المرأة في القرية - عين غزال - قضاء حيفا

المرأة في القرية

 المرأة الفلسطينية عامة وبعين غزال خاصة بحقيقتها تختلف عمن سواها وتختلف عن امرأة اليوم فهي صبورة وجلدة لا تقيم للمشقة أي اعتبار فهي النصف الثاني للرجل والتي يقع عليها أعباء جمة من إحضار الماء من الآبار وجلب الحطب والاعتناء بالطابون من وضع(الزبل )الوقود من روث الحيوانات المناسب لتبقي على جذوة النار متقدة حوله  وحلب الماشية وتنظيف حظيرة الغنم وتصنع من الحليب جبنة وألبان، بالإضافة الى الكنس والطهي وتربية الأولاد والاعتناء بهم. كانت تحصد وتعجن وتخبز وتطبخ وترضع في آن واحد وكثيرة هي المواقف الإيجابية والمعطاءة والشجاعة التي وقفتها المرأة الفلسطينية مع زوجها في فلسطين بشكل عام وفي قرية عين غزال بشكل خاص فهي معه وبغيابه في مواسم الحصاد، توصل له الطعام والماء والشراب والنقود والأخبار في الجبال والكهوف والمغاور، وتبذل كل جهدها لإسعاد زوجها، وكم من زوجة فلسطينية باعت مجوهراتها لدعم المقاومة والعمل المسلح أو لشراء قطعة سلاح لزوجها ليقاوم عصابات الصهاينة المسلحة.

لقد كان هناك تمييز وتفرقة بين الذكر والانثى بشكل عام في القرية، فلم يكن هناك مدارس للبنات ولم يكن هناك اهتمام بتعليمهن، ومن عاداتهم  الزواج المبكر، حيث في بعض الأحيان يكون عمر العروسان لا يبلغ السابعة أوالثامنة عشر، وأحيانا لم يتجاوز الثلاث عشرة سنة. 

ومن العادات السيئة استيلاء الذكور على سائر الإرث حيث تخرج النساء من المولد بلاحمص كما يقولون، فلكون النساء ضلعا قاصرا خاصَّة إذا تزوجن، كان الأليق بهن إبداء لمحبتهن لإخوانهن وولائهن لأهلهن أن يبقين على الإرث متداولا في أرومة العائلة لا ينتقل بسببهن الى عوائل أخرى، فيستحين من تملك نصيبهن الشرعي ويتنازلن عنه لإخوانهن وحتى يكون تنازلهن رسميا قاطعا كانت الواحدة منهن تسقط لأخيها في دائرة الأراضي في حيفا.