الاستيطان في القرية - بَلَد الشَيَّخْ - قضاء حيفا

استأجرت حكومة الانتداب البريطاني بعض الأراضي القرية الواقعة شرقي القرية، كان الهدف من ذلك حسب ما صرح البريطانيون بناء معمل للإسمنت وذلك عام 1925، شيئاً فشيئاً تم بناء المعمل، وتم إنشاء بيوت للعمال مع عائلاتهم حوله، هؤلاء العمال كانوا يهود من رومانيا وبولونيا وبدأ عددهم بالزيادة تدريجياً، تطورت هذه المستعمرة بشكل ملحوظ خلال سنوات قليلة وكان فيها مدارس ومركز صحي، عُرِفَتْ هذه المستعمرة باسم "نيشر" كما اسم مصنعها.

وحسب روايتي الحاج المرحوم محمود فوزي السهلي والحاج المرحوم عبد الحفيظ يونس السهلي كان علاقة سكان المستعمرة حتى عام 1948 جيدة لا توجد أي مشاكل بينهم وبين أهالي القرية مع بعض أجواء الحذر عقب قرار التقسيم نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 ثم حادثة الريفاينري ومذبحة رأس السنة التي وقعت في بلد الشيخ، وقد رُوي على لسان بعض أهالي القرية أن مختار نيشر تدخل بواسطة بين أهالي بلد الشيخ  والعصابات الصهيونية التي هاجمت القرية أواخر نيسان/ أبريل 1948 لكي يبقى أهالي القرية فيها مقابل تسليم أسلحتهم ورجالهم المدافعين عن القرية.

أنشأت على أرض بلد الشيخ وفوق منازلها المدمرة عام 1949، سُمِيَتْ كذلك نسبةً إلى "حنان زلينغر" الضابط اليهودي الذي قُتِلَ ودُفِنَ على يد أهالي بلد الشيخ في وادي الحاج يحيى غربي القرية، تل حنان اليوم هي جزء من مستعمرة نيشر أحد ضواحي مدينة حيفا المحتلة.