معلومات عامة عن عرب السّّمنيّة / جالين - قضاء الناصرة
معلومات عامة عن قرية عرب السّّمنيّة / جالين
تبعد القرية عن عكا 19.5 كيلومتراً.
كانت القرية تنتصب على تل صخري قرب الطريق الذي يربط رأس الناقورة بصفد وكانت منازلها مبنية بالحجارة وتربطها
طريق ترابية بالطريق العام الساحلي ومن ثم بعكا وكان سكانها يزرعون الحبوب والتين والزيتون.
من المرجح أن تكون القرية سقطت عند انتهاء عملية حيرام في 30-31 أكتوبر/ تشرين الأول 1948 إذ شنت العصابات الصهيونية هجومها الشامل مستخدمة وحدات مستمدة من أربعة ألوية (شيفع، وكرملي، وغولاني، وعوديد) وفي غضون ثلاثة أيام تم احتلال الجليل الأعلى بأكمله وفي بعض القرى -التي تم الاستيلاء عليها خلال العملية- جرى إخلاء سكانها فورا وفي بعضها الآخر طرد السكان في الأسابيع اللاحقة بحجة تطهير الحدود.
أقيمت مستعمرة يعرا سنة 1950 على أراضي القرية، التي لم يبق منها سوى حطام المنازل الحجرية والحيطان المتداعية وبعض سقوف الأبنية.
الموقع والمساحة
في قضاء عكا وعلى مسافة 19.5 كيلومتراً شمال شرقها وعلى تل صخري شديد الانحدار تقع أرض عشيرة عرب السمنيّة وهي أكبر عشائر قضاء عكا، عُرفت أيضاً باسم عرب خربة الصوانة، فيها استقرت عشيرة عرب السمنيّة بين وادي كركرا ونهر القرن وكانت منازلها مبنية بالحجارة وتربطها بالطريق العام الساحلي طريق ترابية ومن ثم بعكا. معظم السمنّيين كانوا يعتمدون تربية الحيوانات إضافة إلى زراعة الحبوب والتين والزيتون والعنب والتفاح، كما اهتموا بزراعة التبغ الذي يبيعونه إلى «شركة الديك وقرمان للتبغ» في حيفا، وكذلك إلى «شركة عبد الرحمن للتبغ» في حيفا. كما عملوا في بيع الفحم والحليب ومشتقاته.
مساحة واسعة من أرض عرب السمنيّة، منطقة جالين ورد اسمها في الوثائق الصادرة عن المحكمة الشرعية في حيفا، وعن دائرة الطابو في عكا «جاليل» وهي مساحات تغطيها أحراش السنديان.
تبلغ مساحة أراضيها 1872 دونماً، تحدّها من الغرب بلدة البصة ومن الشرق بلدة إقرث وتربيخا، ومن الجنوب نهر القرن وترشيحا، ومن الشمال بلدة الظهيرة وعلما الشعب على الحدود اللبنانية، ويمر شارع إسفلت من البصة حتى صفد عبر أراضي السمنيّة، وهذا الشارع يربط رأس الناقورة على الحدود اللبنانية بمدينة عكا، كما يمر في أرض عرب السمنيَّة شارع آخر يربط مدينة عكا بمدينة صفد.
معالم القرية
مواقعُ مهمَّةٌ في أرضِ عشيرةِ عربِ السّمنيّة/ الكاتب والمؤرخ محمود كلّم
- حوارة
تقع أراضي حوارة شرقي جالين و شرقي خربة الصوانة ، وشمال وادي القرن ، وجنوب وادي كَركَره وعرب العرامشة ، وغرب إقرت وتربيخا .
والآن تعتبر أراضيها أملاك غائبين وتمّ الاستيلاء عليها من قبل المُغتصبات الصُّهيونية .
تعود ملكية معظم أراضي حوارة إلى مختار عشيرة عرب السّمنيّة نايف الحسن، تبلغ مساحتها 100 دونم . وكان قد اشتراها من جريس الإبراهيم من بلدة إقرت . أُقيمت أواخر سنة 1980م على أراضيها مستوطنة حوارة ( غرانوت بالعبرية) ، وتُدعى صُفافة . - خربة عربين
تقع على بعد 23 كيلومتراً (14 ميل) شمالي شرق مدينة عكا على رقعة مرتفعة من الأرض ، الى الجنوب من عرب العرامشة ووادي كَركَره ، والى الشمال من وادي القرن ، والى الغرب من إقرت وتربيخا ، والى الشرق من جالين والصوانة ، وكان بعض من أفراد عشيرة عرب القليطات يسكنون خربة عربين مع عشيرة عرب السّمنيّة .
تعود ملكية معظم أراضي خربة عربين إلى عشيرة عرب السّمنيّة .
خربة عربين اليوم ،
أسس كيبوتس إدمث في سنة 1958م على الأراضي الواقعة إلى الغرب من خربة عربين. كما أسست مستوطنة غورن في سنة 1950م على الأراضي الواقعة إلى الجنوب منها. - خربة عين حور
تقع قرب خربة عربين الى الجنوب من عرب العرامشة ووادي كَركَره ،والى الشمال من وادي القرن ،والى الغرب من إقرت وتربيخا ، والى الشرق من جالين والصوانة ، وتعود ملكيتها الى علي قيطان كلّم( ابو حسين ). - مرج إدمث
يقعُ شرقيَّ عينِ حور، والى جنوب عشيرةِ عربِ العرامشة ، قربَ الحدودِ اللبنانية -الفلسطينية، ويقع شمال شرق خربة الصوانة ووادي كَركَره ، والى الغرب من إقرت وتربيخا .
وإلى خليفة جمعة من عشيرة عرب السّمنيّة، ترجع ملكية مرج إدمث القريب من عربين . - خربة الصوانة
يحدها من الجهة الشمالية الشرقية مرتفعات إدمث وعرب العرامشة ووادي كَركَره ، ومن الغرب سهل البصة والزيب ، ومن الشرق جالين وكيبوتس إيلون ، ومن الجنوب عبدون وعين الخردلية وتسمى أيضاً عين أم طمرون ووادي القرن .
تعود ملكية معظم أراضي الصوانة إلى آل كلّم وآل الهوشي، ومساحتها 120 دونمًا. ولكن كيف انتقلت ملكية هذه الأراضي الى آل ألهوشي وآل كلّم؟خِربة الصوّانة، هي في الأصل أرض أميريّة تابعة للدولة العثمانية، تَملَّكها صالح الأحمد من عرب السّمنيّة نتيجة خدماته للدولة العثمانية، وانتقلت بالوراثة إلى علي قيطان كلّم ابن بنت المالك: (أمُّهُ فضّة الأحمد)، ومن ثمَّ حصل نزاعٌ على الأرض مع أبناء عم صالح الأحمد وآل الهوشي. توصَّل بعدها الطَّرفان الى تقسيم الأرض بعد تدخل وجهاء من عشيرة عرب السَّمنيّة ووجهاء البّصَّة، وكذلك قاضي الصُّلح في الجليل الأعلى عاطف سرحان بشكل مباشر لحسم النِّزاع من دون أن يؤدي إلى اقتتال.
أقيمت مستوطنة يعرا سنة 1950م على أراضي خربة الصّوانة ، وفي منطقة تل الهوى جنوب خربة الصّوّانة أُقيمت سنة 1953 م مستوطنة التَّعمريَّة . - وادي العطاعطا
العطاعطا يملكون أراضي وادي العطاعطا ويسمى (( خُر العطاعطا )) باللهجة البدوية ، ويمتد من خربة عربين إلى عين يارين في لبنان. - سويجيرة
منطقة (( سويجيرة )) ، وهي تلة مرتفعة قليلاً يحتضنها سهل المناوات الى الغرب من ترشيحا ومعليا في قضاء عكا شمال فلسطين .
في 30 تشرين أول 1948م كانت مسرحاً لمذبحة بحق عشيرة عرب السّمنيّة ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني، وعرفت باسم مجزرة عرب السمنيّة ، ويعود فضل توثيقها للمرة الأولى في خارطة فلسطين للدكتور سلمان أبو سته .أُقيم على أراضيها سنة 1952م موشاف عبدون ، وهو موشاف زراعي يسكنه يهود من إيران . - خربة جالين
على بعد قرابة نحو 4 كيلومتر شمال ترشيحا تقع أراضي خربة جالين " بلاد الشُعب " أرض عشيرة عرب السّمنيّة .
تمتد أراضي خربة جالين على السفح الغربي لجبل الجرمق الذي يشكل مع سلسلة جبال لبنان الغربية الحدود الفاصلة بين لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة ، يحتضنها وادي القرن من الجنوب ، ووادي كَركَره وعرب العرامشة والضهيرة من الشمال ، وإقرت وتربيخا من الشرق ، والبصة والبحر الأبيض المتوسط من الغرب.
كانت تعود ملكية أراضيها الى عاطف سرحان من سكان الكابري ، وقد باعها إلى حمود مصطفى فاعور من عشيرة عرب السَّمنيّة سنة 1944م ، وتبلغ مساحتها 60 دونمًا، كما باع محمد حسن أبو رمزي من أهالي ترشيحا 70 دونماً الى حمود مصطفى فاعور سنة 1945 م ، وأرض السنديانة لأولاد عاطف سرحان بِيعَتْ إلى علي سعيد الفاعور من عشيرة عرب السَّمنيّة سنة 1946 م ومساحتها 80 دونمًا، كما اشترى عبد الله حسين الفاعور أرضاً من مهنّا سمارة، مساحتها 30 دونماً سنة 1947م . أرض الوحلة يملكها فهد محمود كلّم وفايز جمعة خليفة، تم شراؤها من فايز قدّورة من أهالي ترشيحا سنة 1945م ، ومساحتها 19 دونماً وبثمن 500 ليرة فلسطينية، وصادقَ على عقد البيع المختار فهد شريح من ترشيحا بعد أن استلم 5 ليرات فلسطينية أجرة على ذلك. أرض سعيد الكندي اشتراها من علي حمود من ترشيحا سنة 1944م مساحتها 3 دونمات.
أُقيم كيبوتس إيلون غرب جالين أرض عشيرة السّمنيّة في 24 تشرين الثاني عام 1938 م على أراضٍ باعها الى اليهود مواطن لبناني اسمه إلياس قطيط - قلعة وادي القرن (قلعة المانفورت ) :
تقع جنوب شرقي خربة الصوانة ، أرض عشيرة عرب السّمنيّة ، بين الأشجار التي تزين الجبال حول وادي القرن في الجليل الأعلى شمال فلسطين ، توجد قلعة مانفورت .
فهي بالأصل قلعة رومانية بيزنطية وقد أعاد بناءها الصليبيون الفرنسيون على ضفاف الوادي لتشكِل بُرجاً لمراقبة المنطقة .
هاجم الظّاهر بِيبَرس القلعة صيف عام 1267م لكنّه لم يتمكّن منها، وعاد إليها عام 1271م واستعادها بعد حصار دام أسبوعاً، هُدِمَتْ أجزاء كثيرة منها وما تزال بقاياها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا. - خِربة سُمَح
تقع على تل صخري مرتفع عن محيطه ، وعلى بعد 20 كلم شمال شرق عكا .
تحدها من الشمال المنحدرات المتجهة نحو وادي كَركَره وعرب العرامشة ، ومن الجنوب وادي القرن ، ومن الشرق جالين ( كيبوتس إيلون اليوم ) ، ومن الغرب الصوانة ( مستوطنة يعرا اليوم ) .
وتحتوي أراضيها على مقبرة لعشيرة عرب السّمنيّة ، وضمت أراضيها أيضا معالم أثرية هامة وأساسات قديمة ومدافن منحوتة في الصخر . يقيم أهلها اليوم في مخيمات اللجوء في لبنان .
عائلات القرية وعشائرها
عرب السُّمنيَّة / المؤرخ محمود كلم
يطلق لفظ العرب عادة على العشائر البدوية العربية المتنقلة منها ، وتلك التي استقرت على أطراف بعض القرى الفلسطينية المتناثرة ، في بيوت حجرية اجتهدت من أجل بنائها ، وتملكت الاراضي ، وأخذ المكان اسمه منها . على تلّة صخرية تتميز بانحدارها الشديد ، وعلى مبعدة قرابة عشرين كيلومتراً شمال شرق قضاء عكا وعلى أرض مساحتها 1872 دونما تقع عشيرة السمنيّة وهي من اكبر عشائر قضاء عكا . تنحصر حدودها بين بلدة البصّة من الغرب وبلدة إقرث من الشرق ومن الجنوب يحدّها وادي القرن كما امتدّ وادي كركره ليكون حدوداً لها من الشمال . يقطع شارع من الاسفلت اراضي السمنيّة يربط بين البصّة وصفد ، ويمتد حتى رأس الناقورة على الحدود اللبنانية وصولاً الى مدينة عكا . كما يقطع أرض عرب السمنيّة طريق آخر يربط عكا بمدينة صفد . وبيوتها مبنية من الحجارة ، يربطها بالطريق العام الساحلي طريق ترابي يوصلها بعكا .
تتفرع من عشيرة عرب السّمنيّة أربعة بطون: -
1) السراحنة، وهم أكبر بطون عرب السّمنيّة، وقد أقاموا في جالين (منطقة جالين ورد اسمها في الوثائق الصادرة عن المحكمة الشرعية في حيفا، وعن دائرة الطابو في عكا «جاليل» وهي مساحات تغطيها أحراش السنديان) والصوانة وحواره.
أما عائلات السراحنة فهم: كلّم، فاعور، عقلة، جمعة، المحمود، جدوع، ثلجي.
وفي اراضي خربة الصوانة وخربة سُمح دفن السراحنة موتاهم كذلك في أرض الحوطة إلى الشمال من كيبوتس إيلون قبل إقامته عام 1938م.
2) العطاعطا، في جالين كانت إقامتهم ومناطق سكناهم.
أمّا عائلاتهم فهي: حفيان، الأحمد، قاسم، المحمد، أبو خليل، فاعور وهي عائلة غير عائلة آل فاعور من بطن السراحنة، علوان، يقيم قسم منهم في الأردن بشكل دائم وقسم في شفاعمرو في فلسطين، شحادة، الظريف هم الآن في ترشيحا قضاء عكا.
في الصوانة دفن العطا عطا موتاهم.
3) القريعات، وكانوا يقيمون قرب معليّا وقرب معصوب، أمّا عائلاتهم فهي: الجعبوص، الحسن، الأسمر (رباح المحمود).
4) المناصرة، وكانوا يقيمون في الصوانة، عائلات المناصرة: أبو سودة (يقيمون في سوريا منذ زمن بشكل دائم)، الهوشي، المحمد، العلي، الجسيم (هم من عائلة الهوشي وبعد حصولهم على الجنسية اللبنانية صار اسم العائلة الجسيم في السجلات الرسمية). في الصوانة دفن المناصرة موتاهم.
جدّ عرب السّمنيّة يدعى خطّاب، دُفن في علما الشعب في لبنان، وتذكر بعض الروايات إنه دُفن في منطقة البطيشية على الحدود اللبنانية الجنوبية، اغتيل مختارهم نايف الحسن عام 1948م في مروحين وفيها دفن.
ذكر الدكتور شكري عرّاف في كتابه(( بدو مرج ابن عامر )) صفحة 174 نقلاً عن (( عقل ، المفصل في تاريخ وادي عارة )) ما يلي : (( في مقابلة مع إيلياهو، رجل الأمن في كيبوتس إيلون، وقد أطلعني على دفاتر يومياته وتضم صوراً وتاريخ كل بدوي من عرب السّمنيّة ، قال إن اليهود اجتمعوا بالقبائل البدوية المجاورة : عرب السّمنيّة ، الهيب المرادات ، وعرب العرامشة وغيرهم في موقع الصوانة بهدف حث هؤلاء البدو على حسن الجوار خلال المعارك التي قد تنشب في عام 1947 م وما بعده ، وكان ردّ نايف الحسن مختار عرب السّمنيّة تهديداً لهم مع انتهاء الانتداب البريطاني وانهم سيلقون من البدو مصيراً أسود)) .
كان هذا الرد كافياً لاتخاذ قرار بترحيل عرب السّمنيّة.
يقول احمد الناصر (أبو حسين): في شهر أيار 1948م بدأ اليهود تنفيذ مخططهم لتهجير عشيرة عرب السّمنيّة باطلاق النار عليهم فغادروا الى تربيخا وسكنوا بالقرب من ثكنة الجيش الانكليزي.
ثم نزحوا الى بلدة مروحين على الحدود اللبنانية الفلسطينية، لكن أهل مروحين لم يستقبلوهم فسكنوا بالقوة وبالعناد.
بعدها عادوا ثانيةٍ الى جنوب بلدة إقرث شمال فسوطة، ثم الى الصوانة لحصاد ما تبقى من القمح. وعندما بدأت المعارك بين اليهود وجيش الإنقاذ وبسبب الضغط اليهودي نزحوا ثانية الى بلدة شيحين اواخر تشرين أول 1948م واستقبلهم السيد عبد الله صفي الدين أحد وجهاء بلدة شيحين. اجتمع شمل جميع السمنيين في منطقة شيحين الواقعة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وفي العام 1950م قام الجيش اللبناني بإحصاء العشيرة حيث أجبر أبناءها بعد ذلك على الرحيل عن الحدود الفلسطينية بالقوة الى داخل الأراضي اللبنانية.
ذكر عبد الله كلّم (أبو علي) في مقابلة أجريتها معه بتاريخ 5 حزيران 2003م عن كيفية خروجهم من أرضهم في فلسطين، تحدّث قائلاً: (خرجنا من فلسطين بعد المجازر إلى يارين في لبنان وإلى الإسكندرونة والجيش اللبناني هو الذي أدخلنا الأراضي اللبنانية، ولكنه تركنا في العراء حيث سكنّا الكهوف حول منطقة شمع. اضطررنا بعدها إلى عمل شوادر وتخاشيب من الصفيح في أراضي القرى اللبنانية. كانت معاملة أهل القرى حسنة وبعد الإسكندرونة انتقلنا الى بلدة الحنيّة (آل كلّم)، وقسم ذهب الى بلدة العزيّة (آل كلّم)، وقسم من أبناء العشيرة أكملوا طريقهم إلى بلدة الشبريحا شمال مدينة صور واستقروا فيها (آل كلّم، آل فاعور، آل جمعة)، والقسم الأكبر من أبناء العشيرة تابعوا طريقهم شمالاً وسكنوا شاطيء البحر في منطقة ابو الأسود. توفى والدي محمود في الحنيّة عام 1966م ودفن في مقبرتها، تركت وفاته اثراً في نفسي. كانت امي عليّا جمعة قد سبقته في الوفاة في عام 1947م في فلسطين ودفنت في مقبرة خربة جالين. اما اصدقاء طفولتي في فلسطين، فهم: مصطفى حمود فاعور، محمد حمود فاعور، احمد فهد الموسى وقد ماتوا جميعاً ودفنوا في ارض فلسطين).
في 30 تشرين اول 1948م تم احتلال ارض عرب السّمنيّة أثر عملية ((حيرام)) من ضمن مخطط احتلال الجليل وتهجير سكانها الى منطقة عرب العرامشة في إدمث وعربين، وقسم آخر منهم الى الدول العربية المجاورة (سوريا، لبنان، الأردن) حيث أقاموا على أنقاضها مستوطنة يعرا سنة 1950م، مستوطنة حوارة (غرانوت بالعبريّة) تُدعى صُفافة، أُقيمت أواخر سنة 1980م، مستوطنة التَّعمريَّة، أُقيمت سنة 1953م في منطقة تل الهوى جنوب خربة الصوّانة، كيبوتس إيلون أقيمَ في 24 تشرين الثاني عام 1938م.
وبعد عام 1948م يعيش قسم من عشيرة عرب السّمنيّة
1-في فلسطين: -
يبلغ عددهم حوالي3000 شخص،إحصاء غير رسمي، يتركز وجودهم : -
في بعض أحياء شفاعمرو
- آل علوان، في حي عثمان.
- آل عقلة، في حي سركيس.
- آل شتيوي في قرية عبلين
-آل علي وحش الحسين في المزرعة.
-آل محمد وحش الحسين في الشيخ دنون.
- آل الظريف وآل حمود مصطفى فاعور في ترشيحا
- عائلة فزع (من آل الحفيان) في الصوانَة وعرب العرامشة.
- عائلة احمد فهد الموسى في عرب العرامشة، تقول بعض الروايات بأنهم من عشيرة عرب الخوالد، وعاشوا مع عشيرة عرب السّمنيّة منذ زمن بعيد.
2-في مخيمات اللجوء في لبنان: -
يبلغ عددهم حوالي 1500 شخص، إحصاء غير رسمي، يتركز وجودهم في: -
مخيم الرشيدية (آل حميدي فاعور ) ، مخيم البص (آل كلّم )،مخيم الشبريحا (آل كلّم، آل فاعور، آل فياض، آل علي الصالح، آل خليفة جمعة)، مخيم كفربدا (آل كلْم، آل المحمود، آل فاعور، آل جمعة، آل جدوع، آل حفيان، آل الأحمد، آل القاسم، آل المحمد آل ابو خليل، آل فاعور، آل الجعبوص، آل الحسن، آل رباح المحمود، آل الهوشي، آل الجسيم)، تجمع الواسطة (آل العلي، آل حمادي الجسيم وهم من آل الهوشي، آل سعيّد القاسم)، الغازية (آل كلّم، آل كندي المحمود)، مدينة صيدا (آل كلّم، آل الهوشي)، وادي الزينة (آل فاعور)، مخيم شاتيلا (آل كلّم).
3-في سوريا: -
عددهم حوالي100 شخص، إحصاء غير رسمي، يتركز وجودهم في: -
مخيم جرمانا (آل ابو سودة)، البويضة في ريف دمشق (آل العلي)، مخيم السبينة (آل العلي).
4-في الاردن: -
بلغ عددهم 250 شخصاً حسب إحصائية غير رسمية تعود الى بداية عام 2019م.وجودهم يتركز في: -
مخيم إربد (آل ابو علوان)، مدينة إربد (آل ثلجي).
5-في الدول العربية (الإمارات)، وفي الولايات المتحدة الأميركية، وفي عدد من الدول الاوروبية مثل: -
بريطانيا، السويد، الدنمرك، ألمانيا، فرنسا.
6-في اليمن: -
عشيرة عرب السّمنيّة، حسب رواية عبد الله يحيى علي الياجوري وهو من أحفاد أحفاد ذيب بن علي العلي الياجوري، فإن عددهم يزيد عن 1000 رجل، وهم جميعاً من أحفاد ذيب بن علي العلي الياجوري، ومن أحفاد الأسمر بن علي العلي الياجوري.
حيث تمّ تجنيدهم في فلسطين بالقوة للخدمة بالجيش العثماني، هم واخوهم محمد الذي استشهد على أسوار بلاد ذمار جنوب مدينة صنعاء.
أما الأخوان ذيب والاسمر فقد تزوجا من نساء يمنيات من عرب مذحج.
يتركز وجودهم في مديرية بني العوام شمال اليمن، ويعيش بعضهم في العاصمة صنعاء.
حالياً يعيش قسم كبير منهم في محافظة مأرب بعد أن تركوا مدينة ذمار بسبب الحرب الدائرة هناك.
يطلق عليهم لقب الياجوري نسبة الى بلدة الياجور الفلسطينية التي تقع على سفح جبل الكرمل إلى الجنوب الشرقي من مدينة حيفا، حيثُ كانوا يقيمون، قبل تجنيدهم إجبارياً في صفوف الجيش العثماني خلال احتلال اليمن
الاستيطان في القرية
المغتصبات الصهيونية في قرية عرب السمنية للكاتب والمؤرخ محمود كلم
أسَّسَ اليهود معظم مستوطناتهم في قضاء عكا - فلسطين وقتَ الاحتلال البريطاني الغاشم. فأقيمت أول مستوطنة لهم نهاية عام 1934. وللمستوطنات وسكانها دور لا يقل عن دور الجيش؛ فهي تقوم بمهامٍّ عسكرية واقتصادية، وتؤدِّي عملاً أمنياً استراتيجيّاً وآخرَ زراعيّاً، وهي مخافر أماميَّة، وجرس إنذار مبكر. وهذه المستوطنات هي:
1- كيبوتس إيلون
يقع غرب جالين أرض عشيرة السّمنيّة، والى الشّرق من مستوطنة يعرا. أقيمَ في 24 تشرين الثاني عام 1938 على أراضٍ باعها الى اليهود مواطن لبناني اسمه إلياس قطيط؛ حيث كان يملك 6000 دونمًا في خربة سُمح، وعلى أراضي حسن الجِشّي، ومحمد سعيد حمود، وعلي حمود أبو توفيق من أهالي ترشيحا. وتعود ملكية 150 دونمًا فيها الى كلٍّ من: آل كلّم وآل ألهوشي وآل لافي المحمود.
2- مستوطنة يعرا
أُقيمت سنة 1950 على أراضي خربة جالين، وأراضيها تعود ملكيتها الى عاطف سرحان من سكان الكابري، وقد باعها الى حمود مصطفى فاعور من عشيرة السَّمنيّة سنة 1944، وتبلغ مساحتها 60 دونمًا، كما باع محمد حسن أبو رمزي من أهالي ترشيحا 70 دونماً الى حمود مصطفى فاعور سنة 1945، وأرض السنديانة لأولاد عاطف سرحان بِيعَتْ إلى علي سعيد الفاعور من عشيرة السمنيّة سنة 1946 ومساحتها 80 دونمًا، كما اشترى عبد الله حسين الفاعور أرضا من مهنا سمارة، مساحتها 30 دونمًا سنة 1947. أرض الوحلة يملكها فهد محمود كلّم وفايز جمعة خليفة، تم شراؤها من فايز قدّورة من أهالي ترشيحا سنة 1945، ومساحتها 19 دونمًا وبثمن 500 ليرة فلسطينية، وصادقَ على عقد البيع المختار فهد شريح من ترشيحا بعد أن استلم 5 ليرات فلسطينية أجرة على ذلك. أرض سعيد الكندي اشتراها من علي حمود من ترشيحا سنة 1944 مساحتها 3 دونمات.
3- مستوطنة حوارة (غرانوت بالعبريّة)
تُدعى صُفافة، أُقيمت أواخر عام 1980 على أرض مختار عشيرة السّمنيّة نايف الحسن المحمود، تبلغ مساحتها 100 دونم. وكان قد اشتراها من جريس الإبراهيم من بلدة إقرت.
4- مستوطنة التَّعمريَّة
أُقيمت سنة 1953 في منطقة تل الهوى جنوب خربة الصّوّانة. وتعود ملكية الأرض فيها الى آل كلّم وآل الهوشي، ومساحتها 120 دونمًا. ولكن كيف انتقلت ملكية هذه الأراضي الى آل ألهوشي وآل كلّم؟
خِربة الصوّانة، هي في الأصل أرض أميريّة تابعة للدولة العثمانية، تَملَّكها صالح الأحمد من عرب السَّمنيّة نتيجة خدماته للدولة العثمانية، وانتقلت بالوراثة إلى علي قيطان كلّم ابن بنت المالك: (أمُّهُ فضّة الأحمد)، ومن ثمَّ حصل نزاعٌ على الأرض مع أبناء عم صالح الأحمد وآل الهوشي. توصَّل بعدها الطَّرفان الى تقسيم الأرض بعد تدخل وجهاء من عشيرة السَّمنيّة ووجهاء البّصَّة، وكذلك قاضي الصُّلح في الجليل الأعلى عاطف سرحان بشكل مباشر لحسم النِّزاع من دون أن يؤدي إلى اقتتال.
الكيبوتس
مستوطنـات زراعيـة يهوديـة تُمثِّل في فلسطين المحتلة شكـلاً من أشكال التجمعات اليهودية، وتُسمَّى مجموعات الكيبوتس، أحيانًا المجتمعات الزراعية التعاونية. ويتخذ الكيان الصهيوني من هذه الكيبوتسات وسيلة لجلب المهاجرين من شتَّى بقاع الأرض.
المُغْتَصَبات (المُسْتَوْطَنات)
هي التّجمعات السُّكانيّة الاستعمارية اليهودية التي بنيت على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يَعدُّ المجتمع الدّولي هذه المستوطنات غير قانونية؛ لأنَّها مبنيّة على أراضٍ محتلة.
مهما طال زمن الاحتلال فإنّ العودة الكبرى حقٌّ مقدّسٌ لا تفريط فيه مهما طال الزمن، وأن المؤامرات على اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم لن تمرّ أبدا؛ فقد عَلَّمَنا التاريخ أنَّ الشعوب إذا امتلكت الإرادة للوقوف في وجه مؤامرة ما، انتصرت.
(مقتطف من كتاب: عشائر قضاء عكا: اقتلاعهم من أراضيهم بدأ خلال الاحتلال البريطاني، محمود عبد الله كلَّم، دار بيسان للنشر والتوزيع، بيروت، شباط 2016).
المجازر في القرية
كثيرة هي المجازر التي لم توثّق ، وقد طوى الموت شهود الأثبات والعيان فاندثرت بذلك معالم الجريمة وضاع كل أثر .
مجزرة عرب السمنيّة ، ليل مُدلهم ومسيرة من غير دليل ، لم ترد على لسان أحد غير دكتور سلمان ابو سته ، في خارطة فلسطين . وفي ظل غياب ذكرها وتوثيقها لم يعرف كم كان عدد شهدائها وقد ساعد في اخفاء معالمها وما أحاط بها انها حدثت تحت جناح ليل بهيم ، وان الشهداء والضحايا كانوا قد دفنوا في ساحتها في منطقة سويجيرة ، وهي تلة مرتفعة قليلا يحتضنها سهل المناوات الى الغرب من بلدة ترشيحا في قضاء عكا شمال فلسطين ، يعود الفضل في ذلك الى رحيم عبدالرحمن من عشيرة عرب الحميرات .
القتل كان وما يزال لعبة الصهاينة المفضلة ، وهديتهم الدائمة لعرب فلسطين حتى وقتنا الحاضر . يذكر الناجي من المجزرة ( علي فندي ) وقد تركوه حيّاً ربما لأحد أمرين ، اولها : ان ينقل للبلدات الاخرى تفاصيل الحدث ، وكيف صُفّ الشهداء الى حائّط ، ثم اطلق عليهم رصاص الغدر الجبان .
وثانيها : لأنه كان كبير السن وقد توفى لاحقاً .
كانت ثنيا محمد ذياب ام نمر زوجة محمد الرحيم عروساً للتو ساعة حصول المجزرة ليلاَ ، ولم تكن ضمن قتلاها لوجودها خارج منزلها .
ما زال العدد الاجمالي للشهداء مجهولاً وما نعرفه عن البعض منهم ينحصر بالتالي :
1) الشهيد نمر محمد عبدالرحمن /كان عمره حوالي 29 عاما / من عشيرة عرب الحميرات .
2) الشهيد عاطف الناهي ابو عزيز / من عشيرة عرب العرامشة .
3) الشهيد محمد النحفاوي / من سكان الكابري .
وكما نجهل اعداد الشهداء ، فأننا نجهل على وجه الدقّة والتحديد تاريخ حصولها وتنفيذها ، ولكن المرجح انها حدثت في 30 تشرين اول 1948 .
مقتطف من كتاب "عشائر قضاء عكا" صدرعن دار بيسان / بيروت، تأليف: محمود كلّم.
شهداء من القرية
كوكبة من شهداء عشيرة عرب السمنية / المؤرخ محمود كلم
1- الاسمر بن علي العلي الياجوري / كان جندياً اجبارياً في الجيش العثماني خلال فترة احتلال اليمن وفقد هناك.
2- محمد بن علي العلي الياجوري / كان جندياً اجبارياً في الجيش العثماني خلال فترة احتلال اليمن وفقد هناك..
3- ذيب بن علي العلي الياجوري / كان جندياً اجبارياً في الجيش العثماني خلال فترة احتلال اليمن وفقد هناك. . ولقب الياجوري نسبة الى بلدة الياجور الذي اقاموا فيها .
4- علي سعيد القاسم / 25 سنة / من ثوار 1936 قتل على يد القوات البريطانية والقيت جثته في مياه نهر القرن ، بعدها اخرجها المواطنون ودفنت في سويجيرة في سهل المناوات شرق بلدة الزيب شمال مدينة عكا قرب الحدود اللبنانية .
5- فهد محمود كلّم / مواليد جالين - فلسطين 1926/ اغتيل في حزيران 1945 في ظل ظروف ما تزال غامضة .
6- نايف الحسن /استشهد في بلدة مروحين في لبنان ودفن فيها عام 1948 .
7- نايف فياض فاعور( ابو عدنان ) / مواليد 1928/ استشهد في مجدل سلم - لبنان في العام 1969.
8- رافع رجا اسمر الفاعور / مواليد 1949/ استشهد في مخيم الرشيدية عام 1969.
9- منيف حسن محمد شحاده / مواليد 1958 / استشهد في الكحالة في 3- تموز-1976.
10 - نمر حمد كلّم / مواليد الصوانة 1938/ استشهد في قرية العزيّة 9-تشرين ثاني 1977 .
11- أنور محمد فياض فاعور / مواليد البص- صور 1964 / استشهد في 28 ايلول 1981 أثر إنفجار مفرق الزرارية .
12- محسن نايف سعيد كندي / مواليد 1963/ استشهد في 28 ايلول 1981 أثر إنفجار مفرق الزرارية .
13- محمد توهان المحمود ( ابو عبدو) / استشهد في 28 ايلول 1981 أثر إنفجار مفرق الزرارية .
14- حسين علي العلي / مواليد 1956/ استشهد في مجزرة صبرا وشاتيلا 16 ايلول 1982.
15- حسن نايف المحمود / مواليد 1926/ فقد في الدامور-لبنان في حزيران 1982.
16- محمد سعيد المحمد ( ابو ماجد ) /مواليد 1937 فلسطين / فقد في الدامور-لبنان في حزيران 1982
17- ماجد محمد سعيد المحمد / فقد في الدامور-لبنان في حزيران 1982.
18- يوسف احمد فاعور /. فقد عام 1982 في جبل لبنان .
19- علي محمد جعبوص / مواليد 1961/ مات تحت التعذيب اثناء التحقيق معه في مبنى الحاكم العسكري الصهيوني في مدينة صور - لبنان في 1-9-1982.
20 - محمود خالد ابو خليل /مواليد1965/ مات تحت التعذيب اثناء التحقيق معه في مبنى الحاكم العسكري الصهيوني في مدينة صور - لبنان في 1-9-1982.
21- جمال ابراهيم حماده الجسيم / مواليد 1964/ استشهد في السعديات- لبنان في 15-شباط- 1985
22- ابراهيم خالد ابو خليل / مواليد 1967/ استشهد في حرب المخيمات ، مخيم شاتيلا في 2 أيار 1988
23- مديرس فايز خليفة جمعة / مواليد 1953/ في حرب المخيمات في 6-12-1986، القت عناصر حركة أمل القبض عليه وتمت تصفيته وهو اسير لديها .
24- ذيب علي الجسيم / مواليد 1950/ اعدمته حركة أمل في البرغلية -لبنان في 5-كانون ثاني 1987 امام اطفاله.
25- مناف حسن نايف المحمود / مواليد الغازية 1963/ في مرتفعات كفرشوبا - لبنان فقد يوم الاربعاء 16 ايلول 1988
26-الطفل فادي متعب سعيد القاسم / مواليد 1976 / استشهد في مخيم الرشيدية في 16-6-1990 .
27- عمر حميدي حسن العلي فاعور / مواليد 1954 / استشهد في مخيم الرشيدية في 16-6-1990
28- محمود علي حسين فاعور /مواليد البص 1970/ استشهد في مخيم الشبريحا في 10-3-1993
29- محمود حسن فاعور / 80 سنة / ذبحته القوات اللبنانية في وادي الزينة عام 1982 .
30- موسى خالد الخالد / مواليد شيحين 1951/ استشهد في بلدة البستان عند الحدود اللبنانية الفلسطينية عام 1973.
31 - موسى ذياب فاعور / مواليد 1949/ مات تحت التعذيب في مبنى الحاكم العسكري الصهيوني في صور - لبنان عام 1982 .
32- نواف سعيد قاسم المحمد( تعارف الناس على تسميته محمود) / تمّ قتله على يد عناصر من حركة أمل والتمثيل بجثته في حارة صيدا -لبنان عام 1980.
33- حسن ذيب جدوع / مواليد 1962 / استشهد في مجزرة صبرا وشاتيلا في 16 ايلول 1982 .
34- نايف توهان المحمود / فقد في حرب المخيمات عام 1986 على خط الاوزاعي - خلدة.
35- حسن الحفيان / استشهد في وادي كركره عند مغارة الجِمال في العام 1948 .
روايات أهل القرية
روايات من اهل القرية كما يرويها المؤرخ محمود كلّم
يقول أحمد الناصر ( أبو حسين ) : في شهر أيار 1948 بدأ اليهود تنفيذ مخططهم لتهجير عشيرة عرب السمنيّة باطلاق النار عليهم فغادروا الى تربيخا وسكنوا بالقرب من ثكنة الجيش الانكليزي .
ثم نزحوا الى بلدة مروحين على الحدود اللبنانية الفلسطينية ، لكن أهل مروحين لم يستقبلوهم فسكنوا بالقوة وبالعناد .
بعدها عادوا ثانيةٍ الى جنوب بلدة إقرث شمال فسوطة ، ثم الى الصوانة لحصاد ما تبقى من القمح . وعندما بدأت المعارك بين اليهود وجيش الانقاذ وبسبب الضغط اليهودي نزحوا ثانية الى بلدة شيحين اواخر تشرين اول 1948 واستقبلهم السيد عبدالله صفي الدين احد وجهاء بلدة شيحين . اجتمع شمل جميع السمنيين في منطقة شيحين الواقعة على الحدود اللبنانية الفلسطينية ، وفي العام 1950 قام الجيش اللبناني باحصاء العشيرة حيث اجبر ابناءها بعد ذلك على الرحيل عن الحدود الفلسطينية بالقوة الى داخل الاراضي اللبنانية .
كما ذكر عبدالله كلّم (ابو علي) في مقابلة معه بتاريخ 5 حزيران 2003 عن كيفية خروجهم من أرضهم في فلسطين ، تحدّث : خرجنا من فلسطين بعد المجازر الى يارين في لبنان والى الاسكندرونه ولا بد أن اذكر بأن الجيش اللبناني هو الذي ادخلنا الاراضي اللبنانية ولكنه تركنا في العراء حيث سكنا الكهوف حول منطقة شمع . اضطررنا بعدها الى عمل شوادر وتخاشيب من الصفيح في اراضي القرى اللبنانية . كانت معاملة اهل القرى حسنة وبعد الاسكندرونه انتقلنا الى بلدة الحنيّة وقسم ذهب الى بلدة القليلة والعزيّة . توفى والدي محمود في الحنيّة عام 1966 ودفن في مقبرتها ، تركت وفاته اثراً في نفسي . كانت امي عليّا جمعة قد سبقته في الوفاة في عام 1947 في فلسطين ودفنت في مقبرة خربة جالين . اما اصدقاء طفولتي في فلسطين ، فهم : مصطفى حمود فاعور ، محمد حمود فاعور ، احمد فهد الموسى وقد ماتوا جميعاً ودفنوا في ارض فلسطين.
خيط الدّم ، الأفق المُدمّى
محمود كلم
مثل معظم قرى الجليل المسروقة من وطنه، تمتد قرية جالين على السفح الغربي لجبل الجرمق الذي يشكّل مع سلسلة جبال لبنان الغربية الحدود الفاصلة بين لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة، يحتضنها وادي القرن وتنام على ذراعه في دعةٍ وطمأنينة.
درجت أقدامه في مرابعها ومروجها، وزرع سيقانه في تربتها كعود الريحان صبيّاً. وشبّت قامته مع أشجار الزيتون فيها ينافسها التجذر والطول، وارتوى جسده من خرير وادي القرن، وفي مائه اغتسلت طفولته وصباه. مع عصافير الجليل زقزق وغرّد ومن ثم مات. ومع السنونو العائد إلى أوطانه حلّق في فضاءات الله الرحبة. وفي لياليها المقمرة كان في المغيب يترصّد الأقمار، ويرصفها علامات في دربه المجهول.
كان يحدّق في ليالي جالين المظلمة وهو صبيّ فيشعر برجفة خوف في أوصاله لا يعرف أسبابها ومصدرها. كان الافق الممتد أمامه ذراع غولٍ يحاول الإطباق عليه فيهرب منها بروحه، بينما تظل أقدامه مسمّرة في الأرض. كان كل ما في جالين يقتات من جسده. إنه عِشْق الإنسان للأرض؛ عشق من النوع القاتل المميت من دون رحمة.
حين تنطفئُ فوانيسُ الليل وتُطبقُ العتمةُ على الروح، يظلُّ وجهه دليل السائرين في ظلمته وروحه أغنيةً تخترق ستار الليل كمزامير الرعاةِ.
عبدالله محمود كلّم المولود في قرية جالين قضاء عكا، فلسطين عام 1928، فيها عاش ولم يفارقها إلا حين ووري جسده في التراب. عاش فيها «غريب» كامو، وكان «قحط بن جداب» عند مظفر النواب عارياً لا يملك شيئاً، ولا حتى حفنةً من تراب قريته. عرف الحزن صديقاً له وتعرّف إليه وهو في سن مبكرة، فعقد معه حلفاً أبديّاً، ظلّ وفياً لهذا الحلف حتى لحظات موته حين أحسّ به، هذا الزائر غير المرغوب بزيارته يصرخ في أذنيه، يدقّ الباب عليه، فأخبر مَن حوله بالزيارة غير المعلنة وغير المرّحب بها. افترش سجادته الصغيرة واستدار بوسادته صوب القبلة، وأغمض عينيه الإغماضة الأخيرة.
بكى عبدالله محمود حسن صالح كلّم أمَّه عليا في سن مبكرة، وذرف الدموع عليها، فعاش يتيماً مع شقيقه الأكبر فهد ووالده الذي بقي وفيّاً لزوجته؛ فلم يتزوج بأخرى حتى رحيله.
لم يمضِ وقت طويل حتى نعى شقيقه فهد الذي اغتالته قوات الاحتلال البريطاني عام 1945 فبكاه مرّ البكاء.
لم تستطع الأزمات ولا المحن أن تثني قامته؛ فظلّ منتصب القامة عالي الهمّة، ولا النوائب أن تنال من روحه وعزيمته، أو كبريائه، أو تبدّل في سلوكه وفي أخلاقه، بل ظلّ كما عرفه أهل قريته، رقيق الحواشي، زاخراً بالعاطفة، ليّناً ومتسامحاً، سهل العريكة، حلو الحديث، دمث الأخلاق، ليّن المشاعر رغم الحزن والخراب الذي في داخله.
كان يرى المستقبل سراباً أمامه كمن يقرأ الغيب، فيضرب كفاً بأخرى ندماً وخيبة بقيادة الثورة الفلسطينية التي رأى أنها ليست سوى تاجر يحمل وطناً للبيع في حقيبته، فلم تعد أهلاً للأمانة ولا جديرة بالمسؤولية، مسؤولية شعب تشتّت في جهات الأرض.
كانت أرض فلسطين وترابها هاجسه، وأغنيته التي صاغ لحنها بنفسه. كانت نقطة الضوء في ليله الحالك، يسعى نحوها حثيث الخطى. لم يستطع العيش بعيداً منها، من حدود دولته الحالم بغدها؛ فلسطين الشمالية؛فلم يغادر قضاء مدينة صور في جنوب لبنان طوال حياته. وإليها - أرض فلسطين- تعود أسباب تعلّمه القراءة والكتابة على يد تاجر ثياب أردني، حين زار أرضه مرة، من عدة مرات، متسلّلاً، فألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض عليه، فاستضافه مرحّبا به سجن الرمل في مدينة صور ليقضي فيه ثمانية عشر شهراً بتهمة وجريمة لم يرتكبها ولم يعرف عنها وعن أصولها شيئاً.
ظلّ حلم العودة طيفاً يراوده في الصحو وفي النوم، وحنيناً يكابده، ونشيجاً يقطّع أوصاله، وعطشاً ليس من ريٍ له، فرحل رحلته الأخيرة (26-2-2012) وترك وراءه هذا الكمّ القاتل من الحنين المشتعل والعودة التي لم تتحقّق.
أبا علي وداعاً!!
أعلام من القرية
عبد الله كلّم: خيط الدّم، الأفق المُدمّى
المؤرخ والكاتب محمود
مثل معظم قرى الجليل المسروقة من وطنه، تمتد قرية جالين على السفح الغربي لجبل الجرمق الذي يشكّل مع سلسلة جبال لبنان الغربية الحدود الفاصلة بين لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة، يحتضنها وادي القرن وتنام على ذراعه في دعةٍ وطمأنينة.
درجت أقدامه في مرابعها ومروجها، وزرع سيقانه في تربتها كعود الريحان صبيّاً. وشبّت قامته مع أشجار الزيتون فيها ينافسها التجذر والطول، وارتوى جسده من خرير وادي القرن، وفي مائه اغتسلت طفولته وصباه. مع عصافير الجليل زقزق وغرّد ومن ثم مات. ومع السنونو العائد إلى أوطانه حلّق في فضاءات الله الرحبة. وفي لياليها المقمرة كان في المغيب يترصّد الأقمار، ويرصفها علامات في دربه المجهول.
كان يحدّق في ليالي جالين المظلمة وهو صبيّ فيشعر برجفة خوف في أوصاله لا يعرف أسبابها ومصدرها. كان الافق الممتد أمامه ذراع غولٍ يحاول الإطباق عليه فيهرب منها بروحه، بينما تظل أقدامه مسمّرة في الأرض. كان كل ما في جالين يقتات من جسده. إنه عِشْق الإنسان للأرض؛ عشق من النوع القاتل المميت من دون رحمة.
حين تنطفئُ فوانيسُ الليل وتُطبقُ العتمةُ على الروح، يظلُّ وجهه دليل السائرين في ظلمته وروحه أغنيةً تخترق ستار الليل كمزامير الرعاةِ.
عبد الله محمود كلّم المولود في قرية جالين قضاء عكا، فلسطين عام 1928، فيها عاش ولم يفارقها إلا حين ووري جسده في التراب. عاش فيها «غريب» كامو، وكان «قحط بن جداب» عند مظفر النواب عارياً لا يملك شيئاً، ولا حتى حفنةً من تراب قريته. عرف الحزن صديقاً له وتعرّف إليه وهو في سن مبكرة، فعقد معه حلفاً أبديّاً، ظلّ وفياً لهذا الحلف حتى لحظات موته حين أحسّ به، هذا الزائر غير المرغوب بزيارته يصرخ في أذنيه، يدقّ الباب عليه، فأخبر مَن حوله بالزيارة غير المعلنة وغير المرّحب بها. افترش سجادته الصغيرة واستدار بوسادته صوب القبلة، وأغمض عينيه الإغماضة الأخيرة.
بكى عبد الله محمود حسن صالح كلّم أمَّه عليا في سن مبكرة، وذرف الدموع عليها، فعاش يتيماً مع شقيقه الأكبر فهد ووالده الذي بقي وفيّاً لزوجته؛ فلم يتزوج بأخرى حتى رحيله.
لم يمضِ وقت طويل حتى نعى شقيقه فهد الذي اغتالته قوات الاحتلال البريطاني عام 1945 فبكاه مرّ البكاء.
لم تستطع الأزمات ولا المحن أن تثني قامته؛ فظلّ منتصب القامة عالي الهمّة، ولا النوائب أن تنال من روحه وعزيمته، أو كبريائه، أو تبدّل في سلوكه وفي أخلاقه، بل ظلّ كما عرفه أهل قريته، رقيق الحواشي، زاخراً بالعاطفة، ليّناً ومتسامحاً، سهل العريكة، حلو الحديث، دمث الأخلاق، ليّن المشاعر رغم الحزن والخراب الذي في داخله.
كان يرى المستقبل سراباً أمامه كمن يقرأ الغيب، فيضرب كفاً بأخرى ندماً وخيبة بقيادة الثورة الفلسطينية التي رأى أنها ليست سوى تاجر يحمل وطناً للبيع في حقيبته، فلم تعد أهلاً للأمانة ولا جديرة بالمسؤولية، مسؤولية شعب تشتّت في جهات الأرض.
كانت أرض فلسطين وترابها هاجسه، وأغنيته التي صاغ لحنها بنفسه. كانت نقطة الضوء في ليله الحالك، يسعى نحوها حثيث الخطى. لم يستطع العيش بعيداً منها، من حدود دولته الحالم بغدها؛ فلسطين الشمالية؛فلم يغادر قضاء مدينة صور في جنوب لبنان طوال حياته. وإليها -أرض فلسطين-تعود أسباب تعلّمه القراءة والكتابة على يد تاجر ثياب أردني، حين زار أرضه مرة، من عدة مرات، متسلّلاً، فألقت الأجهزة الأمنية اللبنانية القبض عليه، فاستضافه مرحّبا به سجن الرمل في مدينة صور ليقضي فيه ثمانية عشر شهراً بتهمة وجريمة لم يرتكبها ولم يعرف عنها وعن أصولها شيئاً.
ظلّ حلم العودة طيفاً يراوده في الصحو وفي النوم، وحنيناً يكابده، ونشيجاً يقطّع أوصاله، وعطشاً ليس من ريٍ له، فرحل رحلته الأخيرة (26-2-2012) وترك وراءه هذا الكمّ القاتل من الحنين المشتعل والعودة التي لم تتحقّق.
مواقع سكنها عرب السمنية
- حوارة: تقع أراضي حوارة شرقي جالين وشرقي خربة الصوانة، وشمال وادي القرن، وجنوب وادي كَركَره وعرب العرامشة، وغرب إقرت وتربيخا. والآن تعتبر أراضيها أملاك غائبين وتمّ الاستيلاء عليها من قبل المُغتصبات الصُّهيونية. تعود ملكية معظم أراضي حوارة إلى مختار عشيرة عرب السّمنيّة نايف الحسن، تبلغ مساحتها 100 دونم. وكان قد اشتراها من جريس الإبراهيم من بلدة إقرت. أُقيمت أواخر سنة 1980م على أراضيها مستوطنة حوارة (غرانوت بالعبرية)، وتُدعى صُفافة.
- خربة عربين: تقع على بعد 23 كيلومتراً (14 ميل) شمالي شرق مدينة عكا على رقعة مرتفعة من الأرض، إلى الجنوب من عرب العرامشة ووادي كَركَره، والى الشمال من وادي القرن، والى الغرب من إقرت وتربيخا، والى الشرق من جالين والصوانة، وكان بعض من أفراد عشيرة عرب القليطات يسكنون خربة عربين مع عشيرة عرب السّمنيّة. تعود ملكية معظم أراضي خربة عربين إلى عشيرة عرب السّمنيّة.خربة عربين اليوم، أسس كيبوتس إدمث في سنة 1958م على الأراضي الواقعة إلى الغرب من خربة عربين. كما أسست مستوطنة غورن في سنة 1950م على الأراضي الواقعة إلى الجنوب منها.
- خربة عين حور: تقع قرب خربة عربين الى الجنوب من عرب العرامشة ووادي كَركَره، وإلى الشمال من وادي القرن، وإلى الغرب من إقرت وتربيخا، والى الشرق من جالين والصوانة، وتعود ملكيتها إلى على قيطان كلّم (ابو حسين).
- مرج إدمث: يقعُ شرقيَّ عينِ حور، والى جنوب عشيرةِ عربِ العرامشة، قربَ الحدودِ اللبنانية -الفلسطينية، ويقع شمال شرق خربة الصوانة ووادي كَركَره، والى الغرب من إقرت وتربيخا. وإلى خليفة جمعة من عشيرة عرب السّمنيّة، ترجع ملكية مرج إدمث القريب من عربين.
- خربة الصوانة: يحدها من الجهة الشمالية الشرقية مرتفعات إدمث وعرب العرامشة ووادي كَركَره، ومن الغرب سهل البصة والزيب، ومن الشرق جالين وكيبوتس إيلون، ومن الجنوب عبدون وعين الخردلية وتسمى أيضاً عين أم طمرون ووادي القرن. تعود ملكية معظم أراضي الصوانة إلى آل كلّم وآل الهوشي، ومساحتها 120 دونمًا. ولكن كيف انتقلت ملكية هذه الأراضي الى آل ألهوشي وآل كلّم؟ خِربة الصوّانة، هي في الأصل أرض أميريّة تابعة للدولة العثمانية، تَملَّكها صالح الأحمد من عرب السّمنيّة نتيجة خدماته للدولة العثمانية، وانتقلت بالوراثة إلى علي قيطان كلّم ابن بنت المالك: (أمُّهُ فضّة الأحمد)، ومن ثمَّ حصل نزاعٌ على الأرض مع أبناء عم صالح الأحمد وآل الهوشي. توصَّل بعدها الطَّرفان الى تقسيم الأرض بعد تدخل وجهاء من عشيرة عرب السَّمنيّة ووجهاء البّصَّة، وكذلك قاضي الصُّلح في الجليل الأعلى عاطف سرحان بشكل مباشر لحسم النِّزاع من دون أن يؤدي إلى اقتتال.أقيمت مستوطنة يعرا سنة 1950م على أراضي خربة الصّوانة، وفي منطقة تل الهوى جنوب خربة الصّوّانة أُقيمت سنة 1953 م مستوطنة التَّعمريَّة.
- وادي العطاعطا: العطاعطا يملكون أراضي وادي العطاعطا ويسمى ((خُر العطاعطا)) باللهجة البدوية، ويمتد من خربة عربين إلى عين يارين في لبنان.
- سويجيرة: منطقة ((سويجيرة))، وهي تلة مرتفعة قليلاً يحتضنها سهل المناوات الى الغرب من ترشيحا ومعليا في قضاء عكا شمال فلسطين. في 30 تشرين أول 1948م كانت مسرحاً لمذبحة بحق عشيرة عرب السّمنيّة ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني، وعرفت باسم مجزرة عرب السمنيّة، ويعود فضل توثيقها للمرة الأولى في خارطة فلسطين للدكتور سلمان أبو سته. أُقيم على أراضيها سنة 1952م موشاف عبدون، وهو موشاف زراعي يسكنه يهود من إيران.
- خربة جالين: على بعد قرابة نحو 4 كيلومتر شمال ترشيحا تقع أراضي خربة جالين " بلاد الشُعب " أرض عشيرة عرب السّمنيّة. تمتد أراضي خربة جالين على السفح الغربي لجبل الجرمق الذي يشكل مع سلسلة جبال لبنان الغربية الحدود الفاصلة بين لبنان والأرض الفلسطينية المحتلة، يحتضنها وادي القرن من الجنوب، ووادي كَركَره وعرب العرامشة والضهيرة من الشمال، وإقرت وتربيخا من الشرق، والبصة والبحر الأبيض المتوسط من الغرب. كانت تعود ملكية أراضيها الى عاطف سرحان من سكان الكابري، وقد باعها إلى حمود مصطفى فاعور من عشيرة عرب السَّمنيّة سنة 1944م، وتبلغ مساحتها 60 دونمًا، كما باع محمد حسن أبو رمزي من أهالي ترشيحا 70 دونماً الى حمود مصطفى فاعور سنة 1945 م، وأرض السنديانة لأولاد عاطف سرحان بِيعَتْ إلى علي سعيد الفاعور من عشيرة عرب السَّمنيّة سنة 1946 م ومساحتها 80 دونمًا، كما اشترى عبد الله حسين ال الفاعور أرضاً من مهنّا سمارة، مساحتها 30 دونماً سنة 1947م. أرض الوحلة يملكها فهد محمود كلّم وفايز جمعة خليفة، تم شراؤها من فايز قدّورة من أهالي ترشيحا سنة 1945م ، ومساحتها 19 دونماً وبثمن 500 ليرة فلسطينية، وصادقَ على عقد البيع المختار فهد شريح من ترشيحا بعد أن استلم 5 ليرات فلسطينية أجرة على ذلك. أرض سعيد الكندي اشتراها من علي حمود من ترشيحا سنة 1944م مساحتها 3 دونمات. أُقيم كيبوتس إيلون غرب جالين أرض عشيرة السّمنيّة في 24 تشرين الثاني عام 1938 م على أراضٍ باعها الى اليهود مواطن لبناني اسمه إلياس قطيط.
- قلعة وادي القرن (قلعة المانفورت): تقع جنوب شرقي خربة الصوانة، أرض عشيرة عرب السّمنيّة، بين الأشجار التي تزين الجبال حول وادي القرن في الجليل الأعلى شمال فلسطين، توجد قلعة مانفورت.فهي بالأصل قلعة رومانية بيزنطية وقد أعاد بناءها الصليبيون الفرنسيون على ضفاف الوادي لتشكِل بُرجاً لمراقبة المنطقة. هاجم الظّاهر بِيبَرس القلعة صيف عام 1267م لكنّه لم يتمكّن منها، وعاد إليها عام 1271م واستعادها بعد حصار دام أسبوعاً، هُدِمَتْ أجزاء كثيرة منها وما تزال بقاياها ماثلة للعيان إلى يومنا هذا.
- خِربة سُمَح: تقع على تل صخري مرتفع عن محيطه، وعلى بعد 20 كلم شمال شرق عكا.تحدها من الشمال المنحدرات المتجهة نحو وادي كَركَره وعرب العرامشة، ومن الجنوب وادي القرن، ومن الشرق جالين (كيبوتس إيلون اليوم)، ومن الغرب الصوانة (مستوطنة يعرا اليوم). وتحتوي أراضيها على مقبرة لعشيرة عرب السّمنيّة، وضمت أراضيها أيضا معالم أثرية هامة وأساسات قديمة ومدافن منحوتة في الصخر. يقيم أهلها اليوم في مخيمات اللجوء في لبنان
القرية اليوم
إن الناظر إلى حيث كانت تقيم عشيرة عرب السّمنيّة لا تقع عينه اليوم إلا على بقايا اطلال واكوام اتربة وكدس حجارة. لم يبقَ من مَعْلَم الامس الذاهب سدىً سوى قاعٍ بلقعٍ ومأوىً للبوم والغربان تنعي سكانها صباح مساء.
الشاهد الحي الوحيد الذي يذكّر العابرين بهذا المكان ويعيد الى الذاكرة المأساة بكل فصولها وحيثياتها هو جلالي التين واشجار الزيتون والعنب تحكي للصغار الذين سيكبرون في ظل آلة الحرب تاريخ ومسيرة اولئك الشرفاء الذين تمسكوا بالأرض ورووا عطش ترابها من دمهم.
اليومَ أصبحَتْ أرض عشيرة عرب السّمنيّة مساكن للغرباء ومحميَّةً طبيعيَّةً ومنتجعًا سيّاحيًّا ومتنزهاتٍ واسعةً، يتمتعُ الغرباءُ بمناظرِها الخلَّابةِ، بينما أهلُها ينظرونَ إليها بشوقٍ وحنينٍ من بعيدٍ، ينتظرونَ عودتَهم الحتميَّةَ.
الباحث والمراجع
1- تم الاعتماد بشكل رئيس على ما كتبه ابن العائلة المؤرخ الأستاذ محمود كلّم
2-بدو مرج ابن عامر والجليلين بين الماضي والحاضر، د. شكري عراف، 2001م
3- عشائر قضاء عكا، محمود عبدالله كلم ، دار بيسان للنشر والتوزيع ، شباط 2016
4- شبكة العودة: https://alawda-pal.com/articles/583