الموقع والمساحة - الدوايمه - قضاء الخليل

أُنشئت قرية الدوايمة على تل صخري جيري يرتفع 400 – 410 متر عن سطح البحر ، ضمن السفوح الغريبه لجبال الخليل جنوبي فلسطين التي تنحدر تدريجيا باتجاه ساحل البحر الابيض المتوسط في الغرب ، وبإتجاه هضبة النقب في الجنوب 

فهي تشكل منطقة إنتقالية بين جبال الخليل (1) في الشرق وساحل البحر آلأبيض المتوسط في الغرب ومنطقة بئر السبع جنوبا .

وتقع الدوايمة وهي قرية كنعانية عربيه إلى الغرب من مدينة الخليل وتبعد عنها نحو 27 كم ، وهي إمتداد لأراضي بئر السبع سيل الجبارات التي تبعد عن هذه الاراضي 18  كم من الجهه الغربيه ،  وقد أسماها الكنعانيون "بُصقة" أي "المرتفع" وقد ذكرت بهذا الأسم في العهد القديم ، ونزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة "بيتا واحيم"...وتحيط بها  إذنا من الشرق ودورا من الجنوب والجنوب الشرقي وبيت جبرين من الشمال والقبيبه ، وقد إستفادت القرية في السنوات الاخيرة قبل النكبه من موقعها الجغرافي فاقيم فيها سوق الجمعه ،أو سوق البرين ( كما يطلق عليه الأهالي ) لتبادل منتوجات منطقة الجبل في الشرق ومنطقة الساحل في الغرب .

و بعد نكبة عام 1948م وتهجير سكانها العرب قسراً منها أقيم على أنقاضها عام 1955م مستعمرة "أماتزياه" اليهودية و دعيت باسمها هذا نسبة إلى "أمصيا" (2) أحد

ملوك المملكة اليهودية (3) الذي امتد حكمه من "800- 783 قبل الميلاد ومن جرائمه قتله عشرة آلاف "آدومي" و سبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت وأتى بالأسرى إلى البتراء شرق نهر الأردن وأمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعا ، وترتفع الدوايمة  350 م عن سطح البحر.

ونتيجة الموقع آلجغرافي المعزول نسبيا لمنطــــقة الدوايمة وكثرة الكهوف الطبيــعة 


 ( المّغّر) والتجويفات آلصخرية التي تتجمع فيها مياة الأمطار ، توفرت مساكن طبيعية محمية ، لجأ إليها في بداية ألقرن ألثامن عشر الميلادي وخلال فترة الحكم العُثماني الأخيرة حيث ضعف الأمن في جنوب فلسطين ، جماعات من المناطق المجاورة هجرت مسكنها آلاصلية بسبب صراعات محلية (1)، أو غارات ّالبدو (2) ، أو آلاوبئه أو آلمجاعات وضيق العيش و إستبداد القوى المحلية الحاكــمة ( آلأسر المتنفذة) (3) أو النكبات التي حلت ببعض الأسر بسبب القمع العثماني للثورات في فلسطين ،أو مرافقة الحملات العسكرية العابرة لآرض جنوب فلسطين أو هربا منها ،وسكنت في تلك الكهوف أو بقربها في البداية .

وفي رّواية اخرى كان إسم موقع قرية الدوايمة " منطرة ظُويمّر " وكانت خالية من السكان ومن ضمن مناطق إرتحال بدو بئر السبع في منطقة النقب الشمالي ، وأُطلق عليها هذا الأسم لكونها تحت حماية الشيخ ظُويمّر من عرب التَرابين من بئر السبع الذين كانوا يجوبون المنطقة خلال إرتحالهم .

ولما كانت المنطقة خالية تقريبا من السكان إلا من بعض الخَّرب ، لذا أخذت تستقطب الجماعات القاطنة في الكهوف والخرب المجاورة والتي تكاثرت والتي أخذت تبحث عن منطقة سكنية تناسب أعدادها المتزايدة ووقع اختيارها على المنطرة المذكورة ، وأول من سكن الدوايمة هم الزعاترة وجاءت بعدها بعض الجماعات مثل الصبحاية لدى قدومهم من معصبة / المجدله الذين انتقلوا من خربة المجدلة القريبة ( غرب الدوايمة ) الى الموقع الجديد ، ثم قدم أولاد الشيخ علي بن عبد الدايم وبرفقتهم العامري بدءاً بالمناصرة وهديب (4) ، وبقية أولاد الشيخ علي إلى الموقع الجديد بعد أن تكاثروا في موقعهم السابق في جبل الشيخ علي غرب الدوايمة ، ولما توفي الشيخ ، اقيم له مقام بعد وفاته واعتبرت المنطقة المحيطة به وقفا عليه (5) .

وهناك اعتقاد شائع بين أهل الدوايمة يفيد أن الاراضي التابعة لوقف الشيخ علي ، منحت له من الشيخ ظويمر السالف الذكر(6) ، وقد عرف التجمع السكاني في الموقع ________________

  1. قدوم الزعاترة الى خربة المجدلة من خربة البرج كما اسلفنا ثم انتقالهم الى الموقع الجديد الذي نشا الى جانب الصبايحة 
  2. قدوم الصبايحة من خربة معصبة الى الموقع الجديد الذي أنشى فيما بعد وسمي بالدوايمة كما ذكر نتيجة غارات عرب الجبارات .
  3. مثل العصفوري ثم العزة في بيت جبرين ، وعبد الرحمن عيسى عمرو في دورا والخليل ، ومحمد عبد النبي العمله في بيت أولا 
  4. رواية الحاج أحمد علي مسلم أبو صبيح ( مواليد 1937م )
  5. كتاب قرية الدوايمة ، موسى عبد السلام هديب ، ص 46،44
  6. احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 75

الجديد المذكور باسم الدوايمة ، نسبة الى غالبية ساكنية وهم أحفاذ الشيخ أحفاذ الشيخ عبد الدايم  وذلك في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي أي حوالي عام 1800 م .

وخلال النصف الاول من القرن التاسع عشر الميلادي / القرن الثالث عشر الهجري ، اي قبل عام 1850 م وما بعده بعقدين من الزمان نشطت الحركة السكانية بسبب إعادة تموضع بعض سكان القرى الفلسطينية وبعض عشائرها وبعض عائلاتها ، نتيجة اشتباكلت الحروب الاهلية وتحالفاتها في فلسطين بما فيها فلسطين والتي بلغت أوجها خلال الفترة من 1840- 1860م ، إذ استقطب الموقع الجديد جماعات أخرى ( عائلات )(1) من غزة ومصر والقرى الفلسطينية المجاورة في فترات زمنية متلاحقة ، وتزايدت احتياجاته الامنية والاقتصادية ، مما شكل مركزا عمرانيا جديدا اسمه (الدوايمة ) بين قريتي إذنا في الشرق وبيت جبرين في الشمال والقبيبة في الشمال الغربي ، ودورا في الجنوب والجنوب الشرقي ، وكان تابعا إداريا لمدينة غزة في البداية ثم لقرية بيت جبرين ولمدينة الخليل .

___________________

  1. بلادنا فلسطين ، مصطفى مراد الدباغ ، ج5 القسم الثاني ، ص 284
  2. مدونة فلسطين 
  3. مدونة فلسطين