معلومات عامة عن طَيْطَبَا - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية طَيْطَبَا
قرية فلسطينية مُزالة، كانت قائمة فوق أرض ذات طبيعة صخرية، وذروة تلٍ بركاني يشرف على وادي طيطبا إلى الجنوب الشرقي شمال مدينة صفد وعلى بعد 5 كم عنها، بارتفاع يصل إلى 800م عن مستوى سطح البحر، كانت مساحتها المبنية حوالي 61 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة 8453 دونم.
تختلف الروايات حول التاريخ الدقيق لاحتلال قرية طيطبا، ولكن المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال، يرجح أنه تم احتلالها أثناء عملية "يقتاح" وربما سكان القرية غادروها عقب ما سمعوه عن فظائع مجزرة عين الزيتون القرية المحاذية لقريتهم تماماً، لذلك من المرجح أنها احتلت مابين 11 أيار و25 أيار 1948 أي بين الفترة التي سقطت فيها مدينة صفد، وفترة انتهاء عملية "يفتاح".
الحدود
كانت طيطبا تتوسط القرى والبلدات التالية:
- قرية الرأس الأحمر شمالاً.
- قرية ريحانية من الشمال الشرقي.
- قرية دلاته شرقاً.
- قريتي عموقة وبيريا من الجنوب الشرقي.
- قرية عين الزيتون جنوباً.
- قرية قديتا من الجنوب الغربي.
- قرية الصفصاف غرباً، ومن الشمال الغربي.
مصادر المياه
قرية طيطبا أقيمت عند خط تقسيم المياه بين الأودية المتجهة إلى سهل الحولة والأودية الجارية إلى بحيرة طبرية ففي ظاهر القرية الشرقي يبدأ أحد مجاري الفروع الأولى من وادي الشبابيك إلى وادي وقاص الذي يصب في سهل الحولة في حين يبدأ في ظاهرها الغربي أحد المجاري الأولى لوادي الليمون الذي يتجه نحو بحيرة طبرية.
سبب التسمية
تقول الرواية الشفهية أن هذا الاسم (طيطبا) هو الاسم الموروث عن الآباء والأجداد، وجاء في الوثائق القديمة والعثمانية مثل دفاتر الطابو وسجلات المحكمة الشرعية أن طيطبا هو الاسم نفسه منذ مملكة صفد في عهد المماليك وذلك أن قرية طيطبا كانت أحدى قرى المملكة منذ 1266-1291م وبقي الاسم نفسه إبان الحكم العثماني وفترة الانتداب البريطاني.
معالم القرية
كان في القرية عدة مبانٍ خدمية وإدارة هي:
- مدرسة ابتدائية واحدة كان فيها صف لتعليم الذكور وصف آخر لتعليم الإناث.
- مسجد واحد.
- مقامين إسلاميين، هما: مقام الشيخ أيوب، ومقام الشيخ منصور.
- مقبرتان، هما: مقبرة الشيخ منصور، ومقبرة العرب.
الآثار
كانت بلدة أثرية يوجد فيها مقبرة أثرية قديمة جدا وحجارتها تدعى بالبازلتية سوداء اللون وهذه المقبرة تعود إلى عهد الرومان.
المختار والمخترة
المختار
كان المختار في قرية طيطبا ينتخب من أهالي القرية وكان في القرية مختاران مختار أول ومختار ثان لكن بعد مرض ووفاة المختار قرر أهالي وحمايل القرية أن يكون فقط مختار واحد وكان مختار طيطبا قبل النكبة السيد خالد حسين الرفاعي.
المضافة
كان في العهد العثماني في طيطبا مضافة واحدة ومشتركة لحمائل وعائلات القرية جميعها وتعتبر المضافة بمثابة المكان الذي يجتمع في رجالات البلدة وهي أيضاً لاستقبال الضيوف وابن السبيل لكن مع كبر القرية واتساعها أصبح للقرية أكثر من مضافة فالوجيه في القرية بيته مضافة ومختار القرية بيته مضافة والحمايل الكبيرة لها مضافة ومن مضافات الحمايل كانت : مضافة آل شناعة، ومضافة الرفاعية، ومضافة آل دهشة، ومضافة آل قاسم، وقلنا أن بيت الشيخ وبيت المختار مضافة.
السكان
قُدِر عدد سكان طيطبا عام 1922 بـ 299 نسمة، ارتفع عددهم وفقاً لإحصائيات عام 1931 إلى 364 نسمة جميعهم من العرب المسلمين وكان لهم آنذاك 60 منزلاً.
ارتفع عدد سكان القرية وفقاً لإحصائيات عام 1945 إلى 530 نسمة، ليسجل عشية النكبة 1948 نحو615 نسمة وعدد المنازل في ذلك العام 101 منزل.
فيما قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بنحو 3776 نسمة، أما المسجل منها في وكالة الغوث (3073) نسمة وذلك عام 1998، قُدِر عدد اللاجئين من أبناء طيطبا عام 2008 بــ 5105 نسمة، أما اللاجئون المسجلون من نفس السنة حسب وكالة الغوث (3939) نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
العائلات التي استطعنا جمعها ونأمل أننا وفقنا بذلك وهو: شناعة، الرفاعية، قاسم (شحادة)، بليبل، دهشة، السعدي، الحسن، خليل، زيدان، سعادة، سعد، طه، عبدو، علي، يعقوب، حسنة، سعدة، حليحيل.
الحياة الاقتصادية
كانت الزراعة أهم موارد الرزق لأهالي القرية، وفي 1944- 1945، كان ما مجموعه 5175 دونماً مخصصاً للحبوب، و585 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين.
التعليم
كانت المدرسة في طيطبا قديماً هي المسجد، إلى أن تم إنشاء مدرسة للقرية وهي عبارة عن غرفة واسعة عام 1920م وفيها حتى الصف الثالث وكان أعلى صف في المدرسة قبل النكبة الصف الرابع الابتدائي وفي عام 1947م فتح الصف الأول للبنات في نفس المدرسة وكان أول من درس في القرية الأستاذ أمين عبد الله ومن كان يريد التحصيل العلمي يذهب إلى مدارس مدينة صفد. وقد تناوب على التدريس في هذه المدرسة المعلم محمد سعيد مراد الذي درس من العام 1936 الى العام 1938، وكذلك المعلم محمد عزالدين الذي نقل اليها من مدرسة الجاحولا عام 1938.كذلك المعلم علي كعوش الذي بقي يدرس فيها حتى عام 1948.
الطرق والمواصلات
طريق قادمة من مدينة صفد مروراً بالقرية إل قرى الرأس الأحمر والريحانية وعلما.
المساجد والمقامات
كان في القرية مسجد واحد، وكان إمام المسجد الشيخ أحمد حسين وكان يعمل حسبة لله .
وعن المقامات الإسلامية، كان في القرية مقامان هما:
- مقام الشيخ أيوب: وما زالت آثار هذا المقام ظاهرة للعيان إذ يقع في الجزء الجنوبي من القرية.
- مقام ولي الله الشيخ منصور والمشايخ الرفاعية.
تاريخ القرية
خلال أوائل العهد العثماني عهد في عام 1596، كان طيطبا جزءًا من ناحية إدارية ( "المناطق الفرعية") جيرة، وهي جزء من صفد سنجق، والضرائب المدفوعة على الماعز وخلايا النحل، بالإضافة إلى مبلغ ثابت. كان عدد سكانها 73 أسرة و6 عزاب، يقدر عددهم بـ 434 شخصًا. كلهم كانوا مسلمين.
في عام 1838، لاحظ روبنسون القرية عندما سافر في المنطقة، كقرية تقع في منطقة صفد.
انخفض عدد سكانها إلى ما يقرب من 200، جميعهم مسلمون، بحلول أواخر العصر العثماني عندما زار المستكشف الفرنسي فيكتور غيران عام 1870. كانت المنازل مبنية من البازلت وكانت هناك مزرعة للتين. يقع ضريح إسلامي على تلة قريبة، ويبدو أن كتل البازلت منحوتة باليد. في ذلك الوقت، كان سكان طيطبا يزرعون الحدائق إلى الغرب من موقع القرية.
أظهرت قائمة السكان منذ حوالي عام 1887 أن طيطبا يبلغ عدد سكانها حوالي 455 نسمة. كلهم المسلمين.
احتلال القرية
كانت بلدة طيطبا قبل النكبة 1948م وادعة مطمئنة عامرة بأهلها أراضيها خصبة بمزروعاتها وأشجارها وأهلها يملكون أراض واسعة وكلهم مالكون لها ومع بداية عام 1948م بدأت المناوشات مع مستعمرة عين زانتين أراضيها قريبة من أراضي القرية من جهة الجنوب وبدأ أهالي القرية في حراسة قريتهم بما يملكون من وسائل دفاعية بسيطة وجاء جيش الإنقاذ لمساعدة أهالي طيطبا وأصبحت مناوشات يومية مع مستعمرة زانتين وهم من يفصلوا تلك المناوشات ، وقوات الانتداب البريطاني تأتي إلى القرية وتحاصرها وأحياناً تفرض منع التجول بحجة أن القرية تحوي على متطوعين عرب جاءوا لمساعدتهم
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن دورية بريطانية قامت في 12/2/1948م بمهاجمة القرية فتصدى لها ثلاثة من المتطوعين فتركت المكان ثم أرسلت تعزيزات بريطانية وانتهى بدن خسائر تذكر ، ثم قامت قوات الهاغاناة بالهجوم على القرية بالرشاشات ولم تحدث إصابات وأصبحت المناوشات شبه يومية مع مستعمرة عين زانتين من أجل ذلك قام أهالي طيطبا بشراء السلاح والذخيرة بكل الأثمان ومعظمهم باعوا القمح والشعير والأغنام والأبقار وآخرون باعوا ذهب نسائهم واشتروا البنادق والذخيرة حتى أصبح لكل عائلة من يدافع عن منطقته وطبعا كان هذا السلاح من الصمود وفعلاً صمد أهالي طيطبا مع المتطوعين معهم وكان أهالي البلدة شديدي التعلق بأرضهم ووصل إليهم قوات جيش الإنقاذ لأن المستوطنين معهم الهاغاناة بدأت يستخدمون القصف المدفعي والقذائف وأهالي طيطبا صامدين على الرغم من وقوع خسائر وإصابات بين الأهالي حتى أن قوات جيش الإنقاذ والمتطوعين أقنعوا أهالي البلدة بإخراج النساء والأطفال من البلدة لشدة القصف المدفعي وفعلاً خرجوا إلى قرية الرأس الأحمر وقسم إلى قرية الجش وبقي الرجال والمتطوعين صامدين في طيطبا . بعد صمود الرجال ومن معهم من المتطوعين وقوات جيش الإنقاذ ازداد القصف المدفعي على القرية وبشكل يومي لكن في نهاية شهر نيسان اشتدت المعارك وازداد عدد الشهداء والجرحى في صفوف قوات الإنقاذ والمتطوعين ورجال القرية وعلى الرغم من ذلك صمدوا لكن علموا أن القوات الإسرائيلية ستقوم بهجوم كبير فانسحب الجميع وفعلاً نفذت العملية العسكرية ضد البلدة ليلة الأول من أيار 1948م وهم على علم أن المدافعون عن طيطبا ما زالوا فيها ودمروا عدداً من بيوت القرية ، وبعد هذه المعركة لم يبقى في القرية أحد وخرجوا إلى القرى الشمالية مشياً على الأقدام تاركين أعز ما يملكون الأرض وكان الجميع ينامون تحت الأشجار والكهوف حتى وصلوا إلى قرى جنوب لبنان تائهين لا حول لهم ولا قوة يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ... إنها نكبة .
فعلاً كان الوضع كارثياً على أهالي طيطبا بل كل المهجرين من قراهم ومدنهم فقد حفرت النكبة في نفوسهم الكثير من الآلام آلام الوطن المسلوب والشعب المنكوب.تم الاستيلاء على القرية بتاريخ 1 أيار عام 1948. ويقول المؤرخ الفلسطيني نافذ نزال أيضاً: إن ((سكان طيطبا كلهم تقريباً)) هربوا في بداية أيار/مايو، من جراء الحوادث الدامية التي جرت في قرية عين الزيتون.
أعلام من القرية
من شخصيات هذه البلدة نذكر وليس على سبيل الحصر الدكتور عبد الحكيم شناعة مسؤول قسم الصحة بالأونروا. وكذلك الدكتور أيمن شناعة مسؤول العلاقات الوطنية في حركة حماس.
القرية اليوم
عقب احتلال القرية دمرت العصابات الصهيونية جميع منازل ومعالم قرية طيطبا، واليوم لم يبقَ منها معالمها سوى أنقاض المنازل الحجرية المدمرة في أرجاء الموقع، ولا تزال بضع شجرات زيتون قائمة بين الحشائش البرية والنباتات الشائكة. وتغطي الغابات جزءاً من الأراضي المجاورة، بينما يستعمل سكان مستعمرة دلتون الجزء الآخر مرعى للمواشي.
أهالي القرية اليوم
عقب تهجيرهم من قريتهم توزع أهالي القرية اليوم في مخيمات لبنان وسوريا وفي الدول العربية والأوروبية والأمريكيتين وأفريقيا وأستراليا من أجل لقمة العيش وعلى أمل العودة إلى قريتهم الحبيبة طيطبا.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمرجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى: كفر قرع، ط1991، ص: 160.
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30- 53- 71- 95- 96- 97- 206- 207- 208- 211- 212- 273.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 326- 327.
- أبو مايلة، يوسف. "القرى المدمرة في فلسطين حتى عام 1952".الجمعية الجغرافية المصرية: القاهرة. 1998. ص: 25.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 41- 42.
- العباسي، مصطفى. "صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. ط2. 2019. ص: 3- 128- 155- 220- 244.
- صايغ، أنيس. "بلدانية فلسطين المحتلة 1948- 1967". منظمة التحرير الفلسطينية: بيروت. 1968. ص: 148.
- "Reoprt and general abstracts of the census of 1922". Compiled by J.B.Barron.O.B.E, M.C.p: 44.
- أ.ملز B.A.O.B.B. "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك. ص: 111.
- "Village statistics1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 11.
- "قرية طيطبا- قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. تمت المشاهدة بتاريخ: 21- 4-2023 من خلال الرابط التالي: https://www.palestineremembered.com/Safad/Taytaba/ar/index.html