الثروة الزراعية - بيت دجن/ يافا /داجون - قضاء يافا

طبيعة تضاريس قرية بيت دجن يافا السّهليّة والأراضي الصّالحة للزّراعة وتربتها الحمراء المائلة للون البرتقالي والمناخ المعتدل ووفرة المياه كلّها عوامل ساهمت في ازدهار الزّراعة في مطلع القرن العشرين(1) فبالتّالي نرى الرّخاء والتّطور والازدهار فيها في مختلف المجالات ،" فغدت بيت دجن أسبق قرى يافا في مجال التّطوّر والتّقدّم "( ٢ ) وهذا التّطوّر والتّوسّع ما رأيناه اقتصر على قرية بيت دجن فحسب ولا يافا ولا حتى في فلسطين وإنّما عالميًا ؛فبرتقال يافا وقراها صُدّر إلى أوروبا وكما قال العم أبو صبحي في إحدى اللقاءات أنه صدّر إلى أوروبا ٣٠ مليون صندوق ( ٣ ) ،ويقول البعض بأنّه كانت تتم المضاهاة والمفاوضة بين برتقال يافا بشكل عام وبرتقال بيارات بيت دجن بشكل خاص وسيارات "المرسيدس " في أوروبا !!

وفي عام ١٨٧٢م وحسب قانون تملّك الأراضي الأميريّة أصبح بإمكان أهل بيت دجن الحق بتسجيل الأراضي التي كانت تحت تصرّفهم بشكل رسمي ،إلّا أنّ بعد ذلك ظهرت عدة قوانين من حكومة الانتداب منها قانون الضّريبة الثّابتة على إنتاج الحبوب والحمضيّات بدلا من ضريبة الأعشار ومن ثمّ ضريبة الأملاك الرّيفيّة ، "وكانت تؤدي الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والفاكهة والسمسم, بالإضافة وخلايا النحل وكروم العنب."(4) إلّا أنّ هذه القوانين الضريبية المثقلة والمعيقة للمزارع والفلاح   الدّجني واليافوي والفلسطيني ما جعلته يستسلم لها .

ووصل عدد سكان القرية في أواخر عهد الانتداب البريطاني إلى 3.840 عربياً عملوا في الزراعة، ولا سيما زراعة الحمضيات وما يتصل بها من قطاف وتهيئة وتعبئة وتجارة."(5)

فزرع الأهل في البيّارات من الخضروات الخيار والفَقّوس والفلفل والفول والقرنبيط والفاصولياء واللوبياء والبامياء والكوسا والباذنجان  ،أمّا من الفاكهة البطّيخ والشّمام و الأسكدنيا والموز والتّفاح و الجوّافة والعنب .

وزرعوا أيضًا الحبوب مثل القمح والشّعير والعدس و الذّرة والكرسنة والسمسم والحبوب كانوا يخزّنونها في ساحة المطامير ،والمطمورة هي حفرة كبيرة  .(1)

 وأطلع برتقال بيت دجن ويافا العالم بأكمله كيف يكون البرتقال ،ما شاء الله فهو وصل قرابة السّتين صنفّا ! ف ٨٠٠٠ دونم كان مزروع بالحمضيّات البرتقال اليافاوي والدّجني وكان يشكّل سلعة أساسية في أسواق أوروبا ،وتميّز أهل بيت دجن بمهارتهم في تطعيم شجر البرتقال فترى على شجرة البرتقال حبة ليمون وحبة كلمنتينا و حبة يوسف أفندي !لذلك أخذت الحكومة البريطانية جزء من فلاحي بيت دجن إلى فماغوستا في قبرص لما تميّزوا به براعة وإبداع ومهارة فيعلّموا القبارص كيف يزرعوا البرتقال .(2)

 والبرتقال هذا يمرّ بعدّة محطّات فتُمسكه يد القَطّيف غالبا في تشرين الثّاني ومن ثمّ تحمله النّساء والأطفال والعمّال بالسّلال ليوصلوه إلى النّقيد الذي يفرزها حسب حجمها ويسلّمها ل اللفّيف الذي يغلفها ويعطيها ل الستافادور الذي يرتّبها في الصّناديق الخشبيّة - المجهّزة من نجّاري القرية - التي تتسع من ١٠٠ إلى ١٥٠ حبة برتقال ويقفلها ويضع عليها الماركة التّجارية وتُنقل من القرية ليافا لتصديرها .(3)

 

____________________

( 1 ) ينظر : كتاب لكي لا ننسى بيت دجن يافا ،أيمن حمودة ،ص146 

( 2 ) الموسوعة الفلسطينيّة .

( 3 )     https://youtu.be/qLy1VRZgwgQ

( 4 )      https://www.palestineremembered.com/Jaffa/Bayt-Dajan/Story26605.html

( 5 )           https://www.palestinapedia.net/%D8%A8%D9%8A%D8%AA-%D8%AF%D9%8E%D8%AC%D9%8E%D9%86-%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A9/