- معلومات عامة عن قرية عين غزال / قرى جبل الكرمل
- الموقع والمساحة
- البنية المعمارية
- المختار والمخترة
- السكان
- عائلات القرية وعشائرها
- مؤلفات عن القرية
- الثروة الزراعية
- المهن والحرف والصناعة في القرية
- التجارة في القرية
- التعليم
- الطرق والمواصلات
- إدارة القرية
- التاريخ النضالي والفدائيون
- شهداء من القرية
- العادات والتقاليد في القرية
- التراث الشعبي في القرية
- روايات أهل القرية
- المرأة في القرية
- أعلام من القرية
- أشعار قيلت في القرية
- القرية اليوم
- الباحث والمراجع
خارطة المدن الفلسطينية
اشترك بالقائمة البريدية
معلومات عامة عن قرية عين غزال / قرى جبل الكرمل
التعليم - عين غزال / قرى جبل الكرمل - قضاء حيفا
المبحث الثّالث: الحالة التعليميّة في القرية:
تأسّست أوّل مدرسة في القرية خلال الحكم العثماني عام(1303ه)([1]). كان عدد الطلّاب فيها عام ١٨٩٤م ١٥ طالبا ([2])، لم تكن المدرسة كالمدارس الحديثة إنّما كان التّعليم بداية في المسجد. فقد كان الخطيب هو الّذي يقوم بالمهمّة، حيث كان على المدرّس أن يعلّم طلّابه القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم. كما كان عليه أن يلقّنهم شيئًا من تاريخ الرّسول صلى الله عليه وسلم و تاريخ الصحابة، وأن يدرّبهم على الكتابة بخطٍّ جميل. بعد ذلك أصبحت المدرسة لا تقتصر على الدّين واللّغة والتّاريخ والشّعر، إنّما أضيف إليها مادة الطبيعيّات والرياضيّات، والصحّة، والموسيقى، وغيرها.
كانت العادة أن يقدّم الأهالي للخطيب أجره من القمح، أو الطّحين، أو البيض، أو الفواكه وماشابه ذلك. كان أوّل من درّس في المسجد حسب الروايات عن كبار أهالي البلدة الشّيخ محسن حسين الموسى، فهو رائد الكتاتيب في العشرينيّات، حتّى إذا ما انتهى عمله عقبه شيخ من مصر، ثم جاء بعد هذا أستاذ من إجزم قوي الشّخصية يسمى طه خديش فتحول الكتّاب في زمنه إلى مدرسة حكومية يتقاضى فيها الشّيخ مرتّبا قدره ثلاث جنيهات. ثم جاء من بعده الحاج كامل عرفات، و بعده جاء عبد الرحيم الكرمي، وفي زمنه بنيت أوّل مدرسة. حيث قام الأهالي ببنائها، وكان التّعليم للصّف الرّابع، لكن عمل الأستاذ الكرمي أن أقنع وجهاء القرية أن يرسلوا أولادهم لمدينة عكا لإكمال دراستهم.(أقيمت المدرسة الجديدة على سفح جبل الرّأس المطل على ساحة القرية الجنوبيّة، وقد تميّزت عن معظم دور القرية الّتي كانت تبنى بالطين، فكانت في نظر الصغير أفخم بناء في القرية وهي مكوّنة من غرفتين كبيرتين في كل منهما فصلان في إحداهما الصف التمهيدي والأول والثّانية الصف الثّاني والثّالث([3]).
لقد كان في قضاء حيفا عام ١٩٠١ عشرون قرية لديها مدارس ابتدائية ومن بينها عين غزال، وقد ارتقى فيها التّعليم إلى الصّف السّادس وزاد عدد المعلّمين وانضمّ إليها منهم نفر لا بأس به من أهل القرية ممّن عددنا آنفا ومن خارجها. ولم يكن هنالك تخصص للمعلّمين بعد، ولا كان أحد منهم خريج جامعات. وأقصى ما كان يحصل عليه المدرّس في فلسطين من شهادات هو شهادة الأدنى في التّعليم ثم شهادة الأعلى من بعدها يؤديان بإشراف من دائرة المعارف ويتضمّنان مناهج عن التّربية والتعليم وعلم النفس والأدب العربي وصرف اللّغة ونحوها. وكان الامتحان يعقد من قسمين نظري وعملي. أما القسم العملي فكان يؤدى في مدرسة من مدارس المدن الكبرى كالقدس وحيفا وغيرهما. وبعدما بنيت المدرسة الحديثة، انتقل عبد الرحيم الكرمي وحلّ محلَّه عبد الهادي جرّار.
استمرّت مسيرة التّعليم قي هذه المدرسة، ولكن بتشدد كبير من الإدارة، مما حمل العديد من الطلّاب على ترك الدّراسة والعودة إلى الأعمال العامة مع آبائهم. غير أنّه حدث من باب المفارقة أن كان في المدرسة أستاذ آخر من عنبتا يساعد في تلطيف الجو ويدعى الشّيخ محمد حجازي الّذي كان خريج جامع الجزّار، وعلى غاية من الدماثة وحسن الخلق، رؤوفًا بالطلّاب وساهرًا على منفعتهم مما ساعد على عودة الطلّاب واستمرارهم في التّعليم، ثمّ جاء الأستاذ أحمد الشّيخ حسن وهو من بلعا فطال مكوثه في القرية وعمّ خيره على الطلّاب، كان هادئ الأعصاب متودّدًا وخلال فترة عمله كانت تقام احتفالات لختم القرآن الكريم في الصّف الرّابع، حيث كان يقوم الطلّاب بإحضار حلوى الحلقوم الّتي تجمع وتوزع في احتفال مهيب على الأساتذة والتلاميذ فرحًا بهذه المناسبة الطيّبة.
في هذه الأثناء أخذت بواكير الإنتاج تظهر وأزهاره تتفتح فقد انتقل إحسان عباس من المدرسة الإسلاميّة بحيفا والتحق بالمدرسة الحكوميّة الوحيدة هناك، ثمّ تبعه بعد سنتين محمد راجح جدعان، وبعد ذلك إنضمّ إلى الرّكب بكر رشيد عباس ثم عبد الرحمن مفلح السّعد ثم زيدان حسين السّعد وهلم جرا، وهذه أسماء بعض من أكملوا دراستهم من شباب القرية قبل الهجرة:" عقل محمد أبو الجعص ومحمد أبو حسين وقد تخرّج من صفد. وإبراهيم الحمّاد الّذي تخرّج من مصر". كان معظم طلّاب عين غزال من الأكفاء، نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور إحسان عبّاس الّذي تلقى تعليمه في الكليّة العربيّة بالقدس ثم عمل فيما بعد معلّمًا في صفد.
كما نذكر من خريجي عين غزال اللّاحقين الدّكاترة فهمي جدعان وتوفيق المرعي ومحمد العصفور ومحمد خير جدعان وأسامه جدعان وصبحي قاسم السّعيد ومهند جدعان، منهم من تقلّد مناصب عالية في الجامعات ومنهم من ألّف كثيرًا من الكتب ومنهم من حاز على جوائز ومكافآت. ومن بين أبناء البلد الذين درسوا في مدرسة عين غزال وعملوا في سلك التعليم فيها: محمد راجح جدعان الّذي تخرّج من كليّة النّهضة بالقدس، وعبد الرحمن مفلح السّعد الّذي تخرّج من الرشيدية في القدس، وشكّل من طلّاب المدرسة فريقًا لكرة القدم كانت له صولات وجولات في كثير من المباريات الّتي جرت مع مدارس القرى المجاورة وخاصة مع فريق قرية اجزم، وبكر رشيد عباس الذي تلقى تعليمه في صفد، وزيدان حسين السعد تخرج من حيفا، وكذلك يوسف عبد الله الحماد الّذي تخرج من عكا. وكان من جملة المعلّمين الأغراب محمود الصفوري وعوني اللّبدي وأستاذ ثالث من قرية الجش يدعى (أبو فخري). ونذكر من المديرين الذين عملوا في مدرسة عين غزال محمود عرّابي، وبعده قدّم إلى القرية مدير مثالي من نابلس يسمى إبراهيم الأدهم. وكان آخر مديري المدرسة قبل نكبة ١٩٤٨ نجيب الطيّار من قرية شعب. ([4])وكانت المواد الّتي تدرس في مدرسة القرية (اللّغة العربيّة، اللغة الإنكليزيّة، التّاريخ، الرياضيّات، علوم طبيعيّة، الدّين، الرياضة) ولم يكن في القرية أي مدرسة دينيّة .
[1]بلادنا فلسطين- مصدر سابق- ص655
[2] الموسوعة الفلسطينيّة-هيئة الموسوعة الفلسطينيّة-ط1 - دمشق-1984-
[3] غربة الراعي- مصدر سابق -ص31
[4] - عين غزال كفاح قرية فلسطينيّة- مصدر سابق ص145