القرية اليوم - ذِكْرين البَرَدَان / زكرين - قضاء الخليل

هذه أرض آبائنا وأجدادنا الذين رووا بدمائهم الزكية وعرقهم على كل حبة تراب فيها. ....هكذا تكون قريتنا الآن، عبارة عن بقايا أساسات للبيوت التي هدمها ذاك المغتصب البغيض، تنمو بينها وفوقها الاعشاب والنباتات البرية الهائجة وكذلك الشجيرات البرية والصبار.

بئر البردان والآبار الأخرى موجودة لكنها وللأسف بدون نقطة ماء، لأنهم يقومون بجر مياهها لتزويد المستعمرات الإسرائيلية القريبة. وكذلك المقامات ما زالت موجودة.

كثيرون من أبناء القرية ذهبوا لزيارتها بعد الاحتلال، وأخبروني أن حدود القرية مسيج عليها بسياج من الأسلاك الشائكة، وجزءً منها تزرع من قبل الصهاينة الغزاة (القمح والذرة او القطن او العصفر وغيره

والجزء الأخر يستخدمونه مزارع للأبقار والمواشي ومراعي لهم، أشجار الخروب والصبار والزيتون الرومي والدوم وبلحة صبحه مازالت موجودة وتعطي ثمارها، تصوروا أجدادنا زرعوا ذلك الزيتون ويأتي اليهود ويستولون عليه ويبيعوننا محصوله. وأكثرهم ممن زار القرية أحضروا معهم من ثمارها وأغصانها وزرعوها في أماكن تواجدهم، ومنهم من أغمي 

عليه وصعق مما راى ومنهم من بكى عندما شاهد قريته التي كانت تعج بالحياة، ومنهم من أحضر معه حفنة تراب منها. ....وما زال يحتفظ فيها، ليشمها ويستعيد ذكرياته في قريته.

لكنها ستعود بإذن الله، وستعود فلسطين كلها بتضحيات أبنائها.