معلومات عامة عن سحماتا - قضاء عكا
معلومات عامة عن قرية سحماتا
سُحماتا تقع حوالي 25 كم شمال شرق عكا في الطريق إلى صفد وحوالي 177 كم من خط الساحل، بين البقيعة وترشيحا. الموقع محاط بالسياج، وعليه بوابة مقفلة، ويبدو من الآثار في الموقع أن المكان تحول إلى زريبة لمواشي إحدى المستوطنات اليهودية القريبة. المنظر الذي تطل عليه سُحماتا غرباً، وفيه تظهر ترشيحا والمستوطنة اليهودية مَعَلوت ترشيحا. تقع سُحماتا حوالي 600م فوق سطح البحر، ومن قمتها يمكن رؤية ساحل عكا الشارع الرئيسي الذي يربط منطقة الساحل بصفد يمر من وسط أنقاض سُحماتا ويقسمها إلى قسمين منفصلين.
الموقع والمساحة
تقع سحماتا على قمتي تلتين مرتفعتين وتبعد حوالي 25 كم شمال شرق عكا في الطريق إلى صفد وحوالي 177 كم من خط الساحل، بين البقيعة وترشيحا
يحدها من الشمال دير القاسي وفسوطة، ومن الغرب معليا وترشيحا، ومن الجنوب الغربي تفصلها عن أراضي يانوح كروم كفر سميع، ومن الجنوب قريتي البقيعة وكفر سميع، ومن الجنوب الشرقي بيت جن، ومن الشرق حرفيش وسبلان.وبلغت مساحتها 135 دونما.. وكانت تتكون من حارتين أساسيتين تفصل بينهما البرك وساحة القرية (الرحبة) التي كانت تعقد في رحابها أفراح الأعراس والمناسبات الهامة.
الحدود
حدود سحماتا:
من الشمال: دير القاسي وفسوطة
من الجنوب: قريتي البقيعة وكفر سميع.
من الجنوب الشرقي: بيت جن.
من الجنوب الغربي: تفصلها عن أراضي يانوح كروم كفر سميع .
أهمية موقع القرية
شهرة القرية:
كانت أشجار البلوط والأجاص البري تغطي أراضيها الصخرية، أما الزراعية فكانت مزروعة قمحاً وشعيراً وذرة وتبغاً وخضروات. كان في القرية معصرة آلية حديثة وثلاث معاصر قديمة للزيتون. اشتهرت بجودة تبغها ووفرة محاصيلها من التبغ. واشتهرت بكثرة نبات السماق والطيون في أراضيها. كان بها العديد من الابار. كان بها بركتان لتجميع مياه الامطار "الرحبة" ومساحتها 5 دونمات تقوم على ارض مرصوفة بالفسيفساء، والثانية نصف مساحة اختها، على ثغور البيادر تسمى "الجوانية" او "الجنوبية".
سبب التسمية
أصل التسمية
ذكر المؤرخ الفلسطيني مصطفى الدباغ في كتابه "بلادنا فلسطين" ان أصل تسمية سحماتا قد يكون قد حرّف من "سماحا" السريانية بمعنى النور والاشراق . اما الشيخ سمعان، ابوعفيف (1912-1999) فيقول:
"كانت القرية القديمة موجودة على الجهة الشمالية من القرية الحالية، هناك كان في كنيسة بعود تاريخها الى ما قبل أكثر من 1500 سنة وكان اسمها قرحاتا، يمكن الاسم بيزنطي... وكان عايش فيها وجيه اسمه متى.. مرض متى مرض قوي كتير وعجز المطببون عن علاجه، فنقلوه الى تلة جنب القرية، فيها هواء نقي وماء نظيف وطبيعة حلوه كتير.. بعد فتره شفي متى… فصارت الناس تقول: "صح متى، صح متى"… بعدين تحولت الصاد لسين ووصلوا الكلمتين فصارت سحماتا، والله اعلم".
الآثار
بقي من القرية بقايا لبعض جدران الكنيسة واثار الجامع، وتتناثر حجارة منازل القرية و قلعتها قلعة (سموث التي بناها الصليبيون ومنازلها في ارضها. ويغطي موقع القرية حطام المنازل الحجرية المبعثرة بين أشجار الزيتون التي تنمو هناك. وما زالت البركتين “الرحبة” و”القبلية” (الجنوبية) قائمتين.
تكونت سحماتا من حارتين أساسيتين تفصل بينهما البرك وساحة القرية الرحبة التي كانت تشهد ليالي الاعراس . الحارة الغربية (التحتا) يتوسطها المسجد والكنيسة.. وكانت تضم المدرسة الابتدائية التي اسسها العثمانيون في العام 1886، والدراسة فيها كانت حتى الصف الرابع.. وتضم ايضا المنزول (الديوان). والحارة الشرقية (الفوقا) التي تقع في اعاليها القلعة التي بناها الصليبيون، وفي القرب منها جنوبا كانت المدرسة الزراعية التي تأسست أيام الانتداب البريطاني تحيطها حديقة مساحتها عشرة دونمات لتدريب الطلاب على طرق الزراعة العملية، تربية الدواجن (الدجاج والحمام)، وتربية النحل بالاسلوب الحديث
السكان
بلغ عدد سكان القرية في العام 1948 حوالي 1200، بقي حوالي 7 % من أهالي سحماتا مهجرين في وطنهم، ينتمون إلى عائلات سمعان، موسى، قدورة، سليمان، عبد الوهاب، الجشّي، محمود، وأحمد يبلغ تعدادهم اليوم حوالي 600 نسمة ويكوّنون 140 عائلة. يقيمون في قرى فسوطة، ترشيحا، البقيعة، كفر سميع، الرامة، المكر، شعب، المزرعة، وفي مدن حيفا، وعكا،وشفا عمروش
عائلات القرية وعشائرها
عائلة حمود
الاستيطان في القرية
في العام 1949 أقيمت على أراضيها مستوطنة “تسوريئيل”، وفي ذات العام أنشأ مهاجرون يهود قدموا من رومانيا مستوطنة “حوسن” على أراضيها قرب الطريق المؤدي الى البقيعة، وتتمدد الأطراف الشرقية لمدينة معلوت على أراضي القرية من الجهة الغربية.
الثروة الزراعية
كانت أشجار البلوط والأجاص البري تغطي أراضيها الصخرية، أما الزراعية فكانت مزروعة قمحاً وشعيراً وذرة وتبغاً وخضروات. كان في القرية معصرة آلية حديثة وثلاث معاصر قديمة للزيتون. اشتهرت بجودة تبغها ووفرته. واشتهرت بكثرة نبات السماق والطيون في أراضيها. كان بها العديد من الابار. كان بها بركتان لتجميع مياه الامطار: “الرحبة” ومساحتها 5 دونمات تقوم على ارض
اشتهرت سحماتا قبل النكبة بكروم زيتونها بالإضافة الى اشجار السنديان والبطم والزعرور والتين والصبر ،فزاد طبيعتها جمالا ورونقا ،كانت سحماتا دوما بهجة للناظرين وبلسما لأهلها ،وكانت اراضي سحماتا الشاسعة مصدر رزق وغذاء لأهلها ،فكان اهالي سحماتا يزرعون القمح والعدس ،الفول والحلبة ،السمسم والدخان ،وفي الصيف انشغلوا بقطف ثمار التين والصبر من كرومها مرصوفة بالفسيفساء، والثانية نصف مساحة اختها، تقع على ثغور البيادر تسمى “الجنوبية
تفاصيل أخرى
سحماتا: (إعادة إعمار القرى الفلسطينية المهجرة)
الحمد لله وبفضله حصلنا على المركز الأول في مسابقة دولية نظمتها هيئة أراضي فلسطين في العاصمة البريطانية لندن بعنوان (إعادة إعمار القرى الفلسطينية المهجرة) بالشراكة مع
Maha J. Mansour
Alaa W. Hammad
– شرح المشروع: “إعادة إحياء قرية سحماتا المهجرة”
سحماتا هي قرية فلسطينية مهجّرة من قضاء عكا، تكونت من حارتين أساسيتين: الحارة الشرقية (الفوقا)والحارة الغربية (التحتا). تفصل بين الحارتين ساحة القرية الرحبة التي كانت تشهد المناسبات الاجتماعية المختلفة. كانت سحماتا مثالاً يُحتذى به في التسامح الديني، سكنها المسلمون والمسيحيون جنباً الى جنب.
سحماتا اليوم: مدمرة كلياً، وأقيمت على أراضيها مستوطنة ( تسوريئيل) ومستوطنة (حوسن).
– الفكرة Concept
اعتمدت فكرة إعادة إحياء قرية سحماتا على إيجاد موازنة بين أحلام السكان في العيش بسحماتا وعدم الخروج منها، الواقع الموجود حالياً الذي لا يمكن تجاهله وهو القرية المدمرة والمستوطنتين عليها، والمتطلبات التي تحتاجها القرية بعد عودة اللاجئين إليه وذلك بعد تطور الحياة وزيادة أعداد السكان إلى تسع أضعاف.
أولاً: الأحلام Dreams
تمثلت في تتبع النمو السكاني قبل الهجرة. بالإضافة إلى الحفاظ على الأماكن المهمة في القرية قديماً كما هي عليه الآن. وذلك لربط ذكريات السكان التي تكونت من قصص الأجداد بالقرية بعد إعادة البناء. منها مكان المسجد وبجواره الكنيسة، ساحة الرحبة التي اعتاد الناس إقامة حفلاتهم بها، مكان السوق، المقبرة الإسلامية والمدرسة الزراعية وغيرها من الأماكن التي بقيت مكانها.
ثانياً: الواقع Reality
تمثلت في إيجاد أماكن جديدة للسكان، دمج المستوطنات المتواجدة مع مخطط الموقع العام واستخدام الكتل الموجودة في الإسكان.
ثالثاً: المتطلبات Requirements
إيجاد خدمات صحية، تعليمية، تجارية، سياحية، دينية واجتماعية تناسب عدد السكان المتوقع في عام 2020
– تصور عن القرية القديمة:
بالإضافة إلى ما تم ذكره من إبقاء الاماكن المهمة مكانها، تم تصميم متحف مفتوح في أعلى منطقة في القرية، ليطل على سفوح سحماتا المغطاة بالأشجار البرية. بالإضافة إلى عمل حديقة عامة يتخللها مكان لتجميع مياه الأمطار والتي تنتقل عبر الأنابيب إلى برك سحماتا القديمة لإحيائها ولاستخدام
المياه في الزراعة.
والشكر الخالص لمنسق للمنحة من الجامعة الإسلامية د أحمد الأسطل Ahmed Elastal
.
كما ونثني أيضاً على جهود د سهير عمار Suheir Ammar
في إشرافها على مشروع تخرج (إعادة تخطيط قرية صوبا الفلسطينية المدمرة) والذي كان له الدور الكبير في هذا الفوز.
ونشكر أيضاً رئيس قسم العمارة في الجامعة الاسلامية د.سناء صالح .
في الختام: حتى لو استمر الفراق 72 عام أو أكثر، لنا عودة.
تنكيل البريطانيين
لم يفلت أهالي سحماتا من تعذيب وهمجية جيوش الانتداب البريطاني، خاصة أن أهالي القرية ناضلوا وثاروا ضد الانتداب وتحيزه للحركات الصهيونية. عن معاناة القرية من الجيش البريطاني حدثتنا المسنة نجية اسعد سليمان: "لما كانت تصير مشاكل.. كان الانجليز يجمّعوا الرجال عند البركة والنسوان عند الجامع... في ناس كانت توكل قتله وفي ناس كانت تنفذ وما تنضرب.. كانوا كتير يحبسوا الرجال... مرّه حبسوا اخوي ضاهر. مركز الانجليز كان بترشيحا، قريب منّا... بتذكَّر بالشتا اجا جندي انجليزي وقعد على الروزنه وين بطلع الدخان... صار الدخان يدخل على دارنا... اجت أمي ودخلّت حديده من الروزنه وغزته.. صار يصرخ وهرب... أيام الثورة كانوا يدخلوا على البيوت ويحرقوا الفراش والمنتوج... مره اجو على البلد بالشتا، جمعّوا الرجال وصاروا يرموهم بالبركة... ولما اجو بدهم يرمو رشيد المتولي صار يصرخ ويقول: "يا أولادي بدي اموت"... نزلوا بعد هيك أولاد البلد وطلعوه من المي"
عن مظاهر الرعب في عيون ابناء سحماتا حدثتنا أم عفيف (83 عاما): "بنيسان.. قبل شهور من احتلال سحماتا.. بدأت الناس تحس بخطر وخوف... كل ما شافوا اشي حوالين البلد كانت الناس تخاف وتقول اجت [قوات] الهاجاناه.. في مرّة كان في بنات راحوا مع بغلتهم عشان يجمعوا الدخان... كانت الدنيا تمطر وكانوا حاطين أكياس على راسهم.. الناس فكرّت انه الهاجاناه اجت.. وصاروا يهربوا... بهاي الفتره كانت الناس خايفه لانه كانت تسمع عن المجازر بدير ياسين وعن القتل اللي بصير...".
أهل سحماتا كانوا يطلعوا دوريات كل ليلة علشان يحموا البلد.. ما كان في سلاح ..السلاح كان كثير بسيط ومرّات يكون خربان.. ضلّت الناس بحالة قلق لحتى تشرين أول... صارت الناس تقلق أكثر وأكثر.. أخذوا قرى الكابري وجدين وما بقي غير قرية معليا.. الناس كانت تشتغل وهي قلقانه.. مرّة أمي كانت عم بتملّي على البيدر (عنا كان بير)، اجا واحد على فرس وطلب من أمي ماء للحصان.. وشوية تبن... أخذ من القمحات.. قالت له "ليه تأخذ من القمحات، خذ من التبن..." قال لها: والله يا خالتي ما راح توكلوا ولا اشي منه انتوا بتتعبوا لغيركم.. وهيك صار !..القمح عنا بقي على البيدر.. دخّلنا القمح وعبينا دخان وكل المونه ضلت بالبيت".
قامت الطائرات بقصف سحماتا من الجو في 28 تشرين اول 1948، ثم دخلتها قوات الاحتلال في الـ 29 منه بإشراف القائد الصهيوني يتسحاق رامون. من ذاكرة أم عفيف، حدثتنا عن تلك الايام:
"يوم القصف برمت الطيارة حوالي البلد.. صارت الناس تركض وين الحواكير ووين الزيتون.. تصاوب عمي يوسف أبو عواد (أخو أبوي).. مات عمها لامي .. كان قاعد تحت التينة.. لمّا شفنا هاي الشوفة ضبينا أغراضنا وصارت الناس تركض وتتخبا بأرض الزيتون، صُرتْ أسمع القنابل حوالينا وكان زوجي أبو عفيف يقللي ما تخافي.. هذا جيش الإنقاذ عم يضرب!. بدون ما نحس احتلوا سحماتا كلها.. وقفوا الشباب اللي معنا وقالوا يلاّ لازم نبعد.. اهل البلد كلهم ضلوا ماشين… في وحدة من بلدنا .. أمه لمحمد انقتلت على بركة الدير.. لحقوها قبل ما تقطع الشارع وطخّوها إعدام على مرأى من الوالد والأهالي".
بلغت حصيلة مجزرة سحماتا 16 شهيدا، وعن إحدى حوادث القتل اخبرنا وجيه مبدا طنوس سمعان (70 عاما): "بعدني لليوم بذكر حادثة صارت مع شاب اسمه محمد عبد الرحمن حسين قدورة، كانت إصبعه مجروحة وكان لاففها. اجو اليهود واعتقلوه وادعّوا انه كان يقاوم، بعدها صلبوه قدام أبوه وأهالي القرية وطخوه، علشان الناس تخاف وترحل. اليهود قتلوا كمان مجموعة من الأهالي، من بينهم مصطفى علي، لما كان راجع من المرعى مع بقراته. وقتلوا حسن الموسى قدام بيته، في الحارة الشرقية، وعبد الوهاب سلمون وعطا لله موسى، وزوجة نعيم الموسى".".
وتضيف نجية اسعد سليمان: "كتير اجو لاجئين ع بلدنا.. من قرى الكويكات.. الغابسيه وعمقا والبروه حوالي أربعين عائله اجت عنا. اشي ينام عنا على السدة واشي ينام على الأرض معنا.. وفي اللي كانوا يناموا بالبيوت الفاضية بسحماتا اللي طلع أهلها ع لبنان.. إحنا حسينا بالخطر لما سقطت ترشيحا.. لو ما سقطت ترشيحا ما طلعوا أهل سحماتا.. الناس كانوا يقولو راحت علينا طلعوا أهل ترشيحا... إحنا طلعنا على لبنان ونمنا بالأرض وصرنا نشوف من بعيد قصف البيوت.. أبوي كان مريض وما قدر يطلع.. بقي تحت شجرة زيتون نايم وقلنا إطلعوا انتو... بس بعد بفتره رجعنا تسلل وجبناه على بعلبك وهناك مات... الناس طلعت مثل المجنونة.. اللي مرّكب أولاده على كتفه واللي على ظهره.. شو بدها تحمل العالم لحتى تحمل.. البيوت مليانه كانت... الناس صارت بالطريق ترمي أغراضها على الأرض .. الطريق طويلة للبنان...الطيارات لحقتنا على لبنان تقصف علينا، احنا نمنا 11 يوم بالحاكورة بقرية لبنانية صغيره اسمها دبل.. بعدها طلعنا من دبل وسكنا بمنطقه اسمها عين قبل، سكنا حوالي 8 أيام.. بعدين رحنا على بنت جبيل 6 أيام... الأطفال كانت تمشي بالقوة.. مساكين مين بدّو يحملهم...اللبنانية ما استقبلونا وما بدهم نبقى هون.. رحنا بعدها على صور وقعدنا بصور... بعد هيك جابوا باصات حتى يوخدونا على بعلبك.. المسافة كانت كبيره كتير.. قعدنا ببعلبك ثلاث سنين وكنا نايمين على الأرض لا في مؤمن ولا اشي.. بعد هيك رجعنا على بلادنا عن طريق الصليب الأحمر.. رجعنا عن طريق الناقورة".
احتلال القرية
النكبة والتهجير
لم تسلم قرية سحماتا من شر اعدائها كسائر القرى الفلسطينية التي تم تدميرها وتهجير اهلها في عام النكبة ،فقد قامت الطائرات بقصف القرية ،ومن ثم دخلتها قوات الاحتلال الغازية في 29 تشرين الاول من عام 1948 ،ذعر اهالي البلدة من بطش القوات الغازية وقصفها العشوائي بالمدفعية ،وراح الاهالي يتراكضون بين الحواكير وكروم الزيتون للبحث عن ملجأ يأويهم من هول النيران ،وقد ارتكبت العصابات الصهيونية مجزرة في البلدة راح ضحيتها 16 شهيدا جراء القصف وإلقاء القنابل على البلدة الامنة ،ليس هذا فحسب فقد قامت القوات الغازية بعمليات اعدام في البلدة لترهيبهم وتهجيرهم لاحقا ،وجراء ذلك فقد نزح الاهالي عن القرية ،لكن البعض بقي متشبثا بأرضه رغم هول المجزرة والقتل ،ولجأوا ليختبئوا بين كروم الزيتون والكهوف المحاذية للبلدة ،وقد حاول البعض العودة الى البلدة بعد ان سكتت المدافع ،لكن الجيش الاسرائيلي اعترض طريقهم ومنعهم من ذلك ،وقد حولت النكبة التي طالت الشعب الفلسطيني معظم اهالي سحماتا الى لاجئين في المنافي والشتات ووصل عدد كبير منهم الى سوريا ولبنان والقلة الباقية اضحوا مهجرين في ارض الوطن يرقبون العودة في كل مطلع شمس، لكن هيهات هيهات
يذكر أهالي القرية انها قصفت بالطائرات بتاريخ 28.10.1948 وكان نتيجة القصف تهديم عدد من المباني والبيوت، واستشهاد 3 اشخاص وجرح 4 من أهالي القرية. وفي اليوم التالي دخلها الجيش الاسرائيلي بعد تطويقها، وكان في القرية العديد من السكان والعائلات. ولترهيب السكان قامت هذه القوات بصلب الشاب محمد عبد الرحمن قدورة ورموه بالرصاص أمام اهل القرية، واستمروا باطلاق النار لترهيب الناس. استشهد من أهالي سحماتا 16 شخصًا.
اختبأ بعض الأهالي في المغر والاحراش وفي القرى المجاورة، وحاولوا العودة الى القرية الا انهم طردوا منها مجددًا، ويروى ان مجموعة كبيرة تم وضعهم على شاحنات مكشوفة ابان عيد الميلاد وطردوا الى الحدود اللبنانية بالقرب من كفربرعم.
روايات أهل القرية
بين سحماتا والرشيدية: "تينة عمي"
مَن منا لا يعرف فاكهة التين الصيفية بمذاقها الحلو جداً كالعسل. وفي فلسطين يطرح شجر التين أنواعاً ولا أطيب من هذه الفاكهة، وقد اشتهرت قرية سحماتا، في الجليل الأعلى، بزراعة التين على أنواعه. ويتذكر أبناؤها الذين هجّروا منها كروم التين والزيتون التي خلّفوها وراءهم .... ولعمي أبو نايف، رحمه الله، حكاية أُخرى مع شجرة التين.
ففي مخيم الرشيدية القريب من مدينة صور في الجنوب اللبناني، حيث رست رحلة التهجير واللجوء زرع عمي شجرة تين، وما هي إلاّ سنوات قليلة، حتى صارت تينته مشهورة في أنحاء المخيم. في طفولتنا كنا نجلس تحتها، وكثيراً ما تناولنا طعامنا مفترشين الأرض في ظلها. كانت كبيرة الحجم، ممتدة الأغصان، تتدلى منها حبّات التين ذات اللون الداكن.
قبل وفاة عمي بنحو أسبوعين، خطر لي أن أسأله عن هذه التينة، وعلى الرغم من ثقل المرض الذي أقعده في الفراش، فقد تمكن من الجلوس وراح يروي لي حكايتها:
"كنا نشتغل يا عمي مع واحد من قرية علما الشعب على الحدود مع فلسطين، وبيوم من الأيام كان جايب سلتين تين هدايا لناس معه، سألته من وين جايب هالتين، جِبلي شلخة. قال خلص اليوم بجبلك. وجبلي والله، قمت زرعتها، وشو طلعت الحبة، متل حبة البندورة. وصرت أخدمها وأعتني فيها وفلشت وعبّت الدار .... لونها أحمر من برا ومن جوا."
ولمّا سألته ماذا تعني له هذه التينة، لمعت عيناه المريضتان، واستوى في جلسته، وبدا كأنه يعود دهراً إلى الوراء:
"هاي التينة من ريحة فلسطين، من حدود فلسطين. إحنا بسحماتا كنا مشهورين بالتين، التين كان عنا أكتر من سبعة أشكال وأنواع .... كان عنا تين خضاري، وسباعي، وشماطي، وشتاوي، وبياضي، وشحماني، وحمْاري، وبقراطي .... وكروم الزتون والتين كانت معبية البلد، وكلها كانت مسيجة بشجر الصبير."
كبرت الشجرة ونمت بشكل لافت حتى صار بعض أغصانها يصل إلى الجيران، ويقول عمي إن تينته المطعّمة كانت مميزة في المخيم، ويروي كيف كان يأخذ حبات التين في زوادته ويتقاسمها مع زملاء العمل.
أدركت لاحقاً معنى الحنين الذي كان يلمع في عينيه كلما ذكرنا شجرة التين هذه، كانت تحمل في جذورها رائحة سحماتا. وأهل سحماتا كانوا فلاحين، يزرعون ما تجود به أرضهم من الحبوب والتبغ وغيرها من المزروعات. لكن التين والزيتون كان لهما شأن آخر في سحماتا، إذ كانت الكروم تسيّج القرية، وكان لمعظم العائلات تين وزيتون يحمل اسمها.
وما إن استقر أهل سحماتا وقرى الجليل، في مخيم الرشيدية بعد رحلة لجوء دامت نحو 15 عاماً في ثكنة غورو في منطقة البقاع، حتى أخذوا يبحثون عن مساحة ولو صغيرة للزراعة.
ولا شك في أن مخيم الرشيدية كان أفضل كثيراً من ثكنة غورو، فالأونروا جعلت لكل عائلة منزلاً مستقلاً بحسب عدد أفرادها. وتجمّع الأهالي في أحياء ضمت أبناء سحماتا ودير القاسي وسعسع وشعب وغيرها من قرى الجليل .... وما إن استقر الناس في مخيمهم الجديد، حتى أخذت ألوان الزرع تلوّن الدور الصغيرة، فكلما دخلت داراً تستقبلك حاكورة فيها أنواع من الزرع والأزهار وفوقها عريشة. نموذج مصغّر عن سحماتا!!
"وين ما تروح العالم على البساتين وتشوف إشي منيح، تجيب تزرع أو تطعّم الزرع، كلنا فلاحين منعرف بالزرع ومنحبه، وصارت الناس كلها تزرع وخاصة تين." وهكذا، صارت شجرة التين تتوسط معظم منازل المخيم.
لكن تينة عمي التي ذاع صيتها في الرشيدية، لم تسلم من انتقام الإسرائيليين، فهم ربما علموا أنها تحمل رائحة فلسطين، فأصروا على ملاحقتها، وأصابوها بشظية في إحدى جولات القصف التي كان المخيم عرضة لها، وتحديداً في سنة 1974.
لم يكن ذلك المساء عادياً بالنسبة إلى سكان الرشيدية، إذ فجأة بدأت القذائف تسقط على المخيم بعد منتصف الليل، وكان عدد الملاجئ قليلاً، لكن لحسن الحظ، كان أحدها في بيت عمي. وفي ذلك الملجأ اجتمع أكثر من 15 شخصاً من أبناء الحي.
"ليلتها نزلنا على الملجأ وما نسمع غير صوت الصواريخ تصفر وتنزل، وسمعنا دقة على الباب، طلعت من الملجأ وصلت على البوابة، وسمعت صوت بهية [بهية قدورة] عم تخبط على الباب وتصرخ، دخيلك يا أبو نايف افتحلي .... وما فتحت البوابة إلاّ إجت القذيفة .... انصابت بهية قدام البوابة بإجرها .... وفاتت الشظايا من حدي وصابت التينة .... من يومها انسمت وما عادت متل الأول."
ويستطرد عمي في وصف تلك الليلة المجنونة، فيحدثك كيف تمكن من جرّ بهية إلى داخل الملجأ وهي تنزف، وعن الدخان الذي غطى باب الملجأ بعد أن وصلت القذائف إلى محيط المنزل، فصار كل من بداخله يشعر بالاختناق، وعن ناصر حمود ابن أبو أكرم الذي كان مصاباً أيضاً، وقد استشهد شقيقه .... وقد ظلوا جميعاً في الملجأ إلى أن توقف القصف وتمكنت سيارات الإسعاف من دخول المخيم ونقل المصابين. لكن قدم بهية لم تشفَ تماماً، وظلت تعرج ما بقي لها من عمر، وتينة عمي لم تشفَ أيضاً، وصارت تذوي شيئاً فشيئاً.
مشهد القصف هذا، يعود بعمي إلى سنة 1948، عشية سقوط سحماتا، عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية المخيم:
"كنت أنا وأبوكي بكرم الزتون تبعنا، وفجأة إجت طيارة لليهود وبلّشت تقصف .... إحنا خفنا وأبوكي عبط الزتونة وصار يصرخ: متنا يا خيّا متنا." يقول عمي أن اليهود كانوا ينتقمون من سحماتا لأن أهلها قتلوا جندياً لهم.
خلال الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982، دُمّر منزل عمي في الرشيدية، وسوّي بالأرض، وانتهت حكاية التينة. لكن الذكرى لم تنتهِ، أُضيفت إلى ذكريات كثيرة من سحماتا وتينها وزيتونها.
عمي أحب مخيم الرشيدية، ولم يغادره إلاّ على مضض، كان يشعر بأنه هناك أقرب إلى فلسطين، وكلما بعد عن الرشيدية، كانت فلسطين تبعد أكثر فأكثر.
"بحب الرشيدية، بحبها لو ظلينا فيها بحبها، بتذكرنا بفلسطين، بأهل بلدنا، كنا كلنا ملتمين على بعضنا، ومع أهل القرى حوالينا، كنا كأننا بلد وحدة. وقبل ما طلعنا من فلسطين كنا مع أهل الدير [دير القاسي] كأننا بلد وحدة. كانوا أهل الدير ييجوا يومية يطحنوا، كان عنا بابور طحن، يجوا يطحنوا برغل وقمح. وكان عنا بسحماتا معاصر زيت، نعصر الزتون ونبيع الزيت."
كلما حدثك عن سحماتا، كانت عيناه تذهب بعيداً إلى هناك، يذكر البيوت والكروم والأشجار، والطرقات، وقد غادرها فتى يافعاً ... تسمع منه مفردات يعرفها أبناء جيله: الحارة الفوقا والحارة التحتا، وادي الحبيس، وادي القرن، الرحبة، الكوربا ....
ولا ينسى أن يحدثك عن الشاب المناضل ابن القرية أحمد اليماني [أبو ماهر] الذي "دوّخ الإسرائيليين،" وكيف جاء جنودهم قبل سقوط القرية يبحثون عنه.
أمّا مشهد الخروج من سحماتا، فلم يكن أقل قسوة من مشاهد الترحيل المماثلة. يذكر عمي كيف خرج أهالي سحماتا إلى قرية كفر سميع القريبة، لكن الإسرائيليين منعوهم من البقاء هناك أو العودة إلى سحماتا. كان الأمر واضحاً: ارحلوا سيراً على الأقدام إلى الحدود .... يذكر عمي تماماً عبارة كان يرددها الجنود الإسرائيليون: "يللا الحقوا جيش الإنقاذ ...."
ويضحك عمي، عندما يتذكر منظر امرأة كبيرة في السن، كانت تسير على غير هدى، وعندما وصلت إلى مفرق قرب سحماتا، وقفت تسأل الجندي الإسرائيلي وهي لا تعرف أنه إسرائيلي:
"يا خالتي إنت عربي، الله يهد اليهود، مش عارفة الطريق" .... فنهرها الجندي الإسرائيلي "يللا إنت بروخ من هون"!!!
في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1948، احتل الإسرائيليون قرية سحماتا وغيرها من قرى الجليل الأعلى في إطار عملية حيرام، وطرد سكان تلك القرى، فوصل معظمهم إلى الجنوب اللبناني، حيث بدأت قصة لجوء لا تنتهي.
توفي عمي، رحمه الله، قبل نحو ثلاثة أشهر. أغمض عينيه على صورة سحماتا، وعلى شجر التين الذي طالما أحبه وتمنى أن يدفن في ظله. ربما هناك، في عالمه الآخر، يرى سحماتا، وتصل روحه إليها، لترقد في سلام.
الترحيــل مرّه أخــرى ومــوت زكيــة حمـــادة
بالرغم من القصف، وتشبثا بالبقاء في القرية، حاول من تبقى من الأهالي العودة إلى بيوتهم، فالتجأوا تحت الأشجار، وفي الكهوف أو في القرى المجاورة.. إلا أن الجيش منعهم من ذلك.. وبقوا على هذه الحال حتى أوائل عام 1949، وعن الرحيل حدثتنا ام عفيف: "حوالي 40 نفر ضلوا بسحماتا.. الكبار في العمر وشباب كمان.. كانوا يشتغلوا في قطف الزيتون، يأخذوا أجرهم 12 قرش بالنهار... ضلوا تقريبًا لعيد الميلاد.. ليلتها اجا الجيش وطوّق كل البلد.. جابوا اليهود شاحنتين مكشوفات، الدنيا كانت تشتي بشكل قوي.. حطّوهم على الشاحنات ورحّلوهم... بين المطرودين كانت زكية محمد علي حمادة وكانت مريضة، حسّت بالعطش على الطريق وطلبت ماء... فصارت ندى السمعان (أمي) تملأ كفها من ماء المطر وتسقيها، بعديها طلبت أن يضيئوا شمعة لأنها ما بتشوف شيء... بعد دقائق مدّت أمي ايدها عشان تحس جسد زكية... كان بارد مثل الثلج وهيك ماتت زكيّه... وصلت الشاحنات إلى كفر برعم.. قالوا لهم "يلاّ عَ لبنان" وصاروا يطخوا عليهم والشاطر يركض.. أمي وكمان نساء تنتين ما قبلوا يرحلوا قرروا يدفنوا زكية... بس ما لاقوا لا منكوش ولا منجل.. شافوا مرباج حطب.. صاروا يهيلوا بالحطب.. حطّوها بنص الحطبات وصاروا يقيموا الحطب ويحطّوا عليها... دفنوها ونزلوا على رميش - لبنان .
القرية اليوم
القرية اليوم:
الموقع مغطى وحطام الحيطان من المنازل الحجرية المتداعية وذلك كله مبعثر بين أشجار الزيتون التي تنمو هناك. وما زالت القلعة والسور اللذين بناهما الصليبيون على الأرجح قائمين. وتقع من الموقع كما أن السور يحيط بالحارة الغربية. أما الأراضي المحيطة فمغطاة جزئية ويستخدم جزء منها مرعى للمواشي
بقي من القرية بقايا الكنيسة وآثار الجامع، وتتناثر حجارة قلعتها ومنازلها في ارضها. ويغطي موقع القرية حطام حيطان المنازل الحجرية المتداعية المبعثرة بين أشجار الزيتون التي تنمو هناك. وما زالت القلعة والسور اللذين بناهما الصليبيون على الأرجح قائمين.
في أيار مايو 1949 أقيمت على أراضيها مستوطنة تسوريئيل، وفي ذات العام أنشأ مهاجرون يهود قدموا من رومانيا مستعمرة حوسن على أراضيها في قرب الطريق المؤدي الى البقيعة، وتتمدد الأطراف الشرقية لمدينة معلوت على أراضي القرية وقد تستمر بالتوسع على المزيد من أراضي سحماتا.
أهالي القرية اليوم
مُهجــرون في الوطـــن
بقي حوالي 7 % من أهالي سحماتا مهجرين في وطنهم، ينتمون إلى عائلات سمعان، موسى، قدورة، سليمان، عبد الوهاب، الجشّي، محمود، وأحمد يبلغ تعدادهم اليوم حوالي 600 نسمة ويكوّنون 140 عائلة. يقيمون في قرى فسوطة، ترشيحا، البقيعة، كفر سميع، الرامة، المكر، شعب، المزرعة، وفي مدن حيفا، وعكا، وشفا عمرو. عاشوا كبقية شعبهم ليل الحكم العسكري حتى العام 1966 إذ حرموا من العودة إلى قريتهم، حتى ومن زيارة الأطلال فيها. ولا زالوا يتعرضون لسياسة القهر والتمييز العنصري التي تلم بشعبهم. وبالرغم من الحالة التي مروا بها وضيق ذات اليد، فقد نجح العشرات من مهجري سحماتا في استكمال دراساتهم العليا ومن بينهم عدد من ذوي الكفاءات العلمية العالية في شتى المواضيع.مثل دكتور مبدا سمعان مهنا واخرون و هناك عدة عائلات استقرّت في بعض مدن وقرى فلسطين أبرزها فسوطة والبقيعه ولاحقا لحيفا ومركزهم حي بوابة الدير وابرز العائلات تلك آل سمعان...وقد منح أهل أمي وبالذات خالي خليل احد بيوتهم والاحتياجات لسنوات لعائلة قيصر سمعان /أم عفيف وعندنا بدار سيدي ولد ميخائل وإميل ونجاح...
قطع الأهالي عهدا على أنفسهم للقيام بأعمال تطوعية للمحافظة على المقدسات والمقابر، التي لم تتورع السلطات عن تدنيسها وإدخال الأبقار والحيوانات إليها. والأنكى من كل ذلك قيام عدد من المستوطنين بسرقة شواهد القبور وآثار سحماتا ووضعها في ساحات بيوتهم للزينة، في معلوت وتسوريئيل وغيرهما.
أهالــي سحمــاتا فــي الشتـــات
حوّلت النكبة التي طالت الشعب الفلسطيني معظم أهالي سحماتا إلى لاجئين في المنافي والشتات، قسم منهم وصل إلى سوريا، وتوزع بعد فترة على مواقع في ضواحي دمشق. وأما الغالبية العظمى منهم فقد حطّت بهم الرحال في لبنان وتوزعوا على المخيمات.
ومن بين لاجئي سحماتا في الشتات احمد اليماني (أبو ماهر) الذي كان وجها بارزا في قريته قبل النكبة والذي يعمل جاهدا على خدمتها. كان في حينه شابا يافعا يساهم في النضالات الطبقية والقومية والسياسية التي سادت فلسطين؛ وكما قال ابو عفيف، سمعان قيصر سمعان، أن احمد "بذل جهودا كبيرة من اجل إبقاء أهالي سحماتا في بلدهم مما دفع الجيش "الإسرائيلي" الى ربطه بزيتونة تمهيدا لقتله". وقد لمع اسمه وهو في ديار الغربة، وأصبح رمزا نضاليا من الرموز الفلسطينية، وأحد قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كرّس جلّ حياته حتى وفاته في الشتات من اجل عودة اللاجئين الى بيوتهم وديارهم التي اخرجوا بالقوة منها. إن أهالي سحماتا في الوطن يتشبثون برموشهم بحقهم في العودة الى قريتهم والى لقاء أهلهم في الشتات على أرض قريتهم الغالية. إنهم يخوضون معركتهم العادلة من خلال جمعية أبناء سحماتا التي تأسست عام 1996.سحماتا، قرية فلسطينية مهجرة تقع في قلب الجليل الأعلى، ناهضة على قمتي تلّتين، وترنو بعزّة وشموخ الى مرجها في الجنوب، وعلى ينابيع القواطيع (وادي الخرب) في الغرب. تطل على كروم التين والزيتون وصبرها المشهور، وتسلّم على الوهاد والتلال والجبال، وعلى الغابات التي تتهادى بها أشجار البطم والغوردة المحيطة بها. يمر بمحاذاتها طريق عام يربطها بمدينة صفد، وبمدينتي نهاريا وعكا وبعض القرى الأخرى. تحدّها قرية ترشيحا غرباً، وكفر سميع والبقيعة جنوباً، وبيت جن جنوب شرق، وحرفيش وسبلان شرقاً، ودير القاسي وفسوطة شمالا.
الباحث والمراجع
المراجع
موقع مدار https://madar.news
موقع فلسطين في الذاكرة www.palestineremembered.com
موقع هوية www.howiyya.com
موقع الصفصاف https://www.al-safsaf.com
سناء حمودي "من اهالي سحماتا" / مؤسسة الدراسات الفلسطينية
موقع كل العرب https://www.alarab.com/Article/13986
موقع بكرا https://bokra.net/
موقع الرابطة https://rabettah.net/