تاريخ القرية - بيت دجن/ يافا /داجون - قضاء يافا

    وتُبيّن المصادر أنّ هذه القرية دامت لِحقبٍ طويلة عامرة بالحياة ،وتعاقبت عليها حضارات وحضارات دلّت عليها معالم أثريّة وشواهد مختلفة ،" واسمها بتعاقُبها كان يختلف فالبعض أطلق عليها اسم بيت داجون والبعض بيت دوجانا ،وبيت دجانا (العهد الآشوري )وكفر داجون (العهد الرّوماني  ) ( [1])   وبيتو داجانا بيت أوديجانا وكلّ منها يُشير إلى أشياء ومدلولات لا علاقة ببعضعها ؛فالكنعانيين أطلقوا عليها بيت داجون ،وداجون : هو كائن نصفه سمكة (من الأسفل) ونصفه العُلويّ إنسان ذو لحيةٍ طويلة، وداج تعني السّمكة عندهم  وهو إله الخصوبة أيضًا،وقال عنه الأكاديّون الرَّجُل السّمكة ،ويمثّل كذلك إله الحبوب والزّراعة لدى الأموريين وسكان مدينتيّ إيبلا وأوغارين ،ويمثّل   داجون بشكل عام كبير آلة الفلسطينيين القدماء. 

      كان الكنعانيّون ينشئون المدن و القرى المستقلّة لِيَدُلّوا على استقرارهم في هذا المكان إحداها بيت دجن ،حيث وُجد اسمها بين مئة وخمسَ عشرة مدينة كنعانيّة في قائمة في معبد الكرنك في مصر .

     كما خضعت بيت دَجَن /فلسطين للحكم الإسلامي عندما فتحها القائد عمرو بن العاص عام 636م/15ه وحكمها الأمويّون ثمّ الحكم العبّاسي عام 749م/132ه وتلاها الدّولة الطّولونيّة عام 887م/ 264ه ثمّ عادت مرّة أخرى تحت الحكم العباسي 904م/324ه ثمّ الإخشيدي فالفاطمي فالسّلجوقيّ ،  ثمّ أصبحت بيت دجن مقرًّا للجيوش الفاطميّة في القرن الحادي عشر ميلادي أيّام الحملات الصّليبيّة التي دامت 170 عامًا ،فوقعت معركة في ناحية بيت دجن 7/ أيلول عام 1101م/496 ه وانتصر فيها الفرنجة .  وهدم القائد صلاح الدّين الأيوبي قلعة الحصن الأوسط التي بناها ريتشارد قلب الأسد ،وأعاد بناءها ريكاردوس لاحقًا. ([2])

      وقد ورد اسم بيت دجن في العديد من الكتب الصّليبيّة منها :( كنائس المملكة الصّليبيّة في القدس )واصفَا فيه بيت دجن ،وكتاب (تاريخ الحروب المقدّسة) ، وكتب ياقوت الحموي أيام حكم الأيوبيين في كتابه المشهور (معجم البلدان ) عن بيت دجن وقال أنّها إحدى قرى الرّملة . ([3] ) ثمّ حكم المماليك فلسطين عام 1517م/1260ه ،وبعدها وقعت معركة مرج دابق بين المماليك والعثمانيين الذين انتصروا فيها وحكموا فلسطين بعدها . ويُقال أنّ قرية بيت دجن مَوقوفة بالكامل من قِبل صارم الدّين إبراهيم بن عمر وأن يكون الحرمان الشّريفان وجه الإنفاق .

[2] . ينظر: المرجع السّابق ، لكي لا ننسى بيت دجن يافا ، ص 41-43