روايات أهل القرية - الدوايمه - قضاء الخليل

وكانت صحيفة حداشوت الإسرائيلية أول من اكتشف المجزرة وأعلنت عنها في العام 1984، وكتبت تقول إن مختار قرية الدوايمة قد ذكر أن (75) شخصاً من المسنين قد قتلوا في المسجد وهم يؤدون الصلاة ظناً منهم أن الجيش الإسرائيلي لا يقتل الشيوخ وهم يسجدون للمولى عز وجل، وقتلوا (35) أسرة اختبأت في مغارة خارج القرية وأرغمت على الخروج وأطلقت عليها النيران، وقتلت جميع الأسر العربية، وقتل الجيش الإسرائيلي كل من رآه في شوارع القرية أو وجده في منازلها.

روايات ابناء القرية عن المجزره ( من شاهدي العيان )

عدد الذين أُستشهدوا أو نجو من مجزرة طور آلزاغ من أبناء آلقرى المجاورة : لا توجد إحصائية لعدم معرفتهم جميعا .

عدد الذين إستشهدوا في آلمسجد من أبناء القرى المجاورة : لا توجد إحصائية لعدم معرفتهم جميعا .

شهادة تتعلق بمجزرة مسجد آلزاوية عام 1948 في الدوايمة 

النص مقتبس من :(كتاب موسى هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 120)

الشاهد : خليل محمد محمود سليم هديب 

عمره وقت آلحادثة : 10 سنوات 

عمره وقتآ آلشهاده : 40 سنه 

مكان الشاهد وقت آلحادثة : بيته وكان ملاصقا للمسجد المذكور ويطل عليه .

" ما أن وقفت تلك آلسيارات عند باب المسجد ، حتى قفز الجنود بأسلحتهم ودخلوا وهم يقهقهون ، فأخذ الشيوخ والدراويش ... يستعطقفون الجنود حتى لا يقتلوهم ، فرد أحدهم : عربيم لازم تموت عشان تروح عند الله ... المزيد من إطلاق النار ، والشيوخ يتشاهدون : أشهد أن لا إله إلا الله ، وصوت إمام المسجد ( محمد مصطفى الغوانمه ) : أخ ، الله ، ثم طلقة ، فإنقطع الصوت ... وسمع أحد آلدراويش يقول : يا عظيم يا الله ، فصرخ الجندي : موت إنت عظيم ، فطلقة ، فإرتطام ... دأرت محركات السيارات ، وسمعهم يقولون : عربيم إمش ، رآفقها ضرب بالأقدام وقهقهة .. ثم سمع أحد الجنود يقول : إركب خبيبي في آلسيارة ، بعد شوية ترتاح مثل إصحابك ..

ويضيف إنه لم يجرؤ أحد من أهله على آلخروج من آلبيت إلى آلمسجد حتى عم آلظلام ، فوجدوا بعض آلشيوخ وآلدراويش الذين كانوا مقتولين في أروقة آلمسجد وفنائه آلخارجي ...

شهادة اُخرى تتعلق بما حدث في آلمسجد

آلنص مقتبس أيضا من كتاب : ( أحمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 216 ) 

آلشاهد : خطيب صلاة آلجمعة في آلمسجد ، آلشيخ محمد سربل .

مكان آلشاهد قبل وقوع آلحادثة بقليل ( نحو ساعة ) : داخل آلمسجد 

" يوم الجمعة ، كنت في آلزاوية ، وكان أهل آلقرية يؤدون صلاة آلجمعة ، وألقيت الخطبة ، وخلال ذلك سمعت إطلاق نار ، وبدأ المصلون بالخروج من آلمسجد بسرعة ، بعد أن إنقضت آلصلاة ، وكان معظم أهل آلقرية قد فروا منها إلى ألقرى وآلجبال آلمجاورة .... بقي عدد الدراويش في آلزواية ، وكذلك في آلقرية ، وكان بعضهم عاجزا ( أعمى ) ، وعندما دخل الجيش الى آلقرية لجأ الية ( إلى المسجد ) عدد من الناس على أساس أن بيت الله ، وسيكون مكان أمان ... ولكن .. آلجنود دخلوا الى المسجد ... وقاموا باطلاق النار على كل من كان فيه ، ولم يكتفوا بذلك ، فقد كان محفورا أساسات في الزاوية من أجل توسيع البناء وجاءت جرافة وألقت بالجثث داخل هذه الحفر "

شهادة تتعلق بمجزرة مغارة ( كهف ) طور آلزاغ :

آلنص مقتبس من كتاب ( موسى هديب ، قرية آلدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 121-122 )

الزمن : يوم آلجمعة 29/10/1948م ، بعد إنتهاء صلاة آلجمعة بفترة .

آلشاهدة : رحمة أحمد مصلح / آلقبيبة 

مكان آلشاهدة وقت حدوث آلمجزرة : داخل طور الزاغ بقصد آلحماية .

عمر آلشاهدة وقت الحادثة : 28 سنة ، ناجية من آلمجزرة .

.." انه منذ سماعهم إطلاق الرصاص ، يقترب من الطور ، آلتصقوا بجدران الطور وإرضه ، وراحت كل إمراة تضم أولادها ، وما ان وصل الجنود مدخل الطور ، حتى صرخ أحدهم وهو يصوب سلاحه نحوهم : إخرجوا ، فإنفجر الأطفال بالبكاء وشدوا بجلابيب اُمهاتهم ... ولم يلبث أحد الرجال ( إبراهيم جودة العامري ) الا أن خلع حطته _ كوفيته ) البيضاء ورفعها بيده ، ثم خرج يتبعه من في الطور ، واحداً تلو الأخر .. رجالا ونساءاً وأطفالا ، وفي تلك الأثناء هرب زوجها ( أي زوج الشاهدة رحمة وهو : محمد حسين مصلح ) ورجل آخر ( هو : إسماعيل العامري ) فتحول بعض الجنود نحوهم ، وأخذوا يطلقون آلنار عليهم / ولكنها نجوا ... فإنحدروا بهم ( أي المتبقين من الناس ) مسرعين إلى بئر على بعد خطوات أسفل الطور ، حتى إذا جاؤوها ، أمروهم بالوقوف في صفين طويلين ، أحدهما للرجال والأخر للنساء .. ثم أحاط بهم آلجنود ، وتقدم إثنان أو ثلاثة منهم  من صف النساء ، وأخرجوا ثلاث بنات من آلصف ، فأخذن يستعطفن آلجنود ، وأُمهاتهن يصرخن ويلطمن .. وحدث عراك بين هؤلاء آلنسوة وآلجنود ، ففتحوا عليهن آلنار ، وقتلوا الأمهات ، ثم جرجروا البنات بعيدا عن الصف وهن يصرخن .

وتضيف آلشاهدة : أن طفلتها آلرضيعة ( نايفة ) فزعت من آلصراخ وإطلاق الرصاص ، فاخذت ترضعها حتى تهدأ، وأسدلت آلغدفة ( غطاء الرأس ) عليها وعلى إبنتها ..لحظات ، حتى صاح آمر الجنود : إحصدوهم ، فإنهمر الرصاص عليهم كالمطر من كل ناحية ، فسقطوا جمعيا على الأرض ، مضرجين بدمائهم ، وسقطت هي معهم ، وتظاهرت بالموت ، وأثناء ذلك كانت لا تسمع إلا الانين وحرحشات الصدور .... يتبعها إطلاق نار آخر ، فيسكت كل شي ء، وحاولت أن ترفع رأسها ، فسقطت رصاصة بالقرب منها ، إخترقت جسد شخص آخر ، ثم إستقرت في رأس إبنتها فماتت في الحال .... وحين إبتعدت خطوات الجنود وركبوا سياراتهم بإتجاه آلقرية ، تحسست ( الشاهدة ) أخاها بين الجثث، فوجدته فاقد الوعي ، وقد أصيب ولكنه لم يمت ( واُسعف فيما بعد ) ، ومع الغسق ، إلتقت زوجها وبقية أفراد عائلتها في قرية بيت عوّا .

شهآدة تتعلق بما حدث للبنات آلثلاث آللواتي أخذهن الجنود في آلنص السابق :

النص مقتبس أيضا من كتاب ( موسى هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص123) .

الشاهد : عبد الله موسى حجي / الدوايمة 

عمر آلشاهد حال وقوع آلحادثة :  30 سنه 

مكان آلشاهد وقوع آلحادثة : قرب طور الزاغ .

" كنت مختبئا بين صخرتين على مقربة من طور الزاغ ... حمل آليهود آلبنات آلثلاث في إحدى آلسيارتين ، ثم إنطلقوا بإتجاة آلقرية ، وكن يصرخن ، وما إن وصلوا مراح آلمكون ، إعترضهم شيخ من الأهالي ( محمود محمد الحجر ) ، فوقفوا لإستجوابه ، وفي تلك الأثناء ، أطلق أحد آلمسلحين آلنار على آلسيارة ، فحدث إرباك بين آلجنود ، وفرت آلبنات من آلسيارة ، فقتلوهن جميعا ، وقتلوا آلشيخ أيضا ، وراحوا يطاردون المسلح " ، وهناك سبعة شهود نجوا من مجزرة طور الزاغ ، ووثقت شهادات بعضهم في المصدرين السابقين .

هذه آلشهادات من الناجين من أبناء الدوايمة ، دليل واضح على إرتكاب الجيش الإسرائيلي ومنظماته الإرهابية ، آلمجزرة بحق أبناء الدوايمة في ذلك اليوم ، إنها جرائم متراكمه اُرتكبت بقصد متعمد وضمن تخطيط محكم ، ويزيد في جرميتها ، محاولات إنكارها وإخفائها والمراوغة في الإعتراف بها وفرض السرية على ملفاتها ( فقد مضى 36 عاما بعد حدوثها عام 1948م حتى كشف عن بعض قليل من أحداثها عام 1984م وفي بعض آلصحف الإسرائيلية ) . وعمل تحقيقات لا تصل الى نتائج بشإن مرتكبيها أو ضحاياها . إنه أمر لا ينسى ، وأقل ما يمكن تقديمه للضحايا في عالم متحضر ( كما يسمونه هم وإشياعهم ) هو إعادة حقوق آلضحايا آلمغتصبة .

رواية آلمختار حسن محمود هديب ، وآلتحقيق آلصحفي عام 1984م ، أي بعد 36 سنة من حدوث المجزرة .

" .... يوم جمعة أجوا على المسجد ، خلصوا على الختيارية والمسنين ... وأجوا على ( طور الزاغ ) في، بطلع 35 عيلة ، إطلعوا كل السكان وقضوا عليهم ... في شهر اذار سنه 1949 طلب مني قائد المنطقة الاردني ( إبراهيم كريشان ) إحصاء دقيقا عن مذبحة آلدوايمة... وأعطيته القوائم هذه والاسماء ( كان العدد 580 شخصا ، وفق مصدر آخر ...

جاءتنا صحيفة يهودية ( إيلا هيرشافي ، صحيفة حدآشوت ) . سألت عن آلمذبحة ، وطلبت تروح على المكان ، قلتلهم في المحل الفلاني في لتون شيد ...يمكن في أكثر من 100، 120، 130، جثة في محلات أخرى ، محل لخيتارية دفنوهم في نفس آلقرية في طرف آلبلد . وسبعين واحد من آللي قبضوهم في آلقرية / دبوهم في بير المجدلة ... محل ما ذبحوا الختيارية في البلد والبير ( قالت الصحفية : منطقة محظورة ، لا نستطيع آلوصول اليه)، فذهبنا الى آللتون ( حفرة شيد ) ... سألوا احد الجنود الذين إحتلوا آلقرية ( عن صحة ما قاله آلمختار ) فقال لهم : هذا مش صحيح ، وآلدوايمة ما صار فيها مذبحة ،  ولكن قتل واحد او إثنان ....حفروا شوية 30سم إكتشفوا هياكل عظمية متحللة ، وقشاط ، وجمجمة طفل .( عائلة قريبة المختار ) ... بدها (آلصحفية ) توخذ القشاط معها ، لكن اليهود الموجودين رفضوا ... .