معلومات عامة عن لفتا - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية لفتا
تبتعد القرية عن القدس 5 كيلومتر.
كانت القرية تنهض على سفح تل شديد الانحدار وتواجه الشمال والشمال الغربي مشرقة على وادي سلمان. ويمر الطريق العام الممتد بين القدس ويافا جنوبي غربي القرية مباشرة، كما تربطها طرق ترابية بمجموعة من القرى المجاورة.
في سنة 1834 كان الموقع ساحة لمعركة خاضها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ضد متمردين محليين على رأسهم حاكم محلي بارز هو الشيخ قاسم الأحمد. وعلى الرغم من هزيمة هذا الأخير. فقد ظلت عائلته ذات سطوة لأعوام كثيرة بعد هذه المعركة وحكمت المنطقة الواقعة جنوبي نابلس من قريتيها الحصينتين (دير إستيا وبيت وزن) اللتين تبعدان نحو أربعين كلم إلى الشمال من لفتا.
كان معظم سكان لفتا من المسلمين، بينما قدر عدد المسيحيين من سكانها في أواسط الأربعينيات من القرن الحالي بعشرين نسمة من مجموع 2550 نسمة يقيمون فيها. وكان وسط القرية يشتمل على مسجد ومقام للشيخ بدر -وهو ولي محلي- وبعض الدكاكين.
فجرت الهاغاناه في الأيام الأولى من الحرب القتال في لفتا، وفي حيين من أحياء القدس متاخمين لها، هما روميما والشيخ بدر. ويذكر أن سكان لفتا غادروها في معظمهم بعد الهجوم على المقهى في 28 ديسمبر/ كانون الأول 1948، ثم سرعان ما حذا الباقون حذوهم. وجرى في إثر هذه العملية عدد من العمليات الأخرى، إذا قامت كل من عصابتي الهاغاناه والإرغون وبالإضافة لعصابة شتيرن بالهجوم تكرارا على روميما ولفتا ونسف أفراد من عصابة الهاغاناه منزل مختار حي الشيخ بدر المجاور، في 11 يناير/ كانون الثاني 1948.
افيمت على اراضي القرية مستعمرة مي نفتوح وغفعت شاؤول وأصبحنا اليوم في جملة ضواحي القدس. المنازل الباقية في الموقع مهجورة في معظمها، مع أن بعضها رمم لتقيم فيه عائلات يهودية. ولم يبق من الحوض الذي شيد حول النبع في وادي الشامي سوى الأنقاض، ويظهر المسجد ونادي القرية شمالي النبع.
الموقع والمساحة
لفتا، قرية فلسطينية مهجرة قضاء القدس، طردت القوات الإسرائيلية سكانها في حرب 1948 وهدمت معظم بيوتها، وأقامت مستعمرة “مي نفتوح” على جزء من أراضيها
تقع لفتا على أراضي لمدينة القدس على مساحة تبلغ 8743 دونم، ويبعد مركز لفتا عن مركز المدينة المقدسة ما يقارب 2 كيلو متر، وتشترك لفتا مع العديد من القرى المحيطة بالأراضي والعقارات؛ حيث أن لفتا تشترك بالحدود مع أكثر من ست قرى:
من الشمال: تحدها قرى بيت حنينا وشعفاط والعيسوية وكان لأهالي لفتا العديد من الأراضي الزراعية والتي تعرف بأرض السمار والآن يقال لها التلة الفرنسية.
ومن الجنوب: تحدها قرية دير ياسين والتي حدثت بها المجزرة الشهيرة من قبل عصابات الغدر الصهيوني عام 1948 وأيضا ومن الجنوب مدينة القدس حيث تصل أراضي لفتا إلى بابي العامود والخليل من أبواب المدينة المقدسة.
ومن الشرق: يحدها الطور
ومن الغرب: تحدها قرى بيت اكسا وقالونيا
ومن الجدير بالذكر أن طريق الموصل بين مدينة القدس والساحل الفلسطيني كان يمر من أراضي لفتا.
الحدود
جبل المشارف
ويسمي أهالي لفتا أعاليه بأرض السمار لان تربتها يغلب عليها اللون الأسمر أكثر من غيره. وجدير بالذكر ان جبل المشارف من أهم المواقع الاستراتيجية التي تطل على المباني المقدسة بل ان سبب تسميته بالمشارف إلى أن من يقف عليه يشرف بناظريه على المدينة المقدسة ويقع على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القدس من مختلف المدن والقرى التي تقع في شمال المدينة المقدسة. ويطلق عليه الفرنجة اسم جبل سكوبس.
حي وادي الجوز
يتصل بالطرف الشرقي الجنوبي المنحدر من حبل المشارف، ويطلق عليه اسم أرض السمار ويمتد حتى بداية جبل الطور.
حي الشيخ جراح
يمتد إلى الجنوب من جبل المشارف وتقع عليه العديد من المباني الحكومية الصهيونية وقنصليات أجنبية.
حي باب العمود وباب الساهرة
وهذان البابان واقعان في الجهة الشمالية من بيت المقدس ويشكلان المدخلين الرئيسيين للقادم من شمال المدينة.
حي الشيخ بدر
يقع إلى الجهة الغربية الشمالية من بيت المقدس، ويشكل المدخل الرئيس لقرية لفتا من جهة الشرقية الجنوبية.
الشمال : بيت حنينا
الشمال الغربي: بيت اكسا
الغرب: قالونيا
الجنوب الغربي: دير ياسين
الجنوب الشرقي:القدس الشريف
الشرق: العيسوية
الشمال الشرقي: شعفاط القدس الشريف
سبب التسمية
أسس القرية الكنعانيون، كانت تسمى نفتوح وتعني الفتح باللغة الكنعانية. و"نفتو" في فترة الحكم البيزنطي، وفي فترة الحكم الاحتلال الصليبي أطلق عليها اسم"كليبستا"، أما التسمية العربية منذ الفتح الإسلامي فهي لفتا.
التسمية التاريخية
تقول الرواية الشفوية المتداولة إن اسم لفتا بكسر اللام وسكون الفاء وفتح التاء، هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد في عهد الكنعانيين عرفت باسم (نفتوح) بمعنى الفتح باللغة الكنعانية، أما في الفترة الرومانية فقد عرفت بـ مي نفتوح.
في الحكم البيزنطي، وفي أيام الصليبيين عرفت القرية باسم كليبستا، وفي عام 1596 كانت قرية لفتا من ناحية القدس.
تقع لفتا إلى الشمال الغربي من القدس الشريف فوق رقعة مرتفعة من جبال القدس، وعلى السفح الغربي لجبل خلة الطرحة، وهي تشرف على أحد المجاري العليا لوادي الصرار، وهو وادي الشامي الذي يجري في طرفها الشمالي، وتخترق لفتا طريق القدس ـ يافا وكذلك طريق القدس ـ رام الله، وتصلها طرق معبدة وبعضها ممهدة تصلها بقرى دير ياسين وعين كارم والجورة وبيت إكسا وقالونيا والقسطل ومتوسط الارتفاع بالأمتار عن سطح البحر لقرية لفتا 675 مترا.
معالم القرية
جناين لفتا
وهي عبارة عن مساحة كبيرة مزروعة بالأشجار المثمرة من الليمون والزيتون والرمان والترنخ والتوت.
عين لفتا
وهي عين ماء باردة تتوسط البلدة تصب في بركتين الأولى كانت للاستحمام والاستخدامات الشخصية للسكان والثانية للغسيل وكانت تستظل بشجرة توت كبيرة.
مقام الأمير سيف الدين
وهو مقام ينسب إلى أحد أمراء جند القائد صلاح الدين الأيوبي الذي استقر في لفتا بعد انتصار المماليك على التتار في معركة عين جالوت.
خان الظاهر بيبرس
يقع في الجزء الشرقي من أراضي الشيخ بدر والذي انشئ عام 662 هجري واستمر في خدمته أكثر من 250 عام، وكان عبارة عن استراحة محاطة بالبساتين والحدائق.
المدرسة
وكانت تعرف بمدرسة لفتا الأميرية: اسست عام 1929 ميلادي بجهود مباركة من أهالي البلدة وكانت في بدايتها مكونة من ثلاث غرف يدرس بها حتى الصف الثالث ابتدائي وفي عام 1934 ميلادي اتسعت وأصبح يدرس فيها حتى الصف السابع الابتدائي وكان عدد الطلبة فيها حتى عام 1940 حوالي 300 طالب من أبناء القرية والقرى المجاورة، وعرف عن مدراء المدرسة في ذاك الوقت الأستاذ عيسى اهرام والأستاذ كمال الريماوي وعرف من معلمي المدرسة كل من الأستاذ فؤاد أبو السعود والأستاذ سليم الجاعوني والأستاذ فوزي النشاشيبي والأستاذ فؤاد رياحي والأستاذ يوسف صيام والأستاذ محمد العباسي والأستاذ محمد صيام والأستاذ محمد ربيع والشيخ صالح عدوي وغيرهم.
ست الاهل وساحة الأبو
وكانت عبارة عن اثار تاريخية قريبة من مسجد البلدة وتقع وسط القرية.
خربة كيكا وخربة الجفافة وخربة البرج
وكانت هذه عبارة عن اثار يعود بناءها إلى العصر الروماني القديم.
- بير القوس وقوس مليحا وجبل تليليا
وكانت تمتاز بككثر الفسيفساء فيها.
مقبرة القرية
تقع مقبرة القرية في السفح الغربي لقرية لفتا، وقد قامت العصابات الصهيونية بتدمير معظم القبور الواقعة بها بعد احتلال البلدة، ولا زالت بعض القبور باقية حتى يومنا هذا. هذا واعتاد أهل البلدة تنظيف مقبرتهم بشكل دوري منذ عدة سنوات.
معصرة الزيتون
كانت القرية تضم أربعة معاصر للزيتون على الأقل، وتتركز هذه المعاصر في المنطقة المحيطة بالجامع، وأشهر هذه المعاصر هي المعصرة الموجودة مقابل الجامع مباشرة من الجهة الشمالية والتي كانت تعود إلى ال الحاج.
الطوابين
والتي اشتهرت بصناعتها الحاجة لبيبة.
جبل المشارف
ويعد جبل المشارف من أهم المواقع الاستراتيجية التي تطل على مباني المدينة المقدسة، بل أن سبب تسميته بالمشرف يرجع إلى أن من يقف عليه يشرف بناظريه على المدينة المقدسة، ويقع على الطريق الرئيس المؤدي إلى القدس من مختلف المدن والقرى التي في شمال المدينة المقدسة، ويطلق عليه الفرنجة جبل «سكوبس» ويبلغ ارتفاعه عن سطح البحر نحو ثلاثة آلاف قدم، ويمكن للناظر من رأس الجبل أن يشاهد جبال السلط وغيرها من مرتفعات الأردن في الشمال والجنوب، وقد بنى اليهود على جبل المشارف شرقاً جامعتهم العبرية ومستشفى هداسا.
كذلك حي وادي الجوز: يتصل بالطرف الشرقي الجنوبي المنحدر من جبل المشارف، ويسمى «أرض السمار» نسبة إلى تربته وصخوره ويمتد إلى بداية جبل الطور. كذلك حي الشيخ جراح: يمتد إلى الجنوب من جبل المشارف، تقع فيه مبان حكومية وقنصليات أجنبية ومستشفى فرنسي خاص بعلاج أمراض العيون. أما حي باب العامود وباب الساهرة: وهذان البابان واقعان في الجهة الشمالية من بيت المقدس، ويعدان المدخلان الرئيسيان للقادم من شمال المدينة، وتتميز الأراضي الواقعة بينهما خارج السور بأهميتهما التجارية والسياحية، وتكثر فيها المدارس والبنوك والصيدليات وغيرها من المرافق الهامة، وفيها المقابر الإسلامية التي ضمت أضرحة بعض الفاتحين والعلماء والفقهاء الذين جاءوا إلى بيت المقدس منذ قرون خلت.
ويقع حي الشيخ بدر إلى الجهة الغربية الشمالية من بيت المقدس. وينقل الكاتب عن شيوخ لفتا أقوالهم إن قطعاً من أراضيهم موجودة في حي المصرارة وفي شارع يافا قبل عام 1948م ولديهم وثائق تثبت أن لهم أراضي ملاصقة لسور البلدة القديمة من الجهة الشمالية، منوها أن حدود لفتا إذن حسب الوثائق الفلسطينية وخريطة فلسطين عام 1945م، من الشمال قرى شعفاط وبيت حنينا وبيت أكسا، ومن الغرب بيت إكسا وقالونيا ومن الجنوب مدينة القدس ودير ياسين ومن الشرق قرى طور والعيسوية وشعفاط.
المسجد التاريخي
يقع مسجد لفتا في منتصف القرية وهو عبارة عن غرفتين سعة كل منهما حوالي (60) متراً وللمسجد محراب، وبجانبه مصلى الشيخ سيف الدين، ويطلق على المسجد اسم مسجد سيف الدين، وسيف الدين هذا هو الأمير سيف الدين عيسى بن حسين بن قاسم الهكاري، من أمراء جند القائد صلاح الدين.
ويقال إن هذا الأمير بعد انتصار جيش المماليك على التتار في معركة عين جالوت استقر في لفتا وأوقف على مصالح التربة (المقبرة) والمسجد في لفتا ربع أراضي قرية لفتا وذلك عام 656 هجري. وكان إمام المسجد في عام 1900 الشيخ حسن دقة وهو مدرس الكتاب في المسجد قبل بناء المدرسة وفي عام 1930 كان إمام المسجد الشيخ أحمد موسى ويساعده أحمد الحاج وذلك حسبة لله وبدون أجر ويتناوب على التدريس في المسجد الشيخ صالح عدوي من لفتا وهو من علماء الشافعية في القدس وخريج الأزهر في القاهرة وأحياناً الشيخ جمال الدجاني المدرس في مدرسة لفتا الأميرية في ذلك الوقت بالإضافة إلى عدد من مدرسي المسجد الأقصى المبارك ووعاظ الأوقاف.
الآثار
المسجد التاريخي
يقع مسجد لفتا في منتصف القرية وهو عبارة عن غرفتين سعة كل منهما حوالي (60) متراً وللمسجد محراب، وبجانبه مصلى الشيخ سيف الدين، ويطلق على المسجد اسم مسجد سيف الدين، وسيف الدين هذا هو الأمير سيف الدين عيسى بن حسين بن قاسم الهكاري، من أمراء جند القائد صلاح الدين.
ويقال إن هذا الأمير بعد انتصار جيش المماليك على التتار في معركة عين جالوت استقر في لفتا وأوقف على مصالح التربة (المقبرة) والمسجد في لفتا ربع أراضي قرية لفتا وذلك عام 656 هجري. وكان إمام المسجد في عام 1900 الشيخ حسن دقة وهو مدرس الكتاب في المسجد قبل بناء المدرسة وفي عام 1930 كان إمام المسجد الشيخ أحمد موسى ويساعده أحمد الحاج وذلك حسبة لله وبدون أجر ويتناوب على التدريس في المسجد الشيخ صالح عدوي من لفتا وهو من علماء الشافعية في القدس وخريج الأزهر في القاهرة وأحياناً الشيخ جمال الدجاني المدرس في مدرسة لفتا الأميرية في ذلك الوقت بالإضافة إلى عدد من مدرسي المسجد الأقصى المبارك ووعاظ الأوقاف.
خان الظاهر بيبرس
من آثار لفتا أيضا خان الظاهر بيبرس الواقع في الجزء الشرقي من أراضي الشيخ بدر والذي أمر ببنائه الظاهر بيبرس الذي أدرك الأهمية الاستراتيجية لهذا الموقع في قرية لفتا على طريق المواصلات ليرتاح فيه القادمون وعابرو السبيل من عناء السفر، ويتجهزوا منه لمتابعة السفر والتزود منه بحاجاتهم من الأغذية والماء، والتأمين على أرواحهم وأموالهم وبضائعهم.
وعرف هذا الخان باستمرار عطائه أكثر من 250 سنة منذ الإنشاء عام 662هـ. وكان حول الخان بساتين وحدائق جميلة وفي داخله مسجد وله إمام، وللخان مطبخ وفرن يعملان بانتظام.
السكان
استنادا لاحصائيات من الانتداب البريطاني والعديد من المصادر فقد بلغ عدد سكان القرية علم 1922 ما يقارب 1451 نسمة، أما في عام 1931 وصل العدد إلى ما يقارب 1893 وعام 1945 وفي آخر احصائية في عام 1945 وذلك قبل ثلاثة اعوام من الاحتلال بلغ عدد سكان لفتا 2250
واستنادا إلى الوثائق والخارئط ووالى شجرة عائلات لفتا المعدة في عام 2005 ينقسم أهالي لفتا إلى خمسة حمايل ألا وهي: حمولة سعد وتعد من أكبر حمايل البلدة، حمولة العيدة، حمولة الغبن، حمولة الصفران، حمولة مقبل ؛ ويخرج من تلك الحمايل 113 عائلة.
وقبل الاحتلال الصهيوني عاش أهالي لفتا بمختلف الحمايل في حارتين مختلفتين الأولى تسمى الحارة الفوقا والتي تقع عليها حاليا العديد من احياء المستوطنين ومبانيهم) وأطلق عليها هذا الاسم لأنها تقع فوق الشارع الذي يربط القدس بيافا والثانية تسمى الحارة التحتة والتي ما زالت بيوتها واراضيها صامدة امام طمع الاحتلال.
الاستيطان في القرية
ويهدد المخطط التنوع الحيوي البيئي الغني بالثروة الحيوانية والنباتية. وجاء في الالتماس أن اهتزازات وضربات آليات الحفر والتجريف لإقامة الجدران الاستنادية وقواعد البناء وشق الطرق ستهدد باختفاء منابع الماء وانهيار المباني الأثرية التاريخية، وذلك حسب خبراء ومهندسي الآثار والبيئة الذين اعترضوا على مخطط «دائرة أراضي إسرائيل» في لفتا.
يشار إلى أن هذا المخطط سبق للمحكمة المركزية الإسرائيلية أن قضت ببطلان مناقصته لبيع أراضي لفتا إثر الاعتراضات الكثيرة عليه من سكان القدس في فبراير/ شباط 2012 واليوم تعاود «دائرة أراضي إسرائيل» بمخططها المناقض لنتائج المسح الأثري لسلطة الآثار لعام 2014 ـ 2017.
وكشف هذا المسح أن لفتا تتكون من عشر طبقات أثرية تاريخية تحتوي في باطنها على بيوت سكنية ومبان وسوق مسقوف وست معاصر للزيتون والنبيذ وأدوات زراعية تعود للعهد الروماني والبيزنطي والصليبي والعثماني، وان لفتا كانت البلدة الصناعية للقرى من حولها في غربي القدس المحتلة.
يشار إلى أن أهالي لفتا الذين يسكنون في القدس على بعد عشرات الأمتار من بيوتهم الأصلية تقدموا بالالتماس في محاولة للحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي للبلدة. وسبق أن وضعت لفتا في السجل التمهيدي للمحميات الثقافية المهددة بالخطر وفقا لصندوق التراث العالمي فيما أدخلتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة أكثر من 25 موقعا أثريا مهددا في العالم.
وفي لقاء سابق مع «القدس العربي» استعاد الحاج محمد سليمان أبو ليل من أبناء لفتا، وهو مدير لدار الأيتام الإسلامية في القدس، ملامح الحياة الوادعة في قريته الغنية من كل نواحي الحياة.
التماس لمحكمة مركزية لإنقاذها من الطمس والمحو
وقد جاء في كتاب «القدس مدينتي ولفتا قريتي» لمؤلفه الدكتور زكريا صيام عن أراضي أهالي لفتا المشتركة مع مدينة القدس أو كانت لأهالي القرية في داخل مدينة القدس ما يلي: «لعل اشتراك عائلات لفتاوية ومقدسية في ملكية بعض الأراضي الواقعة في المدينة المقدسة، يؤكد الصلة العضوية بين هذه القرية وهذه المدينة، بل إنك تجد أسماء بعض العائلات مشتركة هنا وهناك، وبالرغم من اقتراب موقع لفتا من بيت المقدس إلى الحد الذي اعتبرت فيه لفتا جزءا لا يتجزأ من القدس.
ويذكر صيام أهم الأراضي المشتركة: جبل المشارف: ويسمى أهل لفتا أعاليه «أرض البياض» لأن تربتها يغلب عليها اللون الأبيض أكثر من غيره، وقد كانوا يتعاملون مع الأرض بما يناسبها من أنواع الزراعة.
تفاصيل أخرى
ولشدة ارتباط أهالي لفتا بالقدس فلم يكتفوا بدفن الموتى في مقبرة القرية، بل كانوا وما زالوا يفضلون دفن موتاهم في مقابر القدس، ولهم جزء خاص بهم في مقبرة باب الساهرة. لقد اعتنى أهل لفتا بالناحية الثقافية، فكان لديهم الكتاتيب، وكان عدد ممن ينهون صف الكتاب يتوجهون للدراسة في مدارس القدس، رغبة منهم ومن أهلهم في إتمام تحصيلهم العلمي والثقافي، كما أن بعضا من شباب لفتا اختاروا التوجه إلى الأزهر الشريف، وعادوا يحملون شهادته المعتمدة من الشيوخ الأعلام في مصر، وفي الأزهر على وجه الخصوص، حيث كان وما يزال منارة للعلم والعلماء، وقد تم ذلك في الثلاثينيات من القرن العشرين وما قبلها. وينوه صيام وعودة إلى أن ذلك يعبر بوضوح عن عناية اللفتاويين بالحياة الثقافية.
وفي هذا المضمار قال الحاج محمد سليمان أبو ليل إن آلاف الأطباء والأكاديميين من أهل لفتا المهجرين اليوم موزعين في كثير من البلاد العربية وخاصة الأردن وقد تجد في البيت نفسه طبيبين أو أكثر.
التعليم
يعتقد أهالي لفتا أن مدرستهم تأسست في عام 1929 وبجهودهم أنفسهم، وهي عبارة عن ثلاث غرف يدرس فيها حتى الصف الثالث. وأول من درس فيها الشيخ جمال الدجاني والشيخ جميل الهدمي والأستاذ فوزي النشاشيبي، والأستاذ سليم الجاعوني. وفي عام 1934 توسعت المدرسة لتصبح ابتدائية كاملة أعلى صفوفها الصف السابع الابتدائي وأجمعت الرواية الشفوية على أن عدد طلاب مدرسة لفتا الأميرية في عام 1940م كان حوالي 300 طالب من لفتا والقرى المجاورة.
ومن مدرسي المدرسة قبل النكبة الشيخ صالح عدوي، الأستاذ فؤاد أبو السعود، الأستاذ فؤاد ارياحي، الأستاذ كمال الريماوي، الأستاذ يوسف صيام، الأستاذ محمد صيام، الأستاذ محمد ربيع، الأستاذ محمد العباسي، الأستاذ توفيق الحوراني، الأستاذ محمد صباح، الأستاذ يوسف الحسيني، الشيخ جميل الخطيب، الشيخ شحادة. وتقلد إدارة المدرسة في لفتا كل من عيسى اهرام وكمال الريماوي.
تاريخ القرية
في منتصف شهر مايو من كل عام، وفي ذكرى نكبة التهجير في عام 1948، يتوافد اللاجئون الفلسطينيون من مختلف مناطق الأراضي الفلسطينية، لزيارة قريتهم المهجرة «لفتا»، الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة القدس الشريف، والوقوف على أنقاض منازل أجدادهم، وآثار الحضارة الكنعانية، والحقب التاريخية المتعاقبة الأخرى.
اليوم، وبعد مرور (73 عاماً) على النكبة، وتدمير قرية «لفتا» الأثرية وتهجير جميع سكانها الأصليين، تواجه القرية مخططاً استيطانياً للسيطرة على ما تبقى من مساحات في أرضها، لإقامة حي للمستوطنين على أنقاض المنازل المهدمة، والآثار التي مازالت شامخة حتى يومنا هذا.
وتُعد قرية «لفتا» البالغة مساحتها (12000) دونم، واحدة من بين (38) قرية مهجرة في مدينة القدس الشريف، والتي هجّر جميع سكانها الأصليين الذين كان يبلغ عددهم (3000 نسمة)، إلى البلدات والقرى الفلسطينية المجاورة، وفي الشتات.
مخطط تهويدي
يفيد منسق الائتلاف الأهلي لحقوق الإنسان في القدس، وعضو هيئة الحفاظ على الموروث الثقافي في «لفتا»، زكريا عودة، بأن دائرة أراضي إسرائيل أعلنت خلال الفترة الماضية عن طرح مناقصة ومزاد علني للقطاع الخاص في بداية شهر يوليو، لتنفيذ مشروع استيطاني على أراضي قرية «لفتا».
ويلفت إلى أن مشروع الحي الاستيطاني يشمل إقامة نحو (250) وحدة استيطانية، وفنادق ومراكز تجارية ومرافق، وذلك لاستخدامها من قبل المستوطنين.
ويقول منسق الائتلاف الأهلي لحقوق الإنسان في مدينة القدس الشريف، في حديث خاص مع «الإمارات اليوم»، إن مخطط (6036) الاستيطاني والمعروف بـ«مي نفتوح» على أراضي «لفتا» المحتلة عام 1948، والذي تعمل على تنفيذه دائرة أراضي إسرائيل، تمت الموافقة عليه في عام 2006، وتم إيقاف المخطط في عام 2012، وعاد إلى الظهور مجدداً».
ويضيف أن «إقامة هذا المشروع يعمل على هدم ما تبقى من بيوت وأماكن أثرية في القرية التاريخية، لطمس الهوية والرواية الفلسطينيتين، من خلال تغيير معالمها الحضارية العربية والإسلامية، ولذلك يعد بالنسبة لمهجّري القرية مخططاً سياسياً عدوانياً تهويدياً، بتحويلها إلى مستعمرة استيطانية».
وتمتد قرية «لفتا» على أكثر من (12000) دونم، على أراضي احتلت عامي 1948 و1967، (3300) دونم منها مساحات مزروعة بالأشجار المثمرة والخضار والحبوب، ونحو (1100) دونم منها مزروعة بأشجار الزيتون.
نكبة جديدة
تعد قرية «لفتا» البوابة الغربية لمدينة القدس الشريف، لذلك كانت القرية الأولى التي أخلت العصابات الصهيونية المسلحة سكانها منها عام 1948، وفي عام 1968 صادر الاحتلال مساحات واسعة من أراضي «لفتا» ضمن المصادرة الكبرى، والتي شملت (3245) دونماً، ليقيم عليها مستوطنات «راموت»، و«رامات أشكول»، و«جعفات هتحموشت»، وذلك بحسب عودة.
ويقول عودة: «بعد تهجير أهالي (لفتا) منها، بقيت منازلهم شاهدة على النكبة التي حلت بها، التي كانت تشهد نمواً اقتصادياً وعمرانياً ملحوظاً، قبل أن تحطم العصابات الصهيونية الحياة في القرية التي تمتد أراضيها حتى تصل إلى أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس الشريف».
ويضيف «كان يوجد في القرية قبل النكبة أكثر من (600) منزل، بعضها مازالت جدرانها قائمة حتى اليوم، منها (350) بيتاً (لفتا) القديمة (التحتا)، و(71) ذكرتها وثيقة عثمانية مؤرخة في عام 1559، وبقية المنازل حديثة أقيمت في (لفتا) العليا (الفوقى)، والتي بنيت في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، في أراضي الشيخ بدر، وخلة الطرحة، ووعر الضبع، وأرض السمار».
وتتميز «لفتا» عن القرى الفلسطينية الأخرى المهجّرة، بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها المعماري القديم، الذي مازال شاهداً حياً على هويتها التاريخية العتيقة.
القرية الكنعانية
تمتاز قرية «لفتا» بأنها من أقدم القرى الفلسطينية الأثرية، حيث تعود نشأتها إلى عهد الكنعانيين، حيث تشتهر بالموروث الثقافي والإنساني الحضاري.
وكان الصندوق العالمي لحماية الآثار صنف قرية «لفتا» واحدة من بين (25) موقعاً يتعرض للخطر حول العالم، وهي مرشحة لإدراجها على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو).
ويقول عضو هيئة الحفاظ على الموروث الثقافي في «لفتا» زكريا عودة، إن قرية «لفتا» أنشئت في العهد الكنعاني منذ 200 عام قبل الميلاد، وكان اسمها «نفتوح»، وفي الحقبتين الرومانية والبيزنطية أصبح اسمها «نفتو»، واستعمل العرب والمسلمون اسمها الكنعاني «نفتوح»، أما الاسم الحالي «لفتا» فقد ورد في وثائق المتحف الفلسطيني والمحكمة الشرعية في مدينة القدس الشريف قبل أكثر من 800 عام.
ويبين أن قرية «لفتا» غنية بالآثار التاريخية، وعيون المياه العذبة، والأشجار المثمرة كاللوز والتين والزيتون والرمان، ومن أبرز وأهم معالمها الأثرية «مسجد سيف الدين» أحد أمراء جند صلاح الدين الأيوبي، والذي أقيم على مقامه في عام 1235، في وسط القرية في الجزء الشمالي من ينابيع المياه العذبة.
ومن معالم قرية «لفتا» الأثرية، المقبرة القديمة التي تعود إلى ما قبل مئات السنين، ومدرسة «لفتا» التي بنيت عام 1929، إلى جانب عين ونبع ماء «لفتا»، والذي تروي ماؤه جنائن القرية التاريخية.
ومن أبرز الأماكن الأثرية في قرية «لفتا»، بحسب عودة، أراضي الشيخ بدر، والتي بُني عليها خان الظاهر بيبرس قبل نحو 1000 عام، إلى جانب دير المصلبة، ولكنها تحولت اليوم إلى مقر لحكومة الاحتلال والكنيست، وكذلك محطة الباصات المركزية، ومقر الجامعة العبرية.
• كان يوجد في القرية قبل النكبة أكثر من 600 منزل، بعضها مازالت جدرانها قائمة حتى اليوم، منها 350 بيتاً «لفتا» القديمة (التحتا)، و71 ذكرتها وثيقة عثمانية مؤرخة في عام 1559، وبقية المنازل حديثة أقيمت في «لفتا» العليا (الفوقى)، والتي بنيت في عشرينات وثلاثينات القرن الماضي، في أراضي الشيخ بدر، وخلة الطرحة، ووعر الضبع، وأرض السمار.
• تُعد قرية «لفتا» البوابة الغربية لمدينة القدس الشريف، لذلك كانت القرية الأولى التي أخلت العصابات الصهيونية المسلحة سكانها منها عام 1948، وفي عام 1968 صادر الاحتلال مساحات واسعة من أراضي «لفتا» ضمن المصادرة الكبرى، والتي شملت (3245) دونماً، ليقيم عليها مستوطنات «راموت»، و«رامات أشكول»، وجعفات هتحموشت.
احتلال القرية
توجه أهالي قرية لفتا المهجّرة منذ نكبة 1948 بواسطة محاميهم سامي رشيد بالتماس للمحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة ضد ما يعرف بـ «دائرة أراضي إسرائيل» لإلغاء مخططها رقم 6036 الهادف إلى بناء 259 فيلا فخمة ومركزا تجاريا وفندقا بـ120 غرفة ومباني أخرى خدماتية وطرق على أنقاض القرية التي ما زالت خرائب بيوتها ومسجدها ومقبرتها ماثلة.
وأوضح المحامي رشيد أن المخطط الإسرائيلي لم يأخذ بعين الاعتبار الحقوق التاريخية لأهالي لفتا الفلسطينيين المهجرين في أراضيهم وبيوتهم وذاكرتهم وتاريخهم المهدد بالإزالة، ومحو معالم البلدة والأماكن المقدسة فيها كمسجد القرية الذي يعود بناؤه لأكثر من 800 عام، لافتا إلى المقامات والمقبرة التي تضم رفات الآباء والأجداد منذ مئات السنين، ومعاصر الزيتون والعنب، ومصاطب المباني، والمشهد الطبيعي الذي يحتوي على بقايا السلاسل التاريخية للمدرجات الزراعية.
ويهدد المخطط التنوع الحيوي البيئي الغني بالثروة الحيوانية والنباتية. وجاء في الالتماس أن اهتزازات وضربات آليات الحفر والتجريف لإقامة الجدران الاستنادية وقواعد البناء وشق الطرق ستهدد باختفاء منابع الماء وانهيار المباني الأثرية التاريخية، وذلك حسب خبراء ومهندسي الآثار والبيئة الذين اعترضوا على مخطط «دائرة أراضي إسرائيل» في لفتا.
يشار إلى أن هذا المخطط سبق للمحكمة المركزية الإسرائيلية أن قضت ببطلان مناقصته لبيع أراضي لفتا إثر الاعتراضات الكثيرة عليه من سكان القدس في فبراير/ شباط 2012 واليوم تعاود «دائرة أراضي إسرائيل» بمخططها المناقض لنتائج المسح الأثري لسلطة الآثار لعام 2014 ـ 2017.
وكشف هذا المسح أن لفتا تتكون من عشر طبقات أثرية تاريخية تحتوي في باطنها على بيوت سكنية ومبان وسوق مسقوف وست معاصر للزيتون والنبيذ وأدوات زراعية تعود للعهد الروماني والبيزنطي والصليبي والعثماني، وان لفتا كانت البلدة الصناعية للقرى من حولها في غربي القدس المحتلة.
يشار إلى أن أهالي لفتا الذين يسكنون في القدس على بعد عشرات الأمتار من بيوتهم الأصلية تقدموا بالالتماس في محاولة للحفاظ على الموروث الحضاري والثقافي للبلدة. وسبق أن وضعت لفتا في السجل التمهيدي للمحميات الثقافية المهددة بالخطر وفقا لصندوق التراث العالمي فيما أدخلتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة أكثر من 25 موقعا أثريا مهددا في العالم.
وفي لقاء سابق مع «القدس العربي» استعاد الحاج محمد سليمان أبو ليل من أبناء لفتا، وهو مدير لدار الأيتام الإسلامية في القدس، ملامح الحياة الوادعة في قريته الغنية من كل نواحي الحياة.
روايات أهل القرية
أمنية الحاج أبو ليل
في كل مرة تثار قضية قريته ومسقط رأسه تتدفق داخله مشاعر الحنين: «ولدت في قرية لفتا عام 1924 دفنت أبي في مقبرة البلد قبل التهجير بستة أشهر عام 1948 المقبرة ما زالت موجودة وكذا بيوت أهلنا في القرية، وما زالت مدرستي في القرية موجودة إلى اليوم. المخطط المنوي إقامته على أراضي قرية لفتا هو مخطط يمثل أعلى درجات الظلم والاستبداد المنافية للديمقراطية».
وتساءل أبو ليل ألا يكفي ما بني من أحياء يهودية كـ «رموت» وغيرها على أرض البلدة؟ وقال إن كل ما يتمناه في حياته هو أن يدفن بجانب قبر أبيه في مقبرة قرية لفتا. وأضاف «بل أنا مستعد لدفع كل ما أملك لتحقيق هذا الهدف».
لفتا تلك القرية الوادعة، تقف شامخة في الشمال الغربي من بيت المقدس محيطة به، خصوصاً من الشمال والغرب، وهي بوابة القدس الغربية والشمالية، والقادم إلى القدس من الشمال يمرّ بالتلة الفرنسية وأرض السمار والشيخ جراح، وهي بعض أراضي قرية لفتا وكانت القرية الثانية من ناحية مساحة مسطحها من بين قرى مدينة القدس كما يؤكد ابن لفتا المرشد يعقوب عودة لـ«القدس العربي». ويشير إلى إقامة القسم الجديد من الجامعة العبرية على أراضي لفتا وكذلك مبنى الكنيست و«متحف إسرائيل» و«مباني الأمة» يقوم على أراضيها المعروفة بـ حارة الشيخ بدر.