التعليم - الرامة / من قرى الجليل الأعلى - قضاء عكا

مجتمع الرامة مجتمع علم ومعرفة، مرسلاً أبناءه للدراسة في أنحاء المدن الفلسطينية واللبنانية، وبعضهم سافر إلى دول أوروبية لأجل الدراسة، فاشتهرت كمركز تعليمي، بافتتاح أول مدرسة ابتدائية رسمية فيها سنة 1883م، ثم المدرسة الثانوية التي افتتحت سنة 1952م، وكانتا من أوائل مدارس المنطقة في مجاليهما، فقصد آلاف الطلاب الرامة للدراسة في مدارسها، لتكتسب تطوراً مستمراً في الحركة الثقافية، وبروز الكثير من الشعراء والأدباء والفنانين من أبنائها، أشهرهم شاعر المقاومة الفلسطينية سميح القاسم (1)

تفصيل الحالة التعليمية 
 
منذ وقت طويل كان في القرية دائما نفر من اصحاب الاقلام الذين يكتبون لاهل قريتهم رسائلهم ووصايهم وحجج ووثائق البيع المهن وغيرها وربما فعلوا ذلك ايضا لسكان القرى المجاورة ولم يكن صعبا ان يُتقنوا القراءة والكتابة بالتعليم البيتي وخلفا عن سلف وبالنسبة للدورز كانت الكتابة ضرورة جدا لكتب الدين التي لا تُطبع وقد كان كُتابهم يقومون بذلك خدمة لاخوانهم في القرى الاخرى ولو مقابل اجرة اتعابهم وبالمناسبة معروف ان احدهم هو المرحوم الشيخ شحادة ابو فارس اشتهر بذكاءه وخطه الجميل الذي استفادت منه الكتب الدينية المخطوطة وقد ورث عنه هذه الموهبة ابناؤه من بعده .
 
لكن اول مدرسة نظامية عامة أُسست في القرية كانت المدرسة التي اقامتها الجمعية الامبراطورية الروسية قبل 100 عام سنة (1883) تقريبا . لم تكن سنوات التعليم فيها طويلة 4-5 سنوات وعدد المعلمين 1-2 فقط اكن مستوى المواد والمواضيع المعطى كانت تؤهل الاذكياء من الطلاب الالتحاق بدرا المعلمين الروسية في الناصرة وكانت مدرسة الرامة مفتوحة لابناء كل الطوائف ، لكن المدرسة الداخلية للمعلمين في الناصرة لم تكن تقبل سوى ابناء الطائفة الارثوذكسية وبذا قلت الامية . وقد تمكن عدد من شبان الرامة المتفوقين من انهاء دراستهم في دار المعلمين في الناصرة بتفوق وعملوا بالتدريس في شبكة مدارس الجمعية الروسية المنتشرة في فلسطين وسوريا ولبنان والتي بلغت اكثر من مائة مدرسة يتعلم فيها عشرة آلاف تلميذ . كما تمكن نفر قليل من الخريجين المتفوقين جدا من الالتحاق بالجامعات الروسية على حساب الجمعية الارثوذكسية الامبراطورية والتخرج منها بدرجة ماجستير في الطب والعلوم واحدهم عاد ليدرس الطب والعلوم واحدهم عاد ليدرس الرضيات والطبيعيات في مدرسة المعلمين الداخلية في الناصرة وهو المرحوم عزيز حبيب يوسف حنا .
 
لكن نشوب الحرب الكبرى - العالمية الاولى الاولى اوقف هذه المدارس نهائيا كما ان بعض الطلاب الذين كانوا في وروسيا احتجزوا هناك ولم يعودوا الا بعد انتهاء الحرب وتحول نظام الحكم هناك الى اشتراكي سوفياتي .
 
اما بناية المدرسة الروسية في الرامة فقد اقيمت على قطعة ارض في مدخل القرية تبرع بها احد افراد الطائفة الارتوذكسية وتطورت من اربعة عقود ضخمة بهندسة متقنة وقويت بقناطر ملاصقة لها من الخارج وعلى ظهرها بُنيت عدة غرف لاقامة المعلمين والمعلمات وقسمت الى نصفين احدها للذكور والاخر للاناث كما ألحق بها خران قوي لجمع مياه المطر .
 
وقد استغلت هذه البناية اثناء عهد الانتداب للمدرسة الابتدائية للبنين ولم تدفع القرية الا اجرة اسمية مقابل ذلك لممثل جمعية الروس البيض ، اما في عهد دولة اسرائيل فقد اعترف بملكية الدولة الروسية لها وهذه باعتها للحكومة الاسرائيلية مع العمارات الروسية الاخرى في الناصرة والقدس . لكن المجلس المحلي ظل يستعملها كمدرسة كما استعمل الخزان التابع لها في مشروع مياه القسطل وهو يحاول ان يمتلكها ويطور البناء لاستغلاله في مصالح القرية .
 
في عهد الانتداب فتحت مدرسة ابتدائية للبنين ومدرسة للبنات الى الصف الخامس وقد وسعت حتى الصف السابع وكان يتعلم فيها طلاب من القرى المجاورة ايضا .وكان المتفوقون من خريجيها يتابعون الدراسة في المدارس الثانوية الحكومية الكلية العربية والكلية الرشيدية او في المدارس الثانوية في عكا وصفد وكثيرون تخرجوا منها وعملوا كمعلمين او موظفين في دوائر حكومية مختلفة كما حصل اثنان من المقفوقين على منحة حكومية للدراسة الجامعية في بريطانيا احدهما درس الطب البيطري وهو الدكتور عبدالله وكيم والاخر درس القانون البريطاني والدولي وهو اليوم القاضي خليل عبود . وفي نفس الفترة حصل ثلاثة من ابناء القرية على درجة الدكتوراة الطب الاول عمل بالمهنة في عكا والرامة والثاني عمل كموظف حكومي والثالث سافر لدراسة الطب في المانيا قبيل الحرب واثنائها احتجز هناك ولكنه اتم الدراسة وعاد بعد الحرب سالما وحاملا الشهادة وعمل في عيادة خاصة لطب الاطفال ومما يستحق الذكر في هذا التسجيل انه بسبب ثقافة اهل القرية واتقان اللغة الروسية وسفر البعض الى روسيا نقسها للدراسة وجهت التهمة من قبل السلطة التركية الى عدد من وجهاء الطائفة الارثوذكسية يتأييد الدولة المعادية روسيا ومساعدتها واعتقلوا لمدة طويلة في الديوان العسكري العرفي في الناصرة للتحقيق معهم ولكنهم برؤا من التهمة بعد ظهور العلاقة الحقيقية وهي ثقافية ومذهبية فقط وايضا اقتصادية الان المتعلمين كانوا لا يدفعون شيئا حتى مقابل الكتب وادوات الكتابةوعند استخدامهم في التدريس كان المعلم يتسلم مرتبا قدره خمس ليرات ذهبية مقابل الاتعاب .
 
كما ان احد المثقفين في القرية برع في تقليد الخطوط حتى انه قلد خط وختم الضابط التركي المسؤول عن وحدته من اجل الحصول على اجازات للتغيب له ولرفاقه .
 
ويوجد في القرية في الوقت الحالي اربع مدارس وهي
المدرسة الابتدائية
مدرسة الرامة الشاملة
مدرسة اللاتين
 المدرسة التكنلوجية الزراعية (2 )


 
المرجع

1- الكاتب نسب أديب حسين : مركز الدراسات الفلسطينية https://www.palestine-studies.org/ar/node/1650993

2-  موقع قرية الرامه http://rama_village.tripod.com/