يوجد في يبنا جامعان : أحدهما تحول إلى مدرسة للبنين ثم للبنات، وهو المعروف باسم جامع أبي هريرة،أما الجامع الثاني ،فهو جامع البلدة الكبير، وكان في الأصل كنيسة،وفي عهد الأمير المصري بشناك الناصري تم تحويل الكنيسة إلى جامع عام 1315م تقريباً،وهو أحد قادة السلطان محمد بن قلاوون ،وقد داوم الأمير  بشناك على حماية الجامع وتجديده طوال حياته إلى أن توفي في يبنا عام 1347 م تقريباً وكان قد بنى له مئذنة عالية عام 1337م . كما تذكر ذلك الخطوط المنقوشة عليها[9]، وقد ذكر الحاج بكر محمود البوجي من مواليد يبنا عام 1923م:  أنه ساعد أهالي القرية في صباه أثناء ترميم المسجد الكبير ،ويضيف المختار عوض الله من مواليد عام 1927م :أنه في العام 1935م تم إعلاء المئذنة وإعادة ترميم المسجد على يد البناء الماهر أحمد نطط ، ثم بنى لها قبة .

 (وقد أفاد الحاج حماد حامد الهمص بأن المسجد كان واسعاً ، ذا غرف واسعة وكانت تنقل إليه الماء بالقِرب المصنوعة من الجلد ،  وتفرغ في براميل يتوضأ منها المصلون ، وكان في المسجد دورات مياه ، وكان له بابان)[10].

 وقد قصفت المدفعية الصهيونية مئذنة المسجد، وهدمت نصفها الأعلى في حرب النكبة عام 1948م ،ولا زالت هذه المئذنة شامخة بنصفها المتبقي لتظل تدل على تراث هذه الأمة القوي الباقي عبر الزمن ، وشاهدة على عروبة هذا الوطن وإسلاميته.

 ومن الأئمة المشهورين لهذا المسجد الكبير قبل النكبة :

      1.        الشيخ محمد طافش

      2.        الشيخ محمد أبو بطنين

      3.        الشيخ محمد العطار.

 أما جامع أبي هريرة : فعليه خلاف شديد حول هذه التسمية ،وهنا نذكر أن الصحابي الجليل أبو هريرة قد توفي في المدينة المنورة ودفن في البقيع سنة 58هجري ، وكان عمره 78عاماً كما ذكر البدر العيني في شرحه للبخاري، ويستطرد الشارح بقوله : والذي يقوله الناس بأن قبر أبي هريرة في يبنا بالقرب من عسقلان لا أصل له ، فاجتنبه ، نعم هناك قبر الصحابي (جندرة ابن حبشية أبو قرصافة) قريب الصحابي أبو هريرة والذي زاره في يبنا. وهناك من يقول أن هذا المقام للصحابي الذي عاش في يبنا ومات فيها سنة 57هجري إنه عبد الله بن أبي السرح كما في معجم البلدان[11].

 رغم إصرار النابلسي في(رحلته) وفي كتابه(أحسن التقاسيم) على أن هذا القبر  للصحابي الجليل أبي هريرة ، وقد وصف المكان قائلاً : (وفيها قبر الصحابي الجليل أبي هريرة في مكان كبير واسع الأطراف و الجوانب ، داخله بناء عظيم من عمارة الملك الأشرف ، مكتوب ذلك على بابه ، وعليه قبة ، وفي المكان مهابة وجلال – والله أعلم بحقيقة الحال – وقال من النظام  ( الشعر ) :-

 قد أتينا نؤم قريـــة يبنى         ولنــا حصن منة الله يبنى

 قرية في طريق غزة لاحت          جـمعت بهجة ولطفاً وحسناً

 وقبــور للصالحين منيرا          ت دعونا هناك ربيّ وزرنا

 والربا مطلق الجوانب غض           بخريف لفظــاً ربيع معنى وحمدنا الإله سـراً وجهراً          وامتلأنــا برحمة الله أمناً ومـكان أبي هريـرة  فيه          صاحب المصطفى إليه دخلنا        في رواق وجـامع وقباب           كـل من جـاءه به قد تهنى        وعليـه مهابة وجــلال           وهو من بهجة الكواكب أسنى  خصـه الله بشؤبوب عفو           وبرضـوانه فرادى ومـثنى      

 أمد الدهر ما النسائم هبت           فأمـالت هناك غصناً فغصناً

 فشهرة هذا المكان به لنزوله فيه عند زيارة قريبه (عبد الله بن أبي السرح) كما زرع له المزارات الأخرى ،ويقال أنه ليس هو المدفون في يبنا ،إنما هو بعض ولده[12].

  يقول الحاج يوسف بن عبد المجيد أبو سالم من مواليد يبنا عام 1923م عن الجامع الكبير : كان يوجد تحت الجامع دهليز بمداخل ثلاث ويعتقد أن هذا الدهليز متصل بمقام أبي هريرة ،ولم يتمكن أهالي البلدة من الوصول إلى نهاية هذا الدهليز.

 ويقول محمد عبد الله العبد أبو حجاج من يبنا مواليد 1933: أن النفق يقع جنوبي الجامع ب 100متر  ثم يرتبط بالجامع ،ويعتقد أنه آبار للمجاري ،وقد كان الروم يخزنون الزيت فيها. ويعتقد أنها قرية يبنا الحصينة القديمة.

 وحدثنا الحاج حامد حسين محمد الجمل مواليد يبنا 1898 في منزله بمخيم رفح أن الشاب محمد الرنتيسي الشهير بـ(عزارا) حاول عام 1914 اكتشاف آخر المغارة وكان شاباً يافعاً مغروراً بعافيته ، فدخلها فوجد سلاحاً قديماً ، وجثث موتى ، وسمع أصواتاً غريبة ، ثم هرب وهو في حالة نفسية صعبة ، وقد أصيب بلوثة ، فمات بعد ثلاثة أيام من الحادثة وكان عمره 22 سنة.

 وكذلك وقع في هذه المجاري إسماعيل أبو صاحب من يبنا. وتمتد المغارة من بئر في بيارة عائلة البهنساوي ، وفي فيضان المطر غرق في المجاري الشاب المذكور ولم يعثر عليه إلا بعد عشرة أيام من اختفائه.


 ومن المزارات المهمة في يبنا :

            1.        مزار الشيخ سليم ويقع في وسط الحارة الشرقية .

            2.         مقام الشيخ وهبان ويقع في وسط البلدة .

 ويقول السيد محمد عبد الله أبو حجاج : كانت إذا هبت عاصفة على تلة البلدة كانت تكشف عن بناء قديم في الجرن الشرقي ( الحارة الشرقية ) وقد ذكر الحاج أبو أسامة محمد القططي من مواليد يبنا عام 1929م:  أن السيد دياب الصبابة قد عثر على ثلاثة تماثيل قديمة مدفونة ، وهو يحفر لبناء بيته سنة 1937م . وقد ذكر الحاج محمد أبو مرزوق مواليد يبنا 1905م والحاج بكر البوجي والحاج علي العيلة أن أهالي القرية اكتشفوا رخامة مكتوب عليها (هذا قبر عمر بن دودة) توفي سنة 50هـ وهو شهيد من شهداء الفتح الإٍسلامي. وقد تم نقل الرخامة في حينه إلى مبنى مجلس قروي القرية. وقد أفادت الحاجة زهر خميس البهنساوي من مواليد يبنا 1930م في منزلها بمخيم النصيرات بشأن الآثار ما يلي: (عندما حفر سكان البلدة بئر مياه ، وجدوا في الأرض بلاطة كبيرة مكتوب عليها إسم (خديجة بنت أبي جهلان) ، ويبدو أن خديجة هذه إحدى النساء اللواتي سكن البلدة في عهد الإسلام كما بدا ذلك في الخط المحفور على البلاطة.

 كما عثر بعض السكان على محاجر فيها بعض أنواع الحلي ، وبعض القطع الفخارية التي كانت ملكاً لسكان القرية قديماً. وذكر الحاج حماد حامد الهمص من مواليد يبنا 1929م أن أحد سكان القرية نزل مع أحد المؤرخين الأجانب عبر درج إلى أسفل المغارة ، فوجد ساحة فيها العديد من الغرف جدرانها من الرخام ، وبلاطها من الرخام، وكذلك عثروا على قطعة جلدية كبيرة وقد دون المؤرخ بعض المعلومات عنها ، ثم يبدو أنه عاد وأخذها ، كذلك عثر سكان القرية على بعض الأصنام على شكل حيوانات وطيور وإنسان ، وكانت مصنوعة من الرخام)[13].