العادات والتقاليد في القرية - الدوايمه - قضاء الخليل

عادات وتقاليد القرية في المناسبات الدينية والشعبية 

كان أهل الدوايمة يبتهجون في أيام آلاعياد ويلبسون أفضل ملابسهم ويذبح االقادر  منهم آلذبائح كأضحية أو بمناسية آلعيد ، وغير القادر يشتري اللحم ويقومون بعمل ألفت ( خبز الشرااك ) مع مرق آللحم ، وعليه بعض آلسمن آلبلدي ويقدم في آلباطية ( إناء خشبي واسع آلفوهة ) ، وأخرون يعملون آلمفتول وآلبعض آلاخر كان يعمل آلجريشة ( جريشة آلقمح آلمطبوخة في مرق آللحم وعليها قليل من آلسمن ) .

وكانت آلنساء إلى جانب ذلك يخبزن آلمخمرات وآلملتوت وآلمطبق وآلزلابية ويذهبن به الى آلصحرا ( آلمقبرة ) ليوزعنها عن أرواح موتاهن وكان بعض آلرجال يرافق آلنساء خلال ذلك خاصة بعد صلاة آلعيد ، ثم ينطلق آلرجال للمعايدة على أرحامهم وأقاربهم وفي المساء يذهبون الى آلمضاقات للمعايدة على أقرانهم ومعارفهم حيث يشربون آلقهوة آلسادة ( آلعربية ) آلمغلية في آلاباريق ( آلبكارج ) وآلمتبلة بحب آلهال على نار آلحطب .

صوم شهر رمضان 

كان للشهر آلفضيل تميز خاص لدى أهل آلقرية شانهم في ذلك شأن أقرانهُم في آلقرى آلفلسطينية آلتي غلب عليها آلتدين على حياة سُكانها ، فكانوا يصُومونه ويحثون أبنائهم على صيامه حتى آلصغار منهم وكان إفطار آلرجال ما يتم في آلجوامع ( آلمضافات وآلدواوين ) حيث يحضر آلرجل رب آلعائلة جزءا مما طهي في بيته إلى آلمضافة ويُسمى ( الخُروج )(1) وقد يصطحُب أحد أبنائه معه أو ينتدبه بدلا منه ، فآلخروج كان من مظاهر بلوغ آلسعي أو آلرجولة وكانوا يتناولون آلإفطار مع أقاربهم أو معارفهم أو ضيوفهم بشكل جماعي ، ويجتسون آلقهوة آلعربية ويصلون في جماعة أو يذهبون إلى آلمسجد لإدائها ، وبعد إستراحة يذهبون إلى مسجد آلزاوية ( جامع آلصلاة في آلقرية ) لإداء صلاة آلعشاء وآلتراويح .

ومن مظاهر شهر رمضان أيضا آلسحور وهي وجبة خفيفة يتم تناولها قبل أذان آلفجر بقليل وكانت ترتبط بما يعرف بآلمسحر ( آلشخص آلذي يقوم بإيقاظ آلناس من نومهم بواسطة قرع آلطبل لتناول وجبة سحورهم ) ، ومن آلمظاهر آلأخرى آلإهتمام بآلرحم خاصة ( آلولايا ) آلنساء ودعوتهن لتناول إلافطار أكثر من مره في 

1أيام آلصيام ، وكان آلكبار في آلسن من آلرجال خاصة آلدراويش آلتابعين للطريقة آلصوفية آلخلوتية يوحُشون في آلعشر آلأواخر من رمضان وذلك إلى جانب تلاوة آلقران ودروشاتهم آلمتعلقة بآلذكر ( أي ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على شكل اناشيد جماعية ).

  • آلأعياد في آلقرية
  • عيد آلفطر 

كان عيد آلفطر إيذانا بإنتهاء شهر آلصيام فكان أهل آلقرية خاصة آلرجال يبدوأن عيدهم بآلذهاب لإداء صلاة آلعيد ومعايدة ( التهنئة بالعيد ) اُسرهم وذويهم آلحميمين وتحضير إحتياجات أُسرهم من آللحم وآلحلويات وآلمخبوزات أو يقمن آلنساء بعجيبن آلطحين من آلقمح آلبلدي ويضعن عليه آلكركم آلأصفر وزيت آلزيتون ويخمر ويخبز على آلطابون في آلصباح آلباكر ( آلمخمرات ) وكان يرسل منه جزءاً إلى آلمضافة ، وكان يوضع على صينية قش وكان يوضع كذلك حزءا اخر على حافة آلطوابين ولان آلطوابين كانت على جنبات آلشوارع لياكل منه آلمارة ، ثم يذهبون إلى  زيارة آلمقابر وآلتصدق عن أرواح موتاهم ، وبعد عودتهم يذهبون لمعايدة أرحامهم ، وبعد ذلك ينطلقون إلى آلمضافة للمعايدة على أقاربهم من آلرجال وآلحاضرين من آلجيران أو آلضيوف .

  • عيد الاضحى 

يكون حلول عيد الاضحي بعد وقوف آلحجاج في يوم عرفة ، وكان يقال له عيد آللحم ، فبعد أداء صلاة ألعيد يقوم آلناس بذبح آلأضاحي علما بان آلحلال ( آلأغنام ) كانت تقريبا موجوده في بيوت آلقرية ، ويقومون بتوزيع آللحوم على آلرحم وآلفقراء وآلمساكين ، بحيث لم يبقى بيت في آلقرية إلا وقد حصل على نصيبه من لحم آلأضاحي .

 

  • آلمولد آلنبوي 

لقد كان بعض آلمتدنيين وبعض آلموسرين من أهل القرية يحتفلون بمناسبة مولد آلنبي محمد عليه الصلاة وآلسلام في بيوتهم ويقدمون وليمة فيها آلطعام كاللحم وآلارز وآلمفتول وآلجريشة وآلمخبوزات وآلحلويات ويدعون إليها رحمهم وكان بعضهم يحضر شيخا منشداً للمديح آلنبوي ، وفي آلوقت نفسه كان آلدراويش في مسجد آلزاوية ينشدون آلمديح احتفاء بذكرى مولد آلرسول محمد عليه أفضل آلصلاة وأتم آلتسليم .

  • موسم الحج

كان لموسم آلحج في آلقرية عادات وتقاليد إذ تعتبر مناسبة إحتفالية رزينة لوداع حقيقي لمن ينوي أداء فريضة آلحج إلى آلديار آلمقدسة في مكة آلمكرمة وزيارة حرم آلرسول علية آلصلاة وآلسلام في آلمدينه آلمنوره ، تتم في بيته يحضرها آلمقربون وآلاصدقاء من آلرجال وآلنساء ، وتقوم آلنساء بآلغناء الجماعي الذي يسمى آلمديح أو اآلتحنين ، ومما تقوله آلنساء بصوت رزين هادئ وممدود(1)

يا محلى مديحك يا نبي يا نبي ع باب حظيرك عشعش آلعنكبوت 

طلع يوم آلإثنين  محملك يا نبي في كل ركن علمين وآلطبول أربعة 

طلع يوم جمعة محملك يا نبي في كل ركن شمعة وآلطبول أربعة 

فرشنا آلعديلة باب حرم النبي ظوينا آلفتيلة فحيا نور النبي 

فرشنا آلعدايل باب حرم النبي ظوينا آلفتايل فحيا نور النبي 

هي يا محمد يا بو فاطمة هي يا محمد لفت الزوار 

زينوا آلمدينة وإفتحوا آلإبواب هيا محمد يا بو فاطمة 

هي يا محمد لفت آلحجاج زينوا آلمدينة وإفرشوا آلسجاد 

قاعد رسول الله ع سجادته حامل كتاب الله بيشفع لأمته 

وكان أداء آلحج في تلك آلأيام جهاداً بحق ، فآلمصاري ( آلنقود ) قليلة وآلسيارات غير متوفرة وآلمسافات بعيدة وآلطرقات غير أمنه ، فكانت آلجمال ومرافقة آلقوافل هي وسيلة آلحج ، وكان بعض آلقادرين يركبون آلبحر في آلباخرة ( آلسفينه ) عبر قناة آلسويس وآلبحر آلأحمر إلى مدينة جدة في آلحجاز ، ثم يركبون آلجمال برفقة آلقوافل إلى مكة آلمكرمة وآلمدينة آلمنورة ، وكان أداء آلحج يحتاح إلى فترة زمنية طويلة تمتد إلى أربعة أشهر على آلاقل وتصل أحيانا إلى ستة أشهر أو سنة لمن يرغب في مجاورة آلنبي محمد علية آلصلاة وآلسلام في آلمدينه بعد أن يؤدي فريضة آلحج مكة .

وكان آلحجاج يتأخرون في بعض الأحيان لسنة أو أكثر وقد يكون أو يصبح في عداد آلمفقودين ، وبعبارة أخرى كانت عودة ممن أدى فريضة آلحج سالماً نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى ، وكان يرقبها ذويهم باهتمام بالغ ويفرحون بعودتهم سالمين وكانت أيما فرحة في عموم آلقرية ، وكانوا يتسابقون في عمل آلولائم لهم ، وهم مسرورين مغتبطين بما حمله آلحجاج لهم من آلهدايا ( كماء زمزم والبخور وآلحناء وآلتمر وآلمسابح وسجادات آلصلاة وآلطواقي وآلثياب وعقود آلخرز وآلاحجار آلكريمة وآلأساور آلتقليديه ) .

  • العادات وقت الحصاد

كان آلناس في قرية آلدوايمة يتبعون آلدورات آلزراعية ، فيزرعون في هذه آلمنطقة محصولا شتويا وفي منطقة  أخرى محصولا صيفيا وهكذا وكانوا يتبعون قوانين وأنظمة محلية تنظم آلأعمال آلزراعية وآلفلاحة. 

وكانوا لا يحصدون إلا في أوقات آلندى لان القش في هذا آلوقت يكون طريا من قطران آلندى وكانوا يحصدون آلقش من على وجه آلارض حتى يستفيدوا من كل جزء من أجزاء آلقش .

فعقدة آلسنبلة ( آلقصل)  تذهب لإستعمالات آلطابون وأما آلتبن يذهب طعاما للدواب آيام فصل آلشتاء .

وكانوا لا يحصدون إلا بشكل جماعي وفي وقت واحد وإذا تأخر أحدهم لعدم توفر من يساعده في آلحصاد أو كان لا يوجد إلية أبناء ، فقد كان يتطوع آلأقارب وآلجيران وآلمعارف وآلاصدقاء لمساعدته في قطف آلزرع ( آلعونة) ويأتي هذا آلإيثار بآلمساعدة حتى لا يتسنى إبقاء آلزرع لياكل من الأغنام وآلدواب . 

وكان آلقش ينقل إلى أماكن معينة في آلبلده يقال إليها آلجرون أو آلبيادر بواسطة آلحمير أو آلجمال .

وكان يتم آلتعامل مع آلحصاد بعد إستكمال جمعه في آلمنطقة آلمخصصه بإن يتم درسه بوأسطة آلحمير أو آلبقر أو آلجمال ويجر خلف هذه الدوأب لوح يتكون من آلخشب أو آلزينكو يوضع فيه قطعاً من الحجارة آلصوانية آله لها ستة عجلات مثل سكك آلحراثة وفوقها لوح من آلخشب يجلس عليه آلشخص تسمى ( النّورج)، 

ومن ثم يُذرى آلحصيد بواسطة مذراه وهي مصنوعة من آلخشب بعصاه طويلة مثل آلشوكة فيخرج كل صنف لوحده 

وكان آلناس ينتظرون موسم آلحصاد ونصيبهم من ألغلة حتى يلجأون إلى سد الديون لصاحب آلدكان أو آلحداد أو آلنجار لان آلناس كانت تتنظر آلبيدر لجني تلك آلحقوق  ثم يقومون بوضع آلفائض إذا كان كثيرا في آلمطمورة( بئر صغير ) بوضع آلتبن تحت آلقمح ويجور( عمل حفرة )  آلتبن ويصب داخله آلقمح ، ويلف من حوله آلتبن ثم يقومون بإغلاق آلمطمورة جيداً ، وحين فتحها ينتظروا حتى يدخل إليها آلاكسجين وكانوا ينزلون فيها سراج ( إضاءة ) فاذا إنطفئ آلنور فانهم لا ينزلون بها حتى يبقى آلنور مشتعلا وهكذا ، ثم يضعوا قسما من آلقمح تحت آلطلب في آلخابية ( مصنوعة من آلطين مثل آلخزانه ) ويكون لها باب من الأعلى وفتحة صغيرة في آلأسفل تسد بقطعة قماش وحين يريدون طحن كمية من آلقمح يفتحوا هذه آلسدادة فينزل آلقمح .

وأما آلطحن فكان يتم بوأسطة آلطاحونه آليدوية وآلموجوده في كل بيوت آلقرية وأما أن يرسل لطحنه في آلمطحنة آلالية وكان في آلدوايمة بابور طحين صاحبه آلشيخ محمود لافي عشا  او يذهبون إلى آلقرى آلمجاورة .

وأما آلطعام آلذي كان يحضر فهو من مشتقات آلقمح أثناء موسم آلحصاد فكانوا يحضرون آلجريشة وآلبرغل وآلمخبوزات ( آلفطائر ) آلمختلفة ويتم عمل الشاي على آلحطب ومن ثم آلقهوة آلعربية لإكرام من قام بالمساعدة من الأقارب والأصدقاء . 

  • الخطوبة والزواج 

 والأغاني آلشعبية آلخاصة بهذه آلمناسبة: 

 حفلات آلزواج كان يشارك فيها عموم أهل آلقرية لأكثر من ثلاثة أيام وقد تصل إلى خمسة أيام ، وكان آلزواج يتم في مراحل تقليدية أولها : 

نقد آلعروس ، حيث تذهب نسوة من طرف آلعريس لرؤية آلعروس ، وينقلن صفات آلعروس آليد دون إن يرأها ، فإذا وافق ، تبدأ آلمرحلة آلثانية وهي ذهاب آلجاهة آلمؤلفة من ’لرجال ومن آلشيوخ وأهل آلعريس ، ترافقهم آلنساء من أهل آلعريس 

يحملن معهن خشة دار ( وهي هدية للعروس وأهلها تحتوي على ملابس للعروس وآلقهوة وآلحلو ) ، إلى بيت أهل العروس ، وخلال المسير تغني آلنساء فيُقلن (1):

إتبشر يا عريس بالعروس إتبشر يا محمد جبنا حمامك 

جبنا بنت عمك قرابتك وإجنا جينا عزومه مش حي الله 

وعلى صيت أبو فلان حياه الله 

ولدى آلوصول إلى بيت آلعروس ، تهاهي نسوة آلجاهة ( الغناء ما قبل آلزغاريد ) 

فيُقلن من الأهازيج الشعبية 

هي ويا إفتحوا باب آلدار هي ويا خلوا آلمغنيات تغني 

هي ويا طلبت من الله هي ويا ما خيب الله ظني 

وتهاهي آلنسوة لوالد آلعروس فيُقلن 

يا لبو فلان يا شعري على ظهري يا جسر عالي ويا قوسنا آلمبني يا ريت من يبغضك يا كبير أهلي يعمن إعوينتيها وتموت من آلقهر ،

وفي مجلس أهل آلعروس تبدأ آلطلبة ، إذ يطلب كبير جاهة أهل العريس يد العروس من أبيها أو ولي أمرها : بقوله إحنا طالبين آلنسب وآلقرب منك لفلان ( آلعريس ) واذا وافق ولد آلعروس يقول : يا ريتها مبروكة ، الفاتحة على نية التوفيق ، وتقرأ الفاتحة ، ويشرب كبير آلجاهة فنجان آلقهوة آلذي وضع أمامه لدى جلوسه وقبل أن يطلب العروس ، وذلك بعد تجديدة ، ثم تصب القهوة للجميع .

بعد الموافقة تغني آلنساء للعروس فيًقلن بعّضا من الأغاني آلشعبية 

وآلطول طول آلنخل وآلشعر زي آلليل وآلخصر من رقته هوى آلقول وآلليل

من هو صياد آلغزال آللي عليه آلعين فلان صاد آلغزال آللي عليه آلعين .

وعيونها يا خوي تقول تفاح تفاح من آلشام مستوية

 وسنونها يا خوي تقول مرجان بإرض آلفلا يا خوي يضحكن ليه

وصديرها يا خوي تقول بستأن آلزهر ملان

ونهودها يا خوي تقول رمان رمان على أمها مستوية

يلي آلطلبة وآلموافقة إلاتفاق بين آلطرفين على آلمهر وآلبلصة ( ما يعطى لعم ولخال آلعروس نقد ليعيدة إليها كنقوط وقت زفافها ، وكان يترواح ما بين 10/20جنيها فلسطينيا في ذلك آلوقت آلمتاخر من العهد البريطاني ) ، أما المهر فكان يتراوح ما بين 30/70 جنيها فلسطينيا ، وتتصرف فيه آلعروس وأهلها في شراء ذهب للعروس ( سيغة ) وملابس (كسوة ) وصندوق خشبي مزخرف ، وبعض آلفرشات والأغطية ( آللحف ) ولوازم أخرى ، وقد يكون آلمهر قطعة أرض أو حاكورة بسب شح آلنقود في تلك الأيام .

وفور إتفاق آلطرفين على آلمهر وتوابعه تبدأ عملية ( إلاملاك) أو كتب آلكتاب بين ألعروسين ، بحضور آلعريس ومعهم ألشيخ ( آلمأذون الذي سيكتب آلكتاب " عقد آلزواج آلشرعي " ، إلى بيت العروس ، وحضور والد آلعروس أو ولي أمرها وإثنين من الشهود ، وبدون حضور العروس ، فآلعريس لا يرى آلعروس إلا ليلة آلزفاف .

وبعد كتب آلكتاب ، تطلق آلنساء آلزغايد لإشهاره ويتم إلآحتفال بذلك ، ويكرم آلعريس أو أهله آلمأذون ( آلشيخ ) بمبلغ نقدي ، وفي آلغالب يحدد موعد آلزفاف أو يوم حناء آلعروس يلية يوم أخذ آلعروس من بيت أهلها إلى بيت آلعريس .

لدى بدء آلعرس عند أهل آلعريس ، تبدأ مظاهر الفرح ليلا لعدة أيام ، وفي اليوم الذي يسبق الزفاف ، تحدد ليلة الحناء أو ليلتين " للعروس " وفيها تذهب أم آلعريس وأخواته وقريباته ومعهن آلحناء ، إلى بيت أهل العروس ، ويقمن بحناء رأس وأيداي وأرجل العروس وقريباتها والاطفال ، وتغني النساء فيُقلن 

حناك مرطب يا فلانه حنك مرطب يا هيه

حناك من مصر أنا جبته على جمال آلحج حملته

يا جمال آلحج ما أحلاكن ما أخضر ألحنا ع علاهن

الله أكبر ليلة حناها ليلة تتحنى ولا نراها

يا نجوم السما تسمع لغاها هالبنت آلشقرا آلحلوة آلمزيونا

ويقلن أيضا 

زارع الحنا ولا تهنا ما زرعته إلا عذاب أنا

زارع الحنا ع الحجلين خضبن البيض ع الرجلين

زراع الحنا ع المية خضبن البيض ع إيدية

وفي الوقت نفسه تتواصل آلسهرات ليلا من بعد صلاة آلعشاء في بيت أهل آلعريس

وفيها يمارس آلرجال آلدبكة آلمعتمدة على صوت الشبابه ( النّاي ) وآليرغول ، وآلسامر آلمعتمد على آلغناء آلجماعي ( آلبدع ) للرجال في صفين ، لكل منهما بداع ، ويكرر كل صف ما يقوله بداعه ضمن حركات متناغمة مع التصفيق .

ومما يقال في إفتتاحية آلسامر :

مسيك بالخير وحنا دوبنا جينا انزه القلب ونروح لإهالينا

صلي ع المصطفى ومحمد الهادي ومحمد اللي عليه النور وقادي

ع اليوم لنو الوطن بنشال فوق جمال وأرحل وآجي عندكم يا طيبين آلفال

يا دار يا اللي تلملم شملنا فيك بالشيد لشيدك حنّا لحّنيك

ويبدأ السامر أيضا بالقول :

مسيك بالخير نص الليل مسيك يا طلق ريحان جو القلب حطيتك

يا طير ياللي على كل بلاد نجوم ما جيبت يا طير من نحو الحباب علوم

جيتكم طير طاير ما عليه ريش لا نقل شعوري

وآجي على بلادكو درويش يا حباب ياللي مزارعكو

على الدربين وبخاطري تمرقوا واشوفكوا بالعين

ويقال فيه أيضا 

لا تطلعي على السلالم والهوى غربي لا تطلعي على السلالم وتجرحي قلبي

مريت عن دارهم عيان وباعني والحقت دار العدم راحن وخلني

مريت عن دارهم مرة بعد مرة واصبحت على فراق الوليف يما محيرة .

ويتخلل السامر رقصة آلحاشي ، حيث يقوم أحد آلرجال يحمل سيفا بحركات محددة بقصد التسلية ،   وفي صباح يوم آلعرس ، تنشط آلحركة باكراً في كل من بيتي أهل العريس وأهل العروس ، فيعمل أهل العريس على إنجاز " إلقرى "( ذبح الذبائح وطبخ لحومها  في قدور على نار آلحطب ، وطبخ الأرز الذي كان يفصل عن آلماء المطبوخ فيه باستخدام نبتة ألنتش أو آلزحيف ، أو طبخ جريشة القمح ، وعمل خبز الشراك على الصاج ) لتجهيز الغداء الذي سبق وأن دعي إلية إلانسباء والأقارب وآلمعارف لتناوله بعد صلاة الظهر في مضافة حمولة آلعريس ، ويجلب بعض آلمدعوين آلذبائح معهم كنقوط للعريس ، وغالبا ما يذبح أمامهم بتكريمهم ، ويقوم بعضهم بتقديم مبلغ من المال كنقوط للعريس،ويتم رصد كل من نقط العريس لسداده مستقبلا في أفراحه أو اتراحه ، وكان آلنقوط النقدي في تلك الأيام يتراوح ما بين 5/50 قرشا فلسطينيا .

وفي ألوقت نفسه وفي بيت أهل العروس يتم تجهيز العروس وتزيينها بمساعدة آلماشطة إذا توفرت أو بمساعدة قريباتها ، وتُصمد على آللوج ( تجلس على مقعد كبير مرتفع ) في بيتها ومن حواليها قريباتها يغنين لها ، بإنتنظار مجئ أهل آلعريس

أما العريس فيتم تجهيزه بمساعدة أقربائة وأصدقائه في حمامه ، وتغني له أمه وقريباته فيقلن

مبارك حمام العريس به الساعه الرحمانية وانت المللك يا عريس وإحنا الرعية

مرشوشة بالندى يا دار الفراح مرشوشة بالندى والمسك الفواح

وسموا على فلان سموا عليه وعابر الحمام وإخواته حواليه

طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه

وحال خروجه من حمامه ، يحيط به آلشباب من أقربائه وأصدقائه ، وبعد تطييبه أو 

تعطيره ، ترشه والدته أو إحدى قريباته عن بعد ، بالملح وآلقمح في إنتظار قدم العروس ، أما فيما يتعلق يجلب آلعروس ، فيتم تجهيز هودج ( خيمة صغيرة فوق رحل سرج الجمل ، تجلس فيها العروس لدى ركوبها آلجمل ) وتزين رقبة ورسن آلجمل ( الحبل الذي يقاد به آلجمل ) بريش آلنعام ، وتقود آلجمل أم آلعريس أو إحدى اخواته ، وقد أدنت من لباسها ليسترها جيدا ، بما في ذلك وجهها ويديها ( حيث كانت تمسك غدفتها آلتي تستر رأسها ووجهها باسنانها ، ويسير خلف آلجمل صفان من آلنساء يغطين روؤسهن بشالات من آلحرير ، يغنين فيقلن (1)

أول ما نبدي نصلي على النبي أولهم محمد وثانيهم علي

يخلف على أبو العروس يخلف عليه بالثاني

طلبنا النسب منه وأعطانا ريم الغزلان

طلبنا النسب منه أعطانا غزال مصور

يخلف على أبو العروس يخلف عليه خلفين

طلبنا النسب منه أعطانا بناته الثنتين

حال وصول الجمل إلى بيت أهل آلعروس ، يبرخ ( يرقد) باب آلدار ، فيذهب عم العروس وخالها لإستعجال خروجها من والدها الذي يأمر أهله بذلك فتخرج العروس برفقة والدتها وقريباتها وتكون مغطأة من الأمام بجلال ( غطاء من قماش الحرير ) لونه أبيض ( أحد شعرات آلقيسيه في فلسطين ، بينما كان لون جلال العروس الأمامي عند آليمينه أحمر)  ومن آلخلف بجلال أملس من آلحرير أيضا ، ويزين راسها بريش النعام على شكل دائرة ، ثم تركب على الجمل داخل آلهودج ، ويوضع في يدها سيف تشهره أمام عينيها ، 

وفي العادة يحمل مع العروس لوازمها في الصندوق آلخشبي ولوازم أخرى لبيتها الجديد ، وتغني النسوة للعروس لدعوتها للركوب على الجمل فيُقلن 

قومي إركبي قومي إركبي من حالك واحنا حطينا هدم ابوك وخالك

قومي إركبي قومي إركبي من يمك واحنا حطينا هدم ابوك وعمك

وكان والد العروس يحاول منع العروس من الخروج أحيانا مع الفاردة إلا بعد إستكمال بعض شروط آلزواج خاصة بلصة آلعم وآلخال ، فتسترضية النساء بالغناء فيُقلن (1)

                         يالله يا بي العروس يا خيّر وإرضى علينا

عادتنا نلبس آلأطالس مناسب غير الفوارس

عادتنا نلبس حريري مناسب غير الأميري

ثم تهاهي النساء ويزغردن فيُقلن 

تفاح ما نوكله مشمش بغدينا غريب ما نؤخذ نسبه بيخزينا

إحنا إن اخذنا بنوخذ من أهالينا لجل أرحلنا يظل ظعنه يبارينا

تفاح ما نوكله مشمش بيدرسنه غريب ما نؤخذ نسبه بوكسنه

إحنا ان اخذنا بنوخذ من قرابينا لجل بناته الثنتينه

يخلف ع ابو العروس يخلف عليه في الأول طلبنا النسب منو وأعطانا غزال مصور

نسايب نسايب ديروا بالكم لينا وإحنا ما تبعنا الزين وعلى الأهل مشينا

يخلف عليكم كثر الله خيركو فرينا القرايا ما لقينا غيركو

ويقلن أيضا

آجين الدوايميات هيلي بهيلي زي الغزلان الوارده على العيني

آجين الدوايميات يثياب الحبر ورجالهن قدامهن زي الوزر

يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الاول طلبنا النسب منه اعطانا غزال مصور

يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الثاني طلبنا النسب منه اعطانا جوز الغزلان

  وفي آلعادة ، يباري ( يسير بجانب ) آلفاردة بعض الخياله ( إذا توفرت الخيل ) ، ثم يتسابقون أمامها ، بينما آلنساء يغنين فيقلن:

بالخيل باروها ياشباب بالخيل باروها يا لالا

غالية ع بوها يا شباب غالية ع بوها يا لالا

بالخيل باروها ياشباب بالخيل باروها يا لالا

غالية ع عمامها يا شباب غاليةع عمامها يا لالا

ويصل ركب العروس إلى بيت العريس ، فتغني النسوة فيقلن:

يا قايد الجمل يا خية إمشي شوية شوية

الركبيته مهيىة والقايديته إعبية

يا ريتك مبروكة يا ريتك سبع بركات

كما بارك محمد ع جبل عرفات

ثم ينوخ آلجمل ويبُرك على الأرض ، وتلصق قطعة من آلعجين على مدخل بيت العريس ، وتنزل آلعروس ( وتدُوس بيضة وتتبادل الأحذية مع آلعريس قبل دخولها البيت إذا كانت قد تزوجت على ضرة ) محاطة برعاية قريباتها وقريبات العريس ،وتجلس في مكانها على اللوج( مقعدين كبيرين متجاورين ومرتفعين ) وسط مهاهاة النساء وزغاريدهن ،  وتبدا آلنساء بآلغناء فيُقلن 

جبناها ويجينا يا خليلي على عين العدى والمبغضين

جبناها ويجينا يا خليلي عقبال آلصدقى وآلمحبين

بقت ليكو صارت لينا الفلاحة صارت سعد يدرج على آلطراحه

بقت ليكو صارت لينا النشمية صار سعد يدرج على العلية

يا ريتك مباركة علينا يا مليحة وتبكري بالصبي وفرشو بالريحة

يا ريتك مباركة على محمود وعياله تبكري بالصبي وتملي داره

وبعد قليل من آلوقت ، يدخل العريس للسلام على عروسه ، فتنطلق آلهواهي تتبعها الزغاريد وتعني النساء فيُقلن

إرفع جلالها وإجلس بين الجوامع لا تعبس

هذي بنت فلان يرفع رأسك في كل مجلس

خدوها يا دار فلان ولا إنتو من النادمين

هذي بنت فلان بتنعطى للسلاطين

ولدى جلوس العريس بجانب عروسه بعد رفع جلالها وآلسلام عليها ، تغني آلنساء الترويدة فيقلن فيها

يا صاحب آلزيت صب آلزيت في الطاسه فلانه مليحة وسلايلها ع راسي

يا صاحب الزيت صب الزيت في الصندوق فلانه مايحة وسلايلها ذهب منقود

وفي المساء تبدأ الجلوة وترقص آلعروس أمام العريس ثم يرقصان معا ، بحضور النساء آللواتي يباشرن آلغناء بصوت هادئ فيقلن 

وصلتك يا منقشة خطيبتي ما جبتها الا لما انكتت ذخيرتي

وصلتك يا منقشة بأم الحلق ما جبتها الا انكتيت من الخلق

لما يغيب القمر وينام أبو شيبة وفرحك يا ولد ع دق الدريبة

لما يغيب القمر وينام جيراني وفرحك يا ولد دق ذرعاني

  • العادات في حالة الوفاة 

لدى وفاة أحد أبناء آلقرية يغسل ويكفن ويحضر غالبية آلرجال والنساء ، وخاصة حمولة آلميت ، الى بيت آلمتوفى في البداية ، وفي بعض الأحيان كان تحضرشاه ليمر عنها نعش الميت لدى إخراجه من آلبيت وتسمى " ونيسة الميت  وفي الوقت نفسه يتم تحديد الحمولة ، التي ستقوم بعزومة الميت إكراما لإهله وحمولته ، وفي الغالب كانت الحمولة آلقريبه من حمولة الميت هي آلتي تقوم بذلك وتوزع تكاليفها على أسرها ، ثم يشارك الرجال في موكب آلعزاء ، ليصار إلى الصلاة 

عليه ( صلاة آلجنازة ) ثم دفنه ، وتلقينه والدعاء له من قبل أحد الشيوخ ، مع تأمين الحاضرين ( قولهم آمين ) ، وقبل إلانصراف عن الصحرأ أو آلفسقية ( مغارة المقبرة العائلية الخاصة ) يتم تعزية أهل آلمتوفى في موقع آلدفن ، ودعوة أهل الميت ومن حضر الجنازة لتناول الطعام ، فيعود الرجال إلى مضافة الحمولة أو العائلة التي سبق وأن اخذت ( عزومة أهل الميت ) ويقدم الطعام اليهم .

وبعد ذلك يتجمع أهل وحمولة الميت في مضافتهم أو مكان مناسب ، لإستقبال المعزين من داخل القرية وخارجها والذين غالباً ما كانوا يحضرون معهم بعض الذبائح أو غيرها مما يقدرون عليه معيشيا ، ويستمرون في العزاء لثلاثة أيام ، يتخللها  أحيانا مواعظ أو قراءات من الذكر آلحكيم من قبل بعض آلشيوخ ، ويتم أيضا تضييف الحضور بالقهوة الساده .

ويختتم العزاء بعمل وليمة " عشاء أو فُقده عن روح المتوفى ، ويقوم بها أهله ، ومن مظاهر آلماتم ( الأتراح ) الحزن والحداد الذي يستمر أربعين يوما وتقلب خلاله بكارج القهوة في آلمضافة أو بيت العزاء ويمنع إقامة الأفراح وإلأحتفالات .

أما النساء فمشاركتهن كانت تتم في بيت المتوفى فيقمن بتقديم واجب التعزية لنساء المتوفى وكن أحيانا يقمن بمشاركة نساء المتوفى في النّوح عليه ، ومما تقوله آلنساء في هذا الموقف الحزين (1) :

يا بيت الشعر في السهل مدنه يا ثوب الحرير على السبع قدنه

يا بيت الشعر في السهل مدنه يا ثوب الحرير على السبع قدنه

قليبي يا قليبي ليش بتوجعني يا خي الحنين ليش بتدفني

دفنتك يا خوي غصبن عني

يا خوي شرين ذخيرة وناعينيك لن صارت كسيرة

يا خوي وشرين بمالك وناعينيك لن قلت رجالك

يا خوي وشرين بكل المال كل المال ما يسوى خشوش الدار

وكانت آلمراة من نساء آلمتوفى تقد ( تُمزق ) ثوبها من فتحة آلصدر وتقوم بالصراخ وآلتحسر ولطم الوجه والصدر ونفل الشعر ، وكان ذلك يستمر خلال أيام 

العزاء الثلاثة ، أولأيام أكثر ، ومنهن من يصبغن ملابسهن ( الثوب والغُدفة – أي غطاء الراس ) بالنّيلة آلزرقاء ويلبسنها لمدة أربعين يوما هي فترة الحداد ، وفي أول يوم خميس بعد إنتهاء آلعزاء ، كان أهل الميت يخبزون المخمرات ( خبز أضيف اليه الكركم وزيت الزيتون ) وآلمتلوت وآلمطبق ( خبز مرقوق مضاف إليه زيت الزيتون أو السمن البلدي ) يضاف إليه السكر أحيانا ، ويستقبلون من يشاركهم  في ذكرى الميت ، وكانت نساء المتوفى تذهب الى الصحرأ ( المقبرة ) ويوزعن المخبوزات آلمذكورة عن روح الميت .

  • العادات في حالة ولادة مولود جديد

كان من عادات آلناس بالقرية قديما إعتبار آلطهور من المناسبات آلمهمه في حياة آلعائلة وكانت تحرص كل عائلة على هذه العاده وبالتحضير لها فكانت تقام ليالي الفرح إذ يقوم ألمطاهر( الشلبي) (1) وأحيانا يكون آلمزين أو الحلاق من يقوم بمهمة ختان الطفل حيث يكون معه أداة العمل وهي غالبا ما تكون موس ، وقطعتين من العيدان وقليلا من آلسلفات ( آلنشادر ، وتقوم بداية المهمة آن يطلب من الطفل النظر للعصفوره إلى أعلى خلالها يكون قد أنهى عمله فيعلو صراخ آلطفل من الألم ،وتبدأ النساء بالأغاني

طهروا يا مطاهر وناوله لامه .

يا دمعة محمد بللت كمه .

طهروا يا مطاهر وناوله لابوه .

يا دمعة محمد  بللت ثوبه .

يا الله يا شلبي يالله عليك .

لا توجع محمد بزعل عليك .

مظي موسك وخفف ايدك .

طهروا يا مطاهر وناوله لابوه .

يا دمعة المدلل بللت كمه .

وتقدم آلهدايا للأقارب وكان الطفل يلبس ثوب جديد ،وأحيانا إمه تلبسه صيغتها ( آلذهب ) وفي بعض الأحيان كان يزف على جمل ويلف الحاره به وكان يحصل سباق بين الخياله إبتهاجا بالفرح ، أيضا كان يربط منديلا على عينيه وتقود الجمل إمراة تلبس ملقة ، ويتم يتم تحضير آلطعام مثل آلعرس تماما ، ويسمى هذا الطعام(آلغديرة)(1) ويضعون أمام الطفل منديل ويقوم أقاربه ممن شاركوه هذا المناسبة بوضع النقود على المنديل ( نقوط ) .

  • عادات موسمية خاصة

لم يترك آلموروث آلشعبي حادثة أو مناسبة إلا وربطها بقصة أو مثل تتناقله الأجيال، وكغيره من الأحداث وآلمناسبات، زخر فصل آلشتاء بعدد كبير من القصص والأمثال، ومن أهمها قصة خمسينية الشتاء والسعودات فأهل الدوايمة كانوا يطلقون هذه التسميات على الأحوال التي تواكب حلول فصل الشتاء وكانوا يقومون بإداء صلاة الإستسقاء في وقت تأخر موسم الأمطار لإعتماد أهل القرية عليه بري المزروعات وسقاية الحرث . 

وكانوا وقت دخول أربعينة الشتاء التي تمتد من 21 كانون أول حتى نهاية شهر كانون كانون ثاني الوقت الذي يدخل البرد القارص للقرية سيما وإنها في موقع مرتفع يلجأ الاهالي إلى إستعمال مدافئ الحطب في البيوت وآلمضافات .

وتتلخص قصة سعد السعود وسعد الخبايا وسعد بلع وسعد الذابح.... فمعظمنا قد سمع بسعد الذابح أو سعد الخــــبايا أو سعد السعود أو سعد "ابلع" أو البلع، لكن قليل ما لا يعلم أو يعرف قصتها أو المناسبة التي دفعت أجدادنا إلى إطلاق هذه الأســـماء بعينها

على هذه الايام المحددة من الشتاء 

تروي القصة التي تداولها التراث الشعبي حتى يومنا هذا، أن شاباً يطلق عليه إسم "سعد" قرر السفر، وكانت الأجواء دافئة عندما قرر الخروج خلال فصل الشتاء، وقد نصحه والده بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد سواء من الفراء أوالحطب إلا أن سعداً لم يستمع إلى نصيحة أبيه وبعد أن قطع سعد منتصف الطريق، تغير

 الجو فجأة وأصبح البرد قارساً فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج، ولم يكن أمام سعد سوى أن يذبح ناقته التي يملكها ليحتمي بأحشائها من شدة البرد. لذا سميت هذه الفترة التي تمتد من 1-13 شباط/فبراير بـ "سعد الذابح وبعد أيام شَعَرَ سعد بالجوع ولم يكن

أمامه إلا أن يأكل من لحم الناقة، وبذلك أطلق على هذه الأيام "سعد ابلع""، وتمتد من 13 شباط-25 شباط. وبعد أن انتهت العاصفة وأشرقت الشمس فرح سعد واحتفل بنجاته وسمي "سعد السعود "الذي يبدأ من 26 شباط حتى 10 آذار وقام سعد بعد ذلك وخوفاً من أن تتكرر العاصفة مرة أخرى، بصناعة معطف له من وبر الناقة، كما أخذ من لحم الناقة المتبقي، وسمي "سعد، الخبايا" وهي الفترة الممتدة من 10 آذار-22 آذار وتصادف بداية الاعتدال الربيعي يُشار إلى أن الخمسينية تتكون من خمسين يوماً، تبدأ يوم 30 كانون الثاني/يناير من كل عام وتنتهي بتاريخ 22 آذار/مارس، وسواء كانت قصة خمسينية الشتاء والسعودات صحيحة أم لا، فهي تبقى من تراثنا الشعبي الممتد منذ مئات السنين والذي يحمل العبر والحكم والقصص. 

 آلزي الشعبي للرجال والنساء

الدوايمة واحدة من القرى الفلسطينية المدمرة ، وإذا كنا فقدنا الرش والمسكن مؤقتا ، فعلينا الحفاظ الحفاظ على تاريخنا وذاكرتنا ولباسنا وثقافتنا وفننا آلشعبي ،وقبل ذلك كله ،قيمنا وتقاليدنا الاسلامية ، فاللباس هوية وعلينا توثيقه والإعتزاز به ، لإننا نفقده وفي الوقت نفسه غيرنا ينتحله ويّعيه ، وعليه سيسعرض الباحث الملابس الشعبية للدوايمة لغاية النكبة عام 1948م وما بعدها بقليل : 

  • ملابس النساء : يصف الباحث موسى عبد السلام هديب في كتابه ( قرية الدوايمة ، ، دار الجليل ، عمان ، 1985م ، ص 68 ) ذلك فيقول ، يشكل لباس المرأة المحتشم  وزينتها ، أبرز الصفات المميزة لنساء الدوايمة ، ولا  غرابة إذا قلنا ، أن الرجل كان لا يعرف زوجته أو أمه أو اخته .. وهي تمشي خارج البيت ، من شدة التحجب ، فكن يلبسن بلا إستثناء ، ثيابا سوداء طويلة ، مطرزة بألوان متعددة ، بكل عناية ودقة ، ويضعن فوق روؤسهن عراقي ( جمع عريقية )(1) وأغداف ( جمع غدفة )(2) مطرزة وغير مطرزة ، وكن يلبسن في أيديهن أساور من فضة ، نوع حيدري ومصري ، وخواتم،  في أرجلهن ، أحذية من الكاوتشك متعددة الألوان ،وكانت آلمراة تشد وسطها بحزام من آلصوف ، لونه احمر ......
  1. العريقية : طاقية من القماش المطرزة يدويا بالحرير ، يثبت عليها من الأمام والخلف صف واحد من النقود العثمانية ( التركية ) الفضية من الريالات والوزريات ، ولها زناق ( رباط) يمر أسفل الذقن ، يتدلى منه محنكة ذهبية ( دوبلية ) .
  2. الغدفة : قطعة قماش من شاش أبيض ثقيل ، مطرزة الأطراف يدويا وبشكل خفيف ، تغطي الرأس وتى أسفل الظهر ، وهي لباس الراأس للمرأة .

 وتميز المراة المتزوجة من الصبية أو العانس ، أن الصبية ، كان يتدلى على جبهتها قطعة فضية ، مستديرة الشكل ، تسمى ريال أبو ريشة ، أو ريال ابو عمود وقطعة أخرى تحت العنق أحيانا في حين أن المتزوجة ، يتدلى تحت عنقها دوبليةذهبا فقط ، والقادرون يلبسون نساءهم مخمسيات ( جمع مخمسية)  كما تزيبن جبهتها بقطع ذهبية صغيرة الحجم تدعة خيريات ( جمع خيرية ) ورباع ( جمع ربعية ) ( أجزاء من الليرة آلعثمانية آلذهبية )....وتنفرد العجائز ، وصغار البنات ، بلباس آخر ، فالعجوز مثلا كانت تلبس ثوبا اسود غير مطرز ، وحزاما من الصوف أسود أو أزرق أو أخضر ، وعلى رأسها غدفة بيضاْ أ, مصبوغة بلون أزرق ( بالنيلة ) ، وعريقية قليلة الزينة والزخارف ، موشحة بخرز أصفر وأحمر وأزرق .... ويتدلى تحت عمقها ريال ابو ريشة من فضة ...

ب- ملابس الرجال : يصف موسى هديب ، ملابس الرجال للدوايمة فيقول :" كان الرجال يلبسون في العهد التركي ، ثيابا بيضاء وعباءةسوداء أو حمراء ، وفوق روؤسهم عمامة حمراء من الحرير ( كفية ) ، وشاع أيضا لباس الطربوش العثماني، حوالية لفة من الشاش بألوان متعددة ( كفية مسيخ ) .

في العهد البريطاني ، أستبدل الثوب بالقمباز(1) والجاكيت (2)، أم اللباس الحديث الحديث ( قميص وبنطال ) ، فقد شاع في القرية في غضون الثلاثينات من هذا القرن الماضي ( قرن العشرين ) ، وبدا بين الشباب ، ولما اشتد عود الثورة الفلسطينية في تلك الفترة ، استبدل الرجال بناء على رغبة الثور ، العمامة والطربوش ، بالحطة والعقال ، ومن ملابس الرجال السروال ، وهو من القماش الابيض ، متسع من الاعلى ، ويزم بشريط من طرفه الأعلى ويتدلى من الخلف على شكل لية ، وتضيق أرجله ابتداء من الركبة وحتى القدم ، ولبسوا أيضا الفروة(3) ، أما لباس الاولاد الذكور ، فكان الثوب من أي قماش وطاقية تلبس على الراس .

أما احذيتهم فكانت من الكاوتشك وكان يطلق عليها إسم " وطا " ، ولكن لم يستخدمها الكثير منهم ، وكانوا يفضلون السير حفاة ، وينطبق ذلك على النساء فكن يفضلن السير حافيات للتحطيب وجلب المياة ،وكن يضعن أحذيتهن تحت آباطهن .

ومن الجدير ذكره حوالي ثياب النساء ، أنها كانت تصنع من قماش التوبيت الحبر الاسود ، وكن يطرزنه يدويا بالحرير بألوانه المختلفة ، ولكل جزء من بدن الثوب تطريز خاص ، فقبة الثوب لها تطريز أشبة بلوحة فنية ، وكذلك آلأمر بالنسبة للعروق على جانبي الثوب ، والتي تشمل أشكالا فنية تحاكي العناصر الموجودة في البيئة ، من أشجار وأزهار ونجوم وأشكال هندسية وأدوات وحيوانات .

  • الأكلات الشعبية

كان أهالي قرية آلدوايمة آلمنسف وآلبرغل آلبلدي وآلثريد ( الفت ) في آوقات آلعزائم وإقامة الولائم لمن ياتون ضيوفا ويحلون بالمضافة ولم يذكرإنهم كانوا يستعملون الأرز في وليمة المنسف إلا ما ندر 

وكان أهالي القرية يطبخون آلمجدرة وتتكون من خليط الأرز والعدس الحب  ومفتلة عجين وبندورة ورقاقة عجين وعدس ولبن جميد في شهر رمضان بالأضافة الى بعض سلطات الخضار والمحاشي والزلابية والعنبية والعسل ، وكان أهالي القرية يطبخون الفريكة وآلجريشة مع عصير بندورة ولبينة ( أزر مع لبن) .

  1. القمباز : قماش سادة أو مقلم ، يغطي جسم الرجل من الكتفين حتى القدمين ، ليس له قبة ، وهو من الأمام ، ردتان ( قطعتان ) وكل ردة ثلاث قطع متصله ، وله أكمام طويلة .
  2. الجاكيت : من القماش القمباز أو غيره ، متوسط الطول أو يطول حتى الركبة ، ويلبس فوق القمباز .
  3. الفروة الصوفية وكانت تصنع من جلود الضان ، بحيث يكون الفرو للداخل ، ويغطى الجلد من الخارج بقماش من التوبيت الأسود أو الكحلي أو أي لون آخر ، وهي لباس خارجي وكانت تلبس في الشتاء 

وكان أهالي القرية يطبخون الزفاف آلمناسف وآلمفتول في يوم الزفاف وكذلك يطبخ في يوم العزاء .

وأما الحلويات فكانت المهلبية والمخبوزات آلتي يضاف اليها السكر أوالعسل   . 

  • آلأمثال آلشعبيه 

درج أهل آلدوايمة على آلنطق بعبارات محكمة هي مجموعه من الأمثال آلشعبية خلال تعاملهم آليومي ، تناقلوها بالتواتر وآلتوارث من تجارب أسلافهم عبر مئات السنين ، فأصبحت لهم عبرة تضبط سلوكهم ، وإرتقى بعضها إلى مستوى آلحكمة يقتدون بها في حياتهم ، وهي في الحقيقة تدل على صفات مجتمع أهل القرية ومعاييره الأخلاقية ، ويتعاملون معها بثقة لحل مشاكلهم ، فهي خبرة مكتسبة نتجت عن حل لمشاكل مشابهة حدثت في الماضي وأصبحت عبرة ، وعلى العاقل إستخدامها في مواقف مشابهة .

هذا وتتشابه الأمثال الشعبية  في قرية الدوايمه كثيرا مع نظيراتها في القرى الفلسطينية خاصة قرى منطقة الخليل وإن إختلفت بعض الكلمات في عبارة المثل الوحد ، وأحيانا تتعدد العبارات للمثل آلواحد ويكون بعضها خادشا للحياء ، وفيما يلي مجموعة من الأمثال آلشعبية لأهل القرية : 

  • الشبعان بفت للجعان فت وني .
  • رخاوة الحزام تورث الدبر 
  • ناقص العورة مكحلة 
  • إنت كبير وأنا كبير مين بيسوق الحمير .
  • كون مديّر ولا تكون محير .
  • الحجر محله قنطار .
  • إن خف الحليب قلت قيمة الراعي . 
  • لولاي ركتبك على حصاني ما دسيت إيدك في خرجي .
  • القرد في عين امه غزال .
  • صد القرد لمعط الجلد .
  • على قد فراشك مد رجليك .
  • إذا كبر إبنك خاويه.           
  • وأمثلة أخرى:
  1. نفس الرجال يحي رجال ،
  2.  يا رايح كثر ملايح
  3.  العتب على قدر العشم .
  4. الضيف ضيف الرحمن .
  5. اللقم تدفع النقم .
  6. لاحق العيار لباب الدار .
  7. مكان الضيق بسع مية صديق
  8. طنجرة ولقت غطاها .
  9. إرفع دقنك سال الدم 
  10. لولاك يا لسان ما عثرت يا قدم .
  11. آلردي ردي لو ذبح كل يوم جدي .
  12. بدك تفضح زلمه سلط عليه مره .
  13. نط من قاع القفة على ذنيها .
  14. آللي بدو يصير جمال ، يوسع باب داره .
  15. إطعم التم تستحي العين .
  16. الجمل ما بيشوف عوجة رقبته .
  17. سوس الخشب منه فيه .
  18. إبن آلحلال عند ذكره ببان .
  19. عليك بالدرب ولو دارت وبنت العم ولو بارت .
  20. عيش الرجال على الرجال قرضة وعلى الأنذال صدقة .
  21. اللي بيقلها جوزها يا عورة الناس بتلعب فيها الكورة .
  22. تحت السواهي دواهي .
  23. مية جبان ولا قول الله يرحمه .                                                                                           
  24. أوقات التسلية والفراغ :

كان غالبية أهل قرية الدوايمة يقضون وقتهم في العمل بالحقول ويتخلل ذلك أوقات للتسلية بالجلوس في الجوامع ( آلمضافات ) وممارسة بعض الالعاب الشعبية لان القرية كانت تخلو من المقاهي إلا في وقت متأخر ، وأما الألعاب التي كان يمارسونه 

  1. لعبة السيجة : وهي عبارة لوحة مربعه ومجزأه الى 49 مربع يوضع في ثماني واربعون منها حصى ، على أن تكون كل 24 مربع لون واحد وتبدأ اللعبه بنقل الحصى في آلمربعات وهي لعبة للرجال كبار السن .
  2.  لعبة آلصينية : وهي من الألعاب المسلية في السهرات وتحتاج إلى مهارة وخفة يد ودقة آلملاحظة في حركة آلفناجين ويكون فريقين للعب في هذه وهي خاصة للرجال ايضا .
  3. الكورة أو آلتشورة : وتمارس هذه  آللعبة بأرض منبسطة خالية من آلحجارة أو الأرض التي تخلو من المطبات وآلحفر ، وأدواتها المضرب وكرة من آلصفيح ويكون فريقين بيد كلا منهم مضرب ويحدد المرمى بحجرين يبعد كل منهما عن الأخر مترين أو يتم حفر حفرتين بنفس البعد ، وتكون المبارة تقريبا أشبه بكرة المضرب .
  4.  لعبة آلدرو : وهي لعبة خطره وتقوم على آلركل بألآرجل وخطورتها بأن يقوم أحدهم بوضع قطعة حديد في مقدمة حذائة بقصد الإيذاء
  5.  لعبة آلسبع حجارة ( آلسبع شحف ): وتتكون هذه آللعبه من وضع سبع بلاطات أو حجارة مبسطه فوق بعضها ومن ثم يقسم الأطفال إلى مجموعتين أحدهما تكون دفاع وأخرون بحوزتهم طابه إسفنجية تلقى بإتجاه آلحجاره من مسافة 5 متر تقريبا .بحيث يصار إلى دفع آلطابة لإصابة الحجارة لتحسب جولة الفوز بتكرار ذلك . 
  6. لعبة القال : وهي عبارة عن سبع حصيات تلقف في اليد الوأحده بين شخصين .
  7. لعبة آلحبله : وهي لعبة رياضية بحيث يمسك حبلا من طرفين ويقوم الثالث بالقفز فوق الحبل بالحجل ، ودون ان يلمس الحبل وإلا يكون خاسرا .
  8.  لعبة الطاقية : يجلس مجموعة أطفال على شكل دائرة ويقوم طفلا ومعه طاقية بالطواف خلف الأطفال وينشدون ، طاق طاق طاقية شبكين بعلية والبقية ترد رن رن يا جرس حول وإركب على الفرس ويقوم بوضع الطاقيه خلف أحدهم دون أن يشعر فاذا طاف الولد ولم ينتبه أن من وراءه الطاقيه يخرج من اللعبه .

ومن الألعاب الأخرى (1) : البتش ، وآلغميضىة، وآلحابه   

وأبرز الرياضة التي تمارس هي سباق الخيل ، والسباق بين مجموعه أشخاص (الجري) وكانت تقام في موسم آلنبي موسى، مهرجان يرعاه كبار القرية كالمخاتير وآلشيوخ وبعض آلضيوف من آلقرى المجاورة التي ترتبط الرجال  بعلاقات صداقة وكانت تمتد تلك السهرات لغالبيتهم في آلجوامع ( آلمضافات والدواوين ) والتي وصل عددها نحو 16 مضافة في القرية .

وأما إجتماعات النساء فكانت شبه نادرة لان مجتمع الدوايمة كان محافظا
 وعصاميا ، وكان يؤطر المراة ضمن حدود ضيقة في الحركه إلا في أوقات مناسبة الزواج أو ما إرتبط بذلك من المباركه أو زيارة آلعروس في بيتها الجديد ولا تكون وحيدة بل في إطار مجموعه من آلنساء القريبات كالأخوات أو بنات العمومه أو آلحموله آلواحده. 

 وأيضا يساق ذلك على آلماتم أو ما شابه ذلك من مناسبات تستدعي تواجدها دونما وضع قيود عليها .