معلومات عامة عن دالية الرَّوحاء/ قرى الروحة - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية دالية الرَّوحاء/ قرى الروحة
قرية فلسطينية مُهَجَّرَة، كانت تقع فوق تلٍ صغير، جنوب شرق مدينة حيفا وتبعد عنها حوالي 24.5 كم، وترتفع 200 م عن مستوزى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة الأراضي التابعة للقرية بــ 10008 دونم، منها 43 دونم بُنِيَتْ عليها منازل القرية.
أخليت القرية تدريجياً بين عامي 1945 و 1948 وحسب المصادر التاريخية، إن العصبات الصهيونية احتلت القرية في 14 نيسان/أبريل 1948.
الحدود
تحدها القرى والبلدات التالية:
قرية أم الزينات شمالاً، قرى الغبية التحتا، الغبية الفوقا والمنسي شرقاً، قرية الريحانية من الشمال الشرقي، قرية الكفرين جنوباً، قرية خبيزة من الجنوب الغربي، قرية صبارين غرباً، وقرية إجزم من الشمال الغربي.
مصادر المياه
كانت القرية قائمة فوق قمة مستوية مُحاطة بوادي الفوار المار جنوبها، وهو أحد روافد وادي الشقاق رافد وادي الطنطورة، ويبدأ من أراضيها وادي الخزنة المار جنوب القرية، ووادي السلمة ووادي البير، هذه الأودية جميعها تصب في وادي الشقاق، هذه الأودية كانت تجري شتاءً وتجف صيفاً، وكان أهالي القرية يعتمدون عليها شتاءً في ري المواشي وغيرها.
ومن ينابيع القرية: عيون السلاف شرقي القرية على بعد نصف كيلومتر عنها.
عيون الخزنة الواقعة جنوبها على بعد كيلومتر واحد، إضافةً لعين أم الدفوف على بعد 1.5 كم أيضاً جنوبها.
كان أهالي القرية يعتمدون على مصادر المياه الطبيعية هذه في الشرب وري الماشية والمحاصيل الزراعية، لم تزود القرية حتى تاريخ تهجيرها بأي شبكة مياه، وكان نقل المياه من الينابيع والأودية يتم بواسطة الجرار الفخارية التي تنقل بها النساء المياه من العيون إلى المنازل.
الجدير ذكره أن أراضي القرية كانت غنية بمصادر المياه، وإذا أراد أحد أهالي القرية حفر بئر مياه، فإنه على عمق عدة مترات كان يجد المياه.
بلاد الروحة وقراها
الموقع والامتداد
بلاد الروحة/ الروحاء: هو مصطلح جغرافي يطلق على الأراضي والقرى التي تقع في المنطقة المتدة ما بين جبل الكرمل شمالاً وجبال أم الفحم جنوبًا، ووادي عارة ومنطقته هو الحد الجنوبي الشرقي لمنطقة الروحة مرورًا من تل الأساور حتّى اللجون، وغرباً تمتد بلاد الروحة نحو البحر المتوسط.
وأرض الروحة هي من أخصب وأجمل الأراضي الفلسطينية وأوفرها مياهاً كما أنها تتوسط الديار الفلسطينية وعندها تقاطعات الطرق الرئيسية في أرض فلسطين التاريخية حيفا- جنين- يافا، وقد كثرت فيها الخانات وأماكن الاستراحة، لذلك تسمى ببلاد الروحة، وتبلغ مساحتها وفق بعض التقديرات 220000 دونم أي ما يعادل 220 كم2.
الواقع الإداري لأراضي الروحة
تتوزع أراضي الروحة إدارياً على قضائي حيفا وجنين، فهي تمتد من جنوب وجنوب شرقي حيفا، إلى شمال غربي جنين، وتضم 39 قرية، موزعة ما بين قرى تم احتلالها وتهجيرها قبل عام 1948 بسنوات عدة، مثل: زمارين، شفيا، صفصافة، وقرى مهجرة ومدمرة إبان النكبة، وقرى باقية وقائمة حتى الآن، وهذه القرى هي:
القرى المزالة قبل النكبة
- أم التوت قضاء حيفا.
- أم الدفوف قضاء حيفا.
- المراح قضاء حيفا
- جعارة قضاء حيفا.
- زمارين قضاء حيفا.
- شفيا قضاء حيفا.
- صفصافا قضاء حيفا.
- الشونة قضاء حيفا.
المهجرة في بلاد الروحة - أبو زريق قضاء حيفا.
- أبو شوشة قضاء حيفا.
- إجزم قضاء حيفا.
- أم الزينات قضاء حيفا.
- أم الشوف قضاء حيفا.
- أم العلق قضاء حيفا.
- البرج قضاء حيفا.
- البريكة قضاء حيفا.
- البطيمات قضاء حيفا.
- خبيزة قضاء حيفا.
- خربة البويشات قضاء حيفا. (هجرت عام 1951)
- دالية الروحة قضاء حيفا.
- الريحانية قضاء حيفا.
- السنديانة قضاء حيفا.
- صبارين قضاء حيفا.
- الغبية التحتا قضاء حيفا.
- الغبية الفوقا قضاء حيفا.
- قنير قضاء حيفا.
- قيرة وقامون قضاء حيفا.
- الكفرين قضاء حيفا.
- اللجون قضاء جنين.
- المنسي-عرب بينها قضاء حيفا.
- النغنغية قضاء حيفا.
القرى القائمة حتى اليوم - كُفر قرع قضاء حيفا.
- عارة قضاء حيفا.
- الفريديس قضاء حيفا.
- عسفيا قضاء حيفا.
- مُصمُص قضاء جنين.
- مُعاوية قضاء جنين.
- مشيرفة قضاء جنين.
- البياضة قضاء جنين.
للمزيد من المعلومات حول قرى وبلاد الروحة انظر: الروحاء… من بلاد الراحة والاستجمام إلى الأرض الشاهدة على الصراع الفلسطيني- الصهيوني منذ لحظته الأولى
سبب التسمية
الدالية هي شجرة الكرمة، والرَّوْحاء مشتقة من صفتي الراحة والروح، وهي صفة أطلقت على هذه المنطقة الممتدة من قرية دالية الروحة حتى مدينة أم الفحم شرقاً، وربما أطلق عليها هذه الصفة لجمال أراضيها وطيب هوائها.
البنية المعمارية
بُنِيَتْ جميع منازل القرية من الحجارة والطين الممزوج بالتبن، وكان للمنازل في معظمها أبواب مقنطرة، مرتفعة السقف، لا يخلو المنزل من عدة غرف، ومطبخ وغرفة مخصصة لاستقبال الضيوف بالإضافة إلى الحظيرة حيث كان أهالي القرية في معظمهم مالكين رؤوس ماشية.
أما عن شكل القرية العام فهو أشبه بالمستطيل الذي كان يمتد الشرق نحو الغرب، منازلها متقاربة من بعضها البعض، وقد خلت القرية من وجود أي مبانٍ خدمية أو محال تجارية، باستنثاء غرفة وسط القرية كان الرجال يأدون الصلاة فيها أحياناً، ومقبرة القرية التي كانت تقع شمالها.
معالم القرية
خلت القرية من أي أبنية أو معالم خدمية أو إدارية، فلم يكن فيها عيادة طبية ولا مجلس بلدي ولا مسجد ولا حتى مدرسة، ولكن كان هناك غرفة صغيرة وسط القرية كان يجتمع فيها رجال القرية لأداء الصلاو في بعض الأوقات، ولكنها لم تكن مسجد، وفي الأعياد والمناسبات كان رجال القرية يأدون الصلاة إما في هذه الغرفة أو في مساجد القرى المجاورة.
السكان
قُدِرَ عدد سكان دالية الروحة عام 1922 بــ 135 نسمة، ارتفع في الثلاثينيات (1931) إلى 163 نسمة وكان لهم آنذاك 46 منزلاً، وكانوا جميعهم من العرب المسلمين.
وصل عدد سكان القرية عام 1945 إلى 600 نسمة منهم 320 يهودي، ثم انخفض العدد تدريجياً في السنوات اللاحقة حتى انعدم الوجود العربي في القرية مطلع العام 1948 وقد قُدِرَ عدد من يقيمون في القرية بــ 325 نسمة منهم 320 يهودي، وعدد منازل القرية في ذلك العام كان 91 منزلاً، والسبب في انخفاض عدد سكان القرية العرب سيتم ذكره في الفقرات القادمة (راجع فقرة القرية بين عامي 1945-1948).
قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية عام 1998 بــ 1995 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
عائلات قرية دالية الروحا:
عبد- الرازق -عرار -ابوسمن- جبارة- أبو زهرة -النخاش- الدسوقي- أبو شعلة -النيص -أبو شاهين- قاروط- الميناوي -الأحمد.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية كما هو حال القرى الفلسطينية على نشاطين أساسيين هما: الزراعة وتربية المواشي الذين وضحنا تفاصيلهما في الفقرات اللاحقة، بالإضافة لهذيمن النشاطين فقد مارس أهالي القرية التجارة المتمثلة في بيع الفائض من الإنتاج الزراعي والحيواني إما للقرى المجاورة وإما في مدينة حيفا، وكانوا يشترون بالمقابل ما يحتاجونه من مواد غذائية وأساسية من تلك القرى والمدن، على سبيل الخضار والفواكه التي لم تزرع في القرية، الزيت والزيتون الذي كان أهالي القرية يشترونه من قرية عتليت مقابل بيعهم السمن البلدي في تلك القرية، بالإضافة للحاجات الأخرى، كالسكر، الأرز، الدخان، الكاز وغيرها.
الجدير ذكره أن القرية خلت من وجود أي محل تجاري، أو محل حدادة أو منشرة، وغيرها، فاعتمد أهالي دالية الروحة على محال البلدات المجاورة في قضاء أمورهم.
إضافةً للعمل في الزراعة وتربية الماشية عَمِلَ عدداً من أبناء القرية في مدينة حيفا في أعمال مختلفة مثل: العمل في معامل المدينة، أو في الميناء وغير ذلك من أعمال ومهن.
الاستيطان في القرية
يقول بِني موريس أن الصندوق القومي اليهودي أنشأ
-مستعمرة رَموت مِنَشِيه على أراضي القرية، بعد نحو خمسة أشهر من طرد سكانها، وبعد نحو ثلاثة أشهر ونصف شهر من احتلالها، وذلك في 31 تموز/يوليو 1948. وتقع هذه المستعمرة بين دالية الروحاء وقرية صبّارين المجاورة. غير أن رموت منشيه لا تقع على أراضي دالية الروحاء، وإنما على أراض كانت تابعة لقرية صبّارين.
-أمّا مستعمرة داليا، التي أُنشئت في سنة 1939، فهي إلى الجنوب من موقع القرية، على أرض كانت أصلاً تابعة للقرية
الثروة الزراعية
اعتمد اقتصاد القرية كما هو حال معظم القرى الفلسطينية على عائدات الزراعة، وقد قُدِرَت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بـــ 9749 دونم، وذلك في الإحصائيات التي تعود لعام 1945، وفي تلك الإحصائيات دُوِنَتْ ما مساحته 9595 دونم من تلك المساحة تعود ملكيتها لليهود، وهذعقب طرد حوالي ثلاثة أرباع سكان القرية والاستيلاء على أراضيهم في ذلك العام.
ومن المحاصيل التي غرسها أهالي القرية:
- الحبوب بالدرجة الأولى: قمح، شعير، كرسنة، ذرة بيضاء، عدس، حلبة وغيرها، هذه المحاصيل كان قسم منها لتوفير مؤونة الشتاء، والقسم الآخر الفائض عن الحاجة كان مخصصاً للبيع إما في مدينة حيفا، أو في القرية التي لم تكن تُزرَع فيها تلك المحاصيل.
- المحاصيل الموسمية: من تلك المحاصيل كانت: الملوخية، البامية، الكوسا، الباذنجان، القرنبيط، الملفوف، البندورة وهذه المحاصيل خُصِصَتْ للاستهلاك المحلي فقط، ولم تكن للبيع.
- الأشجار المثمرة: كانت هناك عدة أصناف من الأشجار المثمرة ولكن كان الاعتماد عليها قليل جداً، فقط كانت للاستهلاك ولم يتم الاهتمام بها بتلك الدرجة، منها أشجار التين، التفاح، بعض كروم العنب.
- الزيتون: لم يتم غرس أشجار الزيتون في أراضي القرية، وقد اعتمد أهالي القرية في تأمين حاجاتهم من الزيت والزيتون من القرى المجاورة، حيث كان أهالي القرية يتبادلون مع أهالي تلك القرية الزيت مقابل السمن البلدي كثير الإنتاج في دالية الروحة.
- الحمضيات: لم تُزَرع في أراضي القرية، وكان يتم شراء الحاجة منها من حيفا أو من القرى المجاورة.
التعليم
لم يكن في القرية أي مدرسة خاصة بها، وقد اعتمد أبناء القرية على مدرسة قرية الريحاينية في تحصيلهم العلمي، وفي الأربعينيات جاء شيخ للقرية، وقام تعليم عدد من أبناء القرية مقابل أجر مادي، واقتصر التدريس آنذاك على مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وقد اقتصر التعليم على أبناء القرية الذكور دون الإناث.
الطرق والمواصلات
كانت القرية مرتبطة بالقرى والبلدات المجاورة بعدة طرق غير معبدة، وجميعها كانت ترابية، كان أهالي القرية الذين ييرغبون بالذهاب لمدينة حيفا، يقصدون قرية صبارين للركوب في الحافلة التي تذهب من صبارين إلى مدينة حيفا.
وفي الموسوعة الفلسطينية وصف لبعض الطرق الواصلة بين دالية الروحة وما يحيطها من بلدات، حيث ورد: "كانت قرية دالية الروحة تبعد عن مدينة حيفا قرابة 31 كم بالطريق الواصلة بينها وبين القرية مروراً بطريق مرج ابن عامر، وكان ما مسافته 21 كم من تلك المسافة معبداً من الدرجة الأولى، و9 كم معبداً من الدرجة الثانية، وكيلو متر واحد غير معبد". وربما يقصد بهذا الطريق هو ذات الطريق الذي ذكرناه في الانتقال إلى صبارين في طريق ترابية ثم من صبارين إلى حيفا عبر هذا الطريق.
أما عن وسائل النقل المعتمدة من قبل أهالي القرية فقد كانت مقتصرة على الحيوانات (الخيول، الحمير) لم يكن في القرية أي سيارة خاصة أو حتى حافلة.
تربية الحيوانات
نادراً ما كان أهالي القرية لا يمتلكون رؤوس ماشية، كان أهالي القرية بالمجمل يهتمون بتربية الماشية، إما بهدف تأمين الحاجات الاستهلاكية، وإما بهدف البيع والتجارة.
ومن رؤوس الماشية التي امتلكها أهالي القرية:
- الأغنام (البيضاء، السوداء).
- الأبقار
- الخيول
- الحمير
- الطيور: دجاج، إوز، حمام وغيره.
كان أهالي القرية يستفيدون من منتوجات هذه المواشي في تأمين حاجتهم من الألبان والأجبان والسمن، وغيرها، وفي حالة وجود فائض عن الحاجة كان يتم بيعه في القرى المجاورة وفي حيفا أحياناً.
القرية بين عامي 1945-1948
ورد في كتاب "كي لا ننسى" للمؤرخ وليد الخالدي نقلاً عن المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس أن عدداً من اليهود اشتروا أراضٍ في القرية من بعض الإقطاعيين، وأن أهالي القرية كانوا يقيمون فيها بصفتهم مزارعين مستأجرين، ونقلاً عن الحاج "أحمد صالح جبارة" أن اليهود وبمساعدة البريطانيين حاولوا طرد أهالي القرية منذ بدايات العام 1945، بذريعة أنهم يملكون أراضي القرية وأنهم قاموا بشرائها من بعض الأشخاص، ويروي الحاج جبارة أن اليهود جاؤوا للقرية وصاروا يطردون أهلها من بحجة أنهم اشتروا أراضيها، وكانوا يظهرون لهم أوراق ملكية، ولكن أهل القرية لم يكونوا يدركون مدى صحة تلك الإدعاءات، شيئاً فشيئاً بدأ أهالي القرية بمغادرتها، ومع نهاية عام 1945 خلت القرية من ثلاث أرباع أهلها العرب، وبقي قلة قليلة منهم، في حين استوطن الصهاينة في منازل وأراضي القرية.
وتذكر المصادر التاريخية أنه من بقي في القرية من أهلها بقوا فيها حتى أواسط نيسان/أبريل 1948، عندما احتلت القرية وطرد من بقي من العرب فيها.
أما عن أهالي دالية الروحة المهجرين منها عام 1945، فقد استقر معظمهم في قرية اللجون قضاء مدينة جنين، حيث اشتروا أراضي ومنازل وأقاموا فيها حتى عام 1949 عندما تم توقيع اتفاقيات الهدنة بين الدول العربية وسلطات الاحتلال.
الوضع الصحي في القرية
قديماً اعتمد أهالي القرية على الطب الشعبي بشكل أساسي، والذي يُعرف بالعلاج بالأعشاب، أو الحجامة بالإضافة لتجبير الكسور بطريقة شعبية ويذكر الحاج "أحمد صالح جبارة" في مقابلة شفهية معه حول القرية، يذكر أن رجلاً من أهالي القرية كان معروفاً باسم " أبو سليمان النَخّاش" هو من كان يقوم بعمليات تجبير الكسور في القرية، وكانت زوجته "أم سليمان المخاش" داية القرية (أي السيدة التي تشرف على ولادة نساء القرية).
في زمن متقدم بات أهالي القرية يلجأون إما للعيادات الطبية الموجودة في المستعمرات المجاورة، أو إلى العيادات والأطباء الموجودين في مدينة حيفا
التاريخ النضالي والفدائيون
تعرضت القرية خلال الثورة الفلسطينية الكبرى بين عامي (1936-1939) لحملات تفتيش واعتقالات متكررة، لم تقع أي معركة بين الثوار والبريطانيين في أراضي القرية، ولكن كان من أبناء القرية الشيخ صالح جبارة والشيخ موسى الأعمر منضمين لفصائل الثوار، ولذلك كثيراً ما كانت تتعرض القرية لحملات تفتيش واعتقال لرجال القرية.
أما عن أهالي القرية فقد قدموا للثوار ما استطاعوا من مأوى وطعام وفي بعض الأحيان ما يعرفونه من أنباء حول احتمالية هجوم البريطانيين على القرية أو القرى المجاورة.
تاريخ القرية
كتب المقريزي (توفي سنة 1441) يقول إن السلطان المملوكي قلاوون أقام في دالية الروحاء في سنة 1281م حين كان يحارب الصليبيين ، وإن الجانبين وقّعا هدنة هناك.
شهداء من القرية
الشهيد "صالح عبد الرحمن جبارة" الذي كان من الثوار في الثورة الفلسطينية الكبرى وقد استشهد في معركة مع البريطانيين في قرية لد العوادين وذلك عام 1938.
احتلال القرية
ورد في مؤلف "كي لاننسى" للراحل وليد الخالدي، نقلاً عن المؤرخ "الإسرائيلي" بني موريس:" أن سكان دالية الروحاء طُرِدوا منها منذ زمن مبكروربما حدث ذلك مطلع شباط/فبراير 1948؛ ويذكر بني موريس: " إن بعض المنظمات الصهيونية كانت قد اشترت أراضي القرية قبل سنة 1948، وإن سكانها كانوا يعيشون فيها بصفة مزارعين مستأجرين.
وفي أوائل سنة 1948، بدأ نقاش في الأوساط الصهيونية بشأن العمل الذي يجب القيام به إزاء مثل هذه المجتمعات. وقد اجتمع يوسف فايتس، أحد مديري الصندوق القومي اليهودي، إلى مسؤولي الصندوق في كانون الثاني/يناير 1948 لتقرير مصير دالية الروحاء ومصير قرية أُخرى. وفيما بعد، كتب فايتس في مفكرته: ((ألم يحن الوقت للتخلص منهم؟ لماذا نستمر في الإبقاء على هذه الأشواك بين ظهرانينا، بينما يمثل هؤلاء خطراً بالنسبة إلينا؟ إن جماعتنا تتدارس الحلول الآن)). ويذكر موريس أن فايتس استخدم، في الشهر اللاحق (شباط/فبراير)، علاقاته بوحدات الهاغاناه المحلية وبضباط استخبارات الهاغاناه، لطرد المستأجرين من قرى عدة، ضمنها دالية الروحاء.
ومع أن سكان القرية ربما كانوا طُردوا في شباط/فبراير، فإن نبأً أوردته صحيفة ((نيويورك تايمز)) أفاد أن القرية ذاتها احتُلت فعلاً في 14 نيسان/أبريل. وقد حدث ذلك في أثناء المعركة التي دارت حول مستعمرة "مشمار هعيمك". وبذلك بلغ عدد القرى التي احتُلّت في قوس يلتف جنوبي تلك المستعمرة، عشر قرى. وثمة ما يؤكد هذا الاحتلال بصورة غير مباشرة، في كتاب موريس ذاته؛ فهو يذكر أن مسؤول الصندوق القومي اليهودي فايتس اجتمع، في الشهر ذاته، إلى كبار قادة الهاغاناه، الذين وعدوه بإعداد ما يلزم من العدة والرجال لإقامة مستعمرة في موقع القرية. ومع ذلك، فإن القرية كانت دُمّرت قبل إنشاء أية مستعمرة. وفي أواسط حزيران/يونيو 1948، كتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بن غوريون، في مفكرته أن تدمير القرية كان شاملاً، مستنداً بلا شك تقريباً إلى تقرير عن تطور الوضع وصله من فايتس.
القرية اليوم
لم تدمر القرية العربية عقب احتلالها مباشرةً، وعلى الأرجح أن ذلك تم في أواسط حزيران 1948 أي عقب احتلالها بشهرين، وقد بنى الصهاينة مستعمرة "رَموت مِنَشِيه"، بعد نحو خمسة أشهر من طرد سكانها، وبعد نحو ثلاثة أشهر ونصف شهر من احتلالها، وذلك في 31 تموز/يوليو 1948. وتقع هذه المستعمرة بين دالية الروحاء وقرية صبّارين المجاورة. غير أن رموت منشيه لا تقع على أراضي دالية الروحاء، وإنما على أراض كانت تابعة لقرية صبّارين.
أمّا مستعمرة "داليا"، التي أُنشئت عام 1939، فهي إلى الجنوب من موقع القرية، على أرض كانت أصلاً تابعة للقرية.
موقع القرية اليوم بات مدمراً بالكامل، تغطيه أكوام حجارة من أنقاض المنازل المدمرة مغطاة بالتراب والأعشاب والشجيرات الشائكة والصبار التي تغطي مساحة كبيرة من الموقع. وهناك عدد قليل من أشجار الزيتون والتوت والحور مبعثر في أرجاء الموقع، وتشاهَد في طرفه الجنوبي شجرة كينا كبيرة. وعلى بعد بضعة أمتار إلى الشمال من تلك الشجرة، ثمة حجارة مبعثرة بين نبات الصبّار؛ وهذا في أرجح الظن ما تبقى من مقبرة القرية. ويوجد في الوادي، عند الطرف الجنوبي من الموقع، جدران منزل ذي أرضية حجرية.
مصطفى كبها، بلاد الروحة في فترة الانتداب البريطاني 2004
أهالي القرية اليوم
تشتت أبناء دالية الروحة منذ عام 1945كما ذكرنا، وقد استقروا بدايةً في قرية اللجون قضاء مدينة جنين، وقد عاشوا فيها إلى أن احتلت وطرد أهلها منها عقب توقيع اتفاقيات الهدنة عام 1949، بعد ذلك تشتت أهالي دالية الروحة مرة أخرى، وأقاموا في مدن وبلدات جنين وغيرها من مدن الضفة الغربية، ومنهم من انتقل إلى الأردن عقب نكسة حزيران عام 1967.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
مصطفى كبها، بلاد الروحة في فترة الانتداب البريطاني 2004