معلومات عامة عن عرب الشَمَالنَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح - قضاء صفد
معلومات عامة عن قرية عرب الشَمَالنَة/ قرى المناطق المجردة من السلاح
قرية فلسطينية مهجرة، كانت قائمة في السهل الممتد شرقي مدينة صفد حتى أراضي الجولان السوري، شمال بحيرة طبريا، إذ تشرف أراضيها الجنوبية على شاطئ بحيرة طبريا، عرب الشمالنة تقع جنوب شرقي مدينة صفد وعلى بعد 13 كم عنها، وتنخفض حوالي 200م دون مستوى سطح البحر.
قُدِرَتْ مساحة أراضيها ب16690 دونم، من ضمنها أراضي خربة كرازة، خربة أبو زينة، خربة أبو لوزة، الشط أو خربة الشط.
احتلت في بادئ الأمر في سياق عملية "يفتاح" وذلك يوم 4 أيار/مايو 1948، ونظراً لوقوع أراضي القرية ضمن أراضي المنطقة المجردة من السلاح وفقاً لاتفاقية الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال عاد أبناء قرية عرب الشمالنة إلى قريتهم وبقوا فيها كما حال سكان المناطق المجردة وعلى الرغم من تعرضهم لمضايقات كبيرة من قبل الصهاينة ولكنهم صمدوا في قريتهم إلا أن قامت سلطات الاحتلال بطردهم من قريتهم عشية اندلاع العدوان الثلاثي على مصر وذلك يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر 1956 وكان خروجهم من القرية بشكل نهائي لم يعودوا إليها بعد ذلك.
الحدود
تتوسط مضارب عرب الشمالنة البلدات والقرى التالية:
- مضارب عرب الهيب/ طوبا شمالاً ويفصلها عن عرب الشمالنة وادي أبو لوزة.
- نهر الأردن ومن ثم الأراضي السورية وتحديداً قريتي الدّكة والطواحين السوريتين شرقاً.
- قرى عرب السمكية، القديرية وبحيرة طبريا من الجنوب والجنوب الغربي.
- قرية جب يوسف غرباً.
- قرية طوبا الزنغرية من الشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
تعتبر أراضي القرية من أواخر قرى مدينة صفد من الجنوب الشرقي وتمتد ما بين نهر الأردن والأراضي شرقاً إلى شاطئ بحيرة طبرية جنوباً.
مصادر المياه
كان أهل القرية يعتمدون على المصادر التالية في تأمين حاجاتهم من المياه:
•وادي أبو لوزة يتدفق من أراضي عرب الهيب ويخترق القرية في ناحيتها الشمالية ليصب في نهر الأردن، جريان المياه فيه شتاءً فقط.
•وادي المَصلَّخَة/المسلخة يتدفق من أراضي قرية الزنغرية يخترق القرية من الشمال الغربي نحو الشرق ليصب في نهر الأردن، وأيضاً هذا الوادي يتدفق شتاءً فقط.
•وادي الوبداني غرباً.
•عيون الزايدة والعشة الموجودتين غربي القرية.
كان اعتماد أهل القرية على نهر الأردن وبحيرة طبريا في الشرب والري والاستعمال المنزلي، كذلك في ري المواشي.
وعن مياه الاستعمال المنزلي والشرب كانت النسوة تقمنَّ بنقلها إلى المنازل بواسطة جرار فخارية.
سبب التسمية
يعود سبب التسمية لاسم عرب الشمالنة الذين كانوا يقيمون فيها، إذ أن الجد الأول للشمالنة ويدعى أحمد اعتاد أن يبني بيته تجاه ريح الشمال، فلقب شملون، وأطلق على نسله الشمالنة.
البنية المعمارية
كانت منازل القرية في بادئ الأمر جميعها من الشعر، لاحقاً قام أهل القرية ببناء منازل من الحجارة واللبن، توزعت في مختلف أنحاء الأراضي التابعة للقرية، وقد سكن بعضاً من أبناء القرية في نواحي الخرب القديمة التي أيضاً تقع ضمن أراضي القرية.
كان عدد هذه المنازل حتى عام 1931 حوالي 108 منزل.
وقد خلت القرية من الأبنية الخدمية باستثناء ثلاثة دكاكين كانت ملكاً لأشخاص من مدينة صفد، وهم محيي الدين الكبرا، الشيخ رشيد، محمد الحج فياض، هذه الدكاكين الثلاث كانت مبنية في منطقة الشط وليست وسط القرية.
معالم القرية
خلت القرية من أي أبنية خدمية وإدارية باستثناء:
• مركز للبوليس أقامه البريطانيون جنوب القرية في منطقة الشط، كان المركز عبارة عن براكية مكونة من غرفة واحدة، ويخدم فيها ثلاث عناصر عرب اثنان مسلمين وثالث مسيحي، ويرأس هذا المركز مصطفى عبد الحميد رجل عربي فلسطيني.
• غرفة وسط القرية بناها أهل القرية للشيوخ الذين يقصدون القرية بهدف تدريس أبناءها.
• ثلاث محال تجارية (دكاكين).
الآثار
يحيط بالقرية مجموعة من الخرب الأثرية أهمها:
1- خربة كرازة التي كانت تقوم على مدينة (كوروزين(Corozin الرومانية التي شاهدت معجزات المسيح المتعددة تحتوي الخربة على أنقاض كنيس نقب جزء منه، حقل فيه تصاريف إلى الشرق والجنوب الشرقي. وتحتوي على حجارة منحوتة وحيطان وعواميد وطرق مبلطة تؤدي إلى الدرب الواقع بين القدس ودمشق.
2- خربة الزيتون
3- خربة الخشاش
4- خربة أبو لوزة
5- خربة أم قرعة
6- خربة المسلخة، وتل المطلة.
7- خربة الدكة وأبنييها وخربة أبو زينة تقعان بالقرب من نهر الأردن.
8- خربة العشة الواقعة على بحيرة طبرية أثرية تحتوي على أكوام حجارة وبقايا خزانات. - يعتقد أن مدينة بيت صيدا- القديمة كانت موجودة في تلك المنطقة أيضاً.
في عام 1875، عثر فيكتور جويرين هنا على الأسس التي يقوم عليها المبنى الذي لا يقل سمكه عن متر. في عام 1881، لاحظت الدراسة الاستقصائية التي أجراها صندوق استكشاف فلسطين الغربية ما يلي: «الصوامع العربية الحديثة والآثار الطفيفة للمنازل المدمرة الحديثة» في خربة أبو زينة، أو شونة الشمالنة.
الجدير ذكره أن بعض العائلات من عرب الشمالنة استقروا في ناحية بعض تلك الخرب وحافظوا على اسمها المعروفة به سابقاً، مثل: خربة أبو لوزة، خربة أبو زينة، الشط
السكان
في تعداد عام 1922 قُدِرَ عدد سكان عرب الشمالنة بــ 278 نسمة،، ارتفع العدد عام 1931 إلى 551 نسمة، جميعهم من المسلمين بينهم مسيحي واحد، ولهم 108 منزل. وصل العدد عام 1945 إلى 650 نسمة من بينهم سكان الخرب المذكورة، والذين يتفرعون من عشيرة عرب الشمالنة أساساً. أما مركز البوليس المقام على أراضي الشمالنة فكان يضم ثلاثة جنود عرب اثنان مسلمين والثالث مسيحي، وفقاً لإحصائيات عام 1931.
عام 1948 لا توجد إحصائية رسمية لعدد سكان عرب الشمالنة في ذلك العام.
وفي عام 1998 قدر عدد اللاجئين من أبناء القرية بــ 4630 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
أنجب شملون الجد الأول للعشيرة واسمه أحمد، ستة أبناء شكل هؤلاء الستة العائلات: بيت ابراهيم، بيت حمادي، بيت علي، بيت أحمد، بيت خليل وبيت عثمان.
يوجد في القرية تفرعات عن عشيرة الشمالنة، بالإضافة لعائلات أخرى استقرت في القرية، وهي:
حميد، آل فلاح، الشملوني، الغوري، بن حسن، السوالمة، أحمد، اسماعيل، الحج (الحجي).
الحياة الاقتصادية
اعتمد اقتصاد القرية على عائدات ثلاثة أنشطة هي: الزراعة، تربية الماشية وصيد الأسماك، طبعاً بالإضافة لعدة الأعمال الفردية التي مارسها بعضاً من شبان القرية مثل العمل كصيادين لدى بعض مالكي قوارب صيد في بحيرة طبرية، أعمال أخرى في مدينة صفد، وكذلك منهم من عمل في ميناء ومصانع مدينة حيفا.
الاستيطان في القرية
أسس سلطات الاحتلال مستعمرة "ألمغور" عام 1961 على بعد 2 كم شمالي غربي موقع عرب الشمالنة فوق الأراضي العائدة لهذه القرية.
الخرب في القرية
تحيط بالقرية عدة خرب وتضاريس أقامت بها عائلات من عشيرة الشمالنة، وحافظت هذه النواحي على أسمائها المعروفة بها، ومن تلك النواحي والخرب:
• خربة أبو لوزة شمالاً عند وادي أبو لوزة، أقام فيها عدة عائلات من الشمالنة.
• عين البنا على مقربة من لوزة شمالاً.
• خربة أبو زينة: جنوب شرقي الشمالنة، على شاطئ بحيرة طبريا الشمالي الشرقي، على مقربة من الأراضي السورية.
• خربة العشة تقع على بحيرة طبرية أثرية تحتوي على أكوام حجارة وبقايا خزانات. - يعتقد أن مدينة بيت صيدا- القديمة كانت موجودة في تلك المنطقة أيضاً.
• الشط: هذه المنطقة تحاذي خربة العشة باتجاه الغرب وبذلك تقع جنوب عرب الشمالنة تماماً، وعلى شاطئ بحيرة طبرية الشمالي، في تلك المنطقة أقام البريطانيون مركزاً للبوليس مكون من غرفة واحد.
• تل المطلة: أيضاً في الجنوب الشرقي على مقربة من الأراضي السورية.
• دار أبو ليل: في جنوب القرية، أقام فيها أسرة من الشمالنة أيضاً.
• أما خربة كَرّازَة كانت تقع ضمن مضارب عرب الشمالنة، لكن أقامت فيها عائلات من عرب الهيب.
الثروة الزراعية
تتسم أراضي عرب الشمالنة بخصوبة تربتها، وفرة مياهها الطبيعية، ومناخها الحار صيفاً والمعتدل شتاءً، وانقسمت أراضي القرية الصالحة للزراعة والتي تبلغ مساحتها 4080 دونم إلى أراضٍ بعلية غرست بالحبوب، وأراضٍ مروية غرست بالخضار والأشجار المثمرة وتم ريها من المياه التي استجرارها من نهر الأردن شرقاً وبحيرة طبريا جنوباً.
ومن المحاصيل المزروعة في أراضي عرب الشمالنة:
• الحبوب: القمح، الشعير، الكُرّسَنّة، ذرة بيضاء كانت مخصصة للاكتفاء الذاتي والقسم الآخر للبيع.
• البقوليات: عدس، فول، حمص،....إلخ
• الأشجار المثمرة: الزيتون، الموز وبعض الأشجار الأخرى التي غرست بهدف الاكتفاء الذاتي أما أشجار البرتقال فغرست بهدف الاستخدام والتجارة.
• الخضراوات: بندورة، خيار، باذنجان، بامية، ملوخية،...إلخ وجميعها كانت مخصصة للتجارة.
استخدم أهل القرية وسائل الحراثة القديمة أي السكة التي يجرها فدان، ولكن في أواسط الأربعينيات اشترى رجل من القرية جرار زراعي كان يعتمد بعض أهالي القرية عليه أثناء الحراثة.
التعليم
اقتصرت عملية التعليم في القرية على شيخ يأتي للقرية لتعليم أبناء القرية الذكور مبادئ القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم، كان التعليم يتم في منزل الشيخ، لا حقاً بنى أهل القرية وسط منازلها غرفة باتت عملية التدريس تتم فيها.
ومن شيوخ القرية الذين درّسوا فيها هم الشيخ محمود العقلة وهو سوري من قرية العال السورية.
لم يكمل أياً من أبناء القرية تحصيله الدراسي عقب مرحلة الدراسة عند الشيخ، طبعاً هذا الواقع حتى عام 1948.
لاحقاً وعقب العودة للقرية عام 1949، قامت منظمة الأمم المتحدة بالتعاون مع وكالة الغوث (أنروا) ببناء مدرسة لتدريس أبناء المناطق المجردة درس فيها أبناء القرية إلى تم طردهم من القرية عام 1956، ثم عقب لجوؤهم إلى مناطق الجولان السوري تابعوا تحصيلهم الدراسي في تلك المدارس حتى احتلال الجولان عام 1967.
المساجد والمقامات
لم يكن في القرية أي مسجد وفي الأعياد ورمضان كانت تتم صلاة الجماعة في منزل شيخ العشيرة بإمامة شيوخ كانوا يأتون من سورية، مثل الشيخ ابراهيم الرحال، والشيخ جمعة الصالح.
أما عن المقامات في القرية، كان في محيطها عدة مقامات كان لها مكانة خاصة عن سكان القرية، وتلك المقامات هي:
مقام الشيخ محمد، مقام الشيخ حسين، مقام السيد هذه المقام الثلاثة كانوا في ناحية خربة أبو زينة.
أما مقام الشيخ ابراهيم فكان قرب شاطئ بحيرة طبريا أي جنوب القرية.
الطرق والمواصلات
ترتبط قرية الشمالنة بالقرى والبلدات المحيطة بها بعدة طرق، منها الطريق الواصل بين عرب الشمالنة إلى قرية الدابغة في طبريا هذا الطريق كان معبداً، في هذا الطريق أيضاً مفرق طرق يصل إلى مدينة صفد، تبعد الشمالنة عن طبريا من هذا الطريق حوالي 24 كم.
أما الطرق التي كانت تربط الشمالنة بغيرها من القرى والبلدات فكانت ترابية غير معبدة.
وعن وسائل النقل المستخدمة لأغراض النقل فقد كانت:
الخيول، الحمير، الجمال، الحافلة التي تصل إلى مدينة طبريا عبر الدابغة، القوارب عند الانتقال بحراً إلى طبريا.
وكذلك كانت يستأجر أهل القرية سيارات شحن لمالكي سيارات من صفد وطبريا لنقل محاصيلهم الزراعية لأسواق التصدير.
تربية الحيوانات
قديماً كانت تربية الماشية هي مورد الرزق الأساسي لأهل القرية، لاحقاً احتلت الزراعة هذه المكانة مع استمرار اعتمادهم على عائدات المنتوجات الحيوانية في تأمين الحاجات الاستهلاكية مع بيع الفائض منها، وقد اهتم أهل القرية أنواع المواشي التالية: الأبقار، الأغنام، الماعز، الجواميس، الخيول، والجمال التي اهتموا لكن بدرجة أقل من باقي الماشية فاستخدمت الجمال لأغراض النقل والتنقل فقط.
أما عن منتوجات تلك الحيوانات من حليب، أجبان، ألبان، سمن، زبدة، الصوف، شعر الماعز استخدم الفائض منها في التجارة.
بالإضافة لهذه الحيوانات اقتنى أهالي القرية الدواجن بغرض الاستهلاك فقط، ومارسوا صيد الأسماك من نهر الأردن وشاطئ بحيرة طبريا الشمالي.
القرية والمناطق المجردة من السلاح
تم التوقيع على اتفاقيات الهدنة بين سورية وحكومة الاحتلال، حيث تم توقيع الاتفاقية في تموز/ يوليو 1949 وبموجب تلك الاتفاقية وقعت مجموعة أراضٍ وقرى فلسطينية ضمن منطقة مجردة من السلاح، وفق ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين ومن هذه القرى: يردا، النقيب، منصورة الخيط، السمرا، عرب الشمالنة، كراد الغنامة، كراد البقارة، وخان الدوير. كان الاتفاق ينص أن يعود سكان هذه القرى إلى قراهم على أن تكون خالية من أي وجود عسكري سوري أو "إسرائيلي"، وأن تكون هذه المنطقة تحت إشراف لجنة من منظمة الأمم المتحدة.
عاد أهالي تلك القرى إليها، ولكن سلطات الاحتلال لم تكن ترغب باستمرار هذه الاتفاقية، وبدأت تمارس المضايقات بحق سكان هذه المنطقة لدفعهم لتركها والرحيل عنها.
تعرضت عرب الشمالنة كما قرى المناطق المجردة لمضايقات خلال السنوات الممتدة منذ عودتهم منذ عام 1949 وحتى عام 1956، وعن احتلال القرية عام 1956 وطرد أهلها منها بشكل ، يذكر الباحث "خالد بدير" في بحثه "فلسطينيو المناطق المجردة- قريتا البقارة والغنامة نموذجاً": " عندما بدأ العدوان الثلاثي على مصر، استغلت سلطات الاحتلال انشغال العالم بهذه الحرب، وأنزلت الوحدة 101 بقيادة "إرئيل شارون" في المنطقة المجردة من السلاح، وكان ذلك يوم 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، حيث أجبر الجنود أهالي تلك هي القرى على مغادرتها بقوة السلاح، حيث استطاع جنود الاحتلال إجبارهم على ترك القرية، وحملوهم في شاحنات، ثم ألقوا بهم على الحدود السورية، وبعد أن انقطع أملهم بالعودة إلى قراهم عبروا الحدود السورية، واستقروا في مناطق الجولان السوري حتى عام 1967. وعقب احتلال الجولان في حرب 5 حزيران 1967 لجؤوا إلى مدينة دمشق أقاموا في مخيمات الشتات الفلسطيني هناك.
القرية بين عامي 1948-1956
دمر الصهاينة منازل القرية الحجرية وحرقوا بيوت الشعر التي تركها أهل القرية خلفهم عند احتلال القرية في أيار 1948.
وعندما عاد أهل القرية إليها أواسط عام 1949، أعادوا بناء القرية من الحجارة واللبن وكذلك من الشوادر التي وزعتها عليهم وكالة الغوث، عاد بعض أهالي القرية وبقي الباقي في قرى الجولان السوري، وعن تفاصيل الحياة اليومية في عرب الشمالنة في تلك الفترة نذكر ما يلي:
أولاً: الحياة الاقتصادية
مارس أهل القرية عقب عودتهم أعمالهم الزراعية وطبعاً اهتمامهم بتربية الماشية، ولكن نشاطهم كان بشكل محدود جداً بسبب مضايقات الصهاينة وكون الأراضي المحيطة بالقرية كانت محتلة من قبل الصهاينة، ويذكر الحاج "نايف شحادة الحجي" أنه عقب عودتهم عام 1949 كانت سلطات الاحتلال احتلت أراضي القرية التي كانت تعتمد على المزروعات البعلية، لذلك زرعوا فقط الأراضي المروية، واستمر اعتمادهم على مصادر المياه التي ذكرناها.
ثانياً: الصحة والعلاج
اعتمد أهل القرية على الخدمات الطبية التي كانت تقدمها وكالة الغوث لهم خلال تلك الفترة.
ثالثاً: التعليم
اعتمد أهل القرية على الخدمات التعليمية التي كانت تقدمها وكالة الغوث لسكان المناطق المجردة خلال تلك الفترة.
الجدير ذكره أن أهل القرية تعرضوا خلال السنوات الستة لمضايقات عديدة ومناوشات من قبل حكومة الاحتلال والمستوطنين، الذين كانوا يحاولون مراراً سرقة المحاصيل الزراعية، والمواشي وهذا ما حدث عام 1951 حيث اعترض اهل القرية طريقهم الامر الذي أدى لوقوع معركة بين الطرفين استمرت قرابة أسبوع.
الجدير ذكره أن اهل القرية استمروا بزراعة أراضيهم عقب طردهم من القرية وذلك حتى عام 1958، حيث كانوا يقيمون في الجولان ويأتون لزراعة أراضيهم إلى أن منعوا من العودة إليها بشكل نهائي
الوضع الصحي في القرية
كان العلاج معتمداً في معظمه على الطب الشعبي، مثل:
الكي بالنار، العلاج بالأعشاب، الحجامة، كاسات الهوا، تجبير الكسور بطريقة عربية وغيرها.
وفي حالات المرض المزمن الذي لا يمكن علاجه بأي طريقة من تلك الطرق، كان يتم نقل المريض إلى مشافي المدن الكبيرة، مثل مشفى مدينة طبرية ومشفى مدينة صفد، وهذا هو الواقع الصحي في القرية حتى عام 1948
مؤلفات عن القرية
ذكر الباحث عبد الكريم الحشاش عشيرة عرب الشمالنة في كتابه "قبائل وعشائر فلسطين" فيما يلي:
"يسمون أيضاً بني عمرو، وهم من عرب الصلوات في اللجاة جنوب سورية، والذين يعودون بأصولهم إلى قبيلة زبيد، وهناك رواية تقوا إنهم يُرَدّون إلى عرب الموااي الشهيرة في شمال سورية، وكانوا يقيمون على حافة وادي الحولة في الجليل الأعلى، وشيخهم: اسماعيل الشَمّاليّ، مساكنهم العلمانية، وينزلون قرب بحيرة الحولة، ويزرعون حقولهم، وفي الوقت نفسه يربون الأبقار والإبل.
وهناك رواية تقول: قدم ثلاثة أخوة من طنطا في مصر، أصلهم من قبيلة القذاذفة، وإنّ الجد الأول للشمالنة يدعى أحمد الذي اعتاد أن يبني بيته تجاه ريح الشمال، فلقب شملون، وأطلق على نسله الشمالنة، وكانوا أيام حملة ابراهيم باشا عائلة واحدة تسكن الغور، وقد أنجب شملون ستة أبناء من زوجته التي تقربه، وشكل هؤلاء الستة العائلات: بيت ابراهيم، بيت حمادي، بيت علي، بيت أحمد، بيت خليل وبيت عثمان.
استقر أحدهم في خربة أبي زينة في الغور، وذهب الثاني إلى صفد، والتحق الثالث بعرب الفضل، والأجيال المنحدرة من هذا الثالث سمّوا قوم المروّ والتحقوا بعائلة الفاعور أمراء الفضل.
أما السوالمة المنتمون إلى الشمالنة فهم يعودون بنسبهم إلى قبيلة الرولا.وقد حاول الأفندية الاستيلاء على أراضي الشمالنة في الغوير،وبعض الشمالنة من أصول مصرية ينزلون البطيحة وشيخهم: مزعل اسماعيل، وينتمي إلى الشمالنة الرعيّات وهم من التلاوية وزعيمهم حدّو الفلاح".
احتلال القرية
تعرضت القرية لهجوم واحتلت في سياق عملية "يفتاح" التي صُمِمَت من أجل احتلال الجليل الشرقي، شُنت عملية صغرى محدودة لطرد كل السكان الفلسطينيين من المنطقة الممتدة بين بحيرة الحولة وبحيرة طبرية.
وقد احتلت عرب الشمالنة في إطار هذه العملية التي سميت عملية مطأطي (المكنسة) والتي شنت في 4 أيار/مايو 1948. واستناداً إلى المؤرخ "الإسرائيلي" بين موريس، كانت الأوامر العملانية تنص تخصيصاً على وجوب مهاجمة هذه القرية ونسف منازلها وطرد سكانها. وقبل الهجوم قصفت قوات البلماح المنطقة بمدافع الهاون. ويزعم موريس أن سكان القرية فروا مع تقدم القوات الغازية. وتركت عملية المكنسة- بحسب ما ذكر ققائدها"يغآل ألون" الذي كان في الوقت نفسه قائد البلماح، الأمر الذي أثر تأثيراً شديداً في نفوس سكان صفد ووادي الحولة. وقد أخبر السوريون البريطانيين أن تقدم البلماح الأخير هذا تسبب بفرار 2000 لاجئ إضافي من تلك المنطقة.
روايات أهل القرية
الأسير المحرر الحاج شحادة حسين صالح الشملوني:
إن لم يكن أسري من أجل حق العودة فلماذا أسرت إذاً ؟!
جمع الحاج شحادة الشملوني بين الأسر والإصابة واللجوء في تغريبات متعددة عاشها في أكثر من ثمانين سنة، فهو من مواليد عام 1928 في قرية خربة أبو زينة؛ إحدى القرى التي كان يعيش فيها أهالي عرب الشمالنة حيث انتشرت هذه القرى على مسافات متفرقة من أراضيهم الواقعة جنوب شرق مدينة صفد، على الحدود الفلسطينية – السورية في قضاء صفد.
عن القرية والعشيرة
يقول الحاج أبو حسين: تبعد خربة أبو زينة 29 كم عن مدينة صفد، منها 23 كم معبّدة، و6 كم غير معبدة، وهي عبارة عن تلال ترتفع في بعض المناطق لتشكل مرتفعات جبلية ومن ثم تنتهي بأراض سهلية وهي ذات مناخ معتدل صيفاً شتاء وأرضها خصبة. يرويها نهر الأردن الذي يخترق أقصى الطرف الشرقي لأراضي القرية من الشمال إلى الجنوب توجد في هذه الأراضي عدة أودية، يصبّ قسم منها في نهر الأردن، كوادي أبو لوزة ووادي أم العقارب. ويصبّ القسم الآخر في بحيرة طبرية وهي من الشرق إلى الغرب. ووادي المسلّخة، ويعرف أيضاً بوادي العُسّة وبأسماء أخرى في أجزائه المختلفة، ووادي الغلاي، وتكثر الينابيع في أراضي عرب الشمالنة، منها عين أبو زينة على بعد 3 كم من خربة أبو زينة، وعين الهادي، وعين عقيم، وعين الصفصافة، وكلها تقع في شمالها الشرقي. وتتوزع فيث باقي الجهات عيون لبؤة وأم قارة، وعين أبو لوزة.
ويتابع الحاج أبو حسين: لم يكن يُقدم لعرب الشمالنة أي نوع من الخدمات، وكان هناك مركز للشرطة على الحدود يبعد نحو نصف كم شرق خربة أبو زينة. وقد اعتمد السكان في معيشتهم بدرجة رئيسية على تربية المواشي إلى جانب مزاولة بعض أشكال الزراعة، وخاصة زراعة الحبوب.
أما عن العشيرة فيقول الحاج أبو حسين: تضم الشمالنة والسوالمة، ولهم مختار واحد هو مصطفى الصالح، وبعد أن توفي، أصبح المختار هو مزعل إسماعيل ومن ثم أحمد الشرقي. كانت هناك وجوه للعشيرة أبرزهم بركات العلي وصالح وقاسم المعتوق وحمد الحسين شيخ الشمالنة.
ويضيف الحاج أبو حسين بيوت العشيرة كانت عبارة عن بيوت شعر، وكان المقتدر يعمر بيت حجر ومنهم أحمد الشرقي.
لا توجد مدرسة في أراضي عشيرة الشمالنة، وقد تعلمنا القراءة والكتابة على يد شيخين أحدهم من قرية الشجرة، والآخر من سورية من قرية العال.
وبالنسبة إلى الصلاة كان أهالي العشيرة يصلون في بيوتهم فلم يكن هناك مسجد، وتقام صلاة الجماعة فقط في العيد.
ولا تختلف عن عادات أهل العشيرة عن عادات قرى شمال فلسطين، ولا سيما البدو والعشائر منهم.
معركة الشمالنة
لقد أصبحت أراضي عرب الشمالنة بموجب اتفاقية الهدنة عام 1948 منطقة منزوعة السلاح تحت إشراف الصهاينة، بالإضافة إلى المنطقة الممتدة شمالها حتى جنوب الدرباشية، شاملة جسر بنات يعقوب، وكراد البقارة وكراد الغنامة ومزرعة الخوري. وفي عام 1951 طرد الصهاينة سكان هذه المنطقة من أراضيهم، واستولوا عليها بعد معركة استمرت لمدة أسبوع. يحدثنا الحاج أبو حسين عن هذه المعركة بتواضع، فهو مستعد أن يتحدث عن الآخرين ويترك الحديث عن نفسه لغيره، فيقول: في الشهر السادس من عام 1951 قدم لنا الصهاينة ما كان يسمى الإعاشة (مؤن ومواد غذائية)، فقرر أهالي القرية عدم تسلّمها في حركة احتجاجية على العدو، فردّ الصهاينة على هذه الحركة بهجوم كبير على القرية من جهة الزنغرية والسمكية، لا سيما أنه كان يفكر بعد انتهاء حرب الإنقاذ وتوقيع اتفاق الهدنة بالتوسع في المناطق المجردة واحتلال مواقع جديدة لتحصين مواقعه الدفاعية في مواجهة القوات السورية المرابطة على الشاطئ الشرقي لبحيرة طبرية، واستمر هذا الهجوم سبعة أيام مع لياليها، استبسل فيها أبناء القرية من المجاهدين الذين تراوح عددهم بين خمسين إلى ستين مقاتل. ويذكر الحاج الشملوني أنه في اليوم الأول من المعركة قتلنا من الصهاينة ستة وهرب الآخرون، واستشهد واحد من العشيرة هو شحادة علي العوض وجرح البعض منهم محمود حمد الحسين ومحمد قاسم معتوق وشحادة أحمد الشرقي.
ومن باب نسب الفضل لأهله يقول الحاج أبو حسين: «لم نكن لوحدنا في هذه المعركة فقد ساعدتنا قوة سورية وقدمت لنا السلاح والمعونة وقضى عدد من أبناء سورية شهداء في هذه المعركة».
بعد هذه المعركة التي لم تكن متكافئة حيث استخدم العدو فيها الطائرات وسلاح المدفعية ورشاشات العوزي، خرجنا من البلد، وأذكر أن ذلك كان حوالى الساعة 12 ظهراً متوجهين إلى منطقة البطيحة السورية، ومنها إلى تل عامر حيث ظل أهلي هناك حتى عام 1967، لينتقلوا بعد النكسة إلى مخيم اليرموك، ومن ثم إلى مخيم السيدة زينب.
أما أنا فقد تطوعت لأكون مقاتلاً في معظم التشكيلات التي أُحدثت بين النكبة والنكسة، وتنقلت بين أماكن متعددة في هذه الفترة، إلى أن انضممت إلى حركة فتح عام 1965.
في الأسر
كلفت في عام 1967 مع مجموعة من المقاتلين في الحركة من سورية والأردن بدخول الضفة الغربية لغايات تنظيمية وتدريبية قتالية، وكنا ثاني أو ثالث مجموعة تدخل الضفة، وفي صباح 24/9/1967، وبينما نحن بمنطقة حوارة قضاء نابلس هاجمتنا قوة صهيونية وحاصرت المنطقة التي نحن فيها، وقطعت الإمداد عنا، واستمرت المعركة حتى نفدت ذخيرتنا، فجُرح بعضنا وكنت بين الجرحى، حيث أصبت في قدمي اليسرى وأُسرت مع ثمانية من رفاقي.
أول سجن كان في الرملة، ومنه إلى الصرفند، وقد حكمت بمؤبد وعشرين سنة، وتنقلت خلال فترة أسري بين سجون عدة منها عسقلان وبئر السبع، وخضت إضرابات كثيرة إلى أن تم تحريري من الأسر في عملية النورس بين القيادة العامة والعدو الصهيوني، بعد 13 سنة و8 أشهر و6 أيام.
لقد تعلمت من الأسر الكثير، ولكن الدرس الذي لا أنساه وأطلب من الجميع أن يضعوه نصب أعينهم، ولا سيما قيادتنا، وفي هذه الأيام بالذات، هو أن العدوّ لا يفرق بين إبن فصيل فلسطيني وآخر، فالتعذيب والقتل للجميع.
نصيحة وعتب
يكمل الحاج أبو حسين نصيحته مع بعض العتب، فيقول: عندما انتميت لفتح كان الدافع وطنياً بحتاً، وكنا ندفع من جيوبنا حتى أجرة السيارة التي كانت تقلّنا في الطريق إلى العمليات الفدائية، وأنا لست نادماً، ولا أقول ذلك لأمنّن على أحد، ولكنها والله الحقيقة التي يجب أن تعرفها أجيالنا والأجيال التي تلينا.
أما لبعض القيادات فأقول هذه حرب طويلة الأمد، فلا تحصروها بأنفسكم وزمانكم وافتحوا الباب للأجيال التي تليكم، ولا تتشبثوا بمواقعكم.
أما لأبناء تنظيمي فأقول: «عتبي عليكم كبير، فقد قضيت زهرة شبابي معكم وعندما عدت من الأسر زارني كل أبناء التنظيمات، وبعضهم زارني أكثر من مرة، وكُرّمت من العديد منهم، في حين لم تزوروني ولو لمرة واحدة».
ولدى سؤالنا للحاج عن حقه في العودة قال: إن لم يكن أسري من أجل حق العودة، فلماذا أسرت إذاً؟! قريتي هي أمي، وإذا عادت كل فلسطين ما عدا خربة أبو زينة فإنني أقول بأن حق العودة لم يتحقق.
المرجع: مقابلة مع الصحفي ماهر شاويش
مقابلة أجرتها ردينة معتوق مع السيد محمود معتوق ابو اسعد الشمالنة
سؤال لطالما طرح علينا في الصغر على مقاعد الدراسة وتسابقت الأيدي الصغيرة بأناملها الناعمة تتعالى لتحظى بالجواب فيكون لكل طفل إجابته المختلفة تماما ً ربما عن باقي زملائه لتكون جميعها في النهاية صحيحة ماهي قريتك في فلسطين المحتلة ؟ حفظنا الإجابة عن ظهر قلب ولكنا لم نكن لندرك ما تحمله الكلمة في طياتها من ملامح وبعد أن كبرنا تسائلنا تخيلنا بحثنا عن تفاصيل الإجابة ليكون لكل منا في مخيلته رسم جميل لوطن بعيد خربة أبو زينة كانت إحدى تلك الإجابات لكنها اليوم بحلة مختلفة سنروي تفاصيلها من أفواهٍ حقيقية عايشتها لعبت في بساتينها وتنقلت بين بيوتها وداست على ذرات ترابها فخربة أبو زينة كما رآها وحفظها واستذكرها الحاج محمود معتوق أبو أسعد ذو ثلاثة وسبعين خريفاً
حدثنا عنها قائلاً :
_ خربة أبو زينة هي قرية صغيرة تقع على شاطئ بحيرة طبريا وعلى الضفة الغربية لنهر الأردن قبل أن يصب في بحيرة طبريا في جنوب شرق مدينة صفد وهي إحدى قرى الحدود الفلسطينية السورية سكنت فيها عشيرة السوالمة وعشيرة الشمالنة الذي كان منهم المختار لأنهم الأكثر وسكنوا الخربة قبل السوالمة عاشوا معاً في القرية وتناسبوا وترابطوا مع بعضهم البعض .
_ أما عن حدود القرية التي يعرفها الحاج أبو أسعد فقد كانت كما يقول:
_ قرية السمكية تحدها من الغرب مع وادي تلحوم ومن الشمال تحدها قرية الزنغرية ومن الشمال الشرقي طوبة وهي أرض ملك للشمالنة وجانبها مزار يسمى مزار أبو لوزة " وهو قبر لرجل صالح أما من الشرق قرية الدكة التي كانت تابعة لفلسطين وبعد ال"48" أصبحت تابعة للحكومة السورية.
_ سألت العم أبو أسعد عن ملامح القرية الجغرافية وتضاريسها فكان أول ما أخبرني به بعد ابتسامة ربما يشوبها شيءٌ من الألم فأجابني :
_ رأس العين , نبعة في طرف القرية وسميت القرية باسمها فكان الاسم الثاني لقرية أبو زينة رأس العين أما الجبال و التلال فكان جبل المطلة و الدبة العالية وقطر الجابر الذي يطل على البحر وتلة أم العقارب التي تقع بين الخربة و الزنغرية و زمزوم قاسم و تلة أم نياص التي يعيش فيها حيوان كثير الشوك اسمه ( النيص) وهو بحجم الكلب حيث كان الأهالي يصطادوه ثم يعدوه للأكل ونسبة إليه سميت التلة بأم نياص وهي كثيرة المغر حيث يوجد فيها عدد من المغارات المكان الذي يعيش فيه عدد كبير من هذا الحيوان
أما الوديان فكان هناك أربعة وديان :
وادي أبو لوزة – وادي القلاعي – وادي المصلّخ – وادي تركي وجميعها وديان جافة يكثر فيها الماء أيام المطر , أما وادي القلاعي فكان يضم مزارين بجانب بعض ( مزار الشيخ محمد ومزار الشيخ حسين ) وهما قبرين للرجلين صالحين , ومنطقة الهوى التي تحوي عين اسمها عين الدوقة حيث كثرت البساتين حولها إضافة إلى منطقة العشة والتي تضم عدد واسع من البساتين وجميعها تابع للقرية ( خربة أبو زينة )
_ بعد حديث طويل ممتع ومؤلم , ومشاعر اختلطت بين الشوق و الحسرة تنهدت أنا الآن وسألته سؤالاً حيرني كثيراً وقهرني أكثر جدي كيف تم الرحيل ولماذا ؟؟ وكيف حصل اللجوء ؟؟؟
_ طويلة هي النظرة التي رمقني بها جدٌ وعمٌ وأبٌ ورائحة وطن , اهتز صوته وخفت , ألم واضح شوق أكبر بدا جلياً في تلك التجاعيد العميقة التي رسمت وجهاً أحلم بأن يبقى طويلاً كتذكار ثمين من أرض مقدسة , وبصوت مرتجف ضعيف أخبرني :
_ بـ 1984 (طلعنا ) من فلسطين ( هجت الناس ) وقطعنا إلى سوريا وعشنا في البطيحة على أرض الجولان , قضينا 84 و 89 و 50 وبالخمسين أعادتنا هيئة الأمم المتحدة إلى فلسطين إلى خربة أبو زينة (النقطة المحرّمة ) اسم أطلقوه على الخربة بعد العودة يعني ممنوع التدخل فيها من قبل الجيش السوري أو الجيش الإسرائيلي , عدنا نزرع و نفلح ونرعى كما كنا , في الواحد و الخمسين حدثت معركة بين إسرائيل و المجاهدين و المقاتلين من السوالمة و الشمالنة الذين كانوا في الجبال في جبال الخربة لمراقبة إسرائيل التي كانت قد استطلعت الخربة بالمناظير و الطيران وغير ذلك , وقتها كنا نرعى الماعز أنا ومجموعة شباب بعمر 13 -14 سنة في هذه الأثناء و اللحظات جاء حوالي 200 عسكري إسرائيلي لسرقة الماعز و الغنم و البقر ( الطرش ) يعني بقصد السرقة و النهب وليس الاحتلال , كان اليهود مركزين سلاح ورشاشات على تلة أم العقارب وفتحوا النار مثل رش المطر علينا نحن الرعيان فقتل حوالي 12 راس بقر لأصحاب القرية فقمنا نحن الرعيان بأخذ ( الطرش) إلى القرية ولما سمع المجاهدين صوت الرصاص أخذوا سلاحهم وخرجوا للقتال , فوجدوا اليهود صاروا بين البقر وكان عددهم ستة و الباقي من العساكر الإسرائيليين يحرسوهم فأطلق المجاهدون النار عليهم فقتلوا منهم خمسة ونجا السادس لكن المجاهدين كانوا مكشوفين فتعرضوا لإطلاق النار من اليهود وحدثت إصابات , بعد غياب الشمس أخذت ( 12 بطارية هاون ) تضرب بدون انقطاع على جبال الخربة مكان تواجد المجاهدين الذين كان من بينهم جنود سورين لبسوا لباس السوالمة و الشمالنة وقاتلوا معهم على أساس أنهم من سكان الخربة وذلك بأمر من الجيش السوري ولكن بالخفاء من أجر قرار الأمم المتحدة ( النقطة المحرّمة ) واستمرت المعركة لمدة سبع أيام بلياليها دون انقطاع وأخذت النساء تحمل الماء و الخبز و اللبن و الحليب إلى المجاهدين في الجبال وكان الرصاص يصيب ( التنك ) فوق رؤوسهم ويسدّ مكان الرصاص بأصابعهم وأيديهم حتى تصل الماء للجبهة دون خوف حتى أنهم كانوا يغنوا ويطلقوا الزغاريد للتشجيع الرجال وبث الحماسة فيهم وخلال المعركة التي دامت سبع أيام وسبع ليالي استشهد عدد من المجاهدين فاستشهد ( شحادة العلي – عبد الحميد – علي بركات – هاني بركات – محمد محمود الإبراهيم – محمد حسين السودي ) أما من النساء استشهدت ( حسنة حصيدة – حمدة الشرقي و ابنتها الطفلة منوى ) أما الجرحة و المصابين فكان( شحادة أحمد الشرقي " الذي طارت عينه " – عطية يوسف سليمان – محمد قاسم معتوق " الذي أصيب في رجله وظل ينزف حتى حل المساء وجاء المجاهدين وسحبوه " بعد أن اختبأ وراء جحر كبير " )
في هذه الأثناء قدما إسرائيل شكوى إلى هيئة الأمم المتحدة تتهم سوريا بإدارة المعركة وليس عرب الشمالنة و السوالمة أي أهالي خربة أبو زينة وحدهم غير قادرين على خوض " هيك معركة " فجاء مراقبين دوليين لتأكد فقام قائد المعركة السوري و السري الملازم ( شهير الدريعي ) وللآن أذكر اسمه جيداً لتخويفهم من عرب الخربة بأنهم عرب ( لا يفهمون ) قد يقتلوكم فتراجعوا إلى سوريا إلى البطيحة واتصلوا بالأمم المتحدة و إسرائيل وأخبروهم " إذا ما طلعتوا طيران فلسطين راحت أخذتها العرب "
فخرجت أربع طائرات إسرائيلية وبدأت بالقصف فأعطى الملازم أمر للعرب وجنوده المزروعين بينهم بالانسحاب من جبال الخربة فاشتعلت الحجارة و الأرض فالمقاتلين كان معهم رشاشات و بواريد وقنابل يدوية هذا هو سلاحهم إضافة إلى هاون صغير يملكه الجيش السوري الذي أطلق " قذيفتين " وتوقف لعدم صدور أوامر من سوريا الملتزمة بالتعهد من أيام فرنسا بعدم خوض الحرب .
_ بعد معركة الـ51 وهي معركة الشمالنة هكذا سميت بقينا فترة ثم رحلنا إلى سوريا قطعنا " الشريعة " إلى البطيحة قرية في الجولان لأن اليهود بدؤوا " بالتحركش "من وقت لأخر بأهالي القرية وبعد هجوم إسرائيل " كراد البقارة " وقلتهم وتشريدهم خافت عرب خربة أبو زينة من تكرار ما فعلوه بالأكراد معهم فلم يأمنوا جنب اليهود فقطعوا إلى البطيحة وسكنوا فيها وظلوا يستعملوا الأرض و البساتين في خربة أبو زينة بالزراعة الفلاحة في النهار ومع حلول المساء يعودوا إلى البطيحة حيث كان يوجد مخفر للجيش السوري فيقوموا بوضع هوياتهم عنده و العبور ذهاباً وعودةً .
_ بقينا على هذه الحال نزرع ونفلح ونستخدم الأراضي في الخربة إلى أن لأنزلت إسرائيل جيش وجرافات على النقطة المحرمة وقلعوا شجر البرتقال و قلعوا شجر الليمون واستحلوا البساتين وأخذوا الأراضي وتمركزوا فيها
_ فأرسلت هيئة الأمم المتحدة مراقبين اثنين إلى الخربة بعد احتلال ليهود للبساتين والأراضي وذهب معهم عدد من أبناء الخربة وفي هذه الأثناء كانت إسرائيل تعتزم قتلهم أو أسرهم ومن معهم ( ضربت بقرار النقطة المحرّمة عرض الحائط ) فقام ضابط إسرائيلي أسمر يتكلم العربية بإيقاف الجنود الإسرائيليين و سحب المراقبين مع أبناء الخربة المرافقين لهم وإخبارهم بنيّة إسرائيل " جاء أمر بقتلكم أو أسركم " وطلب منهم المغادرة فوراً وقام بتهريبهم .
_ وهكذا تم اللجوء الأول إلى البطيحة في الجولان و الاستقرار فيها بشكل كامل " وهيك راحـــت خربـة أبو زينــة ....... "
_ بقينا في البطيحة إلى عام 1967 بعدها عادت إسرائيل واحتلت الجولان وشردتنا وقمنا باللجوء للمرة الثانية ومازلنا لاجئين حتى هذه اللحظة .
_ أدهشني التنوع الجغرافي في هذه القرية الصغيرة التي ضمت على الرغم من تواضعها مزيجاً طبيعياً غنياً الأمر الذي دفعني للسؤال عن أهم مزروعاتها فكان جواب العم أبو أسعد مكملاً لتساؤلي قائلاً :
_ نتيجة الأراضي السهلة الواسعة و الينابيع التي ذكرتها و التربة الخصبة كثرة البساتين و المحاصيل وتنوعت الثمار ففي فصل الربيع كان العشب يغطي رؤوسنا ونحن أولاد في سن العاشرة.
_ زرعنا كل أنواع الخضراوات : من بندورة – فليفلة – باذنجان – خيار – إضافة إلى أشجار الزيتون – بساتين الحمضيات من برتقال و ليمون وطرنجة " مثل الليمون لكنه حلو الطعم وقشرته ناعمة الملمس " – قمح - ذرة – شعير – بطيخ – شمام – فاصوليا – سمسم- خوخ – تين حتى أطراف البحيرة عندما تجف كنا نزع فيها الفجل و النعنع و البقدونس وغيره " فالبلاد " كانت غنية بالماء لذلك كانت غنية بالزراعة , وأيضاً كنا نصطاد السمك من بحيرة طبرية فكانت غنية "بالسمك المشط " بالإضافة إلى صيده من الشريعة.
_ الشريعة .....؟؟؟؟ لفتت انتباهي كثيراً هذه الكلمة فلم أجد لها معنى أو تفسير في مفرداتي أو قاموسي فاستوقفتني لأتساءل مرة أخرى ما هي الشريعة يا عم ؟؟؟؟؟؟
_ ضحك العم و ضحكت السنون الطويلة في ملامح وجهه الحنون مستمداً حنانه من عبق الوطن و أجاب:
_ " الشريعة هي جدول ماء , نهر قادم من لبنان وأنهاره يصب في بحيرة طبرية ليس عريضاً عرضه عدة أمتار يفصل بين فلسطين و سوريا بين أو زينة و البطيحة في الجولان كنا نقطعه سيراً على الأقدام أو سباحة مرتين في اليوم ذهاباً وعودة وهو يتفاوت العمق من مكان لآخر بدءاً من الركبة وحتى تغمر الرؤوس وأكثر .
_ أخبرني يا جدي بماذا عملتم أيضاً غير الزراعة وهل كانت عندكم صناعة معينة أو تجارة ؟
_فأجابني كنا نمتلك الأبقار والماعز و الغنم و الجاموس ,كان عندنا ( طرش ) كثير فالبعض يشتغل بالزراعة و البعض الأخر يشتغل بالرعي و تربية المواشي أما الصناعة كانت يدوية بسيطة تقتصر على نسج السجاد و نسج " الشقّة " وهي الأقمشة التي تصنع منها بيوت الشعر وتنسج الشقّة من شعر الماعز وكانت تتميز بقوتها و متانتها وعدم تسريبها للماء أو البلل حتى لو أمطرت الدنيا ليلاً نهاراً وكنا نغزله وننسجه باستخدام المغازل اليدوية التي تعمل باليد أو على الفخذ أما التجارة فلم يكن عندنا تجارة الأساس هو الزراعة الرعي .
_ أخبرتني يا عم عن الشقّة فهل يعني هذا أن بيوت الشعر كانت بيوتكم ؟ فأجابني :
_ خربة أبو زينة كان فيها حوالي خمسين بيت كلها مصنوعة من اللّبن ماعدا ثلاثة بيوت كانت مصنوعة من الجحر لغمتها إسرائيل ودمرتها بعد الاحتلال أما باقي بيوت القرية كانت بيوت شعر وذلك بسبب امتلاك " الطرش " الكثير و العمل بالرعي .
_ جدي ماهي العائلات التي كانت تسكن الخربة من السوالمة و الشمالنة ؟ وكم بلغ عدد السكان تقريباً في تلك الأيام ؟
_ أجابني الجد : كنا حوالي 1000 نسمة تقريباً أو أقل أما العائلات فهي : بيت معتوق , بيت شرقي , بيت فلاح , بيت علي , بيت حسين , بيت خليل , بيت إبراهيم , بيت أبو التسعات , بيت أبو حميد و الريّات إضافة إلى بيت نايف الخوري ( عائلة مسيحية ) كان يعيش مع السوالمة و الشمالنة لأنه كان لديه مجموعة صيادة لصيد السمك من بحيرة طبرية .
_ مع توفر هذا الكم الهائل من الخضروات و الحمضيات ومنتجات الحيوانات ماهي الأكلات التي تميزت بها قرية " أبو زينة " ؟ فقال :
_ أكلات اللبن بشكل عام مثل الباذنجان باللبن وكان هناك أكلات أخرى مثل " المتشتشة " وهي أكلة الحراق بإصبعو اليوم وأكلة " المنسوفة " وهي سميد يعجن مثل الكبة على شكل أقراص و تطبخ بالماء أو اللبن إضافة إلى صنع الشعيرية التي كانت تصنعها النساء من العجين ويطبخوها مع الرز و البرغل , أما الحلويات مثل الـ " غوينة " وهي مصنوعة من الطحين و القشطة و الحليب و تطبخ مع السمن العربي و " اللزيقية " وهي طحين و زيت ولاتزال تصنع للآن في بيوتنا .
_ الدبكة تراث قديم جديد ملتصق بعاداتنا و تقاليدنا أتقنها صغارنا قبل كبارنا و طالما التصقت و اقترنت بالعرس , عمي أبو أسعد ماذا تخبرنا عن العرس الفلسطيني في ذلك العرس الجميل أيام " خربة أبو زينة " ؟
_ تنهد العم أبو أسعد تنهيدة طويلة وصمت لبرهة ثم ابتسم قائلاً : كنا نطلب يد العروس في تلك الأيام و " البلاد " لمدة معينة ليست طويلة و "نجهز حالنا " الجهاز كان مؤلف من تنورتين أول ثلاثة للعروس و " شرش" أو اثنين ( هو ثوب طويل للنساء مفتوح من عند الصدر) ودامر نصية أو اثنين ( جاكيت مخمل مطرز له خطين على الجانبين أحمر أو أزرق أو ..... ) " البونش " هو جاكيت جوخ طويل أو مخمل غير مطرز وله خطين حمر على الجانبين وتوضع هذه الثياب كلها في صندوق خشبي مزخرف يسمى صندوق " الجهاز " .
أما الحفلة أي حفلة العرس فكانت الدبكات و التعاليل ( الحفلات الليلية ) كانت تستمر أسبوع قبل العرس وأسبوع بعد العرس وتذبح الذبائح من بقر وماعز وغنم في يوم العرس ويحضر اللحم مع البرغل وتدعى جميع العشائر للغداء ,أما إحضار العروس فكان يتم على الجمال فتأتي العروس على الجمل بين اثنتين من النساء ويكون الجمل مزين و مزركش وتحاط بالزغاريد و الغناء وكانت تحمل هذه النساء معها بيرق ( العلم ) وتأتي مجموعة من الشباب الخيالة ويحاولوا خطف البيرق من " الفاردة " عملية إحضار العروس وزفها فإذا نجح الشباب بخطف البيرق يفوزا " بالذبيحة " من أهل العرس وفي يوم العرس بالذات كان يقام سباق خيل يشترك به كل من لديه فرس أما بعد انتهاء حفلة العرس وغياب الشمس كان يأخذ العريس مجموعة الشباب يحمله اثنين على الأكتاف و يدوروا به سبع دورات حول " البُرْزة " ثم يلقى إلى الداخل حيث تقف العروس وهي متجهة إلى الداخل فيضع يده على كتفها فتجلس والبرزة هي غرفة من غير سقف مصنوعة من القصّيب المضفور مع بعضه بخيطان و يترك لها باب و يوجد بداخلها " فرشة وغطا " فقط و يبقى بعد ذهاب الجميع حراس حول البرزة عن بعد حتى لا يتم خطف العريس أو العروس أو غير ذلك يقضي فيها العريس و العروس سبعة أيام بعدها يأخذ عروسته إلى بيت أهله ليسكن معهم .
وفي الصباح يقوم شيخ الشباب وهو رجل محترم بمثابة " زعيم الشباب " كلمته مطاعة بصنع الغداء و يقوم بدعوة العرسان و ذلك في بيت شعر يتم نصبه لهذا الغرض بالذات و تتناوب أهالي الخربة بدعوة العرسان إلى الغداء و العشاء لمدة أسبوع و تتم خلال هذا الأسبوع مجموعة ألعاب كلعبة القاضي و شيخ الشباب وارتداء أحد الشباب لزي نساء و التمثيل و غيره و بعد أسبوع تعود الحياة كما كانت عليه .
خربة أبو زينة قصة قرية عانت اللجوء مرتين , ضاعت ملامحها بالاحتلال لكنها بقيت مرسومة على جدران ذاكرة أهلها فهل من لقاء قريب يجمعهم بها أم ستظل العودة مجرد حلم يراودهم .
المرجع
منتديات عشيرة الشماملة https://shmalnh.yoo7.com/
أعلام من القرية
الأسير المحرر الحاج شحادة حسين صالح الشملوني:
إن لم يكن أسري من أجل حق العودة فلماذا أسرت إذاً ؟!
في الأسر
كلفت في عام 1967 مع مجموعة من المقاتلين في الحركة من سورية والأردن بدخول الضفة الغربية لغايات تنظيمية وتدريبية قتالية، وكنا ثاني أو ثالث مجموعة تدخل الضفة، وفي صباح 24/9/1967، وبينما نحن بمنطقة حوارة قضاء نابلس هاجمتنا قوة صهيونية وحاصرت المنطقة التي نحن فيها، وقطعت الإمداد عنا، واستمرت المعركة حتى نفدت ذخيرتنا، فجُرح بعضنا وكنت بين الجرحى، حيث أصبت في قدمي اليسرى وأُسرت مع ثمانية من رفاقي. أول سجن كان في الرملة، ومنه إلى الصرفند، وقد حكمت بمؤبد وعشرين سنة، وتنقلت خلال فترة أسري بين سجون عدة منها عسقلان وبئر السبع، وخضت إضرابات كثيرة إلى أن تم تحريري من الأسر في عملية النورس بين القيادة العامة والعدو الصهيوني، بعد 13 سنة و8 أشهر و6 أيام. لقد تعلمت من الأسر الكثير، ولكن الدرس الذي لا أنساه وأطلب من الجميع أن يضعوه نصب أعينهم، ولا سيما قيادتنا، وفي هذه الأيام بالذات، هو أن العدوّ لا يفرق بين إبن فصيل فلسطيني وآخر، فالتعذيب والقتل للجميع.
القرية اليوم
دُمِرَت القرية بالكامل مرتين الأولى عند احتلالها في أيار 1948، وعندما عاد أهل القرية إليها أعادوا بناءها لتدمرها سلطات الاحتلال ثانيةً عقب طرد سكانها عام 1956، واليوم تتبعثر أنقاض المنازل في الموقع الذي غلبت الحشائش الشائكة عليه. وثمة بعض أشجار الكينا والنخيل في الموقع. وتستعمل تلك الأراضي في معظمها مرعى للمواشي، وإن كان بعضها مزروعاً من قبل مستوطني مستعمرة ألمغور المقامة على أراضي القرية عام 1961.
أهالي القرية اليوم
لجأ عرب الشمالنة عقب احتلال قريتهم عام 1948 إلى الأراضي السورية وتحديداً بلدات الجولان السوري ومدينة حوران، وعند إعادة أهل القرية إليها عام 1949 بقي بعضهم في الأراضي السورية، وفي عام 1956 التحق عرب الشمالنة عندما طردتهم سلطات الاحتلال من قريتهم بذويهم في قرى الجولان السوري وبقوا فيها إلى أن تم احتلال الجولان يوم 5 حزيران/يونيو 1967 عندها نزح عرب الشمالنة واستقروا في مخيمات الشتات في دمشق وريف دمشق (مخيمات اليرموك، السبينة، الشمالنة، السيدة زينب)لا يزالون يقيمون فيها حتى اليوم بانتظار العودة إلى قريتهم المحتلة.
الباحث والمراجع
إعداد: رشا السهلي، استناداً للمراجع التالية:
- الدباغ، مصطفى."بلادنا فلسطين- الجزء السادس- القسم الثاني". دار الهدى. كفر قرع. ط2. 1991. ص: 175-176.
- الخالدي، وليد. "كي لا ننسى قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل عام 1948". مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت. ط2. 2001. ص: 332-333.
- الحشاش، الكريم. "قبائل وعشائر فلسطين". مكتبة الأقصى- دمشق. ط1. 2005. ص: 36-37-38.
- عراف، شكري. "المواقع الجغرافية في فلسطين الأسماء العربية والتسميات العبرية".مؤسسة الدراسات الفلسطينية. بيروت. ط1. 2004.ص:204 -205- 274-275- 469.
- "التاريخ الشفوي للنكبة الفلسطينية مقابلة مع الحاج نايف شحادة حسين الحجي". موقع فلسطين في الذاكرة. المحاور: ركان محمود. تاريخ المقابلة: 5-7-2007. استرجعت بتاريخ 9-2-2023.
- "عرب الشمالنة قضاء صفد". موقع فلسطين في الذاكرة. استرجع بتاريخ: 9-2-2023.
- "عرب الشمالنة (قرية)".الموسوعة الفلسطينية. استرجعت بتاريخ 9-2-2023.