الثروة الزراعية - شعب - قضاء عكا

تناولت الموسوعات وكتب القرى الفلسطينية هذا الموضوع بإسهاب، وحرصاً على عدم إضاعة الوقت والجهد فقد حاولت أن أكون انتقائياً لا موسوعياً فبدأت بجمع أسماء الزرع حسب المواسم، وحصلت على ما يلي: 

ذكر لي كبار السنّ ما كانوا يزرعونه في المواسم، فقالوا إن الصيف كان يشهد السمسم (حيث كانوا يزودون بها معامل الطحينة والحلاوة في عكا) - الذرة (للدجاج والخبز حين كانت الحكومة تأخذ القمح من الناس لاستخداماتها) البطيخ الفقوس الكوسى الحمص البندورة اللوبيا العنب التفاح الإجاص التين الصبر البطاطا.. 

أما الشتوي فكان الزيتون - القمح الكرسنة الشعير البصل الفول الثوم. 

ولأنه ليس بوسع الراوي تَذكُّر كل الزروع في البلد، فقد اخترت أن أذكّره بها من الكتب الأخرى، ومن هذه الكتب كتاب ((الدامون)) للأستاذ حسين علي لوباني، فحصلت بذلك على ثروة نباتية في بلدنا.. أما سبب اختياري لكتابه فكان بسبب قربها من بلدنا واشتراك الأراضي والأودية بينهما. 

 أ.المزروعات 

عرفَت شَعَب مزروعات متنوعة في أراضيها، وهي: 

1- القمح وهو شهير (وقد حرص اليهود على إحضار حصّاداتهم الآلية عند المعارك في تلك المنطقة، وقد قسموا البيادر على مزاجهم وبدأوا يحصدون القمح ففزع (تنادى) أهل المنطقة وطردوهم منها، ذلك لأن البلدة لم تكن قد سقطت مثل البلدات المجاورة).

2 الشعير

3- الذرة البيضاء وكانت تزرع لعلف المواشي والتخزين.

4- العدس

 5- الذرة الصفراء (العادية).

6- الجلبانة (وهي بين العدس والكرسنّة، وتستخدم للبقر).

7- السمسم (كان يحوّل عبر متعهدين إلى معامل الحلاوة والطحينة أشارت الراوية إلى أنها نثرت بنفسها بذور آخر موسم لم يتم حصاده في أرض أهلها - وتوضع كميات بذار السمسم في حرج الثياب ويحمل البذّار بوقاً يسقط من أعلاه الحَبّ ليستقر في النهاية في الأرض على خط مستقيم في ثلم يشقه المحراث مسبقاً).

8- البطيخ ومنه 

البيشاوي: ولونه أخضر غامق، وذو قشرة سميكة.

المحيسني: ويميل إلى اللون الأبيض الممشح، بخطوط طولية.

الأميركاني: ولونه أخضر غامق.. وقد وصلت زراعته متأخرة إلى شَعَب.

وكانوا يبيعون الأخيرَين ويخزنون البيشاوي في التبن للضيافة أيام الشتاء.

9- الخرّوش: وهو اسم الشمّام.

10- الفقوس.

11- الكرسنّة: وكانت تموّن للمواشي.

12- القزحة: حبة البركة. 

13- الباذنجان والبامية.

14- البندورة

15- الزعفران والنعنع والبقدونس..

16- الكزبرة: وكانت تكثر وتنبت لوحدها.

17- الحِلبة: ولم يولِها أهل البلد اهتماماً واضحاً، كغيرها من نباتات الضيافة.

18- الخيار والفجل والبطاطا.

19- اللوبياء الرفيعة، الفول الأخضر، الحمص والفاصولياء. 

20- القرع وهو نوعان:

الهيلاني: وهو طولي الشكل يطبخ مثل الكوسى.

اللقطين: ويصنع منه مربى اللقطين.

21- الكوسى والبصل والثوم والفلفل الحلو والحار.. 

 

أما كروم البلدة فكانت تزرع بما يلي:

1- الزيتون بنوعيه: المليصي والسوري أو الصوري. وكان الزيتون في شَعَب نوعين العادي والرومي.. وتشتهر الزيتونة الرومية بضخامة بُوقها (الجذع)، ويروون القصص عن ضخامته.. ولأنه مفرغ كان بعض الناس يختبئ فيه أثناء الخطر أو الاضطرار.. بل كانوا يغتسلون فيه أثناء حراسة الكروم في الصيف (النطارة). وغرس الزيتون فيها على 2040 دونماً. فقد كانت شَعَب رابع بلدة بفلسطين والثانية بالجليل بعد الرامة في إنتاج الزيتون.

2- العنب: ومنه العبيدي (الأسود)، والزيني أو بزّ العنزة (الطولي الشكل)، القرقشاني (المدعبل)، وكان أكثر من لديهم كروم عنب في البلد عائلات (حمزة الشيخ محمد عوض الناصر).

3- التين: وتشتهر شَعَب بتعدد أنواعه..

البْياضي والسْوادي والحْماري والخْضاري (وهذا التصنيف حسب الألوان)، أما ما تبقى فهو الخرطْماني، الحماضي، العجلوني، البقراطي (وهو مستطيل كالإجاص وله بزر أحمر ويشوب طعمه شيء من الحموضة)، الموازي (من موز، حبه طويل ضخم ولونه أصفر من الخارج)، الشْتاوي، والتْباني.

وأكثر من زرع منه عائلات (سَكْرة والشيخ محمد)، وتقول الراوية أن أمها التي ذهبت –حين زارت فلسطين في بداية التسعينيات- إلى تلة يعنين حيث كانت قد زرعت فسائل التين الصغيرة، لم تجد من تينها القديم (منذ 50 سنة) إلا الصغار وقد أصبحن ((صبايا))، والتعبير يدل على مدى تعلق أهل البلدة بزرعهم وجزالة الأميين في التعبير عنه.

4- اللوز: ويكثر في جبل الزكّان، غير أن أهل البلدة لم يركّزوا على زراعته، إلا أن شخصاً واحداً اشتهر به وهو مرعي عبد حسن (الخوالد)، وكان ينسلّ الفتيان إلى أشجاره للفوز بصمغها لتجليد كتبهم المدرسية.

5- الرمان: وكان منه أنواع عديدة، منه الملّيسي، حلاّوي (حلو)، حماضي (حامض يستعمل للدبس)، لفّاني (بين هذا وذاك؛ ويستعمل للشراب، راجع في أغاني الأعراس أغنية ((آه يا شراب رمان)) في الزفة).

6- الصبر أو الصبار.. ويكثر في يعنين، حيث كان كل صاحب أرض مزروعة هناك يسيجها بالصبار، وكان يكثر أيضاً في الوعر..

 

 أما في داخل أحياء البلد:

فيكثر شجر الزنزلخت والتوت والتين في حارة الصدر، وفي أول البلد عند دار الشيخ فاعور فاعور هناك شجرة عنبرة كبيرة (وهي ذات نوّار أصفر طيب الرائحة وورقها أخضر).

وفي داخل البلد أيضاً هناك عرائش عنب، وبعض أهل البلد زرع الرمان في داره، وأشهر منزل كان فيه شجر الرمان هو منزل محمد عبد الجليل.. 

 

النباتات البرية المختلفة والبقول:

1- الخبيزة أو الخبازي: ويدخل في عدة أصناف من الأكل..

2- العِلِت: وهو بقلة الهندباء التي تؤكل نيئة ومطبوخة.

3- المُرّار: نبتة تؤكل مع البرغل وتسمى الطبخة ((سميد ومُرّار))، وما زال كبار السن يستضيفون بعضهم عليها حتى يومنا هذا..

4- الخرفيش.

5- السنّارية: وتؤكل سيقانها..

6- تفاح الجن.

7- القضّاب.

8- الحْورّة وزهرتها بيضاء.

9- الحندقوق: وكان ينبت بين القمح على البيدر، وعند الحصاد كانوا يتغاضون عنه فيطحنونه مع القمح، ليعطيه رائحة طيبة يتباهون بقمحهم بسببها.

10- البصل البصيل.. ومنه الفرك لتجبير الكسور بعد دقه مع الملح، وله أكواز.. أما الباصول فله (زنبوط) وكان يسمى (مُرْتَشّة) أي للبذر.

11- الجعدة: وكان يأكلها البعض بعد معالجة صعبة، وهو مثل اللوف من حيث صعوبة الأكل والطبخ والهضم..

12- اللوف: مثل الجعدة.. له ورق عريض كان البعض يأكله بعد المعالجة..

13- السلق البري: ولم يكن في داخل البلدة سلق بلدي.

14- اليرنحين: كان يمتلئ به وادي البلد باخضرار دائم، وينور في موسمه باللون الأزرق النيلي..

15- القندول: في الوعر وله زهر أصفر، ورائحة ذكية.. وهو ذو شوك قاس قوي.

16- البسباس: وكانت تُغلى أزهاره الصفراء مع بيض العيد لصبغه.

17- البرقوق: شقائق النعمان أو الدحنون.

18- الطيون: وله فوائد يعرفها الطب العربي..

19- امْصريني: نبتة تستعمل في المأكولات.

20- الجرنس: النرجس، وهو من أحلى أزهار البر وأذكاها رائحة.. 

21- القرّيص. 

22- العكّوب: وهو مثل المُرّار ما زال أهل البلدة يلتقون عليها، وتؤكل جذوره الحلوة مطبوخة، مع لحمة أو بدونها. 

23- النّفل على أنواعه: العوينة والصنيبعة وقرن الغزال وإبرة ستي والحميضة والخويتمة والخنظل وفقوس الحمار والحلفا والسِّعدِ والسُّلّيل والبربير والقصب (قرب نهر النعامين)، والجرّيح..

24- السرّيس والخرّوب (من عمق وادي البلد) والملّ.

25- السنديان والبلّوط.

26- دم الغزال.

27- العوصلان.

28- والحلب لوبّ: حلبلوب وله حليب كالتين، ولبنُه يورم اليدين لدى فركه.

29- الخِلّة والخردلة (تكبس مثل اللفت).

30- الحسكة: شبيهةُ النخلةِ بعلوّ مترين.

31- كفّ العروس.

32- القرصعنّة: وهي نبتة بقلية ذات ورق عريض تؤكل في السلطة مع البصل والزيت.

33- الفراطيش: الفطر، وأشهره زقم العجل، ويؤكل مقلياً مع البيض.

34- الهليون: كانت تجمع طرابينه الطرية، لتفرم وتؤكل مع البيض.

35- الزعتر: (الصعتر)؛ منه البلدي والفارسي، يؤكل مع السلطة أو يجفف مع السمسم، وأكثر ما زرعه أهل البلد في البزوعية الخربة التي قرب البلد).

36- السماق: أكثر ما يُستخدم في الزعتر لاستعماله فيه بدل ملح الليمون.

37- سليقة.

38- دقّة عرب: كانت تغلى مع الشاي.

39- فيجَن: كان يوضع ورقه مع الزيتون المكبوس لتطييبه.

40- فرفحينة: تؤكل نيئة ومطبوخة.. أو سلطة.

41- مَرَمِيّة أو مَرْيمية أو ميرمية: كانت تُغلى أوراقها، ويُشرب مغليُّها، لفوائده العديدة.

42- انْجيل: عشبة برية ميدانية.. تمتد أفقياً ولا تعلو.. تقضمها المواشي.

43- مدّاده: عشبة تقضمها المواشي.. وتمتد أفقياً.. وهي ممتازة للأرانب.

44- بابونج: لا يخلو سطح ترابي في شَعَب منها.. كذلك البيادر.

45- طبق الراعي: أو طاقية الراعي، ويأكله الصغار إذا كان أخضر يانعاً طرياً..

46- الفجّيلة.

47- عين البقرة.

48- الرشاد: وهي نبتة تعتبر من المقبلات.

49- الشحّيمة.

50- خسّ برّي.

51- عنب علّيق: كان ثمراً مقصوداً من قبل الصغار، كثير الوجود بين الصبر في تلة يعنين.

52- قرّينة.

53- خامشة: يستعمل مثل زهر البسباس غَلْياً مع البيض ولكن لونه أخضر.

54- ورق اللسان: نبتة تؤكل كالخبيزة والعكّوب واللوف.

55- لْسيّنة ولسان الثور.

56- زقوقيا.

57- الحبق: وهي نبتة ذات رائحة زكية.. (اللي سبق شم الحبق).

58- الورد (الجوري) ولم يكن كثير الوجود، واهتم به في بعض البيوت في أواخر الأيام قبيل النكبة.

59- مردكوش: أو مردقوش؛ نبتة تستعمل لتطييب الطعام وخاصة في الكبة.

60- إجر الحمامة.

61- الملّيسة. 

62- الشومر: يأكله الناس نيئاً.. وقد يجمعون بذوره في تطييب الطعام أو غلْيه لشرب مائه المفيد طبياً. وله رائحة زكية، تفتح الشهية..

 

ب. الثروة الحيوانية:

الحيوانات الأليفة والدوابّ:

تنقسم الحيوانات الأليفة في شَعَب إلى عدة أقسام، فمنها ما يُركب ومنها ما يؤكل ومنها ما يُستخدم (في الحراثة والحراسة والصيد وغيره..).

 

الدوابّ (جمع دابّة)، وهي ما يُركب، فمنها:

1- البغال، وهي من الحيوانات المهجّنة، ونتيجة تزاوج الحمار مع الفرس، وهي تجمع بين قوة تحمّل الحمار وقوة جسد الحصان وحجمه، إلا أنه شرس بعض الشيء.

يكثر استخدامه في المهمات الشاقة، مثل جرّ حجر معصرة الزيتون والدوران حولها، وتشغيل ناعورة المياه، في الحنانة، ودرس القمح على البيدر بعد الحصاد. وعنه المثل الشهير ((سألوا البغل مين أبوك؟ قال الحصان خالي)). 

2- الجمال: كان في البلد القليل منها عند أحمد ياسين فاعور، أحمد سعيد، أحمد حسين، محمد عباس. ولكن لم يكن امتلاك الجمال والنوق للتجارة، حيث كان عند كل واحد من هؤلاء ثلاثة جمال فقط لا أكثر ولا أقل.

3- الحمير، من أكثر الدواب ألفة مع الإنسان، تمتاز بالصبر، وأكثر استعمالاتها للركوب والتنقل ونقل المحصول والحطب وغيرها.

وفي التراث قصة شهيرة عن الحمار، فحين توفي أحد المزارعين شقّ على ورثته معرفة مخبأ المونة أو مخازن الحصاد، فأشار عليهم حكيمٌ بينهم بإحضار حماره إلى مكان الحصاد وتحميله وتركه يمشي كما كان يفعل في السابق، ففعلوا واستدلوا به على مكان مخازن الحصاد. 

4- الخيل: وقد اشتهرت منها الخيل الأصيلة للركوب والمباهاة والزينة والتفاخر، ومنها الخيل الكُدْش التي تستعمل في عمل الإنسان. وقد استُخدمت الخيل الكُدْش في معصرة دار حسن الحسين (أبو درويش) وهي معصرة الزيتون الوحيدة المتبقية على الخيل في البلد، كما كانت تستخدم في الحنّانة لرفع المياه، وفي درس القمح والشعير والكرسنة وغيرها على البيدر.

وكان في البلد مهنة خاصة لتسريح ورعي الخيل إلى جانب تسريح ورعي الطرش، وكان يقوم به أشخاص معينون(1).

 

أما المواشي، فهي الحيوانات التي يؤكل لحمها وينتفع بجلدها أو صوفها، ومنها:

1- البقر: لم يخلُ بيت في البلدة من البقر، من أفقرها حتى أغناها، فقد كانت منافعها كثيرة، وكان أقل ما يمتلك البيت الواحد بقرتين.

والفائدة منها متعددة، ويستغني بها القروي عن كثير من الحاجيات، فعدا عن استعمالها المهني في الفلاحة، فإن لها استعمالات منزلية شتى، فكانوا ينتجون منها اللحم في حال ذبحها، والحليب ومشتقاته كاللبن واللبنة والجبنة والسمنة والزبدة. وكان يحرصون على جمع البقرة مع ثور لتحمل بعجل صغير، ويُنتج ضرع البقرة عند الولادة اللِبأ وهو أحد أدسم مشتقات الحليب وأكثرها تغذية.

ويستخدم زبل المواشي عموماً في تزبيل الطابون (مثل التنور)، وكسماد في تسميد الأرض، وهي طريقة ما زالت تستخدم في الزراعة حتى أيامنا. كما أن القروي في أيام الشتاء القارس يُدخل البقرة إلى حمى الدار، حيث يكون قد جهز لها حظيرة مسقوفة، ويؤثّر وجود الماشية فيها بتخفيف البرد عنها بفارق ملحوظ.

2- الغنم (الخروف - البياض): كأن الأغنام خلقت للإنسان في المناطق الباردة أو فصل الشتاء، إذ تتميز الأغنام عن البقر بكثرة الدهن فيها، وبالصوف الذي يُجزّ سنوياً ويستخدم بدل القطن في حشو الفرشات والمخدات واللحف، وبعض أجزائه تستخدم في الخياطة والزينة. بالإضافة إلى جلودها بعد الذبح والدباغة.

وقد اشتهر من أهل البلد بكمية الأغنام، وربما لم يقتنِ أحد مثله في البلد أغناماً، هو الحاج عبد حمزة.

3- الماعز (العنزة - السمار): وكان يستفاد من حليبها الكثير وشعرها الغزير وروثها في الدفء. وقد اقتناه في البلد عبد الله الحفيظ، حسين الحفيظ، نمر أيوب، أسعد الغضبان، وأسعد النايف.

وكانوا يسمونها: النمرة (ذات اللونين الأسود والأبيض) والشقراء، والذنانية (ذات الأذنين العريضتين المنخفضتين)، والفتلا والبرشا والملحا (ذات الصدر الأبيض)، والغبشا (ذات الوجه المنقط بالأحمر والأبيض أو الأبيض والأسود) والصبحا والقطما والغرشا والغندورة والمحزّقة (ذات الضرعين المليئين بالحليب)..(2).

 

القطط والكلاب، كانت موجودة في القرية ولا يحرص على تربيتها إلا من عنده قطيع غنم ليحميها من الحيوانات البرية المتوحشة.

 

الأرانب، كانت كثيرة في البلد، وكان أكثر من يقتنيها ويبيعها سعيد الصفدي ورشيد خالد علي. وكان يتحرج البعض من أكلها، إلا أن الغالبية اتفقت على لذة لحمها، ولم تكن تطبخ كما هو مشهور بالملوخية، بل كانت بالصواني (محمر مع بصل).

أما ذبحها فكان طبيعياً، إلا أن سلخها كان يتم غالباً باليدين وبدون سكين، حيث تمسك الرقبة بيد وتشد إلى أعلى، ويمسك بالجلد عند الرقبة باليد الأخرى، ويقشط قشطاً (يشد إلى أسفل).

 

الدواجن:

كان اهتمام أهل البلد بالدواجن عادة من عاداتهم، حيث كانت تربيتها من مهمة النساء في الغالب، خاصة بالنسبة للدجاج، فهي مصدر الرزق المنزلي الأهم في القرية، وفي الوقت الذي لم يوجد في البلدة بعض أنواع الدواجن كالبطّ والوزّ والديك الرومي، كان منها:

1- الحمام: وقد كان قليلاً في البلد، نظراً لأن تربيته في البيوت تحتاج إلى عناية وحماية خاصة، لا وقت لدى نساء القرية لها. وقد كثرت تربية الحمام في في منزل محمد الحسين ومنزل أحمد سليمان منصور، وغيرهم.. 

2- الدجاج: وهو أشهر الحيوانات والدواجن وأكثرها في البلدة، والدجاج تربية منزلية تقوم بها العائلات، ويستفاد من لحم الذكر (في الغالب) وبيض الأنثى، وفي كل بيت ديك واحد على الأقل، وعدد من الدجاجات. ولا تكلف تربية الدجاج سوى أن تُسرّح صباحاً في أفنية المنازل والحظائر والحواكير المحيطة بالمنازل وحيثما وجدت حبوباً أو حشرات التقطتها. 

ومن أهمية بيض الدجاج، أن استعمال النقود كان نادراً في التعامل اليومي في البلد، وكان البيض هو النقد المعتمد في الغالب، وكانت وحدة النقد بيضة. فكان البيض كأنه عملة البلدة في بيع المفرق، فكانوا يشترون به من الدكان (الملح، الكبريت، السكر، الرز، الشاي، الخيطان، الإبر وغيرها..). أما صاحب الدكان، فكان يجمع البيض (الذي لم يكن له سوق عنده فلا أحد في البلد يشتري البيض)، ويذهب به إلى عكا حيث يستبدله ببضاعة أخرى يحضرها معه لبيعها من جديد.

 

الطيور: 

لم يهتمّ أحد من أهل القرية بتربية العصافير أو تحنيط الطيور الكبيرة، رغم أن محيط البلدة كان مليئاً بشتى أنواع الطيور، وكان لبعض هذه الطيور مواسم معروفة تظهر بها، أو تبدو أسرابها في السماء أثناء الرحيل الموسمي. ومنها الطيور الجارحة، والطيور العادية.

ومن الطيور البرية، الشحيتي (أبو الحنّ)، السنونو، الشحرور، الحسون، البلبل، الهزار، اللغلغة، الترجمان، الدرجة، الدويري، الزرعي، السّمّن، البوم، الغراب، الباز، الباشق، الصقر والعقاب، النسر، اليمامة، الهدهد، القاق، الوروار، الزريقي (أبو زريق)، الرقطي، الصّفري، الشويكي، المريعي (الفرّي)، أبو مصص، أبو حمار (العضّاض)، البجع (أبو سعد)، القطا، الحنيني، الزرزور، الشوحة (ومن الأمثال: تموت الشّوحة ونفسها بأكل الصوصان)، اللامي، الكركسة، السوّدي، أبو الويّ، أم الفسّ، الترغلّي، الحمّرة، أبو ذبّان، الدويكي، الشُكَّب، الكنار، اللبد، السحّاح، السمرمر، الدَلَمة.

 

النحل: 

فكان محمد إبراهيم حسين وعائلته أول من بدأ بتربية النحل والعسل واشترت أهل البلد منهم وربّت. ولكن أكثر من اشتهر فيما بعد بتربية النحل وجني العسل هم عائلة الطيّار الذين اتخذوها مهنة لهم حتى اليوم.

وكان النحل يُربّى في القفير، وينتج العسل والشهد، وكان لكل منحلة طعم بحسب الأرض التي يمتصّ النحل رحيق زهورها.

 

وليس لأهل أي بلدة فضل في وجود غير الأليف من الحيوانات والطيور، ولكنها حكمة الخالق، ولعل من الأفضل أن يُذكروا ضمن خصائص الأرض وليس ضمن اقتصاد البلدة. خاصة أن بعض هذه الحيوانات والطيور كان يؤثر على اقتصاد البلد، سلباً (سرقة دجاج أو الفتك بقطيع) أو إيجاباً (الصيد)، لذلك من المفيد ذكرها هنا.

 

الصيد: 

لم يكن الصيد في البلد، بل في جوارها، حيث جحور الحيوانات وأوكارها. وكان يتمّ بالأفخاخ وليس بالبنادق والرصاص. ومن صيادي البلد أبو أسعد قدورة وأخوه محمد قدورة وأبو فخري (الخوالد) الذي أعدمه اليهود لدى احتلالهم القرية.

 

ومن الحيوانات البرية في جوار البلد:

1- الثعلب وابن آوى: وكانت تهاجم الدجاج ليلاً، وكان أهل البلدة يحتاطون منه بالأفخاخ أو بتخبئة الدجاج في مكان آمن.

2- الذئب: وكان يهاجم قطعان الماشية ولا يردّه عنها سوى كلب الحراسة الكبير الذي كان يعتمد عليه الراعي كثيراً، والذي كان ينبح على الذئب فينتبه الراعي ويلحقانه إلى أن يختفي. ومن المعروف أن أول من يحس على الذئب هو الغنم فيهيج القطيع ويتحرك بقوة لينتبه الكلب والراعي. أما إذا كانت (الغنمة أو العنزة) شاردة، فالعوض على الله!. والحديث الشريف يقول (يد الله مع الجماعة.. إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).

وتشتهر في البلد قصّة (جاي يا غلمان جاي)، وهي قصّة عامة، ولكن أهل القرية يروونها عن راع كان في الجهة المقابلة من وادي الحلزون، وكان يصرخ على أهل البلد (جاي يا غلمان جاي)، بمعنى أنقذوني من هجوم الذئاب على قطيعي، وكان كذوباً فلم يعد يصدقه أحد، إلى أن وقعت الحادثة الحقيقية، فصرخ بأهل القرية فلم يجبه أحد.

3- الضبع: وهو حيوان جبان في النهار ولا يظهر إلا في الليل يخاف من البقر والخيل، ويتجرأ على الحمار، ومن المعروف عن الضبع نفسه الدنيّة فغالباً ما يأكل من بقايا وفضلات الفريسة التي تصطادها الأسود والوحوش، وربما يأكل جيفة ملقاة على مزبلة. وإذا لم يجد ما يأكله يسطو على الدجاج، وإذا لم يجد يأكل تين المساطيح المشمّس على الأرض. 

وكان أكثر مكان يخشى أهل البلد فيه الضبع أرض اسمها الرقبة، فيقال مِثل ضبع الرقبة، لأنها أكثر المناطق امتلاءً بالضباع.

ويحكى أن الضبع إذا التقت عيناه بعينَيْ شخص يضْبَعه (فيمشي خلفه على غير هدى)، ولكن ليس هناك إثبات علمي لهذا الكلام. ومن أمثال شَعَب الخاصة (فلان مثل ضبع يعنين).

4- الغريري والنِّيص: وكانوا ينصبون الأفخاخ على أبواب جحورهم، وتؤكل لحومهما، ويباع جلد الغريري الثمين وريش النيص الملون بالأبيض والأسود.

5- الغزال: في الفترة الأخيرة، أواخر الأعوام قبل النكبة، أصبح نادراً وجود الغزلان، ولكن الاحتلال بعد النكبة أقام محمية طبيعية  قرب شَعَب ومنع الصيد في المنطقة مما زاد عدد الغزلان فيها بكثرة.

 

الحشرات والزواحف والقوارض:

يدل وجود بعض الحشرات وفقدان بعضها في أي أرض على طبيعة الأرض والبيئة (مناخاً وماءً)، وطبيعة استخدامات هذه الأرض والمزروعات التي يزرعونها فيها. بل وتدل أيضاً على الحيوانات الموجودة فيها، إذ ليس لوجود أي حيوان أو حشرة استقلالية تامة، بل هو متعلق بالظروف المحيطة بها. ومن الزواحف التي تواجدت في البلدة ومحيطها: 

أبو قرع، والحردون، والبريصع (أبو بريص)، والسحلية، والحرباء، البزاقة، الحنش والحية، القرقعة (السلحفاة). 

ومن الحيوانات الصغيرة الموجودة، الفأر والجرذ، والضفدعة، وكلب الماء، والأرانب البرية والقنفذ، والنسناس، والخلد.

أما الحشرات، فبالإضافة إلى الحشرات التي كانت تعشش بين المنازل (وكأنها أليفة!!) كالذباب والصراصير والبرغش والبق والبرغوث والهسهس والعنكبوت، كان هناك العقرب، أم أربعة وأربعين، أم علي والخنفساء، الجندب، الطزيز، الدبور، الفراش، النمل على أنواعه وألوانه، دودة الأرض، الزرقطة، الحباحب، الأرضة، العَلَقة. 

    المرجع: كتاب شعب وحاميتها للأستاذ ياسر علي                        

(1) راجع باب الحياة الاجتماعية والمهن.

(2) حسين علي لوباني: الدامون – قرية فلسطينية في البال، الطبعة الأولى، دار العربي، بيروت 1999، ص114.. ذكر الكاتب أسماء كثيرة لبقية الحيوانات.