معلومات عامة عن سَمَخْ - قضاء طبريا
معلومات عامة عن قرية سَمَخْ
قرية فلسطينية مُهَجَّرَة، كانت منازلها مبنية فوق رقعة مستوية من الأرض في غور الأردن، في أقصى الشاطئ الجنوبي لبحيرة طبريا، وتبعد مسافة قصيرة عن مصب نهر الأردن في البحيرة، كانت سمخ تنخفض حوالي 200 م عن مستوى سطح البحر، وعلى بعد 11 كم عن مدينة طبريا في جنوبها الشرقي.
كانت مساحتها المبنية حوالي 352 دونم من مجمل مساحة أراضيها البالغة 18611 دونم.
تعرضت سمخ منذ مطلع عام 1948 لهجمات صهيونية متعددة وذلك بسبب أهمية موقعها، وضرورة احتلالها بالنسبة لهم، بالمقابل خلت البلدة تدريجياً من سكانها وبحلول 28 نيسان/ أبريل 1948 كانت البلدة أخليت تماماً من أهلها، تزامن ذلك مع هجوم لجنود من لواء "غولاني" الذين هاجموا مركز الشرطة واحتلوا البلدة في ذلك اليوم.
الحدود
كانت سمخ تتوسط عدة قرى وبلدات:
•بحيرة طبريا شمالاَ.
•قرية السمرا من الشمال الشرقي.
•قرية الحمّة شرقاً.
•قرية العبيدية غرباً.
•وقرية الدلهمية جنوباً، أما المنشية أو منشية سمخ فهي ليست قرية منفصلة بل هي جزء من سمخ وتوسع عمراني لها باتجاه الغرب والشمال الغربي.
أهمية موقع القرية
لسمخ موقع استراتيجي هام ويعود ذلك لعدة أسباب منها:
•أنها تقع على الشاطئ الجنوبي لشاطئ بحيرة طبريا وعلى مسافة قريبة جداً من مصب نهر الأردن في البحيرة.
•كونها مركزاً هاماً للمواصلات إذ يتفرع من سمخ عدة طرق برية متجهة جنوباً نحو مدينة بيسان وشرقاً إلى قرية الحمة وإلى الشمال الشرقي نحو هضبة الجولان، وشمالاً نحو مدينة طبرية، بالإضافة لوجود محطة لسكة الحديد الحجازية التي كانت تربط بين مدينتي درعا وحيفا ومنها إلى باقي المدن الفلسطينية.
•قربها الكبير من الحدود الفلسطنية- السورية وكذلك من الحدود الفلسطنية- الأردنية.
سبب التسمية
يذكر المؤرخ الراحل جميل عرفات أن هناك تفسيرات عدة حول تسمية (سمخ)، إذ رجح البعض أن الاسم هذا جاء من الأصل (سماحا Semmah/Semaha) أي الإنبات والانشراح، وربما ذلك كناية عن جمال الموقع والمكان الذي قامت فيه القرية.
وسمخ أيضاً اسم لبلدات ومدن سورية ولبنانية.
البنية المعمارية
يروي الكاتب والأديب ابن قرية سمخ الأستاذ فايز قنديل أن منازل القرية كانت قد تموضعت شمال الشارع الرئيسي المار في القرية من الغرب باتجاه الشرق، وكانت القرية مقسمة كما حال القرى الفلسطينية الاخرى إلى حارات أو أحياء، كانت سمخ مقسومة لحارتين رئيسيتين هما: حارة المغاربة وحارة الفلاحين.
ويشير الدكتور وليد الخالدي أن منازل سمخ كانت في معظمها مبنية بالطوب، وبعضها الآخر مبنياً بأحجار البازلت/ الحجارة السوداء كثيرة الانتشار في هضبة الجولان وجوارها.
معالم القرية
كان في القرية إلى حين احتلالها عدداً من المباني الخدمية والإدارية، أبرزها:
- مجلس بلدي أُسِسَ عام 1923، واستمر في أداء مهامه الإدارية إلى لحظة احتلال القرية وسقوطها بيد العصابات الصهيونية.
- مدرستان ابتدائيتان واحدة للذكور و أخرى للإناث.
- محطة قطار لسكة الحديد الحجازية الواصلة بين مدينتي حيفا ودرعا، وقد تم بنائها عام 1909.
- مخزن للبضائع القادمة من سورية إلى فلسطين وبالعكس، وهذا المخزن كان قريباً من المحطة، وكان أهالي القرية يسمونه "العنبر".
- بجانب المحطة أيضاً كان هناك مبنى لحركة المسافرين بالقطار وبيع التذاكر، يعلو هذا المبنى منزل ناظر المحطة.
- أقام البريطانيون عندما احتلوا البلاد عقب الحرب العالمية الأولى مركزاً للبوليس، وبقي قائماً في القرية إلى حين احتلال القرية.
- مضخة كبيرة للمياه كانت تضخ المياه من البحيرة إلى خزان كبير كان يتزود به القطار.
- مسجدان: الأول قديم يتوسط القرية وكان يعرف باسم المسجد العمري، والآخر حديث بني شرقي البلدة.
- عيادة طبية.
- مطحنة حبوب.
- ثلاثة مقاهي.
السكان
قُدِرَ عدد سكان القرية عام 1922 بنحو976 نسمة، ليرتفع عام 1931 إلى 1900 نسمة، وكان لسكان القرية آنذاك 480 منزلاً.
قُدِرَ عددهم 1945 بـــ 3460 نسمة، وسجل عشية النكبة عام 1948 قرابة 4014 نسمة وعدد منازل القرية حتى ذلك التاريخ كان 1009 منزلاً.
الجدير ذكره أنه كان جميع سكان سمخ من العرب كان معظمهم من المسلمين وقسم آخر من المسيحيين والدروز.
وفي عام 1998 قُدِرَ عدد اللاجئين من أبناء القرية بنحو 24648 نسمة.
عائلات القرية وعشائرها
تميزت بلدة سمخ بتنوع أصول سكانها الذين استقروا فيها وباتوا جزءاً منها ومن نسيجها الاجتماعي والسكاني، وبالإضافة لأهالي سمخ الفلسطينيين، كان في سمخ عدد كبير من العائلات الجزائرية الذين كانوا من أنصار الأمير عبد القادر الجزائري وعندما أبعدته السلطات الفرنسية عن بلده الجزائر في القرن التاسع عشر توجه نحو بلاد الشام واستقر في مدينة دمشق، صحبه عدد كبير من أنصاره وأحبائه وأسرهم، واستقروا في مناطق متعددة من بلاد الشام، واستقر عدد منهم في قرانا الفلسطينية مثل قرية ديشوم قضاء مدينة صفد، وفي سمخ قضاء طبريا.
طبعاً بالإضافة لعدد من الأسر الدمشقية التي قصد تجارها مدينة سمخ للعمل ولاحقاً استقروا مع أسرهم في سمخ وبقيوا فيها إلى حين احتلال القرية اواخر نيسان عام 1948.
كما كان في سمخ عدة أسر من أصول شركسية، بالإضافة لعرب البشاتوة وعرب الصقور، وبعض المصريين أيضاً.
أما عن ديانات أهالي سمخ فتنوعت ما بين الإسلام والمسيحية بالإضافة لبعض الدروز، وعدد من اليهود الذين كانوا يقصدون سمخ لبعض الأعمال مثل الطبيب الذي كان يقصد عيادة القرية بشكل أسبوعي، كذلك بعض عمال المحطة وغيرها.
هذه لمحة موجزة عن عائلات بلدة سمخ وأصولهم وفقاً لما ذكرته المراجع والكتب التي وثقت تاريخ بلدة سمخ، ومن عائلات سمخ وضواحيها ( المنشية وخربة أم جوني):
الترعاني/ الطرعاني، يخلف، الأخضر، أبو عفّار، اللوباني، مالك، المفالحة، العطاري، السعد، أرناؤط، المغاربة، الشيخ أحمد، الحمد، قنديل، الطبعوني، العمري، أبو زيد، الشيخ تايه، هنداوي، الشامي، حبيب، حسن-عودة، النايف، البشتاوي، عليان، مفلح، الأغواني، دقدوق، الحداد، الهويدي، مغاري، هواري، عشيرة الدخايلة، الداموني، أبو النعاج، الشختوري، الشاويش، حوى، عبد العال، أبو العلا، العالم، أبو السنوسي، السعدي، الأسعد/ أبو سرية.
ملاحظة: نعتذر عن أي نقص ورد في ذكر أسماء عائلات القرية ونرجو تزويدنا بملاحظاتكم ومقترحاتكم.
الحياة الاقتصادية
مارس أهل بلدة سمخ وسكانها عدة أنشطة اقتصادية، كالزراعة وهي نشاط أهل البلدة الأساسي والأول، بالإضافة لتربية الماشية وصيد الأسماك، وطبعاً النشاط التجاري كون البلدة محطة هامة للقوافل التجارية القادمة إلى فلسطين والخارجة منها، أضف لذلك الأعمال الحرفية والأعمال الحرة التي مارسها رجال وشبان البلدة سواءً داخل البلدة أو في المدن المجاورة ك طبريا والناصرة وصفد، وعمل بعضهم في محطة القطار.
الثروة الزراعية
تميزت أراضي سمخ بخصوبة تربتها ووفرة مياهها بالإضافة مناخها المعتدل شتاءً والخار صيفاً كونها تنخفض حوالي 200 م عن مستوى سطح البحر، وهو ما جعل النشاط الزراعي مهراً في البلدة، وقد قُدِرَتْ مساحة الأراضي المزروعة بالحبوب ب 8,578 دونم، وشغلت بعض المزروعات مساحات اخرى من أراضي البلدة.
وعن مزروعات أهالي سمخ كانت:
- الحبوب: القمح، الشعير، الكرسنة هذه المحاصيل زرعت في القرية بشكل كبير وكانت مخصصة للتجارة بعد اقتطاع الحاجات الاستهلاكية منها.
- البقوليات: الحمص، الفول، العدس.
- الأشجار المثمرة: غرست في أراضي البلدة بعض الأشجار المثمرة ولكن بشكل قليل جداً، بمعدل شجرتين أو ثلاثة لا أكثر، ويروي الحاج "عبد الرحيم الترعاني" أن عدد أشجار الزيتون التي كانت في البلدة لا تزيد عن مئة شجرة، ويضيف: كانت هناك بعض الأشجار المثمرة المزروعة في حواكير المنازل، وفي أرض كانت ملك لأفراد عائلة الشامي (مالكي طاحونة القمح ومصنع الثلج)، هذه الأرض كانت مزروعة بأشجار الحمضيات، الرمان، التين، الزيتون والتوت، ولكنها أيضاً كانت بشكل قليل.
وكذلك هو حال الأرض الملحقة بمحطة القطار كانت مغروسة بمثل هذه الأشجار.
أما عن عن حاجات أهل البلدة من الخضراوات والفاكهة فقد كانوا يشترونها من سوق البلدة الذي كان تجاره يشترونها من البلدات المجاورة، وأحياناً من المستعمرات الصهيونية.
استخدم أهل البلدة سكة الحراثة القديمة المعتمدة على السكة والفدان وفي بعض الاحيان كانوا يستعينون بالجرارات الزراعية التي كانت موجودة في القرية، حيث كان هناك جرارين زراعيين: الأول ملك للسيد سليمان ترعاني والآخر ملك للسيد مصطفى يخلف.
التجارة في القرية
ازدهرت الحركة التجارية في سمخ بشكل كبير، بسبب وجود محطة الخط الحجازي القادم من درعا إلى فلسطين، حيث كانت البضائع تنقل من مختلف المدن الفلسطينية إلى محطة سمخ ليتم تصديرها إلى سورية والأردن والعراق، بالمقابل كانت البضائع القادمة من تلك الدول إلى فلسطين تنزل في المحطة وتوضع مؤقتً في مستودع خاص بهذه البضائع ملحق بمبنى المحطة.
ونظراً لهذه الحركة التجارية النشطة في البلدة استقر عدد من التجار الدمشقيين مع أسرهم في البلدة، طبعاً بالإضافة لعدد من التجار الفلسطينيين الذي كان لديهم بعض المملكات في البلدة، كما كان يقام في البلدة سوق أسبوعي في يوم الجمعة من كل أسبوع، كان مقصداً لسكان البلدة والبلدات والقرى المجاورة.
وعن التجارة الداخلية في سمخ فقد باع أهل البلدة فائض محاصيلهم الزراعية ( من قمح، وشعير وكرسنة) والحيوانية (حليب، وألبان ومشتقاتهما) في سوق البلدة أو لتجار كانوا يقومون بدورهم بنقلها لأسواق المدن الفلسطينية الأخرى.
أما عن مشتريات أهل البلدة فكانت متنوعة ما بين خضراوات وفواكه لم تكن مزروعة في أراضي البلدة، الأقمشة والكاز، وهذه المواد كانت متوفرة في دكاكين البلدة بوفرة.
أما الزيتون وزيت الزيتون فقد كان يتم استيراده من مدينة نابلس وقراها، ويتم بيعه في دكاكين سمخ.
التعليم
كان في سمخ مدرستان ابتدائيتان:
- الأولى: لتعليم أبناء القرية الذكور، افتتحت في زمن العثمانيين واستمرت في عملها إلى حين احتلال القرية على يد العصابات الصهيونية، كان أعلى صف دراسي فيها هو الصف السابع الابتدائي.
- الثانية: مدرسة للإناث، افتحت أبوابها زمن الانتداب البريطاني، وكان أعلى صف دراسي فيها هو الرابع الابتدائي.
تربية الحيوانات
اهتم اهالي البلدة باقتناء وتربية الماشية بهدف تأمين حاجاتهم الاستهلاكية من ناحية، وبيع الفائض من منتوجاتها من ناحية أخرى، ومن المواشي التي امتلكها أهالي القرية:
الأغنام، الماعز الأبقار، بالإضافة للدواجن والطيور.
كما استخدمت الخيول والحمير والثيران لأغراض الحراثة والنقل.
أعلام من القرية
أبو فخري محمود درويش الشواهين