التاريخ النضالي والفدائيون - الجِيَّة - قضاء غزة

نضال أهل الجية: الظروف التاريخية والحروب والغزوات التي مرة بها فلسطين من سيطرة عثمانية واحتلال إنجليزي وغير ذلك أثرت على كل بقعة في فلسطين بعندما حل الخطر الصهيوني قبل النكبة بسنوات قام أهالي الجية بشراء الأسلحة من حر مالهم ومن حلي نسائهم للدفاع عن أنفسهم وأراضيهم شأنهم في ذلك شأن أهالي قرى ومدن فلسطين كلها. وكون أهالي الجية ما يشبه بكتيبة مسلحة تدربت على حمل السلاح واستخدامه لأنهم كانوا يرون أن المعركة مع اليهود آتية لا ريب فيها خاصة بعد زيارة عبد القادر الحسيني للقرى الجنوبية والجية، واجتماعه مع الشيخ حمدان حيث طلب من الناس الاشتراك في الثورة وفعلا تم ذلك فاشتركوا في مجموعات العمل المسلح قيادتها في المجدل لمهاجمة الجنود الإنجليز واليهود وتم خلع السكة الحديدية في ثورة 1936م، ونصب الكمائن لقوافل اليهود فألحقوا بها خسائر فادحة وأهم المجاهدين: ( إسبيتان أحمد عبد ربه  محمد عوض ) الذي أسره اليهود وما زال مصيره مفقود الى يومنا هذا ومحمد أحمد سالم الذي تولى القيادة بعد اسبيتان، وإبراهيم محجز، وأحمد عوض سليمان، وجميل ناجي، وجميل سويدان، وحسن ياسين حلوة، والأمير حمدان، ومحمود خليل ناجي، ونمر حسن سليمان، وإبراهيم محمد سليمان، وحلمي عابد، ومحمد عطية صباح، وشحادة الأخرس، ومحمد شحادة العبسي، ورجب عساف، وحسين محمود سالم، وأحمد محمد السحار. فكان المناضلون من أهل القرية يهبون لنصب الكمائن والتصدي للقوافل اليهودية التي تتحرك من وإلى مستعمرة سمسم أو من الأسفلت الرئيسي الذي يصل غزة بالمجدل بالاشتراك مع المناضلين من القرى الأخرى المجاورة أو البعيدة نوعا، كما كانوا يشتركون في أي معركة تنشب حتى أنهم تمكنوا من الاستيلاء على دبابة ومدرعتين سليمتين في إحدى المعارك التي خاضوها بالاشتراك مع أهل بربرة والمجدل (قرب بربرة) وتم توزيعها على الثلاث بلدان. وقد أخذها الجيش المصري منهم بعد دخوله فلسطين ثم قام الجيش المصري بعد ذلك بجمع الأسلحة التي اشتراها الناس من حلي نسائهم للدفاع عن وطنهم ولم يحارب نيابة عنهم حرباً حقيقية بل انسحب أمام اليهود وهذا كان أيام الملك فاروق ولكن لم يكن بد من أن يرحل السكان العزل معه حيث وصل بعضهم إلى غزة وآخرون إلى الضفة أو البلدان العربية واستقروا في مخيمات اللاجئين ومعسكراتهم حتى تحرر لهم الدول العربية بلادهم كما كانوا يظنون.