الاستيطان في القرية - صرفند العمار - قضاء الرملة

منذ القدم والصهاينة يسعون جاهدين لإقامة " دولة يهودية" خاصة بهم على أرض فلسطين، باعتبارها أرض الميعاد، وكانوا يستعدون لذلك من خلال موجات الهجرة اليهودية وقد ساعدت سياسة الانتداب البريطاني في تبلور الحلم الصهيوني، ليصبح واقعاً "في نظرهم"، حيث ظهرت احدى هذه السياسات من خلال تصريح بلفور 1917* والذي وعدت من خلاله بـ "تسهيل تحقيق هذه الغاية" وهي إقامة "وطن قومي لليهود" في فلسطين.

وبناء عليه سعى الصهاينة للحصول على أكبر مساحة ممكنة من أرض فلسطين لإقامة وطنهم المزعوم. وذلك بمحاولة شراء الأراضي الفلسطينية أو الاستيلاء عليها بطرق غير شرعية.. وعندما فشلوا في ذلك كان الحل الوحيد امامهم هو قتل وطرد وتهجير الفلسطينيين، وممارسة سياسة التطهير العرقي من خلال العصابات الصهيونية التي كانت متواجدة في ذلك الوقت، ومن أبرز تلك العصابات وأكثرها صيتاً "منظمة" أو عصابة الهاغاناه.

منظمة الهاغاناه (الهاجاناه)

الاسم والنشأة

كلمة الهاغاناه كلمة عبرية وتعني الدفاع، بدأت كحركة شعبية تطوعية، ثم تطورت لتصبح منظمة عسكرية صهيونية استيطانية، أسست في القدس عام 1931 وقادت معركة انشاء دولة الاحتلال (إسرائيل) في فلسطين منذ 1921 حتى 1948 فشكلت مع غيرها من المنظمات الصهيونية العسكرية المماثلة (جيش الدفاع الإسرائيلي). وقد قال مؤسس الهاغاناه عند انشائها. انها تهدف إلى “الدفاع عن حياة الصهاينة وملكيتهم وشرفهم”. وانضم إليها فور تأسيسها عدد كبير من أفراد الفيلق اليهودي الذي حلته سلطات الانتداب البريطاني عام 1931 وقاتل إلى جانب الانكليز في البلدان عامي 1917، و1918 أثناء الحرب العالمية الأولى.

تشكلت الهاغاناه تحت اسم "فرقة الدفاع والعمل". وهي بالعبرية “هاغاناه وعموداه”، ثم أسقطت كلمة العمل فيما بعد. ويلاحظ هنا الارتباط العضوي بين المؤسسات الصهيونية الاستيطانية العسكرية والزراعية التي تهدف إلى احتلال الأرض والعمل والحراسة.

إلا أن هناك روايات مختلفة عن نشأتها وأصولها. يقول مناحيم بيغن* في كتابه الثورة: "إن الهاغاناه حلت عام 1919 محل فرق الحراس الهاشومير التي تأسست في أثناء الحكم التركي، والتي كانت حرساً ليلياً لحماية المستعمرات اليهودية من سطو العرب وقطاع الطرق. وكان معظم الذين تطوعوا بالأصل في الهاغاناه من الفرقة اليهودية التي أسسها جابوتنسكي عام 1917 وقاتلت في صفوف الحلفاء في الحرب العالمية الأولى"[1]

وخلال السنوات الواقعة بين الحربين العالميتين، ضاعف جهودهم لإنشاء قواتهم العسكرية. وقد أعلنت سلطات الانتداب أن إنشاء مثل هذه القوات أمر غير شرعي، لكن هذا لم يمنع الصهاينة من أن يمضوا قدماً في تنظيم قواهم العسكرية بصورة سرية ودون توقف، هكذا وعلى التدريج تكونت الهاغاناه. ولقد تعاونت الهاغاناه تعاوناً كبيراً ومنظماً مع سلطات الانتداب البريطاني على مواجهة ثورة الشعب الفلسطيني التي قامت ضد الصهيونيين والاستعمار البريطاني عام 1931، فكلفت السلطة المنتدبة الضابط البريطاني النقيب أوردوينغيت تشكيل سرايا ليلية من الصهيونيين للقضاء على الثورة الفلسطينية، وسمحت للهاغاناه بتشكيل قوة من الشرطة عرفت باسم “نوطريم” وقوامها 22 ألف مسلح زودوا بالبنادق والرشاشات. وبهذا تكون السلطات البريطانية قد اعترفت عام 1936 بالهاغاناه كمنظمة للدفاع عن المستعمرات.

أثر على تكوين الهاغاناه اختيار أمكنة المستعمرات التي كانت خاضعة لأهداف استراتيجية، وحاجات الدفاع المركزي والاستراتيجية الشاملة للاستيطان، التي كان هدفها الرئيسي ضمان وجود سياسي يهودي في جميع أنحاء البلاد. وهكذا نشأت المستعمرات متباعدة ومنعزلة عن بعضها البعض جغرافياً، فجاءت كل مستعمرة يهودية كقلعة محصنة للهاغاناه.[2] 

قوات الهاغاناه

وضعت الوكالة اليهودية نظاماً للخدمة الإجبارية فاعتبرت الهاغاناه جيشاً غير قانونياً يتمثل بشرطة المستعمرات، وبقوات احتياطية يخدم فيها كل يهودي مفيم في فلسطين خدمة إلزامية دائمة، مما ساعد في كبر حجم الهاغاناه حتى غذت المنظمة العسكرية المسيطرة. وقد تشكلت من القوات التالية:

  1. قوات الدفاع الثابت: وتتألف من سكان المستعمرات، ومن سكان الأحياء اليهودية في المدن، وقدر عدد هذه القوات بأربعين ألف مقاتل.
  2. قوة القتال: وتتألف من شرطة المستعمرات وكانت مقسمة إلى سرايا، وبلغ عدد أفراد هذه القوة 16 ألف مقاتل.
  3. قوة البالماخ: وهي قوة الصاعقة أنشئت عام 1942 بقيادة الإرهابي "إسحاق سادية"، وكانت تمثل رأس الحربة للهاغاناه، إذ ان مهمتها كانت هجومية عدوانية بحتة. وهكذا أصبحت البالماخ أول وحدة عسكرية محترفة للهاغاناه.[3]

وكان مقر قيادة الهاغاناه في تل أبيب، وكانت القوات موزعة على قيادات المناطق. وكانت هناك قيادات خاصة مستقلة من المناطق في كل من : تل أبيب والقدس وحيفا.

التدريب والاستعداد

تبنت الهاغاناه أحدث فنون التدريب وأساليبه المتبعة في الجيش البريطاني، وقد كلف بعض الضباط الانجليز وأبرزهم الجنرال "وينجيب" بتدريب نخبة من رجال الهاغاناه نتيجة للتحالف الذي قام بين الانجليز والصهاينة على أثر اعلان الحرب العالمية الثانية، بحيث يشترك الصهاينة مع الانجليز في الدفاع عن المصالح البريطانية في الشرق العربي، مقابل المساعدات اللازمة لإقامة الوطن القومي اليهودي الذي وعدهم به بلفور.[4] 

وهكذا أقيمت معسكرات التدريب الخاصة بالصهاينة في فلسطين، وأخذ الضباط الانجليز يدربونهم على استعمال السلاح وعلى أحدث فنون القتال، ليستعملوها لاحقاً في حربهم ضد الفلسطينيين، لتهجيرهم وطردهم من ديارهم بالقوة والإستيلاء على أراضيهم ليكونوا دولتهم المزعومة، حيث قامت بدور رئيسي في اندلاع حرب 1948 اذ كانت قيادتها الوطنية تضغط منذ أوائل ديسمبر 1947 لاعتماد استراتيجية دفاع هجومي وهجمات عشوائية على السكان المدنيين العرب، تصل إلى أبعد مماهو وارد في خطة أيار/مايو 1946 والتي اعتمدتها الهاغاناه كخطة عسكرية كبرى، تقضي بتدمير المواصلات العربية وتفجير البيوت وطرد السكان[5]  . ولم تكن هذه الاستراتيجية العدوانية القاضية تهدف فقط إلى ترهيب العرب، فقد وصفها إثنان من مستشاري بن غوريون الكبار من الهاغاناه في 19 كانون الأول/ديسمبر وهما (فريتز ايزنشتادت ويوحنان رتنر) على الوجه التالي: "في كل هجوم يجب توجيه ضربة حاسمة تؤدي إلى تدمير المكان وطرد سكانه والاستيلاء على أماكن سكنهم".[6]  

الخطة دالت "د" ولواء غفعاتي

الخطة "د" أو كما تسمى بالعبرية "توخنيت دالت"

هي أول خطة استراتيجية وضعتها الهاغاناه بهدف احتلال مناطق على نطاق قطري والسيطرة عليها، ولقد خطط لها أول مرة سنة 1942، واعتمدتها قيادة الهاغاناه العليا وبدأ تنفيذها في 10 آذار/مارس 1948، وقد استرجع يغئيل يادين، الضابط المسؤول عن العمليات في الهاغاناه وضابط الأركان الاسرائيلي ذكرياته بقوله: "لقد اعددت نواة الخطة دالت في العام 1944، عندما كنت اترأس هيئة التخطيط في الحركة السرية، وعملت عليها أكثر في صيف سنة 1947، عندما مرض رئيس الأركان يعكوف دوري. وكانت الخطة تقضي بالاستيلاء على النقاط الرئيسية في البلد وعلى الطرق قبل رحيل البريطانيين"،[7] وكانت نقطة انطلاق الخطة الفرضية العامة "انه في اثناء تنفيذ الخطة، لن تكون قوات السلطة البريطانية موجودة في البلد" ولن تكون هناك " قوة دولية قادرة على العمل بصورة فعالة"[8]. وكان واضحا أن جميع المستعمرات اليهودية القائمة خارج حدود دولة الاحتلال بحسب مشروع الأمم المتحدة للتقسيم لن تتارك وحدها ولن تخلى من سكانها وستفعل الهاغاناه كل ما في وسعها لتنظم صمودها. وقد أخذ بعين الاعتبار المواجهة مع "قوة شبه نظامية تابعة لجيوش التحرير التي شكلتها الجامعة العربية، وأن يسعى العرب لعزل مناطق الاستيطان اليهودية.[9] وقد تضمنت الخطة: احتلال مراكز الشرطة والسيطرة على الخدمات الحكومية وتأمين الخدمات الحيوية والقيام بعمليات ضد التجمعات السكانية للعدو، الموجودة داخل، أو بالقرب من نظام دفاعنا، بهدف منع استخدامها قواعد لقوة مسلحة ناشطة" وقد تضمنت هذه العمليات: تدمير القرى والقيام بعمليات تفتيش وفي حال المقاومة إبادة القوة المسلحة وطرد السكان.[10] 

وقد تم وضع الخطة بالتعاون مع قادة الألوية المختلفة التي بدئ بتشكيلها في تلك الفترة حتى وصلت لمرحلة تفصيل مهمة كل لواء عند خروج السلطات البريطانية.

الخطة "د" بحسب الألوية

باستثناء لواء البالماخ خطط لإنشاء ستة ألوية وهي:

  1. اللواء أ – لواء غولاني: استند إلى قوة الميدان- في منطقة الجليل والمروج، وأوكل اليه القيام بمهام اغلاق طرق تقدم العرب الرئيسية من حدود البلد ومن جهة الجليل وغيرها، احتلال مخافر الشرطة في المطلة والخالصة ومناطق اخرى، السيطرة على القرى العربية في المنطقة والطرق، فرض حصار على الناصرة وبيت شان، إيقاف حركة المواصلات العربية، وأن يبذل جهده كي لا يتمكن العرب من إقامة قواعد لهم في سعسع وجبل الطور وغيرها.[11]
  2. اللواء ب- لواء كرملي في حيفا وجوارها، وأوكلت اليه مهام اغلاق طرق تقدم العرب الرئيسية من جهة حدود لبنان وترشيحا وشفا عمرو والكرمل، احتلال مخافر الشرطة في المنطقة، التمركز في حيفا من خلال احتلال المناطق العربية، السيطرة على سكة الحديد وفرض حصار على عكا واحتلال البصة والزيب والاحتفاظ بهما.
  3. اللواء جـ -لواء ألكسندروني- في الشارون، وكلف بالمهمات التالية: عدم السماح للعرب بالتقدم من جهة الكرمل ووادي عارة والقرى الواقعة على سفوح جبال السامرة وغيرها، احتلال مخافر شرطة زخرون يعقوف ووادي عارة والخضيرة وبيتح تكفا وغيرها، السيطرة على الطرق وسكة الحديد، كما كلف باحتلال 20 قرية فلسطينية (من بينها الطنطورة وقلقيلية وكفر عانا.. الخ)
  4. اللواء د -لواء كرياتي- في تل أبيب وجوارها، كان عليه احتلال احياء المنشية وأبو كير وتل الريش و "توجيه ضربة قاصمة إلى يافا وسلمة ويازور، وحصرها داخل مناطقها الخاصة بها حتى لا تجرؤ على الخروج منها"
  5. اللواء هـ -لواء غفعاتي- في الشفيلا، وكلف بالقيام بالمهمات التالية: اغلاق طرق تقدم العرب من الشرق والجنوب، احتلال مخافر شرطة ريشون ليتسيون وغديره وعراق سويدان، السيطرة على طريق تل ابيب -القدس حتى اللطرون من خلال السيطرة على المسميه، وطريق تل أبيب-النقب، السيطرة على مطار اللد وفي الأساس السيطرة على معسكر الجيش في صرفند، المشاركة في محاصرة يافا، وفرض الحصار على اللد والرملة.
  6. لواء عتسيوني في منطقة القدس وكلف بالمهمات التالية: اغلاق طرق تقدم العرب من جهات رام الله وأريحا والخليل، احتلال مخافر الشرطة في المنطقة التابعة، أو حتى تدميرها، احتلال منطقتي الأمن البريطانيتين (ب و جـ) والوسط التجاري، احتلال القرى والمناطق العالية ومحطات ضخ المياه ومطار عطروت، وحصار بيت لحم وبيت جالا والخليل.[12] 

أهمية الخطة دالت

لقد كانت الخطة (د) مرحلة من مراحل تحول الهاغاناه إلى جيش لدول مستقلة، اذ كان ينبغي أن يبدأ تنفيذ المهمات وفقاً لأمر خاص يصدر مع اعلان الحالة دالت، لكن الخطة لم تطبق حرفياً، بل أدخل اليها العديد من التعديلات أثناء تنفيذها، لكنها شكلت نقطة إطلاق وجيه بالنسبة للمهمات والأدوار الجديدة التي كلفت الهاغاناه بالقيام بها في تلك الفترة.[13]

و"يؤكد المؤرخون الإسرائيليون، أمثال بن موريس ومئير باعيل، ان طرد العرب وتدمير قراهم بموجب خطة دالت كانا أمرين دعت اليهما وتحكمت فيهما دواع استراتيجية وعسكرية"، فقد حملت الخطة بصمات بن غوريون، كتب مؤلف سيرة بن غوريون وأحد المعجبين به، ميخائيل بار- زوهار "يبدو أن بن غوريون كان مسروراً في قرارة نفسه لفرار العرب من الأرض المخصصة للدولة اليهودي... ففي المناقشات الداخلية، وفي أوامره إلى رجاله، عبر العجوز بن غوريون عن موقف واضح: من الأفضل ألا يبقى على أرض الدولة اليهودي سوى أقل عدد ممكن من العرب".[14]

الكتائب المشكلة للواء غفعاتي

قبل نشوب حرب النكبة 1948 بأسبوع تقريباً، أصدر قائد منطقة تل أبيب أمراً بفصل وحدات قوة الميدان عن المنطقة ووضعها في تصرف اللواء الجنوبي، لواء غفعاتي، والذي كان من المفترض أن يضم خمس كتائب، وقد خصصت لإنشاء هذا اللواء سرايا قوة الميدان التسع في تل ابيب، وسريتا مستعمرات الشفيلا، ونظمت هذه السرايا في أربع كتائب -51،52،53،54-: 

  1. الكتيبة الأولى، بقيادة مئير دافيدزون ثم أفرايم كدوري، واشتملت على الكتيبة المتدينة التابعة لقوة الميدان-تل أبيب.
  2. الكتيبة الثانية بقيادة يعقوب برولوف.
  3. الكتيبة الثالثة بقيادة يتسحاق فونديك.
  4. الكتيبة الرابعة بقيادة إلداد اورباخ.

قيادة اللواء والتنظيم

فعلياً لم يكن لدى أي من هؤلاء القادة خبرة بكيفية تشكيل كتيبة، فانطلق كل منهم للبحث عن معارفه من بين رجال الهاغاناه والجيش السابقين، ومنهم شكل الكادر القيادي الأول للكتيبة.[15]

كان أول قائد عين لقيادة اللواء يتسحاق سادية، لكن تعيينه أثار معارضة كبيرة من جانب ديفيد بن غورين، حتى أنه أعلن أنه سيستقيل إذا لم يؤخذ برأيه، حيث أنه كان مقتنعاً بأن يتسحاق سادية لا يصلح لأن يتولى منصباً عسكرياً قيادياً، مما سبب أزمة كبيرة، وللخروج من هذه الأمة اقترح بن غوريون تعيين يتسحاق سادية مستشاراً له، وعين يهوشواع غلوبرمان قائداً للواء، والذي ما لبث أن قتل في طريقه من القدس، فاستلم المنصب بدلا منه شمعون أفيدان، وهو قائد قديم في البالماخ.[16]

كان الكادر القيادي للواء مشكلاً من أشخاص ذوي ماضٍ عسكري مختلف، بينهم خريجون من دورات الهاغاناه، وبينهم من خدم في الجيش البريطاني، وبينهم من خدم في الجيش البولندي أو الروسي، ومرت فترة قبل أن يتحول هؤلاء الرجال إلى" فريق عمل ينشط بتنسيق كامل"[17]، وبعد الانتهاء من تشكيل الكادر القيادي للواء والكتائب، بدأ العمل التنظيمي، لكن اتضح للقادة سريعاً أن أيديهم مكبلة، ويتضح ذلك على النحو التالي:

  1. من أصل 1200 شخص وضعوا تحت تصرفهم، كان هناك 500 شخص مخصصين للدفاع عن تل أبيب، كقوة مساندة أو مصدر لإرسال نجدات.
  2. 150 شخص مخصصين لمهمات مشابهة في مستعمرات الجنوب.
  3. كلف اللواء بارسال 100 شخص لتعزيز مستعمرات النقب
  4. وفي يناير 1948 كلف بارسال 250 شخصاً كنجدة للقدس.

وقد تم ارسال الأشخاص إلى القدس على أساس تطوعي، حيث فرض على كل كتيبة ارسال فصيلين مع قادتهما. ثم تم دمجهم بعد فترة في كتائب قوة الميدان في القدس ولم يعودوا إلى كتائبهم الأصلية. بالإضافة إلى ذلك فقد اللواء العديد من افراده في المعارك التي دارت في غوش عتسيون، مما اضطرهم إلى البدء بحملة تجنيد جديدة. ومع ازدياد المقاومة العربية ومجيء حسن سلامة إلى المنطقة، رأى الصهاينة أنه من الضروري تعزيز القوات العاملة في المنطقة فنقلت مسؤولية الدفاع عن مشارف تل أبيب إلى الكتيبة الأولى وقلص قطاع الكتيبة الثانية فاقتصر على شمال المنطقة وزادت العمليات الكبيرة من حدة التوتر العسكري، وبدأت السرايا تنظر إلى ذاتها كجزء من كتيبة متكاملة. واتخذت الكتيبة الثالثة صورة جديدة بخروجها من تل أبيب إلى الجزء الجنوبي في المنطقة. [18] وفي اثناء التنظيم والتدريب شارك لواء غفعاتي في كل العمليات القتالية التي نفذت في المنطقة، كما أرسل للقيام بعمليات خارج المنطقة بموجب خطة دالت، ومن بين هذه العمليات كانت عملية باراك.

*نص وعد بلفور: "عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود الصهيونية، الذي عرض على الوزارة وأقرته: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن يغير الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق والوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلاد الأخرى. أكون ممتناً لكم لو أبلغتم هذا التصريح إلى الفدرالية الصهيونية." (العالول. محطات فاصلة في تاريخ فلسطين القديم والحديث 74)

 

* يعتبر مناحيم بيغن من الشخصيات اليهودية التي لعبت أدوارا مهمة وخطيرة في تاريخ المنطقة العربية، فقد اختير في العام (1943) رئيسا لمنظمة أرغون (إحدى المنظمات الصهيونية المسلحة) وشارك في تأسيس دولة إسرائيل عام 1948. (الجزيرة)

[1]. جرار. نكبة فلسطين 1947-1948 مؤامرات وتضحيات 131

[2] . جرار 133

[3] . جرار 133-134

[4]. المرجع السابق 135-136

[5]. مصالحه. طرد الفلسطينين مفهوم الترانسفير 140-141

[6] . المرجع السابق 166

[7] . بالومبو. كيف طرد الفلسطينيين من ديارهم عام 1948. 48

[8] . حرب فلسطين1947-1948 الرواية الاسرائيلية الرسمية. 346

[9] . حرب فلسطين1947-1948 الرواية الاسرائيلية الرسمية. 346

[10]. المرجع السابق 347

[11] . المرجع السابق 348

[12]. حرب فلسطين1947-1948 الرواية الاسرائيلية الرسمية. 348-349

28. المرجع السابق

29. مصالحه 167

[15]. حرب فلسطين1947-1948 الرواية الاسرائيلية الرسمية.377

[16] . المرجع السابق. 377-378

[17]. حرب فلسطين1947-1948 الرواية الاسرائيلية الرسمية. 377-378

[18]. المرجع السابق 378-380