القرية اليوم - بيت محسير - قضاء القدس

القرية اليوم
حتّى قبل أن تسقط بيت محسير, كان رئيس القيادة القطريّة في الهاغاناه يسرائيل غاليلي، قد بلّغ الصندوق القومي اليهودي في أواسط نيسان\ أبريل 1948 ضرورة إنشاء مستعمرة في موقع القرية لأسباب "أمنية"، لكن تنفيذ هذه الخطّة استغرقت بضعة أشهر، اسنتادا إلى وثائق استشهد موريس بها. ثم إنّ الصندوق القومي اليهودي، اقترح في آب\ أغسطس، خطّة تقضي بإنشاء مستعمرّة تسمى بيت مئير على أنقاض القرية. ويذكر موريس أنّ هذه المستعمرة دُعيت أصلاً لهاغشاما, يوم أنشئت في 27 أيلول\ سبتمبر 1948. وتذكر مصادر أخرى أنّ بيت مئير أسست على أراضي القرية في شباط\ فبراير 1950، وأن لهاغشاما، هو الاسم الأصلي لمستعمرة شوريش, الّتي أنشئت على أراضي قرية ساريس (قضاء القدس) في سنة 1948. أما مستعمرة مسيلات تسيون فقد أسست في سنة 1950 إلى الشّمال الغربي من موقع القرية.

سلمت منازل عدة، وهي مبعثرة اليوم بين منازل مستعمرة بيت مئير. ويشرف على مساكن المستعمرة منزلان كبيران مستطيلان الشكل، مبنيان بالحجارة البيض ويشتمل كل منهما على ثلاثة أقسام كبرى مربعة. ويبدوا أنّ القسم الأوسط كان بمثابة حجرة متعددة الأغراض وقاعة استقبال. والمدخل الرئيسي عبارة عن باب عال تعتليه قنطرة مقوسة، وتحف به من جانبيه نافذتان ضيّقتان متطاولتان ومقوستا الأعلى على غراره. وللقسمين الآخرين المبنيين في جانبي القاعة الوسطي نوافذ مقوّسة الأعلى أيضاً، لكنّها أوسع من النافذتين السابق ذكرهما.

 ولا تزال بقايا طاحونة قمح، وهي آلة معدنية لها عجلات موازنة مثبتة على بناء حجري، بادية للعيان. وتمتد من الطرف الشّرقي للقرية غابة بريّة قديمة الأشجار، تكسو قمة الجبل. وتنتشر أيضاً أنقاض المنازل الحجريّة في الجهة الغربيّة للموقع، ومثلها أنقاض الحيطان الحجريّة المحيطة بالبساتين. وتشاهد أيضا بقايا مداخل كهوف كانت آهلة، وآبار مهملة. وثمة منزلان مهجوران إلى الجنوب الغربي من الموقع، في فناء أحدهما خزان ماء. وقد جعل الصندوق القومي اليهودي الغابات الواقعة عند مشارف القرية محميّة طبيعيّة، أطلق عليها اسم "المنطقة رقم 356" وأهداها لنادي "الليونز" في إسرائيل.