الثروة الزراعية - الظَاهِريَّة التَحّتَا - قضاء صفد

اهتم أهل الظاهرية بأرضهم اهتماماً كبيراً، ساعدتهم خصوبة التربة ووفرة المياه ليكون النشاط الزراعي هو عماد اقتصاد القرية، وقد قُدِرت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في قرية الظاهرية بـ   3852 دونم، من مجمل مساحة أراضيها، وقد توزعت تلك المساحة وفق التالي:

  • 3042 دونم: خصصت لزراعة الحبوب.
  • 810 دونم: خصصت لزراعة البساتين المروية.

أما عن المحاصيل المزروعة في أراضي القرية فهي:

  • الحبوب وأهمها: القمح، الشعير، الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، الكرسنة ...الخ.
  • البقوليات: حمص، فول، عدس، فاصولياء،....الخ.
  • الخضراوات وأهمها: البطاطا، البندورة، البقدونس، السلق، الباذنجان، الخيار، البندورة، القرع (اليقطين)، الكزبرة والفجل وغيرها.
  • الأشجار المثمرة وأهمها: الزيتون، الخوخ، التفاح، الليمون، السفرجل، الصبر (الصبار)، البرتقال، الإجاص، الدراق، العنب، التين، الجوز، اللوز، الخروب والمشمش وغيرها.
  • ومن التباتات البرية التي نمت في أراضي القرية واستفاد منها أهالي القرية: البابونج، الصعتر (الزعتر البري)، الميرمية، الشومر، العكوب، الرشاد، السنيرية، الفطر، لسان الثور، الحميض، العلت، العناب، العليق، زقوقية، القندول، الحنظل، القريص، السذاب، الخردل.
  • ومن الأزهار البرية: الحنون(شقائق النعمان)، البنفسج، الإقحوان، زهرة الربيع.
  • كما اهتم أهل القرية بزراعة نباتات الزينة وأهمها: الريحان (الحبق)، الورد الجوري، الياسمين، القرنفل وغيرها.

وعن تفاصيل النشاط الزراعي في القرية، يروي أبناءها بعض التفاصيل:

أولاً: زراعة الحبوب: 

يعتبر القمح من أقدم المزروعات التي زرعها الإنسان وذلك لإعتماده عليه في غذائه، فالأرض كانت تحرث في شهر تشرين الثاني ويوضع البذار في الأرض، وتسمد بالسماد الطبيعي وهو روث الحيوانات التي يربيها السكان في القرية. 

 وعندما ينبت القمح تنبت معه بعض الأعشاب، وكان الفلاحون يقلعون هذه الأعشاب وهو ما يسمى (بالعشابة). 

ثانياً: الحصاد: 

يبدأ موسم الحصاد في أواخر شهر أيار، فكان الفلاحون يذهبون إلى أرضهم باكراً لحصاد السنابل، وكان يتم الحصاد بالمنجل، المصنوع من الحديد. وكان يُجمع القمح المحصود، ويُسمى (أغماراً) ويُنقل إلى البيدر على ظهور البغال. 

والبيدر هو المكان الذي يُجَّمع عليه المحصول، وكان هناك تجمّع للبيادر في شمال القرية بين صفد والظاهرية، وشرق القرية باتجاه عين المالحة، وكان لكل عائلة بيدرها الخاص. 

ثالثاً: الدرس/ الدراسة:

بعد تجميع سنابل القمح على البيدر، كان يفلش جزء منه، ويوضع فوقه لوح حشبي عرضه حوالي 60سم وطوله حوالي متر ونصف. في أسفل اللوح، توضع أحجار صوان صغيرة مثقوبة وتدق بمسامير في اللوح. ولوح الخشب يكون مرتفعاً من الأمام، حتى لا يغرز في الأرض، ويربط اللوح في رأس الحيوان المخصص لدراسة القمح (بغل أو ثوران) بواسطة حبل. ويقف الشخص الموكل بعملية الدرس على اللوح ويمسك الحبل المربوط بيده حتى يستطيع إدارته. وعندما تصبح كمية القمح المفلوشة ناعمة توضع سنابل جديدة فوقه ليتم درسها.

 يتم فصل القمح عن التبن باستعمال المذراة، وهي مصنوعة من الخشب وهي شوكة خشبية لها سبعة أو ثمانية أصابع كبيرة، وتتم عملية التذرية أثناء هبوب الريح في الصباح، فَيُرفع القمح المدروس إلى الأعلى فيطير التبن ويبقى الحب في مكانه. 

وبعد ذر القمح كان الفلاح يُصّول القمح وذلك بغسله بالماء لتخليصه مما علق به من التراب. وبعدها يؤخذ القمح إلى وادي الطواحين لطحنه هناك. أما تصنيع البرغل من القمح فكان يتم بسلق القمح، بعد التأكد من عدم نضجه نضوجاً تاماً بالسلق، وينشر القمح المسلوق على سطوح المنازل حتى يجف جفافاً تاماً. وفي الليل كان الفلاحون يجمعونه ويغطونه تجنباً لسقوط الندى عليه، ثم يعيدون نشره في النهار. وأغلب البرغل يتم جرشه في البيوت بواسطة آلة تسمى الجاروشة. تدار بواسطة اليد، وتتألف من حجرين من الحجارة البركانية السوداء، والحجر الأعلى مثقوب بثقب قطره 8 سنتمترات ليدخل فيه وتد مثبت في الحجر الأسفل حيث يوضع القمح المسلوق. 

البرغل: يستعمل في طبخات عديدة مثل المجدرة، الكبة، والتبولة. 

الفريكة: قبل أن تنضج سنابل القمح نضوجاً تاماً تقطف السنابل وتشعل النار قرب الحقل، وتشوى السنابل ثم يفركها الفلاح بيده فيسقط الحب الأخضر المشوي. وبعد الانتهاء ينظف الحب مما علق به من تراب. 

الشعير: كان يزرع في الأراضي المجاورة للقمح ولكنه يمتاز عن القمح بأنه يتحمل قلة الأمطار، وينمو كذلك في الأراضي الأقل خصوبة، وكان يستعمل غذاء للحيوانات والطيور.