معلومات عامة عن بَتِّير /من قرى القدس سابقاً - قضاء بيت لحم
معلومات عامة عن قرية بَتِّير /من قرى القدس سابقاً
قرية فلسطينية حالية، تأسست جنوبي لمدينة القدس، وشمال غربي مدينة بيت لحم وعلى مسافة 6.5 كم عن الاخيرة، بارتفاع 761م عن مستوى سطح البحر، وتمر في أراضيها سكة حديد يافا – القدس التاريخية التي بناها العثمانيون عام 1905 وتسيطر عليها اليوم سلطات الاحتلال.
تبلغ مساحة أراضيها حوالي 6795 دونم، تشغل أبنية ومنازل القرية مساحة 159 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت بتير كما مدن وقرى الضفة الغربية الأخرى عشية عدوان الخامس من حزيران/ يونيو 1967، وعندما وقعت السلطة الفلسطينية مع حكومة الاحتلال اتفاق أوسلو عام 1993، اعتبرت أراضي قرية بتير ضمن اختصاص المنطقة (A) وبعضها في المنطقة (B) كما يمر خط الهدنة على أراضيها الشمالية الغربية والغربية، إلى جانب الجدارالعازل الذي يقضم أجزاء من أراضي القرية.
الجدير ذكره أن القرية كانت من قرى القدس تاريخياً كانت تتبع لقضاء مدينة القدس، ولكنها ألحقت بمحافظة بيت لحم مع اعتماد السطلة الفلسطينية تقسمياً إدارياً للأراضي الفلسطينية من مدن وبلدات منذ عام 1993.
الموقع والمساحة
تقع قرية بَتّير على بُعد ثمانية كيلومترات جنوب غرب مدينة القدس التي كانت تتبع لها إداريًا قبل الاحتلال الصهيوني للمدينة المقدسة وقطع الاتصال البري بين القرية والمدينة، فتبعت القرية لمدينة بيت لحم التي لا تبعد عنها أكثر من ثمانية كيلومترات
الحدود
تقوم بتير في منتصف المسافة بين قريتي الولجة والقبو، وتجاورها أراضي بيت جالا وحوسان والخضر
مصادر المياه
اشتهر الرومان بنظامهم المائي وبرعوا في بناء القنوات والجسور والبرك والآبار، وحفظت الحضارة الاسلامية التي تلت وزادت عليها، ورافق هذه الآثار التاريخية المعمارية إرثاً اجتماعيًا وحياتياً حتى أصبح نمطاً وأسلوباً ثقافياً سائداً في كافة أنحاء الريف الفلسطيني أينما توافرت الينابيع والعيون وعندما كان الفلاح فارس الأرض وسيدها وصاحب الينابيع ومالكها والحريص على حفظها والعناية بها ورعايتها، وكان التعاون والترابط وكثير من العادات والتقاليد ضرورة لاستمرار الحياة وحفظ البيئة بالفطرة السليمة
سبب التسمية
وجد المؤرخون عدة تفسيرات لهذه التسمية، منها :
1- فقد أرجع بعض المؤرخين اسمها إلى أصل كنعاني هو بيت - إير وتعني بيت الطير، والمقصود بالطير هنا طائر النسر الذي كان يعشش في أوكار جبالها العالية؛ ومن أجل ذلك سُمي الوادي الذي يجري بجوارها باسم وادي النسور، وهو وادي الصرار الحالي.
2- أو أن اسمها مأخوذًُ من كلمة كنعانية أيضاً هي "بت - تيرا"، وتعني حظيرة الغنم؛ لكثرة تجمع الأغنام في سهل صغير يقع عند قدم القرية يسمونه القاعة (القاع).
3- أو قد يكون ذلك الاسم مشتق من الفعل "بتر" العربي السامي، ويعني قطع أو فصل.
كما عرفت بتّير في عهد الرومان باسم "بث ثير Bethther"؛ لأنها كانت لهم قلعةً حصينة
أراضي القرية
تبلغ المساحة العمرانية للقرية أكثر من مائتي دونم، أما مساحة أراضيها الزراعية فتزيد عن ثمانية آلاف دونم اغتصب اليهود 780 دونماً منها عام 1948م
الآثار
في قرية بتير مجموعة مواقع أثرية قديمة يمتد أصولها إلى عهد الكنعانيين العرب، مروراً بالدول التي تعاقب على حكم بيت المقدس كاليهود والإغريق والرومان ثم المسلمين.
حيث تحوي أرضها بقايا أبنية وبرك وأقواس، ومغاور وأرضيات مرصوفة بالفسيفساء، بالإضافة إلى مقامات لقبور بعض الصحابة المجاهدين الذين رافقوا الفتح الإسلامي لفلسطين، فمنهم من مات أو استشهد على أراضها ليحفظ ثراها أجسادهم الطاهرة، ومنها مقام الشيخ خطاب، وأبو زيد، والعمري، وكذلك قبوراً لشهداء حرب فلسطين 1948م من المصريين والعراقيين. كما وتحيط بالقرية عدة خرائب منها خربة اليهود، خربة حمدان وخربة أبو شوشة.
وقال رئيس بلدية بتير تيسير قطوش إن جمال بتير جعلها بلداً سياحياً يزورها سنويا نحو خمسين ألف سائح من أبناء الوطن وغيرهم من السائحين الأجانب .
وأضاف قطوش في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"، هناك العديد من عيون الماء أهمها: عين البلد، عين جامع، عين عمدان، عين المصري، عين فروج، عين أبو الحارث، عين ام الحرذون، عين إباسين".
ولفت إلى أن هذه العيون التي تسقي أراضيها الزراعية وبساتينها الخلابة جعلت منها جنة الله في فلسطين .
على لائحة التراث العالمي
ويشير قطوش أنه ولأهمية بتير الجمالية والتراثية ولجمال بساتينها الخضراء المتدرجة ، أدرجت القرية على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" في 20 حزيران/يونيو 2014 وذلك لمصاطبها الزراعية.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أهتمت بإدراجها على قائمة التراث لمنع اقامة الجدار الفاصل على اراضي القرية.
ويتابع قطوش "يتضمّن المنظر الطبيعي لبتير سلسلة أودية زراعية ومدرّجات حجرية عمرها مئات السنوات وقد تم تطويرها بسبب البيئة الجبلية".
السكان
بلغ عدد سكان القرية حوالي (550) نسمة عام 1922 م، ارتفع إلى (1000) نسمة عام 1945 م، وفي عام 1967 م وبعد الاحتلال بلغ عدد سكانها حوالي (1500) نسمة، ارتفع إلى حوالي (3000) نسمة عام 1987م إلى أن بلغ حوالي (5000) بحلول عام 2005 م.
عائلات القرية وعشائرها
يقول المؤرخ الفلسطيني عارف العارف، أنه ينتسب أهل بتير إلى قبيلة بني حسن، التي أسكنها صلاح الدين الأيوبي في تسع قرى تحيط بالمدينة المقدسة، لتقوم بحمايتها ومنع الصليبيين من العودة إليها عن طريق البحر عبر وادي الصرار وادي "النسور" سابقاً.
ومن فروع هذه القبلية وأفخاذها التي تقيم حالياً في بتير: عوينة ومنها : آل الشيخ ، حمّاد، عليان، حسن، جبر، وعائلة البطمة ويتبعها: مصطفى ، المشني، القيق، أبو حسين، وعائلة البطحة ومنها: الشامي، فارس، أبو مر، وعائلة قطوش .
حارة السبع ارامل
وتشتهر بتير بحاراتها التاريخية الجميلة المطلة على واديها وبساتينها الخضراء ومن هذه الحارات الهامة المشهورة حارة "السبع أرامل" التي ارتبط اسمها بأصالة المرأة البتيرية الصابرة المثابرة .
وتقول احدى هؤلاء الأرامل السبع الحاجة نادية حسين مصطفى في حديث خاص لمراسل "وكالة سند للأنباء"، كانت الحارة سابقاً تسمى حارة البطمة ، لكن عندما ترملت سبع نساء وهن في عمر الورود حيث مات أزواجهن في حوادث ومناسبات عدة .. صممن على عدم الزواج والاستمرار في تربية أبنائهن والعمل في حقول وبساتين البلدة.
واعتبرت الحاجه نادية ذلك شموخاً للمرأة البتيرية فأطلق الاسم الجديد على الحارة ، وباتت محلياً وعالمياً تعرف بحارة الأرامل السبع، وأصبح الاسم جزءاً من تراث القرية الملاصق لها .
وتضيف "يأتي الزوار ويقصدون حارة السبع ارامل في بتير كونها حارة تاريخية ويدفعهم الفضول للاستفسار عن سبب التسمية وعند الوقوف على حقيقة الامر يفتخرون ببتير ونسائها ورجالها وتراثها".
الاستيطان في القرية
ولم تسلم بتير من التخطيط الإسرائيلي لتحديد وادي القرية في منطقة السكة الحديدية وذلك باستخدام آلية جدار الفصل العنصري الذي حاولت بنائه لتقسيم المنطقة الا ان اعتراض الأهالي أصحاب الحق وملاك الأرض الذين كلفوا محاميا للدفاع عن قضيتهم العادلة وذلك بمنع مصادرة أراضيهم الذي استطاع أن إبقاء الحق لأصحابه معتمدا على أحكام اتفاقية الهدنة الموقعة بين الأردن وإسرائيل في عام 1949
تفاصيل أخرى
حوش السبع أرامل
رائدة أم واثق تعيد ذكريات الطفولة في حوش السبع أرامل
بالفعل أحلى حوش الله يرحم الأستاذ حسن إلي أطلق عليه هذا الاسم المميز وساعد على المحافظة عليه حوش معبد من أوله من عند بيت الأستاذ حتى بيت المرحوم عبد سعيد، وهذا أعطانا كأطفال اللعب به بنظافة وأمان نرسم الزحقه، نط الحبل، أما الأمان كانت كل العوائل مسؤولة عن تصرفاتنا وألعابنا في هذا الحوش، ونتقبل كل التوجيهات منهم، من أم سعيد ،، لام محمد ،، للحجه عاشه ،،، لام مصطفى الله يرحمهن لام إبراهيم حلاوة ،،، للحجة خضرة.
كنا كأطفال أيضاً مكفولين بالأكل كل سيدة تعمل شيء، زلابيه ،، خبز طابون سخن،،، مشاط بالزهرة ،،،، وتوزع علينا جميعاً
نجتمع باب دار عمي عثمان هو ليس باب دار، هو عملياً المطبخ المفتوح في الهواء الطلق، لكن رغم ذلك نلتقي حتى نشاهد محمد البطمة (حاليا هو دكتور) وهو يعمل سيارات او عجل من الأسلاك، وعند الانتهاء به كل طفل يلعب بهذا الاختراع.
كنا نلعب الخبيه ،، اي الغميضه ،، وكانت بيوت الحوش مفتوحة للجميع نختبئ داخل البيوت ولا احتجاج ولا شيء هو بيتنا جميعاً، الله يرحم من كانوا به والعمر الطويل للساكنين الآن به، هذا جزء بسيط جدا من الذكريات الجميلة.
نضيف إلى ذكريات أم واثق في طفولتها:- لقد وعينا أيام الحوش الذي استقبل العائلة الممتدة من قرية رأس أبو عمار القريبة وقد لجاؤوا الى بتير وأسكنهم آل البطمة في الحوش هم وغنمهم وأبقارهم حتى النحل، وقد تولى المرحوم المجاهد والكريم أبو صالح الشيخ محمد صالح القيق حيث أسكنهم في حوشهم وكانوا يتكونون من عائلتين الأخوة والأب وبقوا في هذا الحوش حتى غادروا عام 1959، وهم من آل عياد توفيت في بتير زوجه ابنهم محمد الراسي السيدة عائشة وطفلهم المريض علي وتزوجت حفيدة عبد الله الراسي حليمة وخرجت عروسة من بيت الشيخ إبراهيم محمد عليان، وكان أخوها محمود طالباً نجيباً مجتهداً وفي مدرسة ذكور بتير، واختها سارة أصغرهم كانت في صفي في مدرسة بنات بتير، وانقطعت أخبارهم بعد هجرتهم من المنطقة.
وفي ذلك الحوش كانت نخبة من البنات و الأولاد الجادين المجتهدين والمتفوقين في دراستهم ومنهم أيضاً الشهيد حسن عثمان الذي كان أستاذاً في مدرسة ذكور بتير رحمه الله وانقطعت أخبارهم بعد هجرتهم من المنطقة.
يتضمن هذا الحوش كل أقسام عائلة البطمة آل الشيخ مصطفى حسن، آل عيسى، آل عثمان، آل جبريل، آل القيق، آل أبو حسن، آل الهربوك.
كان هذا الحوش (حوش دار البطمة) معقلاً للثوار قبل النكبة حيث كان يقيم قائدهم البطل المرحوم عبد القادر الحسيني في بيت الشيخ مصطفى حسن والد الرائد حسن مصطفى ويجد فيه الآمان ويتردد عليه، ورفقائه الثوار ينتشرون في هذا الحوش العريق بالقرب منه.
وبعد النكبة وتحرير قرية بتير من مخاطر اتفاقية رودوس وترسيم حدود الهدنة قام الرائد حسن مصطفى بعملية انقاذ القرية من العزلة وبدأ مشاريعاً تنموية لا تزال رائدة متميزة رفعت بتير إلى مصاف القرية النموذجية وعاصمة الثقافة في العالم العربي، وقد شملت التنمية أحواش القرية وزقائقها الضيقة ومنها حوش السبع أرامل، حيث شاركت المرأة البتيرية في الإعمار وزرع الأشجار ورعايتها وتحويل صيرة الأغنام الى حديقة، وبناء الأدراج بين البيوت مع المحافظة على شكله المعماري وعُبّدت الأزقة، لذلك اسماه المرحوم حسن مصطفى بحوش السبع أرامل ومنهن السيدة فاطمة علي أبو نعمة شقيقة المختار أبو زكي، والمرحومة نفيسة الشوعانية في بيت زوجها عبد الله عبد اللطيف أبو نعمة، وبمساهمة هاتين الفاضلتين والجارات العزيزات وكن مثقفات، ومنهن أيضاً خديجة ابو حسن، ثم تمام محيسن وابنتها عائشة محمود، فاطمة حسن الهربوك. وبذلك يصبح عددهن ستة أرامل، فقال حسن مصطفى: حتى يصبح العدد سبعة والذي له قيمة ومعنى في الثقافة والتراث الشعبي اقترح الاسم السابع وهي زوجته ام مازن وقال اعتبروا ام مازن الأرملة السابعة وبذلك يصبح حوش السبع أرامل، واستمر البناء في حوش الدعبوب الذي يليه متجها نحو الحرجة ووسط البلد.
ولم تكن ام محمد عثمان أرملة بعد وقد روت المرحومة كيف أنها كانت تحمل برميل ماء على رأسها فنادى عليها احد العاملين هاتي البرميل على "جبلة الباطون" فقال له الأستاذ اتركها تصل أطفالها، فسُرّت المرأة وقالت لمن حولها من النساء:- الأستاذ حسن يقدّر أني وحيدة ووقتي ضيق فاعترض ان يشغلني عن أطفالي رحمه الله.
سمي هذا الحوش باسم الأرملة المرأة التي قامت بأدوارها المزدوجة في التنمية في غياب الزوج وفي حضور مسؤولياتها الجمة، فتقديراً لهذا الموقف وهي أن تتفاعل المرأة خاصة الأرملة مع مجتمعها وتكون شريكة في التنمية والعطاء والعونة البتيرية والعمل المادي والمعنوي والمجتمعي الثقافي والتراثي.
وكانت النساء الزائرات القادمات من أنحاء الأردن والعالم العربي والمؤسسات الأهلية النسائية تمر في هذا الحوش لترى ما كانت تفعله المرأة في بتير. وزيارة خاصة لنساء دون الرجال لأنه كان عامراً ومسكوناً.
وتمارس فيه الحياة الشعبية الطبيعية والمحجوبة عن الرجال الغرباء بحكم عاداتنا وتقاليدنا وعرفنا رحم الله من قضي من أهالي بتير القرية النموذجية المثالية في العونة والحياة المشتركة فقد كان تاريخاً وحضارة ليس له مثيلاً حتى الآن.
ويسُر مركز حسن مصطفى الثقافي أن يعلن انه سيقيم متحفاً عملياً وواقعياً وتعليمياً ونموذجاً للحوش القديم في الأماكن الخالية في هذا الحوش وهو حوش الهربوك وقد تم الاتفاق مع أصحابه ونسعى إلى توفير الخطوة الأولى وهي اعمار المكان كي يكون نموذج للحوش الفلسطيني في القرية الفلسطينية وسنوفر مجموعة متاحف على امتداد من العين إلى باب الساحة لتشكل قرية متحفية تتعلم فيه الأجيال تراثنا المعماري وأساليب حياة الأجداد الزراعية والمعيشية كي لا ننسى ولنحمي موروثنا الثقافي بكافة أشكاله من الضياع أو التزوير أو الإنكار أو السرقة وهذا هو مشروعنا الريادي والاستراتيجي.
وبدأنا الخطوات الأولى وسنستمر حتى نحقق أحلامنا ورؤيتنا ونحقق أهدافنا المجتمعية والبيئية والثقافية بكل ما فيها من تفاصيل وحفظ لهويتنا وثقافتنا العربية الإسلامية.
وفقنا الله وندعو كل محب لوطنه وثقافته وقريته بتير أن ينضم إلينا قولاً وفعلاً وروحاً
المرحومة نفيسة أحمد عواد (ام عبد الفتاح عبدالله عبداللطيف) من قرية إشوع (القدس)، زوجة عبدالله عبداللطيف) وكان يعمل في سكة الحديد في واد الصرار، هذه السيدة الفاضلة تميزت بالحكمة والخلق والكرم وتقوم بالواجب، وقد تزوجت وتغربت وهي بعمر 9 سنوات، وهناك فارق في السن بينها وبين زوجها.
كانت المرحومة جارتنا ام العبد محط ثقة عائلتي واحترامها وكانوا نِعَم الجيران، وقد رافقت الصغار في المستشفى لأنها امرأة ايجابية متعاونة وكريمة وطيبة وتحسن تقدير الأمور.
وهذه قصة أحب أن ارويها عنها:- في الخمسينيات وبعد تسمية الحوش بالسبع أرامل حصل أن حلفت على عشاء عرس المرحوم ابو جعفر قطوش، وحصل أيضاً في نفس الوقت ان حضر المرحوم ابراهيم عياش (نسيب العريس - زوج اخته) من عمان وأحضر معه اللحمة لعشاء العرس، وعند المقاضاة في الساحة قالوا لها:- هاتي حُجتكِ يا ام العبد، فحجت حُجتها وكسبت العشاء فجن جنون الرجل ابو هاشم كيف تأخذ منه المرأة رغم استعداده أن يربح هذه الفرصة، وهل تعرفون ما حُجتها؟! قد كانت حُجتها أن عليها دَين اذ قاموا بعشاء عرس ابنها وهي أَولى من يأخذ هذا العشاء.
رحمها الله هكذا هي الأرملة البتيرية تقوم بالادوار كاملة متكاملة وتتحمل المسؤوليات وتشارك المجتمع عاداته وتقاليده بحذافيرها، ولا تضعف او تنهزم مهما كلفها الأمر
المرحومة عائشة محمود جبريل من مواليد 1915 وترملت مبكراً ولديها طفلان، ولد ( ابراهيم سعيد جبريل) وابنة ( نعمة سعيد جبريل) ووالدتها أيضاً اسمها الحاجة تمام محيسن من دير دبوان.
من عوائل وسكان حوش السبع أرامل المرحوم احمد سعيد جبريل والمرحومة زوجته نعمة محمد صالح مع الحفيدات.
المرحومة خديجة أبو حسن أرملة المرحوم موسى عيسى البطمة، ام اسماعيل موسى البطمة وشقيقته المرحومة حليمة موسى البطمة وهي جدة لمناضلين شهيدين هما تغريد اسماعيل البطمة 1980 وجدة للشهيد نضال ابو حسن عام 1988.
هذه السيدة كانت لديها قدرات تراثية في مجال العلاج الطبيعي، ولديها خبرات كانت تعالج حالات كثيرة للأطفال خاصة حيث أنها كانت ترقيهم وترقعهم، ... الخ، وكل من يأتي اليها شاكياً، وكانت تجيد التمريج ورفع اللّوز عند طريق تمسيج الايدي والرسغ، وكانت قادرة على روايات وحكايات شعبية كثيرة ومتنوعة وهي تجيد الغناء وتحفظ الكثير، وكانت من النساء اللواتي (يهاهين) للرجال في الاعراس وسهراتهم وفي مناسبات ومهرجانات واحتفالات القرية التي كان يقيمها المرحوم حسن مصطفى، وكانت تتقن التطريز واعداد الثياب وكانت تتقن عمل المناجل الرفيعة الملونة حيث توصل اطراف الثوب وقطعه من بنايق وأبدان لهذه المناجل المتينة والفنية، وكانت أيضاً تفتل شرابيش حزام الوسط النسائي المسمى بالشملة.
هذه الأرملة علمت الابناء اسماعيل الذي كان استاذاً للرياضيات في وكالة الغوث وعلمت حليمة (ام نضال ابو حسن) وكانت من طالبات الفوج الاول لبنات بتير، تميزت هذه الأرملة أنها عملت كموظفة في وكالة الغوث وعملت كآذنة لمدرسة البنات، وحرصت عليها حرصاً شديداً حتى تقاعدت، وكانت أمينة مخلصة واماً للمعلمات والطالبات، وكانت معروفة بحبها وحرصها على عائلة وحيدها ووحيدتها والتي تألمت كثيراً لفقدانها لهؤلاء الاحفاد الابطال والشباب، وتوفيت المرحومة عن أكثر من 93 عاماً.
من سكان البيت المطل على حوش السبع أرامل - المرحومة الحاجة فاطمة عطية، كانت تسكن مع عائلتها في البيت الطابق الثاني أعلى دار المرحوم الشيخ احمد حسن الهربوك، وقد اشتروه من اصحابه في الثلاثينيات، واليوم قدم الابناء هذا البيت ليكون العليّة في الحوش الفلسطيني المنوي اعماره كنموذج لبيت الفلاح ومتحفاً للحوش واستعمالاته، وقد قام المناضل ابو ليلى بالنيابة عن عائلته بتقديم مكان بيت جدته أيضاً، وهناك غرفة اخرى تحت هذا الرواق اسمها بيت القرع.
كانت هذه الحاجة المرحومة فاطمة عطية من الجيران الطيبين الهادئين وكانت قريبة من والدتها الحاجة المرحومة آمنة عطية، ويقع بجانبها بيت المرحوم أحمد جبر نوفل وهو مقدم أيضاً لنفس الغاية.
عاش أهالي بتير المثقفين والمعطائين والمحبين لتراثهم وتاريخهم ومتفاعلين مع توثيق ورعاية كل ما يتعلق ببتير حسن مصطفى نموذج البناء والصمود والتحدي والتنمية الشاملة.
شكراً لآل محمود صالح ابو حارثية ورحم الله والدتهم ووالدهم، وقد كانت لهم ابنة اسمها عائشة من طالبات مدرسة بنات بتير في عام 1954 ومقيمة الان في عمان نرفق لكم صورتها ولها سلام وتحية.
المرحومة فاطمة الشيخ علي محمد أبو نعمة أرملة المرحوم اسماعيل ابو نعمة وام محمد وشقيقة المختار ابو زكي وهي سيدة فاضلة مثقفة يقع بيتها بجوار بيت حسن مصطفى وملاصقاً للدرج الثقافي (درج الاستاذ حسن)، وفي بيتها قاعة أُقيم فيها مصلحة عامة كي تكون قاعة لأهالي البلد ومدارسها الذكور والاناث، وكان هناك لجنة خطابة ولجنة مكتبة مكونة من المعلمين والمعلمات لتنظيم الانشطة الثقافية وتنسيق برامجها التربوية المتميزة، وكان اسم البيت الذي تقيم فيه (دار أبو راس).
كانت هذه السيدة تتقن مهارات تفصيل الثياب وحياكتها، وقد أورثت هذه المهنة لكنتها المرحومة يسرى عبد الرحيم أبو نعمة، كانت هذه الجارة تحب حسن مصطفى وتدعو دائماً له بالخير والسلامة بدون نفاق أو رياء فهي متدينة بحكم أنها ابنة شيخ قارئ للقرآن ومعلم في الكُتّاب، فقد سمعتها وانا طفلة حيث خرج حسن مصطفى من بوابة بيته يصعد الدرج مسرعاً وهي تقف على سور هذه البوابة وأخذت تدعو له ولا يوجد حولها أحد فسمعتها أمي من وراء البوابة وطلت برأسها تحييها وسألتها:- "هل تحبينه؟" فأجابتها:- " نعم، أحبه وأحترمه، فمنذ أن نشأ بيننا حسن مصطفى عشنا حياتنا بسلام وأمان وهدوء وأصبحنا نهتم بعوائلنا وأنفسنا وبلدنا، فأيامنا كانت صعبة وكان كل قرشٍ نجنيه يذهب الى المحاكم والطوش، إنه أعمر حياتنا فلماذا لا أحبه؟!" وقد أكرم حسن مصطفى هؤلاء الأرامل ام ابراهيم اسماعيل ابو نعمة وام العبد الشوعانية حين ضمهما الى حوش دار البطمة بهدف التغيير في العلاقات بين الاهالي، وان حوش السبع ارامل الذي يحترم المرأة ويقدر ويثمن جهودها في الحياة ودورها ومشاركتها في التنمية، ارفق صورة عائلة ابنها محمد اسماعيل ابو نعمة في الخمسينيات.
الأرملة التي أكملت العدد سبعة لحوش الارامل
السيدة سميحة (ام مازن) رحمها الله ام بتير، ام الرجال والنساء والاطفال والطلاب والطالبات، التي حملت مسؤوليات لتحقيق المهام الجِسام ذات الاهداف السامية، لقد أرهنت حياتها وحياة عائلتها مقابل مشروع صمود وتحدي وبناء وارتقاء ثقافي وعلمي ووجداني، وسارت في خطة عمل زوجها المفكر والاديب والكاتب الصحافي والاعلامي ابن فلسطين وابن القدس وابن بتير المرحوم حسن مصطفى الذي لا يستوعب عقل اهل اليوم مقدار جهده وعمله وفكره واساليبه في اعسر الظروف واصعبها على فلسطين.
عندما اراد تسمية الحوش بحوش السبع ارامل كان عدد الارامل الموجودات ستة أرامل كبيرات في السن واصغرهن المرحومة عائشة جبريل البطمة، وليكتمل العدد سبعة لانه عدد تراثي مهم وذُكر مراراً وتكراراً في الكتب السماوية وعجائب الدنيا وعدد ايام الاسبوع ... الخ، قال:-" اعتبروا ام مازن -اي زوجته- هي الارملة السابعة ويصبح هذا الحوش باسم هؤلاء الارامل، وكان هذا في الخمسينيات وترملت فعلياً في 04/06/1961، ولك نكن قد بلغت سن الـ30 عاماً.
التعليم
بدأ النشاط التعليمي في القرية زمن الاحتلال البريطاني لفلسطين، حيث كان يتعلم أبناء القرية فيها حتى الصف الخامس قبل أن ينتقلوا إلى القدس لإكمال دراستهم هناك.
أشعار قيلت في القرية
عين بتير
قصيدة للشاعر اسكندر الخوري البيتجالي
يا عين بتير هاتي من ثغرك العذب جرعة
يحلو لثغري رضاب يسيل من فيك روعة
إذا الثغور تلاقت سالت من العين دمعة
فيها تعلة قلب تذوب شوقاً ولوعة
هاتيه عذباً رحيقاً من ثغر أكرم نبعة
وهذه القصيدة الثانية للشاعراسكندر الخوري البيتجالي
طريق بتير
سر على الدرب وسافر وبهذي الدرب فاخر
ربطت بتير بالمهد وطابت للمسافر
كلما سرحت فيها الطرف لذت للنواظر
فكرة قد شرحت من (كندي) صدراً وخاطر
حسن أوحى بها لا يبتغي شكراً لشاكر
فرحة عمت سهولاً، وجبالاً، وحواضر
فلبتير هنيئاً بابنها البار المغامر