أن الوحدات التي أشتركت في الإستيلاء على بير إماعين كانت مؤلفة من فصيلين من الكتيبتين الأولى والثانية من لواء يفتاح وفي هجوم مضاد شن بعد ظهر 16/4/1948م تكبد الجيش العربي الأردني خسائر جسيمة عندما حاول بلا طائل استنقاذ قريتي سلبيت وبرفيلية ، وفي اليوم التالي نقلت وكالة اسوشيتد برس أن القوات الإسرائيلية المرابطة في قريتي بير إماعين والبرج أخضعت الطريق العام الواصل بين رام الله واللطرون لنيران أسلحة اليهود .
وهكذا على الرغم من صمود الجيش العربي وجيش الإنقاذ وأهالي القرية في وجه عصابات الاحتلال التي قتلت ودمرت البيوت وأصبح الوضع كارثياً خرج أهالي بير إماعين مشياً على الأقدام إلى القرى المجاورة تاركين أعز ما يملكون الأرض وكان الجميع ينامون تحت الأشجار والكهوف تائهين هائمين على وجوههم لا حول لهم ولا قوة يفترشون الأ{ض ويلتحفون السماء … إنها نكبة تطهير عرقي .
أهالي القرية اليوم
موزعون اليوم في مخيمات وقرى القدس ورام الله والبيرة وبيت لحم والدول العربية والأوروبية والأمريكيتين وأفريقيا واستراليا
القرية اليوم
لا يزال بناءان متداعيا الحيطان يشاهدان في الموقع الذي يكسو أرجاءه الصبار والنباتات الشائكة ونبات ذيل الفار ورِجل الحمام وشجر اللوز والصنوبر. ويُستعمل قسم من الأراضي المحيطة حقلاً للرماية، وغير ذلك من الأغراض العسكرية الإسرائيلية. أما القسم الآخر فيزرعه الإسرائيليون.
في سنة 1986، أُنشئت مستعمرة مكابيم العسكرية على أراضي القرية.
المرجع
1- المؤرخ والباحث عباس نمر
2- كتاب كي لا ننسى: وليد الخالدي
معالم القرية
لمقامات في بير ماعين
المقامات: هي عبارة عن قبور للصحابة والمسلمين الذين استشهدوا او توفوا على ثرى ارض فلسطين في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي ارسل جيوشه بقيادة الصحابي عمر بن العاص لفتح القدس. وبما ان الجيش الاسلامي حطى رحاله على ارض فلسطين ومن بينها قريتي بير ماعين ومحاصرة القدس الشريف من جهة عمواس وهي الجهة الغربية من القدس فاستشهد وتوفي الكثير منهم على ترابها المقدس والمبارك وهم .
- مقام النبي معين: وهو مقام الصحابي يحيى ابن معين والله اعلم ولسمو علمه وعقيدته وتدينه سمي من قبل اهل القرية بالنبي معين مع انه لا يوجد نبي بهذا الاسم وبني على قبره بيتا على شكل جملوني وكانوا يقومون بزيارته وقرائة بعض الصور القرانية على روحه الطاهرة .
- مقام ستنا مناعه: وهو قبر لاحد زوجات بعض الصحابة وبني حوله بيتا من الحجر والطين وكانوا يشعلون الضوء بداخله في كل المناسبات الدينية وزيارته
- مقام ستنا حورية: بني حوله غرف صغيرة لكي يصلوا بداخلها كل الناس عند زيارتهم لها في اي وقت.
- مقام ستنا زهره: بني حول قبرها غرفة صغيرة لكي يحافظوا على قبرها.
- مقام ستنا حنايا: وهو قبر بداخل كهف وكانه بيت من الطبيعة حولها ومحاط بالشجر من جميع الجهات وله باب صغير . هذه هي بعض المقامات التي كانت معلومة لدى أجدادنا وآبائنا .
شهداء من القرية
في الخامس عشر من شهر نيسان لعام 1984 كان ميلاد الشهيد : محمود مصطفى مطير في مخيم قلنديا - القدس
تاريخ الاستشهاد : 26/06/2001
لله درك يا محمود كنت فارسا تنير طريق الاحرار في مخيم للصمود ولدت لتكون منارة عز وايباء فانت البطل في زمن النذالة والعمالة في زمن تخلى العرب والمسلمون عن ام الدنيا فلسطين في زمن بيع الوطن من قبل المتخاذلون فلك الله يا اخا لعيوني وفؤادي ....
بداية لنا في كل بلد مشوار وفي كل مخيم جرح اليم وفي مخيم قلنديا لنا الف حكاية وحكاية إما مع الجنرال علي الجولاني مخترق وزارة الدفاع الصهيوني واما مع اسرى الحرية في زنازين بني صهيون او مع اطفال رفضو الذل والمهانة لترفع راية الحق خفاقة فوق منارة العز والجهاد
فالكلمات تعجز عند الحديث عن شهيد وما بالكم نتحدث عن طفل شهيد انه محمود مصطفى مطير ابن مخيم قلنديا الصمود ولد الشهيد المجاهد في مخيم قلنديا في نيسان من عام 1984 ينحدر اصله الى قرية بئرماعين التي هجر اهله منها عام 1948 تربى وترعرع الشهيد محمود في هذا المخيم درس المرحلة الابتدائية والاعدادية في مدارس مخيم قلنديا انتقل للدراسة في مدرسة البيرة الجديدة فدرس الصف العاشر هناك وفي بداية العام الجديد للصف الحادي عشر كانت الانتفاضة الاقصى المباركة في اوجها مشتعلة نارا فشارك محمود كغيره من الفتية في ضرب لحجارة والمسيرات الطلابية الرافضة للصهاينة ففي ليلة السابع والعشرون من رمضان عام 2000 كان محمود ومجموعة من رفاقه في مواجهة بالحجارة مع الصهاينة بالقرب من مايسمى حاليا معبر قلنديا اثر منع الجنود على الحاجز من دخول المصليين الى المسجد الاقصى عبر الحاجز الا لكبار السن فكان والديه ذاهبان الى ليلة القدر في لاحيائها هناك ولكن القدر كان لهم بالمرصان فاصيب محمود بعيار ناري في راسه اثناء المواجهات على الحاجز ونقل على اثره على مستشفى رام الله الحكومي وما شاع الخبر ان محمود قد استشهد حتى خرجت جماهير غفيرة لتجوب شوارع المخيم والذهاب الى المشفى ولم يكن والديه يعلمان ذلك الخبر الا بعد ساعات من الاتصال بهم ان محمود مريض وانه بحاجة لهم فعليهم العودة حالا فاصابه موت سريري وامه واباه يركضان ليصلا البيت ليعرفا ما حدث لابنهما والشك يدور في مخيلة امه المسكينة حتى شاهدة العشرات من الشبان يتجمهرون امام مدخل المخيم ليصلهم الصاعقة بان ابنهم اصيب فذهبا مسرعين الى المشفى ليتأكدا الخبر وما وصلا الى المستشفى حتى وجدا ابنهم في غرفة الانعاش ممد على سرير و والعديد من الاطباء حوله فبكت امه وابه بكاء لا يعلمه الا الله حسرة على ما شاهدها فهو ابنهم البكر شاب بمقتبل العمر فبدا رحلة الاحزان منذ ذلك اليوم وهو في موت سريري استمر مدة 6 شهور وهو في المستفى حتى اتته المنيه في السادس والعشرون من حزيران لعام 2001 فرحمك الله يا محمود والهم اهلك الصبر والسلوان
المرجع
موقع هوية
روايات أهل القرية
الرواية الأولى
الحاج محمد حسن سعيد شحادة من قرية بير ماعين
يروى تفاصيل النكبة
في مخيم قلنديا شمال مدينة القدس المحتلة خلف جدار الفصل العنصري هالنا الاستقبال والحفاوة من حاج في منتصف السبعينيات متوقد بذاكرته وإصراره على الصمود والتحدي والثبات على مواقفه. فقد شهيدين في الانتفاضتين الأولى والثانية وتمنى الشهادة مراراً .. استقبلنا بحفاوة وشرع في شرح تفاصيل “النكبة” كلاجئ وكمقاتل عاشها بتفاصيلها المرة.
الحاج محمد حسن سعيد شحادة (78 عاماً) يتذكر بفخر واعتزاز فترة شبابه عندما كان مجاهداً يحمل بندقيته ويقاتل دفاعاً عن القدس وفلسطين ويتمنى العودة ويحلم بها يومياً. فقد أرضه وقريته، وفقدت عينه واستشهد اثنين من أبنائه في الانتفاضة الأولى والثانية وثلاثة آخرين في الأسر.
بداية الحكاية
يقول الحاج محمد شحادة، مواليد 1930، وكان عمره 18 سنة عندما وقعت “النكبة”، وكان يحارب مع المجاهدين في باب الواد وهو من بير ماعين شمال اللطرون (تبعد عنها 10 كيلومترات)، “لقد بدأت المعارك مع العصابات اليهودية منذ العام 1947 وكان الجيش الانكليزي المحتل يرحل من بلادنا رويداً رويداً ويسلم المناطق التي يخليها من المزارعين الفلسطينيين العزل من السلاح للعصابات الصهيونية ويسلحونهم حيث كانت العصابات الصهيونية تخدم مع الجيش الانجليزي وكان عددهم نحو 70 ألف من عصابات الهاغاناة نواة الجيش الصهيوني الحالي.
انطلاق المقاومة
ويضيف الحاج محمد حسن سعيد شحادة لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” هذا في الوقت الذي كان الانكليز فيه يعدمون كل فلسطيني يجدون في جيبه رصاصة واحدة، ولمّا خرج الانتداب البريطاني وسلموها للعصابات الصهيونية؛ أصبحنا نشتري السلاح لندافع عن أنفسنا وأرضنا وكانت مقاومة المجاهدين عنيفة في اللد والرملة ويافا وحيفا وكان الشبان يوقعون خسائر بشرية في صفوف العصابات الصهيونية".
ويضيف: “في العام 1948 تعاظمت قوة الثوار والثورة وازداد عددهم وعدتهم، وعندها اضطر اليهود للقبول بهدنة بموجب اتفاقية مع دول عربية ومن الجانب الفلسطيني، وقع الهدنة الثوار من آل الحسيني والنشاشيبي وكانت قوة الثوار أكثر من ثلاثة آلاف، ففي بلدتي وحدها كان هناك 300 مقاتل أنا منهم وجميعهم مسلحون، وعند الهدنة كنا في ذروة قوتنا وتسلحنا وعندما جاءت الجيوش العربية زعمت أنها ستحمينا وأقصد بالجيوش العربية الجيش الأردني والجيش المصري والجيش العراقي”.
واستطرد قائلاً: “كنا نحارب بضراوة ووصلنا إلى اللد ويافا والحقنا باليهود الهزائم وكنا ندمر آلياتهم، وفي ذروة انتصاراتنا جاءت الجيوش العربية وقالت لنا الله يعطيكم العافية يمكنكم اخذ استراحة ونحن من سيحارب اليهود ونحميكم. ولكن بعد الهدنة ازدادت قوة اليهود عدداً وعدة وبدؤوا في مهاجمتنا وذبحنا واقتحموا قرية أبو شوشة المجاورة وذبحوا عدداً من أهلها وتمت تسويتها بجميع منازلها بالأرض ثم غزوا الرملة واللد”.
مجزرة اللد
وقال “لقد ارتكبوا مجزرة في جامع اللد قتلوا فيها اكثر من سبعمائة رجل ثم احتلوا بلدتنا بير ماعين، وقد شارك القائد الكبير عبد القادر الحسيني في معركة القسطل المشهورة، واستشهد خلالها، وعندما أُعلن استشهاده قلت في نفسي ضاعت فلسطين وألقى عدد من الثوار بنادقهم وترك الثوار مواقعهم التي تم تحريرها من اليهود للمشاركة في جنازة الشهيد عبد القادر الحسيني فجاءت العصابات اليهودية وأعادت احتلالها، ثم ارتكب اليهود مذبحتهم الوحشية في دير ياسين وبدأ أهالي القرى المجاورة يشردون إلى رحلة التشرد المستمرة حتى يومنا هذا، لقد هربوا من معظم المدن والبلدات والقرى خشية ان يذبحهم اليهود”.
كان عدد سكان بلدتنا، يقول الحاج شحادة، حوالي 500 شخص يتألفون من خمس حمائل هي دار مطير ودار شحادة أهمها ورحل أهالي الرملة واللد وقراهما إلى بير ماعين والقباب وكان في بلدتنا 10 جنود أردنيين شردوا معنا إلى قرية بيت سيرا في الضفة الغربية التي احتلها اليهود سنة 1967.
ويصف الحال “لقد كانت هجرة صعبة وكنا هائمين على وجوهنا مشردين، أقمنا في قرية بيت سيرا تحت شجرها يومين ثم بدا الجيش الأردني في نقلنا إلى رام الله أواخر 1948 وبعدها رحلنا إلى بلدة اسمها زيود.
أسبوع صار 60 سنة
وقال: “كنت عازباً وقد تزوجت عام 1954 وعندما رحلنا، كنت أنا ووالدي وأمي وشقيقتين ثم رحلنا إلى منطقة “بيتونيا” ثم انتقلنا إلى عين سينيا ثم إلى الطيبة ثم رحلنا إلى صفا قرب بلدتنا على أمل عودتنا، وكانوا يقولون لنا افترضوا أنها نزهة ستعودون خلال أسابيع إلى بيوتكم، ولكن مرت ستة عقود ولم يعد أي لاجئ ثم انتقلنا إلى القدس وأقمنا في حارة الشرف بالبلدة القديمة وعشنا فيها عشر سنوات وعندما عملت في مطار قلنديا بالقدس رحلنا من البلدة القديمة سنة 1958 وكانت سياحة مزدهرة، وكانت حركة المطار كثيفة فقد كانت تهبط فيه الطائرات من جميع أنحاء العالم وتحضر أفواج السياح بأعداد هائلة وكنت أعمل حمالاً في المطار وبقيت اعمل فيه حتى العام 1967، وعندما بدأت عملي في المطار انتقلنا إلى مخيم قلنديا واشتريت قطعة ارض ولم احصل عليها دون مقابل من وكالة الغوث واشتريت خيمة وأقمنا فيها قبل أن نبني هذه الدار. ولم أقم بزيارة بير ماعين بعد 1967".
الشوق يدفع إلى التسلل
وشدد الحاج شحادة على أنه لم ينقطع عن زيارة القرية حتى بعد النكبة، وقال “كنت أتسلل إليها بعد العام 1948 واصل إلى الرملة والقباب. استول اليهود على منازلها ومن بينها بيت فخم لآل الحسيني احتلها الجيش الصهيوني، كنا نمر قرب الدبابة ولا نخاف منهم، بل هم من كانوا يخشوننا أما الآن فقد اصبحوا متوحشين همهم الرئيس قتل اكبر عدد من الفلسطينيين".
وأضاف إن العصابات الصهيونية في بداية النكبة لم يهدموا القرية ولكن تركوها، وبعد سنتين هدم اليهود بيوت قريتنا وأقاموا مستعمرة (موديعين) وهي من أكبر المستعمرات اليهودية ومعظم مستوطنيها من الروس".
تمسّك بالعودة
وأكد الحاج محمد حسن شحادة على أن اللاجئين بغالبيتهم “لن يتنازلوا عن حقوقهم”، وقال “لن نرضى عن وطننا فلسطين بديلاً، ليس هناك ما هو أغلى من قريتي (يتوقف وقد غلبه البكاء) لا شيء يعوضني عنها لقد فقدت قريتي وفقدت عيني واستشهد عدة شبان في المعارك وأطالب القيادة الفلسطينية والمفاوضين بالتمسك بحق العودة".
وأضاف “حسب خبرتي؛ فإن اليهود لا يعطون شيئاً بالمفاوضات والسلام وقد جربناهم عندما عقد الرئيس ياسر عرفات اتفاق سلام معهم لم يعطوه شيئاً ثم قتلوه. وإني أؤكد أننا لن نأخذ شيئاً فاليهود ما يزالون يحتلون كل الضفة الغربية وجسر الملك حسين وكل شيء".
وأدعو القيادة الفلسطينية إلى “الاستقالة، وأن يذهب كل واحد إلى بيته، فهم عاجزون وفاشلون ولم يحققوا لنا أي إنجاز”، وقال “أريد أن يستقيل عباس وجماعته ويتركونا وستتحرر فلسطين في يوم من الأيام، ومن حقي أن أقول رأيي".
وقال: “السلطة بلا فائدة وإذا واجهت أبو مازن سأقول له بصراحة حُلّوا هذه السلطة غير المفيدة حتى عرفات يرفض السلام الذي عقده مع (اسرائيل)، فاليهود لا يعطون شيئاً”. وأضاف “نريد أن نعيش في أرضنا التي سلبوها ونهبوها واغتصبوها على الخبز والزيتون هذه أمنيتي”.
واستدرك قائلاً: “أتذكر بفخر واعتزاز فترة شبابي عندما كنت مجاهداً احمل بندقيتي وأقاتل دفاعاً عن و طني، كنا نعتاش على الزراعة نزرع السمسم والقمح والعدس والذرة والبندورة".
وأضاف: “بما أن اليهود مسيطرون على العالم مالياً وإعلامياً تقريبا يفعلون ما يريدون، لذلك لا أتوقع من العرب والمسلمين أن يقدموا لنا أي شيء أو أن ينصروننا، والأفضل لنا نحن الفلسطينيين عدم التفاوض مع الصهاينة، فالمفاوضات بدون فائدة حتى لو أعطونا شيئاً لا يعطوننا ما نريد، حتى حدود 1967 يرفضون إعطاءنا إياها”، كما قال.
ابنان شهيدان وثلاثة في الأسر
واستهجن الحاج محمد شحادة منعه من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك للصلاة رغم كبر سنه، وقال “أنا ومئات آلاف الفلسطينيين ممنوعون من زيارة القدس، لقد أنجبت خمسة أبناء اثنان في سجون الاحتلال هما يوسف وحسن وثلاثة تزوجوا ورحلوا من مخيم قلنديا واستشهد لي ابنان هما إسماعيل كان عمره (23 عاماً) وأطلقوا عليه الجيش الصهيوني المجرم النار في مسيرة مناهضة للاحتلال 1998 والثاني استشهد في انتفاضة الأقصى في رمضان 2000 واسمه ياسين وكان عمره أيضاً (23 عاماً).
ومضى يقول: “معيشتنا كلاجئين مشردين عن أرضنا فإنها مرة وكئيبة وقاسية ولا احد مسرور، فحياتنا كانت حياة عزة وكرامة واستقرار في بلدتنا، وهنا حياة ذل وقهر وحرمان. لقد قلت لك سابقاً وأقولها للسلطة والقيادة لا يتنازلوا عن حقوقنا وأن لا يتفاوضوا مع الصهاينة وأن يرحلوا عن هذه السلطة الوهمية”، وفق طلبه.
المرجع: المركز الفلسطيني للإعلام
الرواية الثانية
رغم مرور 72 عامًا، على نكبة فلسطين، إلا أن المسن محمود أبو ديب (81 عامًا) ما يزال متمسكًا بأمل العودة لقريته التي هُجر منها، حينما كان طفلا.
ويقطن أبو ديب حاليا في بلدة بني سهيلا الريفية، جنوبي قطاع غزة.
ويحتفظ أبو ديب، الذي هاجر مع أسرته من قرية "بير معين"، القريبة من قطاع غزة، عام 1984، بخارطة القرية، وبندقيتين قديمتين.
ويقول المسن الفلسطيني، إنه حارب بإحدى البندقيتين، الاحتلال الإسرائيلي، بجانب الثوار الفلسطينيين، خلال حقبة الخمسينيات من القرن الماضي.
ويمتلأ منزل "أبو ديب"، بالمقتنيات التراثية، التي تشير لمدى تمسكه بحقه في العودة لقريته التي هُجر منها.
وخلال لقاء معه، كان "أبو ديب" يرتدي "جلابية" تراثية، وبنطال فضفاض يُطلق عليه محليا اسم "السروال"، وحطة (شماغ) وعقال (غطاء الرأس التقليدي) وعباءة سوداء.
كما يضع على خاصرته، العديد من الخناجر القديمة نقش اسمه على بعضها.
تمسك بالتراث
وحمل المسن الفلسطيني، قطعتي سلاح قديمتان يحتفظ بهما منذ عشرات السنين.
وفي فناء منزله، نصب خيمة، بداخلها فراش تراثي، ومعلق بها بعض القطع الفخارية المصنعة حديثًا والسيوف القديمة، ويجلس بجوارها "حصان".
ويوضح أنه يتواجد في أغلب الأوقات في الخيمة، ويعتبرها "ملاذه الدائم"، حيث يجلس وينام ويستقبل بعض الضيوف فيها.
وفي إحدى غرف منزله، خصص غرفة واسعة، لاستقبال الضيوف، فرشها بسجاد تراثي وعلق على جدرانها عددًا من السيوف، وصورًا له مع شخصيات أبرزها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بجانب صور جده ووالده.
وفي بعض زوايا الغرفة، وضع "أبو ديب" مقتنيات تراثية، ومنها "مهباج" لطحن القهوة، ومحراث زراعي ورثه من أبيه، ومفتاح قديم لمنزلهم في القرية، وخارطة تفصيلية لها ولمدن فلسطينية مجاورة محتلة، وآنية نحاسية، وغيرها من المقتنيات.
ويحرص اللاجئ الفلسطيني، على نقل اهتمامه وعشقه للتراث الفلسطيني، إلى أبنائه وأحفاده، حيث يلزم نحو 10 من أحفاده، على لبس التراث الشعبي، والتواجد حوله، حينما يكون لديه ضيوف أو وسائل إعلام.
وكثيرا ما يشرح للأحفاد، عن وطنه وقريته التي سلبها الاحتلال.
هجرونا قسرًا
ويقول أبو ديب إن عائلته كانت تمتلك أراض زراعية كبيرة، في قريتهم "بير معين"، مساحتها نحو 500 دونم (الدونم ألف متر مربع)، كانت تزرع بالبطيخ والشمام والقمح والشعير.
ويوضح أنه كان يبلغ من العمر نحو 10 سنوات، حينما أجبر السكان على مغادرتها.
يقول، أبو ديب، لوكالة أنباء الأناضول "كنت أعي جيدًا عندما هجرت من بلدي، وقاومنا بسلاحنا البسيط الاحتلال، وبقينا نقاوم ونزرع الأرض، وكانت القوات الإسرائيلية بجوار أراضينا (..) في النهاية أجبرونا على الهجرة قسرًا لبلدة بني سهيلا في خان يونس".
ويكمل: "أجبرنا على الهجرة، وتركنا خلفنا محصولنا وأملاكنا، بقيت معالم بعضها حتى اليوم".
وتابع "أبي حمل بعض المقتنيات من أرضنا، وحمّلني مفتاح الدار ومحراثا خشبيا أحتفظ به، أمانة عندي قبل وفاته".
ويضيف "ما زلت أحتفظ بأمل العودة، للأرض المحتلة وأوصيت أبنائي بالمحافظة عليها بعد وفاتي".
وعن أسباب تمسكه بالتراث الفلسطيني، يقول أبو ديب، خاتما حديثه "من ليس له ماضي، ليس له حاضر ومستقبل".
ويُحيي الفلسطينيون في الـ15 من مايو/أيار، من كل عام، ذكرى "النكبة"، عبر فعاليات واسعة، تعبيرا عن تمسكهم بحق العودة إلى ديارهم التي هُجّروا منها قسرا، عام 1948.
ويُطلق الفلسطينيون مصطلح "النكبة" على عملية تهجيرهم من أراضيهم، على أيدي "عصابات صهيونية مسلحة" عام 1948.
وفي العام 1948 أُعلن عن قيام دولة إسرائيل على غالبية أراضي فلسطين التاريخية، بعد أن تم تهجير قرابة 800 ألف من أصل 1.4 مليون فلسطيني، من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
المرجع
الأناضول