معلومات عامة عن سلوان / حامية القدس - قضاء القدس
معلومات عامة عن قرية سلوان / حامية القدس
هي سلوان أو حامية القدس كما يحلو للبعض تسميتها، فالمكان والسكان لعبا دورا كبيرا في دعم ثبات وصمود الأقصى والمقدسيين،
تُعد سِلوان البلدة الأكثر التصاقا بسور القدس التاريخي والحامية الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك، وكانت تمتد أراضيها حتى منطقة الخان الأحمر بين مدينتي القدس وأريحا، حتى أُطلق على تلك المنطقة قديما اسم "خان السلاونة" قبل أن يصادر الاحتلال معظم أراضيها وتُقتصر البلدة الآن على 12 حيّا بمساحة 5 آلاف و640 دونما.
الحدود
تحدّها القرى والبلدات التالية:
الشمال : المسجد الاقصى
الغرب: حي الثوري
الجنوب: جبل المكبر
الشرق: ابو ديس العيزرية جبل الطور
العمران
كانت القدس قد أقيمت على أربعة تلال أكسبتها أهميّة إستراتيجيّة وهي
- جبل صهيون: وهي المنطقة الّتي يقام عليها الآن حي النّبي داود وحارة الأرمن.
- جبل موريا: وهو الهضبة الّتي يقوم عليها الآن المسجد الأقصى.
- جبل بيزتا: وهو البقعة الّتي تقوم عليها أحياء باب حطة وباب السّاهرة.
- جبل أوفل: التّل الكائن بين سور الأقصى وقرية سلوان والّتي يطلق عليها تل الضهور. “المفصّل في تاريخ القدس”
غير أنّ البناء والعمران في سلوان بدأ في العصر الأموي، ويرجّح هذا القول الحفريّات جنوب المسجد الأقصى المبارك، والّتي تظهر للعيان اليوم القصور الأموية الّتي شيّدها الخلفاء الأمويّون لإبراز تعلّقهم بالمسجد الأقصى... بأبنية حجريّة منخفضة الارتفاع. وكانت معظم بيوت القرية مقتصرة على السفح الشرقي لوادي قدرون- وادي جهنّم- ومع تزايد التعداد السكّاني اتسعت رقعة البناء لتشمل جميع أنحاء سلوان.”تلة سلوان- نواة القدس. علياء الزعبي.
معالم القرية
وادي حلوة
برز حي وادي حلوة، وهو المدخل الشّمالي الرئيسي لبلدة سلوان والملاصق لسور القدس والمسجد الأقصى المبارك، والى باب المغاربة في واجهة الاستهداف الإسرائيلي نظرا لأهميّته التاريخيّة. وادعاء الجمعيّات الاستيطانيّة وعلماء الآثار بايجاد حجارة للهيكل المزعوم في هذا الحي.
منطقة القصور الاموية
تقع القصور الأموية على مدخل بلدة سلوان على الجهة الشماليّة ، ويعدّ من أحد أهم المواقع الأثريّة الإسلاميّة، سيطرت سلطات الاحتلال على المنطقة، وتم افتتاحها في حزيران 2011 على انّها "مطاهر للهيكل المزعوم"، حيثُ بنت فيها مدرّجات ومنصّات حديديّة على شكل مسار أطلق عليه "مسار توراتي لمطاهر الهيكل"، وتتواصل عمليات الحفر في منطقة القصور الأمويّة منذ سنوات، وقامت السلطات بسرقة حجارة ضخمة وأتربة من الموقع.
ازدادت وتيرة عمليّات الحفر والتنقيب ومصادرة الأراضي من جهة، والاستيلاء على المنازل بطرق ملتوية وتسريب الكثير منها للمستوطنين بدون وجه حق من قبل أصحاب النّفوس المريضة والمصالح الشخصيّة على حساب الأرض والانسان الفلسطيني المرابط.
في بداية عام 1986 تأسّست جمعيّة العاد الاستيطانيّة. ادّعى رئيس الجمعيّة حينها أنّه دليل سياحي وتعرف على أحد سكّان البلدة وعمل معه بمجال السياحة، وبعد سنوات قليلة قام بالاستيلاء على عقاره وشرعت جمعيّة العاد بالسيطرة على أملاك المواطنين تحت قانون "أملاك الغائبين" في حين يمنع هذا القانون العرب من العودة إلى منازلهم في غربي القدس "كالطالبيّة والبقعة وغيرها"، وبمساعدة بما يعرف الصندوق القومي "الكيرن كيمت" بمصادرة الأراضي ونقل أملاكها إلى جمعيّة العاد الاستيطانيّة.
وتولّت جمعية العاد مسؤوليّة حماية وحفظ "الحديقة الوطنيّة" المسمّاة "مدينة داود" والّتي تشرف عليها "سلطة الطبيعة والحدائق"، في حين ضاعفت سلطة الآثار عمليّات التنقيب والحفريّات بصورة مخالفة لكل القوانين.
ساهمت وزارة السياحة بجلب السيّاح اليهود والأجانب من أنحاء العالم لزيارة ما أسمته "مدينة داود" والّتي أصبحت محجّاً للسيّاح، في حين عرضت جمعيّة العاد الرواية التوراتيّة اليهوديّة بالصور والأفلام لاغيه كل اجزاء واسعة من الحضارات العريقة الّتي تعاقبت وتركت آثارها في المنطقة .
ساحة باب المغاربة
اثر عمليّة مسلّحة قام بها عدد من الشبّان الفلسطينيّين عام 1981 ضد قوات الاحتلال "وحدة جفعاتي" وقتل فيها 6 جنود قامت سلطات الاحتلال بتسمية ساحة باب المغاربة (وادي حلوة ) بساحة جفعاتي، وضعت سلطات الاحتلال اليد على الساحة وحوّلتها الى موقف "جفعاتي" خاص للمستوطنين، وتحاول جاهدة منذ سنوات اقامة مشروع "مجمع كيدام – عير دافيد- حوض البلدة القديمة"، مخصص لاستخدام علماء ودائرة الاثار الإسرائيليّة، اضافة الى قاعات مؤتمرات وغرف تعليميّة، ومواقف لسيارات السيّاح والمستوطنين، ومكاتب خاصة لجمعية العاد الاستيطانيّة،
كانت ساحة باب المغاربة مصدر رزق رئيسي لسكّان حي وادي حلوة ومقراً وملتقى للتجّار الفلسطينييّن لبيع بضائعهم للسيّاح إضافة الى بيع المثلّجات والمأكولات لهم، وفي ساعات اللّيل كانت الساحة تعتبر المنفس الوحيد لأطفال وشبّان الحي بتحويلها الى مكان للتدريب على رياضية "كرة القدم"، وكانت الساحة تعتبر ملعب تدريب رئيسي لنادي "اهلي سلوان الرياضي" الّذي اغلق ابان الانتفاضة الاولى .
الحارة الوسطى
كان أهالي بلدة سلوان يقسمون جغرافيا البلدة بالحارة الفوقا والحارة الوسطى والحارة التحتا، وفي عام 1882 هاجر يهود اليمن الى الأراضي الفلسطينيّة وسط دعوات المنظّمات الصهيونيّة حينها ليهود العالم بالهجرة الى فلسطين، وبعد رفض اليهود الغربيّين استقبالهم في تجمعاتهم كونهم شرقيّين، استقبلهم أهالي سلوان 1884 واسكنوهم في الحارة الوسطى ، وعاش اليهود مع اهالي سلوان سنوات عديدة باستقرار وسعادة حتّى عام 1936م، بعث يهود اليمن رسائل شكر وامتنان لاهالي سلوان على السّنوات الّتي عاشوها سويا.
أبرز أحيائها:
وادي حلوة، بطن الهوى، رأس العامود، وادي الربابة، عين اللّوزة، بير أيوب، الحارة الوسطى.
قدّمت أبناءها مناضلين وشهداء وأسرى منذ بدايات الاستعمار البريطاني، وساهموا في حماية قطاع القدس الشرقيّ من الاحتلال عام 1948. حوالي ربع أسرى القدس المحكومين أكثر من 10 سنوات هم من أبناء سلوان، منهم صاحب أعلى حكم لأسير مقدسي: وائل قاسم (35 مؤبداً و50 عاماً).
الآثار
تقع في سلوان القصور الأموية، الّتي بناها الأمويون قبل أكثر من 1300 عام بمحاذاة المسجد الأقصى، وما زالت تحافظ على ملامحها رغم ما تعرضت له من ضرر بفعل عوامل الطبيعة والحروب ومحاولات التهويد.
كما تضمّ سلوان قبورا تاريخيّة من الفترة اليونانية وُجدت " للتقديس والبركة والحياة الخالدة بعد الموت"، كما كان يعتقد في تلك الفترة. ومن بينها أضرحة "طنطور فرعون" الضخمة الّتي تقع في الطريق الواصل بين سلوان والمسجد الأقصى.
ولا يخلو وادي الربابة من الآثار الّتي خلّفتها الحضارات المتعاقبة، أبرزها "دير النّدم" اليوناني، الّذي أنشئ عام 1893 ليخلّد حادثة انتحار "يهوذا الأسخريوطي" أحد تلاميذ عيسى عليه السلام، وهنا علّق نفسه على شجرة نادما على تسليم المسيح، تمهيدا لمحاكمته وصلبه.
وكل واد من أودية سلوان كان يضم في نهايته طاحونة للقمح، بالإضافة إلى الكثير من الآثار الكنعانيّة الّتي تقع داخل مشروع "مدينة داود" الاستيطاني.
السكان
تقوم بلدة سلوان على سلسلة منحدرات تفصل بينها عدة أودية أهمها وادي حلوة، وادي الربابة، وادي ياصول، ومن أحيائها حي البستان، بئر أيوب، عين اللّوزة، بطن الهوى، الحارة الوسطى، رأس العامود، صويلح، الشيّاح، الفاروق، والثوري- وهو من أكبر الأحياء التّابعة لمنطقة سلوان التاريخيّة يبلغ عدد سكانه قرابة 15 ألف نسمة وهو يقع في الناحية الجنوبيّة الغربيّة لبلدة سلوان، وقسم كبير من حي الثورى تم احتلاله عام 1948.
وسميت سلوان بحامية القدس لانّ حدودها تشكل قوسا يمتد من الناحية الشرقيّة الجنوبيّة حتّى الجنوبيّة الغربيّة
سكان وأهالي بلدة سلوان
تتميّز سلوان بأنّها مجتمع عشائري في إطار عائلي ونسيج متماسك، يتكوّن من عدّة حمائل: الروايضة والذيابية والمهربشية والنجادة والصيامية والعباسيّة والقراعين والمحاريق والعليوات.
الأهمية الدينية لبلدة سلوان:
تتمتّع بلدة سلوان بسمة دينيّة مميّزة.. ففيها عين سلوان وبئر أيوب، وقد روي الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم انّه قال: "ان الله اختار من المدائن أربعاً مكة وهي البلد الحرام...والمدينة وهي النخلة المنورة... وبيت المقدس وهي الزيتونة... ودمشق وهي التين. واختار من العيون أربعاً ففي سورة الرحمن يقول "فيهما عينان تجريان..وفيهما عينان نضاختان" أما اللّتان تجريان فهما عين سلوان وعين بيسان، واما نضاختان فهما زمزم وعين عكا". وقال خالد بن معدان أن عيني زمزم وسلوان من عيون الجنة.
كما تقول كتب السيرة أن الملائكة قد حفرت بئر ايوب إكراما لنبي الله أيوب.. وطول البئر ثمانون ذراعا... وعرضه أربعة أذرع .. وهو مبني بحجارة عظيمة لا يمكن للإنسان أن يحملها أو ينقلها، ويقول الله تعالى " أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب"، لنبي الله أيوب حتّى يشفي من مرضه... فنبع الماء من هذا البئر. هذه المكانة الدينيّة لم يوليها الفلسطينيّون والعرب الاهتمام الكبير." (1)
اشتهرت بلدة سلوان حتّى الخمسينيّات من القرن الماضي بالزّراعة لخصوبة أراضيها الواسعة ووفرة المياه والينابيع... وكانت البلدة تعتبر واحدة من أهم السلال الغذائيّة للمدينة المقدّسة، ومن أشهر المحاصيل الحبوب، القمح، الشعير، البقوليات، الخضراوات... ومن الأمثلة الشعبيّة التراثيّة الّتي يعتزّ بها السلاونة- للدلالة على شهرة بلدتهم بالزراعة " جاي تبيع السلق على أهل سلوان." وهو مرادف للمثل الشعبي " جاي تبيع المي بحارة السقايين ! ".. وأشجار الزيتون والتين الّتي كان يغطى مساحات واسعة من الأراضي والرمان ودوالي العنب، غير أنّه مع التزايد السكّاني والتوسع العمراني تقلّصت الى حد بعيد عن البساتين والأراضي المزروعة.
(1) الأنس الجليل بين القدس والخليل الجزء الثاني
عائلات القرية وعشائرها
- عشيرة الروايضة: وتضم فروع عوده وعواد والحليس وسالم وأبو راضي والأعور.
- عشيرة الذبابية: وتضم فروع أبو ذياب وسرحان وجلاجل وأبو خاطر وسمرين وأبو شافع.
- عشيرة الصيامية: وتضم فروع سليمان وعطا الله وحموده ورمضان وحسين وعبد الرزاق وشعبان وهادية وصيام العوير
- عشيرة المهربشية: وتضم فروع جبر وشرف وعوض الله درويش وعويضة الدبان وشعبان وعيسى ومصطفى وياسين وآبو صوي وزيادة .
- عشيرة النجادة: وتضم فروع ناصر وعثمان ومنصور وداود ورشيد وحسين وبزبز ونجدي وعيد وسلامة عاصي وسالم موسى العبد.
- عشيرة العباسيّة: وتضم فروع عبد الكريم وعبد الجواد وعبد الرحمن.
- عشيرة القراعين: وتضم فروع سليمان وحجاج وبدر وبدران وعقيل.
- عشيرة المحاريق: وتضم فروع عطا الله وحمد وعويس والعنبر وعبد الحق والنجّار وعيّاش وعديلة والغول وفتحيّة وصبيح والزغل.
- عشيرة العليوات: وتضم فروع أبو تايه وأبو قلبين والقاق وبيضون ورمضان والشيخ وبربر ومراغة وعثمان وعليّان ودرويش ومشعل وشاهين.
الاستيطان في القرية
صودرت أراضي خان السلاونة بعد حرب 1967 ،وأقيمت عليها مستعمرة "معالي أدوميم"، وتقوم مجموعة من المؤسّسات الاستيطانيّة الإسرائيليّة ذات الأجندة السياسيّة اليمينيّة المتطرّفة باستثمار القانون الإسرائيلي واستغلاله لمحاولة الاستيلاء على مساحات أخرى من مساحة البلدة. وأهم هذه القوانين العنصريّة "قانون العودة" اليهودي، بالإضافة إلى "قانون حرس أملاك الغائبين" الّذي ينص على فقدان ممتلكات كل فلسطيني اضطر إلى الخروج من فلسطين أو السفر أثناء احتلال القدس في عام 1967
يواجه آلاف الفلسطينيّين في سلوان خطر التهجير من بيوتهم إما بحجة البناء غير المرخّص، أو بفعل نشاط المنظّمات الاستيطانيّة الّتي تدّعي ملكيتها للعقارات.
.
تفاصيل أخرى
يعتقدُ المؤرخون أنّ سلوان كانت النواة الأولى التي بُنيت عليها القدس إبّان العصر البرونزي المُبكّر قبل نحو خمسة آلاف سنة، وبالتحديد في مُنحدر وادي حلوة ومنطقة العين وبركة سلوان. كانت عيونُ سلوان مصدر المياه الوحيد لمدينة القدس، وما كان من المُمكن إقامة تجمّع حضري في القدس بدونها، لذا فقد شقّ اليبوسيون أنفاقاً لجرّ المياه منها إلى داخل حصنهم، وظلّت هذه الأنفاقُ تُستعمل بعدهم زمناً طويلاً. لقد أظهرت الحفريّاتُ أنّ سلوان ظلّت مأهولةً بالسُكان بشكل مُستمر تقريباً مُنذ الألفيّة الرابعة قبل الميلاد، كما تُشكّل آثار الحُصون وأنظمة المياه المُعقّدة شواهدَ تدلُّ على وجود مدينةٍ كبيرةٍ على ذلك المكان بحلول القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي قبلَ وصول العبرانيين بسبعة قرون. تذكرُ الروايات أنّ حصن يبوس استعصى على الملك داود، ولم يتمكّن من فتحه إلا عندما اكتشف فتحة النفق الذي يجرّ مياه العين إلى داخل الحصن، فنَفِذَ جُنده منه إلى داخل الحصن وتمكنّوا من الاستيلاء عليه، وكان ذلك في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، بيد أنّ هذه الرواية غيرُ مقبولةٍ عند مُعظم المُؤرّخين. وفي أوائل القرن السابع قبل الميلاد أمر حزقيا ملك يهوذا بشقّ نفقٍ يُعرف اليوم بنفق حزقيا (أو نفق سلوان) استعداداً لحصارٍ وشيكٍ كانت ستتعرّض له المدينةُ على أيدي الأشوريين، وذلك بهدفِ منع الجيوش المُحاصِرة من الوصول إلى مياه النبع، وبذلك تكوّنت بركة سلوان نتيجةَ تجمّع المياه القادمة من النبع عبرَ النفق. وقد عُثر داخل هذا النفق على نقش سلوان عام 1880، الموجودُ اليومَ في متحف إسطنبول الأثري. كما أُنشئت مدينة موتى على أرض سلوان في ذلك العهد، ويُعتقد أنّها كانت موضع دفنٍ لكبار المسؤولين في مملكة يهوذا. وفي عام 587/586 ق.م احتلّ الملكُ البابلي نبوخذ نصّر الثاني مدينة القدس ودمّرها في ما عُرف بالسبي البابلي.
المرجع: حمزة عبد الكريم صيام
تاريخ القرية
قبل الف سنة وصف المقدسي المؤرخ والجغرافي الاسلامي القرية باسم "عين سلوان " في القدس قائلا:" تقع قرية سلوان في اطراف المدينة . وفي اسفل القرية تنبع عين سلوان . نبع ذو مياه عذبة ، يسقي الحدائق الكبيرة الّتي خصّصت للوقف ."
لا يعرف اذا كانت هذه القرية القديمة مرتبطة بسلوان الحديثة الّتي في ايامنا. ويعتقد انّ القرية الحديثة بدات تتطوّر ابتداءً من القرن السّادس عشر .حيث سكن أهل القرية في البداية في مغاورالدفن الكثيرة المنحوتة في الصخور المحليّة . واعتاشوا من الزّراعة، ومن بيع مياه نهر الجيحون وعين روجل لسكّان المدينة ايام الصيف.
حسب المؤرّخين والباحثين فإنّ بلدة سلوان كانت النّواة الأولى الّتي بنيت عليها القدس قبل أكثر من خمسة آلاف سنة من قِبل اليبوسييّن وأطلقوا عليها اسم «يبوس» وهم من القبائل الكنعانيّة الّتي سكنت فلسطين، وهم أوّل من عرف زراعة الزّيتون في البلاد.
بدأ البناء والعمران في سلوان في العصر الأموي، ويرجّح هذا القول الحفريات جنوب الأقصى حيث تظهر للعيان اليوم القصور الأموية منخفضة الارتفاع وكانت معظم بيوت القرية مقتصرة على السفح الشرقي لوادي قدرون او ما يسمى وادي جهنّم. ومع تزايد التعداد السكّاني اتسعت رقعة البناء لتشمل جميع أنحاء سلوان.
احتلال القرية
سلوان تحت الاحتلال
سقطت مدينة السلام...سقطت القدس ابان النكسة ما يسمى "حرب الأيام الستّة" في حزيران عام 1967، كما سقطت الضفة الغربيّة وشبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان السوريّة.
كانت بلدة سلوان من أهم البلدات الّتي وضعت سلطات الاحتلال عينها عليها، فصادرت قرابة 73 ألف دونم من أراضيها الواسعة مباشرة بعد حرب 67 والّتي كان امتدادها حتّى الخان الأحمر، اضافة الى مساحات واسعة تم السيطرة عليها بعد حرب 48. وتعتبر سلطات الاحتلال حي وادي حلوة من بقايا "مدينة داوود" أما أحياء العباسيّة وحي البستان ووادي الربابة فتعتبرها حدائق خلفية "لمدينة داوود".
أما في القسم الشرقي الجنوبي من سلوان، وبالتحديد منطقة رأس العامود الّتي تتمتّع بموقع استراتيجي فقد بنى المستوطنون مستوطنة تتحكم بشارع القدس – أريحا القديمة، كذلك الشوارع والطرق المؤدّية إلى داخل أحياء بلدة سلوان، ولتعزيز قبضتها قامت السلطات الإسرائيليّة بإصدار أوامر هدم لعشرات المنازل في مختلف أنحاء البلدة.
عبرنة أسماء المناطق والشوارع
عملت بلدية الاحتلال على تغيير أسماء الشوارع والمناطق لاسيما داخل البلدة القديمة من القدس وفي بعض البلدات المحيطة بها، الّتي يوجد فيها بؤر استيطانيّة لطمس الواقع وتزييف التّاريخ والحقائق ، حيث أنّ الهجمة تتركّز في سلوان على وجه الخصوص. تمّ بالفعل تغيير أسماء الشوارع والأزقّة الغربيّة في البلدة إلى العبريّة لطمس الحقائق وشرعنة الاحتلال وعبرنة المنطقة.
فعلى سبيل المثال لا الحصر من الشوارع الّتي تمّت عبرنة أسمائها شارع وادي حلوة..."معلوت عير دافيد"، حي البستان "جان هميلخ" أي حديقة الملك، منطقة وادي حلوة "مدينة داود"، شارع التربة "شارع هعوفل"، ساحة باب المغاربة "موقف جفعاتي".
سلوان والصراع من أجل البقاء
منذ أن كانت سلوان حاضنة القدس والدرع الجنوبي لحمايتها من الغزوات، قدّمت مئات الشهداء دفاعاً عن القدس وثراها الطهور، وعن سلوان ذاتها للإبقاء على عروبتها وصيانة أراضيها... عدا عن تقديمها آلاف الجرحى والمعتقلين والمبعدين .
أما اليوم أمام الحملات الاستفزازيّة والاعتقالات وهدم المنازل والاعتداءات المتكرّرة من المستوطنين فإنّها تشكّل واجهة صراع حقيقي ونضال متواصل من أجل بقاءها عربيّة الأصل إسلامية العقيدة... والتجذّر في أرض الآباء والأجداد .
فالسلطات الإسرائيليّة والمستوطنون لم يكفّوا عن السعي الدؤوب لتهويد المنطقة، ولعلّ اعلان السلطات الإسرائيليّة نيّتها هدم حي البستان وإقامة الحوض المقدّس والحدائق التوارتيّة، وتسليم أصحاب المنازل قرارات هدم إداريّة قد أشعل فتيل المواجهة مع السلطات الإسرائيليّة والمستوطنين. ولا يمرّ يوم إلّا ويُمطر السكاّن بقنابل الغاز والقنابل الصوتيّة والأعيرة المطاطيّة في المواجهات مع السكّان الّذين يدافعون عن وجودهم وحياتهم وأرضهم.
كما لم تتوقّف الاعتداءات والاستفزازات على الأحياء والأهالي، إنّما لحقت بالأموات، بقرار اسرائيلي صادر أجزاء من مقبرة "السلاونة" اضافة الى زرع قبور وهمية في اراضي واسعة بالبلدة .
مقبرة السلاونة "باب الرحمة"
قضت المحكمة "الإسرائيليّة العليا" بمصادرة 180 متر مربع من أراضي الجزء الجنوبي من مقبرة باب الرحمة، والّتي هي أراض وقفيّة إسلاميّة، وهدمت سلطات الاحتلال عدة قبور بعضها احتوت على رفات مواطنين، وجزء منها كان فارغا، وتسعى السلطات الاسرائيليّة من وراء ذلك لاستخدامها كمسار سياحي. كما قامت بلديّة الاحتلال بتوسيع شارع على حساب "مقابر الاطفال" الخاصّة بالسلاونة في القسم الشّرقي من مقبرة باب الرحمة.
والجدير بالذّكر أنّ مقبرة باب الرحمة تضم قبري الصحابيين الجليلين عبادة ابن الصامت وشداد ابن اوس، مما يؤكد على أهمية المقبرة الإسلاميّة.
الباحث والمراجع
أهم المراجع
1-موسوعة عريق : تم الاسترجاع يوم 18/8/2022 https://areq.net/m/%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86_(%D9%81%D9%84%D8%B3%D8 %B7%D9%8A%D9%86).html
2- وقع متراس: تم الاسترجاع يوم 18/8/2022 https://metras.co/instagram/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D9%87%D9%85-%D9%82%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3-%D9%88%D8%A3%D9%82%D8%AF%D9%85%D9%87%D9%85%D8%8C-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D8%A8%D8%B7%D8%AA-%D8%A8%D9%86%D8%B4%D8%A3%D8%A9/
3- موقع سلوان: تم الاسترجاع يوم 18/8/2022 https://www.silwanic.net/index.php/aboutsilwan/index/ar
4-موقع الراية: تم الاسترجاع يوم 18/8/2022 https://www.raya.com/2021/07/01/%D8%B3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86-%D8%AD%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D8%B5%D9%89-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%B7%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%8A/
5- الباحث حمزة عبد الكريم صيام
مشاركات
يعتقدُ المؤرخون أنّ سلوان كانت النواة الأولى التي بُنيت عليها القدس إبّان العصر البرونزي المُبكّر قبل نحو خمسة آلاف سنة، وبالتحديد في مُنحدر وادي حلوة ومنطقة العين وبركة سلوان. كانت عيونُ سلوان مصدر المياه الوحيد لمدينة القدس، وما كان من المُمكن إقامة تجمّع حضري في القدس بدونها، لذا فقد شقّ اليبوسيون أنفاقاً لجرّ المياه منها إلى داخل حصنهم، وظلّت هذه الأنفاقُ تُستعمل بعدهم زمناً طويلاً. لقد أظهرت الحفريّاتُ أنّ سلوان ظلّت مأهولةً بالسُكان بشكل مُستمر تقريباً مُنذ الألفيّة الرابعة قبل الميلاد، كما تُشكّل آثار الحُصون وأنظمة المياه المُعقّدة شواهدَ تدلُّ على وجود مدينةٍ كبيرةٍ على ذلك المكان بحلول القرن الثامن عشر قبل الميلاد، أي قبلَ وصول العبرانيين بسبعة قرون. تذكرُ الروايات أنّ حصن يبوس استعصى على الملك داود، ولم يتمكّن من فتحه إلا عندما اكتشف فتحة النفق الذي يجرّ مياه العين إلى داخل الحصن، فنَفِذَ جُنده منه إلى داخل الحصن وتمكنّوا من الاستيلاء عليه، وكان ذلك في القرن الحادي عشر قبل الميلاد، بيد أنّ هذه الرواية غيرُ مقبولةٍ عند مُعظم المُؤرّخين. وفي أوائل القرن السابع قبل الميلاد أمر حزقيا ملك يهوذا بشقّ نفقٍ يُعرف اليوم بنفق حزقيا (أو نفق سلوان) استعداداً لحصارٍ وشيكٍ كانت ستتعرّض له المدينةُ على أيدي الأشوريين، وذلك بهدفِ منع الجيوش المُحاصِرة من الوصول إلى مياه النبع، وبذلك تكوّنت بركة سلوان نتيجةَ تجمّع المياه القادمة من النبع عبرَ النفق. وقد عُثر داخل هذا النفق على نقش سلوان عام 1880، الموجودُ اليومَ في متحف إسطنبول الأثري. كما أُنشئت مدينة موتى على أرض سلوان في ذلك العهد، ويُعتقد أنّها كانت موضع دفنٍ لكبار المسؤولين في مملكة يهوذا. وفي عام 587/586 ق.م احتلّ الملكُ البابلي نبوخذ نصّر الثاني مدينة القدس ودمّرها في ما عُرف بالسبي البابلي.