معلومات عامة عن تُلَيِّل - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية تُلَيِّل
قرية فلسطينية مزالة، كانت تتربع فوق تل رملي صغير على الشاطئ الجنوبي الغربي لبحيرة الحولة، شمال شرق مدينة صفد وعلى بعد 14.5 كم عنها، بارتفاع لا يزيد عن 75م عن مستوى سطح البحر.
كانت مساحتها المبنية تقدر ب 48 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة 5324 دونم.
احتلت القرية في 22 نيسان/ أبريل 1948 في سياق عملية "يفتاح".
الحدود
كانت قرية تليل تتوسط المناطق والقرى التالية:
- بحيرة الحولة يلها امتداد سهل الحولة شمالاً، ومن الشمال الشرقي.
- مزارع/ قرية الدردراة شرقاً.
- قرية كراد الغنامة من الجنوب الشرقي.
- قرية كراد البقارة من الجنوب باتجاه الجنوب الغربي.
- قرية الحسينية غرباً.
- وادي وقرية الحنداج ثم قرية علما من الناحية الشمالية الغربية.
سبب التسمية
تعود تسميتها إلى موقعها، فكلمة تليل هو في اللغة العربية تصغير لكلمة تل وهو الموقع الذي كانت عليه قائمة القرية، عرفت القرية غضون الحكم البيزنطي بثيلى Thella.
البنية المعمارية
قديماً كانت منازلها، المبنية بالطين والقصب متراصفة بعضها قرب بعض في الأزمنة الحديثة، تمددت القرية في اتجاه الغرب. وفي نهاية الانتداب البريطاني، كانت قد اقتربت من قرية الحسينية التي كانت تتوسع باتجاه الشرق، وبذلك باتت الاثنتان عملياً قرية واحدة مع مرافق مشتركة، منها مدرسة أنشأتها الجمعية المحلية لتطوير القرية.
معالم القرية
كانت هناك مدرسة مشتركة مع قرية الحسينية. تم بنائها في فترة ما بعد ثورة 1936 وذلك بمعيةِ المسجد الجزائري محمد بن عبد الله الخالدي قبيل وفاة الأمير عبد القادر. وبعض المصادر تقول أن بناء المدرسة أنشأته الجمعية المحلية لتطوير القرية.
الآثار
تم بناء القرية على موقع مدينة تيلا الرومانية. والتي امتدت "من مروث إلى قرية تيلا بالقرب من الأردن. وفي ظاهر القرية الشمالي الغربي أقيمت قلعة (يسود همعله - Yesud Ham Maala)، والقرية تعد موقع أثري يحتوي على تل أنقاض تحت القرية.
السكان
سكن في قريتي الحسينية وتليل أبناء قبيلة أولاد بو الكبير الذين تعود أصولهم إلى منطقة بليدة الجزائرية. بالإضافة إلى عائلات فلسطينية بدوية.
في تعداد عام 1922 لفلسطين الذي أجرته سلطات الانتداب البريطاني، كان عدد سكان تليل 296 نسمة، وفي تعداد عام 1931 تم إحصاؤها مع الحسينية، وكان عدد سكانها معًا 274 نسمة، جميعهم من المسلمين وكان لهم 64 منزلًا.
وصل عددهم عام 1945 إلى 340 نسمة وعشية النكبة عام 1948 قُدِرَ بنحو 394 نسمة.
فيما قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 2422 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
من عائلات القرية: عائلة "الحاج الطاهر، حَقُّونْ، الكْبِيرْ، عمَّار والزَّايَر، وتعود أصولهم إلى منطقة البُليْدة في الجزائر". وكذلك عائلة علي و موسى و قاسم و الخطيب و هذه العائلات فلسطينية.
الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة أهم موارد عيشهم، فكانوا يزرعون الحبوب والخضروات في الدرجة الأولى، وإن كان بعضهم يعنى بتربية الجواميس، والبعض الآخر بصيد السمك.
الاستيطان في القرية
أنشأ الصهاينة في سنة 1883 مستعمرة "يسود همعلا" على بعد 1.5 كم شمال غربي موقع القرية، غير أنها ليست على أراضي القرية، أما مستعمرة "حولاتا"، التي أسست في سنة 1937 على أراضي القرية، فهي على بعد كيلومتر واحد إلى الشمال الغربي من موقع القرية.
التعليم
كانت هناك مدرسة مشتركة مع قرية الحسينية وكانت للبنين والبنات. بالإضافة إلى كتاب موجود بغرفة إلى جانب الجامع وكان المدرس هو شيخ الجامع ويدعى الشيخ أبو فهد مغربي. كانت مواد التدريس لغة عربية وقرآن كريم.
الطرق والمواصلات
كانت تربط القرية طرق ترابية بباقي القرى. وكان هناك طريق معبد يربطها مع صفد يمر من قرية بنات يعقوب، إذ كان السكان يركبون الدواب للوصول الى جسر بنات يعقوب ليركبوا الباص المتوجه الى صفد.
التاريخ النضالي والفدائيون
بعد أن أنشأ الصهاينة برعاية صندوق اكتشاف فلسطين، أوّل مستوطنة - مستعمرة زراعية في البلاد، حتى أنهم أطلقوا عليها اسم "الموشاف". كانت أول مستوطنة في البلاد اسمها كما هي حقيقتها الـ"مستوطنة". أقيم "موشاف" على أراضٍ تعود ملكيتها تاريخياً لأهالي قرية تليل الواقعة جنوب بحيرة الحولة قبل اقتلاعها في عام النكبة. كان معظم أهالي تليل من أصول مغربية، وقدموا إلى فلسطين من الجزائر، وتحديداً من مدينة "بليدة" الجزائرية في مطلع القرن التاسع عشر، وأنزلتهم الدولة العثمانية ديار الحولة في حينه. كانت عائلة الحاج حسين الكبير التليلية، هي أول من تنطعت للمستعمرة، رافضة استيلاء اليهود المهاجرين على أراضيهم، فاصطدم أبناؤها بالمستوطنين اليهود الذين كانوا قد تسلّحوا، رافضين طلب أهالي تليل المغاربة في الخروج من أراضيهم. نشب اشتباك أدى إلى وقوع عدة قتلى في صفوف المستوطنين اليهود، وثلاثة شهداء من قرية تليل. على إثر ذلك، توجّه بعض من قيادات صندوق اكتشاف فلسطين إلى الأمير عبد القادر الجزائري المقيم في دمشق، من أجل التدخّل لدى أهالي تليل، وإقناعهم بقبول مجاوَرة مستعمرة "موشاف". لكن الأمير لم يتدخل. لا بل دعم مقاومة قرية تليل لمستعمرة "موشاف"، إلى أن تراجع المُهاجرون اليهود عن مشروع مستعمرتهم ومغادرتها، ما دفع الصندوق بعدها، إلى نقل نشاطه الاستيطاني إلى منطقة يافا على الساحل، ليكون المستوطنون اليهود على موعدٍ مع مواجهة أخرى في قرية ملبس بعد عقدين من الزمن. عد أن أفشل أهالي تليل، مشروع أول مستوطنة في فلسطين على أراضيهم، أُقيمت قرية الحُسينية العربية في الموقع ذاته الذي دارت فيه المعركة. وسُميت الحسينية نسبة إلى عائلة الحاج حسين الكبير التي كانت أول من دفعت بلحم أبنائها لمقاومة المستوطنين الصهاينة.
احتلال القرية
احتلت تليل، كغيرها من قرى المنطقة المجاورة لبحيرة الحولة، في سياق عملية "يفتاح" ولم يدون شيء يذكر عن كيفية حدوث ذلك، لكن المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس يذهب إلى أن سكان قربة تليل هجروا منها في أواخر نيسان/ أبريل 1948. وكانت القرى المجاورة خلت، في معظمها من سكانها جراء القصف بمدافع الهاون وحملة الحرب النفسية التي شنت لزرع الخوف من هجوم وشيك. وقد اعتمدتا هاتان الوسيلتان إعدادا للاستيلاء على مدينة صفد من جهة، وتحقيقا لإفراغ الجليل الشرقي من سكانه من جهة أخرى.
أعلام من القرية
يعتبر القائد الشيخ موسى حج حسين الكبير من قرية تليل أحد أبرز القادة خلال فترة الانتداب البريطاني، والذي يوصف بأنه المنظم البارز للثورة في الجليل الشرقي. في تقرير "الشاي" بتاريخ 4 أيلول 1938 ذُكِرَ: "نجح موسى حاج حسين في حشد المتخاصمين المختلفين والآن كلهم يتجمعون تحت إمرته وكل شيء يجري بعلمه".
القرية والأصول الجزائرية لسكانها
القرى الجزائرية ويسميها البعض قرى المغاربة، وهي خمسة قرى في قضاء مدينة صفد استقرت فيها مجموعة عائلات وأسر عربية جزائرية أواسط القرن الثامن عشر، وفي حكاية نزولهم في بلاد الشام نذكر لكم الرواية المعروفة الموثقة في جميع الكتب والمراجع التاريخية، وكذلك مما سمعته من بعض أبناء هذه القرى شخصياً، وكما دون الحكاية الباحث والمؤرخ مصطفى العباسي، حيث ذكروا أن أجدادهم كانوا من أنصار وأتباع الأمير عبد القادر الجزائري.
قاد الأمير عبد القادر الجزائري حركة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي للبلاد منذ عام 1830، تمكنت القوات الفرنسية لاحقاً من إلقاء القبض على الأمير ونقله لباريس عام 1847 حيث سُجن هناك حتى عام 1852، وعندما تم الإفراج عنه، تم نفيه من الجزائر، فاختار اسطنبول ومن ثم دمشق مكاناً للاستقرار.
في تلك الأثناء كانت الديار الشامية لاتزال تحت حكم العثمانيين الذين بدورهم رحبوا بالأمير عبد القادر الجزائري وأنصاره الذين باتوا يتوافدون للاستقرار في بلاد الشام مع عائلاتهم.
وبالفعل استقر حتى اليوم عدد كبير من الأخوة الجزائريين والمغاربة في مناطق مختلفة في بلاد الشام بمختلف مدنها وقراها.
أما عن الجزائريين في صفد وقراها فيذكر الباحثان: مصطفى العباسي و هنادي قواسمي المعلومات التالية:
"تأسست في قضاء صفد خمس قرى جزائرية، وهي: ديشوم، عموقه، ماروس، الحسينية، وتليل. وكان المهاجرون الذين استقروا في هذه القرى يرتبطون بجماعة الشيخ أحمد بن سلم، وكانوا من أبناء قبائل مختلفة. سكن في قريتي عموقه وماروس أبناء قبيلة أولاد بو الوارث الذين تعود أصولهم إلى منطقة مدينة دلس في الجزائر. بينما سكن في قريتي الحسينية وتليل أبناء قبيلة أولاد بو الكبير الذين تعود أصولهم إلى منطقة بليدة، بينما سكن في قرية ديشوم أبناء قبيلة آيت يحيى الذي أتوا من منطقة تقزيرت.
وقد ذكر عدد من الرحالة الأوروبيين إلى فلسطين في كتبهم ومذكراتهم الوجود الجزائري في هذه القرى وقرى أخرى مثل قرية ميس الجبل، ومنطقة تل حاصور (تل القدح)، وقرية علما، ورأس الأحمر. يمكن الاستنتاج من المعلومات التي بين أيدينا بأن جزءاً من المهاجرين الجزائريين سكنوا في بداية هجرتهم في قرى “مختلطة”، أي سكنوا مع الفلسطينيين، ومن ثم أسسوا القرى الخمس المذكورة أعلاه، والتي كانت قرى جزائرية بكامل سكانها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد سكن عدد من المهاجرين الجزائريين في صفد المدينة، والذين أتوا إليها بالأساس خلال موجة الهجرة الأولى، ونسمع عنهم من خلال القراءة عن مرور الأمير عبد القادر بصفد في طريقه إلى القدس.
لا نملك معلومات إحصائية دقيقة عن عدد الجزائريين في مدينة صفد، إلا أن بعض المراجع الأجنبية تذكر أن الكثير من سكان صفد هم من أصول جزائرية، بينما يذكر الباحث شور أن هناك ادعاء رائج بأن نصف سكان صفد المسلمين في القرن التاسع عشر كانوا من الجزائريين.
ويضيف شور بأن الاستقرار الجزائري في صفد أدى إلى “تطرف” في مواقف المجتمع المسلم في المدينة. حسب كلامه، فقد اتصف الجزائريون بعدم تسامحهم مع غير المسلمين، ومما يدلّ على ذلك هو الاعتداء على “كيتشنر وكوندر”. في العاشر من تموز 1875، تمّ “الاعتداء” على وفد برئاسة كيتشنر وكوندر، من قبل جمع غاضب بقيادة علي آغا من قادة الجزائريين في صفد، والذي حاول منع أعمال البحث والقياس ورسم الخرائط في المنطقة. انتهى “الاعتداء” بجرح عدد من أعضاء الوفد البريطاني، من بينهم “كيتشنر”.
من الصعب أن نحدد إذا كان هذا “الاعتداء” دالاً على عدم التسامح لدى الجزائريين اتجاه غير المسلمين، فقد كان يعيش في صفد يهود ومسيحيون، ولم يذكروا أبداً أي اعتداء ضدّهم بسبب دينهم.
وبحسب رأي العباسي، فإنه لم يسكن في صفد أكثر من 200 جزائري في تلك الفترة، نعرف ذلك عن طريق معرفة عدد الجزائريين في صفد في فترة الانتداب البريطاني، إذ تذكر السجلات أنه كانت فيها عائلتان متوسطتان- ديلسي وعربي – وبعض العائلات الصغيرة الأخرى التي سكنت في حارة الاكراد الشرقية. وقد كان قادة هذه الجالية في صفد أبناء عائلة ديلسي، وهما مصطفى ومحمد رشيد، وهما تاجران معروفان أتوا من المدينة الجزائرية دلس."
أهالي القرية اليوم
تشتت أبناء القرية اليوم بين مخيمات سوريا نذكر منها اليرموك والسبينة وخان دنون، ومخيمات لبنان نذكر منها مخيم البرج الشمالي في جنوب لبنان، ودول المهجر الأوروبية.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 158- 165- 669.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 53- 54- 165- 167- 168- 169- 218.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 283- 284.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 423.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 19.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 1- 2.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 79- 80- 144- 156- 170- 220- 222- 240.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.P:44.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 107.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 11.
- "قرية تليل- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 15-3-2023. من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Tulayl/ar/index.html