العادات والتقاليد في القرية - بَرْقَة - قضاء غزة

العلاقات الاجتماعية بين سكان القرية: 

كانت القرية عبارة عن عائلة واحدة، وكان السكان يتشاطرون الأفراح والأحزان. ففي حالة وفاة أي شخص من أهل القرية، تجد كل أهل القرية يتركون أعمالهم في الفلاحة وغيرها طوال أيام العزاء. ويكون العزاء عادة لمدة ثلاثة أيام، في اليومين: الأول والثاني يقوم أهل القرية بإخراج الطعام لأهل الميت، وكل من يتجه ليؤدي واجب العزاء يأخذ معه قهوة، وفي اليوم الثالث يقوم أهل المتوفى بعمل غذاء، وكل واحد من أهل القرية القادرين يأخذ معه إما ذبيحة، أو كيس طحين، أو كيس أرز. وفي العيد الأول لرحيل الميت، يقوم أهل القرية بالتجمع في بيت الميت؛ مواساةً لأهله، وأما النساء فيأخذن طعام الإفطار لدار الميت للإفطار مع أهل بيته. وكان من أطباع أهل القرية أنه إذا توفي أحد أفراد القرية فلا يقام أي عرس إلّا بعد 40 يوماً على وفاته، وبعد انقضاء الأربعين يوم يقوم أهل الفرح باستئذان أهل المتوفى لإقامة عرسهم. 

وأما في الأفراح: فكانوا يقومون بعمل واجباتهم كاملة تجاه أهل العرس: فتنصب حلقات الدبكة والسامر، التي تستمر حتى منتصف الليل، ويبدأ أهل القرية المدعوون بالحضور للسامر، ويقدمون السكر كهدية لأهل العريس، ويستمر هذا الحال لمدة أسبوع كامل. وفي ضحى يوم العرس يقوم أحد أصدقاء العريس بتغسيل العريس ويقدم له الإفطار، إما ذبيحة أو فطاير حسب المقدرة. ويأخذ العريس بزفة من البيت حتى ساحة العرس بحضور الدبيكة، والخيالة وأصدقائه. ويحضر المعازيم لساحة العرس، وكلٌ منه معه هدية، إما خروف أو كيس أرز، كل حسب مقدرته. وبعد زفة العريس وصلاة الظهر يقوم أهل العريس بإحضار طعام الغذاء، إما خرفان أو عجول حسب المقدرة . 

مواسم الزواج: تبدأ بعد شهر 8 (آب/ أغسطس) عند إنتهاء موسم الحصاد، وإفراغ الجرون من القش، وفترة فراغ الفلاحين يبدأ التحضير للعرس في ساحة القرية أو في جرن العائلة. 

المهر: كان المهر حوالي 50-200 ليرة فلسطينية، وأما المهر المؤجل (المؤخر) فحوالي 5-10 ليرة فلسطينية. وكان يُشترط إحضار ثوب لأم العروس، وثوب للعم والخال، وهو عبارة عن دماية. وأما إذا كانت العروس غريبة (أي من قرية أخرى) فتدفع الطلعة وكانت تسمى »وشاة الشباب«، ويأخذها الشباب ويعطوها للعروس، كأنها هدية من شباب البلدة. وعند دخول العروس بلدة العريس، كان أول بيت في القرية بعمل وليمة (ذبيحة) ويحمله لدار العريس.

وقد امتاز أهل القرية بالتعاون كأنهم عائلة واحدة، ففي شهر رمضان كان جميع رجال العائلة يتناولون طعام الإفطار في مقعد العائلة، وفي عيد الفطر كانوا يؤدون صلاة العيد في المسجد، ثم يتوجهون إلى مقبرة القرية حيث يتبادلون التهاني بالعيد، وهناك يكون بانتظارهم عائلة آخر متوفى من أهل القرية، خلال الفترة بين العيدين، ثم يتوجهون بعدها للإفطار في بيته. وأما في عيد الأضحى، فيقوم أحد الأقارب أو الأصدقاء بذبح أضحية عن عائلة أهل آخر متوفى . 

وقد امتاز أهل القرية بالتسامح؛ فلم يكن بها مركز شرطة، بل كانت تتبع شرطة بيت دراس، لذلك كان الأهالي يحلون مشاكلهم بأنفسهم؛ عن طريق العرف والعادة  كما وتميزت علاقتهم بأهالي القرى المجاورة بالاحترام والمودة، وقد ربطتهم صلات صداقة ونسب مع عدد من القرى المجاورة لبَرْقَة، منها: أسدود، والبطاني الغربي، والبطاني الشرقي، وياسور، ومعظم القرى المجاورة.