إدارة القرية - عين غزال - قضاء حيفا

 

العلاقة الإدارية مع مركز المدينة أو القضاء: 

المخترة:

 قسّمت فلسطين منذ القرن السّادس عشر إلى خمسة سناجق هي القدس، غزّة، نابلس، اللّجون، صفد. كانت جميعها خاضعة لولاية الشّام ماعدا سنجق صفد الذي كان يتبع لولاية صيدا.

كان المختار في الحكم العثماني حلقة الوصل بين سكّان القرية والجهات الرسميّة، ولوظيفته مكانة اجتماعية عالية، وكان من أبرز وجهاء القرية. ففي جمادى الآخرة 1864 م أصدرت الدولة العثمانيّة نظام إدارة الولايات العموميّة الّذي قسمت بموجبه الدولة إلى ولايات، وثمّ إلى ألوية (سناجق) ثمّ قضاوات ثم نواح، ثمّ قرى يحكمها على التوالي (وال، متصرّف، قائم مقام، مدير مختار) وكان هناك في كل قرية مختار تابعًا لمدير النّاحية، وبهذا وضعت الدولة العثمانيّة نظام المخترة في القرى العربيّة، وأمّا وظائف المختار فهي:

- تسليم الضرائب المستحقّة للدّولة.

- الإخبار عمّا يقع في القرية من ولادات ووفيّات.

- المسؤوليّة عن التّعليم والمدارس في القرية.

- حل المشاكل الّتي تحصل في القرية بين الأفراد والأسر.

- رعاية مصالح القرية.

- لكل مختار ختم خاص يختم به على الأوراق والمستندات.

- يعدّ المختار رئيس القرية، فلذلك أبواب مضافته تبقى مفتوحة لأهالي القرية وللضيوف من الخارج. يعيّن المختارعن طريق القائم مقام بشرط أن يتحلى بكبر حمولته أو عائلته وبتأييد حمولته ووجهاء الأسر ومبايعتهم له، وان يكون غنيًا. ([1]

  من مخاتير القرية (محمود عبّاس ثم علي الصعبي ثم يوسف بالإضافة الى إدريس القاسم، ثم محمد السّعد، ثم خالد العبد الله، ثم عبد القادر أبو زليخة) ([2]) وكان من أشهرهم عبد القادر ابوزليخة وخالد عبد الله.


القضاء والمحاكم: 

 لم يكن النّاس يلجؤون الى القضاء، بل كانت تحلّ جميع المشاكل في القرية عن طريق المختار ووجهاء القرية، حيث كانت تحل وديًا. لم تكن هناك أية محاكم في القرية، بل كانت جميعها في مدينة حيفا.


الصحة والعلاج:

    كانت القرية محرومة من الأطباء ومن العيادات الصحية، وقلّما زارها أطباء من دائرة الصحّة وإن حصل ذلك فللإشراف على التطعيم ضد الأمراض أو لفحص مدرسي محدود، وقد كان الاهتمام بالصحّة بدائيًا إذ أنّ أهالي القرية كباقي سكّان المنطقة، كانوا يعالجون مرضاهم بطريقة بدائية، منها ما يتعلّق  بالتمائم والحجب وسكب الرصاص والكحل والحجامة، والعسل وغلي الأعشاب العربيّة ودفع اللّوزتين بالإصبع والجبارة العربيّة (أي تجبير الكسور بلصق جبيرة من مخلوط البيض والشعر على العظم المكسور) وغيرها من الطرق البدائيّة. أشهر من لمع في هذا المجال (مختار القرية عبد القادر أبو زليخة، والّذي كان يستطيع تجبير كل الكسور سواء في الإنسان أو الحيوان) وإسماعيل أبو جابر وشحادة عبد الحق ومحمد الزامل. وكان يأتي طبيب من مدينة حيفا إلى القرية كل فترة وينزل عند المختار، وكان النّاطور ينادي أهل القرية من المرضى للقدوم الى الطبيب حيث كان العلاج مجاني. واشتهر من القابلات أم العبد زوجة عثمان عبد السّلام، وكذلك الحاجة درباعة أم أحمد الرقطي. هذا وقد تخرّج بعد الهجرة العديد من الجراحين وأطباء الصحّة نذكر منهم مدحت سعيد الجدعان ومازن محمد الجدعان وكمال موسى العميص وصبري خالد السعيد ومعروف عيسى أبو حمد وأحمد محمد الجدعان ومها عيسى أبو حمد ومي عيسى الجدعان.

 

[1] جمال نايف عدوي وحسام مجاهد عدوي طرعان التّأريخ والانسان، النّاصرة - مطبعة النّهضة 1995 ص147-148.

[2] عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق- ص118