العلاقة بين صرفند العمار وصرفند الخراب - صرفند العمار - قضاء الرملة

العلاقة بين صرفند العمار والخراب، وسبب التسمية

كثيرا ما يحدث لبس لدى البعض حين يسمعون اسم صرفند العمار وصرفند الخراب، حيث يظنون أنهما شيء واحد، وإنما سميت بالخراب بسبب الحرب والتدمير والتهجير والتطهير العرقي الذي مورس عليها عام 1948. لكن في الواقع قرية صرفند الخراب هي قرية مختلفة تماماً عن قرية صرفند العمار، حيث تقع على بعد 6 كم غرب الرملة، وعلى بعد 3 كم جنوب غرب صرفند العمار.

سميت بالخراب لأن الإنكليز أحرقوها في العشرينات انتقاماً لقتل أهالي القرية لبعض الجنود البريطانيين السكارى، الذي دخلوا واعتدوا على حرمة القرية. وتشتت كثير من أهلها على أثر هذه الحادثة المفجعة في القرى العربية المجاورة. وقد عرفت في الماضي أيضاً باسم صرفند الصغرى، تمييزاً لها من قرية صرفند الكبرى. لكن عادت القرية وأهلت بالسكان، وأعيد بناؤها، حيث كانت منازلها على هيئة صفوف متلاصقة، مبنية من الطين أو الاسمنت. وقد عد موقع قرية صرفند الخراب استناداً إلى بعض البقايا المعمارية المميزة (كالأقبية) الموجودة فيها، مطابقاً لموقع صليبي مجهول الاسم.

احتلالها ووضعها اليوم

يشير المؤرخ الإسرائيلي بني موريس إلى أن السكان فروا في 20 نيسان 1948 خوفاً من هجوم إسرائيلي. فقبل أسبوع من ذلك التاريخ نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر يهودية قولها إن احدى وحدات الصهاينة قامت بضربة في عمق الأراضي العربية، وفجرت 223 منزلاً عند مشارف الرملة وقريتين مجاورتين لها. وربما ساهمت عملية نحشون التي نفذها لواء غفعاتي، وأدت إلى مجزرة دير ياسين في 9 نيسان، في مغادرة السكان. لكن ربما لم تقع القرية فعلياً تحت الاحتلال الإسرائيلي إلا في أواسط أيار/ مايو، تقريباً وقت احتلال شقيقتها صرفند العمار.   

دمر القسم الأكبر من القرية بعد أن احتل الصهاينة صرفند الخراب عام 1948، وطردوا سكانها منها. ومع ذلك بقيت عدة منازل قائمة: يقيم في ستة منها لا أكثر عائلات يهودية. ولمعظم هذه البيوت سقوف على شكل الجملون، وأبواب ونوافذ مستطيلة الشكل، ومنها منزل ذو طبقتين وسقف مائل، أما المدرسة فيؤمها التلامذة الإسرائيليون.  ويستغل أراضي القرية سكان المستعمرات الصهيونية المجاورة، إذ تقع مستعمرة وادي حنين” على بعد 3 كم جنوبي القرية، ومستعمرة ريشون لتسيون (عيون قارة) على مسافة كيلومترين شمالها، وإلى الشرق منها تقع مستعمرة بير يعقوب، في حين تقع إلى الغرب منها مستعمرة بيت حنان”.