روايات أهل القرية - يبنا / يبنة - قضاء الرملة

يقول الحاج جمعة يوسف العيلة: (كانت بلدتنا مفتوحة للجميع ، أن الكروم اللي عندنا منطقة شجر رملية مزروعة تين وعنب ، وكان البدو المقيمين عندنا يحرثون الأراضي ويزرعونها ويشرفون عليها من حراسة ومن أكل ، وأنه كان لكل واحد من أهل البلد شريك بدوي).

 
ومن العشائر البدوية التي كانت تسكن أطراف يبنا وهم قبائل عربية سكنت المنطقة بعد الإسلام ويقال أنهم من قبيلة بني مخزوم ومنهم:

 -          
عرب الوديدي :وهم صيادون على شاطئ بحر يبنا ،ولهم كروم عنب ومواصي .

 -          
عرب أبو ملوح ، عرب أبو صيام.

 -          
عرب أبو ثريا ، عرب أبو قليق .

 -          
عرب أبو حشيش ، عرب أبو صفرا.

 -         
عرب أبو الصياح ، عرب أبو إِطوى .

 -         
عرب القليزي ،عرب أبو خريط ، عرب أبو غزال .

 
وكان بعضهم يعمل في منازل أهالي يافا عندما كانوا يصطافون بين كروم العنب ، ويبنون منازلاً لهم هناك على بحر يبنا .

 
ويستطرد الحاج جمعة وأيده الحاج علي العيلة بقوله : وكان في يبنا مساحة من الأراضي الرملية ، فجاء الضباط الإنجليز وقالوا إلنا : بدكو إياهن ولا نعطيهم لليهود فدفعنا ثمن لكل دونم ثلاث جنيهات فلسطينية في العام 1947م ، وهناك من لم يسجل هذه الأرض أو يدفع ثمنها أو ضريبتها وهي مساحة 2600 دونم تقريباً.

 
وأفاد الحاج عبد الله العبسي من مواليد يبنا عام 1923م أن ضريبة الدونم الواحد سنوياً بلغت قرشين ونصف ، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لكمية الأراضي الشاسعة ، والتي في أغلبها لم تكن أراض زراعية ، فمثلاً كانت عائلة العبسي تمتلك أكثر من ألفين دونم تقريباً  - كما يروى عبد الله العبسي – في منطقة روبين غربي يبنا ، وللتخلص من  الضريبة الباهظة  على الأراضي، قاموا بإعطاء الأرض للبدو في تلك المنطقة لزراعتها والاستفادة منها ، دونماً أي مردود للعائلة .

 
وعن علاقة أهالي بلدة يبنا فيما بينهم ،أفادنا الحاج سليمان الهمص مواليد يبنا عام 1919م بقوله: (كان يوجد في البلدة عدد قليل من الراديوهات ، وكانت إما موجودة في دار المختار ،أوفي المقهى ، وكان يسيطر على الناس الوضع السياسي خاصة بعد ثورة 1936م ،التي نبهت الشعور القومي ،وجعلت الجميع يهتم بالسياسة ،وبالأخبار العالمية ، مما دفع الإنجليز إلى نسف مقهى محمد عبد الله الرنتيسي سنة 1938م وتدميره ، وكان أهالي يبنا مثل جميع أبناء الشعب الفلسطيني والمنطقة ، متعاطفون مع قوات المحور(ألمانيا) باعتبارها ضد الإنجليز والفرنسيين واليهود وكانت ألمانيا أمل الخلاص للشعب الفلسطيني والعرب عموماً ، وكان الناس يتجمهرون في المقهى لسماع نشرة الأخبار ،ولم يكن هناك اهتمام كبير بالأغاني والروايات . هذا وعرف عن أهالي يبنا أنهم كانوا يستضيفون في مقاعدهم المتخاصمين من أهالي القرية ومن القرى المجاورة ، وكانوا يصلحون ذات البين حسب العرف والعادة ،

 
يقول الحاج جمعة يوسف العيلة (أبو يوسف) في هذا الموضوع: (لا تحتوي يبنا على حواميل كبيرة ، كان المقعد في يبنا بيت كبير يحضرون إليه القهوة ،ويحلون فيه مشاكلهم ، ومن أشهر هذه المقاعد:

 -         
مقعد المختار أحمد عوض الله ، الموجود في رفح الآن.

 -         
مقعد علي الهمص.

 -         
مقعد أبو عون.

 -         
مقعد أسعد الرنتيسي.

 -         
مقعد النجار.

 -         
مقعد محمود طشطاش.

 -         
مقعد أبو سالم.

 -   
مقعد الحاج علي العطار ، الذي صار رئيساً للمجلس البلدي عام 1946م دون أن يمارس عمله وصلاحياته بسبب النكبة .

 
ويتكون المجلس البلدي حسب إفادة حسن البهنساوي مواليد يبنا1925، والمختار أحمد عوض الله عوض الله  ، من :

 -         
علي العطار رئيساً ،

  
وعضوية كلٍّ من :

 -         
أحمد أبو  جلالة .

 -         
نعيم الهمص.

 -         
سلامة الأسمر .

 -         
أحمد عوض الله.

 -         
عبد الله فضل .

 -         
عبد الغني أبو امونة .

 -         
أسعد الرنتيسي .

 -         
مصطفى أبو عون.

 
وقد أفادنا الشيخ رجب العطار أن المجلس القروي قام برسم خارطة هيكلية للقرية ، وأنشأ خزاناً للمياه في وسطها.

 
من عادة أهل يبنا الاجتماع عند كبير العائلة، ثم يأتي الجيران ليتسامروا ، وكان شباب العائلة هم الذين يقومون على خدمة المقعد وزواره ، ويقوم وجهاء المقعد بحل مشاكل العائلة وأهل البلدة ،ولم تكن الناس تلجأ إلى الشرطة في حل مشاكلهم رغم وجود مركز شرطة بقيادة الضابط كامل أسعد من قرية عرابة شرقي حيفا 20كم . ومحمود الهباب من يافا ،ومحمود العزي ،

 
ويستذكر الحاج أبو يوسف أن عدة مشاكل بسيطة في البلد كانت تحل بسهولة و لكن المشاكل المتعلقة بالدّم كانت تنعقد إليها اجتماعات من مشايخ من مختلف المناطق، كانت تجتمع لتحل هذه المشاكل مثل الشيخ أبو ثابت و الشيخ بركة بن ثابت و الشيخ الدر زي أبو ربيعة و شاكر أبو خشن كلهم إدّخلوا و أصلحوا بين عائلة النجار و عائلة أبو سالم ، وكان فيه مقاعد عشان تحل المشاكل البسيطة زي مقعد النجار و كانت تنحل فيه المشاكل " ، ويقول الحاج جمعة يوسف العيلة (أبو يوسف) في حديثه عن أهالي يبنا وعلاقتهم بالقرى المجاورة ، وكذلك علي العيلة: كانت بلدتنا عطوفة ، فايته اللي إلها ، ودافعة اللي عليها ، وكانت من المسامحين ، وشاركت البلاد المجاورة في ثوراتها ،ومات من رجالها الكثير في زرنوقة، والمغار ، وعرب غنيم ، وكانت يبنا للغريب مكان آمن ، يقف الجميع إلى جانبه
.