العادات والتقاليد في القرية - الجِيَّة - قضاء غزة

الحياة الاجتماعية لأهل الجية: كان أهل الجية يعيشون متحابين ومتعاطفين يعاون بعضهم بعضاً كأنهم أسرة واحدة، ولكل عائلة ديوان أو أكثر يجلس فيه الرجال يتحدثون ويتسامرون يشربون القهوة ويسلى بعضهم بعضاً بالحواديث ويتشاورون في حل بعض المشاكل التي قد تظهر بينهم أو بينهم وبين العائلات الأخرى.

وفي حالة الوفاة: يذهب كثير من الأهالي لزيارة المريض خاصة في حالة الاحتضار يواسون المريض وأهله، وإذا حدثت الوفاة يبلغ الجميع بذلك حتى في أماكن عملهم ويعود معظمهم للمشاركة في الجنازة وتقديم واجب العزاء لأهل الفقيد عدة أيام حاملين معهم بعض القهوة. وكانت هناك عادة حسنة وهي تقديم الطعام لأهل الميت والحاضرين مدة ثلاثة أيام خاصة في اليوم الأول حيث يقوم أحد الناس بعزومة أهل الميت ويذبح لهم الذبائح. ولكن لا تخلو هذه العادات من عادات سيئة كالحداد على الميت خاصة عند أهله وعدم حلق الشعر أو تغيير الملابس أو الزواج لفترة طويلة.

وفي حالة الزواج: يبدأ الاستعداد للزواج مع نهاية الحصاد أو قبلها حيث يقترح أحد الوالدين تزويج ابنهما من ابنة فلان فيوافق الشاب عليها خاصة عندما يكون قد رآها صدفة فيذهب الوالد وبعض الأقارب بخطبة العروس من أهلها فإذا تمت الموافقة وغالباً ما تتم يطلب أهل العريس من أهل العروس تحديد المهر وغير ذلك ويتم تحديد المهر والاتفاق على موعد كتابة عقد الزواج عند الشيخ حمدان بحضور عدد كبير من الناس وأهل العروسين. وقبل موعد الزفاف تذهب العروس مع صاحباتها لشراء ما يلزم للفرح من المجدل يدفع العريس ثمنها وتذهب النساء ليلة الفرح إلى بيت العروس حاملات الحناء والسكر والليمون وهن يغنين ويزغردن. وفي يوم الفرح يذهب العريس وأقاربه وأصدقاؤه إلى بيت الحمام ويعودون جميعاً بالزفة في شوارع القرية والعريس يركب فرساً، وكانت الزفة تشمل السيادة والدبكة، اما النساء فترقص وتغني وتزغرد خلف الرجال. وبعد انتهاء الزفة والاسترخاء يذهب أهل العريس وكثير من الناس لإحضار العروس حيث يضعونها في هودج على جمل ومعها ملابسها. وفي اليوم الثاني للفرح يأتي أهل العروس ومعهم ذبيحتهم إلى ابنتهم العروس لتقديم التهاني لها بالعرس وتقديم النقطة وينتظرون حتى يتناولوا طعام الغذاء مع أهل العريس ويعود الجميع إلى بيوتهم.

الطهور: للطهور فرح يشبه فرح الزواج ولكن أقل منه حيث يتجمع الناس ليغنوا ويرقصوا ويزفوا الأولاد الذين سيتطاهرون بعد تناول الغذاء يقوم المطاهر (وهو حلالق) بتطهير الأولاد وسط الزغاريد والأغاني.

الأعياد: عيد الفطر والأضحى: يبدأ العيد بالصلاة في المسجد ثم يذهب بعض الناس لزيارة موتاهم ومعظم الناس يعودون لبيوتهم لتهنئة أولادهم وزوجاهم وأهليهم بالعيد وتقديم بعض النقود لهم ثم يذهب كل واحد إلى بناته المتزوجات حاملين معهم شيء من اللحم في عيد الأضحى.

المولد النبوي: يبدأ الاحتفال بالمولد ليلاً حيث يقرأ الشيخ حمدان ومعه عدد من المقرئين قصة المولد النبوي والسيرة النبوية العطرة يردد وراءه الحاضرون ويتم أثناء ذلك وبعده تناول الحلويات والأطعمة.