معلومات عامة عن دير غَسَّانِة - قضاء رام الله
معلومات عامة عن قرية دير غَسَّانِة
تقع قرية فلسطينية حالية، تقع شمال غربي مدينة رام الله وعلى بعد 25 كم عنها، ترتفع حوالي 400 م عن مستوى سطح البحر، مساحة أراضيها تُقَدَّر بـــ دير غسانة 12802 دونم.
الموقع والمساحة
تقع قرية دير غسانة على بعد 25 كيلومترا إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله، وترتفع عن سطح البحر بنحو 400 متر.
مساحة أراضي دير غسانة 12802 من الدونمات منها 7 للطرق و4450 غرست بالزيتون.
سبب التسمية
اسمها يعود الى ان طائفة من الغساسنة نزلتها وخلدت اسمها فيها. والمعروف ان بني غسان حي من الازد من القحطانية. ذكر الحمداني: ان في البلقاء طائفة منهم، وباليرموك الجم الغفير، وبحمص منهم جماعة)، وأقاموا فيها مركزا للحكم، وكان الغساسنة يعتنقون الديانة المسيحية و اقاموا دولة الغساسنة قبل الإسلام و كانت موالية للدولة الرومانية وقد ذكر في بدايات الإسلام مصطلح غساسنة الروم
و كانت تقع بين الامبراطورية الفارسية الساسانية و الامبراطورية الرومانية المسيحية و كان دولة الغساسنة تتبع للامبراطورية الرومانية
و كانت تصد الهجمات من البدو العرب و الفرس عن الامبراطورية الرومانية. و سميت بدير غسانة لوجود كنيسة او دير غسان و مع مرور الوقت سميت بأسم دير غسانة.
اما تاريخها كنعاني الاصل بأسم " صردة" او "الصريدة" هذه المعلومة بحاجة الى مصدر ، و مزيد من الابحاث ، و كان لهذه القرية علاقات جيدة مع معظم حكام المنطقة على مر الزمان و كان لها دور في مقاومة المستعمرين ايضا.
معالم القرية
ولقرية ديرغسانة أهمية معمارية حيث أنها تعكس فترة تاريخية وظاهرة مميزة من تاريخ فلسطين الا وهي ظاهرة قرى الكراسي في منطقة الجبال الوسطى، والتي تشكلت خلال القرن السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر وذلك من خلال (قصور شيوخ النواحي) فهي تشكل طرازاً معمارياً فريداً.
كما يوجد في ديرغسانة العديد من المقامات الدينية
- مقام الخضر: مقامه جنوبي القرية وهذا الولي له مقامات في أكثر القرى سواء المسيحية أو الإسلامية.
- مقام العطيري: بين البلدة والمدرسة ليس عليه عمارة ،وقبره متواضع.
- مقام الهبيل: مثله مثل العطيري .
- مقام الشيخ رحال: جوار الهبيل وهو لا يختلف في مظهره عنه.
- مقام الشيخ عصفور: له مقام كبير و"ليوان "وبئر وبيت للوضوء وغرفة يصلى فيها وله اوقاف.
- مقام الرفاعي: غربي البلدة وله مقام محترم وعنده شجرة كبيرة يؤي إلى ظلها السارح من التعب.
- مقام (المجدوب):عدد من المشايخ عليهم عمارات وبئر ولهم اوقاف.
- مقام الخواص: وهو مقام قديم يعود الى إبراهيم الخواص ت سنة 291 هـ، وهو رجل صوفي من مصر له عمارة يصلى فيها وبئران ووقف ومقام محترم ويقع في غربي البلدة .
- مقام الشيخ عبد الله: بين البلد والخواص شبه زاوية ومقام وابار وبستان.
- مقام الشيخ غيث: هو في المقبرة العامة ولكنه يحترم وينظر اليه ويضاء أحيانا لية الجمعة
- مقام الشيخ مطر: داخل البلدة ازيل قبره ولم يوجد فيه شيء وله غرفتان للصلاة.
- مقام الدسوقي: شمالي البلدة لا قبر ولا عمارة ولكن ينظر اليه ويحترم.
- مقام الشيخ خالد: له قبر بني عليه غرفة و"ليوان" وبئر ومكان للوضوء يصلى فيه ويحترم وله شجرة بلوط كبيرة في وادي صريده ومكان للنوم .
- مقام الشيخ ذيب: قريب من الشيخ خالد وليس له الا قبر وشجرة زيتون.
- مقام الشيخ بري: قريب من الشيخ ذيب وليس له سوى شجرة بلوط كبيرة الحجم غربي البلدة.
الآثار
ابرز ما يميز البلدة القديمة ذات الطباع المملوكي المتأخر و المضاف اليه القباب و اللمسات الجمالية و المباني العثمانية التي تم اضافتها و تفاجئنا بمربط خيل حجر موجود في جدار احد المباني. تحتوي البلدة القديمة على ابرز 4 معالم تاريخية و هي :
- (قصر صالح البرغوثي ( شيخ الاقطاع في المنطقة خلال الفترة العثمانية) والمقسم الى قسمين السرملك (قسم الرجال وله مدخل منفصل و(الحرملك) قسم النساء و له مدخل منفصل.
- مسجد دير غسانة القديم و الذي يعتقد انه كان كنيسة قديمة و تم تحويله الى مسجد حسب اقوال منقولة عن اجداد سكان القرية.
- كّتاب دير غسانة او مدرسة دير غسانه القديمة والتي اكتمل تأسيسها على يد الاستاذ جميل وهبه من مدينة القدس والذي قام بالتدريس فيهاعام 1914.
- حوش الشيطان وهو مكان لسكن عدد من العائلات والذي كان يعتقد انه مسكون من الشيطان حسب روايات قديمة.
السكان
وعن أهل دير غسانة قال الرحالة مصطفى بكري: (... وغسان بن جذام بطن من الصدف ... الصدف قبيلة من حمير، وأهلها المقيمون فيها الآن ينسبون الى جدهم برغوت لذا لقبوا بالبراغتة. وهم مشايخ بني زيد الآن وجباة وقف الصخرة والخليل في تلك الأوطان لكنهم بظل الحكم وضعف ولاة الزمان جبوا لأنفسهم.
كان في دير غسانة عام 1922م (625) نسمة وفي عام 1931م بلغوا 753: 390 ذ. و363 ث. لهم 181 بيتاً. وفي عام 1945 قدروا بـ 880 مسلماً وفي إحصاءات عام 1961م ارتفع عدد سكان القرية الى 1461 شخصا: 695 ذ. و766 ث. من المسلمين بينهم مسيحي واحد.
عائلات القرية وعشائرها
ومن ديرغسانة تفرعت عائلة آل البرغوثي ينتسب آل البرغوثي الى هذا النسب التالي وهو مستخرج من كتاب (لب الالباب في تحرير الانساب الازدية السيوطي الازدي زيد الخيل الخير المنتسب ل جفنة بن (الغوث) بن طيء الطائي الثعليى ويلتق مع عدي بن حاتم في ربيعة بن جرول وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في الوفود وسموا بالبرغوثي نسبة الى جدهم الغوث فوردوا على ماء غسان واصبح بره يسمى باسمهم اي بر الغوث ومن ثم تحرفت الى البرغوثي
وهم من ابناء زيد الخيل او كما قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بل زيد الخير وهو من طيء كما ذكر قبل قليل (وقد لعب دورا كبيرافي الاصلاح في حرب جديلة والغوث وهو من الغوث وقد دارت الحرب ان ذاك على مناع احدى مواضع اجاحين اقبلت قبائل الغوث كل قبيلة عليها رئيسهاومنهم زيد الخير وحاتم بن عبد الله الطائي الجواد المعروف حيث التقوا بجديلة بعد اجماعها على اوس بن حارثة وقد اقتتلوا يومئذ قتلا شديدا فانهزمت جديله)عن ابن حزم وهذا مايفسرجليا تسمية المنطقة ببني زيد اذ ان معظم المتواجدين فيها من ابناء زيد الخير ومن اشهرهم ايضا عائلة الرمحي
وانتقلت أل برغوثي لتشكل فروع للعائلة في كفرعين المجاورة ومن عائلاتها العيس ، والدغرة ، وبيت ريما ومنهم آل عبد الرازق وآل كنعان ، وكوبر - دار خطاب ، وعابود وديرأبومشعل ولكل فرع من هذه الفروع جذر في ديرغسانة ، ومنهم من رحل عن البلدة في زمن بعيد ومنهم الدكتور اسعد عبد الرحمن الذي ما زال لأجداده أملاك في ديرغسانة وآل البرغوثي ينتسبون ال جدهم الأكبر برغوث من البر والغوث وهو ابن عم عمر الذي تنتسب اليه عائلة العمري في شرق الأردن وجنين ، وبرغوث تصاهر مع بني تميم في الخليل ، واختلف مع والد زوجته وقتله ، ورحل مع اهلة إلى بنى زيد وشكل مشيخته في البداية في النبي صالح فلحق به بعض من بني تميم فرحل إلى دير غسانة ومن هناك اقام عشيرته التي تعد الآن أكثر من 70 الفا منتشرين في كل انحاء العالم ومنهم من اقام في شمال فلسطين ثم هاجر إلى سوريا ومنهم من اقام في ليبيا وتونس والمغرب واليمن ويعرف آل البرغوثي بانهم شعراء وكتاب وادباء
وتقسم ديرغسانة إلى عدة حارات: حارة دار حسين، وحارة الشيخ غيث ( دار داود )، وحارة دار خطّاب، وحارة دار السيد، وحارة دار رعد، وحارة دار صالح، وهذه كلها حارات تسكنها فروع وافخاذ من آل البر غوثي، وتأتي بعد ذلك حارات دار شعيب وهي العائلة الكبرى الثانية وتتكون من حارة صبيح (البلد القديمة) وحارة الرويس وحارة الملعب وحارة مقر الجرس ، ثم يوجد حارة آل مسحل ثم حارة الفلاحين أو الحارة التحتا التي يقيم فيها حاليا عدة عائلات كانت استقدمت للعمل في اقطاعيات عميد آل البرغوثي أو شيخ العشيرة - صالح العبد الجابر الذي كان يفكر في إقامة امارة آل البرغوثي في منطقة بني زيد التي تمتد من حدود نابلس حتى حدود القدس . وقد سكن في دير غسانة عدد من العائلات الكبيرة الا انها هاجرت منها فيما بعد اما بسبب النزاعات التي كانت تنتهي بسفك الدماء والثارات أو طلبا للرزق، ومنها: آل خصاونة ( الذين كانوا يعرفون بآل غساونة) ثم حرفت إلى آل خصاونة بعد هجرتهم إلى الأردن واستقرارهم في قرية كثرية من اعمال الكرك وقرية ايدون من اعمال اربد، وآل أبو حواس الذين كانوا يسكنون حارة دار السيد ثم هاجروا إلى قرية شقبة إلى الغرب من رام الله ،وآل عابد الذين سكنوا مجدل يابا (مجدل الصادق) { وآل الحاج وآل حنفي وآل العالم} وهم أبناء عمومة ينتمون إلى جد واحد وقد هاجروا إلى قرية بيت ريما المجاورة ملتحقين بأقاربهم من آل الفقيه عدا رجل واحد من آل العالم اثر البقاء في ديرغسانة مع أبناءه إلى يومنا هذا ، وكذلك سكنها آل تميمي ( حيث كانت بيوتهم مبنية مكان حارة دار شعيب) وهم ينتسبون إلى جدهم الصحابي تميم الداري وكانوا قد اجبروا على مغادرة القرية من قبل البراغثة الذين انتزعوا المشيخة منهم وسلخوا راس شيخهم عند بئر المنجرة ليلطلق الناس عليهم فيما بعد لقب (السلوخ ) وقد سكنوا قريتي النبي صالح ودير نظام، كما وانه سكنها عدد من العائلات في القرن الخامس عشر ثم هاجرت منها ولم يعرف اين استقرت بعد ذلك مثل آل عواد وآل عامر. كان يوجد في دير غسانة ثلاثة مخاتير اثنان من آل البرغوثي ومختار واحديمثل آل شعيب والحارة التحتا، لم يبقى منهم احد هذا اليوم، وسكن في دير غسانة حاليا العائلات التالية: آل مسحل (سعده) وآل البرغوثي وآل الشعيبي وآل الرابي وآل الرمحي وآل غيث وآل ناصر (وآل عادي وأبناء عمهم آل سهيل) وآل حماد وآل الخطيب وآل الصقري وآل العالم وآل النوباني وآل شقير وآل المهتدي (وآل العايدي، اسرة واحدة) هاجرت من عرب الجرامنة
الحياة الاقتصادية
كانت جباية ضرائب المنطقة الممتدة من محافظة نابلس حتى القدس في زمن العهد العثماني وحتى سنة 1918 تعهد إلى آل البرغوثي، وهي عائلة اقطاعية تملك أكثر من 9,000 دونم مزروعة كلها بالزيتون وكروم العنب والتين، ولكن توجه العائلة للعلوم منذ أوائل القرن التاسع عشر وبعد رحيل الدولة العثمانية، ومجيء الانتداب البريطاني، الذي كرس سياسة فرق تسد وتقريب الأقليات اليه على حساب الأكثرية، جعل كثيرا من أبناء العائلة يطلبون الهجرة إلى الخارج حتى تم تفريغ دير غسانة من خيرة شبابها وباتت تعتمد على قليل من إنتاج الأرض وعلى المعونات الخارجية المرسلة من الأبناء.
وتشتهر بزراعة التين والعنب والزيتون الذي استدعى إقامة المعاصر الخاصة به حيث يمتلك أهالي بني زيد اربع معاصر تعمل في موسم قطاف الزيتون، وجدير بالذكر أن من أهم معالمها التي أصبحت اليوم ارث الأهالي البلدة بابور ابوسيف الذي يعود تاريخ تشغيله إلى 1922 والذي كان بمثابة الثورة الصناعية حيث انه لا يوجد مثله الكثير في العالم
الخرب في القرية
إضافة إلى مجموعة من الخرب الأثرية المحيطة بالقرية مثل خربة القلع وخربة الدوير وخربة زنعر وخربة البلاطة إضافة إلى التراث الطبيعي المتمثل بالنبات والينابيع ومظاهر السطح
التعليم
وقد أنشئ لبلدتي بيت ريما ودير غسانة في عام 1964 مجلس بلدي واحد بعد توحيد المجلسين القرويين فيهما، وتعرف البلدتين حاليا باسم مدينة «بني زيد الغربية» وتضم البلدتان اربع مدارس أساسية وثانوية للإناث والذكور
كان ارقى صفوف مدرسة قرية ديرغسانة العام الدراسي 1942 ـ 1943 الرابع الابتدائي. وبعد النكبة (عام 1948م) احدث فيها مدرسة ثانوية حملت اسم (مدرسة بني زيد مراحلها الثلاث للعام الدراسي 1966 ـ 1967 حيث بلغ فيها 444 طالبا يعلمهم 15 معلما، يداوم على هذه المدرسة طلاب من القرى المجاورة.
وبعد النكبة أيضا تأسست فيها مدرسة للبنات ضمت في مرحلتيها الابتدائية والاعدادية في العام المدرسي المذكور 346 طالبة يعلمهن 10 معلمات.
ويوجد بها الان روضة فرح
المؤسسات والخدمات
تضم بلدية بني زيد (ديرغسانة وبيت ريما) نادي رياضي ثقافي وملعب كرة قدم ضمن مواصفات جيدة وملحق به مدرج ومبنى للنادي الرياضي. وفيها منتزهات عامة ومساجد وعدد من المؤسسات مثل الجمعيات الزراعية والنسوية والثقافية ومغفر للشرطة واخر للأمن الوطني
الوضع الصحي في القرية
تضم بلدية بني زيد (ديرغسانة وبيت ريما) عيادة طبية حكومية في بيت ريما وأخرى تابعة للإغاثة الطبية في ديرغسانة
التاريخ النضالي والفدائيون
- قصفت القوات الابريطانية فصائل الثورة الفلسطينية أثناء اجتماعهم في قرية ديرغسانة جنودا ثوارا وقاده ومن أمثال عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق وحمد زواتا وغيرهم من القادة الكبار أو القادة المحللين لإصلاح ذات البين بعيدا عن أعين قوات الاحتلال البريطاني في يوم من أيام عام 1936م
- الشهيد لؤي فخري البرغوثي استشهد في قرية ديرغسانة بتاريخ 31-8-1988عن عمر يناهز 20 عاما وهو يساعد الجرحى في الانتفاضة الأولى
- ولهذا اليوم ما زالت قرية دير غسانة تعاني من اقتحامات العدو
- في تاريخ 1/4/2022 أصيب شابان بالرصاص الحي، اليوم الجمعة، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية دير غسانة شمال غرب رام الله، وأفادت مصادر محلية، بأن المواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال للقرية، وأسفرت عن إصابة شابين بالرصاص الحي في أطرافهما السفلية، نقلا إثرها للمستشفى
المصدر/ وفا
تاريخ القرية
مر بها عام 1122 هـ : 1710م الرحالة مصطفى البكري وذكرها في رحلته اكثر من مرة باسم : دير غسان. قال: [تقدمنا الى دير غسان وبتنا فيها بليلة حسان، ودعانا الاخ الشيخ ابراهيم الرابي للغداء، فتوجهنا الى زيارة الخواص سيدي ابراهيم) . وايضاً: [من كفر عين نهجنا الى دير غسان واقمنا فيها لأجل الاصلاح اذ بدا راجح الميزان، لنوفق بين الزيود فما تيسر الاصلاح].
روايات أهل القرية
" قصة حصلت "
على بعد سبعة وعشرين كيلو مترالى الشمال من رام الله بدأت تتوافد فصائل الثورة الفلسطينية على قرية ديرغسانة جنودا ثوارا وقاده ومن أمثال عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق وحمد زواتا وغيرهم من القادة الكبار أو القادة المحللين لإصلاح ذات البين بعيدا عن أعين قوات الاحتلال البريطاني في يوم من أيام عام 1936م.
توزع الثوار على الأبنية العالية في القرية وحول مفارق الطرق المؤدية إلى القرية وعلى سفوحها وداخل بيوت القرية وطرقاتها وأزقتها. واستقبلهم الاهالي فيما يشبه عرسا جماعيا فذبحوا الذبائح واعدو الطعام المعروف باسم (اليخنة) وهو طعام من فتيت خبز الطابون أو بز الصاج المشبع بمرق اللحم المغطى بالرز واللحم المطبوخ والموضوع في إناء من الخشب أو التوتياء يسمى (الكرمية) دلالة على الكرم.
بينما كانت القرية تشهد نشاطا غير عادي مثل خلية النحل حضر إلى القرية شحاد يجوب القرية متسولا ومرباحد البيوت حيث كانت هناك امرأة منهمكة في إعداد الطعام فسألها مستفسرا لمن قل هاذا الطبيخ في البلدة؟
أجابته المرآة ببساطتها وبلهجتها القروية المميزة:"طبيخ للثور يا حزين"
فأعاد السؤال:"أين يتجمع الثوار"؟
أجابت المرآة الغسانية: في بيت شيخ القرية هناك أكوام من الطبيخ.
ناولته المرآة كسرة خبز فقنع بها وانطلق بعيدا وتوارى في الأزقة متوجهة نحو أطراف القرية.
انقضى وقت قصير بعد مغادرة الشحاد للقرية وجاءت الأخبار للقرية بكلمات متعارف عليها “غينت غينت" وبشكل مكرر.لقد كانت تلك الكلمة تعني الكثير عند أهل القرية وعند أهل القرى المجاورة.
على عادة أهل القرية أن أهل قرية النبي صالح كانوا يصحون في حالت قدوم قوات الاحتلال البريطاني بهذه الكلمة فيلتقطها أهل قرية بيت ريما حتى تصل ديرغسانة والقرى المجاورة.
ما إن وصلت كلمة السر إلى الثوار في القرية وبدأت جموعهم بالانتشار في السفوح والجبال حتى قدمت طائرة تستكشف الأمر تبعتها عشرة طائرات أخذت تقصف القرية وتدكها دكا- في اثر الثوار المنسحبين – بالقنابل الكبيرة التي يسميها الاهالي "قيازين"
بمعنى البراميل المملوءة بالمتفجرات وأسفر القصف عن استشهاد شخص من النور في طرف القرية وقائل من بلدة الطيبة حضرت أمه بعد عدة أشهر واستخرجت جثمانه جسدا سليما لم يتعفن(حسب الرواية) فنقلته على دابة إلى بلدته شمال فلسطين حيث دفن مرة أخرى. ويفسر الاهالي ذالك بأنه شهيد محتسب عند الله.استشهد قائد آخر اسمه الشيخ عبد الفتاح الملقب"أبو خالد" في موقع (وادي بروقين) شمال شرق ديرغسانة. كما استشهد ثائر آخر في (وادي القتيل ) الفاصل بين قرية ديرغسانة وقرية كفرعين المجاورة شرقا.وأصيب قائد محلي معروف من قرية (كفرعين)اسمه فخري حمد بإطلاق الرصاص عليه من القوات الراجلة في موقع جبلي معروف باسم "جبل الرأس" من اراضي قرية كفرعين و كان بصحبة الثائر يوسف الحاج اعمر الشعيبي حيث اصيب اصابة مباشرة و تمكن الثائر الشعيبي من الانسحاب من المكان وحملته قوات الاحتلال على نقالة إسعاف حيث تمت مداواته في القدس ومن ثم محاكمته وإعدامه.ويروى عنه انه طلب قبل إعدامه احضر بدلته العسكرية وبندقيته كي ينفذ فيه الحكم وهو يرتدي زيه العسكري.
أما القائد المحلي لمنطقة رام الله محمد عمر النوباني من(مزارع النوباني) إحدى قرى رام الله على مرمى النظر شرق قرية ديرغسانة فقد نجى بعملية تمويهية على الجنود الإنجليز إذ قام بتمثيل دور حراث من حراثي القرى المجاورة وقد خلع ملابسه العسكرية واخذ يحرث الأرض فتركه الإنجليز ظنا منهم انه مجرد حراث فلاح يعمل بأرضه.
بعد خروج الثوار وقدوم الدبابات والمجنزرات الإنكليزية كان الاهالي قد اخفوا كل معالم الطبيخ بدفنه في خنادق تحت التراب في (الحوا كير) المحيطة بالقرية وبيوتها وكان شيئا لم يكن لكن ذلك اليوم المشهود ظل محفور في ذاكرة أهل القرية وأصبحت سنة الطوق تقويما محليا يؤرخ بها لميلاد الأطفال ومعرفة أعمارهم استنادا لتلك السنة.
أعلام من القرية
- عمر الصالح البرغوثي ، مناضل وسياسي بارز شغل منصب وزير التربية في حكومة حلف بغداد واستقال بعد يومين من تشكيل الحكومة وهو محام قارع العثمانيين وقارع الإنجليز وتوفي عام 1965
- محمد أحمد البرغوثي : نائب في البرلمان الأردني حتى العام 1967 ،
- فوزي يوسف البرغوثي مدير امن في العهدين البريطاني والأردني .
- محمد عبد السلام البرغوثي ،
- بشير البرغوثي رئيس الحزب الشيوعي الفلسطيني السابق
- عبد الكريم البرغوثي ( أبو جهاد ) عميد في الامن العام الأردني ترأس محكمة عسكرية وبرأ فيها المتهمين بمحاولة الانقلاب على النظام الملكي.
- مصطفى البرغوثي : وزير الاعلام الفلسطيني
- مروان البرغوثي - امين سر حركة فتح وهو من عائلة هاجرت من دير غسانة وبقيت جذورها هناك وهي عائلة خطاب .
- مريد البرغوثي - الكاتب وشاعر.
- تميم البرغوثي - شاعر
- محمود البرغوثي ( الزبدة ) أبو جمال ( ازهري وخطيب وامام مسجد ديرغسانه )
- سمير حسين البرغوثي شغل منصب مدير تحرير لعدة صحف ومجلات في الأردن والخليج
- حافظ عمر البرغوثي رئيس تحرير الحياة الجديدة في رام الله وعمل في الصحافة في الكويت .
ومن رجالاتها المرموقين محمود الشعيبي ( أبو رياض) رحمه الله الذي كان يشغل وظيفة مدير الدفاع المدني في مدينة القدس في عهد الملك عبد الله بن الحسين في الخمسينات من القرن العشرين وكذلك الدكتور عزمي الشعيبي الذي عمل وزيرا للشباب والرياضة في أول وزارة للسلطة الوطنية الفلسطينية والسيد راضي الشعيبي رئيس الجالية الفلسطينية في مقاطعة كتالونيا بإسبانيا، وقد تفرعت من دير غسانة عائلة ال شعيبي إلى عدة افخاذ لتشكل فروعا للعائلة في كل من : ال سلامة في بروقين وال تفاحة في دير بلوط وال صبح (إعمر) في كفرعين وال ابوشعيب في قلقيلية وال شعيب في يالو وقد هجر هؤلاء من قبل الاحتلال بعد نكبة عام 1967 مع باقي سكانها إلى مدينة رام الله ومن ثم إلى الأردن ومنهم الدكتور الصحفي عيسى الشعيبي الذي كان يعمل في مركز الدراسات الفلسطينية ببيروت قبل خروج الثورة الفلسطينية عام 1982.
أشعار قيلت في القرية
قال فيها النابغة الذبياني الذي زار حكامها الغساسنة:
حبوت بها غسان إذ كنت لاحقاً بقومي وإذ أعيت علي مذاهبي
وقد امتدحها ابن كفر الديك فوزي خالد الديك في أحد قصائدة المطولة الجميلة عرفانا بجميلها عليه، نذكر بعض أبياتها:
مهد الفصاحة لا رععت من بلد حماك ربك من غل ومن حسد
ورد الصفاء تظل الدهر مؤتمما يا كعبة العلم والاخلاق والرشد
يا دير غسانة لا زلت ام على في حبة القلب كم ربيت من ولد