معلومات عامة عن الحُسَيّنِيَة/ صفد - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية الحُسَيّنِيَة/ صفد
قرية فلسطينية مزالة، كانت قائمة فوق تل قليل الارتفاع في الركن الجنوبي الغربي من سهل الحولة على الضفة الجنوبية للمجرى الأدنى لسيل حنداج فوق رقعة منبسطة من الأرض، إدارياً كانت الحسينية تابعة لقضاء مدينة صفد إذ تقع الحسينية في شمالها الشرقي وتبعد عنها مسافة تقارب الـ 11كم، بارتفاع يصل إلى 125م عن مستوى سطح البحر.
قُدِرَت مساحة أراضيها بـ 5324 دونم، بنيت منازل القرية على مساحة 48 دونم من مجمل تلك المساحة.
منذ مطلع العام 1948 تعرضت القرية لعدة هجمات صهيونية أسفر إحداها يوم 16 آذار/مارس 1948عن مجزرة دموية ضد أبناء القرية، ولكن القرية احتلت بشكل نهائي يوم 21نيسان/ أبريل 1948، مع بداية عملية "يفتاح" فاحتلت الكتيبة الأولى للبلماخ/ القوة الضاربة احتلت القرية وطردت سكانها منها في ذلك اليوم.
الحدود
تتوسط الحسينية مجموعة قرى وبلدات صفدية هي:
- قرية العلمانية شمالاً.
- قرية تليل من الشمال الشرقي.
- قرية كراد البقارة من الجنوب الشرقي.
- قرية كراد الغنامة جنوباً.
- قرية ماروس غرباً.
- و قرية علما و وادي الحنداج من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
تعود اهمية موقع الحسينية في إشرافها على سهل الحولة وقربها منه، بالإضافة لقربها من طريق صفد- المطلة.
مصادر المياه
كانت أراضي القرية غنية بمصادر المياه، فمن ناحية كانت بخيرة الحولة قريبة من اراضي القرية بمسافة لا تزيد عن 4كم، ومن ناحية أخرى كان وادي الحنداج يمر من ناحية القرية الشمالية الغربية، هذا بالإضافة لعين مياه طبيعية تعرف باسم عين العدس، وبئر قديم في القرية يعرف باسم بئر الحسينية.
السكان
قُدِر عدد سكان قرية الحسينية عام 1922 بـ 127 نسمة.
ارتفع عددهم في إحصائيات عام 1931 إلى 274 نسمة متضمناً سكان قرية تليل المجاورة (ضم إليهم في الإحصاء عام 1931) كانوا جميعهم من العرب المسلمين (من أصول جزائرية) وعدد مناول القريتين حوالي 64 منزلاً.
في إحصائيات عام 1945 ارتفع عددهم إلى 340 نسمة.
وفي عام 1948 قُدِر عدد سكان قريتي الحسينية وتليل بـ 394 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
جميع سكان القرية من العرب وهم من أصول عائلات جزائرية كانت من بين الأسر الجزائرية التي قدمت في القرن التاسع إلى بلاد الشام عندما تم نفي الأمير عبد القادر الجزائري من قبل الفرنسيين، واستقروا في عدة قرى فلسطينية منها قرى مدينة صفد (ماروس، ديشوم، عموقة، التليل، والحسينية).
أما عن أسماء عائلات قرية الحسينية فهي:
- عائلة جبر.
- عائلة جعفر.
- عائلة رابح.
- عائلة الوكال.
- عائلة عمار.
- عائلة طاهر.
- عائلة الراشدي.
- عائلة بشير.
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد سكان القرية على عائدات ممارسة النشاط الزراعي وتربية الماشية، بالإضافة لبعض الأعمال والمهن الأخرى.
الاستيطان في القرية
أقيم على أراضي القرية والأراضي المجاورة لها المستعمرات التالية:
حولاتاه: كيبوتز يتبع الكيبوتز الموحد، أسسه يهود مهاجرين من ألمانيا عام 1936-1937، فيه متحف للعلوم الطبيعية.
سده إليعزر: وهو موشاف بتبع المؤسسة الزراعية أسسه يهود مهاجرين من رومانيا وبعض دول أوروبا الشرقية الأخرى عام 1952.
الثروة الزراعية
كما هو حال معظم القرى الفلسطينية تعتبر الزراعة أساس الحياة الاقتصادية في القرية، خصوصاً وأن أراضي القرية تشرف على سهل الحولة الذي يمتد شرقي وشمال شرقي القرية، هذا بالإضافة إلى خصوبة وغنية بالمياه الجوفية والسطحية، المستمدة من الينابيع والجداول والآبار الارتوازية. وكان سكانها كلهم من المسلمين، ويعتمدون في تحصيل رزقهم على الزراعة.
قُدِرَتْ مساحة أراضي القرية الصالحة للزراعة بـ 3,556 دونم ، وكان ما مجموعه 3388 دونماً مخصصاً للحبوب، و22 دونماً مروياً أو مستخدماً للبساتين (متضمنة مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في قرية تليل المجاورة).
أما المحاصيل المزروعة تنوعت ما بين:
أشجار مثمرة، حبوب بمختلف أنواعها: قمح، شعير، ذرة وغيرها.
الخضراوات بمحاصيلها المتنوعة: بندورة، بصل وغيرها.
تربية الحيوانات
بالإضافة للنشاط الزراعي، اهتم سكان القرية بتربية رؤوس الماشية مستفيدين من عائدات بيع منتوجاتها، من ألبان، وأجبان، وصوف، وغيرها، كما استخدموها في عمليات التنقل وحراثة الأراضي، ومن أهم المواشي التي رباها سكان القرية:
الأغنام، الماعز، الأبقار، الجواميس، الخيول، الحمير، والدواجن والطيور وغيرها.
احتلال القرية
تعرضت قرية الحسينية منذ مطلع العام 1948 لعد هجمات صهيونية كان أبرزها الهجوم يوم 12 آذار 1948، ونقلاً عن "بني موريس" يذكر الخالدي في كتابه: كي لاننسى:
أن فرقة من البلماخ نسفت خمسة منازل في الهجوم الذي استهدف الحسينية يوم 12 آذار، كذلك جاء في مقال نشرته ((نيويورك تايمز)) أن فرقة، قوامها 50 شخصاً تقريباً، أغارت على القرية في الساعة 40: 1 فجر يوم 13 آذار/مارس و((نسفت، تحت غطاء كثيف من النيران، اثني عشر منزلاً قبل أن تنسحب)). وقد قُتل في الهجوم خمسة عشر عربياً، وجُرح عشرون.
وأضافت الصحيفة تقول: إن رجال الشرطة والجيش البريطانيين دخلوا المنطقة لاحقاً، وفرضوا حظر التجول، وأجلوا السكان. وبعد أيام قليلة، في 16-17 آذار/مارس، ((قُتل أكثر من ثلاثين عربياً بالغاً (باستثناء النساء والأطفال) )). في هجوم آخر على الحسينية، بحسب ما جاء في تقرير أعدته إحدى كتائب البلماخ. وقدرت مصادر "إسرائيلية" مجموع عدد القتلى بعدة عشرات، وقالت أن القرية هجرها سكانها الذين ((هربوا عبر الحدود)). وقد زُعم أن المجزرة جاءت انتقاماً لانفجار لغم أرضي كان زُرع لمنع مرور اليهود بالمنطقة.
بعد هذين الهجومين، فرض البريطانيون حظر التجول لمدة أسبوع على طرق منطقة الحولة،).
من الجائز أن يكون بعض السكان الذين نجوا من المجزرة مكثوا أو عادوا في الأيام اللاحقة؛ واستناداً إلى تقارير الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية"، فإن سكان الحسينية لم يغادروا قريتهم إلا في 21 نيسان/أبريل. ويقول موريس أن فرارهم ربما كان نتيجة قصف الهاغاناه للقرية بمدافع الهاون، والغارات المباشرة (التي كانت تشن في سياق عملية يفتاح)، أو نتيجة الخوف من غارات كهذه.
القرية والأصول الجزائرية لسكانها
القرى الجزائرية ويسميها البعض قرى المغاربة، وهي خمسة قرى في قضاء مدينة صفد استقرت فيها مجموعة عائلات وأسر عربية جزائرية أواسط القرن الثامن عشر، وفي حكاية نزولهم في بلاد الشام نذكر لكم الرواية المعروفة الموثقة في جميع الكتب والمراجع التاريخية، وكذلك مما سمعته من بعض أبناء هذه القرى شخصياً، وكما دون الحكاية الباحث والمؤرخ مصطفى العباسي، حيث ذكروا أن أجدادهم كانوا من أنصار وأتباع الأمير عبد القادر الجزائري.
قاد الأمير عبد القادر الجزائري حركة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الفرنسي للبلاد منذ عام 1830، تمكنت القوات الفرنسية لاحقاً من إلقاء القبض على الأمير ونقله لباريس عام 1847 حيث سُجن هناك حتى عام 1852، وعندما تم الإفراج عنه، تم نفيه من الجزائر، فاختار اسطنبول ومن ثم دمشق مكاناً للاستقرار.
في تلك الأثناء كانت الديار الشامية لاتزال تحت حكم العثمانيين الذين بدورهم رحبوا بالأمير عبد القادر الجزائري وأنصاره الذين باتوا يتوافدون للاستقرار في بلاد الشام مع عائلاتهم.
وبالفعل استقر حتى اليوم عدد كبير من الأخوة الجزائريين والمغاربة في مناطق مختلفة في بلاد الشام بمختلف مدنها وقراها.
أما عن الجزائريين في صفد وقراها فيذكر الباحثان: مصطفى العباسي و هنادي قواسمي المعلومات التالية:
"تأسست في قضاء صفد خمس قرى جزائرية، وهي: ديشوم، عموقه، ماروس، الحسينية، وتليل. وكان المهاجرون الذين استقروا في هذه القرى يرتبطون بجماعة الشيخ أحمد بن سلم، وكانوا من أبناء قبائل مختلفة. سكن في قريتي عموقه وماروس أبناء قبيلة أولاد بو الوارث الذين تعود أصولهم إلى منطقة مدينة دلس في الجزائر. بينما سكن في قريتي الحسينية وتليل أبناء قبيلة أولاد بو الكبير الذين تعود أصولهم إلى منطقة بليدة، بينما سكن في قرية ديشوم أبناء قبيلة آيت يحيى الذي أتوا من منطقة تقزيرت.
وقد ذكر عدد من الرحالة الأوروبيين إلى فلسطين في كتبهم ومذكراتهم الوجود الجزائري في هذه القرى وقرى أخرى مثل قرية ميس الجبل، ومنطقة تل حاصور (تل القدح)، وقرية علما، ورأس الأحمر. يمكن الاستنتاج من المعلومات التي بين أيدينا بأن جزءاً من المهاجرين الجزائريين سكنوا في بداية هجرتهم في قرى “مختلطة”، أي سكنوا مع الفلسطينيين، ومن ثم أسسوا القرى الخمس المذكورة أعلاه، والتي كانت قرى جزائرية بكامل سكانها.
بالإضافة إلى ذلك، فقد سكن عدد من المهاجرين الجزائريين في صفد المدينة، والذين أتوا إليها بالأساس خلال موجة الهجرة الأولى، ونسمع عنهم من خلال القراءة عن مرور الأمير عبد القادر بصفد في طريقه إلى القدس.
لا نملك معلومات إحصائية دقيقة عن عدد الجزائريين في مدينة صفد، إلا أن بعض المراجع الأجنبية تذكر أن الكثير من سكان صفد هم من أصول جزائرية، بينما يذكر الباحث شور أن هناك ادعاء رائج بأن نصف سكان صفد المسلمين في القرن التاسع عشر كانوا من الجزائريين.
ويضيف شور بأن الاستقرار الجزائري في صفد أدى إلى “تطرف” في مواقف المجتمع المسلم في المدينة. حسب كلامه، فقد اتصف الجزائريون بعدم تسامحهم مع غير المسلمين، ومما يدلّ على ذلك هو الاعتداء على “كيتشنر وكوندر”. في العاشر من تموز 1875، تمّ “الاعتداء” على وفد برئاسة كيتشنر وكوندر، من قبل جمع غاضب بقيادة علي آغا من قادة الجزائريين في صفد، والذي حاول منع أعمال البحث والقياس ورسم الخرائط في المنطقة. انتهى “الاعتداء” بجرح عدد من أعضاء الوفد البريطاني، من بينهم “كيتشنر”.
من الصعب أن نحدد إذا كان هذا “الاعتداء” دالاً على عدم التسامح لدى الجزائريين اتجاه غير المسلمين، فقد كان يعيش في صفد يهود ومسيحيون، ولم يذكروا أبداً أي اعتداء ضدّهم بسبب دينهم.
وبحسب رأي العباسي، فإنه لم يسكن في صفد أكثر من 200 جزائري في تلك الفترة، نعرف ذلك عن طريق معرفة عدد الجزائريين في صفد في فترة الانتداب البريطاني، إذ تذكر السجلات أنه كانت فيها عائلتان متوسطتان- ديلسي وعربي – وبعض العائلات الصغيرة الأخرى التي سكنت في حارة الاكراد الشرقية. وقد كان قادة هذه الجالية في صفد أبناء عائلة ديلسي، وهما مصطفى ومحمد رشيد، وهما تاجران معروفان أتوا من المدينة الجزائرية دلس."
القرية اليوم
يذكر الباحث "مصطفى العباسي" في كتابه " صفد في عهد الانتداب البريطاني 1917-1948" أن قرية الحسينية كانت أول قرية صفدية يدمرها الصهاينة بشكل كامل، وكان ذلك عقب احتلالها مباشرةً، واليوم لم يبقَ من القرية العربية إلا أكوام الحجارة وشطور الحيطان المقتلعة من المنازل المدمرة. وتغلب على الموقع نفسه الأشواك والحشائش البرية وبضع شجيرات شوك المسيح المبعثرة هنا وهناك، وهو يستعمل مرعى للمواشي. أما الأراضي المحيطة به فمزروعة من قبل المحتلين.
إدارياً ضمت اراضي القرية لأراضي مستعمرتي "سده إليعزر" و "حولاتاه".
أهالي القرية اليوم
عقب احتلال قريتهم توجه أبناء القرية إلى مخيمات الشتات في سورية ولبنان، وفي محافظة ريف دمشق في سورية هناك تجمع للاجئبن الفلسطينيين يحمل اسم الحسينية فيه محموعة من أبناء القرية المهجرة بالإضافة لمجموعة للاجئين من قرى فلسطينية أخرى، ولكنه يحمل اسم قرية الحسينية.
كما بقي عدد قليل من أبناء القرية في الداخل الفلسطيني وقد أقاموا في منطقة قرب مدينة سخنين، وهي قرية عربية غير معترف بها من قبل سلطات الاحتلال، راجع ما دوناه عن القرية عبر الرابط التالي:
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراحع التالية:
- الدباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء الأول- القسم الأول". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 158.
- دباغ، مصطفى. "بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط 1991. ص: 30-53-70-124-164-165-166-167-168-170-218-249.
- الخالدي، وليد. "كي لاننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948 وأسماء شهدائها". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2001. ص: 289 .
- "إحصاء نفوس فلسطين عام 1922". وثيقة رسمية بريطانية. ص: 44.
- "إحصاء نفوس فلسطين لسنة 1931". أ.ملز B.A.O.B.B. (1932). القدس: مطبعتي دير الروم كولدبرك.ص: 107.
- "إحصاء نفوس فلسطين عام 1945". وثيقة رسمية بريطانية. 1945. ص: 11.
- "قرى صفد المدمرة". وكالة وفا للأنباء والمعلومات. ب.ت. ص: 10-11.
- بابه،إيلان" في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين". ترجمة: أحمد خليفة. مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت: لبنان. 2007. ص: 90-123-247.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية". مؤسسة الدراسات الفلسطينية: بيروت. 2004. ص: 431.
مشاركات
السلام عليكم لد ي بعض الملا حظات ىالاضافات بخصوص مجزرة الحسينية ساراجع معلوماتكم بما لدينا مع كبار القرية الباقين اطال الله اعمارهم مع الشكر على المجهود.