تَرْشِيْحَا

أحتلت بتاريخ 1948-11-01 - ( 28135 يوم )

معلومات عامة عن تَرْشِيْحَا - قضاء عكا

قرية فلسطينية حالية، كانت قائمة فوق رقعة مستوية من الأرض فوق مرتفع يعلو بالتدريج نحو الغرب، وكانت شبكة من الطرق الفرعية تربطها برأس الناقورة وببعض القرى الحدودية مع لبنان، شمال شرقي مدينة عكا وعلى مسافة 27 كم عنها بارتفاع يصل لـ 500 م عن مستوى سطح البحر.

قدرت مجمل مساحة أراضي ترشيحا بـ 47428 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل منها ما مساحته 252 دونم.

احتلت ترشيحا في سياق عملية "حيرام" والتي احتلت بموجبها عدة قرى في قضاء عكا وصفد مع نهاية حرب 1948، وقد تمت مهاجمتها من قبل جنود اللواء السابع يوم 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1948، تم تهجير عدد كبير من أبناء القرية، فيما بقيت عدة عائلات من أبناءها فيها ولايزالون يقيمون بها حتى اليوم.

تعتبر ترشيحا منطقة مواصلات هامة إذ تمر بها جميع الطرق الواصلة بين القرى المحيطة بها، ما جعلها مركزاً للكثير من الأعمال والخدمات، وخصوصاً "سوق البلد"، الذي كان يقام في شوارع البلدة القديمة والذي لا يزال يقام اليوم في شارع السوق في مدخل البلدة.

تختلف الروايات حول أصل تسمية القرية بهذا الاسم:

تتحدث الرواية الأولى عن أن الاسم الأصلي هو "طور شيحا"، ويتألف من جزئين: "طور" بمعنى الجبل، و"شيحا" نسبة لنبات الشيح الموجود بكثرة فيها، أي أن الاسم تحوير لـ "جبل الشيح".

ولكن ثمة رواية تاريخية أخرى، يتناقلها أهالي القرية، وتقول بأن الاسم يعود إلى كلمتي "طار شيحا"، ويُقصد بها القائد في جيش صلاح الدين الأيوبي، شيحا جمال الدين، حسب ما تقول الرواية، أنه حينما قُتل، طار رأسه وهبط حيث تقوم ترشيحا اليوم، فقال الناس: "طار شيحا".

والرواية الثالثة وهي الأقل تداولاً، تذكر أن شاعراً ظمآناً مر يوماً بترشيحا، فطلب الماء من فتاة في القرية، وحينما روي قال: "رشحتني الفتاة بمائها ترشيحا".

سهل الكابري وترشيحا

كان هذا السهل يسمى بسهل عكا الشمالي على عهد ولاة عكا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، يترامى هذا السهل من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه على شكل مساحات واسعة تحيط به مجاري المياه من الشمال ومن الجنوب ومن الشرق وتتنوع فيه الزراعة ككروم الزيتون وبساتين الحمضيات والزراعة الموسمية كالقمح والشعير والعدس والحمص والفول والذرة البيضاء والصفراء والسمسم ثم انتشرت زراعة التبغ.
 
حصل مشايخ الزاوية الشاذلية على سند تمليك الأراضي من السلطنة العثمانية وتشمل من (مكب الماء الى مكب الماء) أي من نبع الهردويل الى قناة أبو لزيق. وبذلك استردت الزاوية الأراضي من آل سرحان ومن أهالي معليا ومن آل حيدر من ترشيحا ومن أرض المنوات لآل السعدي من الزيب.

تملك الزاوية الشاذلية قسماً واسعاً من الأراضي في السهل، كما يملك آل سرحان قدرا كبيرا منه، ولهما حصة الأسد، يملك أهل الكابري وأهالي ترشيحا البقية منه. سكنت بعض عائلات ترشيحا قرية الكابري وبعضهم ظل محافظا على ممتلكاته في السهل يهبط اليها ايام المواسم يحرثها ويزرعها ثم يحصد غلالها، ومنهم من باع أو أجّر أرضه لبعض أهل القرية يشجّرها أو يزرعها موسميا، ومنهم من كان يؤجرها لبعض أهالي القرى المجاورة كالنهر والتل وام الفرج والغابسية.

يروي السيد مصطفى بلقيس أن أحمد سكيني كان يعرف دقائق وحدود أملاك أهالي ترشيحا وأهالي الكابري في السهل واصحاب قطع الاراضي. وقد أفادني الحاج أبو نمر حمّاد بقوله :" أن ترشيحا والكابري توأمان وشركاء في الماء والهواء والتراب، وأنسباء في المصاهرة وأقارب من أرومة واحدة كآل سرحان، وآل قدورة، وآل جشي، وآل سكيني، وآل الناصر، وآل عركي وآل آغا. ولأسباب يصعب حصرها باعوا مساحات واسعة لأهالي ام الفرج والزيب وآل الشامي وبدر العاص من عكا وللألمان، ولا يزيد نسبة المالكين منهم في السهل أكثر من ثمانية بالمئة من مساحته قبل التشريد.

كان لفلاحي ترشيحا قديما بيدر خاصة تقع شرق الكابري وكانت تسمى بيدر ترشيحا. وفي السنوات الأخيرة لم تنشغل هذه البيدر لأنهم انشغلوا بزراعة التبغ في أراضيهم الجبلية المحيطة ببلدتهم وفي أراضيهم الخاصة في السهل بمشاركة اناس من الكابري.

وقد حاولت جاهدا أن أكون أكثر دقة في تسجيل أصحاب أراضي السهل كما هو الحال في مرتفعات الكروم أو المرتفعات الشمالية. وبعد بحث طويل مع المسنين استطاعوا أن يفيدوني بأسماء المواقع وهي كثيرة ومتعددة مع بعض أسماء مالكيها. يعود الفضل الكبير للحاج خالد الزعزوع والحاج عبد الله الجشي والسيد مصطفى بلقيس والحاج ابراهيم قدورة.

يبدأ السهل من غرب بستاني الزاوية الشاذلية ويتجه غربا حتى بساتين الزيب. يبدأ غربا شمالا من وادي الصعاليك ووادي القرن وقناة أبو لزيق، ومن خربة العمود والشقف شمالا غربا حتى أراضي البصة، ويتجه جنوبا حتى أراضي ام الفرج ومجرى المفشوخ ( التل) وبركة النهر (الفوّارة)، وغربا جنوبا حتى أراضي الحميمة.

  
تخترق أراضي السهل طرق رئيسة وعدة مسالك فرعية:

كرم العنب الأزرق للزاوية الشاذلية تحاذيها أرض احمد محمود ياسين تزرع حبوب تجاورها خمس دونمات كرم زيتون للشيخ شاكر الجشي.

منطقة يسير للسيد مصطفى ابو سعيد القاضي من ترشيحا بنى بيتاً في الكابري ثم عاد الى ترشيحا واجر منزله: الطابق العلوي استأجره عبد الكريم ابو زنط ( ابو الطيب) من نابلس وسكن في السفلي ابراهيم ابو اسعيد واولاده من شعب.

بجوار يسير تقع ارضٍ القطرانه لآل السلعوس وخليل الحاج حسن ولآل صبيح من الكابري واراض زراعية لاهالي ترشيحا.

أرض المطوط للزاوية الشاذلية وتقدر باكثر من ثلاثين دونماً وهبها الشيخ على نور الدين اليشرطي الشاذلي للمتجرد جوهر وابنائه ثم استعادها الشيخ محمد الهادي اليشرطي وتقع شمال غرب السهل وبمحاذاتها احراج ام الهروش للزاوية الشاذلية .

أرض ابو عش الواسعة شمال شرق السهل يملكها الشيخ شاكر احمد خالد الجشي وابن عمه محمد خالد الجشي ( ابو علي) من الكابري.

أرض الخلة تحد بلاط جوهر غرب الكرم الازرق، وارض الخلة لآل سرحان وتزرع الحبوب وهي قرب زيتون يوسف الزهر بلقيس.

بلاطة الزيت والشومرة وقناة ابو لزيق الاراضي لال ركاد الجشي من الكابري ولآل جوهر من الكابري، ولأهالي ترشيحا زرعها بدوي الشبطي من الكابري زرعها زيتون مشاركة ، واراض لآل جوهر، واراض لابو الفضل عبودة (عبد الله) بلقيس، وزيتون ليوسف الزهر بلقيس.

أرض الطويري للسيد سليم مصطفى ابو صبري من ترشيحا يستثمرها آل قدورة من الكابري تزرع حبوب وتبغ. وقسم من الارض للسيد ركاد الجشي من الكابري قرب بيارة فارس سرحان من الكابري.

أرض الشُّعّف بين الطويري والمنوات تقدر بعشرين دونماً لآل سرحان وفيها معالم اثرية ومنازل مهدمة قديمة: خربة الشقف وخربة العمود على حدود بساتين الزيب قرب قناة ابو لزيق. وخربة العمود وفيها عامود قديم واسوار مهدمة يملكها صالح الصفدي تقدر بعشرين دونماً وهي ارض زراعية.
 
أرض الراس قرب المنوات وهي لعائلة ارشيد من ترشيحا تقدر بعشر دونمات.

أبو كزبرة: أراضي شاسعة لأهالي ترشيحا منهم آل جشي، ابو صبري سليم مصطفى، الاغوات وآل قبلاوي وبجوار القطع من الاراضي لاهالي الكابري ومنهم غالباً آل بلقيس وآل الجشي (الكابري).

جنوب أبو كزبرة الاراضي التي تقدر بـ 400 دونماً لال الكابري ومنهم آل شاكر السلعوس، احمد محمود ياسين، آل حسين علي، عثمان دغيم، علي واحمد ومصطفى قدورة، سليمان وعلي العويتي، صالح وفضل بلقيس، محمود بلقيس، احمد سكيني، وصالح واحمد الدباجة.
 
أرض الغلينات: وسط السهل الى الغرب وتقع شمال بيارة فارس سرحان والشقيري وتقدر بعشرين دونماً، وفيها الاراضي الشاسعة لآل شاكر الجشي من الكابري.

معسكر جبال اللوز وهي ارض مشاع كانت مليئة بزراعة اللوز تسكنها قبيلة الهيب مريدات من اقرباء ديب اسعيّد واخيه حميدي شيخة، وعندما اتخذت قوات الانتداب البريطاني هذه المرتفعات غرب السهل انتقلت هذه القبيلة الى شمال بيارة لاهل الزيب شمال جبال اللوز.

مارس الجمل يقع غرب الطويري ارض واسعة للزاوية الشاذلية وبمحاذاتها الاراضي لآل شاكر الجشي من الكابري ولآل الشيخ عيسى ولآل بلقيس من الكابري.

قطعة الجامع لال سرحان، غرب السهل. وتقدر باربعين دونماً تبدأ من وادي الصعاليك الى خلال ابو سعد لال السعدي من الزيب وهي مليئة باشجار الخرنوب وزراعةالحبوب وكروم الزيتون. نصب بجوارها في الحرائق زيتوناً للزاوية الشاذلية .

أراضي القطرانه: لال السلعوس وخليل الحاج حسن وآل صبيح زرعوا زيتوناً ولآل الجشي كلهم من الكابري وبعض قطع زراعية صغيرة لآل عرّاف من معليا.

أرض القطعة: تحد قطعة الجامع حتى بساتين الزيب، وتقع شمال القطرانة وتقدر مئتا وخمسون دونما، كانت مشاعاً تمّ استصلاحها وصارت تستثمر لزراعة التبغ والحبوب. يساهم في استثمارها فلاحو ترشيحا والكابري ومن يرغب من القرى المجاورة، يوزع ريعها لبلدية ترشيحا وبلدية الكابري مناصفة، يرئس بلدية الكابري احمد افندي سرحان ابو غازي. وبجوارها كرم زيتون للسيد شاكر السلعوس وعثمان محمد قاسم ياسين وآل عرّاف من معليا.

أرض البلاط : ويقع شمال الموارس ويملكها عبد الرزاق بلقيس ( العبودة ) وعبد اللطيف جوهر، ويوسف الزهر بلقيس كرم زيتون، ويقع غرب البلاط ابو اللبن لآل سرحان.

الموارس: تقع الاراضي جنوب السهل قرب المفشوخ ( التل) وفيها كرم زيتون لآل سرحان وكرم لآل الزعزوع وكرم للسيد حسن ياسين من الشيخ داود وأرض للسيد علي شاكر حسين الجشي.

غرب الموارس: أرض واسعة لآل عركي (صالح واسماعيل)، كرم زيتون ليوسف الزهر بلقيس، كرم لآل الشيخ عيسى، وكرم للشيخ شاكر الجشي، وكرم لأبناء محمد خالد الجشي (أبو علي)، وكرم لركاد درويش الجشي.

منطقة أبو زعرورة: تقع جنوب السهل على حدود ام الفرج وهي لآل بلقيس (حسين وعبد مصطفى واخوته).

أبو دندانة: قرب بيارة آل صبيح وبيارة بدر العاص من عكا وتقع أراضي واسعة لآل قدورة من الكابري ومعسكر جبال اللوز.

جورعون: أرض فلاحة لآل سرحان وكرم زيتون للزاوية الشاذلية، وأراض للشيخ شاكر الجشي وركاد الجشي وأبناء محمد خالد الجشي (ابو علي).

بستان جورعون: للسيد مصطفى أبو ريشة من حلب ( انسباء آل اليشرطي وبجواره كرم زيتون). يشرف على البستان خليل الريمي.

أراضي ابو اللبن : تقع جنوب بيارة فارس سرحان، اشترى منها الأراضي الواسعة أبو أحمد النابلسي من نابلس، اشتراها من أهالي ترشيحا، كما اشترى أهالي ام الفرج الأراضي من أهالي ترشيحا. باع آل شريح (ترشيحا) ارضاً في موقع ابواللبن لآل القط من ام الفرج وزرعوا بيارة.

اشترت شركة المانية الأراضي من أهالي ترشيحا وأنشأت بيارتين: الأولى ملك أبينر يشرف عليها ابو عبد الله من البصة وفيها خنازير، بقر، دجاج، وماشية ، تنازل عنها أبنر لأبو عبد الله بعد الحرب العالمية الثانية. والبيارة الثانية اسسها شتورن، استولت عليها المنظمات الصهيونية بعد الحرب العالمية الثانية بمساعدة المندوب السامي البريطاني تعويضا لهم عن ( المحرقة اليهودية في المانيا) كما يدعون زورا. تقع البيارتان جنوب بيارة الحاج بدر العاص .

اشترى الحاج بدر العاص من أهالي ترشيحا في موقع ابو عرنوس الاراضي وأنشأ بيارته. ويقع شمالها موقع ابو دندانة حيث أنشأ يوسف صبيح ( الكابري) بيارته.

أرض الطيونة في السهل للسيد أحمد محود ياسين وأخيه ياسين.

موقع أبو الذهب : وتقع غرب تون الكلس للزاوية حتى أراضي البصة ويملك هذه الأراضي الواسعة عثمان محمد قاسم ياسين وعثمان ابراهيم دغيم وأخيه علي وفؤاد الجشي من ترشيحا وآل عرّاف من قرية معليا وبجوارها كرم زيتون للسيد شاكر السلعوس.

أرض ابو الزلط : أراضي واسعة جدا للشيخ شاكر الجشي لزراعة الحبوب.

أرض ابو نبعة: تبدأ من شمال الدهرات حتى المنوات، وهي قطع اراضي لاهالي الكابري حصراً تزرع زيتون وكرمة وحبوب وتبغ.

قدر عدد سكان ترشيحا في إحصائيات عام 1922 بـ 1880 نسمة.

وفي عام 1931 ارتفع عددهم إلى 2522 نسمة، بينهم 2047 مسلم و 475 مسيحياً.

عام 1945 ارتفع عددهم إلى 3830 نسمة.

وفي عام 1949 قدرت سلطات الاحتلال عدد سكان ترشيحا بـ 639 نسمة مع تهجير العدد الاكبر من أبناء القرية خلال حرب 1948.

أسماء عائلة قرية ترشيحا:

  • عائلة الآغا
  • عائلة القبلاوي
  • عائلة المعتصم
  • عائلة القاضي
  • عائلة شريح
  • عائلة الجشي
  • عائلة سرحان
  • عائلة الهواري
  • عائلة سمارة
  • عائلة مصطفى
  • عائلة قدورة
  • عائلة درويش
  • عائلة خير
  • عائلة فاعور
  • عائلة أبو هاشم
  •  عائلة أبو حميدة
  • عائلة رافع
  • عائلة حيدر
  • عائلة الصالح
  • عائلة دغيم
  • عائلة الشولي
  • عائلة حميدة
  • عائلة (يوسف -يوسف أحمد – قاسم)
  • عائلة السباعي
  • عائلة السعدي
  • عائلة عكاشة
  • عائلة فتح الله
  • عائلة الدربي
  • عائلة عبد الحليم
  • عائلة أبو خريبة
  • عائلة صبحية
  • عائلة حليمة
  • عائلة أرشيد
  • عائلة خورشيد
  • عائلة الشناتي
  • عائلة ملحم
  • عائلة عبد الرزاق نجيب
  • عائلة صالح حسنة
  • عائلة سوداح
  • عائلة الفوط
  • عائلة جمعة
  • عائلة عرار
  • عائلة الناصر
  • عائلة عبد الحميد أسعد
  • عائلة حمود
  • عائلة حمدان
  • عائلة (علي ليلى على حسن )
  • عائلة احمد عيدة
  • عائلة عبد ربه
  • عائلة البدوي
  • عائلة حسن بدوي
  • عائلة ابو يوسف
  • عائلة الخليلي
  • عائلة الحفيظ
  • عائلة الشيخ هود
  • عائلة العيساوي
  • عائلة أبو دورية
  • عائلة العلماني
  • عائلة أبو طه
  • عائلة البيك
  • عائلة الكبه
  • عائلة الدوغمان
  • عائلة أبو طاقة
  • عائلات أبو حسان
  • عائلات الحاج محمود العمر
  • عائلة الشيخ صالح الخطيب المؤذن
  • عائلات الأمين
  • عائلة الشيخ يوسف
  • عائلة يوسف الشيخ أحمد
  • عائلة طه
  • عائلة الخطيب
  • عائلة حنينو
  • عائلة اسماعيل الحاج
  • عائلات الحايك
  • عائلة عبد الله عودة

كان الإقبال على التعليم في ترشيحا شديداً، إذ وصل عدد طلاب المدرسة سنة 1937 إلى 350 طالباً، وبلغت نسبة الذين يقرؤون ويكتبون من الرجال إلى أكثر من 70% في نهاية الثلاثينيات.

أما بالنسبة للتعليم فقد كان اعلى صف في مدرسة ترشيحا للبنين عام 1944و 1945 هو الصف السابع الابتدائي وفي مدرسة البنات السادس الابتدائي.

وفي احد المصادر ذكِر بان "كامل القاضي" كان قد بدأ في التعليم المدرسي الحديث وكان مقر المدرسة الأول الذي اختاره في بيت "عبد الوهاب القاضي" ، الذي فجره اليهود بعد الاحتلال وقتلت جراء التفجير احدى مواطنات القرية من حجر طار نتيجه التفجير، وعندما اعتلى كامل القاضي رئيساً للبلدة، بادر ببناء المدرسة الحديثة والمعروفة لنا اليوم ببناية المركز الجماهيري. وبدأت الدراسة الرسمية فيها عام 1924، وقد بلغ عدد الصفوف في البداية سبعة صفوف، ثم الحق الصف الأول الثانوي سنة 1946. وكانت المرحلة الثانوية بعد الصف السابع وتضم أربعة صفوف يتخرج الطالب منها بشهادة "الماتركس" وكانت في المدن الكبيرة فقط.

في نهاية الثلاثينات اصبح عدد الذين يقرؤون ويكتبون اكثر من %70 من الرجال. أما مدرسة البنات فقد بدأت في نهاية العشرينات وكان عدد الصفوف فيها ثلاثة ثم زاد الى خمسة في نهاية الثلاثينات.

أول معلمة من ترشيحا كانت "عليا علي ابو حميدة" والتي درست في معهد المعلمات في رام الله.

أما المعلمون الأوائل من ترشيحا في المدرسة الحديثة وأولهم وهو مؤسسها كامل القاضي بالإضافة لعبد الوهاب القاضي، عبد الله عودة، خالد شكري القاضي، فوزي محمد، حنا بشارة، يوسف مغيزل، كرم حبيب خوري وجورج فاخوري، أما من ناحية كان أعلى صف في مدرسة ترشيحا للبنين عام 1945 هو السابع الإبتدائي، فيما كان السادس الإبتدائي هو الأعلى في مدرسة البنات.

يوجد في ترشيحا عدة مساجد ومقامات إسلامية هي:

جامع الحمولة بني في حارة الحمولة في اواسط القرن الثامن عشر.

الجامع الجديد الذي بُني في زمن عبدالله باشا والي عكا حوالي سنة 1840، وقد بني بنفس فتره بناء جامع الجزار وله نفس الطريقة الهندسية.

الزاوية الشاذلية بناها الشيخ علي اليشطري وبقيت تخدم اغراض الطريقة الشاذلية، وكانت محط الزوار الداخلين في ترشيحا وهي اول زاويه بنيت في فلسطين.

مزار الشيخ مجاهد الذي يقع على جبل المجاهد اعلى القرية.

يوجد في ترشيحا عدة كنائس يعود تاريخ بناءها لأزمنة مختلفة، هي:

"كنيسة الروم الكاثوليك" يعود تاريخ بناءها لعام 1865 وهي من أكبر الكنائس في الجليل مساحةً وعمارة.

"كنيسة الروم الاورثوذكس القديمة" (غير صالحة للاستعمال) يعود تاريخ بناءها تاريخها لأكثر من 550 سنة.

"كنيسة الروم الاورثوذكس الجديدة" بنيت بديلاً للكنيسة القديمة، ابتدأ بنائها عام 1905 وانتهى عام 1913، وعُقِدَ قداس المزايحة من الكنيسه القديمة إلى الجديدة.

كان نصيب ترشيحا من جيش الإنقاذ العربي هو فوج "أجنادين" والسرية اليمنيّة وفصيل مدفعية 105 ملم. وأنيطت قيادة هذه المنطقة بالمقدم مهدي صالح، آمر فوج "أجنادين"، الذي سلم له أيضاً مسؤولية الدفاع عن منطقة مجد الكروم والبروة.

وصلت الكتيبة إلى ترشيحا في 18 كانون الثاني/يناير عام 1948، وتمركزت حول التلال المحيطة بالقرية، وشاركت الكتيبة مع أهالي القرية في معركة "جدين" في 20 كانون الثاني/يناير 1948، ومعركة "الكابري" في 28 آذار/مارس 1948 إلى جانب معركة "تين أو شريتح" في 11 حزيران/يونيو من العام نفسه.

في أواخر أيلول/سبتمبر عام 1948، كان الجزء الأكبر من شمال فلسطين قد احتل من قبل العصابات الصهيونية، ولم يبق إلا جيباً مقاوماً وحيداً: الجليل الأعلى.

مع بداية الشهر التالي، شرعت قيادة العصابات الصهيونية بوضع خطط للتخلص من "مصدر الإزعاج" هذا، لتكتمل بذلك خطة للسيطرة على الجليل الأعلى وتثبيت خط عسكري على طول الحدود الشمالية، وعرفت بـ "عملية حيرام"، بتوجيه وقيادة الإرهابي موشيه كرمل.

وفي تفاصيل الخطة، تقوم وحدات اللواء "جولاني" بهجوم تضليلي على قوات جيش الإنقاذ في الجنوب والجنوب الغربي لجذب انتباهها هناك، بينما تقوم القوة الرئيسية المُشكَّلة من اللواء السابع بكتائبه الثلاثة وسرية الشركسي واللواء "عوديد" بالإطباق على قوات جيش الإنقاذ بشكل "حركة كماشة".

وضمن هذه العملية، ارتكبت العصابات الصهيونية مجازر فظيعة في قرى فلسطينية ولبنانية، في الصفصاف، وسعسع، والبعنة، ونحف، ودير الأسد وعيلبون، والمالكية، وصلحة، وحولا.. وترشيحا.

الهجوم الكبير وسقوط آخر معقل مقاوم

كان حقد الصهاينة على ترشيحا كبيراً، كيف لا، وقد فعلت ما فعلت من المعارك، بعد ظهر يوم الخميس، الواقع في 28 تشرين الأول/أكتوبر عام 1948، حلقت الطائرات الصهيونية، بقيادة الإرهابي إيبي ناتان، في الجهة الشمالية الغربية للقرية، ظن الأهالي أن طائرات سورية أتت دعماً لهم، إلى أن ألقت تلك الطائرات المُهاجِمة قنابلها قرب مركز السرية ومرابص المدفعية، وبعد ساعة بدأت قذائف المدفعية تسقط على ترشيحا.

كانت المدفعية تطلق من خمسة مواقع: جدين وتين أبو شريتح ومن مستعمرة "جليل" ومن تل الوقية ومن البحر، وقدّر مجموع القذائف في تلك الساعة بنحو خمسين قذيفة.

استمر القصف طوال الليل، وكان رد جيش الإنقاذ هزيلاً لدرجة أنه أطلق عشرين قذيفة دون توجيه، لتسقط كلها في مناطق بعيدة عن وجود المهاجمين الصهاينة.

في اليوم التالي، وعند الخامسة صباحاً تقريباً، ألقت ثلاث طائرات قادمة من شمال البلدة براميلها المتفجرة على القرية، حاول الأهالي ببنادقهم المتواضعة إطلاق الرصاص على الطائرات، ولكن دون جدوى.

كان وقع الدماء والدمار المهول كبيراً على أهالي القرية الذين شرعوا بالتوجه شمالاً عبر وادي المسقي إلى دير القاسي وفسوطة، ثم عبروا الحدود وتجمعوا على بركة بنت جبيل، ونقلوا بعدها إلى البص في صور، وحمّلوا بالقطارات وتم توزيعهم في مخيم برج البراجنة بالعاصمة بيروت، ومخيم النيرب في حلب، وقسم منهم في حمص وحماة ودمشق.

لم يدخل المحتلون القرية إلا بعد ثلاثة أيام من رحيل أهلها والمقاتلين فيها – كانت السرية اليمنيّة آخر وحدات جيش الإنقاذ خروجاً من ترشيحا – وكان الصهاينة لا يدخلون بيتاً إلا قذفوا داخله عشرات الطلقات خوفاً من وجود المقاومين.

ترشيحا عام النكبة

بدء الحرب ودور اهل ترشيحا وجيش الانقاذ:

بعد صدور قرار التقسيم من الجمعية العامة لهيئة الامم المتحدة ورفض الهيئه العربية العليا  والقيادة الفلسطينية به، بدأت المناوشات بين العرب واليهود وتطورت الى حرب حقيقية حيث كان الشعب الفلسطيني اعزل من السلاح لأن الحكومة البريطانية فرضت قانونًا يقضي بأعدام من لديه قطعة سلاح من العرب في حين تكوّن الجيش لدى اليهود الذي دُرّب وأعطي كل انواع السلاح حتى الطائرة والدبابة والمدفع.

استيقظ الشعب الفلسطيني واخذ يبحث عن السلاح، وتدفق السلاح من سورية ولبنان يباع للشعب الفلسطيني والذي كان من مخلّفات الحرب العالمية الأولى والثانية. جاء السلاح ولا خبرة باستعماله ولا تدريب عسكري إنما العمل كان فطريا إلى أن تطوّر الأمر فيما بعد حيث جمّعت الخبرات العسكرية من رجال بوليس وبوليس اضافي ومن كان في قوة الحدود في مجموعة قوامها مائة رجل سميت سرية ترشيحا وكان على رأسها الوكيل ضابط سابقاً في الجيش البريطاني "محمد كمال السعيد".

جيش الانقاذ:

كان نصيب ترشيحا من جيش الانقاذ الذي شكلته جامعة الدول العربية هو فوج اجنادين والسرية اليمنيّة وفصيل مدفعية 105 ملم. وأنيطت قيادة هذه المنطقة بالمقدم "مهدي صالح" آمر فوج اجنادين الذي انيطت له ايضا منطقة مجد الكروم والبروة. وكان تحت امرته الضابط السوري "اديب الشيشكلي " قائد كتيبة اليرموك الثاني، وعدد افراد الكتيبة 330 جنديا وضابطاً.

 كان وصول الكتيبة الى ترشيحا في 48/1/18 وبدأت الكتيبة بالتمركز حول التلال المحيطة بترشيحا ومسح المنطقة مسحاً طوبوغرافياً بالتعاون مع رجال ترشيحا ممن كان لهم سابقة في الحروب وخاصة ثورة 1936. وبعد ان تم المسح اتخِذ قرار بمهاجمة قلعة جدين.

المعارك التي جرت في ارض ترشيحا:

معركة جدين (48/1/20)، كانت اول معركة في منطقة ترشيحا وهي تبعد عن القرية 5 كم الى الجنوب الغربي. كانت المستعمرة محصنة باسلاك شائكة ملغمة، وقد جرى تفجير الالغام بربط الاسلاك بحبل وهزّ الحبل. انتصر المهاجمون وكان من بينهم من لا يحمل السلاح. ارتفعت الرايات البيضاء على المستعمرة ألا ان الحكومة البريطانية ارسلت قوات من جيشها لفك الحصار عن المستعمرة ولمنع سقوطها. وكي لا يخوض المهاجمون معركة مع الجيش البريطاني اعطيت اوامر للمهاجمين بالانسحاب ولكن المستعمرة بقيت محاصرة حتى ان اليهود كانوا يرسلون المؤن الى المستعمرة بالطائرات.

لقد شارك بالمعركة كتيبة اليرموك وسرية ترشيحا وجمع غير محدود العدد من رجال قرية ترشيحا. والروايات اليهودية تذكر ان عدد المهاجمين كان ما بين 400-500 مقاتل.

معركة الكابري :(1948/3/28) قيادة جيش الإنقاذ قررت قطع الإمدادات عن قلعة جدين بضرب قوافل الإمداد التي تأتيه، وتجمّع عدد كبير من المقاومين من ترشيحا والكابري والقرى المجاورة للكابري وقرروا مهاجمة القوافل التي تخرج من نهريا وكانت الاستعدادات لذلك بخطة تقضي بوضع سد من الحجارة في مكان متعرج ضيّق أمام القافلة. وفي 48/3/27 كانت القافلة من نهريا باتجاه قلعة جدين وما أن وصلت القافلة إلى السد حتى انهال عليها المقاتلون بالرصاص وكان السد بالقرب من بستان "أبوعلي توسيس" فلم تستطع القافلة التقدم ولا الرجوع إلى الخلف وذهل من في القافلة من يهود واستمرت المعركة كما ذكرت روايات اليهود عشر ساعات وكانت القافلة مجموعة من الباصات المصفحة تتقدمها مصفحة عسكرية، وطلب المقاتلون من اليهود الاستسلام فرفضوا وعندها قرروا إحراق الباصات وأشعلوا النيران فيها فاضطر اليهود للخروج منها فكانت بنادق المقاتلين تحاصرهم حتى آخرهم. قد حاولت فتاة يهودية التظاهر بالاستسلام ورفعت المنديل الأبيض وكانت تخفي تحته قنبلة يدوية قذفت بها المقاتلين فأخطأت الهدف وخلال لحظات كانت في عداد القتلى اليهود وقد قاد المعركة من غير الفلسطينيين من العرب "خليل كلاس"(سوري)، "وأميل جميعان" (أردني) وتعترف المصادر اليهودية بمقتل 46 من ركاب القافلة بمن فيهم قائد الكتيبة "بن عامي بحتر" ولم يستطع الانكليز إنقاذ القافلة لان كميناً آخر قد نصب على الطريق. لاحقاً اطلق اسم بن عامي على مستوطنة بجانب مستشفى نهاريا والتي اقيمت على انقاض بلدة ام الفرج. 

معركة تين أبو شريتح: (11.6.1948)، بعد أن سقطت قرية الكابري بأيدي اليهود تقدم اليهود إلى تلة مزروعة بالتين وأشجار الزيتون وبنوا فيها استحكامات لهم وبالمقابل أقام المقاتلون وجيش الإنقاذ وأهالي ترشيحا تحصينات حول ترشيحا وكان أقواها في مكان قرب قرية معليا على الشارع الرئيسي الذي يربط ترشيحا بالكابري وعكا يقال له المطلّه. أراد اليهود اختراق دفاعات ترشيحا وتقدمت مصفّحاتهم على الشارع الرئيسي ولم يكن يدور في خلد اليهود ان العرب قد نزعوا الألغام التي زرعوها هم ووضعوها في طريقهم وعندما تقدم اليهود بالشارع انفجرت الألغام وتوقف الزحف اليهودي من الغرب حيث كان هذا المحور الأول للهجوم، أما المحور الثاني فكان من جهة الشفية وحقول زهير، وعلى طريق جعثون وقد كان هجوما صاعقاً من قبل اليهود لكنّ النجدات من أهل القرية والحماس أدى إلى معركة حامية بين الطرفين

قتل فيها قائد الحملة يعقوب برصاصة اخترقت عينه، ووضعت جثته على حمار وطافوا بها في شوارع القرية. 

لاحقا سمّيت مستعمرة "عين يعقوب" على اسم قائد الحملة، واطلق على المعركة اسم معركة "ديكل". 

هجوم معاكس: بعد أيام قليلة من انتهاء معركة تين أبو شريتح نادى المقدم مهدي صالح الثاني أهل القرية إلى هجوم على استحكامات اليهود قائلا: "اليوم يا رجال ترشيحا الهجوم حتى عكا" فتحمس أهل البلد وسار مقاتلوا البلدة رجالاً ونساء كلٌ له دوره، وقد فوجئ اليهود في هذا الهجوم غير المتوقع لأنهم كانوا قد خففوا الحراسات في الخطوط الأمامية، استمرت المعركة حامية واندحر اليهود ولأمر لا نعرفه توقفت مدافع الميدان عن الضرب وانسحب المقاتلون وجاءت النجدات بالمصفحات لليهود، واستشهد في هذه المعركة من أبناء البلد احمد حمودي ورشدي جمعه.

معركة التل الأحمر: إلى الغرب من معليا يقع مرتفع يشرف على استحكامات اليهود في تين أبو شريتح، يرابط فيه اليمنيون وهو سرية كاملة تتولى التمركز في هذا التل، لم يختلطوا في جهادهم بأي من رجال جيش الإنقاذ أو مجاهدي بلدة ترشيحا، تضايق اليهود منهم فقرروا مهاجمتهم في الليل، كمن اليمنيون لهم حتى ما إذا أصبح اليهود على بعد أمتار منهم هجموا عليهم وقاتلوهم.

الهجوم الكبير لليهود وسقوط البلدة: 

ترشيحا كانت مصدر رعب وقد فعلت ما فعلت من المعارك، فكان الحقد عليها يملأ القلوب. اعترف اليهود في تقاريرهم العسكرية عن متانة التحصينات في ترشيحا واستبسال أهل البلدة وجيش الإنقاذ المدافعين عنها وقد سمى اليهود عملية احتلال ترشيحا والجزء الباقي من لواء الجليل الغربي بعملية "حيرام"، وكما تذكر مصادرهم اعدوا للهجوم تحت قيادة  اللواء "شيفع" كتيبة مدرّعة وكتيبتي مشاه وسرية من الشركس لواء "عوديد" وضمنه أيضا سريّة دروز جزء من لواء "غولاني" وجزء من لواء "كرميلي" هذه الألوية كلِفت تنفيذ العملية.

والذي لم يذكره اليهود انه كانت هنالك بارجة راجمة الغام بريطانية وقفت قبالة نهاريا تصب حمولها على ترشيحا وقد كشف امر هذه البارجه في احدى اللقاءات السياسيه التي كانت تتم بين السفراء وأركان الحكم البناني عندما قال الامير مجيد ارسلان: "ألم ترجم راجمة الالغام البريطانية ترشيحا بالالغام؟؟" فسكت السفير البريطاني.

أيضا استعملت طائرات من صنع بريطاني ذات المحركات الأربع الضخمة والتي ألقت ببراميل سعة 200 لتر وهي معبأة بالديناميت وقطع الحديد التي دمّرت قسماً كبيرا من ترشيحا. 

بعد ظهر يوم الخميس 48/10/28، أقبلت الطائرات من الجهة الشمالية الغربية وحلّقت فوق ترشيحا وظن الناس أنها طائرات سورية قادمة لمواجهة العدو لأنها قبل أسبوع كانت قد هاجمت نهاريا، ولكنها لم تكن كذلك فقد ألقت القنابل قرب مركز السرية ومرابص المدفعية، وبعد ساعة بدأت قذائف المدفعية تسقط على ترشيحا. كانت مدفعية العدو تطلق من خمسة مواقع، من جدين وتين أبو شريتح ومن مستعمرة جليل ومن تل الوقيه ومن البحر. وقد قدّر مجموع القذائف في الساعة بحدود خمسين قذيفة واستمر القصف طوال الليل وأما مدفعية جيش الإنقاذ أطلقت حوالي عشرين قذيفة دون توجيه وكانت تسقط بعيدة عن مراكز العدو.

اما في اليوم 48/10/29  صباحاً حوالي الساعة الخامسة شوهدت ثلاث طائرات قادمة من شمال البلدة وإذ بها تقذف حملها على البلدة، أسقطت أول برميل في كرم زيتون أبو رأسين والقنبلة الثانية ألقيت في حاكورة "الرغب"، وألقت الطائرة برميلها الثالث في (مركز النقطة) مركز بوليس ترشيحا القديم والعائد ملكيته للمختار شفيق المحمود، والبرميل الرابع القي على دار العبد عمر والبرميل الخامس وقع على زقاق دار حيدر والبرميل السادس وقع في بيوت دار الهواري. 

لقد أطلق أهل البلدة الرصاص على الطائرة ولكن رصاصهم من بنادقهم الخفيفة لم يؤثر بها. وللتاريخ نقول إن ترشيحا صمدت وكانت آخر بلدة سقطت في فلسطين كلها والفضل بذلك يعود إلى صمود أهلها صموداً يسجله التاريخ لهم ولكن الدمار الهائل الذي أحدثه القصف جعل أهل البلدة يرحلون، فبدأ الرحيل بعد الغارة. واخذ الكل يجمع ما استطاع وتوجه الناس شمالا عبر وادي المسقي إلى دير القاسي وفسوطة ثم عبروا الحدود وتجمعوا على بركة بنت جبيل ثم نقلوا إلى (البص) في صور وحمّلوا بالقطارات وتم توزيعهم في برج البراجنه قرب بيروت وفي حمص وحماه وقسم منهم في مدينة حلب كما توجه قسم إلى دمشق.

إن سقوط ترشيحا بأيدي اليهود في 48/10/30 كسقوط سواها من المدن والبلدان الفلسطينية ولكن ترشيحا كانت أخر حصن اقتحمه اليهود. حيث رفض أهلها الذل والاستسلام عن طريق المفاوضات، فقد أرسل اليهود رسالة إلى "سليم مصطفى" زعيم البلدة مع راعي من بيت علاء الدين، تضمنت الرسالة دعوة أهل ترشيحا إلى البقاء في بلدتهم بشرط أن يخرجوا جيش الإنقاذ أو يرفضوا التعاون معه، جمع سليم مصطفى رجال البلدة في مقهى "المختار شفيق" في حارة البياعين وقال لأحدهم أن يقرأ الرسالة على أهالي البلدة وسألهم الرأي فكان رأي أهل البلدة رفض التعاون مع اليهود والاستمرار في القتال، وكان لسليم مصطفى رأي أخر لأنه أدرك إن المعركة خاسرة مع اليهود فقرر الرحيل إلى برج البراجنة. 

دخول اليهود للقرية كان في 30-10-1948  ولم يدخلوا إلى البلدة إلا بعد ثلاثة أيام من رحيل أهلها والمقاتلين فيها وكانوا لا يدخلون بيتا إلا قذفوا بداخله عشرات الطلقات خشية أن يكون في البيت مقاتلون. أما السرية اليمنية فقد غادرت ترشيحا وكانت آخر وحدات جيش الإنقاذ خروجاً من ترشيحا بعد أن أعطت الأوامر بالإنسحاب من قيادة الجيش.

من أعلام قرية ترشيحا:

  • المعلمة عليا علي ابو حميدة خريجة معهد المعلمات في رام الله 
  • كامل القاضي مؤسس مدرسة ترشيحا 
  • عبد الوهاب القاضي معلم في القرية 
  • عبد الله عود معلم في القرية 
  • خالد شكري القاضي معلم في القرية 
  • فوزي محمد، حنا بشارة معلم في القرية 
  • يوسف مغيزل معلم في القرية 
  • كرم حبيب خوري  معلم في القرية 
  • جورج فاخوري معلم في القرية 
  • فهد شريح مختار القرية

إعداد: د. محمد ياسر عمرو، استناداً للمراجع التالية:

صور

مقاطع فيديو

إضافة محتوى