معلومات عامة عن عين غزال - قضاء حيفا
معلومات عامة عن قرية عين غزال
يتناول هذا الفصل تاريخ ونشأة القرية والموقع الجغرافي والتعداد السكاني والمساحة وكل ما يتعلق بالقرية
القرية منذ النشأة والتأسيس وحتى عام 1948
أُطلق على القرية هذا الأسم نسبة إلى عين ماء عذبة كانت موجودة فيها وكانت ترتادها الغزلان قبيل النزوح عنها. وسكن الإنسان المنطقة منذ القدم، فقد عثر الباحثون على بقايا هياكل عظمية بشرية في مغاور المنطقة تعود بتاريخها إلى العصر الحجري القديم (150.000 سنة ق م). ([1])
كان المارعلى عين الغزال قديما يسكن في مغاراتها ويرتع في غاباتها ومياهها، إلا أن الأخوين منصور وعثمان قاما في أواخر القرن الثاني عشر وأوائل القرن الثالث عشر ببناء القرية جانب عين الماء، وذلك بعد خروج الصليبيين من فلسطين.
كان المناصرة والعثامنة يمتلكون الأراضي الشاسعة (وادي الشامي، المرن، السهل، إم الطوس، القصبات، قراقر، السرسات، الوسايا، الزعارير، العرقدات، الجرف.... إلخ)، فزرعوا وربوا الماشية واستعانوا باليد العاملة من الجوار، فجاء إلى عين غزال كثير من الأفراد والأسر وسكنوا فيها حيث أطلق عليهم المناصرة والعثامنة أسم الحيوش الذي تحول فيما بعد إلى العيوش وادعى بعضهم أن اسم العيوش جاء من اسم أخ ثالث لمنصور وعثمان (الادعاء غير صحيح) وذلك
لتفادي التفرقة بين السكان. ([2]).
القرية في الفترة العثمانية
دخل العثمانيون الى بلاد الشام وفلسطين عام 1517م وخلال فترة حكمهم التي استمرت أربعة قرون كاملات أشتهر من بين سائر المواقع في المنطقة مدينتا حيفا وعكا وقرى إجزم والطنطورة وقيسارية وفي سنة1899 كان قضاء حيفا يتكون من مدينة حيفا وناحية قيسارية و62 قرية منها 37تتبع لحيفا و25 تتبع لناحية قيسارية. وفي عام1904 كان القضاء يضم 39قرية منها قرية عين غزال.
القرية في فترة الانتداب البريطاني
دخلت القوات البريطانية بقيادة الجنرال اللنبي عام 1917 واحتلت قرية عين غزال وكل فلسطين عام 1918، وحلت مكان الإدارة العثمانية، وقال اللنبي بهذه المناسبة مقولته الشهيرة: الآن انتهت الحروب الصليبية!
[1] محمد راجح جدعان -عين غزال كفاح قرية فلسطينية -ط1 -عمان-دائرة الكتب الوطنية-1998-ص40
[2] الباحث هشام عباس(مناصرة) منشور 2015.8.14
الموقع والمساحة
الجغرافية
من اختار موقع قرية عين غزال الجغرافي لا شك أنّ له ذوق رفيع بعيد النّظر واسع الخيال، فالبلدة غاية في جمال الموقع، بل هي آية في الجمال.
الموقع والمساحة:
تقع القرية جنوب الطريق الّذي يربط بين حيفا ويافا، وتبعد عن مدينة حيفا 21كم (وتتبع إداريًّا لها) فوق مقدّمة التلال المتّصلة بجبل الكرمل، وذلك على السّفح الغربي منه، وتطل على البحر الأبيض المتوسّط ولايفصلها عن السّاحل سوى أربع كيلومترات وربع. وقد أنشئت قبل 600عامًا.في أواخر القرن التّاسع عشر كانت القرية صغيرة مبنيّة بالحجارة والطين. ([1]) وتبلغ مساحة أراضيها18079 دونم تقريبا([2])، وتقع القرية على خط الطول: 34.9671 وخط العرض: 32.6324. وترتفع 110م عن سطح البحر، تبعد عن مدينة القدس حوالي 93 كيلو متراً وعن مدينة يافا بحدود 64 كيلومتر، ويحدّ القرية من الشّمال والشرق حدود أراضي قريتي جبع واجزم ([3])، وقد شكّلتا مع قرية عين غزال مثلث الصمود الشّمالي أثناء معارك 1948(مثلث الكرمل) ويحدّها من الغرب حدود أراضي قرى ساحليّة ثلاث هي: كفرلام، والصّرفند، والطنطورة، بينما يحدّها من الجنوب أراضي قرية الفريديس على بعد 8كم ([4]).
الشكل رقم (1) حدود القرية
التضاريس
تعتبر منطقة عين غزال جزءاً من جبال الكرمل المكمّلة لجبال نابلس، الّتي بمجموعها تشكّل العمود الفقري في هيكل فلسطين. وتضم تضاريس القرية وفق موقعها الجغرافي جمال البحر،وثراء السهل ورونق الجبال، كما تتّصف الأراضي الشرقيّة للقرية بأنّها جبليّة، وأما الجهة الغربية فهي سهليّة منبسطة من عتليت حتّى الطنطورة، وفي شمال القرية يوجد وادي الحنو الأحمر القاني ووادي الشّامي في سفح جبل العرنين ووادي أم عصيدة ووادي الشقاق ووادي الخردلل، أمّا في جنوبها يوجد وادي المضايع، وتقع بيوت القرية بين جبلين متقاربين في الارتفاع جبل الرأس العالي في الجنوب وجبل العرنين المتطامن في الشّمال.
مصادر المياه في القرية
يوجد في وسط القرية عينان للماء ([5]) والعديد من الآبار كبئر العثامنة وبئر الصعبي وبئر يوسف الإبراهيم، بالإضافة إلى بركة بئر السوامر.
في الأربعينات حفرت بئر الحومة في حارة العيوش الّتي تقع أسفل القرية من جهة الغرب. حيث قررّت ست عائلات حفر البئر ومدَّت على أثره الانابيب إلى الأماكن العالية في القرية حيث نصبوا هناك خزانات وحنفيّات، وجُرّت المياه أيضاً إلى قرية إجزم القريبة.
كان في القرية كثير من الأودية والأنهار ويتفاوت تدفّقها من سنة إلى أخرى حسب غزارة الأمطار، فمنها ما يصل الى السهول لا يتجاوزها مثل أودية الشّامي والحنو والمضابع، ومنها ما يصب في البحر المتوسط مثل نهر الدفلي الّذي يصب على مسافة 3كم جنوب الطنطورة، وهو امتداد لوادي الشقاق الّذي ينبع من أرض الروحة، وكذلك وادي المغارة الّذي يصب ما بين عتليت والصّرفند ([6]).
البنية المعمارية
البنية المعمارية للقرية
حارات القرية:
كانت القرية تنقسم إلى أربع حارات رئيسيّة هي: الحارة الشماليّة الشرقيّة (حارة العيّوش) والحارة الوسطى وبإتجاه الشّرق (حارة العثامنة)، والحارة الغربيّة (حارة جهنّم) والحارة الجنوبيّة الشرقيّة وتسمى حارة المناصرة.
عدد المنازل:
بلغ عدد المنازل عام 1931م247 منزلا ([1]) ،أمّا عام 1948 فكان (432منزلا).([2])
بنية البيت في القرية:
تتميّز بيوت القرية بأنّها كانت مبنيّة بالحجر والطين، بيت السكن أحيانا يكون عبارة عن غرفة كبيرة سقفها ممدود على روافد من جذوع الشّجر الّذي تمّ احضاره من الأحراش المتوافرة في القرية. كان رجال القرية يقومون بالاحتطاب، وتحمل هذه الروافد جسور خشبيّة بين حائطين وقنطرة أو قنطرتان في الوسط والارضيّة من الطين ويرتفع ثلثا الأرضيّة حوالي متر واحد ويقال لها مصطبة يُصعد إليها بعدَّة درجات، تستخدم هذه المصطبة لمعيشة الأسرة عليها والنّوم أيضا. أمّا الثلث الأخير وهو الأرضيّة السفلى للمواشي والطيور، وأحيانًا للبقر وللخيول. على جانب الدكّة تكون المذود ،الّتي يوضع فيها طعام الماشية. ([3])
في أحد أطراف البيت توجد سقيفة للنّوم أحيانا، ولحفظ المواد التموينيّة حينا آخ. يتبع الدّار أحيانا قطعة صغيرة تدعى الحاكورة.
قد تطوّرهذا الطراز العمراني القديم وحلَّ محلّه النموذج الحديث الّذي استخدمت فيه المواد الإسمنتيّة، يتألف من غرفتين أو عدّة غرف للسّكن وديوان للضيوف حسب مقدرة الأسرة، والّذي يملك المال الكافي يبني طابقًا ثانياً، أمّا ما يتعلّق بالماشية فأصبحت في أمكنة خاصة خارج المنزل.
الملامح العمرانية للقريةدور العبادة:
كان يوجد مسجداً واحداً صغيراً ليس له مئذنة وكان المسجد مكان الكتّاب قبل بناء المدرسة الحديثة، كما كان خطيب المسجد أسمه طه خديش. ([4])
المقابر:
تقع المقبرة على أطراف القرية من الجهة الجنوبيّة.
معالم أخرى في القرية:
- مقام الشّيخ شحادة [5] هو المبنى الوحيد حاليًا الّذي بقي شامخًا حتّى الآن رغم محاولة المتطرفين تغيير هذه الهوية الدينيّة لهذا المقام. ويقع جنوب القرية بين المقبرة والمدرسة وأقرب دار لهذا المقام دار سعد العصفور، وقد كان للشّيخ أسطورة مروية تقول أنَّ الشّيخ شحادة كان يتوضأ على عين القرية وهو يحمل إبريق من الفخار، وعندما نظر إلى البحر وهوعلى مد البصر، فشاهد مركب في البحر يحمل يهودا وأنّهم قادمون لإحتلال فلسطين، فرمى الإبريق على المركب وهو في البحر فأصابه وأغرقه بمن فيه، على قول الأساطير.
- مغارة النمرة وتقع جنوب القرية مجوّفة بعيدة الغور لدرجة أن الكثيرين حاولوا الوصول الى آخرها فلم يفلحوا. ومن الآثار القديمة الّتي اكتشفت في القرية تلك المغارة الّتي عثر عليها علي قاسم السّعيد بينما كان يعمل في حديقته الواقعة بين بئر الحومة والصلاجة فعثر على أباريق وطناجر وأدوات فخارية تعود إلى العهد الروماني. وعثر على مغاور منحوتة في الصخر في دار إبراهيم يحيى العميص الواقعة في حارة العيوش فيها أسرجه قديمة من الفخار.
- خربة السوامر: وهي خربة من خرب عين غزال وتقع في الطرف الجنوبي الغربي لها، بالقرب من الطريق الواصل بين مدينتي حيفا ويافا وفيها تتواجد بعض الآثار من فترات تاريخيّة قديمة، وقد أقامت فيها عائلات من القرية حتّى التهجير، أمّا في الطرف الشّرقي للخربة تقع مغارة عظيمة استعملها أهل القرية مأوى للماشية في فصل الشتاء.
قد أنجب الشّيخ11ابنا، وحاليا يقوم بالاعتناء بالمقام حفيده علي حمودة عبد الحق، وهويسكن حاليا في قرية الفريديس وهي من القرى القريبة من قرية عين غزال.
[1] - مصطفى مراد الدباّغ- بلادنا فلسطين-ج7- قسم2 من ديار الجليل جند الأردن 2- ط1991-ص655
[2] - برنامج وثائقي قرية عين غزال ذاكرة لن تموت-إخراج رامز السعيد.
[3] احسان عبّاس-غربة الرّاعي- ط1 -الأردن- دار الشّروق للنّشر والتوزيع-2006 - ص13
المختار والمخترة
من مخاتير القرية (محمود عبّاس ثم علي الصعبي ثم يوسف بالإضافة الى إدريس القاسم ، ثم محمد السّعد ، ثم خالد العبد الله ، ثم عبد القادر أبو زليخة) وكان من أشهرهم عبد القادر ابوزليخة وخالد عبد الله.
السكان
الواقع السكّاني للقرية:
المطلب الأوّل: السكّان
بلغ عدد السكّان في عام 1870م/ 290 نسمة ([1])
وجرى إحصاء في قرية عين غزال على دفعتين في العهد العثماني:
ففي الدّفعة الأولى سنة 1911 م. بلغ عدد المسجّلين 582نسمة (منهم 295 ذكور و287 اناث). أمّا الدّفعة الثّانية فكانت في سنة 1913 م. وبلغ عدد المسجّلين 369 نسمة (منهم 198ذكور و171إناث)، فيكون مجموع السكّان الكلّي 951 نسمة (منهم 493 ذكور و485 إناث) ([2] )
في عام1922 (1046) نسمة ([3])
في عام1931 (1439) نسمة. (754 إناث و685 ذكور) ([4])
في عام 1944(2170) نسمة ([5])
في عام1948 (2517) نسمة ([6])
في عام 1997 (9455) نسمة ([7])
في عام 1998(10037) نسمة ([8])وفي إحصاء آخر (15458) نسمة ([9])
- فيما يقدّر عدد السكّان عام 2021 ب 25000 نسمة، وجميع أهل القرية يدينون بالإسلام.
الشكل رقم (4) صورة عن إحصاء القرية في العهد العثماني عام 1911
الشكل رقم (5) صورة عن عدد السكّان عام 1931
[1] فيكتور غيران- ط1-1875- ص302
[2] وفق الإحصاء الّذي أجري في العهد العثماني
[3] بلادنا فلسطين-ج-ص655
[4] المصدر السّابق ص655
[5] المصدر السّابق ص655
[6] إبراهيم أبو جابر- جرح النّكبة-ج 1-ط1- مصر- مركز الاعلام العربي-2007- ص357
[7] جرح النّكبة - مصدر سابق ص357
[8] وفق إحصاء الأونروا
[9] سلملن ابوستة - سجل النكبة- ط1 - مركز باحث للدراسات-1998
عائلات القرية وعشائرها
أسماء العائلات واصولها
من أشهر عائلات القرية العثامنة والمناصرة والعيوش
كانت العائلتان الأوليّتان هما أقرب النّاس إلى بعض من حيث الجذور، فقد كان على رأسهما الأخوين الشقيقين منصور وعثمان، قدما من الحجاز فسكنا كفرور قضاء نابلس ثم انتقلا الى عين غزال حيث استقرّ بهما المقام، هذا بالإضافة الى مجموعة من العائلات الأخرى ([1]).
- العثامنة (آل عثمان وآل عصفور وآل عبد الله وآل شحادة وآل ابوبكر وآل الشّيخ محمد وآل موسى الحمّاد وآل أبو جابر وآل جبريل وآل أبو زليخة وآل مسعود العواد وآل زامل ومنصور و آل السّبع وآل حسن العوّاد وآل عوّاد وآل ادريس).
- العيوش (آل أبو زهرة وآل أبو حمودة وآل حامد الصّفدي وآل آيسة وآل محمد أبو محمود وآل جدعان وآل حسن السعيد).
-المناصرة ومنهم (آل الصعبي وآل خالد الحسن وآل الكلش وآل مقبل وآل إبراهيم الصبّاع وآل أسعد وآل عبد الفتّاح وآل موسى الخضر وآل محمد عبد القادر وآل ابوخالد وآل رضوان وآل مصطفى الأحمد).
-الرحامنة: (آل العميص وآل أبو أحمد وآل أبو الرقطلي وآل حمّاد وآل قاسم أبو القاسم وآل الشّيخ علي وآل الطرشحاوي)
-الزياتنة (آل أبو عبّاس وآل ابوعطا وآل سلامة وآل عوض وآل عبد الله الحسن وآل أبوطه وآل أبومرعي وآل حسين ابوحسين)
-عائلات أخرى: آل عبد الحق وآل اللّحام وآل الرديف .
وآل ابوحيط والشّيخ شاكر وامبدي الشّيخ والقاروط والعظمي والصرصور وأبو حميد وأبو نفيسة.
وأبو شريف والسلمان وعبد الهادي وآل الشيخ علي وآل غلبون.
وآل العرايرة و(آل أبوالجعص وآل موسى السّعد وآل أبوخشبة) والغنانمة (آل غنّام وآل تميس)
- نور (من أصل هندي) أبو مايهة.
وآل يعقوب وآل أبو عقاب وآل البربراوي وآل فيصل وآل سيتان وآل عمارة وآل الطبوخي.
النّشاط الاقتصادي في القرية:
كان النّشاط الاقتصادي في القرية يعتمد على الزّراعة وتربية المواشي وعلى الصناعة البسيطة، ولمّا كانت القرية داخل منطقة النفوذ الوظيفي لمدينة حيفا فإنّ قسما من سكّانها كانوا يعملون في وظائف الخدمات في ميناء المدينة وفي منطقتها التجاريّة.
[1] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة - مصدر سابق - -ص55
مؤلفات عن القرية
عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة "محمد راجح جدعان".
عائلات عين غزال للاستاذ حماد حماد.
الثروة الزراعية
النّشاط الاقتصادي في القرية:
كان النّشاط الاقتصادي في القرية يعتمد على الزّراعة وتربية المواشي وعلى الصناعة البسيطة، لمّا كانت القرية داخل منطقة النّفوذ الوظيفي لمدينة حيفا فإنّ قسما من سكّانها كانوا يعملون في وظائف الخدمات في ميناء المدينة وفي منطقتها التجاريّة.
أولا: الزّراعة والثروة الحيوانيّة:
بلغت مساحة الأراضي الصالحة للزّراعة (10382) دونما من مساحة أراضي القرية، كانت تبلغ الأراضي المزروعة بالبساتين المرويّة 1486دونما،وأما الأراضي المزروعة بالحبوب فبلغت 8472 دونما وما تبقى منها كانت مزروعة بالزيتون، وهي 1400دونما.أمّا الأراضي البور فبلغت 7567دونما والأراضي المبنيّة 130دونما.
أشهر مزروعات القرية
-الزيتون ويزرع في الأراضي الواقعة شمال القرية.
-الكرمة والتين والزيتون والخوخ والمشمش واللوز والتفاح والتوت والكمثرى والرمّان، وتزرع في المناطق الجبليّة الخصبة. (ويصدَّر منه إلى سوق الحسبة في حيفا). أما الحبوب فكانت تزرع في المنطقة السهليّة الغربيّة وأهم الحبوب:
-القمح وهو من نوع الحوراني حبته مستديرة جيد في صناعة الخبز.
-الشعير ويأتي في الدرجة الثّانية من المزروعات ويستخدم طعاما للحيوانات.
-الذّرة البيضاء وهي من المحاصيل الموسميّة الصيفيّة.
وأهم محصول في القرية هو السمسم وحبته صغيرة صفراء اللّون، ويستخرج منه زيت السيرج الّذي يستخدم في صناعة الطحينة والحلاوة.
أما البقوليات فهي: الفول والحمّص حبته كبيرة والعدس ويستخدم في الطعام. أمّا المزروعات من الخضار (الخيار والبندورة والبصل الثّوم)
وكذلك تزرع بعض النباتات الطبية مثل (الشومر والزعتر والميرمية والخبّيزة والبابونج والكينا والعرعر والدفلي) ([1])
طرق الري وأساليب الحراثة:
كانت القرية تعتمد في زراعتها على الأمطار الموسميّة، وكانت أراضيها تصلح لجميع المزروعات بسبب قربها من السّاحل، وكانت الأساليب المتبعة للحراثة في القرية الأساليب القديمة (الثّور والسكّة) والمحراث هو أداة لحراثة الأرض، ويقال عنه العود وهو نوعان نوع خشبي تجره الخيول والبغال، ونوع خشبي تجره الابقار.
لم يكن في القرية حدادون لصناعة سكّة الحراثة المعدنيّة، كان يأتي كل فترة من الزمن حدادون من النّوَر منهم أبو ميها الّذي كان يأتي مع أولاده وينصبون خيمهم في منطقة البيادر ويصلحون كل أنواع الحديد ومن ضمنها سكة الحراثة المعدنية ([2])
تربية الحيوانات:
كانت القرية تعتمد بإقتصادها على الثروة الحيوانيّة حيث كانت غنيّة بالأبقار، والأغنام، والخيول، وغيرها.
الأبقار:
تأتي تربية الأبقار في المرتبة الأولى في هذه الثروة، إذ من المستبعد أن تجد بيتا خاليا منها لأنّها تستخدم في الحراثة والدّرس( حصاد القمح) وإنتاج الحليب، كما كانت الأبقار تتواّلد بكثرة فمن البقرة الواحدة في بضع سنين تجد البيت قد امتلأت وراحت تعج بالعجول، فمنها ما يذبح ومنها ما يباع ومنها ما يحتفظ فيه للفلاحة والدّرس.
الخيول:
كانت منها الخيول العربيّة، حيث كانت تستخدم للرّكوب وللسّباق، وزفّة العروس وممن اشتهروا بتربيتها (شحادة عبد الحق وخضر عبد الحق وعثمان عبد السّلام ويونس أبو احمد وسليم الصعبي وراجح الجدعان وحسين السّعد وإبراهيم الشّيخ علي)
الحمير:
كانت تستخدم للحراثة وجر العربات ونقل الغلال إلى جانب الرّكوب.
الإبل:
كان لها دور كبير تؤدّيه، إذ ليس غيرها يستطيع القيام به في زمان عدم وجود السيّارات فكانت تنقل المحاصيل من السّهل والوعر إلى البيادر، ثم تنقل الحبوب والتبن إلى البيوت. كان للجمَّال جمل واحد أوعدة جِمال يعيش منها وينفق على عياله، كان في القرية جمَّالون كثرمنهم (خليل العيسى وعثمان الجابر وعبد الحفيظ الكلش وشحادة الخضر وحسين الإدريس)
الدواجن
كانت البيوت مكتظة بالدّجاج وعلفها من البيادر، وتنتج من البيض الكثير. كان الفلّاحون يعتمدون كثيراً على البيض في قوتهم ومؤنهم يستخدمون بعضه ويبيعون ما فاض منه.
الماعز:
يستفاد من لحمه وحليبه وجلده ومن روثه أيضاً، كان من كبار مربيها (شحادة وخضر عبد الحق ومصطفى الحمّاد وآل أبو داود وخالد الحسن وآل أبو حميد ومحمود أبو حمودة)
الطيور:
كانت الطيور البريّة تملأ الفضاء بأشكالها وأنواعها منها (البلابل والصفر والزرزور والدويري والسنونو والسمن والحجل والشنار والقطا) كان الصيد هواية من هوايات أهل القرية، كان من أمهر الصيادين عبد الكريم محمد العيسى فقد كان صياداً من الدّرجة الأولى وكان يصطاد الغزلان. ([3])
النّحل:
كانوا يبنون له الخلايا في كل مكان، كانت وسائلهم في تربيتها بدائية، بيوت من الطين يتجمع فيها النّحل أكداساً فينتج من الشّهد ما راق وطاب يأكلونه ويخزنونه ويبيعون ما فاض منه وكان الحاج سعد من أشهر النحّالين.
وكذلك كانوا يربّون الأرانب ويستفيدون من لحمها ويبيعون ما فاض منها.
[1] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة - مصدر سابق ص100
[2] مقابلة تاريخ شفوي للنّكبة مع السيّد مصطفى أبو زياد عام 2011
https://www.youtube.com/watch?v=oY8XZRodfv8&feature=youtu.be
[3] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق- -ص27
المهن والحرف والصناعة في القرية
الصناعة
كانت القرية تعتمد على الزّراعة في اقتصادها ومواردها، لكن مع ذلك قد قامت بعض الصناعات التقليديّة المرتكزة على المواد الأوليّة الموجودة فيها من حاصلات زراعيّة وحيوانيّة ومن هذه الصناعات:
عصر الزّيتون:
كان يوجد في القرية معصرتان بدائيّتان رومانيّتان للزيتون إحداهما في وسط القرية، والثّانية غربها. هما عبارة عن حجر مبروم من صخر الغرانيت له يدان حديديتان تحرك بواسطة العاصر يمنة ويسرة، يتم عصر الزّيتون وثم يصفّى الزّيت الحاصل آليّا أي يفرز الماء عن الزيت. ([1])
صناعة الحليب ومشتقاته:
كانت تعتمد على الطرق البدائيّة، تقوم بها المرأة بشكل أساسي، فمن مشتقّات الحليب تصنع اللّبن، والجبن، والسّمن البلدي، واللّبنة.
المطاحن وصناعة الخبز:
لم يكن في القرية أي مطحنة، لذلك كان الأهالي يطحنون قمحهم في قرية جبع المجاورة ولم يكن فيها أي مخبز قبل النّكبة. كان لكل بيت في القرية فرن عربي (الطابون) ( [2])لصناعة ما يحتاجه الفلّاح من خبزه اليومي.
صناعات غذائيّة أخرى:
عرفت القرية صناعات أخرى كتجفيف الثّمار مثل التين، ويسمى قطين والعنب يسمى زبيب.
المهن اليدوية
الحذائين:
عرفت القرية صناعة الأحذية، وكان إبراهيم محمد الّذي أرسله أهله الى حيفا لتعلم صنع الأحذية، حيث تعلّم على يدي عبد الكريم سندس أحد أهم صانعي الأحذية، وعندما عاد الى القرية كان صانعاً ناجحاً، ([3] ) كذلك برز من الحذائين شحادة موسى الخضر وأولاده وعبد الله الحماد وأولاده.
النجارين:
كانوا يصنعون أبواباً خشبيًة وخزائن وغيرها، كان منهم (خليل محمد إبراهيم وخالد عبد الرّزاق ومن خارج القرية حسن المصري)
الخياطين والخياطات:
منهم (سعيد المقبل ووالدته وأحمد علي العبّاس ونجمة القطم زوجة الحاج أحمد أبو محمود.
المعماريون
بناة المنازل فكان منهم (أحمد المرعي وأحمد البلعاوي ومحمد أبو عطا وأحمد الطنيب وعقاب البلعاوي وعبد الرحمن أبورقطي وشحادة المرعي ومحمود المقبل الذي يشهد له بناؤه للمسجد ومدرسة الطنطورة بالمهارة والإتقان.
الحلاقون
(فمنهم عيسى العصفور وحسن أبو أحمد ومصطفى أبو زبن وأحمد الرضوان وسعيد خالد عبد القادر ([4] ).
- وهناك مهن كانت تتعلّمها الفتيات في القرية منها صناعة الأطباق من القش ([5]) والغزل البلدي: اعتادت نساء القرية خلال الحصاد أن تختار أنواع جيدة من عيدان القمح وفي أوقات الفراغ يقمن بنقعها في الماء لتكون طرية لتساعدهن في عملية التصنيع ومن ثم يقمن بصبغها بألوان متعددة وكان يتم منها صناعة الطبق والقبعة وهذه الطريقة تسمى الغزل البلدي. إضافة الى ذلك كانت نساء القرية يغزلن البسط والسجّاد والالبسة، كما كان هناك باعة متجولون منهم إبراهيم يحيى العميص، حيث أنّه صاحب دكّان ومع ذلك كان يقوم بالتجوال في بعض الأحيان. كان لدى البعض معرفة باستخراج الكلس (محمد أبو جعص وإبراهيم الشّيخ علي وعلي الجدعان وكانوا مهرة في صناعة الكلس)، كما كان البعض الآخر له خبرة في استخدام الفحم في المحاشر.
[1] مقابلة شفوية مع الحاج مصطفى أبو زيد
https://www.youtube.com/watch?v=oY8XZRodfv8&feature=youtu.be
[2] كان يصنع الطابون من الطين المجفّف بحرارة الشّمس، وهو مستدير الشّكل يتراوح قطره ما بين 60إلى 70سم وارتفاعه حوالي 40سم وله قاعدة وسقف فيه فتحة لإدخال العجين إلى داخله، وهذه الفتحة لها غطاء يسمّى(صمامة) وهي من الحديد لها قبضة معدنية في وسطها، ويوضع على أرضيّة الطابون حصى أو قطع من الفخّار صغيرة تسمى (رضف) كانت تستخدم المرأة الّتي تخبز عودا طويلا من الخشب لتناول الخبز من داخل الطابون يدعى (مقلاع)وعودا آخر عريضا نوعا ما لإزاحة الرماد عن فتحة الطابون عند فتحه ويدعى (مقحار)
[3] -غربة الراعي- مصدر سابق -ص66
[4] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق -ص71
[5] المصدر السّابق ص113
التجارة في القرية
التجارة
كانت القرية بسيطة ومتواضعة، تستورد بضائعها من حيفا، فتستورد ما تحتاجه من مؤن وملابس وأقمشة ومعدّات فتبيع ذلك في دكاكين صغيرة. كانت التّجارة الرائجة هي تجارة الحبوب والتّبن والعلف وبيع البطيخ والخضار والحيوانات، فالبطيخ مثلا كان يباع في حيفا وغيرها من المدن الفلسطينيّة، كان يصدّر منه إلى مصر وقبرص وبيروت بواسطة البواخر. ّكانت تجارة الجلود المملحة تتجه الى حيفا وكذلك تجارة الألبان، ومن أهالي القرية من أنشأ متجراً في حيفا، ومن هؤلاء رشيد عبد القادر، والّذي راح يتاجر بالمواشي ويشاركه محمد المرعي.
أما الحيوانات فكانت تشترى من شمال فلسطين وتباع في سوق طولكرم، وممن كانوا يقومون بذلك رشيد عبد القادر عبّاس وكذلك محمد الشّيخ شاكر وموسى السّعد.
التعليم
المبحث الثّالث: الحالة التعليميّة في القرية:
تأسّست أوّل مدرسة في القرية خلال الحكم العثماني عام(1303ه)([1]). كان عدد الطلّاب فيها عام ١٨٩٤م ١٥ طالبا ([2])، لم تكن المدرسة كالمدارس الحديثة إنّما كان التّعليم بداية في المسجد. فقد كان الخطيب هو الّذي يقوم بالمهمّة، حيث كان على المدرّس أن يعلّم طلّابه القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم. كما كان عليه أن يلقّنهم شيئًا من تاريخ الرّسول صلى الله عليه وسلم و تاريخ الصحابة، وأن يدرّبهم على الكتابة بخطٍّ جميل. بعد ذلك أصبحت المدرسة لا تقتصر على الدّين واللّغة والتّاريخ والشّعر، إنّما أضيف إليها مادة الطبيعيّات والرياضيّات، والصحّة، والموسيقى، وغيرها.
كانت العادة أن يقدّم الأهالي للخطيب أجره من القمح، أو الطّحين، أو البيض، أو الفواكه وماشابه ذلك. كان أوّل من درّس في المسجد حسب الروايات عن كبار أهالي البلدة الشّيخ محسن حسين الموسى، فهو رائد الكتاتيب في العشرينيّات، حتّى إذا ما انتهى عمله عقبه شيخ من مصر، ثم جاء بعد هذا أستاذ من إجزم قوي الشّخصية يسمى طه خديش فتحول الكتّاب في زمنه إلى مدرسة حكومية يتقاضى فيها الشّيخ مرتّبا قدره ثلاث جنيهات. ثم جاء من بعده الحاج كامل عرفات، و بعده جاء عبد الرحيم الكرمي، وفي زمنه بنيت أوّل مدرسة. حيث قام الأهالي ببنائها، وكان التّعليم للصّف الرّابع، لكن عمل الأستاذ الكرمي أن أقنع وجهاء القرية أن يرسلوا أولادهم لمدينة عكا لإكمال دراستهم.(أقيمت المدرسة الجديدة على سفح جبل الرّأس المطل على ساحة القرية الجنوبيّة، وقد تميّزت عن معظم دور القرية الّتي كانت تبنى بالطين، فكانت في نظر الصغير أفخم بناء في القرية وهي مكوّنة من غرفتين كبيرتين في كل منهما فصلان في إحداهما الصف التمهيدي والأول والثّانية الصف الثّاني والثّالث([3]).
لقد كان في قضاء حيفا عام ١٩٠١ عشرون قرية لديها مدارس ابتدائية ومن بينها عين غزال، وقد ارتقى فيها التّعليم إلى الصّف السّادس وزاد عدد المعلّمين وانضمّ إليها منهم نفر لا بأس به من أهل القرية ممّن عددنا آنفا ومن خارجها. ولم يكن هنالك تخصص للمعلّمين بعد، ولا كان أحد منهم خريج جامعات. وأقصى ما كان يحصل عليه المدرّس في فلسطين من شهادات هو شهادة الأدنى في التّعليم ثم شهادة الأعلى من بعدها يؤديان بإشراف من دائرة المعارف ويتضمّنان مناهج عن التّربية والتعليم وعلم النفس والأدب العربي وصرف اللّغة ونحوها. وكان الامتحان يعقد من قسمين نظري وعملي. أما القسم العملي فكان يؤدى في مدرسة من مدارس المدن الكبرى كالقدس وحيفا وغيرهما. وبعدما بنيت المدرسة الحديثة، انتقل عبد الرحيم الكرمي وحلّ محلَّه عبد الهادي جرّار.
استمرّت مسيرة التّعليم قي هذه المدرسة، ولكن بتشدد كبير من الإدارة، مما حمل العديد من الطلّاب على ترك الدّراسة والعودة إلى الأعمال العامة مع آبائهم. غير أنّه حدث من باب المفارقة أن كان في المدرسة أستاذ آخر من عنبتا يساعد في تلطيف الجو ويدعى الشّيخ محمد حجازي الّذي كان خريج جامع الجزّار، وعلى غاية من الدماثة وحسن الخلق، رؤوفًا بالطلّاب وساهرًا على منفعتهم مما ساعد على عودة الطلّاب واستمرارهم في التّعليم، ثمّ جاء الأستاذ أحمد الشّيخ حسن وهو من بلعا فطال مكوثه في القرية وعمّ خيره على الطلّاب، كان هادئ الأعصاب متودّدًا وخلال فترة عمله كانت تقام احتفالات لختم القرآن الكريم في الصّف الرّابع، حيث كان يقوم الطلّاب بإحضار حلوى الحلقوم الّتي تجمع وتوزع في احتفال مهيب على الأساتذة والتلاميذ فرحًا بهذه المناسبة الطيّبة.
في هذه الأثناء أخذت بواكير الإنتاج تظهر وأزهاره تتفتح فقد انتقل إحسان عباس من المدرسة الإسلاميّة بحيفا والتحق بالمدرسة الحكوميّة الوحيدة هناك، ثمّ تبعه بعد سنتين محمد راجح جدعان، وبعد ذلك إنضمّ إلى الرّكب بكر رشيد عباس ثم عبد الرحمن مفلح السّعد ثم زيدان حسين السّعد وهلم جرا، وهذه أسماء بعض من أكملوا دراستهم من شباب القرية قبل الهجرة:" عقل محمد أبو الجعص ومحمد أبو حسين وقد تخرّج من صفد. وإبراهيم الحمّاد الّذي تخرّج من مصر". كان معظم طلّاب عين غزال من الأكفاء، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور إحسان عبّاس الّذي تلقى تعليمه في الكليّة العربيّة بالقدس ثم عمل فيما بعد معلّمًا في صفد.
كما نذكر من خريجي عين غزال اللّاحقين الدّكاترة فهمي جدعان وتوفيق المرعي ومحمد العصفور ومحمد خير جدعان وأسامه جدعان وصبحي قاسم السّعيد ومهند جدعان، منهم من تقلّد مناصب عالية في الجامعات ومنهم من ألّف كثيرًا من الكتب ومنهم من حاز على جوائز ومكافآت. ومن بين أبناء البلد الذين درسوا في مدرسة عين غزال وعملوا في سلك التعليم فيها: محمد راجح جدعان الّذي تخرّج من كليّة النّهضة بالقدس، وعبد الرحمن مفلح السّعد الّذي تخرّج من الرشيدية في القدس، وشكّل من طلّاب المدرسة فريقًا لكرة القدم كانت له صولات وجولات في كثير من المباريات الّتي جرت مع مدارس القرى المجاورة وخاصة مع فريق قرية اجزم، وبكر رشيد عباس الذي تلقى تعليمه في صفد، وزيدان حسين السعد تخرج من حيفا، وكذلك يوسف عبد الله الحماد الّذي تخرج من عكا. وكان من جملة المعلّمين الأغراب محمود الصفوري وعوني اللّبدي وأستاذ ثالث من قرية الجش يدعى (أبو فخري). ونذكر من المديرين الذين عملوا في مدرسة عين غزال محمود عرّابي، وبعده قدّم إلى القرية مدير مثالي من نابلس يسمى إبراهيم الأدهم. وكان آخر مديري المدرسة قبل نكبة ١٩٤٨ نجيب الطيّار من قرية شعب. ([4])وكانت المواد الّتي تدرس في مدرسة القرية (اللّغة العربيّة، اللغة الإنكليزيّة، التّاريخ، الرياضيّات، علوم طبيعيّة، الدّين، الرياضة) ولم يكن في القرية أي مدرسة دينيّة .
[1]بلادنا فلسطين- مصدر سابق- ص655
[2] الموسوعة الفلسطينيّة-هيئة الموسوعة الفلسطينيّة-ط1 - دمشق-1984-
[3] غربة الراعي- مصدر سابق -ص31
[4] - عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق ص145
الطرق والمواصلات
الخدمات في القرية من النّاحية الإدارية والصحيّة:
عرفت القرية نشاطا ً اداريّاً وخدميا ً في وقت مبكر، فكانت تقوم على تقديم الخدمات الإدارية والصحيّة ووسائل المواصلات للأهالي.
وسائل الانارة:
كانت الإضاءة في القرية منذ العهد العثماني وحتّى الإحتلال البريطاني تتم بواسطة سراج الزّيت، وهونوع من المصابيح البدائية التقليديّة، ذو فتيل مدوّر عادي وبدون زجاجة فوق الفتيل، ومنه نوع أكثر بساطة وبدائية ويصنع من زجاجة بوية الأحذية فارغة تملأ بالزيت (وفيما بعد بالكاز) ويثقب غطاؤها لإدخال الفتيل فيه ويعرف هذا النوع باسم قنبور. هناك سراج من جذور نبات معين (من البصليات البرية) يعرف بسراج الغولية، ويعرف في الأرض من زهرته الجميلة الوحيدة ويستخرج من باطن الأرض، وهوعلى هيئة مصباح علاء الدين تماما يجوف ويمل أبالزّيت (زيت زيتون عادة) ويوضع فيه فتيل ويضاء.
كان الميسورون يشعلون أكثر من سراج في الغرفة أوتكون سرجهم فتائلها كبيرة، وكما كانوا يشعلون الشّمع أيضا، ويضعونه في الشمعدان، وهو مصباح للإنارة ذو قاعدة طويلة. ثم صار يأتي مصباح (بابور الضو) ويتكوّن من جسم زجاجي يملأ بالكاز ورأس يغطى بطربوش كالقبّة مشقوق من أعلاه طولانيا كي يخرج منه الفتيل الّذي يكون مغموسًا في الكاز ويغطى الطربوش بزجاجة على هيئة الجرّة مفتوحة من الأعلى، ثمّ صاريأتي ما يسمى باللوكسات. كان فلاحي القرية يستخدمون ما يسمى قناديل الهوى الّتي كانت تصنع من زجاجة في أطرمن التنك وتستخدم خارج البيت في السهل أو البيادر أو أثناء السقي في الليلل. ويعد مشروع شركة روتنبرغ البريطانيّة بعد عام 1920، وصلت الكهرباء إلى بعض القرى، لكن لم تصل إلى القرية.
طرق المواصلات
كانت هناك في القرية عدّة طرق ترابية منها: ([1])
أ- طريق المطامير الى السوامر
(حيث البداية من ديوان المختار حيث المطامير وبعد مسافة 100م باتجاه الغرب مرورا ببيت الشّيخ مفلح السّعد ومن ثم دار موسى الخضر الواقعة على سفح جبل الراس ثم الانعطاف يسارا ومتابعة السّير بإتّجاه الجنوب حتّى منطقة السوامر والّتي تبعد 2كم عن بيوت القرية.
ب- طريق حارة جهنم
الّذي يوصل إلى الطريق المعبّد الواقع على أطراف القرية والّذي يصل بين مدينتي حيفا ويافا (حيث البداية من حارة جهنّم بإتجاه الغرب والإنعطاف إلى اليسار والسير بإتجاه الجنوب حيث دار المختار خالد العبد الله ثم يتوقّف عند بئر الحومة، وينعطف الى اليمين ويتجه غربا الى مفترق الطرق مع قرية إجزم ثم يتابع مرورًا بسهل الرّحب، وأخيرا عبر الأراضي الخصبة في أراضي المصرارة والزعارير حيث يصل إلى الطريق المعبد الفسيح بين مدينتي حيفا ويافا.
ج- طريق ساحة المطامير الى المدرسة
(حيث البداية من ديوان المختار ومبتدئة بحارة العثامنة بإتجاه الجنوب مرورا ببيت حسين عبد الهادي ودار محمود المقبل، وحتّى المقبرة والانعطاف إلى اليمين بإتجاه الغرب حتّى الوصول إلى المدرسة) وهذا الطريق في غاية الأهمية لأنّ معظم الطلّاب يسلكونه عند توجههم إلى المدرسة وأثناء عودتهم.
د الطريق الجنوبية الشرقية
(حيث البداية من بيت عثمان عبد السلام والاتجاه نحو الجنوب مرورًا بحارة المناصرة والانعطاف غربًا والسير إلى المقبرة ومن ثم إلى المدرسة)
ه- طريق ساحة المطامير البيادر
هو يبدأ من ديوان المختار والاتجاه نحو الشّمال حيث الجامع على طرف اليمين وحيث الدكاكين والعمران حتّى الوصول الى حارة العيوش، ومن ثمّ الانعطاف الى اليمين والاتجاه جهة الشّرق في خط مستقيم حتّى الوصول الى البيادر.
و- طريق البيادر الشرقية المطامير
يبدأ من المطامير ويتجه إلى الشّمال الشّرقي مرورًا بحارة العصافرة ومنتهيًا إلى البيادر الشرقيّة.
ز- طريق الجدعان البيادر
يبدأ من بيدر راجح الجدعان، والاتجاه شرقًا بإزاء وادي الشّامي سالكًا درب الجمال ونهاية الى البيدر الشّمالي.
ح- طريق معبد بدائي من مفرق قرية إجزم الى قرية عين غزال وكان عرضه 2.5م.
وسائل النقل:
لقد كانت الحيوانات أكثر وسائل النقل شيوعا في القرية أثناء الثلاثينات وما قبلها، فقد كان أهل القرية يعتمدون في تنقّلهم ونقل متاعهم على الخيول والبغال والحمير والجمال، وكانت الطرق الّتي غالبًا ما تسلكها تلك الحيوانات غير معبدة وكانت العربات الّتي تجرّها الخيول قليلة وتستخدم في نقل المحاصيل وحجارة البناء وغير ذلك.
ثم ظهرت الدرّاجة الهوائيّة، فالدرّاجة النّارية فالسيّارات. وكان في القرية دراجة نارية واحدة لها صوت مزعج يسميها النّاس الطبطب. أمّا أوّل سيارة عرفتها القرية كانت لمختار القرية ابوزليخة، وكانت من نوع فورد كبيرة. كما كان النّاس يذهبون الى القرى المجاورة على الخيول والحمير، وأمّا إلى مدينة حيفا فعلى الغالب بالسيّارات الّتي كانت تمرّ على طريق حيفا يافا من حدود القرية.
[1] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق- ص28
إدارة القرية
العلاقة الإدارية مع مركز المدينة أو القضاء:
المخترة:
قسّمت فلسطين منذ القرن السّادس عشر إلى خمسة سناجق هي القدس، غزّة، نابلس، اللّجون، صفد. كانت جميعها خاضعة لولاية الشّام ماعدا سنجق صفد الذي كان يتبع لولاية صيدا.
كان المختار في الحكم العثماني حلقة الوصل بين سكّان القرية والجهات الرسميّة، ولوظيفته مكانة اجتماعية عالية، وكان من أبرز وجهاء القرية. ففي جمادى الآخرة 1864 م أصدرت الدولة العثمانيّة نظام إدارة الولايات العموميّة الّذي قسمت بموجبه الدولة إلى ولايات، وثمّ إلى ألوية (سناجق) ثمّ قضاوات ثم نواح، ثمّ قرى يحكمها على التوالي (وال، متصرّف، قائم مقام، مدير مختار) وكان هناك في كل قرية مختار تابعًا لمدير النّاحية، وبهذا وضعت الدولة العثمانيّة نظام المخترة في القرى العربيّة، وأمّا وظائف المختار فهي:
- تسليم الضرائب المستحقّة للدّولة.
- الإخبار عمّا يقع في القرية من ولادات ووفيّات.
- المسؤوليّة عن التّعليم والمدارس في القرية.
- حل المشاكل الّتي تحصل في القرية بين الأفراد والأسر.
- رعاية مصالح القرية.
- لكل مختار ختم خاص يختم به على الأوراق والمستندات.
- يعدّ المختار رئيس القرية، فلذلك أبواب مضافته تبقى مفتوحة لأهالي القرية وللضيوف من الخارج. يعيّن المختارعن طريق القائم مقام بشرط أن يتحلى بكبر حمولته أو عائلته وبتأييد حمولته ووجهاء الأسر ومبايعتهم له، وان يكون غنيًا. ([1])
من مخاتير القرية (محمود عبّاس ثم علي الصعبي ثم يوسف بالإضافة الى إدريس القاسم، ثم محمد السّعد، ثم خالد العبد الله، ثم عبد القادر أبو زليخة) ([2]) وكان من أشهرهم عبد القادر ابوزليخة وخالد عبد الله.
القضاء والمحاكم:
لم يكن النّاس يلجؤون الى القضاء، بل كانت تحلّ جميع المشاكل في القرية عن طريق المختار ووجهاء القرية، حيث كانت تحل وديًا. لم تكن هناك أية محاكم في القرية، بل كانت جميعها في مدينة حيفا.
الصحة والعلاج:
كانت القرية محرومة من الأطباء ومن العيادات الصحية، وقلّما زارها أطباء من دائرة الصحّة وإن حصل ذلك فللإشراف على التطعيم ضد الأمراض أو لفحص مدرسي محدود، وقد كان الاهتمام بالصحّة بدائيًا إذ أنّ أهالي القرية كباقي سكّان المنطقة، كانوا يعالجون مرضاهم بطريقة بدائية، منها ما يتعلّق بالتمائم والحجب وسكب الرصاص والكحل والحجامة، والعسل وغلي الأعشاب العربيّة ودفع اللّوزتين بالإصبع والجبارة العربيّة (أي تجبير الكسور بلصق جبيرة من مخلوط البيض والشعر على العظم المكسور) وغيرها من الطرق البدائيّة. أشهر من لمع في هذا المجال (مختار القرية عبد القادر أبو زليخة، والّذي كان يستطيع تجبير كل الكسور سواء في الإنسان أو الحيوان) وإسماعيل أبو جابر وشحادة عبد الحق ومحمد الزامل. وكان يأتي طبيب من مدينة حيفا إلى القرية كل فترة وينزل عند المختار، وكان النّاطور ينادي أهل القرية من المرضى للقدوم الى الطبيب حيث كان العلاج مجاني. واشتهر من القابلات أم العبد زوجة عثمان عبد السّلام، وكذلك الحاجة درباعة أم أحمد الرقطي. هذا وقد تخرّج بعد الهجرة العديد من الجراحين وأطباء الصحّة نذكر منهم مدحت سعيد الجدعان ومازن محمد الجدعان وكمال موسى العميص وصبري خالد السعيد ومعروف عيسى أبو حمد وأحمد محمد الجدعان ومها عيسى أبو حمد ومي عيسى الجدعان.
[1] جمال نايف عدوي وحسام مجاهد عدوي طرعان التّأريخ والانسان، النّاصرة - مطبعة النّهضة 1995 ص147-148.
[2] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق- ص118
التاريخ النضالي والفدائيون
احتلال القرية ونضال أهلها:
احتلال القرية وتطهيرها عرقيا وطرد أهلها:
نقلت صحيفة ((نيويورك تايمز)) عن صحفية يهودية قولها أنّ هجومًا شُنّ على القرية بتاريخ 14 آذار 1948، دُمّرت فيه أربعة منازل تدميرا شاملا. وقالت الشّرطة البريطانيّة إن امرأة فلسطينيّة قتلت وجرح خمسة رجال في ذلك الهجوم. وكانت صحيفة (فلسطين) أوردت نبأ حدوث هجوم على عين غزال قبل ذلك بأيام قليلة، أي في 10 آذار، لكن من دون ذكر للتفصيلات. بعد ذلك التّاريخ بنحو شهرين، وقع هجوم آخر في 20 أيار. فقد قال أحد المخبرين لمراسل وكالة إسوشيتد برس إن الهاغانا اقتحمت عين غزال بعد أن أوقف القناصة السّير على طريق حيفا- تل أبيب. ولم يذكر شيء عن وقوع ضحايا. ( [1]).
كانت قرى عين غزال وجبع واجزم تشكل ((المثلث الصغير)) إلى الجنوب من حيفا، وهذه القرى صدّت عددا من الهجمات (الصهيونيّة) في الأشهر اللّاحقة وشكّلت جيبا لم يتم احتلاله إلا مع نهاية تموز 1948. وقد جرت ثلاث محاولات رئيسيّة لاقتحام القرى الثلاث، فأفشل المدافعون عنها أوّل محاولتين الأولين في 18 حزيران و8 تموز على التوالي. (في 18 حزيران قتل مسافران يهوديان قرب جبع، على إثر هذه الحادثة أنذر سكّان القرى الثلاثة على الاستسلام أو النزوح، لكنّهم رفضوا تلبية الخيارين على حد سواء.؟.) ([2]) وخلال المحاولة الثالثة، استغل الجيش(الصهيوني) الهدنة الثّانية لشن هجوم، قوامه قوات خاصة مستمدة من ألوية غولاني وكرملي وألكسندروني، وبدأت العمليّة في 24 تموز (وسميت عمليّة شرطي) اشتملت على قصف عنيف بالمدفعية وقصف جوي بالطائرات استمرّ يوما كاملا (وفيما بعد كذب وزير الخارجية الصهيوني)، شرتوك، حين قال لوسيط الأمم المتحدة العملية في 24 تموز وإن (الطائرة لم تستخدم). وفي 26 تموز أشارت وكالة إسوشيتد برس في نبأ لها، وببساطة إلى أن الطائرات والمشاة الصهيونيّة نقضت الهدنة الفلسطينيّة بمهاجمة القرى الثلاث. وعلى الرغم من شراسة الهجوم فإن احتلال هذه القرى لم يتم إلا بعد 4ايام، وقد استمر الجنود (الصهاينة) يطلقون النّار على سكّان القرى أثناء فرارهم. شرقا على طريق كمبازة باتجاه وادي عارة وجنين والقرى الدرزيّة الواقعة على جبل الكرمل، بعضهم في 25حزيران وبعضهم في اليوم التالي.
عدد من السكّان قالوا بعد ذلك أن الجنود الصهاينّة وطائراتهم اصطادوا بالنيران، مرة تلوا الأخرى اللاجئين الفارين، وفي موجة الهجمات على القرى الثلاث قتل العشرات من القرويين ومن اللّاجئين الّذين نزحوا مسبقا من البلدات والقرى الفلسطينيّة الّتي احتلت من قبل.
ويقول المؤرخ (الصهيوني) بني موريس إن سكان القرى الّذين وقعوا في الأسر أمروا بدفن 25-30 جثة محترقة في عين غزال، وأشار بعض التقارير إلى وقوع مجزرة في القرية، (الأمين العام للجامعة العربية عزّام باشا اشتكى لدى الوزير برنادوت أن الجنود (الصهاينة) قد نفذوا أعمالا بشعة خلال الهجوم وبعده وضمن ذلك ادعى أن28 شخصا أُحرقوا أحياء في إحدى المصادمات) غير أن المسؤولين (الصهاينة) نفوا ذلك قائلين إن الجثث أحرقت لأن أصحابها وجدوا أمواتا، ولأنّها كانت بدأت تتعفّن.
كماأوردت صحيفة ((نيويورك تايمز)) في ذلك الوقت أن ضباط الارتباط (الصهاينة) اعترفوا لمراقبي الهدنة التابعين للأمم المتحدة بأن تسعة من القرويين قتلوا في عين غزال. ولم تعثر الأمم المتحدة على أي أثر يدل على وقوع مجزرة. لكن محققيها قدروا، في أواسط أيلول عدد القتلى والمفقودين من القرى الثلاث بمئة وثلاثين، وفق ما ذكرت صحيفة ((نيورك تايمز)), بتدمير (دولة الإحتلال) المنظّم لعين غزال وجبع, وطُلِبَ من الحكومة( الصهيونيّة) أن ترمم على نفقتها كل المنازل الّتي تضرّرت أو دمرت خلال الهجوم وبعده.
استنكر برنادوت الهدم المنهجي لعين غزال وجبع من قبل الصهاينة، وقال إن 8000 شخص طردوا من القرى الثّلاث، وطالب بالسّماح لهم بالعودة إليها. غير أن ( دولة الإحتلال) رفضت هذا الطلب. ([3])
يذكر يوسف أبو محمود ما يلي: أوقعت غارات الطائرات الصهيونية حوالي 30 شهيدا و35 جريحا) من أبنائنا، ذكر منهم جميل أبو ردانة، الحلاج سعد، محمد عبد الهادي، عثمان جابر، عباس الرشيد قاسم أبو محمود، عائلة أبي نحيف كلّها، محمد سعد، صديقة زوجة صبري إبراهيم الشّيخ، عبد الله العصفور، يوسف عبد الله خالد، الشّيخ محمد أبو قاسم ([4]) .ووقعت عدّة إصابات في بلدات أخرى، ولكن العرب رفضوا طيلة أيام عديدة الاستسلام أو الهرب من بيوتهم. عندما نفذت ذخيرة الحاج سعد، وهو يقاوم في القرية اخترقت عدة رصاصات جسده، حيث استشهد وهو يقاوم اليهود الّذين هاجموا القرية. سقطت القرية في ليلة ال 25 تموز 1948 ،وخرج أهلها منها ولم يدخلها اليهود إلا بعد أربعة أيام بسبب خوفهم من وجود مقاومين فيها.
الشّكل رقم (12) المجاهد محمد قاسم أبو القاسم
شهادات من أبناء القرية عن المجزرة وعمليات التطهير العرقي
لقد قاومت قرية عين غزال الصهاينة الغزاة مقاومة شديدة، واستبسل أهلها استبسالا رائعا. وشكّلت هذه القرية مع قريتي إجزم وجبع ما يسمى بالمثلث الشّمالي الصامد، حتّى أن العدو لم يستطع دخولها إلا بعد أن دمّرها بمعركة بريّة وبحريّة وجويّة رغم قلّة المدافعين عنها ورغم ضعف تسليحهم وفي واقعة واحدة من قبل الطيارة قتل 14 شخصا هم جميل أبو ردانة وعائلة أبو نحيف كلها حيث قامت أربع طائرات بعد اعلان الهدنة بقصف البحر وبيادر أم الجمال ،حيث قامت الطائرات بعملية خداع بحيث يعتقدها أهالي القرية بأنها طائرات عربية وبعدها تم قصف ساحة البلد، فاستشهد 14 شخصا والنّاس تسمع الأخبار عند المختار([5]).
نضال أهل القرية
شاركت القرية كما كل قرى فلسطين في المقاومة ضد الاحتلال الإنكليزي وجرت عدة معارك شارك فيها رجال من القرية (سليم الصعبي، محمد حسين أبو خالد، ومحمود السعد وغيرهم.
لقد اجتهد الإنكليز في اتخاذ كافة الإجراءات من أجل سحق الثّورة كتفتيش البيوت وتجميع الناس في السّاحات العامة، وخلط السكر بالزيت والملح والأرز والعدس والبرغل. ثم أنّهم كانوا يقتلون عددا من النّاس قبل المغادرة بحجّة أنّهم حاولوا الفرار.
كان أهالي القرية يجتمعون في ساحة المطامير، ومن ثم يقومون باعتقال من تدور الشّبهات على كونه من الثوار ثم يقومون باعتقالهم وتعذيبهم. كان ممن اعتقلوا موسى صالح العميص وعبد السّلام عثمان والّذين كانوا يحدثون النّاس عن التعذيب الوحشي الّذي تعرضوا له في محنتهم. وبينما كان اليهود يتسلّحون بكافة أنواع الأسلحة جهارا وخفية. كان الإنكليز يمنع العرب من إقتناء أي نوع من أنواع السّلاح أو الذخيرة، وقد كان مصير من يقتني شيئا من ذلك الزج في غياهب السّجون، ولربما الإعدام .لذلك كان أهالي القرية يقومون بعملية شراء الأسلحة بكل خفية وسريّة، وكانوا يسيرون بعيدا إلى الأحراش ليتدربوا على استخدامه ومن ثم يقومون بتخبئته بعيدا عن أعين النّاس. وكان هناك بعض الحرفيين المهرة من أمثال صالح الشّيخ علي وقاسم علي السّعيد يصنعون البنادق بأيديهم، فكانوا يخرطون فوهاتها في حيفا ويشذبون مقابضها الخشبيّة بأيديهم ثم يصقلونها ويحسنونها فتصبح بنادق حقيقية تصلح للقتال ضد أعدائهم، وبعد ذلك يبيعونها للمحتاجين، فيسدّون بذلك ثغرة من الثغرات ويساهمون بعملهم هذا في الدفاع والاستعداد، غير أن الأسلحة الرشّاشة والمدفعيّة كانت قليلة جدا لديهم فكانوا يجوبون كل فلسطين لشراء الأسلحة، وأحيانا كانوا يشترون من طولكرم وأحيانا من غزّة وأحيانا من أريحا ومن القدس ومن الخليل. فلم يتركوا مكانا يمكن أن يجدوا فيه السلاح إلا وذهبوا إليه، وحتّى أنّهم كانوا يخرجون خارج فلسطين ويأتون بالسّلاح كما حصل عندما خرجوا إلى سوريا وجلبوا بعض الأسلحة من هناك .
القرية في ثورة ال 1936:
لم يغب أهالي القرية كما هو حال الشّعب الفلسطيني عن مجريات الثورة، ولم يبخلوا عليها بأولادهم وأموالهم. فقد قدّموا عدد من الشهداء ولم تسقط القرية إلا بعد الهدنة بشهرين (24-7-1948) مع قريتي إجزم وجبع، وقصص بطولاتها كثيرة، منها على سبيل المثال أسر مهندس الكهرباء إتكس([6]) وزوجته والحصول على جهاز لاسلكي، وقد روى لنا كبار السّن ممن بقوا على قيد الحياة لغاية الآن كيف كانت هذه القرى تقاوم، وكان الجيش العراقي يمدّهم بالعتاد. إذ كانت مناطق انتشارهم على بعد 20 كم من قرية إجزم، ولكن بعد فترة قال لهم الجيش العراقي لن نستطيع أن نمدّكم بالسّلاح، وهنا وقعوا في مأزق.
بعد صدور قرار التّقسيم عام1937 رفض العرب المشروع، وعمت الإضرابات عموم فلسطين، وقد ساهم في هذه المرحلة العديد من المجاهدين ومنهم المجاهد سليم الصعبي ومحمد حسين أبو خالد ومحمود السّعد من قرية عين غزال. ومن الّذين ينبغي التنويه إليهم الشّيخ عطية أحمد عوض الّذي كانت تتبع له فصائل كثيرة تتسمى بأسماء إسلامية مثل أبو بكر وعمر، وقد قامت بينه وبين الانجليز معركة كبيرة في أحراج اليامون، واستشهد فيها الشّيخ عطيّة عطية و15 ثائرا معه، وكان من بينهم أحد أبناء قرية عين غزال (المجاهد محمد قاسم أبو القاسم) الّذي أصابته صليه من طائره في ظهره، فخرجت من بطنه فأُخذ جريحا إلى مشفى حيفا حيث مكث فيه أسبوعا، ثم ما لبثت أن فاضت روحه الى بارئها مستبشرة بنيل الشهادة وحسن الجزاء، وذلك عن عمر ناهزال28عاما، بتاريخ9-3-1938. وقد قام محمد القاسم بعمليات كثيرة خاصة قي حيفا حيث كان من مهامه اغتيال كبار الضباط. فقد وكل إليه مرّة قتل قائد الطيران الإنجليزي فأخذ يرصد تحركاته بين حيفا ويافا ثم نصب له كمينا شمالي قرية جبع في موقع يسمى وادي المغارة وقتله، واليوم هناك شارع باسم هذا المجاهد في مخيم اليرموك بدمشق. كذلك أوكلت للشّهيد مهمّة تطبيق المقاطعة بين القرى العربية المجاورة والمستعمرات اليهودية، ولم يقتصر دور عين غزال في الثورة الكبرى على هذا الشّهيد، بل كان هناك أعداد كبيرة من المجاهدين الّذين ساهموا فيها نذكر منهم على مستوى القيادة سليم الصعبي، وعلى مستوى الأفراد: إبراهيم الصعبي ويحيى الخالد ومحمد أبو عطا والعبد العوض ومحمد الصعبي وأحمد أبو خالد. فقد شارك هؤلاء في المقاومة المسلّحة في حيفا والتحق بعضهم في جماعات المجاهدين، كما دخل بعضهم في منظمة النجّادة الّتي كانت حركة عسكريّة على غرار التنظيمات الصهيونية. وكان من بين اّلذين استشهدوا في تلك المرحلة حسن الأحمد في معركة أم الدرج.
[1] جرح النكبة- مصدر سابق- ص358
[2] موريس - كتاب ولادة مشكلة اللّاجئين الفلسطينيين.
[3] وليد الخالدي-القرى الفلسطينيّة المدمّرة - مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة- -1992-ص148
[4] جرح النّكبة- مصدرسابق- ص361
[5] جرح النّكبة مصدرسابق- ص367
[6] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة مصدر سابق ص196
شهداء من القرية
سعيد عبد السلام - عثمان الإبر- عبد الله العزيز وزوجته وإبنه وبنته - جميل أبو أردانة - أحمد الشعبان وزوجته وحفيده - صبحي سعيد الأنيس - عبد الله أبو محمود - محمد حسين عبد الهادي - أسعد العواد - عبد الله العصفور - حسن الحمد - محمد اليعقوب - أسعد أبو سبلة - إبراهيم العيدي - يوسف العبد الله - والدة الحاج عبد القادر أبو زليخة - رضوان الخزنة - صبحي الصفوري - صبحي الذوابي - دواد الحسن – فيصل حسن - قاسم أبو قاسم - زوجة مبدى الشيخ محمد - يوسف أبو عطا - عيسى عبد الله الحسن - أحمد موسى الحماد - زوجة محمود الحسن (عايشة العتيق) - بنت خليل العيسى - فخري محمود قحيف - محمد موسى السبع - فاطمة أبو زهرة - مريم العيسى.
شهداء من القرية
الشهيد نضال مصطفى شحادة
ولد الشهيد في مخيم النيرب بمدينة حلب السورية عام 1970
البلد الاصلي قرية عين غزال
التحق بصفوق المقاومة الفلسطينية في مقتبل عمره.
هو أحد أبطال عملية الشهيد القائد صلاح خلف أبو اياد التي نفذتها كتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية -الجناح العسكري للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين في مستوطنة رعيت بتاريخ 31/01/1991، حيث تم اجتاز الحدود والوصول الى المستوطنة وقتل وجرح العديد من المستوطنين.
وقد تم استرجاع جثث الشهداء في عملية تبادل في تاريخ 24/7/2008،وسط استقبال شعبي حاشد ووري الثرى في مقبرة درعا.
العادات والتقاليد في القرية
البنية الثقافيّة في القرية (العادات والتقاليد)
عادات وتقاليد القرية:
العادات والتقاليد المتعلقة بالعبادات:
الحج:
كان للحج وقتها بهجة تقام له الحفلات، ويحتفى بسفر وعودة الحجيج أيّما احتفاء فيودعون بدق الدفوف والصنوج والطبول وحمل الرّايات، ويقوم الشّيخ شاكر وأولاده بدق العدة التي كان يصاحبها ضجيج وذلك حسب الطريقة الصوفية التي توارثها الشّيخ شاكر عن محمد أبو القاسم والد قاسم أبو قاسم، لقد كانت المواصلات صعبة والفلوس شحيحة، والّذي يبتغي الحج يودع أهله وماله، ينظر اليه كالمسافر الى الصين أو المريخ، هيهات يعود، ربما تكون خاتمة حياته في الطريق. فقد كان الحجاج يسافرون لأداء فريضة الحج راكبين على الدّواب. كانت تستغرق رحلة الحج ثلاثة أشهر، ويذكر أحد أبناء القرية أنّ قدوم الحجاج من الأراضي المقدّسة يشبه قدوم الطفل الصغير نظرا لصعوبة السّفر ومشقّته، فإن الكثير من حجاج القرية تعرضوا للموت، وعودة الحجاج دائما محفوفة بالمخاطر. يشار إلى أنّه ذهب من أهل القرية للحج الحجة كاملة مفلح وزوجها عام 1947.
الصوم:
كان من عادة أهل القرية في شهر رمضان أن يصوم جميع أهل القرية بلا استثناء، وكان الصبيان يؤدونه منذ نعومة أظفارهم، يستمتعون بالسحور ويكثرون من أكل البطيخ والحلاوة المعطرة وكذلك قمرالدين، كانوا يصطفون أمام دار عبد الله الحماد وعيونهم محدقة بالمسجد ينتظرون صعود المؤذن الدرجات كي يؤذن لغروب الشمس ، يدأبون على ذلك طوال شهر رمضان ومن قبل أذان المغرب بساعة، حتّى إذا أذن المؤذن ولُّوا لدورهم مهرولين وهم يتغنون بمديح الصائم وهجاء المفطر هاتفين (يا صايم رمضان ... يا مفطر رمضان...) مبشرين الأول بالأجر والغفران ومتوعدين الآخر بالويل والثبور والنيران,([1])
العادات أوقات الحصاد:
سادت بين أهالي القرية علاقة محبة وتعاون حيث كانوا يتشاركون في الافراح والأتراح، ومنها حالة التعاون والمساعدة في جني المحاصيل الزراعيّة ولاسيّما قطف الزيتون وكذلك المساعدة وقت الحصاد، (النّظام المعروف بالعونة، عاوني تعاونك وساعدني تساعدك) ويكون الحصاد باليد أو بالمنجل الحديدي، ومن ينتهي من عمله يذهب لمساعدة من لم ينته. ومن الأطعمة الّتي كانوا يطهونها وقت الحصاد (صبوح الحصّادين وهو طعام الفطور ويتكون من أكوام من البرغل والشعيرية يصب عليه اللبن الرائب) ([2]) وكذلك يعتمدون على الوجبات الخفيفة والمعلّبات لانشغال النّساء في القطف وعدم قدرتهن على إعداد الطعام كبقية أيام السنة، وكانوا يذهبون في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس ويوصي الفلاحون بعضهم البعض البدء باكرا لجني المحاصيل. كانوا عندما يحصدون يستمعون إلى الطرائف والأمثال والقصص عن الفلاحين ومهاراتهم، بالإضافة إلى سيرة عنترة والزير سالم وحمزة البهلوان ومنهم من يهزج لهم ويحمّسهم للقيام بهمّة ونشاط من جديد متناسين التعب:
زرعنا واحنا صحابه بالمناجل ما نهابه
زرعنا دنا عنوقه بالمناجل والله لنسوقه
ويعد الحصَّاد الماهر فارسا حقيقيا في القرية ويشار له بالبنان بين الفلاحين ويكون هذا من مصادر فخره وعزّته بين الفلاحين.
العادات في الخطوبة والزواج
في تلك الأيام كانت الخطوبة والزواج مختلفة تماما عما هي عليه اليوم، ففي الوقت الحالي يقوم الخاطب بنفسه بعملية البحث والعثور على الخطيبة ،حيث يتم ذلك إما في المعاهد والجامعات أوأماكن العمل، أمّا في ما قبل النّكبة فقد كان ممنوعا منعا باتا وكان دون اجتماع الخاطب بالخطيبة خرط القتاد، فقد كانت المهمة برمّتها موكلة للأهلين والنساء منهم خاصة ،هن يقمن بالمقدمات وما بقي يكون من اختصاص الرجال ،حيث كانت تتم الخطبة عن طريق النساء في البداية وفي هذه الحالة لايكون للعريس أي شأن في اختيار العروس وما عليه إلا الانصياع لأمر الأهل والاعتماد على قدر الله ،كما أنّه في أحيان كثيرة لايكون للنساء دخل في اختيار العروس وهنا يكون الأمر موكولا لأهواء الوالد والأقربين .
ثم يشكل أهل العريس وفدا يعرف بالجاهة وتذهب الجاهة الى بيت العروس بعد إعلام ولي أمرها برغبتهم في المصاهرة والاتفاق على موعد ،يتحدث أكبر أفراد الجاهة سنًّا أو والد العريس موجها كلامه الى والد العروس أو ولي أمرها مبدياً رغبته في طلب يد ابنته لابنه فيجيب والد العروس قائلا :وصلتوا يا وجوه الخير وثم يجري الحديث عن المهر ويقدرب100جنيه وأحيانا قد يكون جزءا منه قطعة أرض أو عددا من المواشي، ويتم الاتفاق على موعد لعقد العقد (أي كتب الكتاب) فيحضر مأذون الزواج (الشّيخ مفلح السعد وقد كان عالما يشار له بالبنان وكان مأذون الزواج المعتمد في القرية كلها) ويعقد العقد وإذا ما تمت الخطوبة وعقد القران كانت تقوم الأفراح ليالي طوالا لا تمل فيه النّساء من ترديد الأغاني والأهازيج ، وكانت الفترة بين الخطبة والزواج يحددها العريس من شهر الى سنتين، وبعد ذلك يتم تحديد العرس وغالبا ما يكون في الصيف بعد انتهاء موسم الحصاد والبيادر، وترسل المراسيل لدعوة الأقارب وأهل القرية شفويا لحضور العرس .
وكانت مراسم العرس كالتّالي:
التعاليل:
تستمر أسبوعا يحيي فيه الشباب والشابات من أهل العريس وحمولته سبع ليال في الدبكة على أنغام المجوز والشبابة والأغاني الشعبية.
ليلة الحناء:
هي آخر ليلة من ليالي التعاليل السّبعة حيث يدعى أهالي القرية من ذكور وإناث للاحتفال بهذه اللّيلة حيث يوزع الحنّاء على المشاركين ويتم الاحتفال بهذه المناسبة المبهجة، فيردّدون الأغاني والأهازيج وفي تلك الليلة يطلي أقارب العريس وأصدقاءه يدي العريس وأيديهم بالحنّة، وكذلك الأمر نفسه يتم فيما يتعلق بالعروس وصديقاتها وقريباتها.
الذبائح والولائم:
في صبيحة ليلة الحناء تذبح الذبائح ويستعد أهل العريس لإعداد الطعام حيث تقام الولائم، وفي الوقت نفسه تبدأ الوفود بالتوافد إلى بيت أهل العريس للاحتفال، فينصبون حلقات الدبكة ويجتمع المدعوون من أهل القرية والقرى المجاورة ليقدّم لهم طعام الغذاء ويسكب في مناسف ويحمل على رؤوس الشباب والفتيات الى المضافات.
تغسيل العريس والعروس:
بعد الانتهاء من تناول الطعام يؤخذ إلى بيت أحد أصدقائه ويدعى الشبين ليجري استحمامه هناك، فيسخن الماء ويهيأ الحلاق وتجهز الملابس الجديدة، وثم يغسل الشباب العريس بعد ان ينهي الحلاق عمله وثم يلبسون العريس ثيابه ويعطّرونه.
أما العروس فغالبا ما يدعوها الخال الأكبر كي تستحم عنده وتصمد إلى أن يأتي أهل العريس لأخذها الى بيت الزوجية، وثم يؤخذ العروسان إلى مكان الصمدة.
الزفّة:
تبدأ عملية الزفّة عند خروج العريس من الحمام ويعمد به إلى جواد مزيّن فيمتطيه ويحيط به الرجال عن يمنة ويسرة ومن الأمام والخلف، ويتجهوا به في مهرجان حافل، يبدأ من البيادر وتظل العريس من على رأسه مظلة جميلة ومزدانة هو والجواد بشتى وسائل الزينة ، وهكذا يؤخذ العروسان الى المكان المخصّص وهوعلى الغالب ساحة المطامير وسط القرية.
كان النّاس في الثلاثينيّات يتجمهرون في ميدان المطامير الفسيح، حيث تكون النّساء قد ساهمن في تقديم الحطب فكل واحدة منهن تقدم حزمة فتوقد نار ضخمة كلّما خبت نارها غذيت بحزمة جديدة من الحطب، فلاتزال متقدة عالية حتّى ساعة متأخرة من الليل، ويصطف الشباب صفين طويلين متقابلين يتبادلون السحجة والتصفيق ويرددون العتابا والميجنا وغيرها من الأهازيج والاناشيد، ويشاهد الأطفال والنساء المنظر عن كثب، وكان النساء بين الفينة والفينة يطلقن الزغاريد التي تشق عنان السماء حاثة الرجال على مواصلة الدبكة بنشاط ودون انقطاع.
كان أكثرما يوقد الحماس في النّفوس نزول الحدائين بين الصفين، وما ينفكّان يتفاخران ويتعاليان ويتبجحان بشعر جميل حتّى تنطفئ النّار وينفض الجمع ويعود النّاس الى بيوتهم يتثاءبون.
ليلة الدخلة:
ختام يوم الزفاف وبعد انقضاء جزء كبير من الليل يزف العريس إلى بيته حيث تكون العروس قد أحضرت إليه وصمدت على المرتبة المخصصة لها وكان يزف العريس إلى عروسه راكبا فرسا والرجال من حوله يغنون ،وعند دخول العريس تقف العروس ترحيبا وعلى وجهها الخمار الأبيض فيرفع العريس الحجاب ويجلس بجانبها فترة قصيرة ثم تنزل العروس من عرشها فتحيط بها الصبايا ويحملن شمعتين مضاءتين ويرقصنها رقصة هادئة ثم تعود الى مكان صمدتها بجانب العريس وينصرف الغرباء ويظل الأقارب المقربون وأخيرا ينفض الجميع تاركين العروسين لحياتهما الجديدة ولبناء أسرة جديدة وفي صبيحة اليوم التالي تأتي أم العروس بالطعام الشهي والدسم للعروسين ثم تتوالى بعد ذلك التهاني من الأقارب والاصدقاء.
من العادات في الأعراس عمل عجينة وفيها عرق أخضر تلصقها العروس على باب بيت
الزوجية، والمقصود أن تلتصق الزوجة في بيت زوجها والعرق الأخضر يرمز الى الحياة السعيدة والرزق، فكانت العرائس تبذل جهدا كي تثبت العجينة على باب البيت.
العادات في حالة الوفاة:
إذا توفى أحد أفراد القرية يعلن أهل المتوفى عن ذلك، ويتم تبليغ القرى المجاورة، ويشارك الكثير من الناس في تشييع جنازة المتوفى، وكانت الجنازة تسير سيراعلى الأقدام صامتة يرافقها دموع الأهل والأصحاب ثم يذهب الأقارب والجيران والأصدقاء إلى منزل المتوفى أو الديوان لتقديم واجب العزاء، كما يقوم الأقارب والجيران والأصدقاء بتقديم الطعام لأهل المتوفى طوال فترة العزاء، ويقال في العزاء عبارات خاصة من مثل: عظم الله أجركم والرد شكر الله سعيكم . والبقاء لله، يسلم رأسكم يا جماعة، والبقية في حياتكم، خلف لكم طول العمر، والعمر إلكم يا جماعة.. إلخ ويكون العزاء ثلاثة أيام.
في آخر أيام العزاء هناك عادة تسمى الدلايل الموجودة إلى وقتنا الحاضر فبعد صلاة العصر، في اليوم الثالث من أيام العزاء للميت يجتمع أهل الميّت والأقارب في بيت الميِّت أو في ديوان العائلة إن وجد أو في بيت العزاء ويتم قراءة ختمة قرآن ثم يتم توزيع الحلويات على الحاضرين ومن العادات الأخرى للوفاة ذكرى الأربعين ويتم فيها نفس مراسيم الدلايل، وذكرى الأربعين موجودة في أغلب المناطق، ولكن حديثا أصبح يتم التبرع بمبلغ من المال لأحد المساجد أو الفقراء بدل منها. وفي اليوم الثالث للعزاء تذبح الذبائح ويقدم عشاء للموجودين يسمى الختمة.
ولكل تقليد مجموعة من العادات الّتي يجب أن يتبعها الصغير والكبير في المجتمع حفاظاً على النظام الاجتماعي الذي قد يؤدي أي خلل فيه إلى انهياره، فمثلاً من عادات وتقاليد المشاركة في الأحزان بعض التفاصيل التي كان يعتبر الخروج عنها إهانة للميت ولأهله وعائلته، منها مثلاً:
1-وقف مظاهر الفرح في القرية لمدة أربعين يوماً وخاصَّة إذا كان الميت شاباً، والامتناع عن لبس الملابس الجديدة والمرأة لا تتزين والرجل لا يتطيب. أما اليوم فإن هذا العادة أخذت تضيق لتقتصر على عائلة الميت وأصدقائه وجيرانه.
2-إذا كان أحد أفراد العائلة فرحه قريب يؤجل إلى مدة طويلة تمتد عاماً أحياناً.
3-لا تصنع الحلويات من قبل أهل الميت في الأعياد ولا تقبل المعايدة.
4- قديماً كانت لا تغسل الملابس لمدة أربعين يوماً ولا تصنع الأكلات المهمة. ولكن حديثا اختفت هذه العادة.
العادات في حالة ولادة مولود جديد:
تعتمد نساء القرية كباقي القرى الفلسطينية في ولادتها على الداية الموجودة في القرية، وهذه الداية تعتبر الطبيبة النسائية في القرية، وكباقي المناسبات الشعبية يرافق الولادة الأغاني والأهازيج الشعبية، وكما يرافقها أيضا بعض العادات، فمنذ أن تلد المرأة تطلق بعض النسوة الموجودات ما يسمى (المهاهاة) مبشرة بالمولود سواء كان ذكراً أو أنثى، فإذا كان المولود ذكرا قالت:
أي ويها يابلبل ع الشجر إيه ويها عيش وأكبر يا هالذكر
إيه ويها ياعطية ربنا إيه ويها ويامنال اللي صبر
وقد تحتوي المهاهاة نوعا من مديح الطفل وذكر صفاته، والمهاهاة من الأنواع الخفيفة تحفظ عن طريق المشافهة من امرأة لأخرى، وقد ظل المجتمع العربي يفضل الذكر على الانثى لأسباب اجتماعية واقتصادية، فالذكر يفضل على الأنثى بسبب حاجة الأب ليد تساعده في الأرض أو التجارة أو من أجل زيادة عائلته أو عشيرته، فللذكر دور في الدفاع عن القبيلة، وفي مدن فلسطين وقراها كان الدافع الاقتصادي هو الأهم بسبب وجود الأرض، ولهذا السبب نرى الاحتفال بالصبي يأخذ طابع الفرح الصحيح أكثر مما هو لدى البنت([3])
من المعروف أن من يبشر بالمولود يقدم له الحلوان سواء أكان المولود ذكرا أو أنثى وغالبا ما تكون الضيافة من (الإينر)الذي يقدم للأقارب والأصدقاء والمباركين وهو خليط من القرفة والقرنفل والزنجبيل المغلي مع الجوز والصنوبر، أما المهنئون بالمولود الجديد فيجلبون معهم الهدايا والتي كانت غالبا عبارة عن سكر ورز ويدعى (النقوط) ويتعاملون بهذه العادة بالتبادل.
عادات موسمية خاصة:
كانت هناك الكثير من المصطلحات عن أربعينية وخمسينية الشّتاء يتم تداولها بين النّاس سنقوم بذكرها ونبين ماذا يقصدون بهذه المصطلحات:
أقسام الشتاء ومسمياتها يعرفها الرجال من الجيل القديم الذين كانوا يعملون بالزراعة...
أما الجيل الجديد فمعظمه لا يعرف الأربعينية ولا الخمسينية ولا معانيهما..
- أربعينية الشتاء: مدتها 40 يوماً تبدأ من 21 كانون الأول حتى 30 كانون الثاني.
ويقال عن الأربعينيّة في الأمثال الشعبيّة: (إذا ما عجبكم حالي ببعتلكم السعود خوالي).
2- خمسينية الشتاء: مدتها 50 يوماً تبدأ من 31 كانون الثاني حتى 21 آذار (مارس).
والخمسينية مكونة من أربعة أقسام كلها تبدأ باسم (سعد) وجمعها (سعود)، وهي:
– سعد الذابح 2 – سعد البلع 3 – سعد السعود 4 – سعد الخبايا
ومدة كل (سعد) منها 12 يوم ونصف اليوم.
فسعد الذابح يبدأ بـ 31 كانون الثاني وهو كناية عن البرد الشديد الذي يحدث في فترته. ويُعبّر عنه بالمثل الشعبي: (سعد دبح كلبو ما نبح وفلاحو ما فلح وراعيه ما سرح). (سعد الذابح يموّت كل كلب نابح).
أما سعد بلع فيبدأ بـ 12 شباط وسمي بلع لأن الأرض فيه تبتلع ماءها فتفيض الأنهار وتمتلئ الآبار (بسعد بلع بتنزل النقطة وتنبلع ). (البرد قد انخلع)
أما سعد سعود فيبدأ من 26شباط حتى 10آذار تدب خلاله الحياة في الأرض ويعبر عنه بالمثل الشعبي بسعد سعود بيبرد كل دفيان وبيدفا كل بردان وبسعد سعود بتطلع المية بالعود.
وآخرها سعد الخبايا يبدأ بـ 9 آذار تزهر الأشجار وتسرح الحشرات ويدب في الأرض ربيعها بسعد الخبايا بتطلع الحيايا وتتفتل الصبايا.
وهناك المستقرضات وهي سبعة أيام: آخر أربعة أيام من شباط وأول ثلاثة أيام من آذار.
وقد سموها بهذا الاسم: لاستقراض شهر شباط والذي يعتبر أقصر شهور العام من شهر أذار، كي يطول وقت نزول المطر. وتسمى أيضاً أيام العجوز لأنها تقع في آخر الشتاء. وفي هذه الأيام يكون البرد في أشده، والأمطار غزيرة. ويقول شباط لآذار: (ثلاثة منك وأربعة مني لنخلي العجوز تولي).
والأيام الحسوم تبدأ من 11 آذار ومدتها بين 6 أو 8 أيام. وسُمِّيت بذلك أيام ذات برد وريح شديدة.
سقوط الجمرات الثلاث: تسقط الجمرة الأولى في 20 شباط وهي جمرة الهواء فيشعر الناس بدفء الهواء. والثانية في: 27 شباط وهي جمرة الماء فيشعر الناس بدفء الماء والثالثة في: 6 آذار وهي جمرة الأرض فيشعر الناس بدفء الأرض.
وختاما نقول رحم الله أجدادنا لم يتركوا شيئا إلا وقالوه فقد تركوا لنا في حكاياتهم وقصصهم كل ما هو جميل ومفيد.
[1] عين غزال كفاح قرية فلسطينية- مصدر سابق -ص75
[2] غربة الراعي- مصدر سابق- ص 119
[3] - حسن الباش- الأغنية الشعبية الفلسطينية -أغاني وألعاب الأطفال في التراث الشعبي الفلسطيني- دمشق دار الجليل1979
التراث الشعبي في القرية
الزي الشعبي للرجال والنساء:
اللباس التقليدي الفلسطيني أو الأزياء الفلسطينية جزء من ثقافة الشعب الفلسطيني وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في فلسطين التاريخية، بحيث يمثل كل ثوب جزء من الثقافة سواء كانت مدنية أو بدوية ويرتبط تراث فلسطين بتنوع جغرافيتها فالتراث في المناطق الجبلية يختلف عنه في المناطق الساحلية فلكل منطقة لها تراثها الخاص من عادات وتقاليد تميزها عن غيرها.
كان الرجال يرتدون القمباز وهو عبارة عن لباس طويل مشقوق بطوله من الامام ويرد أحد الشقين على الآخر ويربط ببنود حريرية، وله فتحتان صغيرتان من جانبيه في أسفله.
ويضعون على رأسهم الكوفية (بلونيها الأبيض والأسود) والعقال (ومنه المريرالاسود ويصنع من شعر الماعز ويجدل كالحبل، وغالبا ما يتدلى منه خيطان على الظهر من مؤخرة الرأس، ومنه عقال الوبر ويصنع من وبر الجمل وهو أغلظ من الأول ويلف لفة واحدة على الرأس ولا يتدلى منه خيطان، ومنه المقصب، ولونه بني فاتح أو أسود أو أبيض، ولكنه مقصب بخيوط فضية أو ذهبية ولا يلبسه إلا الشيوخ والوجهاء على حطة.
أما لباس البدن للنساء فهو (فستان) وهو عبارة عن ثوب طويل وتلف على وسطها زنار من الحرير الخالص للسيدات وأما الفتيات فيتركن الفستان مرسلا بدون حزام.
وأما غطاء الرأس فهو عبارة عن حطة حريرية توضع على الرأس ويطرح عليه منديل (عصبة تتعصب به المرأة فيكسو على رأسها)
ويحيي الفلسطينيين في 25 تموز من كل عام يوم الزي الفلسطيني بهدف الحفاظ على تاريخ الأجداد وحمايته من السرقة والتهويد الذي يمارسه الإحتلال الصهيوني.
الأكلات الشعبية
كان أهالي القرية يطبخون المقلوبة في أوقات العزائم وهي مؤلفة من (لحم غنم أودجاج ورز وبصل وبهارات خاصة وزيت زيتون ولوز محمص وصنوبر) ، وكان أهالي القرية يطبخون الملوخية والمحشي والمفتول والمسخن في رمضان، والمسخن مؤلف من (خبز الطابون ودجاج أو زغاليل وبصل مقلي وسماق وزيت زيتون وتوابل)، كان أهالي القرية يطبخون صبوح الحصادين في أوقات الحصاد/ قطاف الزيتون وهي مؤلفة من البرغل والشعيرية يصب عليه اللبن الرائب) و يطبخون المناسف في أوقات الزفاف وهي مؤلفة من اللحم والرز واللبن ، وكانوا يطبخون السماقية في حلات الوفاة وهي مؤلفة من (سماق حب وبصل وتوابل وزيت ذرة وطحين) وكذلك تطبخ في حالات الفرح وعيد الفطر.
الحلويات:
فكانت الكعك البلدي من أبرز الحلويات التي تقدم للضيوف في الأعراس /الأعياد، وهو الحلوى الشائعة في القرية أيامها، بالإضافة الى الأقراص المخمرة المعجونة بزيت الزيتون والهيطلية والقطايف، والهريسة، ورز بحليب والخويّة.
كان المطبخ في عين غزال يحتوي على أباريق من الشاي مصنوعة من التوتياء وأطباق وأوان وقدور من النحاس وكانت نساء القرية يطبخن عدة مأكولات منها:
الأكل الشعبي:
هو الدائم المتداول يوميا متل الخضراوات وطعام الحبوب من رز وبرغل وحمص، وفول، وزعتر، ولبنة.
أكل المناسبات:
حيث يتم تهيئته في أيام الراحة والأعياد والولائم مثل الشوشبرك والفريكة والكبة بأنواعها والكفتة والمغربية والملوخية والمحمر(المسخن).
وأشهر أكلة شعبية فلسطينية هي المسخن وهي تصنع من لحم الدجاج أو صغارالحمام(الزغاليل) المسلوق، وثم يوضع على الخبز المدهون بالزيت والمفروش بالبصل المقطع والمطبوخ قليلا ويرش عليه التوابل ومن ثم يوضع في الفرن العربي(الطابون)حتى يصبح لونه أحمرا ناضجا بشكل لذيذ جدا، ويستخدم حب اللوز المبروش أو حب الصنوبر للتزيين.
المشروبات:
القهوة المرة والحلوة والشاي والبابونج، والميرامية، ومنقوع الخروب، والحليب.
الأغاني والأمثال الشعبية
من أبرز الأغاني التي كانت ترددها النساء في أوقات الفرح والزفاف وغيرها.
في وقت الحمام كانوا ينشدن:
طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه ورشوا لي العطر عليه وكل رجاله حواليه
ووقت حنة العريس:
سبل عيونه ومد ايده يحنوا له وش هالغزال إلي راحوا يجيبونه
حنوا العريس ولا تحنوا لي دياتي يا ما أحلى النومة بحضين البنيات
ووقت حنة العروس:
يا أمي يا أمي طوي لي مناديلي طلعت من الدار ما ودعت أناجيلي
يا إمي يا إمي حشي لي مخداتي طلعت من الدار ما ودعت خياتي
أوقات الفراغ والتسلية
الرياضة والنزهات:
لم تكن الرياضة في فلسطين قبل النكبة المشؤمة كما هي عليه هذه الأيام، بل كانت بدائية بسيطة، فالشيوخ كانت لعبتهم المنقلة والضامة وطاولة الزهر يروحون بها عن أنفسهم.
كان من رياضة الشباب الصيد، يستعملون فيه الخرطوش ويتجولون في البراري والوديان مسافات، وأكثر ما يصيدون الحجل والعصافير والأرانب والغزلان، وكان من أشهر الصيادين عبد الكريم الشيخ عيسى وطريف الغنام وأحمد الحماد ومحمد قاسم أبو القاسم، وكما كان معظم شباب القرية وصبيانها يمارسون هواية الصيد باستخدام الفخاخ والمقاليع.
وكان في المدرسة أنواع من الرياضة بسيطة، غير أن مقدم مدير نابلسي (إبراهيم الأدهم) إليها في الاربعينات حفز الرياضة فيها فدب فيها النشاط إذ تأسس فيها ناد رياضي ثقافي وتم عقد عدة مباريات بين هذا النادي والفرق الأخرى من القرى المجاورة.
وكانت النزهة الى البحر المتوسط هواية الجميع من رجال ونساء، وكانوا يستخدمون الخيل والحمير في الركوب ونقل المؤن وسائر المأكولات، وكان للنساء جانب منفرد ضيق من البحر يسمى الطرفيات وللرجال جانب مكشوف متسع يلعبون فيه سائر الألعاب.
وكانت الفروسية في تلك الأيام هواية يهواها الشياب وكانوا ينظرون عليها على أنها ذروة الرجولة وعنوان الشجاعة والإقدام، فكانت تقام المسابقات بينهم خاصة في مناسبات الأفراح وعند ذهابهم إلى النزهات الى شاطئ البحر.
الألعاب:
- كان للصبيان في القرية ألعاب كثيرة في المدرسة يتسلون بها ويقضون بها أوقاتهم، فكان منها الركض والقفز العالي وشد الحبل وسباق الثلاث أرجل وسباق الأكياس والبطاطا.
- أما في البيوت والحواري فكان للصبية مطلق الحرية في اختيار الألعاب التي تروقهم وتجول بخاطرهم مثل:
-ا لتغماية (التي تربط فيها عصابة على عيني أحد اللاعبين بينما ينطلق الباقون ويختبئون، ثم يكون لزاما على معصوب العينين أن يكتشفهم ويمسك بأحدهم ليحل محله في اللعبة).
أو الحجلة (الّتي يرسم فيها على قطعة من الأرض مربعات متجاورة ثم ينقل اللاعب قطعة من الفخار بقدمه داخل المربعات من دون أن تستقر القطعة على أي من أضلاع المربعات.
أو لعبة الدواحل (البنانير والتي يبذل اللاعب قصارى جهده في إصابة دواحل خصمه وذلك بنقفها وإصابتها عن بعد فكلما أصاب واحدة كسبها وحازها إليه.
وفي أيام العيد كان الأطفال يعمدون على سحاحيل تقام الى حافة وادي الشامي حيث يمكنهم المنحدر من التسحسل على صدورهم من الطرف الأعلى عند البيادر إلى الطرف الأسفل من بطن الوادي فيجدون في ذلك متعة وسعادة وحبورا،
وكذلك لعبة الطاق طاق طاقية ولعبة الكبريت وكذلك هناك أربعة ألعاب أخرى كانت ذائعة في القرية وهي القحشة والمفايلة وطار الحمام حط الحمام). ([1]).
[1] - عين غزال كفاح قرية فلسطينية- مصدر سابق -ص89
روايات أهل القرية
مشهد يلخص النكبة و حجم الكارثة على لسان الحاجة أم يحيى
(لم يرجع ابو يحيى الذي كنت اعرف اصبح دائم السكوت والحزن ودائم الترديد اننا سنرجع حتى انه حرم على نفسه البرتقال الا من ارضه التي كان يزرعها ولم يذق البرتقال مدة عشرين سنة حتى عام 1967 حيث تسل الى ارضه وقطف حبة برتقال)
المرأة في القرية
المرأة في القرية
المرأة الفلسطينية عامة وبعين غزال خاصة بحقيقتها تختلف عمن سواها وتختلف عن امرأة اليوم فهي صبورة وجلدة لا تقيم للمشقة أي اعتبار فهي النصف الثاني للرجل والتي يقع عليها أعباء جمة من إحضار الماء من الآبار وجلب الحطب والاعتناء بالطابون من وضع(الزبل )الوقود من روث الحيوانات المناسب لتبقي على جذوة النار متقدة حوله وحلب الماشية وتنظيف حظيرة الغنم وتصنع من الحليب جبنة وألبان، بالإضافة الى الكنس والطهي وتربية الأولاد والاعتناء بهم. كانت تحصد وتعجن وتخبز وتطبخ وترضع في آن واحد وكثيرة هي المواقف الإيجابية والمعطاءة والشجاعة التي وقفتها المرأة الفلسطينية مع زوجها في فلسطين بشكل عام وفي قرية عين غزال بشكل خاص فهي معه وبغيابه في مواسم الحصاد، توصل له الطعام والماء والشراب والنقود والأخبار في الجبال والكهوف والمغاور، وتبذل كل جهدها لإسعاد زوجها، وكم من زوجة فلسطينية باعت مجوهراتها لدعم المقاومة والعمل المسلح أو لشراء قطعة سلاح لزوجها ليقاوم عصابات الصهاينة المسلحة.
لقد كان هناك تمييز وتفرقة بين الذكر والانثى بشكل عام في القرية، فلم يكن هناك مدارس للبنات ولم يكن هناك اهتمام بتعليمهن، ومن عاداتهم الزواج المبكر، حيث في بعض الأحيان يكون عمر العروسان لا يبلغ السابعة أوالثامنة عشر، وأحيانا لم يتجاوز الثلاث عشرة سنة.
ومن العادات السيئة استيلاء الذكور على سائر الإرث حيث تخرج النساء من المولد بلاحمص كما يقولون، فلكون النساء ضلعا قاصرا خاصَّة إذا تزوجن، كان الأليق بهن إبداء لمحبتهن لإخوانهن وولائهن لأهلهن أن يبقين على الإرث متداولا في أرومة العائلة لا ينتقل بسببهن الى عوائل أخرى، فيستحين من تملك نصيبهن الشرعي ويتنازلن عنه لإخوانهن وحتى يكون تنازلهن رسميا قاطعا كانت الواحدة منهن تسقط لأخيها في دائرة الأراضي في حيفا.
أعلام من القرية
الفصل الثاني: البنية الثقافية والاجتماعية والتعليمية في القرية
المبحث الأول: البنية الاجتماعية والتعليمية في القرية
المطلب الأول: أعلام من القرية:
برز أعلام وأفاضل ووجهاء من أهل قرية عين غزال منهم الشيخ القاضي محمد مفلح السعد ومحمد راجح الجدعان والقائد سليم الصعبي ومحمود القاسم والمجاهد عبد الرحمن عبد الله المعروف بعبد الزايط والشيخ محسن السعد رائد الكتاتيب والتربوي القدير وطليعة المعلمين في المسجد والقرية في العشرينات من القرن الماضي والتربوي الشيخ أحمد سلامة والمختار أبوزليخة وخالد محمد خالد والدكتورة هند حسين طه والشاعر خالد علي مصطفى والشيخ فضل علي مصطفى والفنان عباس علي مصطفى والأديب الدكتور توفيق المرعي والصحفية سرى عباس والشاعر محمد حسن حسون والدكتور محمد حسن عصفور والإعلامي إبراهيم بكر إبراهيم والكاتب عماد أبو السعود وفتح الله عباس وفخري عباس وعشرات غيرهم من الأعلام.
كما كان من أشهر الشخصيات المناضلة من القرية وممن شاركوا في ثورة 1936 إبراهيم الصعبي ومحمود علي الصعبي ومحمد خالد العبد الله وسليم الصعبي وعبد السلام عثمان العثامنة ومحمد قاسم أبو القاسم والذي كانت له علاقة مع القائد أبو درة.
نبذة عن أبرز أعلام القرية
- المجاهد عبد الرحمن أحمد كلاب الملقب بالزايط
من مواليد قرية عين غزال عام 1914 وتوفي في 24/12/2015عن عمر ناهز المئة عام
شهد الأحداث الجسام التي عصفت بفلسطين منذ ثورة البراق وحتى تهجير سكان مخيم اليرموك.
• شارك في الثورة الفلسطينية على الانتداب البريطاني لفلسطين وثورة 1936
•شارك في معارك المثلث (جبع وعين غزال وإجزم) •
كان من الثوار الذين حاربوا عصابات الإحتلال والمستوطنين اليهود عند احتلالهم للقرى الفلسطينية وهاجر مع أهالي قريته بعد ثلاثة أشهر من المقاومة والحصار في 1948 بعد ثلاثة أشهر من القتال وقضى حياته بعدها متنقلا بين سوريا والعراق والأردن وكان آخر مكان له في دمشق مخيم اليرموك حيث توفي ودفن فيه.
-الشهيد سليم الصعبي: كان الشهيد شخصا ثريا ومناضلا صلبا ساعد رجال الثورة عام 1936 -1939كثيرا. كان قائد فصيل تحت أمرة القائد يوسف أبو درة، وكان يعمل في الجهاز القضائي واللوجستي لدعم الثورة.
أعدمه الإنكليز بعد ثورة1936 بدم بارد، وقد كانت القوات البريطانية المحتلة قد رصدت مبلغا كبيرا لمن يبلغ عن مكان وجود الشهيد سليم.
-يحيى خالد الحسن الحسين الموسى:
مواليد عين غزال في العقد الأول من القرن العشرين..
كان قائد فصيل في الثورة الفلسطينية عام 1936. ويتبع للقائد الشهيد يوسف أبو درة.
قائد الشمال والساحل الفلسطيني. وتوفي في مخيم درعا حيث كان يقيم.
هذه هويته.. الصادرة من جنين في 14.09. 1948.بعد الخروج من قرية عين غزال.
.
أشعار قيلت في القرية
بكائية على أطلال عين غزال للشاعر لطفي الياسيني " شاعر فلسطيني مخضرم"
اتوق اليك يا عين الغزال
برغم القمع جند الاحتلال
ينازعني الحنين اليك شوقا
فأبكي في الصباح وفي الليالي
تركت هناك تاريخي ومجدي
وأحلامي وربات الحجال
وأطفالي وعين الماء أني
لآت رغم دائي وامتثالي
لموت جاء داهمني مساءا
وما أبقى سوى بعض الجلال
تناديني وأجزم لست باق
بمنفى غربتي رغم اعتقالي
سأقتحم الجدار غدا وآتي
لعين غزال مع فوج الشمال
القرية اليوم
القرية بعد النكبة:
بعد ارتكاب العصابات الصهيونيّة المجازر في مثلث حيفا؛ إجزم وجبع وعين غزال، تم احتلال المنطقة في نهاية تموز/ يوليو 1948 وهجّر آلاف الفلسطينييّن باتجاه مدينة جنين في الضفّة الغربيّة عن طريق عارة وعرعرة، فمنهم من سكن المدارس ومنهم من سكن معرشات ومنهم من سكن المخيّمات. ومن ثم غادروا الى الأردن وسوريا، وعدد قليل لا يتجاوز الـ(2500) فلسطيني تم نقلهم في سيّارات الجيش العراقي عبر مدينة جنين إلى العراق بقيادة قائد الفرقة العراقيّة الّتي كانت متمركزة في الساحل الفلسطيني الضابط عمر علي.
تشير المصادر إلى أنَّ (143عائلة) إلى جانب بعض الأشخاص تشبثوا وآثروا البقاء في عين غزال بعد خروج النّاس منها، إلّا أنّهم لقوا حتفهم على أيدي اليهود، كان منهم فيصل حسن وقاسم أبو القاسم وبعد ذلك هاجر أهل القرية إلى الأردن وسوريا ولبنان ومنهم من أقام في قرية الفريديس القريبة من القرية.
المحطة الأولى بعد الخروج من القرية:
بعد دخول اليهود وخروج أهل القرية بأربعة أيام عاثوا فيها فسادا وإمعانا في الصف والوحشية فقد عملوا أولا على تدمير البيوت جزئيا ،ثم أتبعوا ذلك تدميرا كاملا بالجرافات حتى جعلوها أثرا بعد عين ،(ويمكن رؤية أنقاض الجدران في أرجاء الموقع كلّها )ولم يبق منها إلا مقام الشّيخ شحادة والمقبرة الّتي ظلّت شوكة في حلوقهم إلى أن أعادوا الكرّة مرّة أخرى في عام1994 محاولين نبشها بالجرّافات ومتعلّلين أنّ تلك العمليّة وقعت بالخطأ، غير أن الرجال الشرفاء من أبناء قريتي أم الفحم والفريديس انتصروا لرفات جدود أهالي القرية فسارعوا لوقف عمليّة الجرف تلك ومنع الجرّافات من إتمام عملها ،ثم انّهم أعادوا بناء القبور الّتي دُمّرت، وأقاموا سياجا شائكا يحيط بها ،هذا وقد حوّل اليهود المحتلون القرية إلى غابة من الأشجار الحرجية ،كما أنّهم بنوا شرقيها في منطقة المناطير مستعمرة سميت عين إيالة ظانين أنّهم بفعلتهم هذه سيمحون أسم عين غزال الى الأبد وناسين أنَّ الله تعالى أقوى منهم وأنّه لهم بالمرصاد.
وفي الرّابع والعشرين من يوليو تموز من كُل عام، يحتفي المستوطنين اليهود في القرية بالذكرى السنويّة لتأبين ما يصفونهم " الشهداء اليهود " والّذين قُتلوا من قِبل مُجاهدي القرية العَربية المُدمّرة في يوم السّبت الرّابع والعشرين من يوليو تموز سَنة 1948. ([1])
ابناء القرية بالشتات:
لجأ معظم أهالي قرية عين غزال المدمّرة والمهجّرين إلى سوريا (مخيم درعا في مدينة درعا ومخيم الرّمل في اللّاذقية ومخيم النيرب في حلب ومخيم اليرموك في دمشق) بالإضافة الى انتشارهم في الضفّة الغربيّة وفي العراق وفي كثير من أماكن اللجوء الأخرى ومازال أهالي قرية عين غزال في الدّاخل والشّتات كغيرهم من أهالي قرى فلسطين ومدنها ينتظرون العودة ويحتفظون بالأوراق (الكواشين) الّتي تثبت ملكيتهم للأرض بالإضافة إلى مفاتيح بيوتهم في القرية. بالرغم من مرور أكثر من سبعة عقود على النّكبة الكبرى، لم تتوقّف معاناة أهالي مثلث الكرمل الّذين طردوا من قراهم تحت وطأة المجازر الصهيونيّة المنظّمة. ففي العاشر من نيسان/ أبريل -2002 ارتكب الجيش الصهيوني مجزرة مروّعة في مخيم جنين في الضفّة الغربيّة، الّذي تعود أصول غالبية سكانه إلى قرى مثلث الكرمل، ذهب ضحيتها المئات بين شهيد وجريح، وذلك بعد صمود مشهود له، وتجسدت فيه روح الوحدة الوطنيّة بين كافة الفصائل في مواجهة الاحتلال.
في عام 2012 تم تدمير أجزاء كبيرة من مخيمي اليرموك ودرعا واستشهاد المئات من اللّاجئين الفلسطينيّين، وهجر الآلاف منهم إلى المنافي القريبة والبعيدة، حيث يمثل أهالي مدينة حيفا وقراها ومن ضمنها قرى المثلّث إجزم وجبع وعين غزال، نسبة كبيرة من إجمالي عدد اللّاجئين الفلسطينيّين في سوريا.
[1] منشور لإيهاب سليم منشور في جريدة دنيا الوطن.
الباحث والمراجع
الباحث إبراهيم منصور ابن حيفا
قائمة المراجع :
- القرآن الكريم
- الجامع للإمام الترمذي
- شهاب فتحي2003مدن الرباط ط1مصر مركز الاعلام العربي
- جدعان محمد راجح 1998عين غزال كفاح قرية فلسطينية ط1الاردن عمان دائرة المكتبة الوطنية
- عباس إحسان 2006غربة الراعي ط1 الأردن عمان دار الشروق للنشر والتوزيع
- الخالدي وليد 2001كي لا ننسى لبنان بيروت مؤسسة الدراسات الفلسطينية
- غيران فيكتور 1875ط1 ص302
- جابر أبو إبراهيم جرح النكبة ج1 ط1 مصر الجيزة مركز الإعلام العربي
- أبو ستة سلمان 1998 سجل النكبة ط1 مركز باحث للدراسات
- الباش حسن 1979الأغنية الشعبية الفلسطينية دمشق دار الجليل
- الموسوعة الفلسطينية 1984 ط1 دمشق هيئة الموسوعة الفلسطينية
- موريس بيني 2013 ولادة مشكلة اللاجئين
- عدوي نايف جمال وعدوي مجاهد حسام طرعان التاريخ والإنسان
- الدباغ مراد مصطفى1991- بلادنا فلسطين-ج7-قسم2من ديار الجليل جند الأردن 2