معلومات عامة عن الدوايمه - قضاء الخليل
معلومات عامة عن قرية الدوايمه
قرية فلسطينية مهجّرة، أنشأت على قمة تلٍ صخري عريض، في الجهة الغربية من جبال الخليل، وكانت تشرف على وادي قبيبة من الشمال، وتطل على مشهد جبال عالية من الشرق. ومع أن المنطقة، في مجملها، تنحدر بصورة عامة نحو السهل الساحلي الجنوبي، إلا أن ذلك لم يكن يبدو بوضوح من داخل القرية، لأن التلال الواقعة إلى الغرب منها كانت تحجب منظر السهل، بشكل عام فإن قرية الدوايمة تقع شمال غربي مدينة الخليل وعلى مسافة 18 كم عنها، بارتفاع يزيد عن 400م عن مستوى سطح البحر.
قدرت مساحة أراضي الدوايمة بـ 60585 دونم، كانت أبنية ومنازل القرية تشغل مساحة 179 دونم من مجمل تلك المساحة.
احتلت الدوايمة من قبل جنود الفرقة التاسعة لجيش الاحتلال وذلك عقب مجزرة دموية ارتكبوها بقيادة "موشي دايان" يوم 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1948.
الموقع والمساحة
أُنشئت قرية الدوايمة على تل صخري جيري يرتفع 400 – 410 متر عن سطح البحر ، ضمن السفوح الغريبه لجبال الخليل جنوبي فلسطين التي تنحدر تدريجيا باتجاه ساحل البحر الابيض المتوسط في الغرب ، وبإتجاه هضبة النقب في الجنوب
فهي تشكل منطقة إنتقالية بين جبال الخليل (1) في الشرق وساحل البحر آلأبيض المتوسط في الغرب ومنطقة بئر السبع جنوبا .
وتقع الدوايمة وهي قرية كنعانية عربيه إلى الغرب من مدينة الخليل وتبعد عنها نحو 27 كم ، وهي إمتداد لأراضي بئر السبع سيل الجبارات التي تبعد عن هذه الاراضي 18 كم من الجهه الغربيه ، وقد أسماها الكنعانيون "بُصقة" أي "المرتفع" وقد ذكرت بهذا الأسم في العهد القديم ، ونزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة "بيتا واحيم"...وتحيط بها إذنا من الشرق ودورا من الجنوب والجنوب الشرقي وبيت جبرين من الشمال والقبيبه ، وقد إستفادت القرية في السنوات الاخيرة قبل النكبه من موقعها الجغرافي فاقيم فيها سوق الجمعه ،أو سوق البرين ( كما يطلق عليه الأهالي ) لتبادل منتوجات منطقة الجبل في الشرق ومنطقة الساحل في الغرب .
و بعد نكبة عام 1948م وتهجير سكانها العرب قسراً منها أقيم على أنقاضها عام 1955م مستعمرة "أماتزياه" اليهودية و دعيت باسمها هذا نسبة إلى "أمصيا" (2) أحد
ملوك المملكة اليهودية (3) الذي امتد حكمه من "800- 783 قبل الميلاد ومن جرائمه قتله عشرة آلاف "آدومي" و سبي عشرة آلاف آخرين جنوب البحر الميت وأتى بالأسرى إلى البتراء شرق نهر الأردن وأمر بطرحهم من فوقها فماتوا جميعا ، وترتفع الدوايمة 350 م عن سطح البحر.
ونتيجة الموقع آلجغرافي المعزول نسبيا لمنطــــقة الدوايمة وكثرة الكهوف الطبيــعة
( المّغّر) والتجويفات آلصخرية التي تتجمع فيها مياة الأمطار ، توفرت مساكن طبيعية محمية ، لجأ إليها في بداية ألقرن ألثامن عشر الميلادي وخلال فترة الحكم العُثماني الأخيرة حيث ضعف الأمن في جنوب فلسطين ، جماعات من المناطق المجاورة هجرت مسكنها آلاصلية بسبب صراعات محلية (1)، أو غارات ّالبدو (2) ، أو آلاوبئه أو آلمجاعات وضيق العيش و إستبداد القوى المحلية الحاكــمة ( آلأسر المتنفذة) (3) أو النكبات التي حلت ببعض الأسر بسبب القمع العثماني للثورات في فلسطين ،أو مرافقة الحملات العسكرية العابرة لآرض جنوب فلسطين أو هربا منها ،وسكنت في تلك الكهوف أو بقربها في البداية .
وفي رّواية اخرى كان إسم موقع قرية الدوايمة " منطرة ظُويمّر " وكانت خالية من السكان ومن ضمن مناطق إرتحال بدو بئر السبع في منطقة النقب الشمالي ، وأُطلق عليها هذا الأسم لكونها تحت حماية الشيخ ظُويمّر من عرب التَرابين من بئر السبع الذين كانوا يجوبون المنطقة خلال إرتحالهم .
ولما كانت المنطقة خالية تقريبا من السكان إلا من بعض الخَّرب ، لذا أخذت تستقطب الجماعات القاطنة في الكهوف والخرب المجاورة والتي تكاثرت والتي أخذت تبحث عن منطقة سكنية تناسب أعدادها المتزايدة ووقع اختيارها على المنطرة المذكورة ، وأول من سكن الدوايمة هم الزعاترة وجاءت بعدها بعض الجماعات مثل الصبحاية لدى قدومهم من معصبة / المجدله الذين انتقلوا من خربة المجدلة القريبة ( غرب الدوايمة ) الى الموقع الجديد ، ثم قدم أولاد الشيخ علي بن عبد الدايم وبرفقتهم العامري بدءاً بالمناصرة وهديب (4) ، وبقية أولاد الشيخ علي إلى الموقع الجديد بعد أن تكاثروا في موقعهم السابق في جبل الشيخ علي غرب الدوايمة ، ولما توفي الشيخ ، اقيم له مقام بعد وفاته واعتبرت المنطقة المحيطة به وقفا عليه (5) .
وهناك اعتقاد شائع بين أهل الدوايمة يفيد أن الاراضي التابعة لوقف الشيخ علي ، منحت له من الشيخ ظويمر السالف الذكر(6) ، وقد عرف التجمع السكاني في الموقع ________________
- قدوم الزعاترة الى خربة المجدلة من خربة البرج كما اسلفنا ثم انتقالهم الى الموقع الجديد الذي نشا الى جانب الصبايحة
- قدوم الصبايحة من خربة معصبة الى الموقع الجديد الذي أنشى فيما بعد وسمي بالدوايمة كما ذكر نتيجة غارات عرب الجبارات .
- مثل العصفوري ثم العزة في بيت جبرين ، وعبد الرحمن عيسى عمرو في دورا والخليل ، ومحمد عبد النبي العمله في بيت أولا
- رواية الحاج أحمد علي مسلم أبو صبيح ( مواليد 1937م )
- كتاب قرية الدوايمة ، موسى عبد السلام هديب ، ص 46،44
- احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 75
الجديد المذكور باسم الدوايمة ، نسبة الى غالبية ساكنية وهم أحفاذ الشيخ أحفاذ الشيخ عبد الدايم وذلك في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي أي حوالي عام 1800 م .
وخلال النصف الاول من القرن التاسع عشر الميلادي / القرن الثالث عشر الهجري ، اي قبل عام 1850 م وما بعده بعقدين من الزمان نشطت الحركة السكانية بسبب إعادة تموضع بعض سكان القرى الفلسطينية وبعض عشائرها وبعض عائلاتها ، نتيجة اشتباكلت الحروب الاهلية وتحالفاتها في فلسطين بما فيها فلسطين والتي بلغت أوجها خلال الفترة من 1840- 1860م ، إذ استقطب الموقع الجديد جماعات أخرى ( عائلات )(1) من غزة ومصر والقرى الفلسطينية المجاورة في فترات زمنية متلاحقة ، وتزايدت احتياجاته الامنية والاقتصادية ، مما شكل مركزا عمرانيا جديدا اسمه (الدوايمة ) بين قريتي إذنا في الشرق وبيت جبرين في الشمال والقبيبة في الشمال الغربي ، ودورا في الجنوب والجنوب الشرقي ، وكان تابعا إداريا لمدينة غزة في البداية ثم لقرية بيت جبرين ولمدينة الخليل .
___________________
- بلادنا فلسطين ، مصطفى مراد الدباغ ، ج5 القسم الثاني ، ص 284
- مدونة فلسطين
- مدونة فلسطين
الحدود
حدود القرية
من الشرق : اراضي قريتي دورا و اذنا
من الغرب : اراضي قريـة القبيبـة
من الشمال : اراضي بيت جبريــــــن
من الجنوب : اراضي عــــرب الجبارات
مصادر المياه
مصادر المياة في الدوايمة
الينابيع والابار
تشكلت نتيجة للاذابة وعوامل التعرية والنحت تجاويف صخرية تتجمع فيها مياة الامطار الشتوية القليلة ( 350ملم سنويا ) عبر مجاري الاودية أو عبر آلتكوينات الصخرية مكونة أبارا عمقية وبركاً سطحية ( مثل بير العد ، وبير القعير ، والبير الكبير، وبير أم عجور، وبير المراح ، وبير السيل ) وحفراً وعائية ( دوامات أو قلوتات في مجاري السيول ) .
وقد عانت الدوايمة من قلة مصادر المياة سواء الأمطار أو الينابيع بسبب قلة كمية الأمطار الساقطة سنويا وبسبب التكوينات الصخرية الجيرية والحورية المنفذة للمياة وجفاف المناخ صيفا ، مما دفع السكان لبذل جهود كبيرة، بل وارتحالهم للحصول على حاجتهم وحاجة مواشيهم من المياة خاصة في فصل الصيف حيث تتعمق المياة في الابار القريبه ، ويتطرق الباحث أحمد العداربه (1) لهذه المشكلة فيقول " وفي مواسم الجفاف كانت تنخفض مناسيب تلك الآبار الى أدنى مستوى لها ، ولم تكن تكفي لسد حاجة السكان أو مواشيهم ....... حيث يضطرون الى طلب الماء بمشقة من مناطق بعيده ، ويرحل الرعاة بقطعانهم الى حيث الماء والمرعي وهكذا مع إزدياد الحاجة إلى تعاون جميع أهل القرية ، الذي بدا في الاربعينات وبطرق بدائية لحفر أبار أخرى أكثر عمقا وتوسيع بعض الأبار القديمة ....( بير المجدلة وبير السيل وبير الصحرا ) وشرعوا في بناء خزانات أرضية لتخزين مياة ألشتاء وبلغ مجموعها عام 1948 م نحو 350 خزانا أرضيا .
عموما فالمشهد ألطبيعي لقرية الدوايمة وكما ورد في (رحلة عبر ألاقمار ألصناعية الى قَرية الدوايمة وصف وخرائط ، تاريخ 29/10/2011 ) هو :تنتشر على قمة تل صخري عريض في ألجهة الغربية من جبال ألخليـــــل وتشرف على وادي قبيبة( الغفر ) من الشمال ، وتطل على مشهد جبال عالية من الشرق ومع أن المنطقة في مجملها تنحدر بصورة عامة نحو ألســـــــــهل الساحلي الجنوبي ( لفلسطين ) ، الا أن ذلك لم يكن يبدو بوضوح من داخل القرية ، لان التلال الواقعة الى الغرب منها ( جبل الشيخ علي ) تحجب منظر ( السهل ) ( الساحلي ) ويمكن القول أن أراضيها تنحدر من الشرق والجنوب باتجاة الغرب والشمال بارتفاع يتراوح ما بين 425 و 200 متر فوق سطح البحر ،وتقترب بتكوينها الطبيعي وموقعها الجغرافي المنعرل نسبيا من المفهوم المحمية الطبيعية
________________
- احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 33
سبب التسمية
سبب التسمية
أسماها الكنعانيون "بَصقة" أي "المرتفع"؛ وقد ذكرت بهذا الاسم في العهد القديم. نزلت بها بعض الحملات الصليبية في العصور الوسطى وأسماها الأوروبيون الغزاة "بيتا واحيم". يرجع سبب تسمية القرية بالدوايمة نسبه إلى المطرية العرب اللذين مكثو فيها ويرجع اصلهم إلى نجد فيالحجاز في منطقة تسمى دومة الجندل والمرجح ان دومة هي سبب التسميه
وينسب ايضا انها سمية بالدوايمة على اسم شيخ كان يسمى على عبد الدايم وهذا غير مرجح فالمطرية اصلا كانه ماكثين وهو ضيف عليهم ومكث في القرية حتى توفي فيها
أراضي القرية
التضاريس
تشكلت من صخور كلسية يعود تشكلها الى عصر الميوسين من الزمن الجيولوجي الثالث ، فهي جزء من جبال الخليل (1) تعرضت مكوناتها بمرور الزمن للاذابة بفعل مياة الامطار التي تجري في آلاودية الجافة المنحدرة من السفوح الغربيه لجبال الخليل باتجاه ساحل البحر المتوسط ، مشكلة منطقة انتقالية ، تتوغل في السهل الساحلي غربا وفي منطقة النقب جنوبا واشهر مجموعات التلال والاودية هي :
- المجموعة الشمالية وتشمل جبال الزردوم التي يقسمها وادي الزردوم الى شمالية يصل ارتفاعها الى 400 متر فوق سطح البحر ، وجنوبة ( جبل ابو سخي ) وترتفع الى الشرق منها جبال الطبلة الشمالية بنحو 447 مترا ( وهي اعلى جبال الدوايمة على الاطلاق (2).
وجدير بالذكر ان وادي الزردوم يجري باتجاة الغرب مع انحراف الى الشمال ليلتقي وادي العرب المار في أراضي قرية بيت جبرين في مجرى واحد يلتقي مع وادي الغفر القادم من وسط أراضي آلدوايمة
- المجموعه الوسطى : تمتد من الشرق الى الغرب وتشمل جبل ابو الرزايا وابو الطحين وجبل خربة البير وهيشة جاد الله والقطعه وجبل الشيخ علي 412 مترا على التوالي لتنتهي بتلال رمانة في أقصى الغرب ، ويفصل بين هذه الجبال عدة أودية اهمها وادي الغفر الذي يأتي بإسم الشرق باسم وادي إذنا ويدخل أراضي الدوايمة باسم وادي الصفر ثم باسم سيل أم عروس ثم
وادي الغفر حيث يتجه إلى الشمال الغربي باتجاه أراضي قرية القبيبه ليلتقي مع وادي العرب فيرفدان وادي الخليل قرب قرية السوافير ، حيث يتغير اُسمه فيطلق عليه إسم وادي أو نهر صقوير ويصبح دائم الجريان ليصب في البحر الابيض المتوسط قرب مقام النبي يونس ( علية السلام ) وميناء أسدود
ومن هذه الأودية أيضا وادي السمسم الذي ينحدر من جبل ( قنان ) أبو الطحين بإتجاه آلشمال آلغربي بدون مجرى واضح ، كما تنحدر عدة أودية فرعية من غرب مجموعة الجبال الوسطى لتشكل معا وادي رمانه الذي يتجه الى الشمال الغربي ليلتقي بوادي الغفر سابق الذكر ، ومنها أيضا وادي صباح ووادي حوض رومية في أقصى الدوايمة ، وهي أودية صغيرة تجري باتجاة الغرب .
صورة (2) مقطع تضاريسي لقرية الدوايمة
ج- المجموعة الجنوبية : وتشمل جبل الطبلة الجنوبية (421) مترا ، والذي يمتاز باستواء ظـــهره (1) ، تليها الى الجنِــــوب جبال هقش (400 ) مترا التي أعلاها
( جبل البرزات ) وأشهر الاودية في الجنوب وادي حزانة الشرقي ووادي حزانة الغربي المنحدران من شرق وجنوب جبل الطبلة الجنوبي ثم يلتقيان معا مع وادي ابوالحيات القادم من الشرق من مرتفعات دورا والذي يلتقي مع وادي أم سلويم المنحدر من تلال هقش فيشكلان معا وادي البطم الذي بدوره يشكل جرف أم سميحان بجوانب شديدة الانحدار (1) .
ويستمر الوادي باتجاة الغرب معمقا مجراه قرب جورة السد ، وتكثر فيه المنعطفات في الاراضي الجنوبية الغربية من الدوايمة مخلفا بعض الجزر الرسوبية الصغيرة في مجراه فسمي وادي الجزاير نسبة اليها ، وفي اقصى الجنوب الغربي يلتقي وادي
الجزاير مع وادي لّهوو( أو الهو الذي شكلته أودية ) السيل ، دويحان ، القعير ، قطام ، زيتا ووادي عامر ، التي تنحدر من السفوح الجنوبية الغربية لمجموعة الجبال الوسطى سابقة الذكر ، وذلك قرب تل خراقة ، ثم يستمر الوادي في جريانة باسم وادي البطم (1) باتجاة الغرب حتى يدخل أراضي عرب الجبارات فيرفده وادي كلخة ( سيل المقحز ) من الجنوب الشرقي ويستمر مجراه غربا عبر منطقة تل الحسي باسم وادي ألحسي منهيا مجراه في البحر الابيض المتوسط شمال غزة .
أما السهول فقد فقد حظيت أراضي الدوايمة رغم طبيعتها الجبلية بوجود قطاعات ضيقة من الاراضي السهليه المتناثرة بين المرتفعات ، وفي بطون الاودية وجوانبها ( ولها اسماء محلية )(2) .... على أن أكبر نطاق للأراضي السهلية ، يظهر في المناطق الغربية والجنوبية الغربية من القرية بين خطي كنتور ( خطوط الارتفاعات المتساوية )200-300 متر فوق سطح البحر ، وهي بلا شك إمتداد طبيعي للسهل الساحلي الفلسطيني يطلق عليها اسم ( الحمرة ) وذلك لسيادة التربة البنية الحمراء فيها (3).
أراضي قرية الدّوايمَة
كانت مساحة ألاراضي :60585 دونماً لم يملك اليهود منها شيئا ، معظمها كان مشاعاً لأهلها في البداية ، بإستثناء قصبة البلد وهي أماكن سكن أهل البلد وما يحيط بها من حواكير ( بساتين صغيرة تزرع فيها بعض ألاشجار المثمرة وبعض الخضروات )، ووقف الشيخ علي ، فقد كانت ملكية خاصة ، وكانت ألارض المشاع ثلاثة أقسام :قسم لأولاد إعمر ، وقسم لأولاد خليل ، وقسم للمطرية والخضور (1) .
وكانت يعاد توزيعها كل سنتين على الذكور ألاحياء في كل من ألأقسام المــــذكورة من المنتمين بحمائلها ( عشائرها ) ، أما آلاناث فلا يدخلن في توزيع حصص ألارض المشاع ، وعلية فالحمولة ذات العدد ألاكبر من الذكور ألاحياء كانت تحصل على المساحة الاكبر من الارض ، علما بانه كانت حصة الفرد في المشاع للزراعة 15 دونما – تقريبا –في السهل وأطراف البلد و25 دونما – تقريبا – غرب البلد ، أي في الاماكن البعيدة (1)
ونتيجة لقانون ألاراضي العثماني الذي صدر عام 1858م ، تم تسجيل معظم أراضي الدوايمة بموجب 12 ( اثنى عشر ) كوشانا (2) ، سُجلت بأسماء شيوخا أو رجالا يمثلون حمائلهم من البلد في سجل شرعي محكمة غزة في العهد العثماني(3)،
صورة (3) وهذا جزء من سند تسجيل ( كوشان أراضي عثماني )باسم الشيخ حسن العبسي ،
لجزء من أراض الدوايمة لعام 1314هجري /1897م، وفي الواقع أحجم البعض عن التسجيل بسبب الضرائب ورسوم التسجيل وعـــجزهم عن دفعها ، وكان لمشاع
عن التسجيل بسبب الضرائب ورسوم التسجيل وعجزهم عن دفعها ، وكان لمشاع الاراضي جوانب سلبية مثل قلة الانتاج الزراعي وعدم استصلاح أراض جديدة وعدم العناية الجيدة بالارض التي يزرعها ، بسبب بقاء الارض مع الفلاح لمدة سنتين ثم تؤول لغيرة لإعادة توزيعها ، فكان أهتمامه بها محدوداً، ومن السلبيات
أيضا تحفيز الخلافات بين المنتفعين من توزيع أرض ألمشاع لدى إستثمارها ، لغياب العدالة في توزيعها أحيانا ، رغم ذلك فإن من إيجابيات مشاع الارض أنه أعاق بل منع أحيانا انتقال مُلكية الارض لليهود أو غيرهم (1) .
وبدخول فلسطين في عهدة الانتداب البريطاني ولتسهيل أنتقال أراضي فلسطين في فلسطين، وإلغاء المشاع في الاراضي وفرزها وتسجيلها كملكية خاصة يسهل التعامل معها ، وبناءً عليه ففي بداية الاربعينات تم إعادة تقسيم وتوزيع أراض في قرية الدوايمة وإعادة فرزها وتثبيت ملكيتها لأصحابها ( أنفار ألأرض ) وتسجيلها في دائرة آلأراضي في مدينة الخليل وبذلك ألغي مشاع الارض في البلدة .
- موسى عبد السلام هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 21،20،19
- موسى عبد السلام هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 21،20،19
- موسى عبد السلام هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 21،20،19
العمران
الهيكل التنظيمي والنمط العمراني للدوايمة
كان آلهيكل آلتنظيمي للقرية عشوائيا ، فقد ارتبط بناء المساكن او تجمعاتها ( الحيشان / جمع حوش ) بتواجد المغر ( الكهوف الطبيعية في الموقع الذي قامت علية ألقـــــرية ، تلك آلمغر وفرت مساكن جـــــاهزة ووفرت الحمـــاية لساكنيها من الجماعات التي قدمت الى ألموقع خلال مراحل زمنية متتابعة ، وقام ألسكان بتطويرها وفق احتياجاتهم في البداية ، ولما تزايدت اسرهم ، قاموا ببناء مساكن جديدة متلاصقة في الغالب ، حوالي آلمغر قريبا منها ، تطل على فناء واسع نسبيا يحيط به سور له بوابة ، وكان يطلق عليها اسم ( حوش ) .
وهذا آلنمط من المساكن وتجمعاتها أوجد بدوره ازقة ترابية ضيقة (2-5 امتار ) للتنقل بين هذه التجمعات وبينها وبين المرافق العامة ، مثل المسجد " آلزاوية " وهو احد مراكز الطريقة الصوفية الخلواتية نسبة الى الشيخ عمر الخلوتي المتوفي سنة 1397م، وتم توسعة المسجد في الثلاثينات من القرن العشرين واقيمت له مئذنة ، ( موقع مركز الصداقة الثقافي صفحه(www.alsadaqa.com2( وكان قد بوشر بتوسعة اخرى له غام 1948، ولكنها لم تكتمل بسبب الاحتلال اليهودي ، واشتهر من ساحاتها "حرجة السماعين "، والحرجة : ساحة صغيرة تلتقي فيها عدة ازقة ،
واشتهر من ازقتها ( شوارعها ) زقاق الصبايحة وزقاق العبسية ، واشتهر من مضافاتها " جامع الكراج " ومن مرافقها ايضا : آلمضافات ، والمدرسة والمطحنة ...الخ وتم ذلك بدون تخطيط مسبق .
ولما تزايد السكان وتزايدت تبعا لذلك احتياجاتهم الاقتصادية ، إقيمت بعض الدكاكين المتفرقة على جوانب الأزقة الأوسع نسبيا من غيرها وعلى الطرق الفرعية التي تودي إلى القرى آلمجاورة ، وفي آلعقد الأخير قبل آلنكبة عام 1948م وبسبب تعدد آلأسر وزيادة عدد أفرادها ، ظهرت عشرات من آلمنازل آلمتفرقة على أطراف آلقرية خاصة في ألجهة ألجنوبية ( منطقة آلجرون أو آلبيادر ).
ويضيف آلباحث أحمد آلعداربه فيما يتعلق بهكيل آلقرية :"ويحيط بالقرية جدار مبني من الحجارة الضاربة الى السمرة ، وتضم في داخلها قطعا من الاراضي التي كان يطلق عليها اهل القرية حاكورة ( مساحتها من نص دونم الى دونم وقد تزيد ) وهي عبارة عن مساحة من الارض كانت ملكية خاصة ، ولهذا زرعت بالتين وآلزيتون وآلصبر وآلقليل من دوالي آلعنب .
بلغت مساحة مخطط مساكن القرية ومرافقها الاجمالية نحو (179دونما ) ومساحة شوارعها وأزقتها(35 دونما) وبلغ عدد مساكنها نحو (1000مسكن ) أو يزيدوذلك في عام 1948م ، علما إن عدد مساكنها كان 100( مئة ) مسكن في عام 1871م وفق إحصائية سوسين ، وإزداد إلى 559 مسكنا في عام 1931م .
بيوت القرية
مساكن ريفية بسيطة ، شانها في ذلك القرى الفلسطينيه ، اقيمت على تل صخري ، حول الكهوف ( المغُر) التي أوى اليها السكان في البداية حول موقع خربة أثرية قديمة ، وتتصف بتجمعها وتلاصقها ، ويطلق على آلتجمع الواحد من المساكن إسم "الحوش "، تعيش فيه اسرة كبيرة تشمل عدة اسر صغيرة ، تشكل في الواقع حمولة او عشيرة او جزءا منها ، وتفصل بين الحيشان ازقة او طرقات ضيقة ، تؤدي الى المسجد وغيرة من المرافق العامة والى القرى المجاورة
ويضيف الباحث موسى هديب مساكن القرية فيقول :-
"وعموما فان تلك المساكن ... منها ما بني من الحصى والحجارة ، ومنها ما بني من الطين ... فمنها البسيط المتواضع ومنها المنظم ... ومنها المزدوج والمستطيل ، بالاضافة الى أبنية إخرى كبيرة من طابقين ، يطلق آلأهالي عليها إسم علية "وحوالي أنظمة آلبناء يضـيف " ويمكن تـــــوزيع مساكن آلقرية إلى نظـامين بارزين هما :
نظام الحوش : وهو عبارة عن مجموعة من الغرف الصغيرة المتلاصقة ، يتراوح عددها ما بين 6-10 غرف ، مساحة كل منها 4*4 امتار او 3*3 امتار ، وهي مبنية من الطين بشكل مربع او مستطيل ، في صفين متقابلين ، يعزل بينهما مساحة ضيقة ، وهناك غرف كبيرة المساحة 8*6 امتار ، تدعى بايتشة بلهجة اهل القرية ....لها ثلاثة اعمدة ، كل عمود يقام علية قوسان في اتجاهات مختلفة ...."
وأما عن نظام العقد والجداري فيصف ذلك بقوله :" اثر تزايد سكان القرية ، تركت جماعات كبيرة ... حياة الحوش ، وبنت لها مساكن جديدة مبعثرة في الشعاب وفي آلتلال آلقريبة من آلقرية ... ومن مميزات المساكن الجديده ، منها كبيرة ، ومبنية من آلحجارة وألشيد ( آلجير )، تعرف بالعقد ، وبعضها من آلحجارة آلخالصة ، جدرآنها سميكة ، تعرف بآلجداري ، ويشتمل كل مسكن منها ، على غرفة واحدة ، منقسمة الى قسمين بحاجز من الحجر ، قسم سفلي للحيوانات ( الراوية ) واخر علوي لاهل البيت ( المصطبة ) ، اما اذا كانت الاسرة كبيرة ، وقادرة ماديا ، فان مسكنها كان يتألف من فناء واسع تحيط بعض غرف للجلوس والنوم والمؤونة وحظيرة للحيوانات ".
وكانت المواد المستخدمة في بناء الجدران والقناطر ( آلإعمده ) في الغالب تبنى من آلحجارة آلكلسية آلطبيعية آلغير مشذبة أو ىلمشذبة إحيانا ، وآلشحف آلحجرية ( آلرقيق من آلحجارة آلصغيرة ) وألشيد ( الجير الحي ) ، وآلطين المخلوط بالتبن ، وأما سقوف آلبيوت فكانت من جذوع آلأشجار وآلنباتات آلمعمرة آلجافة ( آلنتش والزحيف ) ، آلمغطاة بطبقة من آلطين آلممزوج بالتبن او آلقصل ( آلخشن من التبن
) ، وكانت سطوح آلبيوت مستوية او مائلة قليلا ، ومتصلة غالبا مع غيرها ، أما آلنوافذ كانت صغيرة ، وكانوا يطلقون على إسم النافذة إسم " طاقة " وقد إستخدموا آلأبواب آلخشبية للغرف ( آلسقائف ، جمع شقيفة ، وهي الغرفة الصغيرة )، وللحيشان ( جمع حوش ).
إنطلاقا من حرجة آلسماعين ( مركز البلدة ) " فقد كان أكبرها ( آلأزقة ) آلشوارع التالية :
- بير آلسيل ، ويتجة إلى الشمال .
- شارعا آلسباتين وآلزاوية ويتجهان نحو آلشرق .
- شارعا آلعبسية وآلصبايحة ، ويتجهان نحو الجنوب
- شارع آلمجدلة أو بير العًد ، ويتجه نحو الغرب .
- المقابر في القرية :
- آلمقبرة القديمة : تقع في منتصف الجرون .
- مقبرة أولاد اعمر : تقع خلف جامع الكراج .
3. مقبرة الشبح الكيلاني : تقع غرب القرية في المجدلة .
4. مقبرة آلشيخ علي : تقع غرب البلد .
5. مقبرة آلشيخ سلامه : تقع في منتصف القرية في حارة آلمناصرة .
6. مقبرة آلمطرية : وتقع في طريق عقبة ببئر السيل شمال البلد .
دورالعبادة بالقرية
كان من اشهر المساجد في الدوايمة مسجد الزاوية ( وهو الجامع الذين كانوا يادون فيه الصلوات في القرية ) وايضا كانت الجوامع هي بمثابة المضافات او الدواوين وكانت تقام فيها الصلوات واداء العبادات وكافة المناسبات الدينيه والشعبية حيث كان أهل القرية يبتهجون في أيام الاعياد ويلبسون أفضل ملابسهم ويذبح القادر منهم الذبائح كأضحية أو بمناسبة العيد ، وغير القادر يقوم بشراء اللحم ويقومون بعمل ألفت ( خبز الشراك ) في مرق اللحم وعلية السمن البلدي
الآثار
- المقامات والاثار التاريخية :
أرض فلسطين أرض آلانبياء والقديسين والصالحين عاشوا ومات العدد الكثير منهم وانتشرت المقامات والمزارات والمشاهد في طول البلاد وعرضها في المدن والقرى ، فلا تخلو قرية من قرى فلسطين الا يوجد فوق ترابها من تلك المقامات والشواهد ، حيث تتالف هذة المقامات من غرف بسيطة في المساحة ولم تكن البقاء طويلا فتنهار ، ومن هذه المقامات في قرية الدوايمة
- مقام الشيخ علي
والذي يقع على القمة الغربية من وقف الشيخ علي والتي تبلغ مساحته في حدود 200 دونم ، وهي عبارة عن غابة من أشجار الخروب وفيها مغارة ، وهي التي أرتحل اليها في أواخر عمره وتوفي ودفن هناك ، كما يوجد بئر ماء .
وقد بني المقام على ربوة ترتفع 420م عن سطح البحر وهو مطل على الساحل الفلسطيني من جهته الغربية ، وعلى الخليل من الجهة الشرقية ، ويتألف المقام من ثلاث غـرف واسعة وله قـبة وأقــواس ، وكان الناس يتباركون به لدرجة التقـديس،
____________________
- من هذه ، الجماعات سعادة والعبسية وأبو حلتم والقيسية
صورة (1) منظرلمقام الشيخ علي بن عبد الدايم
ويقوم البعض منهم بعمل النذور ( ذبح الماعز والخراف )في ساحته ، ومقام الشيخ علي هو المعلم الوحيد المتبقي من معالم قرية الدوايمة بعدما قامت العصابات الصهيونية على طمس تلك المعالم التاريخية والحضارية والاثرية في عموم فلسطين ، وعلى وجة الخصوص بالدوايمة بحيث قامت تلك العصابات على اخفاء معظم معالم القرية .
- مقام الشيخ سلامه
يقع هذا المقام في منتصف البلد ويتكون من غرفة كبيرة عليها قبة ويوجد بداخلها قبر ويعتقد أنه من عشيرة المناصرة ، وقد استخدم هذا المقام فيما بعد لتدريس الكتاتيب من قبل الشيخ سربل وحسن سنور ومحمد سعيد لافي .
مقام الشيخ حسن حسين عمرو :
والشيخ هو من أصحاب الطريقة الصوفية الخلوتية، ويقع المقام في غرب البلدة بالقرب من خربة المجدلة ، وقد حظي باحترام كبير من أصحاب هذة الطريقة .
- قبر الشيخ الكيلاني
والشيخ هو أحمد حسين عبد القادر الجيلاني – وهو حسني النسب ، وقد انتقل من شمال العراق إلى الفالوجة ثم إلى نجد في منطقة الدوادمي ( أراضي المطير ) ثم إرتحل إلى كثربا في مدينة الكرك ومنها إلى خربة البرج التابعة إلى دورا ، ثم إلى منطرة الظويمر في المجدلة ، ومن خلاله كان هناك أول تجمع سكاني اطلق علية اسم حارة المطرية ، ولم يكن للشيخ مقام بمعنى المقام وانما قبر عادي
عائلات القرية وعشائرها
عشائر الدوايمة
- منها المطرية نسبهم يعود للشيخ احد الكيلاني وتتكون من العشائر التالية :
أبناء الشيخ علي بن عبد الدايم
- يحيى سالم الاقطش، الدوايمة وعائلة الاقطش، 2009، ص31
- حمد رجب ابو خضرة ، الدوايمة الالم تاريخ وحضارة ، مطبعة جوري ، 2021 ، ص 39
- عشيرة الزعاترة وتتكون من آلأفخاذ آلتالية : غانم ، عيد ، ابو الشعر ، قنب
- عشيرة عشا وتتكون من الافخاذ التالية : سلامه ، حسن ،خليل ، لافي .
- عشيرة بصبوص وتتكون من الافخاذ التالية : بصبوص ، حمدان .
- عشيرة القطيشات وتتكون من الافخاذ التالية: ابو فروه ، ابو حلتم ، عفانه، عطية .
- عشيرة هديب وتتكون من الافخاذ آلتالية : سلمان ، سليم ، ياسين ، يحيى ، سالم ، ابو شرار ، لافي ، أبو صقير ، ابو ذان
- عشيرة آلعيسة وتتكون من آلفخوذ آلتالية : قنديل ، عيسى ، سربل ، حميدة .
- عشيرة الحجوج وتتكون من الفخوذ التالية : حجي ، حسين ، جبر ، الزعبي، سلامه .
- عشيرة أبو رحمة .
- عشيرة السباتين وتتكون من آلفخوذ آلتالية : حمدان ، حسن ، الحجر .
10- عشيرة آلمناصرة وتتكون من آلفخوذ التالية : جبريل ، أبو سلعوم ، أبو هنية ، سنور ، آلطبر، شاهين .
11- عشيرة آلعداربة وتتكون من الفخوذ التالية : سلامه ، حسن ، الحاج الصغير ، جبريل اسماعيل
12- عشيرة آلجواودة وتتكون من آلفخوذ آلتالية : مسلم ، عثمان ، سالم ، محمد سلامه
13- عشيرة آلغوانمة وتتكون من آلفخوذ آلتالية : زرارة ، آلمعازي ، أبو سمرة آلحاج سالم .
14- عشيرة العبادين وتتكون من آلفخوذ آلتالية : سالم ، ابراهيم ، سلامه ، عثمان ، حسين ، علي ، العمرات ( شاهين ) ، الشيخ ( برهم ، لسكري )
15- عشيرة أبو ريان وتتكون من آلفخوذ آلتالية : محمد عبد السلام ، مسلم موسى عثمان .
16 – عشيرة صندوقة .
17- عشيرة آلخضور وتتكون من آلفخوذ آلتالية: حسين ، علي ، سليمان ، حماد - وعائلة آلأقطش من آلخضور وتتكون من آلفخوذ آلتالية : سلامه ، عبد الهادي ( قدسية ) ، ابو غالية ، ابو شلنفح ،
وعائلة آلملاد من آلخضور وتتكون من آلفخوذ آلتالية : عبد العزيز ، شحادة ، عبد الرحمن ، حمدان .
18- عشيرة آلقيسية وتتكون من آلفخوذ آلتالية : حرب ، الدوس ، حنيف ، الحاج احمد ، عياش .
19- عشيرة آلعبسيه وتتكون من آلفخوذ آلتالية ، آلشيخ عبد الرحمن ، آلشيخ
علي ، عبد الهادي ، أحمد ( حدونه )
20-عشيرة أبو صبيح وتتكون من آلفخوذ آلتالية : سلامه ، احمد ، ابو حسين ، محمد ، صالح .
21- عشيرة آلعامري وتتكون من آلفخوذ آلتالية : عبد الجواد ، قاسم ، جوده ، حسان .
22- عشيرة نشوان وتتكون من آلفخوذ آلتالية : محمد يوسف ، جابر، صالح .
23- عشيرة آلمقوسي وتتكون من آلفخوذ آلتالية : سلمان ؟، حسين ، احمد ، سالم .
الخرب في القرية
خرب الدوايمة :
لما كانت قرية الدوايمة قد أُنشئت في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي ولأن موقعها الجعرافي معزول نسبيا ولا يقع على طرق حيوية للمواصلات بل يلامس تخوم صحراء النقب في الجنوب ، لذا لم ترتبط كقرية بأحداث التاريخ في عصور ما قبل الميلاد والقديم والوسيط كغيرها من القرى والخرب المجاوره ، رغم ارتباط الكثير من الخرب الواقعة على أراضيها والمذكورة تاليا بأحداث تلك العصور .
توضيح عن خرب الدوايمة :
- خربة عيسى : اثار من العصر البرونزي المبكر (2900- 2000 ق.م ) (كتاب جنوبي بلاد الشام د. خير نمر ياسين ، 1991م ، ص 67 )
- خربة العدرا :أساسات ،مغائر .( بلاد فلسطين ، الدباغ ، 1991،ص 287 )
- خربة حبرا : تل أنقاض ،أساسات ، أكوام من الحجارة .
( كتاب بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 289 )
- خربة اللحم : أساسات ،أكوام حجارة آبار ، صهاريج ، كهوف ،
( كتاب بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 289 )
- خربة الباشا : أساسات ، صهاريج ، مغر ، قبور ،( بلادنا فلسطين ، الدباغ 1991 ، ص 323 )
- خربة الرز : اثار ، صهاريج ، ( فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 325)
- خربة ؤسم شلية : أساسات ، مغر ، صهاريج ، أبراج ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 325 )
ومن الخرب الشمالية ايضا خربة الطبلة وخربة الواوية وأم ناب .
الخرب الشمالية الغربية :
- خربة أم الشقاق : أساسات من حجارة مربعة ، أحواض منقورة في الصخر ، أكوام حجارة ، صهاريج ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 316 )
( عصر برونزي وسيط 2000-1550 )ق.م / جنوبي بلاد الشام ، خير نمر ياسين ، 1991، ص 152 ) ومن خربها أيضا خربة الحبقة .
الخرب الغربية :
- خربة المجدلة : أساسات ، بقايا برج مربع ، حجارة مزمولة ، أعمدة ، مغائر فيها كُوى ، بئران ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، 286 )
- خربة البير : ( بير العد ) : أثار ، مغائر ، بركة كبيرة . (بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 287 )
- رسم جبرين :معصرة منقورة في الصخر ، صهاريج ، بئر ، حجارة مبعثرة ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 286)
- خربة رسم ( إرسوم ): أكوام حجارة مغائر ، صهاريج ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص287 )
- خربة أم رمانة : أنقاض مبعثرة ، أساسات ، صهاريج ، مغائر ، صهاريج ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 287)
- خربة الشيخ محمود : حفر ، صهاريج منقورة في الصخر ، حجارة مقطوعة ، أعمدة رخامية ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 32)
- خربة حوض رومية ، أثار ، انقاض ، مغائر ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 316 )
- تل خراقة : أنقاض ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 323)
- الخرب الجنوبيه الغربيه :
- المصادة ، اثار ، مبان ، مغائر ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 288)
- خربة دير خروف ، أساسات ، أكوام حجارة ، مغائر ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص288)
- خربة أم سويلم : أساسات ، مغائر ، صهاريج ،( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 288)
- خربة رسم عامر :آثار ، أنقاض ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص325) ، ومن خرب الجنوب الغربي أيضا ، رسم قطيش ورسم بخيته.
- خرب الجنوب :
- خربة زيتا : تل أنقاض ، أساسات ، حجارة ، مبعثرة ، شقف فخار ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص288)، (عصر برونزي مبكر 2900-2000ق.م / جنوبي بلاد الشام ، د.خير نمر ياسين ، 1991، ص67)
- خربة حزانة : أساسات ، برج ، عضادات باب ، صهاريج ، مغائر ، حجارة منحوتة ، (بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص288)
- خربة جنتا ، جدران مهدمة ، مغائر ، صهاريج ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص288)
- تل الاقرع ، أنقاض ، ( بلادنا فلسطين ، الدباغ ، 1991، ص 289)،( عصر برونزي مبكر 2900-2000 ق.م جنوبي بلاد الشام ، د. خير نمر ياسين ، 1991،ص 67 )
- ومن الخرب الجنوبية أيضا رسم البرازات .
الخرب القريبة من حدود أراضي الدوايمة : ولها علاقة بها وان كانت ضمن أراضي قرى إذنا ودورا وبيت جبرين والقبيبة المجاورة وهي : الحمام ، القوسطين ، ورسم دهينة وأم حارتين وخربة الصحابي بشر بن عقربة وبيت لي وطيبة الاسم والمقحز وأم الشقف والسد وأم الميس وبنت ألبان والكشكلية وصندحنة وخربة طوط .
الحياة الاقتصادية
الحياة الاقتصاديّة
اعتمد الباحث في معلوماته في هذا المجال على الذاكرة الجماعية لكبار ألسن من أبناء ألقرية مثل والديه وغيرهم من الأقارب ، وعلى ما أورده ألباحثون السابقون ألذين وثّقوا روايات أخرى عن الكبار السن ممن فارقوا الحياة ، في مؤلفاتهم بهذا الشان ، فالحياة الاقتصادية في الدوايمة كغيرها في القرى الفلسطينية ، تقوم على نمط فلاحي يعتمد على الارض والمطر وما يشكلانه من غطاء نباتي ، وعلى ما يبذله الانسان من جهد ، إلى جانب خبرته ، وما ينتج عن ذلك من زراعة المحاصيل وتربية الحيوانات وإستخدام نتائجها في سد حاجاتة آلمعيشية بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وبناء عليه مارس سكان ألقرية حرفة الزراعة وحرفة الرعي وتربة الحيوانات آلمكملة للزراعة ، وكانت مصدر دخلهم الرئيسي ، وكان الهدف منها سدّ إحتياجاتهم ألمعيشية .
ويمكن القول أن ألفترة ألزمنية بدءاً من عام 1940 م ولغاية عام 1948م ، العام الذي أُغتصب اليهود فية القرية ونكّلو بسكانها قتلا وتشريدا ، شهدت الدوايمة فيها تطورا أقتصاديا ، فظهرت مصادر دخل جديدة لسكان البلدة كالتجارة والعمل في مجالات أخرى ، منها آلعام كالوظائف الحكومية ، ومنها ألخاص كالسياقة والنقل والخدمة في المعسكرات البريطانية وفي ألمزارع وألبيّارات ( مزارع الحمضيات )
التجارة
وُجدت بمفهومها آلبسيط ومارسها عدد قليل من آلسكان ممّن أنشاْوا دكاكين في ألبلدة ، وكان عددها لا يزيد عن 23 ( ثلاث وعشرين ) دكانا لغاية عام 1948م ، (1) تعود ملكيتها لأشخاص من آلقرية أو من خارجها ( من آلخليل وغزة) ، وكانت آلمقايضة أساس تعاملها إلى جانب آلنقود، فالنقود كانت قليلة جدا وبالتالي كان آلتعامل بها محدوداً، بعبارة أخرى كان آلزبون يُحضر من منتجاته آلزراعية أو آلحيوانية إلى صاحب آلدكان ليعطيه بالمقابل ما يريد من سلع لازمة له في حياته مثل آلملابس وآلبذار وآلسماد وآلحلويات وغيرها ، وقد تجمع معظم هذه آلدكاكين في شارع أبو صبيح وامتداده شارع الخواجات وحول حرجة آلسّماعين وعلى طريق آلمواصلات باتجاة آلقبيبة أو إذنا .
أغلب التجارة التي كانت تتم في القرية بيع الحبوب والتبن ومنجات التبع ومن أشهر تجار آلقرية الذين كانت لهم علاقات تجارية مع غزة والذين كانوا يستوردون منه الجير والاباريق الفخارية (2) هم :
خليل قنب الزعاترة ، و علي ابو حسين السباتين ، و مرعي سلامه حمدان ، و عثمان جبريل المناصرة ، وعيسى ابو هريرة العداربة ، وقد تطورت هذه المشاريع التجارية واصبحت فيما بعد ماركات تجارية لاصحابها مثل اسماعيل محمود لافي عشا واسماعيل احمد علي ياسين هديب ، وعندما إزدهرت تلك التجارة بين أهالي آلقرية جاءت فكرة إنشاء أول جميعة لتسليف القروض وقام بإدأرتها من رجال آلقرية الحاج عبد الهادي عشا وآلمختار احمد هديب وآلمختار سليمان أحمد عثمان الزعاترة والشيخ سالم سلامة آلاقطش وإسماعيل محمود لافي والذي كان يشغل محاسب آلجمعية (3).
ومن أشهر التجارفي آلقرى وآلمدن آلمجاورة ألذين أنشاوؤا آلعلاقات آلتجارية مع أهل القرية دار مراد من غزة وهم آلسادة عيسى وحيدر مراد أصحاب الشركات
وآلماركات آلعالميه إضافة داوود عقيلان ورشيد سنقرط وعبدالله سالم والسكافي وهو خليل داوود ذبوبة .
إضافة إلى ذلك إمتهنت قلة من ألاشخاص آلبيع آلمتنقل وآلمقايضة لعدد من آلسلع كالحبوب وآلصوف وآلفحم وآلملح ، وذلك باستخدام آلجمال والبغال وآلحمير ، فكانوا يذهبون إلى ألاسواق آلاسبوعية آلتي كانت تقام في آلقرى مثل سوق آلثلاثاء في بيُت جبرين وسوق آلخميس في آلفالوجة ، وإلى أسواق آلمدن كالخليل وغزة ويافا وحيفا والقدس ، كما امتهن بعض ألاشخاص بيع وشراء آلحلال (آلاغنام وآلماعز وآلابقار وآلجمال )،وبيع آلشّيد (آلجير آلحي ) وآلزبل آلطبيعي (روث آلحيوانات كسماد للآرض آلزراعية ) وكان آلفائض منه يباع لبعض مزارع آلساحل "والمستوطنات آليهودية في آالمنطقة "
ومما ساهم في انتعاش آلتجارة في آلفترة آلاخيرة قبيل النكبة عام 1948م قيام سوق الجمعة في القرية عام 1944م ، سُميّ" سوق الجمعة " كما أطلق عليه اسم " سوق آلبرين وذلك لتجمُع منتوجات منطقتي جبل آلخليل وآلساحل آلفلسطيني فيه ،وكان يرتاده آلتجار وآلسكان من آلقرية نفسها ومن آلقُرى آلمجاورة مثل بيُت جبّرين وآلقبيبة وإذنا وغيرها من آلمجاورين .
مصادر آلطاقة
كان أهل القرية يستخدمون آلحطب آلجاف يجمعونه من آلشجيرات الحُرجية وآلاعشاب آلحولية الجافة آلتي تنو في أراضيهم أو حواليها ، ومن آلخشن من بقايا محاصيل الحبوب بعد إستخلاص حبوبها (آلقصل )، كما استخدموا روث آلحـيوانات
( آلجلّة ) وذلك كوقود للطبخ وآلتدفئة وإحماء آلطابون ( آلفرن آلطّيني ) لعمل آلخبز وإحماء آللتٌون ( آلحفرة آلتي تُشّوى فيها آلحجارة ) لعمل آلشّيد (آلجير آلحي )، وتمّ استخدام آلكاز للإضاءة في آلعقد آلاخير قبل آلاحتلال عام 1948م .
____________________
- احمد ابو رحمه ، رسم هيكلي تقريبي لقرية الدوايمة لعام 1948م
- محمد رجب ابو خضرة ، الدوايمة الالم تاريخ وحضارة ، مطبعة جوري ، 2021 ، ص 174
- محمد رجب ابو خضرة ، الدوايمة الالم تاريخ وحضارة ، مطبعة جوري ، 2021 ، ص 174
تفاصيل أخرى
يتلعثم الأردني راكان قطيش الدوايمة 24 عاماً، عند التحدث معه حول الحادثة التي أًصبحت حديث الشارع منذ الخميس الماضي، ووقعت في حي "نزال" أحد الأحياء البسيطة في العاصمة عمّان، حين أنقذ ستة اطفال حاصرتهم مياه الأمطار داخل منزلهم من موت محقق، بعدما استطاع خلع شبك الحماية الحديدي بمطرقة مغامراً بحياته.
الدوايمة الذي حظي فيديو صورته إحدى جارات العمارة السكنية له خلال عملية الانقاذ بنحو 3 ملايين مشاهدة حتى الآن ودون علمه، لم يتوقع أن يتلق بين ليلة وضحاها مئات الاتصالات الهاتفية وأن تنهال عليه عروض مفتوحة للعمل من شخصيات اقتصادية.
يقول الدوايمة الذي يعمل في محل للدواجن، وأنهى تعليمه حتى المرحلة الاعدادية في حديث لـCNN بالعربية، التي التقته على هامش تكريم ما يعرف بمجموعة الحوار الوطني له، و يرأسها الوزير السابق محمد داوودية، إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بإنقاذ آخرين في حوادث مختلفة، وإنه لم يفكر يوماً بالحصول على مقابل لقاء تطوعه.
على عجل سارع الدوايمة، كما يروي للموقع، باستكشاف محيط منزل إحدى العمارات التي علم ورفاق آخرين معه بمحاصرة أطفال داخل منزل بمياه يزيد ارتفاعها عن المترين وسيجت نوافذه بالحديد، حتى بدأت المهمة الصعبة في اقتلاع القضبان الحديدية، رغم دفق المياه الهائل عبر النافذة.
ويتابع وصفه لتلك اللحظات: "لم تكن هناك طريقة سوى قلع الشبك الحديدي، لم أخش أن أموت، بل بأن أخرجهم.. المسألة أخدت دقائق، الشباب أحضروا الشواكيش وتساعدنا واستطعت أن أتسلق على النافذة.. كان الأطفال مرعوبين، وشاركنا نحو 10 أشخاص في الإنقاذ.. الله قدرنا والحمد لله."
أما عن خشيته من الموت جراء تدفق المياه بقوة في وجهه خلال الإنقاذ، قال: "الوقت مر بسرعة أول ما طلعت على الحماية كانت لحظة صعبة جداً، كان دفع المياه قوياً جداً، وخشيت أن لا أتمكن من خلع الحماية.. ما فكرت بغير إنقاذ الأطفال."
كما لم يعتبر الشاب الدوايمة أنه خاطر بحياته عند إنقاذ الأطفال الذين تواجد والديهم في عملهما في تلك الأثناء، بل اعتبر أن .المخاطرة هي بيد الله، وأن أجره محفوظ.، وقال: "اللي الله كاتبه هو بس اللي بيصير."
تزامنت الحادثة مع تعرض البلاد لعاصفة مطرية أغرقت العديد من شوارع العاصمة، وأودت بحياة 4 بينهم طفلان مصريان وعامل وافد، إضافة إلى شاب عشريني أردني، فيما مني تجار البلدة القديمة بخسائر قدرت بالملايين، وسط حالة من السخط والانتقاد لأمانة عمّان لعدم قدرتها على معالجة الفيضانات.
ولم يكن الدوايمة على دراية بأن أحدا كان يلتقط بكاميرا موبايل عملية الانقاذ، ليفاجأ بعدها أن المقطع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية، فيما أشار الى أنه لم ينم منذ الخميس بسبب حجم الاتصالات الهائلة التي تلقاها، دون أن يتذكر أسماء بعض المسؤولين ممن شكروه، بحسبه.
ويبدو أن تفاعلات الرأي العام مع قصته، وعروض العمل التي تلقاها خلال تكريمه السبت في نادي أبناء الثورة العربية الكبرى من عدد من الحضور والمكافآت المالية التي حصل عليها، لم تقنع الداويمة للآن بترك عمله في محل الدواجن.
وعن قبوله بذلك يقول متردداً: "والله ما بعرف لسة وين نصيبي.. كثير وظائف عرضت علي..لسة مفكر أضل بشغلي، لكن إن كان هناك ما هو أفضل إن شاء الله ..لم أتوقع أن يحصل معي ما حصل."
استياء الدوايمة بدا واضحاً مما قال إنه تقصير بعض الجهات الرسمية خلال يوم العاصفة المطرية، مشيراً إلى أن نداءات عديدة وجهها أهل الحي للأجهزة المعنية حول انسداد المصارف في الشوارع دون جدوى.
ويقول: "حتى بعد انتهاء العاصفة المطرية قمنا بتنظيف الشوارع، نحو 6 أمتار من الزبالة والطين والأتربة، طلبنا من الأمانة قلاب لم يتجاوبوا معنا، فقط بعض عمال الأمانة ساعدونا على قدر استطاعتهم، لكننا بالنهاية نظفنا عدة مناهل مغلقة والشوارع."
ويناشد الدوايمة الذي لا يجيد القراءة والكتابة كما يقول، الجهات الرسمية مساعدة أصحاب المنازل التي تدمرت بالعشرات، وأن وضع الحي الذي يقطنه بات مريعاً.
عمان، الأردن (CNN)
الثروة الزراعية
_ الزراعة في الدوايمة :
زرع سكان آلقرية القمح والشعير والذرة البيضاء وبعض ألخضروات والقتّائيات وأشجار التين والعنب والصبر والرمان والزيتون ( بلغت المساحات المزروعة زيتونا في الدوايمة نحو 1952 دونما عام 1931م (2)، وكان يوجد معصرتان لزيت الزيتون (3) ،واستخدم أهل القرية في زراعتهم للأرض أساليب بدائية بسيطة ( تقليدية ) كالمحراث الخشبي المصنوع من خشب الزيتون أو البلوط وكان يتم استئجاره أحيانا من نجار القرية مقابل 4( أربعة ) صاعات ،الصاع = 2.245كغم (4) ، من المحصول، كما استخدموا الحيوانات المتوفرة لديهم (الابقار والجمال والبغال والحمير ) لجر المحراث ، إضافة لاستخدامها في نقل ودرّس ( هرّس ) المحصول الزراعي ، وقد بدأ استخدام المحراث الميكانيكي ( التركتور) عام 1942م ، وكان يتقاضى مالكه من 20إلى 30 قرشاً فلسطينياً مقابل الدونم الواحد (5) أما السماد فكان استخدامه قليلا ومصدره روث الحيوانات التي يريبها أهل القرية ، وكان أهل القرية في الغالب يقومون بحصاد محاصليهم باستخدام المنجل أو القالوش ويجمعونها وينقلوها على دوابهم إلى الجرون ( البيادر ) ويدرسونها ( هرس المحصول اليابس ) بلوح تجره حيواناتهم ، فوسائلهم وأساليبهم كانت تقليدية ، ولم يستخدموا الوسائل الميكانيكة الحديثة ، وكان البعض من أهل القرية يلجأ إلى
تأجير أرضه من أجل زراعتها لانه لا يملك ثمن الامكانيات لذلك ، فكان يقدم الارض فقط ، مقابل حصوله على خمسي إنتاجها في ذلك العام وباقي الانتاج يذهب للمستأجر الذي يتحمل تكاليف زراعة الارض وجني المحصول (المخامسة ) وكان البعض ممن لا يتوفر لهم العدد الكافي من اليد العاملة يستأجرون شخصا ( مرابع ) أو شخصين للقيام بالاعمال الزراعية أو رعي ألاغنام مقابل أجر سنوي من المحصول الزراعي أو الحيواني في ذلك العام .
وبسبب عدم المقدرة المالية لكثير من أسر البلدة التي تعتمد أساسا على الزراعة في معيشتها ، ولجأت لأخذ القروض من ألمرابين من بعض تجار مدينة الخليل ألقريبة ، فقد كان ألمرابي يأتي إلى البلدة في موسم الحصاد لاسترداد ألقروض النقدية التي قدمها للفلاحين عند بدء الموسم وتشمل قيمة ألبذار وأي تكاليف أخرى لزراعة ألمحصول ، وذلك من المحصول نفسه ، حيث يحسبه بسعر زهيد غالباً ما يفرضه المرابي على جميع من تعامل معه ، علما أن المرابي كان يقيم طوال فترة الحصاد في ضيافة الفلاحين وكرمهم الفطري ،رغم معرفتهم بحرمة التعامل مع المرابي ، ولكنها الحاجة الملحة.
أما حكومة الانتداب البريطاني ، فقد ضاعفت معاناة الفلاحين في عموم فلسطين ومنهم فلاحو الدوايمة ، وذلك بإغراق القرى الفلسطينية بالقمح الاسترالي وغيرة من الحبوب ، مما أضطر الفلاحين لبيع محاصيلهم بأسعار زهيدة ، وأصبحت زراعة الارض غير مربحة بل غير كافية لسدّ حاجاتهم المعيشية ، فلجأ بعضهم إلى رهن أرضه ، ولجأ أخرون إلى إهمالها والذهاب إلى المدن المجاورة بحثا عن العمل في معسكرات الجيش البريطاني المنتشرة في فلسطين ، وهذا كان من ضمن مخططات حكومة الأنتداب البريطاني وحكومة الظل الصّهيونية ، لفك الارتباط بين الفلاح الفلسطيني وأرضه ، تمهيدا لتوفير القاعدة الأساس للدولة الصهيونية وهي الأرض ، وجدير بالذكر أن أهل القرية أسّسوا " جمعية تعاونية عام 1937 م وذلك من أجل إقراض الفلاح لمدة سنة "(1).
ولمّا كان معدل التساقط السنوي للأمطار في منطقة أراضي الدوايمة ، نحو 350 ملم وهو الحد الادنى الازم للزراعة البعلية ، فكانوا يزرعون المحاصيل الشتوية في المناط الغربية من أراضيهم ( القمح والشعير ) ، والمحاصيل الصيفية في المناطق الشرقية ( الذرة البيضاء والعدس والكرسنة)، كما أن العناية بالأرض وإعدادها للزراعة وجني محاصليها وحمايتها أحيانا ، وما يتطلبه ذلك من وقت ، وبعد
المسافة عن مكان السكن في قصبة البلد وعدم توفر وسائل المواصلات ، كان يُجبرالسكان على إلإقامة لشهرين أو أكثر في الخرب القريبة من أراضيهم المزروعة أو أماكن رعي أغنامهم وتربية حيواناتهم ، ومن هذة الخرب ،" المصّادة ودير خروف ورسم إرسوم ( رسم الرسوم ) وحزانة وجنتّا والباشا(1) ، كما أعتنى أهل القرية بأشجار الزيتون الرومي القديمة وبالأشجار الطبعية التي قدمتها لهم الطبيعة كالخروب والبطم والبلوط والسويد والزعرور والعذق ( السريس ) ، كما أقتات السكان من جمع وإلتقاط بعض النباتات العشبية الطبيعية كالزعتر والميرمّية والسّلق والحُمّيض واللسّنية والقًريص والبُريد والجلاتون والسّعيسّعة والبسُوم .
- تربية ألحيوانات ( الثروة الحيوانية )
اهتم سكان القرية بتربية الاغنام والابقار والجمال والدواجن من الطيور والأرانب مما وفر مصدرا رئيسيا لغذائهم من اللحوم والبيض والألبان ومشتقاتها ، واستفادوا من الأصواف والجلود في توفير احتياجاتهم من الملابس وبيوت الشّعر والادوات اللازمة لمعيشتهم ، كما أهتموا باقتناء البغال والحمير التي ساعدتهم في أعمالهم الفلاحية من حراثة الارض ونقل المحاصيل ومعالجتها وإعدادها للاستهلاك ، وكانت الثروة الحيوانية من مصادر الدخل الرئيسية بعد الزراعة في القرية ، إذ كانت توفر مصدر دخل للمقايضة أو للبيع والحصول على مقابل نقدي لشراء حاجات أخرى لازمة في حياتهم كالملابس والحلي وغيرها .
وكان كلّ أفراد العائلة القادرين يعتنون بحيواناتهم ورعيها إلى جانب نشاطهم الزراعي ، وإذا لم يتوفر العدد الكافي من اليد العاملة في العائلة ، أو كان عدد القطيع كبيراً ( تراوح عدد قطعان الأغنام لدى كثير من آلأسر ضمن 27 عشيرة أو حمولة ، ما بين 200 و300 رأس ، أما آلابقار والجمال كانت قليلة وفي حدود آلحاجة إليها ) (2) ، فكانوا يستأجرون راعياً أو اثنين من الرعاه مقابل أجرة من آلمنتوج آلزراعي أو آلحيواني ( ما يقارب آلعُشّر من ألانتاج آلحيواني من آلــــمواليد
آلجدد للحيوانات لتلك آالسنة ) (3) ، فالنقود كانت شحيحة ، ولم تكن حرفة آلرعي في أراضي آلبلدة سهلة ، فالراعي كان يجوب مساحات شاسعة من أراضي المشاع غير المزروعة ، حتى يحصل قطيعه على حاجته من العُشب والمياه، فكان الراعي يبذل جهدا كبيرا لتوفير مياه آالشرب لقطيعه من آلآبار شبة آالجافة آالتّي تغور
مياهها لعشرين متراً أو أكثر أحيانا ، في فصل آلصيف آالجاف ، وكان عليه أيضا حماية آالقطيع نهاراً وليلا ًمن خطر اللصوص ومن مهاجمة آلذئاب وآالضباع ، وعليه ، أيضا أن يُعّزب ( يقيم ) مع قطيعه لأشهر في كهوف آلخرب آلمتباعدة خلال فصلي آلشتاء وآلربيع ، حيث يتجمع أكثر من قطيع في الخربة آالواحدة ، فتأتي آلأسر صاحبة آالقطعان لتُعزّب في الخربة ( تقيم فيها )
وقد أعتمد آلسكان بدرجة كبيرة وبسبب ندرة آالسيارات وآجورها آالنقدية ، على آالجمال وآلبغال وآلحمير في تنقلاتهم داخل القرية وخارجها وإلى آلقرى آلمجاورة لبيع آلفائض من منتجاتهم ولشراء حاجاتهم من أسواقها آلاسبوعية ، أمّا آلخيل فكانت قليلة وكذلك استخدامها فقد كان محصوراً على الشيخ أو آلشيوخ وآلموسرين وهم قلة .
يضاف إلى ذلك استفادة بعض سكان آلقرية من آلنحل الطبيعي وما ينتجه من آلعسل واستفادتهم من صيد آلحيوانات آلبرية وآلطيور ، فقد نشط آلعديد من رجال آلقرية وشبانها وكانوا يجوبون تلال آلقرية وسهولها وأوديتها وكهوفها وأجماتها بحثاًعن آلغزلان وآلارانب آلبرية وآلحمام آلبري وآلشنار وغييره من آلطيور لصيدها.
وفي هذا آلسياق كان هناك تفاوت في نوعيّة معيشة آلأسر في القرية يعتمد على ما تستطيع آلأسرة توفيرة من مصادر آالغذاء آالطبيعي ( آلمونّة )كالحبوب من قمح وشعير وذرة بيضاء وعدس واللحوم وآللبن آلجميد وآلمخيّض وآلسمّن وآلكشك ، إضافة إلى آلقطين ( آلتين المجفف) ولبايق آلقطين وآلزبيب وآلدبس والعنبية وآلعسل والبندورة آلمجففة وآلبيض وآلدقة وآلزعتر، وعلى ما تقتنيه من فرشات ولحف صوفية وبُسُط وسجاجيد ، ومما لا شكّ فيه أن الأسر آلتي كانت توفر ذلك على مدار آلعام كانت ميسورة آلمعيشية ، وغالبا ما إرتبط ذلك بمدى امتلاك آلارض الزراعية وآلاشجار آلمثمرة وآلقدرة على استثمارها وبعدد آلاغنام والماعز آلقدرة على آلقيام بالولائم آلعامة للقرية لدى مجيء ألضيوف من خارج آلقرية وفي آلمناسبات آلعامة والخاصة ، تلك آلولائم آلتي كانت تعجز عن آلقيام بها معظم ألأسر .
______________________
- احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 80
- بلادنا فلسطين ، مصطفى الدباغ ، 1991م ، ص 284
- احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 83
- احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 90
- احمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 87
المهن والحرف والصناعة في القرية
الحرف آلمهينة
سادت في آلقرية حرف بسيطة أولية مرتبطة بالإسر ولسد ما يلزم من إحتياجات هذه آلآسر في معيشتها ، مثل غزل آلصوف ونسجه ، وبالتّالي عمل بُيوت آلشعر وآلبُسُط وآلمزاود وآلاكياس (الشولات ) وآلحبال (آلرٌمم ، جمع رُمّة)، ومثل تشطيل
معجونة من آلطين مع آلقش لعمل آلخوابي ( صوامع صغيرة ) لتخزين آلحبوب وآلطحين وآلقطين وغيره من مواد آلمُونة آللازمة للمعيشة ، ومنها تشكيل آلقش إلى صواني مسطحة وإلى أوعية نستديرة لوضع آلاشياء فيها ( قبعة ) ، ومنها تشكيل آلجلود لعمل قرب آلماء آلصغيرة وآلكبيرة وآلسّعن وآلشراع (أوعية من آلجلد يُخض فيها آلحليب لفصل آلزبدة عن آلحليب وعمل آللبن آلمخيض).
ومن آلحرف آلتي يمكن آلقول أنها تخطّت آلحاجة آلمحلية ، عمل آلشّيد ( آلجير آلحي )آلذي كان يستخدم في أعمال آلبناء وطراشة البيوت ، وكان يُصنع في حفرة كبيرة ذات عمق مناسب (4أمتار ) تُشوى بداخلها آلحجارة آلكلسية آلبيضاء آلتي تتحول إلى مسوق الشّيد بعد تبريدها وهرسها ، وتسمى( آللتّون )، وكان الإنتاج يحمل على آلجمال ويباع في أسواق آلقرى وآلمدن آلمجاورة ، خاصة في سوق غزة
أمّا آلحرف آلتخصٌصّية آلاخرى ، فكان آلعاملون فيها ندرة ، وكان بعضهم يمارسها إلى جانب نشاطه آلفلاحي آلعادي وأهمها آلتعليم وتحفيظ آلقران آلكريم وكتابة آلمعاريض وآلبناء وآلنجارة وآلحلاقة (كانت أجرة آلحلاق صاعاً واحداً من آلقمح وآلشعير وآلذرة مقابل حلاقة آلرأس آلواحد خلال سنة ، وعليه " يكون نصيبه أكثر من نصيب أصحاب آلارض في معظم آلاحيان ")
ومن آلحرف آلتخصيصة لأهل آلبلد أيضا : سواقة آلسيارات وطحن آلحبوب ،كما عمل عدد من أبناء آلقرية في معسكرات آلجيش آلبريطاني في متسُكُن في حيفا وفي يافا ، إلى جانب عملهم في آلمزارع ، وجدير بالذكر إقامة بعض آلحرفيين آلمتخصصين من خارج آلقرية بشكل دائم ، أو في مواسم محدودة من آلسنة ترتبط غالبا بجني آلمحاصيل مثل : آلبيطار وآلصايغ ( الذي كان يهوديا ويقيم في مغارة أحد آلبيوت ضيفا على سكانه لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر في ألسنة يمارس عمله خلالها في صياغة ألذهب وآلفضة ، وكان يتردّد سنويا على القرية ) ، وتواجد من آلحرفيين أيضا ، آلحداد وآلنجار وآلمبيض وآلسكافي ( وكان من آلخليل ).ومن اشهر اصحاب الدكاكين في القرية محمد عبد الحميد هديب و مرعي حمدان وعلي ابو حسين السباتين واحمد علي القيسية .
إن حرفة النجارة كانت متميزة بالقرية حيث كان يقومون بصناعة الابواب والنوافذ باللإضافة الى آلمحاريث وأدوات الطبخ مثل آلمغارف آلمصنوعه من آلخشب والذيكان يستقدم من آلخليل ومن أشهر عائلات آلدوايمة آلتي إمتهنت حرفة آلنجاره هم عائلة آلنجار من دار آلبائض على يد خليل ألنجار وعبد القادر وسلامه آلنجار
وأما مهنة تصليح آلاحذية في آلقرية فكان ياتي رجل من آلخليل يدعى خليل داوود ذبوبة
ومن اشهر المهنيين والحرفيين في قرية الدوايمه قبل عام 1948م
- مهنة الحداده : الاخوين سعيد ورشيد النوري وقد كانا يأتيا من مدينة آلخليل .
-مهنة القصاب ( اللحام ) :إسماعيل مرعي ، أحمد برهم .
-مهنة الخياطه : محمد كايد نشوان ، عبد الرحمن آلصغير لافي .
- مهنة الطهور : كان يأتي شخصا من آلخليل وعلى آلأغلب يكون أيضا هو حلاقا .
- مهنة تجبير آلكسور : مصطفى أبو صبيح ومحمود صالح أبو صبيح
- الماذون الشرعي : الشيخ حسن العبسي من القرية والشيخ عبد الرجمن بدر
- الدباغة وصباغة الصوف : كان يحضر شخص من الخليل مره في كل عام
- مهنة الفرن : أحمد ابو ريان .
- متعهد النظافة : ابن ابو عديلة المناصرة .
- البناء : سليمان أبو ريان ، محمود أبو معيلش .
- التسويق ( الدلال ) : محمد إسماعيل ( سعد ) العبسي .
-مؤذن الجامع :حسن سنور من عشيرة المناصرة .
- المسحراتي : عبد الله أبو مطر إضافة الى إنه يوجد لكل حاره مسحراتي (1).
الوظائف الحكومية
كان آلمختار يمثّل وظيفة حكومية في آلقرية ، ووظيفة آلُمختار تعود إلى آلنصف آلثاني من آلقرن عشر آلميلادي ، عندما أصدرت ألدولة آلعثمانية مرسوما قسّمت بموجبه آلدوله إلى ولايات ومُتصرّفيات وأقضية ونّواح وقُرى وكان لكل قرية مختار في الغالب من آلحموله آلكبيرة ، وكان آلمختار يبّلغ عن آلولادات وآلوفيات وحالات آلزواج وآلطلاق في آلقرية بشكل ظاهر ، وكان يجمع آلمعلومات أحيانا بشكل خفي عن أي شيء تطلبه آلحكومة ، خاصة آلمطلوبين للخدمة آلعسكرية
وألثوار ألمطلوبين وآلفارين من آلخدمة آلعسكرية وآلمُطاردين ، وغالبا ما كان يتّم ذلك بعلم آلشيخ وبالتنسيق معه ، وقد أدّى ذلك أحيانا إلى تشكيل فئة من آلفارين (آالفرارات زمن آلعثمانيين ) وآلمطاردين آلذين لم يُبلغ عنهم ألشيخ أو آلمختار للسٌلطة آلحاكمة ويعملون لخدمة أهداف آلشيخ وتنفيذ خططه ضدّ خصومه ، داخل آلقرية وخارجها ، مقابل غضّ آلطرف عنهم ، وكان للقرية مختاران وكانا في المدة الأخيرة أحدهما للحاره آلتحتا ( حسن محمود هديب ) وآلاخر للحارة آلفوقا ( سليمان أحمد عثمان آلزعاترة ) .
ولمّا كانت الوظائف آلحكومية آلاخرى تتطلب تعليماً وتأهيلا متقدما ، لذا كانت نادرة في آلقرية ، ولنُدرة من واصل تعليمه من أبنائها في تلك آلايام ، فقد كان أحد أبناء آلقرية موظفا في البريد في آلقدس ( نمر مُوسى حسين هديب )، وآخر معلماً في مدرسة آلبلدة ،"( طه آلاقطش )، وذكر تقرير آلهاجناه أنّ ستة أشخاص من آلقرية كانوا يعملون في سلك آلشرطة ، ولم يؤكّد هذا عدد من آلرواة أو المصادر الأخرى .
التعليم
الصحة والتعليم
لم تكن الصحة والتعليم تحظى باهتمام الاهالي .. والمركـــــز الصحي الوحيد والذي هو عبارة عن غرفة من قوالب الطيـن الجاف .. كان يديره شخــــص يدعــــى - زريـــــف - وهـــو متخصص في - قطرة العين - وكانوا ينادونه ب المقطـــر .. وفيما بعد انضم الى الصحة الاردنية وتبين انه ليس له علاقة بالتمريض .
في فترات متباعدة .. كانت هناك حملات تطعيم عامة وكانت تعـــرف - بالتخريصة - وهي تشطيبات في اعلى الذراع .. وكانت تترافق باجراء وقائي آخر مثل - رش الجسم بالبودرة-ddt - حيث يصطف الناس امام علية عبد الحميد حمدان او دار الحجر .. ليجـري تطهيــر اجسامهــــــم بواسطة البودرة الجافة
الطرق والمواصلات
المواصلات
كانت آلطرق في آلدوايمة في نهاية آلعهد آلعثماني ترابية ضيقة ( عدة أمتار ) وتزداد ضيقا في داخل آلقرية ( بضعة أمتار ) ، وكانت آلرحلات عبرها للوصول إلى آلقرى وآلمدن آلمجاورة غير أمنه ، لذلك إعتمد آلمرتحون آلقوافل في سفرياتهم لإنها أكثر أمنا ، وطرأ عليها بعض آلتحسين خلال آلإنتداب آلبريطاني ، إذ قام آلاهالي برصفها بآلحجارة بتكليف من حكومة آلإنتداب، وكانت قرية بيت جبرين آلقريبة في آلشمال هي مركز إنطلاقهم بآلسيارات أو آلباصات إلى مدن آلخليل ويافا وحيفا وغزة ، بعد أن يصلوا إليها مشيا أو ركوبا على آلدواب ، وفي آلعقد آلأخير قبل إحتلال آلبلدة عام 1948 ملك نحو عشرة أشخاص من آلبلدة سيارات للنقل ، وحصل مثل هذا آلعدد على رخص للسواقة .
أما آلقرى وآلبلدات آلتي إرتبطت بها آلدوايمة بالطرق آلمذكورة فهي:
- طريق آلدوايمة - - - بيت جبرين ، مرورا بوادي العرب .
- طريق آلدوايمة - - - آلقبيبة ، مرورا بوادي الغفر
- طريق آلدوايمة - - - دورا .
- طريق آلدوايمة - - - إذنا - - - آلخليل ، وتفصل بين بيوت القرية وبيادرها .
- طريق آلدوايمة - - - آلمجدله - - - آلمقحز - - - بئر آلسبع (3) .
- طريق الدوايمة - - - عرب آلجبارات ،مرورا برسم جبرين وسيل آلمقحز.
الوضع الصحي في القرية
الصحة في الدوايمة
لم يكن آلحال في قرية آلدوايمة أفضل من آلقرى وآلمدن آلفلسطينية في آلحقبة آلتي سبقت إحتلال آلارض حيث تفشت بعض آلأمراض آلفتاكة ولم يستطع آلكثيرون من معالجة أنفسهم أو تلقي آلعلاج لان آلقرية كانت تخلو من عيادات طبية أو مستوصف / لذا كانت نهاية ممن إصيبوا ببعض آلأمراض مفارقة الحياة .
ولم يتسنى لإصحاب آلقرية أن يكون لهم مركز صحي إلا في عام 1935م (4) حيث تم إتخاذ منزل عبد المجيد سعاده مقراُ لذلك آلشان وكان فيه موظف واحد وإسمة ظريف ولا يحمل أي شهادة علمية تؤهلة للقيام بمثل هذا آلأعمال وهو من خارج
قرية آلدوايمة ويقنصر بمعالجة بعض آلأمراض آلبسيطه وبعلاجات بدائية مثل علاج آلعيون برش آلكاز وكان يقوم برش آلأبار وكان هناك دكتور طبيب يأتي من آلخليل أسمه الدكتور عبد العال أبو إبراهيم ويتفقد مرضى آلمركز آلصحي ويقوم بزيارة مضافات القرية لما تربطه علاقات وثيقه مع أهلها .
ونتيجة نقص التثقيف الصحي في القرية لانتشار الامية ساعدت في انتشار الامراض التي فتكت في معطم عموم فلسطين مثل الحصبة والجدري والحمى والكوليرا ، وكان الناس يؤمنون بما يقال لهم في سبيل التخلص من هذه الامراض في قراءة بعض التمائم ولكن يكن يقبلون الذهاب الى المركز الصحي واعتمادهم في مدواة انفسهم المعلوله بالطب الشعبي او ما يعرف الان بالطب البديل فمثلا يستعملون للالم البطن ( المغص ) المرمرية ، الجعدة ، زيت خروع ، ويقومون بعلاج عرق النساء بالكي وبتسخين راس المنجل على النار ومن ثم وضعه على الجزء المصاب وكذلك معالجة الجروح بنفس الطريقة ومعالجة الكسور سواء بالقدم او اليد بواسطة الجبيرة وهي عبارة عن صابون مبروش ويلخط مع صفار البيض وبعض شعر الماعز ومن ثم توضع عليه ثطعة قماش ( لفائف ) وقد امتاز بهذه المهنه والتي تسمى التجبير محمود صالح ابو صبيح .
وآلسبب يعود لتردي شؤون بآلعناية آلصحية لإنشغال آلدولة
آلعثمانيه بآلحروب وإهمالها لجوانب آلمعيشية وآلحياتيه في آلعقد آلأخير من حكمها ، إلى أن جاء آلأنتداب آلبريطاني وآلذي لم يولي سكان آلبلاد أي إهتمام بل أنه سعى إلى إحلال آليهود في فلسطين .
من أشهر آلقابلات في آلدوايمة آلحاجه امنه مسلم هديب وآلتي أشرفت على ولادة بعض آلجيل آلتي ترعرع في مخيم عين آلسلطان وكبر سنه في مخيمات آلشتات .
تاريخ القرية
نشأة الدوايمة
أدت حالة الفوضى و عدم الإستقرار التي عاشتها فلسطين ، و ارجاء أخرى من بلاد الشام . في عهود خلت . إلى جعل كثير من المناطق ، تشهد فراغا سكانيا أو شبه فراغ . بعد أن باتت حياة الناس فيها ، حياة خوف و تنقل من منطقة إلى أخرى ، حيث يوجد الأمن و السلام و الرزق . من هنا فإن الباحث في تاريخ نشأة أي قرية ، لا يستطبع ان يقطع ببدايات و كل ما يمكن التثبت منه بخصوص النشأة الحديثة لمدينة الدوايمة ، انها تعود إلى بضعة قرون من السنين . و قد يتفق ذلك مع مجئ العثمانيين إلى البلاد العربية في عام 1516م ، و قبل ذلك بقليل ، على أنقاض دواة الممالك . و المعروف بين أهالي الدوايمة بالتواتر و التوارث ، ان ( الزعاترة ) هم أول من سكنوا الدوايمة في و قتنا الحاضر . و ذلك بعد أن ارتحل اليها جدهم الشيخ - حسين بن أحمد الكيلاني و عائلته- من خربة البرج في دورا ، و سكنوا بعض مغارات خربة المجدلة . و مع مضي الوقت ، أخذت أفواج اخرى من العائلات و الأسر و الأفراد ، في التوافد على الدوايمة و الإستقرار فيها ، يحرثون ويزرعون ، في حياة هادئة . فكثر سكانها و كبر حجمها . فغدت قرية كبيرة ، بعد أن كانت خربة بسيطة . و كانت من أوائل العائلات التي سكنت الدوايمة ، بعد الزعارة ، عائلة الشيخ علي من احفاد الشيخ عبد السلام بن مشيش . الذي كان يقطن في بلاد مراكش ( المملكة المغربية اليوم ) . و الشيخ علي بن عبد الدايم بن أحمد الغماري بن عبد السلام بن مشيش . و يروي بان جده " احمد الغماري " ، كان رجلا مباركا ، قدم المغرب العربي ، قصد الحج ، ثم جاور في المدينة المنورة فترة من الوقت ، رحل بعدها مع عدد من الحجاج المغاربة ، لزيارة المسجد الأقصى . ثم انتقل بعدها إلى منطقة الخليل ، و سكن قرب بلدة الظاهرية ، ثم تزوج من عائلة ابي علان ن وله فيها مقام معروف ، يزوره الناس في مناسبات كثيرة . اما الشيخ عبد الدايم ، فقد اشتغل جابيا للدولة العثمانية لفترة من الوقت ن ثم اتهم بالتعامل مع معارضي تلك الدولة ن فحكم عليه بالإعدام ، بقطع رأسه في ساحة باب الخليل في القدس . و لم يلبث أبناء جلدته المغاربة ، ان اقاموا له مقامين مقام فوق جثته ، و مقام فوق راسه ، يبعد قليلا عن المقام الأول ، و هما لا يزالان شاهدين حتى اليوم في نفس المكان الذي اعدم فيه الشيخ . و على ذلك ترك ابنه الوحيد ، الشيخ على - قرية الظاهرية
و نزل خربة المجدلة بجوار مساكن الزعاترة ، و ابو قطام . وقد نشات علاقة مصاهرة بينه و بينهم . و بعد وفاته ، اقيم على قبره مقام كبير ، يقع فوق جبل عال ، غرب الدوايمة بحوالي 4كم . أطلق عليه اسم الشيخ علي . تحيط به اشجار حرجية كثيفة ، كان الأهالي يزورونه في مناسبات مختلفة . و يروى بان الشيخ علي ، أنجب خمسة أولاد . أربعة منهم ، عاشوا في القرية ، و لهم فيها ذرار كثيرة . و هم اعمر و منصور و خليل و اسبيتان . اما الخامس ، و هو جاد الله فقد هجر القرية نهائيا ، و رحل إلى شمال فلسطين ، ثم استقر في قلقيلية ، من ذريته فيها عشائر الداود و شريم و نزال . و هناك جبل في الدوايمة ، كان لا يزال يحمل اسم جاد الله ، و هو جبل هيشة جاد الله .
الدوايمة عبر التاريخ
تمهيد
يستدل من الشواهد الأثرية و الحضرية ، التي عثر عليها الباحثون الأجانب في قرية الدوايمة ، و المناطق المجاورة لها ، أن تلك الأراضي ، شهدت عبر العصور المختلفة ، نشاطا سكانيا كبيرا و ليس في ذلك إقحام للقرية في غير موضعه كما يتخيل البعض . فهي لم تكن معروفة بإسمها الحالي - الدوايمة – في العصور الخالية . بل حملت أسماء أخرى . كما أنها لم تكن بمنأى عن التطورات التاريخية التي كانت تحدث في منطقة الخليل ، و فلسطين عامة . و لا نجد حرجا إذا قلنا ، أنه في خضم أحداث التاريخ ، كانت الدوايمة تتبع القلاع الحصينة على أطرافها . كقلعة لخيش - تل الدوير- في القبيبة ، و قلعة ماريسا في بيت جبرين . و إلا فبماذا يمكن أن يفسر ذلك الحشد الكبير من الخرب و الرسوم الأثرية في أراضي الدوايمة ؟؟، فلا شك أن كلا منها تحكي قصة أجيال نشأت أو استقرت في مراحل متباينة ، ثم انقرضت ، او هاجرت . و خير مصداق لما نقوله ، نورد اللمحات التاريخية التالية .
محطات تاريخية
- ففي العصر التاريخي 3000 قبل الميلاد . نزل الكنعانيون أراضي منطقة الخليل ، و إليهم تنسب معظم مدن و قرى تلك المنطقة . و أن قرية الدوايمة ، ربما تقوم على البقعة التي كانت تقوم عليها قرية بصقة - BASCCA - الكنعانية .
- و في القرن الثالث عشر قبل الميلاد ، نزلت جماعات امورية ، و هي قبائل عربية جنوب فلسطين ، و انشأوا لهم مدنا في مناطق لخيش ، وتل الحسي ، و تل النجيلة ، فضلا عن تجديد و توسيع مدينة لخيش نفسها ، و أحاطوها باسوار حجرية ضخمة قوية ، فصاروا بذلك يسيطرون على المواقع العسكرية جنوب فلسطين .
- و عندما نزل الفلسطينيون في بلادنا ، قبل الميلاد ، باكثر من ألف عام ، من جزيرة كريت . امتد نفوذهم في الأراضي الداخلية حتى المرتفعات . فقد عثر في منطقة لخيش على نماذج الخزف ، أدخلوها معهم ، واوان خزفية للشرب و أخرى لشرب الخمرة .
- و في زمن الممالك اليهود ، كانت الدوايمة ضمن نفوذ مملكة يهودا . و بعد ان فرغ نبوخذ نصر البابلي ، من تدمير هه المملكة . حاصر لخيش ، ثم أمر بتدميرها تدميرا كاملا ، و سبي سكانها .
- و في العهد الروماني ، عادت لخيش و نهضت ، و أعيد لها بعض عمرانها و يدل على ذلك عشرات الكهوف و المغائر الكبيرة . فضلا عن بقايا معاصر الخمر ، و المدافن الجماعية المنحوتة في الصخر . و يقول الأهالي ، أن بعض الكهوف مقسم من الداخل إلى حجرات نوم ، و قاعات استقبال ، و بعضها الآخر ، ربما كان يستخدم نكثات للجيش .
- و في صدر الإسلام ، و طئت أقدام المسلمين أراضي الدوايمة ، أثناء ز حفهم الأول بقيادة عمرو بن العاص ، لاحتلال قلعة بيت جبرين الرومانية .
و لما دانت كل فلسطين للسيطرة الإسلامية ، تدفق اليها عشرات العلماء و الفقهاء ، لوعظ و إرشاد المسلمين . فكان إن نزل أحدهم و يدعى - بشير بن عقربة أبو اليمان – منطقة الدوايمة ، ما لبث أن دفن في خربة تحمل اسمه حتى اليوم ، و هي خربة بشير ، بجوار فرية الدوايمة .
- و في العصور الوسطى ، استولى الافرنج أثناء الحروب الصليبية على منطقة الخليل عام 1099م . و كانت من أملاك غود فري دي بوايون . و قد ورد ذكر الدوايمة في كتاباتهم باسم ( Bethawahin ) ، أي بيت واهين .
- و اثناء معارك التحرير ، اتخذت جيوش صلاح الدين ، مواقع لها في أراضي الدوايمة ، لضرب الصليبيين في قلعة لخيش الحصينة . و لما رحل الافرنج عن قلعة الداروم قرب غزة ، و نزلوا على ماء الحسي ، قلاب الدوايمة من جهة الغرب ، خرج عليهم المسلمون ، و قاتلوهم قتالا شديدا . ثم انهزم الصليبيون و رحلوا عن الحسي ، و تفرقوا فريقين ، فريق ذهب إلى الساحل ، و فريق ىخر جاء بيت جبرين ، و كانت قلعتها لا تزال في أيدي الصليبيين .
- و في عهد دولة المماليك ، و ربما كانت اراضي الدوايمة ، منطقة عسكرية ، أو مقرا لجماعات سكانية كبيرة ، عاشت فيها لسنوات طويلة . ويدلنا على ذلك عدد من المقامات ، و بقايا محراب لمسجد قديم متهدم ، عثر عليه الأهالي قرب أحد الكهوف في خربة حزانة جنوب الدوايمة ، كان الرعاة و المزارعون منهم يصلون فيه احيانا .
المجازر في القرية
مجزرة الدوايمه:
في ظهيرة يوم الثامن والعشرين من عام 1948، كانت قرية الدوايمة على موعدٍ مع اقتحام العصابات الصهيونيّة، حيث كان المدنيون فقط من يتواجدون بالقرية، دون إسنادٍ من المقاومة أو الجيوش العربية، ما أدى إلى استفراد الصهاينة بسكّان القرية المدنيين العُزّل.
اقتحمت القرية الكتيبة 89 التابعة للواء الثامن الصهيوني، بعد حصارٍ من عصابات "شتيرن" و"أرجون" الإرهابية الصهيونية، حيث تم الاقتحام من قبل 20 آلية مصفحّة، جاءت من جهة قرية "القبيبة"، بينما هاجم جنودٌ آخرون القرية من الجهة الأخرى.
يروي حسن محمود هديب، مُختار قرية الدوايمة، أن الاقتحام تمّ بعد نصف ساعة من صلاة الجمعة في ذلك اليوم، شلّ الخوف 20 شخصًا كانوا يحرسون القرية جراء الاقتحام الصهيوني المفاجئ. كان الصهاينة يمتلكون عرباتٍ مصفحة وأسلحة أوتوماتيكية ومدافع هاون، فتحوا النار فور دخول القرية، وكانوا يدخلون إليها بطريقٍ شبه دائري، وطوّقوا القرية من ثلاث جهات، بينما فتحوا الجهة الشرقية لتكون وسيلة هرب السكّان الذين سيكون مصيرهم اللجوء بعد ساعاتٍ من المجزرة.
لم تتحقق أمنية الإرهابيين بهرب السكّان بعد ساعةٍ من الاقتحام، فلجأوا إلى إطلاق النار تجاه المدنيين دون تمييزٍ بينهم، فقتلوا الرجال والأطفال والنساء، ما أدى إلى هرب من بقي حيًا إلى الكهوف المحيطة بالقرية وإلى مساجدٍ قُربه.
عادَ المختار هديب إلى القرية في اليوم التالي، فرأى مشهدًا مروّعًا، أجسامٌ متكوّمة في المسجد وجثثٌ متناثرة في الشوارع، لرجالٍ وأطفال ونساء، رأى المختار والده بين هذه الجُثث.
في الكهف الذي يُسمى "عرق الزاغ"، كانت مجزرةٌ أخرى مستقلة، تمت بحق المدنيين اللاجئين إليه، فقد كان الكهف مسدودًا بعشرات الجثث ممن ماتوا على يد العصابات الصهيونيّة.
كانت 10 عائلات أغلبها من عشيرتي العوامرة والقيسية أخذت بعض الأمتعة والطعام واختبأت في في الكهف، الواقع جنوب شرق "الدوايمة". كان الإرهابيون الصهاينة قد أمروا جميع الرجال والنساء والأطفال المتواجدين في الكهف بالاصطفاف، وأطلقوا النار تجاههم بإعدامٍ ميداني مروّع، وأدى ذلك لاستشهاد 55 مدنيًا.
شهاداتٌ مروّعة
بعد أعوامٍ من المجزرة، وثقت كتاباتٌ عدة تفاصيل المجزرة، فقد كُشف أنّ أحد الجنود أمام زملائه تباهى بجرائمه قائلا: "لقد اغتصبت امرأة عربية قبل أن أطلق عليها النار"، وذلك وفق ما أورده الباحث "أحمد العداربة" في كتابه "قرية الدوايمة" من منشورات جامعة "بير زيت".
وأفاد آخرٌ بأنه أجبر إحدى النساء من حاضنات الأطفال الصغار على نقل الجثث ثم قتلها هي وطفلها. بينما أخذ آخرون ثلاث فتيات في سيارتهم العسكرية، فيما بعد وُجِدنَ "مغتصباتٍ ومقتولات" على أطراف القرية.
وفق الشهادات أيضًا، فإن جنود عصابة "أرجون" الصهيونية أطلقوا النار على طفل يرضع من صدر أمه فـاخترقت الرصاصة رأسه وصدر أمه فقتلتهما والطفل يلثم الثدي وبقايا الحليب تسيل على جانبي فمه.
أثر المجزرة
استشهد جراء المجزرة أكثر من 170 فلسطينيًا منهم الأطفال والرجال والنساء، شُرد أهلها بالقوة، لتتم جريمة تطهيرٍ عرقي مروّعة، ويُحصي مختار القرية بعد المجزرة، فقدان 455 شخصًا.
لم تُدمّر قرية "الدوايمة" إلا بعد عدة أشهر، حيث نسفت القوات الصهيونية منازلها، وتواصل التدمير تدريجيًا لمدة 3 سنوات، تحولت بعدها القرية إلى منطقة تدريب عسكري، قبل أن تتحوّل إلى مستوطنة "اماتزيا"، سنة 1955، حيث تم استبدال السكّان الفلسطينيين بمستوطنين صهاينة، على أنقاض حياةٍ كاملة كانت تسكت بتاريخها وذكرياتها وأهلها المكان.
حشراتٌ طفيلية!
بعد أيامٍ من المجزرة، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، وصل فريق من مراقبي الأمم المتحدة، إلى جانب مجموعة من عسكريي الاحتلال، طلب المراقبون الدخول إلى مسجد القرية المكدّس بالجثث والذي شهد مجزرةً أخرى، فرفض الصهاينة ذلك "بحجة أنّ المسجد ذا قدسية لدى المسلمين، ولا يجوز دخوله لغير المسلم".
شاهد المراقب دخانًا يتصاعد من المسجد فاقترب من النافذة وشم رائحة جثث بشرية تحترق، وعندما سُئِلَ الضابط الصهيوني المرافق عن الدخان والرائحة الكريهة، تم منعه من إكمال التحقيق وعندما سأله عن منزل كان يعد للنسف عن سبب ذلك، ردّ الضابط "المنزل يضمّ حشرات طفيلية سامة ولذا سنقوم بنسفه"!
التقرير الأممي
ورد في تقرير الأمم المتحدة المؤرخ في 14 حزيران/يونيو 1949، أنّ السبب في قلة المعلومات عن مجزرة "الدوايمة" التي تفوق -من نواح كثيرة- في وحشيتها مجزرة دير ياسين، يرجع إلى أن الفيلق العربي (الجيش الذي كانت المنطقة تحت سيطرته) خشي، فيما لو سُمح لأخبارها بالانتشار، أن تحدث التأثير نفسه الذي أحدثته مجزرة دير ياسين في معنويات الفلاحين، وأن تتسبب بموجة لجوء أُخرى.
في تقرير اللجنة الأممية، وفي تقارير محفوظة لدى الأرشيفات العسكرية الصهيونيّة، كانت شهاداتٌ كثيرة على هذه المجزرة، كما أن أحد المشاركين في ارتكابها، وهو الكاتب والمؤرخ الصهيوني عاموس كينان، اعترف بحقيقة ما حصلَ فيها، خلال فيلمٍ وثائقي تم في أواخر تسعينات القرن الماضي.
شهداء من القرية
عدد الذين إستشهدوا من أبناء الدوايمة في داخل آلبلدة وآلمسجد وطور آلزاغ 137 ( مئة وسبعة وثلاثون ) شهيدا (1)
الرقم | اسماء الشهداء |
1 | ابراهيم جودة العامري |
2 | ابراهيم حباس السباتين |
3 | ابراهيم خليل سالم هديب |
4 | ابراهيم عيسى العداربه |
5 | ابنة اسماعيل محمود هديب |
6 | ابنت حسين سالم صندوقة |
7 | ابنت مصطفى الحاج القيسيه |
8 | احمد اسماعيل شحادة العامري |
9 | احمد سالم سلامه الاقطش |
10 | احمد عبد الهادي حرب القيسية |
11 | احمد عثمان الزعاترة |
12 | احمد عيسى حسين ابو خضرة |
13 | احمد محمود الغوانمة |
14 | احمد وقاد |
15 | احمد يحي سالم هديب |
16 | اسماعيل احمد الحاج القيسيه |
17 | اسماعيل احمد علي عبد الدين |
18 | امنه زوجة احمد الحاج القيسية |
19 | امنه زوجة سالمم ابو فروه |
20 | امنه سلامه حسين قنديل العيسة |
21 | امنه شحادة عبد الجواد العامري |
22 | امنه محمد موسى عياش القيسية |
23 | تمام زوجة عرابي محمد سلامه العداربه |
24 | جبرين الحاج عبد العزيز الحجر السباتين |
25 | جبرين صالح الجواوده |
26 | جبرين عبد الفتاح حمدان |
27 | جبرين فياض هديب |
28 | الحاج سلامه عياش القيسيه وابنائه الاربعة |
29 | حسن الحاج احمد القيسية |
30 | حسنة حجي |
31 | حسون زوجة سلمان المقوسي |
32 | حسين سالم صندوقة |
33 | حسين سلمان المقوسي |
34 | حفيد عواد ابو ديه |
35 | حليمة الشيخ عبد الفتاح حسين العيسة |
36 | حليمة زوجة ذياب حسين مسلم هديب |
37 | حليمة زوجة محمد عيسى العداربة |
38 | حمدة زوجة سالم زبن ابو معيلش |
39 | خضرة زوجة صالح الجواوده |
40 | دخل الله محمود العامري |
41 | ذوابة حسين حجي |
42 | راتب محمد عبد الرحمن العبسي |
43 | رضا عبد الله حسن حمدان ( زوجة عبد الفتاح ) |
44 | رضيع اسماعيل احمد الحاج القيسيه |
45 | رضيع حسن اسماعيل القيسيه |
46 | رفقة موسى ابو سلعوم |
47 | رقية زوجة سلامه عياش القيسيه |
48 | زبيد حجي |
49 | زوجة عبد الفتاح اسماعيل العداربة |
50 | زوجة ابراهيم جوده العامري |
51 | زوجة حسن اسماعيل احمد القيسية |
52 | زوجة عبد الفتاح اسماعيل العداربه |
53 | زوجة محمد سلامه ابو معيلش |
54 | زوجة محمود احمد سلمان هديب |
55 | زينب زوجة محمد مصلح قنب |
56 | ساره زوجة دخل الله محمود العامري |
57 | ساره عياش القيسيه |
58 | سالم اسماعيل هديب |
59 | سالم عبد الله ابو سلعوم |
60 | سلامه ابو معيلش |
61 | سلمى ارملة الشيخ مسلم هديب |
62 | سليمان ابو صفية |
63 | شقيقة الحاجة خضرة زوجة صالح الجواوده |
64 | صالح الشيخ علي العبسي |
65 | صبحه دخل الله محمود العامري |
66 | صفية زوجة عواد ابو دية |
67 | طفلة محمد سلامه ابو معيلش |
68 | عائشة احمد عبد الدين |
69 | عائشة زوجة الشيخ احمد برهم |
70 | عائشة سالم اسماعيل هديب |
71 | عائشة عبد الهادي الاقطش ( ضريرة ) |
72 | عائشه ابو صفية |
73 | عبد ابراهيم جوده العامري |
74 | عبد الدين محمد عبد الدين |
75 | عبد الرحمن ابو صفيه |
76 | عبد الله سليمان سربل العيسة |
77 | عبد الله موسى ابو صبيح |
78 | عبد ربه اسماعيل العداربه |
79 | عبيد الحاج حسين حجي |
80 | عثمان عبد القادر الخضور |
81 | عرابي محمد سلامه العداربه |
82 | عطاالله الشيخ احمد عبد الدين |
83 | عيسى سلمان ابو صفية |
84 | عيسى سلمان المقوسي |
85 | غالية حجي |
86 | فاطمة خليل ابو الشعر |
87 | فاطمة دخل الله العامري |
88 | فاطمة زوجة محمد الشيخ علي العبسي |
89 | فاطمة زوجة مصطفى الحاج القيسيه |
90 | فاطمة محمد عبد الرحمن العبسي زوجة اسماعيل احمد القيسية |
91 | فضة دخل الله محمود العامري |
92 | لبيبة حسين مسلم هديب |
93 | محمد احمد (الشايب)علي العبسي |
94 | محمد دخل الله محمود العامري |
95 | محمد زراره الغوانمة |
96 | محمد سالم حماد ابو خضره |
97 | محمد سلامه ابو معيلش |
98 | محمد سلمان صندوقه |
99 | محمد عبد القادر سربل العيسه |
100 | محمد عبد الهادي الجواوده |
101 | محمد عيسى العداربة |
102 | محمد قاسم العامري |
103 | محمد محمود العامري |
104 | محمد موسى حسين ابو خضره |
105 | محمد وقاد القطيشات |
106 | محمود احمد سلامه العيسه |
107 | محمود احمد سلمان هديب |
108 | محمود حسن لافي هديب |
109 | محمود حسين نشوان |
110 | محمود دخل الله محمود العامري |
111 | محمود سلمان صندوقة |
112 | محمود غانم الزعاتره |
113 | محمود محمد ابراهيم السباتين |
114 | محمود محمد ظاهر العيسه |
115 | محمود مطلق الغوانمه |
116 | مريم ابو سمرة الغوانمه زوجة احمد مسلم ابو خضرة |
117 | مريم زوجة مسلم سلامه ابو صبيح |
118 | مريم عبد الهادي ابو صفية |
119 | مسلم سلامه محمد ابو صبيح |
120 | مصطفى الحاج القيسيه |
121 | مصطفى سليمان الاقطش |
122 | موسى سليمان عيد الزعاتره |
123 | والدة عبد الفتاح اسماعيل العداربة |
124 | والدة محمد زراره الغوانمة |
125 | وضحة ابنت ابراهيم جوده العامري |
126 | يحيى الشيخ احمد عبد الدين |
127 | يوسف ابو صافية |
133 | 6 انفار من عائلة احمد محمود الغوانمة |
137 | ابناء ( اربعة ) الحاج سلامه عياش القيسيه |
أسماء شهداء الدوايمة من الذين رجعوا الى البلدة للبحث عن ذويهم أو احضار متاع لهم أو غذاء وقتلهم اليهود خلال الاسبوع الاول التي تلا الاحتلال وما بعده حتى نهاية عام 1948م إنظرالجدول رقم (9) كما يلي (2)
الرقم | اسم الشهيد |
1 | احمد ابراهيم صالح الجواوده |
2 | احمد محمد خليل عشا |
3 | احمد محمود ظاهر العيسه |
4 | اسماعيل ابراهيم حسن السباتين |
5 | اسماعيل احمد عثمان ابو رحمه |
6 | اسماعيل جبرالعداربة |
7 | اسماعيل حجي |
8 | توفيق احمد زبن |
9 | جبرين عبد الفتاح حمدان بصبوص |
10 | حسن الحاج عشا |
11 | خليل حسن يحيي هديب |
12 | خليل سالم الاقطش الخضور |
13 | خليل عبد الله الجواوده |
14 | خليل محمد عيسى ابو شلنفح |
15 | سالم عدبالله ابو شرار |
16 | سالم محمد سالم الجواوده |
17 | عارف نوفل عشا |
18 | عبد الجليل سلامه قاسم العامري |
19 | عبد الحميد صالح الجواوده |
20 | عبد السلام قنديل العيسة |
21 | عبد السلام مطاوع هديب |
22 | عبد الفتاح محمد اسماعيل العيسه |
23 | عبد الفتاح محمود لافي هديب |
24 | عبد الهادي سليمان ابو الذنين |
25 | عطاالله احمد برهم عبد الدين |
26 | محمد احمد سلامه الاخرس العداربة |
27 | محمد اسماعيل ابراهيم يحيي هديب |
28 | محمد اسماعيل ابو حليمة |
29 | محمد عبد القادر خليل هديب |
30 | محمد محمود ابو معيلش |
31 | محمد محمود الغوانمة |
32 | محمد محمود خليل عشا |
33 | محمد محمود عبد الجواد العامري |
34 | محمد محمود فريح |
35 | محمد محمود يحيي هديب |
36 | محمد مطلق الغوانمة |
37 | محمود احمد الدوس |
38 | محمود احمد العيسة |
39 | محمود محمد الدوس |
40 | مسلم ابراهيم العداربة |
41 | مصطفى محمد علي ابو ريان |
42 | موسى محمد محمود سليم هديب |
43 | نمر محمد اسماعيل العيسة |
44 | يحيي احمد برهم عبد الدين |
45 | يوسف عبد القادر عثمان الخضور |
المرجع:
1- موسى عبد السلام هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 177-173
العادات والتقاليد في القرية
عادات وتقاليد القرية في المناسبات الدينية والشعبية
كان أهل الدوايمة يبتهجون في أيام آلاعياد ويلبسون أفضل ملابسهم ويذبح االقادر منهم آلذبائح كأضحية أو بمناسية آلعيد ، وغير القادر يشتري اللحم ويقومون بعمل ألفت ( خبز الشرااك ) مع مرق آللحم ، وعليه بعض آلسمن آلبلدي ويقدم في آلباطية ( إناء خشبي واسع آلفوهة ) ، وأخرون يعملون آلمفتول وآلبعض آلاخر كان يعمل آلجريشة ( جريشة آلقمح آلمطبوخة في مرق آللحم وعليها قليل من آلسمن ) .
وكانت آلنساء إلى جانب ذلك يخبزن آلمخمرات وآلملتوت وآلمطبق وآلزلابية ويذهبن به الى آلصحرا ( آلمقبرة ) ليوزعنها عن أرواح موتاهن وكان بعض آلرجال يرافق آلنساء خلال ذلك خاصة بعد صلاة آلعيد ، ثم ينطلق آلرجال للمعايدة على أرحامهم وأقاربهم وفي المساء يذهبون الى آلمضاقات للمعايدة على أقرانهم ومعارفهم حيث يشربون آلقهوة آلسادة ( آلعربية ) آلمغلية في آلاباريق ( آلبكارج ) وآلمتبلة بحب آلهال على نار آلحطب .
صوم شهر رمضان
كان للشهر آلفضيل تميز خاص لدى أهل آلقرية شانهم في ذلك شأن أقرانهُم في آلقرى آلفلسطينية آلتي غلب عليها آلتدين على حياة سُكانها ، فكانوا يصُومونه ويحثون أبنائهم على صيامه حتى آلصغار منهم وكان إفطار آلرجال ما يتم في آلجوامع ( آلمضافات وآلدواوين ) حيث يحضر آلرجل رب آلعائلة جزءا مما طهي في بيته إلى آلمضافة ويُسمى ( الخُروج )(1) وقد يصطحُب أحد أبنائه معه أو ينتدبه بدلا منه ، فآلخروج كان من مظاهر بلوغ آلسعي أو آلرجولة وكانوا يتناولون آلإفطار مع أقاربهم أو معارفهم أو ضيوفهم بشكل جماعي ، ويجتسون آلقهوة آلعربية ويصلون في جماعة أو يذهبون إلى آلمسجد لإدائها ، وبعد إستراحة يذهبون إلى مسجد آلزاوية ( جامع آلصلاة في آلقرية ) لإداء صلاة آلعشاء وآلتراويح .
ومن مظاهر شهر رمضان أيضا آلسحور وهي وجبة خفيفة يتم تناولها قبل أذان آلفجر بقليل وكانت ترتبط بما يعرف بآلمسحر ( آلشخص آلذي يقوم بإيقاظ آلناس من نومهم بواسطة قرع آلطبل لتناول وجبة سحورهم ) ، ومن آلمظاهر آلأخرى آلإهتمام بآلرحم خاصة ( آلولايا ) آلنساء ودعوتهن لتناول إلافطار أكثر من مره في
1أيام آلصيام ، وكان آلكبار في آلسن من آلرجال خاصة آلدراويش آلتابعين للطريقة آلصوفية آلخلوتية يوحُشون في آلعشر آلأواخر من رمضان وذلك إلى جانب تلاوة آلقران ودروشاتهم آلمتعلقة بآلذكر ( أي ذكر الله سبحانه وتعالى وذكر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على شكل اناشيد جماعية ).
- آلأعياد في آلقرية
- عيد آلفطر
كان عيد آلفطر إيذانا بإنتهاء شهر آلصيام فكان أهل آلقرية خاصة آلرجال يبدوأن عيدهم بآلذهاب لإداء صلاة آلعيد ومعايدة ( التهنئة بالعيد ) اُسرهم وذويهم آلحميمين وتحضير إحتياجات أُسرهم من آللحم وآلحلويات وآلمخبوزات أو يقمن آلنساء بعجيبن آلطحين من آلقمح آلبلدي ويضعن عليه آلكركم آلأصفر وزيت آلزيتون ويخمر ويخبز على آلطابون في آلصباح آلباكر ( آلمخمرات ) وكان يرسل منه جزءاً إلى آلمضافة ، وكان يوضع على صينية قش وكان يوضع كذلك حزءا اخر على حافة آلطوابين ولان آلطوابين كانت على جنبات آلشوارع لياكل منه آلمارة ، ثم يذهبون إلى زيارة آلمقابر وآلتصدق عن أرواح موتاهم ، وبعد عودتهم يذهبون لمعايدة أرحامهم ، وبعد ذلك ينطلقون إلى آلمضافة للمعايدة على أقاربهم من آلرجال وآلحاضرين من آلجيران أو آلضيوف .
- عيد الاضحى
يكون حلول عيد الاضحي بعد وقوف آلحجاج في يوم عرفة ، وكان يقال له عيد آللحم ، فبعد أداء صلاة ألعيد يقوم آلناس بذبح آلأضاحي علما بان آلحلال ( آلأغنام ) كانت تقريبا موجوده في بيوت آلقرية ، ويقومون بتوزيع آللحوم على آلرحم وآلفقراء وآلمساكين ، بحيث لم يبقى بيت في آلقرية إلا وقد حصل على نصيبه من لحم آلأضاحي .
- آلمولد آلنبوي
لقد كان بعض آلمتدنيين وبعض آلموسرين من أهل القرية يحتفلون بمناسبة مولد آلنبي محمد عليه الصلاة وآلسلام في بيوتهم ويقدمون وليمة فيها آلطعام كاللحم وآلارز وآلمفتول وآلجريشة وآلمخبوزات وآلحلويات ويدعون إليها رحمهم وكان بعضهم يحضر شيخا منشداً للمديح آلنبوي ، وفي آلوقت نفسه كان آلدراويش في مسجد آلزاوية ينشدون آلمديح احتفاء بذكرى مولد آلرسول محمد عليه أفضل آلصلاة وأتم آلتسليم .
- موسم الحج
كان لموسم آلحج في آلقرية عادات وتقاليد إذ تعتبر مناسبة إحتفالية رزينة لوداع حقيقي لمن ينوي أداء فريضة آلحج إلى آلديار آلمقدسة في مكة آلمكرمة وزيارة حرم آلرسول علية آلصلاة وآلسلام في آلمدينه آلمنوره ، تتم في بيته يحضرها آلمقربون وآلاصدقاء من آلرجال وآلنساء ، وتقوم آلنساء بآلغناء الجماعي الذي يسمى آلمديح أو اآلتحنين ، ومما تقوله آلنساء بصوت رزين هادئ وممدود(1) :
يا محلى مديحك يا نبي يا نبي ع باب حظيرك عشعش آلعنكبوت
طلع يوم آلإثنين محملك يا نبي في كل ركن علمين وآلطبول أربعة
طلع يوم جمعة محملك يا نبي في كل ركن شمعة وآلطبول أربعة
فرشنا آلعديلة باب حرم النبي ظوينا آلفتيلة فحيا نور النبي
فرشنا آلعدايل باب حرم النبي ظوينا آلفتايل فحيا نور النبي
هي يا محمد يا بو فاطمة هي يا محمد لفت الزوار
زينوا آلمدينة وإفتحوا آلإبواب هيا محمد يا بو فاطمة
هي يا محمد لفت آلحجاج زينوا آلمدينة وإفرشوا آلسجاد
قاعد رسول الله ع سجادته حامل كتاب الله بيشفع لأمته
وكان أداء آلحج في تلك آلأيام جهاداً بحق ، فآلمصاري ( آلنقود ) قليلة وآلسيارات غير متوفرة وآلمسافات بعيدة وآلطرقات غير أمنه ، فكانت آلجمال ومرافقة آلقوافل هي وسيلة آلحج ، وكان بعض آلقادرين يركبون آلبحر في آلباخرة ( آلسفينه ) عبر قناة آلسويس وآلبحر آلأحمر إلى مدينة جدة في آلحجاز ، ثم يركبون آلجمال برفقة آلقوافل إلى مكة آلمكرمة وآلمدينة آلمنورة ، وكان أداء آلحج يحتاح إلى فترة زمنية طويلة تمتد إلى أربعة أشهر على آلاقل وتصل أحيانا إلى ستة أشهر أو سنة لمن يرغب في مجاورة آلنبي محمد علية آلصلاة وآلسلام في آلمدينه بعد أن يؤدي فريضة آلحج مكة .
وكان آلحجاج يتأخرون في بعض الأحيان لسنة أو أكثر وقد يكون أو يصبح في عداد آلمفقودين ، وبعبارة أخرى كانت عودة ممن أدى فريضة آلحج سالماً نعمة كبيرة من الله سبحانه وتعالى ، وكان يرقبها ذويهم باهتمام بالغ ويفرحون بعودتهم سالمين وكانت أيما فرحة في عموم آلقرية ، وكانوا يتسابقون في عمل آلولائم لهم ، وهم مسرورين مغتبطين بما حمله آلحجاج لهم من آلهدايا ( كماء زمزم والبخور وآلحناء وآلتمر وآلمسابح وسجادات آلصلاة وآلطواقي وآلثياب وعقود آلخرز وآلاحجار آلكريمة وآلأساور آلتقليديه ) .
- العادات وقت الحصاد
كان آلناس في قرية آلدوايمة يتبعون آلدورات آلزراعية ، فيزرعون في هذه آلمنطقة محصولا شتويا وفي منطقة أخرى محصولا صيفيا وهكذا وكانوا يتبعون قوانين وأنظمة محلية تنظم آلأعمال آلزراعية وآلفلاحة.
وكانوا لا يحصدون إلا في أوقات آلندى لان القش في هذا آلوقت يكون طريا من قطران آلندى وكانوا يحصدون آلقش من على وجه آلارض حتى يستفيدوا من كل جزء من أجزاء آلقش .
فعقدة آلسنبلة ( آلقصل) تذهب لإستعمالات آلطابون وأما آلتبن يذهب طعاما للدواب آيام فصل آلشتاء .
وكانوا لا يحصدون إلا بشكل جماعي وفي وقت واحد وإذا تأخر أحدهم لعدم توفر من يساعده في آلحصاد أو كان لا يوجد إلية أبناء ، فقد كان يتطوع آلأقارب وآلجيران وآلمعارف وآلاصدقاء لمساعدته في قطف آلزرع ( آلعونة) ويأتي هذا آلإيثار بآلمساعدة حتى لا يتسنى إبقاء آلزرع لياكل من الأغنام وآلدواب .
وكان آلقش ينقل إلى أماكن معينة في آلبلده يقال إليها آلجرون أو آلبيادر بواسطة آلحمير أو آلجمال .
وكان يتم آلتعامل مع آلحصاد بعد إستكمال جمعه في آلمنطقة آلمخصصه بإن يتم درسه بوأسطة آلحمير أو آلبقر أو آلجمال ويجر خلف هذه الدوأب لوح يتكون من آلخشب أو آلزينكو يوضع فيه قطعاً من الحجارة آلصوانية آله لها ستة عجلات مثل سكك آلحراثة وفوقها لوح من آلخشب يجلس عليه آلشخص تسمى ( النّورج)،
ومن ثم يُذرى آلحصيد بواسطة مذراه وهي مصنوعة من آلخشب بعصاه طويلة مثل آلشوكة فيخرج كل صنف لوحده
وكان آلناس ينتظرون موسم آلحصاد ونصيبهم من ألغلة حتى يلجأون إلى سد الديون لصاحب آلدكان أو آلحداد أو آلنجار لان آلناس كانت تتنظر آلبيدر لجني تلك آلحقوق ثم يقومون بوضع آلفائض إذا كان كثيرا في آلمطمورة( بئر صغير ) بوضع آلتبن تحت آلقمح ويجور( عمل حفرة ) آلتبن ويصب داخله آلقمح ، ويلف من حوله آلتبن ثم يقومون بإغلاق آلمطمورة جيداً ، وحين فتحها ينتظروا حتى يدخل إليها آلاكسجين وكانوا ينزلون فيها سراج ( إضاءة ) فاذا إنطفئ آلنور فانهم لا ينزلون بها حتى يبقى آلنور مشتعلا وهكذا ، ثم يضعوا قسما من آلقمح تحت آلطلب في آلخابية ( مصنوعة من آلطين مثل آلخزانه ) ويكون لها باب من الأعلى وفتحة صغيرة في آلأسفل تسد بقطعة قماش وحين يريدون طحن كمية من آلقمح يفتحوا هذه آلسدادة فينزل آلقمح .
وأما آلطحن فكان يتم بوأسطة آلطاحونه آليدوية وآلموجوده في كل بيوت آلقرية وأما أن يرسل لطحنه في آلمطحنة آلالية وكان في آلدوايمة بابور طحين صاحبه آلشيخ محمود لافي عشا او يذهبون إلى آلقرى آلمجاورة .
وأما آلطعام آلذي كان يحضر فهو من مشتقات آلقمح أثناء موسم آلحصاد فكانوا يحضرون آلجريشة وآلبرغل وآلمخبوزات ( آلفطائر ) آلمختلفة ويتم عمل الشاي على آلحطب ومن ثم آلقهوة آلعربية لإكرام من قام بالمساعدة من الأقارب والأصدقاء .
- الخطوبة والزواج
والأغاني آلشعبية آلخاصة بهذه آلمناسبة:
حفلات آلزواج كان يشارك فيها عموم أهل آلقرية لأكثر من ثلاثة أيام وقد تصل إلى خمسة أيام ، وكان آلزواج يتم في مراحل تقليدية أولها :
نقد آلعروس ، حيث تذهب نسوة من طرف آلعريس لرؤية آلعروس ، وينقلن صفات آلعروس آليد دون إن يرأها ، فإذا وافق ، تبدأ آلمرحلة آلثانية وهي ذهاب آلجاهة آلمؤلفة من ’لرجال ومن آلشيوخ وأهل آلعريس ، ترافقهم آلنساء من أهل آلعريس
يحملن معهن خشة دار ( وهي هدية للعروس وأهلها تحتوي على ملابس للعروس وآلقهوة وآلحلو ) ، إلى بيت أهل العروس ، وخلال المسير تغني آلنساء فيُقلن (1):
إتبشر يا عريس بالعروس إتبشر يا محمد جبنا حمامك
جبنا بنت عمك قرابتك وإجنا جينا عزومه مش حي الله
وعلى صيت أبو فلان حياه الله
ولدى آلوصول إلى بيت آلعروس ، تهاهي نسوة آلجاهة ( الغناء ما قبل آلزغاريد )
فيُقلن من الأهازيج الشعبية
هي ويا إفتحوا باب آلدار هي ويا خلوا آلمغنيات تغني
هي ويا طلبت من الله هي ويا ما خيب الله ظني
وتهاهي آلنسوة لوالد آلعروس فيُقلن
يا لبو فلان يا شعري على ظهري يا جسر عالي ويا قوسنا آلمبني يا ريت من يبغضك يا كبير أهلي يعمن إعوينتيها وتموت من آلقهر ،
وفي مجلس أهل آلعروس تبدأ آلطلبة ، إذ يطلب كبير جاهة أهل العريس يد العروس من أبيها أو ولي أمرها : بقوله إحنا طالبين آلنسب وآلقرب منك لفلان ( آلعريس ) واذا وافق ولد آلعروس يقول : يا ريتها مبروكة ، الفاتحة على نية التوفيق ، وتقرأ الفاتحة ، ويشرب كبير آلجاهة فنجان آلقهوة آلذي وضع أمامه لدى جلوسه وقبل أن يطلب العروس ، وذلك بعد تجديدة ، ثم تصب القهوة للجميع .
بعد الموافقة تغني آلنساء للعروس فيًقلن بعّضا من الأغاني آلشعبية
وآلطول طول آلنخل وآلشعر زي آلليل وآلخصر من رقته هوى آلقول وآلليل
من هو صياد آلغزال آللي عليه آلعين فلان صاد آلغزال آللي عليه آلعين .
وعيونها يا خوي تقول تفاح تفاح من آلشام مستوية
وسنونها يا خوي تقول مرجان بإرض آلفلا يا خوي يضحكن ليه
وصديرها يا خوي تقول بستأن آلزهر ملان
ونهودها يا خوي تقول رمان رمان على أمها مستوية
يلي آلطلبة وآلموافقة إلاتفاق بين آلطرفين على آلمهر وآلبلصة ( ما يعطى لعم ولخال آلعروس نقد ليعيدة إليها كنقوط وقت زفافها ، وكان يترواح ما بين 10/20جنيها فلسطينيا في ذلك آلوقت آلمتاخر من العهد البريطاني ) ، أما المهر فكان يتراوح ما بين 30/70 جنيها فلسطينيا ، وتتصرف فيه آلعروس وأهلها في شراء ذهب للعروس ( سيغة ) وملابس (كسوة ) وصندوق خشبي مزخرف ، وبعض آلفرشات والأغطية ( آللحف ) ولوازم أخرى ، وقد يكون آلمهر قطعة أرض أو حاكورة بسب شح آلنقود في تلك الأيام .
وفور إتفاق آلطرفين على آلمهر وتوابعه تبدأ عملية ( إلاملاك) أو كتب آلكتاب بين ألعروسين ، بحضور آلعريس ومعهم ألشيخ ( آلمأذون الذي سيكتب آلكتاب " عقد آلزواج آلشرعي " ، إلى بيت العروس ، وحضور والد آلعروس أو ولي أمرها وإثنين من الشهود ، وبدون حضور العروس ، فآلعريس لا يرى آلعروس إلا ليلة آلزفاف .
وبعد كتب آلكتاب ، تطلق آلنساء آلزغايد لإشهاره ويتم إلآحتفال بذلك ، ويكرم آلعريس أو أهله آلمأذون ( آلشيخ ) بمبلغ نقدي ، وفي آلغالب يحدد موعد آلزفاف أو يوم حناء آلعروس يلية يوم أخذ آلعروس من بيت أهلها إلى بيت آلعريس .
لدى بدء آلعرس عند أهل آلعريس ، تبدأ مظاهر الفرح ليلا لعدة أيام ، وفي اليوم الذي يسبق الزفاف ، تحدد ليلة الحناء أو ليلتين " للعروس " وفيها تذهب أم آلعريس وأخواته وقريباته ومعهن آلحناء ، إلى بيت أهل العروس ، ويقمن بحناء رأس وأيداي وأرجل العروس وقريباتها والاطفال ، وتغني النساء فيُقلن
حناك مرطب يا فلانه حنك مرطب يا هيه
حناك من مصر أنا جبته على جمال آلحج حملته
يا جمال آلحج ما أحلاكن ما أخضر ألحنا ع علاهن
الله أكبر ليلة حناها ليلة تتحنى ولا نراها
يا نجوم السما تسمع لغاها هالبنت آلشقرا آلحلوة آلمزيونا
ويقلن أيضا
زارع الحنا ولا تهنا ما زرعته إلا عذاب أنا
زارع الحنا ع الحجلين خضبن البيض ع الرجلين
زراع الحنا ع المية خضبن البيض ع إيدية
وفي الوقت نفسه تتواصل آلسهرات ليلا من بعد صلاة آلعشاء في بيت أهل آلعريس
وفيها يمارس آلرجال آلدبكة آلمعتمدة على صوت الشبابه ( النّاي ) وآليرغول ، وآلسامر آلمعتمد على آلغناء آلجماعي ( آلبدع ) للرجال في صفين ، لكل منهما بداع ، ويكرر كل صف ما يقوله بداعه ضمن حركات متناغمة مع التصفيق .
ومما يقال في إفتتاحية آلسامر :
مسيك بالخير وحنا دوبنا جينا انزه القلب ونروح لإهالينا
صلي ع المصطفى ومحمد الهادي ومحمد اللي عليه النور وقادي
ع اليوم لنو الوطن بنشال فوق جمال وأرحل وآجي عندكم يا طيبين آلفال
يا دار يا اللي تلملم شملنا فيك بالشيد لشيدك حنّا لحّنيك
ويبدأ السامر أيضا بالقول :
مسيك بالخير نص الليل مسيك يا طلق ريحان جو القلب حطيتك
يا طير ياللي على كل بلاد نجوم ما جيبت يا طير من نحو الحباب علوم
جيتكم طير طاير ما عليه ريش لا نقل شعوري
وآجي على بلادكو درويش يا حباب ياللي مزارعكو
على الدربين وبخاطري تمرقوا واشوفكوا بالعين
ويقال فيه أيضا
لا تطلعي على السلالم والهوى غربي لا تطلعي على السلالم وتجرحي قلبي
مريت عن دارهم عيان وباعني والحقت دار العدم راحن وخلني
مريت عن دارهم مرة بعد مرة واصبحت على فراق الوليف يما محيرة .
ويتخلل السامر رقصة آلحاشي ، حيث يقوم أحد آلرجال يحمل سيفا بحركات محددة بقصد التسلية ، وفي صباح يوم آلعرس ، تنشط آلحركة باكراً في كل من بيتي أهل العريس وأهل العروس ، فيعمل أهل العريس على إنجاز " إلقرى "( ذبح الذبائح وطبخ لحومها في قدور على نار آلحطب ، وطبخ الأرز الذي كان يفصل عن آلماء المطبوخ فيه باستخدام نبتة ألنتش أو آلزحيف ، أو طبخ جريشة القمح ، وعمل خبز الشراك على الصاج ) لتجهيز الغداء الذي سبق وأن دعي إلية إلانسباء والأقارب وآلمعارف لتناوله بعد صلاة الظهر في مضافة حمولة آلعريس ، ويجلب بعض آلمدعوين آلذبائح معهم كنقوط للعريس ، وغالبا ما يذبح أمامهم بتكريمهم ، ويقوم بعضهم بتقديم مبلغ من المال كنقوط للعريس،ويتم رصد كل من نقط العريس لسداده مستقبلا في أفراحه أو اتراحه ، وكان آلنقوط النقدي في تلك الأيام يتراوح ما بين 5/50 قرشا فلسطينيا .
وفي ألوقت نفسه وفي بيت أهل العروس يتم تجهيز العروس وتزيينها بمساعدة آلماشطة إذا توفرت أو بمساعدة قريباتها ، وتُصمد على آللوج ( تجلس على مقعد كبير مرتفع ) في بيتها ومن حواليها قريباتها يغنين لها ، بإنتنظار مجئ أهل آلعريس
أما العريس فيتم تجهيزه بمساعدة أقربائة وأصدقائه في حمامه ، وتغني له أمه وقريباته فيقلن
مبارك حمام العريس به الساعه الرحمانية وانت المللك يا عريس وإحنا الرعية
مرشوشة بالندى يا دار الفراح مرشوشة بالندى والمسك الفواح
وسموا على فلان سموا عليه وعابر الحمام وإخواته حواليه
طلع الزين من الحمام الله واسم الله عليه
وحال خروجه من حمامه ، يحيط به آلشباب من أقربائه وأصدقائه ، وبعد تطييبه أو
تعطيره ، ترشه والدته أو إحدى قريباته عن بعد ، بالملح وآلقمح في إنتظار قدم العروس ، أما فيما يتعلق يجلب آلعروس ، فيتم تجهيز هودج ( خيمة صغيرة فوق رحل سرج الجمل ، تجلس فيها العروس لدى ركوبها آلجمل ) وتزين رقبة ورسن آلجمل ( الحبل الذي يقاد به آلجمل ) بريش آلنعام ، وتقود آلجمل أم آلعريس أو إحدى اخواته ، وقد أدنت من لباسها ليسترها جيدا ، بما في ذلك وجهها ويديها ( حيث كانت تمسك غدفتها آلتي تستر رأسها ووجهها باسنانها ، ويسير خلف آلجمل صفان من آلنساء يغطين روؤسهن بشالات من آلحرير ، يغنين فيقلن (1) :
أول ما نبدي نصلي على النبي أولهم محمد وثانيهم علي
يخلف على أبو العروس يخلف عليه بالثاني
طلبنا النسب منه وأعطانا ريم الغزلان
طلبنا النسب منه أعطانا غزال مصور
يخلف على أبو العروس يخلف عليه خلفين
طلبنا النسب منه أعطانا بناته الثنتين
حال وصول الجمل إلى بيت أهل آلعروس ، يبرخ ( يرقد) باب آلدار ، فيذهب عم العروس وخالها لإستعجال خروجها من والدها الذي يأمر أهله بذلك فتخرج العروس برفقة والدتها وقريباتها وتكون مغطأة من الأمام بجلال ( غطاء من قماش الحرير ) لونه أبيض ( أحد شعرات آلقيسيه في فلسطين ، بينما كان لون جلال العروس الأمامي عند آليمينه أحمر) ومن آلخلف بجلال أملس من آلحرير أيضا ، ويزين راسها بريش النعام على شكل دائرة ، ثم تركب على الجمل داخل آلهودج ، ويوضع في يدها سيف تشهره أمام عينيها ،
وفي العادة يحمل مع العروس لوازمها في الصندوق آلخشبي ولوازم أخرى لبيتها الجديد ، وتغني النسوة للعروس لدعوتها للركوب على الجمل فيُقلن
قومي إركبي قومي إركبي من حالك واحنا حطينا هدم ابوك وخالك
قومي إركبي قومي إركبي من يمك واحنا حطينا هدم ابوك وعمك
وكان والد العروس يحاول منع العروس من الخروج أحيانا مع الفاردة إلا بعد إستكمال بعض شروط آلزواج خاصة بلصة آلعم وآلخال ، فتسترضية النساء بالغناء فيُقلن (1):
يالله يا بي العروس يا خيّر وإرضى علينا
عادتنا نلبس آلأطالس مناسب غير الفوارس
عادتنا نلبس حريري مناسب غير الأميري
ثم تهاهي النساء ويزغردن فيُقلن
تفاح ما نوكله مشمش بغدينا غريب ما نؤخذ نسبه بيخزينا
إحنا إن اخذنا بنوخذ من أهالينا لجل أرحلنا يظل ظعنه يبارينا
تفاح ما نوكله مشمش بيدرسنه غريب ما نؤخذ نسبه بوكسنه
إحنا ان اخذنا بنوخذ من قرابينا لجل بناته الثنتينه
يخلف ع ابو العروس يخلف عليه في الأول طلبنا النسب منو وأعطانا غزال مصور
نسايب نسايب ديروا بالكم لينا وإحنا ما تبعنا الزين وعلى الأهل مشينا
يخلف عليكم كثر الله خيركو فرينا القرايا ما لقينا غيركو
ويقلن أيضا
آجين الدوايميات هيلي بهيلي زي الغزلان الوارده على العيني
آجين الدوايميات يثياب الحبر ورجالهن قدامهن زي الوزر
يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الاول طلبنا النسب منه اعطانا غزال مصور
يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الثاني طلبنا النسب منه اعطانا جوز الغزلان
وفي آلعادة ، يباري ( يسير بجانب ) آلفاردة بعض الخياله ( إذا توفرت الخيل ) ، ثم يتسابقون أمامها ، بينما آلنساء يغنين فيقلن:
بالخيل باروها ياشباب بالخيل باروها يا لالا
غالية ع بوها يا شباب غالية ع بوها يا لالا
بالخيل باروها ياشباب بالخيل باروها يا لالا
غالية ع عمامها يا شباب غاليةع عمامها يا لالا
ويصل ركب العروس إلى بيت العريس ، فتغني النسوة فيقلن:
يا قايد الجمل يا خية إمشي شوية شوية
الركبيته مهيىة والقايديته إعبية
يا ريتك مبروكة يا ريتك سبع بركات
كما بارك محمد ع جبل عرفات
ثم ينوخ آلجمل ويبُرك على الأرض ، وتلصق قطعة من آلعجين على مدخل بيت العريس ، وتنزل آلعروس ( وتدُوس بيضة وتتبادل الأحذية مع آلعريس قبل دخولها البيت إذا كانت قد تزوجت على ضرة ) محاطة برعاية قريباتها وقريبات العريس ،وتجلس في مكانها على اللوج( مقعدين كبيرين متجاورين ومرتفعين ) وسط مهاهاة النساء وزغاريدهن ، وتبدا آلنساء بآلغناء فيُقلن
جبناها ويجينا يا خليلي على عين العدى والمبغضين
جبناها ويجينا يا خليلي عقبال آلصدقى وآلمحبين
بقت ليكو صارت لينا الفلاحة صارت سعد يدرج على آلطراحه
بقت ليكو صارت لينا النشمية صار سعد يدرج على العلية
يا ريتك مباركة علينا يا مليحة وتبكري بالصبي وفرشو بالريحة
يا ريتك مباركة على محمود وعياله تبكري بالصبي وتملي داره
وبعد قليل من آلوقت ، يدخل العريس للسلام على عروسه ، فتنطلق آلهواهي تتبعها الزغاريد وتعني النساء فيُقلن
إرفع جلالها وإجلس بين الجوامع لا تعبس
هذي بنت فلان يرفع رأسك في كل مجلس
خدوها يا دار فلان ولا إنتو من النادمين
هذي بنت فلان بتنعطى للسلاطين
ولدى جلوس العريس بجانب عروسه بعد رفع جلالها وآلسلام عليها ، تغني آلنساء الترويدة فيقلن فيها
يا صاحب آلزيت صب آلزيت في الطاسه فلانه مليحة وسلايلها ع راسي
يا صاحب الزيت صب الزيت في الصندوق فلانه مايحة وسلايلها ذهب منقود
وفي المساء تبدأ الجلوة وترقص آلعروس أمام العريس ثم يرقصان معا ، بحضور النساء آللواتي يباشرن آلغناء بصوت هادئ فيقلن
وصلتك يا منقشة خطيبتي ما جبتها الا لما انكتت ذخيرتي
وصلتك يا منقشة بأم الحلق ما جبتها الا انكتيت من الخلق
لما يغيب القمر وينام أبو شيبة وفرحك يا ولد ع دق الدريبة
لما يغيب القمر وينام جيراني وفرحك يا ولد دق ذرعاني
- العادات في حالة الوفاة
لدى وفاة أحد أبناء آلقرية يغسل ويكفن ويحضر غالبية آلرجال والنساء ، وخاصة حمولة آلميت ، الى بيت آلمتوفى في البداية ، وفي بعض الأحيان كان تحضرشاه ليمر عنها نعش الميت لدى إخراجه من آلبيت وتسمى " ونيسة الميت وفي الوقت نفسه يتم تحديد الحمولة ، التي ستقوم بعزومة الميت إكراما لإهله وحمولته ، وفي الغالب كانت الحمولة آلقريبه من حمولة الميت هي آلتي تقوم بذلك وتوزع تكاليفها على أسرها ، ثم يشارك الرجال في موكب آلعزاء ، ليصار إلى الصلاة
عليه ( صلاة آلجنازة ) ثم دفنه ، وتلقينه والدعاء له من قبل أحد الشيوخ ، مع تأمين الحاضرين ( قولهم آمين ) ، وقبل إلانصراف عن الصحرأ أو آلفسقية ( مغارة المقبرة العائلية الخاصة ) يتم تعزية أهل آلمتوفى في موقع آلدفن ، ودعوة أهل الميت ومن حضر الجنازة لتناول الطعام ، فيعود الرجال إلى مضافة الحمولة أو العائلة التي سبق وأن اخذت ( عزومة أهل الميت ) ويقدم الطعام اليهم .
وبعد ذلك يتجمع أهل وحمولة الميت في مضافتهم أو مكان مناسب ، لإستقبال المعزين من داخل القرية وخارجها والذين غالباً ما كانوا يحضرون معهم بعض الذبائح أو غيرها مما يقدرون عليه معيشيا ، ويستمرون في العزاء لثلاثة أيام ، يتخللها أحيانا مواعظ أو قراءات من الذكر آلحكيم من قبل بعض آلشيوخ ، ويتم أيضا تضييف الحضور بالقهوة الساده .
ويختتم العزاء بعمل وليمة " عشاء أو فُقده عن روح المتوفى ، ويقوم بها أهله ، ومن مظاهر آلماتم ( الأتراح ) الحزن والحداد الذي يستمر أربعين يوما وتقلب خلاله بكارج القهوة في آلمضافة أو بيت العزاء ويمنع إقامة الأفراح وإلأحتفالات .
أما النساء فمشاركتهن كانت تتم في بيت المتوفى فيقمن بتقديم واجب التعزية لنساء المتوفى وكن أحيانا يقمن بمشاركة نساء المتوفى في النّوح عليه ، ومما تقوله آلنساء في هذا الموقف الحزين (1) :
يا بيت الشعر في السهل مدنه يا ثوب الحرير على السبع قدنه
يا بيت الشعر في السهل مدنه يا ثوب الحرير على السبع قدنه
قليبي يا قليبي ليش بتوجعني يا خي الحنين ليش بتدفني
دفنتك يا خوي غصبن عني
يا خوي شرين ذخيرة وناعينيك لن صارت كسيرة
يا خوي وشرين بمالك وناعينيك لن قلت رجالك
يا خوي وشرين بكل المال كل المال ما يسوى خشوش الدار
وكانت آلمراة من نساء آلمتوفى تقد ( تُمزق ) ثوبها من فتحة آلصدر وتقوم بالصراخ وآلتحسر ولطم الوجه والصدر ونفل الشعر ، وكان ذلك يستمر خلال أيام
العزاء الثلاثة ، أولأيام أكثر ، ومنهن من يصبغن ملابسهن ( الثوب والغُدفة – أي غطاء الراس ) بالنّيلة آلزرقاء ويلبسنها لمدة أربعين يوما هي فترة الحداد ، وفي أول يوم خميس بعد إنتهاء آلعزاء ، كان أهل الميت يخبزون المخمرات ( خبز أضيف اليه الكركم وزيت الزيتون ) وآلمتلوت وآلمطبق ( خبز مرقوق مضاف إليه زيت الزيتون أو السمن البلدي ) يضاف إليه السكر أحيانا ، ويستقبلون من يشاركهم في ذكرى الميت ، وكانت نساء المتوفى تذهب الى الصحرأ ( المقبرة ) ويوزعن المخبوزات آلمذكورة عن روح الميت .
- العادات في حالة ولادة مولود جديد
كان من عادات آلناس بالقرية قديما إعتبار آلطهور من المناسبات آلمهمه في حياة آلعائلة وكانت تحرص كل عائلة على هذه العاده وبالتحضير لها فكانت تقام ليالي الفرح إذ يقوم ألمطاهر( الشلبي) (1) وأحيانا يكون آلمزين أو الحلاق من يقوم بمهمة ختان الطفل حيث يكون معه أداة العمل وهي غالبا ما تكون موس ، وقطعتين من العيدان وقليلا من آلسلفات ( آلنشادر ، وتقوم بداية المهمة آن يطلب من الطفل النظر للعصفوره إلى أعلى خلالها يكون قد أنهى عمله فيعلو صراخ آلطفل من الألم ،وتبدأ النساء بالأغاني
طهروا يا مطاهر وناوله لامه .
يا دمعة محمد بللت كمه .
طهروا يا مطاهر وناوله لابوه .
يا دمعة محمد بللت ثوبه .
يا الله يا شلبي يالله عليك .
لا توجع محمد بزعل عليك .
مظي موسك وخفف ايدك .
طهروا يا مطاهر وناوله لابوه .
يا دمعة المدلل بللت كمه .
وتقدم آلهدايا للأقارب وكان الطفل يلبس ثوب جديد ،وأحيانا إمه تلبسه صيغتها ( آلذهب ) وفي بعض الأحيان كان يزف على جمل ويلف الحاره به وكان يحصل سباق بين الخياله إبتهاجا بالفرح ، أيضا كان يربط منديلا على عينيه وتقود الجمل إمراة تلبس ملقة ، ويتم يتم تحضير آلطعام مثل آلعرس تماما ، ويسمى هذا الطعام(آلغديرة)(1) ويضعون أمام الطفل منديل ويقوم أقاربه ممن شاركوه هذا المناسبة بوضع النقود على المنديل ( نقوط ) .
- عادات موسمية خاصة
لم يترك آلموروث آلشعبي حادثة أو مناسبة إلا وربطها بقصة أو مثل تتناقله الأجيال، وكغيره من الأحداث وآلمناسبات، زخر فصل آلشتاء بعدد كبير من القصص والأمثال، ومن أهمها قصة خمسينية الشتاء والسعودات فأهل الدوايمة كانوا يطلقون هذه التسميات على الأحوال التي تواكب حلول فصل الشتاء وكانوا يقومون بإداء صلاة الإستسقاء في وقت تأخر موسم الأمطار لإعتماد أهل القرية عليه بري المزروعات وسقاية الحرث .
وكانوا وقت دخول أربعينة الشتاء التي تمتد من 21 كانون أول حتى نهاية شهر كانون كانون ثاني الوقت الذي يدخل البرد القارص للقرية سيما وإنها في موقع مرتفع يلجأ الاهالي إلى إستعمال مدافئ الحطب في البيوت وآلمضافات .
وتتلخص قصة سعد السعود وسعد الخبايا وسعد بلع وسعد الذابح.... فمعظمنا قد سمع بسعد الذابح أو سعد الخــــبايا أو سعد السعود أو سعد "ابلع" أو البلع، لكن قليل ما لا يعلم أو يعرف قصتها أو المناسبة التي دفعت أجدادنا إلى إطلاق هذه الأســـماء بعينها
على هذه الايام المحددة من الشتاء
تروي القصة التي تداولها التراث الشعبي حتى يومنا هذا، أن شاباً يطلق عليه إسم "سعد" قرر السفر، وكانت الأجواء دافئة عندما قرر الخروج خلال فصل الشتاء، وقد نصحه والده بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد سواء من الفراء أوالحطب إلا أن سعداً لم يستمع إلى نصيحة أبيه وبعد أن قطع سعد منتصف الطريق، تغير
الجو فجأة وأصبح البرد قارساً فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج، ولم يكن أمام سعد سوى أن يذبح ناقته التي يملكها ليحتمي بأحشائها من شدة البرد. لذا سميت هذه الفترة التي تمتد من 1-13 شباط/فبراير بـ "سعد الذابح وبعد أيام شَعَرَ سعد بالجوع ولم يكن
أمامه إلا أن يأكل من لحم الناقة، وبذلك أطلق على هذه الأيام "سعد ابلع""، وتمتد من 13 شباط-25 شباط. وبعد أن انتهت العاصفة وأشرقت الشمس فرح سعد واحتفل بنجاته وسمي "سعد السعود "الذي يبدأ من 26 شباط حتى 10 آذار وقام سعد بعد ذلك وخوفاً من أن تتكرر العاصفة مرة أخرى، بصناعة معطف له من وبر الناقة، كما أخذ من لحم الناقة المتبقي، وسمي "سعد، الخبايا" وهي الفترة الممتدة من 10 آذار-22 آذار وتصادف بداية الاعتدال الربيعي يُشار إلى أن الخمسينية تتكون من خمسين يوماً، تبدأ يوم 30 كانون الثاني/يناير من كل عام وتنتهي بتاريخ 22 آذار/مارس، وسواء كانت قصة خمسينية الشتاء والسعودات صحيحة أم لا، فهي تبقى من تراثنا الشعبي الممتد منذ مئات السنين والذي يحمل العبر والحكم والقصص.
آلزي الشعبي للرجال والنساء
الدوايمة واحدة من القرى الفلسطينية المدمرة ، وإذا كنا فقدنا الرش والمسكن مؤقتا ، فعلينا الحفاظ الحفاظ على تاريخنا وذاكرتنا ولباسنا وثقافتنا وفننا آلشعبي ،وقبل ذلك كله ،قيمنا وتقاليدنا الاسلامية ، فاللباس هوية وعلينا توثيقه والإعتزاز به ، لإننا نفقده وفي الوقت نفسه غيرنا ينتحله ويّعيه ، وعليه سيسعرض الباحث الملابس الشعبية للدوايمة لغاية النكبة عام 1948م وما بعدها بقليل :
- ملابس النساء : يصف الباحث موسى عبد السلام هديب في كتابه ( قرية الدوايمة ، ، دار الجليل ، عمان ، 1985م ، ص 68 ) ذلك فيقول ، يشكل لباس المرأة المحتشم وزينتها ، أبرز الصفات المميزة لنساء الدوايمة ، ولا غرابة إذا قلنا ، أن الرجل كان لا يعرف زوجته أو أمه أو اخته .. وهي تمشي خارج البيت ، من شدة التحجب ، فكن يلبسن بلا إستثناء ، ثيابا سوداء طويلة ، مطرزة بألوان متعددة ، بكل عناية ودقة ، ويضعن فوق روؤسهن عراقي ( جمع عريقية )(1) وأغداف ( جمع غدفة )(2) مطرزة وغير مطرزة ، وكن يلبسن في أيديهن أساور من فضة ، نوع حيدري ومصري ، وخواتم، في أرجلهن ، أحذية من الكاوتشك متعددة الألوان ،وكانت آلمراة تشد وسطها بحزام من آلصوف ، لونه احمر ......
- العريقية : طاقية من القماش المطرزة يدويا بالحرير ، يثبت عليها من الأمام والخلف صف واحد من النقود العثمانية ( التركية ) الفضية من الريالات والوزريات ، ولها زناق ( رباط) يمر أسفل الذقن ، يتدلى منه محنكة ذهبية ( دوبلية ) .
- الغدفة : قطعة قماش من شاش أبيض ثقيل ، مطرزة الأطراف يدويا وبشكل خفيف ، تغطي الرأس وتى أسفل الظهر ، وهي لباس الراأس للمرأة .
وتميز المراة المتزوجة من الصبية أو العانس ، أن الصبية ، كان يتدلى على جبهتها قطعة فضية ، مستديرة الشكل ، تسمى ريال أبو ريشة ، أو ريال ابو عمود وقطعة أخرى تحت العنق أحيانا في حين أن المتزوجة ، يتدلى تحت عنقها دوبلية( ذهبا فقط ، والقادرون يلبسون نساءهم مخمسيات ( جمع مخمسية) كما تزيبن جبهتها بقطع ذهبية صغيرة الحجم تدعة خيريات ( جمع خيرية ) ورباع ( جمع ربعية ) ( أجزاء من الليرة آلعثمانية آلذهبية )....وتنفرد العجائز ، وصغار البنات ، بلباس آخر ، فالعجوز مثلا كانت تلبس ثوبا اسود غير مطرز ، وحزاما من الصوف أسود أو أزرق أو أخضر ، وعلى رأسها غدفة بيضاْ أ, مصبوغة بلون أزرق ( بالنيلة ) ، وعريقية قليلة الزينة والزخارف ، موشحة بخرز أصفر وأحمر وأزرق .... ويتدلى تحت عمقها ريال ابو ريشة من فضة ...
ب- ملابس الرجال : يصف موسى هديب ، ملابس الرجال للدوايمة فيقول :" كان الرجال يلبسون في العهد التركي ، ثيابا بيضاء وعباءةسوداء أو حمراء ، وفوق روؤسهم عمامة حمراء من الحرير ( كفية ) ، وشاع أيضا لباس الطربوش العثماني، حوالية لفة من الشاش بألوان متعددة ( كفية مسيخ ) .
في العهد البريطاني ، أستبدل الثوب بالقمباز(1) والجاكيت (2)، أم اللباس الحديث الحديث ( قميص وبنطال ) ، فقد شاع في القرية في غضون الثلاثينات من هذا القرن الماضي ( قرن العشرين ) ، وبدا بين الشباب ، ولما اشتد عود الثورة الفلسطينية في تلك الفترة ، استبدل الرجال بناء على رغبة الثور ، العمامة والطربوش ، بالحطة والعقال ، ومن ملابس الرجال السروال ، وهو من القماش الابيض ، متسع من الاعلى ، ويزم بشريط من طرفه الأعلى ويتدلى من الخلف على شكل لية ، وتضيق أرجله ابتداء من الركبة وحتى القدم ، ولبسوا أيضا الفروة(3) ، أما لباس الاولاد الذكور ، فكان الثوب من أي قماش وطاقية تلبس على الراس .
أما احذيتهم فكانت من الكاوتشك وكان يطلق عليها إسم " وطا " ، ولكن لم يستخدمها الكثير منهم ، وكانوا يفضلون السير حفاة ، وينطبق ذلك على النساء فكن يفضلن السير حافيات للتحطيب وجلب المياة ،وكن يضعن أحذيتهن تحت آباطهن .
ومن الجدير ذكره حوالي ثياب النساء ، أنها كانت تصنع من قماش التوبيت الحبر الاسود ، وكن يطرزنه يدويا بالحرير بألوانه المختلفة ، ولكل جزء من بدن الثوب تطريز خاص ، فقبة الثوب لها تطريز أشبة بلوحة فنية ، وكذلك آلأمر بالنسبة للعروق على جانبي الثوب ، والتي تشمل أشكالا فنية تحاكي العناصر الموجودة في البيئة ، من أشجار وأزهار ونجوم وأشكال هندسية وأدوات وحيوانات .
- الأكلات الشعبية
كان أهالي قرية آلدوايمة آلمنسف وآلبرغل آلبلدي وآلثريد ( الفت ) في آوقات آلعزائم وإقامة الولائم لمن ياتون ضيوفا ويحلون بالمضافة ولم يذكرإنهم كانوا يستعملون الأرز في وليمة المنسف إلا ما ندر
وكان أهالي القرية يطبخون آلمجدرة وتتكون من خليط الأرز والعدس الحب ومفتلة عجين وبندورة ورقاقة عجين وعدس ولبن جميد في شهر رمضان بالأضافة الى بعض سلطات الخضار والمحاشي والزلابية والعنبية والعسل ، وكان أهالي القرية يطبخون الفريكة وآلجريشة مع عصير بندورة ولبينة ( أزر مع لبن) .
- القمباز : قماش سادة أو مقلم ، يغطي جسم الرجل من الكتفين حتى القدمين ، ليس له قبة ، وهو من الأمام ، ردتان ( قطعتان ) وكل ردة ثلاث قطع متصله ، وله أكمام طويلة .
- الجاكيت : من القماش القمباز أو غيره ، متوسط الطول أو يطول حتى الركبة ، ويلبس فوق القمباز .
- الفروة الصوفية وكانت تصنع من جلود الضان ، بحيث يكون الفرو للداخل ، ويغطى الجلد من الخارج بقماش من التوبيت الأسود أو الكحلي أو أي لون آخر ، وهي لباس خارجي وكانت تلبس في الشتاء
وكان أهالي القرية يطبخون الزفاف آلمناسف وآلمفتول في يوم الزفاف وكذلك يطبخ في يوم العزاء .
وأما الحلويات فكانت المهلبية والمخبوزات آلتي يضاف اليها السكر أوالعسل .
- آلأمثال آلشعبيه
درج أهل آلدوايمة على آلنطق بعبارات محكمة هي مجموعه من الأمثال آلشعبية خلال تعاملهم آليومي ، تناقلوها بالتواتر وآلتوارث من تجارب أسلافهم عبر مئات السنين ، فأصبحت لهم عبرة تضبط سلوكهم ، وإرتقى بعضها إلى مستوى آلحكمة يقتدون بها في حياتهم ، وهي في الحقيقة تدل على صفات مجتمع أهل القرية ومعاييره الأخلاقية ، ويتعاملون معها بثقة لحل مشاكلهم ، فهي خبرة مكتسبة نتجت عن حل لمشاكل مشابهة حدثت في الماضي وأصبحت عبرة ، وعلى العاقل إستخدامها في مواقف مشابهة .
هذا وتتشابه الأمثال الشعبية في قرية الدوايمه كثيرا مع نظيراتها في القرى الفلسطينية خاصة قرى منطقة الخليل وإن إختلفت بعض الكلمات في عبارة المثل الوحد ، وأحيانا تتعدد العبارات للمثل آلواحد ويكون بعضها خادشا للحياء ، وفيما يلي مجموعة من الأمثال آلشعبية لأهل القرية :
- الشبعان بفت للجعان فت وني .
- رخاوة الحزام تورث الدبر
- ناقص العورة مكحلة
- إنت كبير وأنا كبير مين بيسوق الحمير .
- كون مديّر ولا تكون محير .
- الحجر محله قنطار .
- إن خف الحليب قلت قيمة الراعي .
- لولاي ركتبك على حصاني ما دسيت إيدك في خرجي .
- القرد في عين امه غزال .
- صد القرد لمعط الجلد .
- على قد فراشك مد رجليك .
- إذا كبر إبنك خاويه.
- وأمثلة أخرى:
- نفس الرجال يحي رجال ،
- يا رايح كثر ملايح
- العتب على قدر العشم .
- الضيف ضيف الرحمن .
- اللقم تدفع النقم .
- لاحق العيار لباب الدار .
- مكان الضيق بسع مية صديق
- طنجرة ولقت غطاها .
- إرفع دقنك سال الدم
- لولاك يا لسان ما عثرت يا قدم .
- آلردي ردي لو ذبح كل يوم جدي .
- بدك تفضح زلمه سلط عليه مره .
- نط من قاع القفة على ذنيها .
- آللي بدو يصير جمال ، يوسع باب داره .
- إطعم التم تستحي العين .
- الجمل ما بيشوف عوجة رقبته .
- سوس الخشب منه فيه .
- إبن آلحلال عند ذكره ببان .
- عليك بالدرب ولو دارت وبنت العم ولو بارت .
- عيش الرجال على الرجال قرضة وعلى الأنذال صدقة .
- اللي بيقلها جوزها يا عورة الناس بتلعب فيها الكورة .
- تحت السواهي دواهي .
- مية جبان ولا قول الله يرحمه .
- أوقات التسلية والفراغ :
كان غالبية أهل قرية الدوايمة يقضون وقتهم في العمل بالحقول ويتخلل ذلك أوقات للتسلية بالجلوس في الجوامع ( آلمضافات ) وممارسة بعض الالعاب الشعبية لان القرية كانت تخلو من المقاهي إلا في وقت متأخر ، وأما الألعاب التي كان يمارسونه
- لعبة السيجة : وهي عبارة لوحة مربعه ومجزأه الى 49 مربع يوضع في ثماني واربعون منها حصى ، على أن تكون كل 24 مربع لون واحد وتبدأ اللعبه بنقل الحصى في آلمربعات وهي لعبة للرجال كبار السن .
- لعبة آلصينية : وهي من الألعاب المسلية في السهرات وتحتاج إلى مهارة وخفة يد ودقة آلملاحظة في حركة آلفناجين ويكون فريقين للعب في هذه وهي خاصة للرجال ايضا .
- الكورة أو آلتشورة : وتمارس هذه آللعبة بأرض منبسطة خالية من آلحجارة أو الأرض التي تخلو من المطبات وآلحفر ، وأدواتها المضرب وكرة من آلصفيح ويكون فريقين بيد كلا منهم مضرب ويحدد المرمى بحجرين يبعد كل منهما عن الأخر مترين أو يتم حفر حفرتين بنفس البعد ، وتكون المبارة تقريبا أشبه بكرة المضرب .
- لعبة آلدرو : وهي لعبة خطره وتقوم على آلركل بألآرجل وخطورتها بأن يقوم أحدهم بوضع قطعة حديد في مقدمة حذائة بقصد الإيذاء
- لعبة آلسبع حجارة ( آلسبع شحف ): وتتكون هذه آللعبه من وضع سبع بلاطات أو حجارة مبسطه فوق بعضها ومن ثم يقسم الأطفال إلى مجموعتين أحدهما تكون دفاع وأخرون بحوزتهم طابه إسفنجية تلقى بإتجاه آلحجاره من مسافة 5 متر تقريبا .بحيث يصار إلى دفع آلطابة لإصابة الحجارة لتحسب جولة الفوز بتكرار ذلك .
- لعبة القال : وهي عبارة عن سبع حصيات تلقف في اليد الوأحده بين شخصين .
- لعبة آلحبله : وهي لعبة رياضية بحيث يمسك حبلا من طرفين ويقوم الثالث بالقفز فوق الحبل بالحجل ، ودون ان يلمس الحبل وإلا يكون خاسرا .
- لعبة الطاقية : يجلس مجموعة أطفال على شكل دائرة ويقوم طفلا ومعه طاقية بالطواف خلف الأطفال وينشدون ، طاق طاق طاقية شبكين بعلية والبقية ترد رن رن يا جرس حول وإركب على الفرس ويقوم بوضع الطاقيه خلف أحدهم دون أن يشعر فاذا طاف الولد ولم ينتبه أن من وراءه الطاقيه يخرج من اللعبه .
ومن الألعاب الأخرى (1) : البتش ، وآلغميضىة، وآلحابه
وأبرز الرياضة التي تمارس هي سباق الخيل ، والسباق بين مجموعه أشخاص (الجري) وكانت تقام في موسم آلنبي موسى، مهرجان يرعاه كبار القرية كالمخاتير وآلشيوخ وبعض آلضيوف من آلقرى المجاورة التي ترتبط الرجال بعلاقات صداقة وكانت تمتد تلك السهرات لغالبيتهم في آلجوامع ( آلمضافات والدواوين ) والتي وصل عددها نحو 16 مضافة في القرية .
وأما إجتماعات النساء فكانت شبه نادرة لان مجتمع الدوايمة كان محافظا
وعصاميا ، وكان يؤطر المراة ضمن حدود ضيقة في الحركه إلا في أوقات مناسبة الزواج أو ما إرتبط بذلك من المباركه أو زيارة آلعروس في بيتها الجديد ولا تكون وحيدة بل في إطار مجموعه من آلنساء القريبات كالأخوات أو بنات العمومه أو آلحموله آلواحده.
وأيضا يساق ذلك على آلماتم أو ما شابه ذلك من مناسبات تستدعي تواجدها دونما وضع قيود عليها .
أمثال من القرية
الفن الشعبي ( فلكلور القرية )
الأمثال
اعتاد أهالي الدوايمة ، في حديثهم ، استعمال امثال كثيرة ، للتعبير عن شئ ما اوتدعيم موقف معين . ومن بين تلك الأمثال :
- لولاي ركبتك ع حصاني ما دسيت ايدك في خرجي .
- ان خف الحليب قلت قيمة الراعي .
- لولاك يا لسان ما عثرت يا قدم .
- رخاوة الحزام تورث الدبر .
- الي بقلها جوزها يا عورة ، الناس تلعب فيها الكورة .
- كون مدير ولا تكون محيّر.
- احمل دقنك سالم الدم.
- انت كبير وانا كبير ، مين يسوق الحمير.
- ناقص العورة مكحلة.
- الردي ردي ولوذبح جميع يوم جدي.
- نط من قاع القفة ع ذنيها.
- ما بيجي الترياق من العراق الا المقروص ميت.
- الشبعان بفت للجعان فت وني.
الغناء الفلكلوري للقرية
- بعض اغاني الرعاة الفلاحين
وللي استهلك دّراها لا عاش ما رّواها عده طنيب احذاها تفرعوا واعطوها حمر الطولقي اجوها عن مالهم عدوها يخسوا ولا يحووها
- بعض أغاني الأعراس
آجين الدوايميات هيلي بهيلي زي الغزلان الواردةع العيني آجين الدوايميات بثياب الحبر وارجالهن ادامهن زي الوزر يخلف ع بوالعروس يخلف عليه في الاول طلبنا النسب منه اعطانا غزال مصور يخلف ع بوالعروس يخلف عليه في الثاني طلبنا النسب منه اعطانا جوز الغزلاني
المرجع
موقف كشاف
التراث الشعبي في القرية
الفن الشعبي ( فلكلور القرية )
الأمثال
اعتاد أهالي الدوايمة ، في حديثهم ، استعمال امثال كثيرة ، للتعبير عن شئ ما او تدعيم موقف معين . ومن بين تلك الأمثال :
- لولاي ركبتك ع حصاني ما دسيت ايدك في خرجي .
- ان خف الحليب قلت قيمة الراعي .
- لولاك يا لسان ما عثرت يا قدم .
- رخاوة الحزام تورث الدبر .
- الي بقلها جوزها يا عورة ، الناس تلعب فيها الكورة .
- كون مدير ولا تكون محيّر.
- ارفع دقنك سالم الدم.
- انت كبير و انا كبير ، مين يسوق الحمير.
- ناقص العورة مكحلة.
- الردي ردي و لو ذبح كل يوم جدي.
- نط من قاع القفة ع ذنيها.
- ما بيجي الترياق من العراق الا المقروص ميت.
- الشبعان بفت للجعان فت و ني.
الغناء الفلكلوري للقرية
- بعض اغاني الرعاة الفلاحين
وللي شرب دّراها لا عاش ما رّواها عده طنيب احذاها تفرعوا و اعطوها حمر الطولقي اجوها عن مالهم عدوها يخسوا ولا يحووها
- بعض أغاني الأعراس
آجين الدوايميات هيلي بهيلي زي الغزلان الواردةع العيني آجين الدوايميات بثياب الحبر وارجالهن ادامهن زي الوزر يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الاول طلبنا النسب منه اعطانا غزال مصور يخلف ع بو العروس يخلف عليه في الثاني طلبنا النسب منه اعطانا جوز الغزلاني
المرجع
منتديات القرى https://forum.kooora.com/?t=9718603
روايات أهل القرية
وكانت صحيفة حداشوت الإسرائيلية أول من اكتشف المجزرة وأعلنت عنها في العام 1984، وكتبت تقول إن مختار قرية الدوايمة قد ذكر أن (75) شخصاً من المسنين قد قتلوا في المسجد وهم يؤدون الصلاة ظناً منهم أن الجيش الإسرائيلي لا يقتل الشيوخ وهم يسجدون للمولى عز وجل، وقتلوا (35) أسرة اختبأت في مغارة خارج القرية وأرغمت على الخروج وأطلقت عليها النيران، وقتلت جميع الأسر العربية، وقتل الجيش الإسرائيلي كل من رآه في شوارع القرية أو وجده في منازلها.
روايات ابناء القرية عن المجزره ( من شاهدي العيان )
عدد الذين أُستشهدوا أو نجو من مجزرة طور آلزاغ من أبناء آلقرى المجاورة : لا توجد إحصائية لعدم معرفتهم جميعا .
عدد الذين إستشهدوا في آلمسجد من أبناء القرى المجاورة : لا توجد إحصائية لعدم معرفتهم جميعا .
شهادة تتعلق بمجزرة مسجد آلزاوية عام 1948 في الدوايمة
النص مقتبس من :(كتاب موسى هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 120)
الشاهد : خليل محمد محمود سليم هديب
عمره وقت آلحادثة : 10 سنوات
عمره وقتآ آلشهاده : 40 سنه
مكان الشاهد وقت آلحادثة : بيته وكان ملاصقا للمسجد المذكور ويطل عليه .
" ما أن وقفت تلك آلسيارات عند باب المسجد ، حتى قفز الجنود بأسلحتهم ودخلوا وهم يقهقهون ، فأخذ الشيوخ والدراويش ... يستعطقفون الجنود حتى لا يقتلوهم ، فرد أحدهم : عربيم لازم تموت عشان تروح عند الله ... المزيد من إطلاق النار ، والشيوخ يتشاهدون : أشهد أن لا إله إلا الله ، وصوت إمام المسجد ( محمد مصطفى الغوانمه ) : أخ ، الله ، ثم طلقة ، فإنقطع الصوت ... وسمع أحد آلدراويش يقول : يا عظيم يا الله ، فصرخ الجندي : موت إنت عظيم ، فطلقة ، فإرتطام ... دأرت محركات السيارات ، وسمعهم يقولون : عربيم إمش ، رآفقها ضرب بالأقدام وقهقهة .. ثم سمع أحد الجنود يقول : إركب خبيبي في آلسيارة ، بعد شوية ترتاح مثل إصحابك ..
ويضيف إنه لم يجرؤ أحد من أهله على آلخروج من آلبيت إلى آلمسجد حتى عم آلظلام ، فوجدوا بعض آلشيوخ وآلدراويش الذين كانوا مقتولين في أروقة آلمسجد وفنائه آلخارجي ...
شهادة اُخرى تتعلق بما حدث في آلمسجد
آلنص مقتبس أيضا من كتاب : ( أحمد العداربة ، قرية الدوايمة ، جامعة بير زيت ، 1997، ص 216 )
آلشاهد : خطيب صلاة آلجمعة في آلمسجد ، آلشيخ محمد سربل .
مكان آلشاهد قبل وقوع آلحادثة بقليل ( نحو ساعة ) : داخل آلمسجد
" يوم الجمعة ، كنت في آلزاوية ، وكان أهل آلقرية يؤدون صلاة آلجمعة ، وألقيت الخطبة ، وخلال ذلك سمعت إطلاق نار ، وبدأ المصلون بالخروج من آلمسجد بسرعة ، بعد أن إنقضت آلصلاة ، وكان معظم أهل آلقرية قد فروا منها إلى ألقرى وآلجبال آلمجاورة .... بقي عدد الدراويش في آلزواية ، وكذلك في آلقرية ، وكان بعضهم عاجزا ( أعمى ) ، وعندما دخل الجيش الى آلقرية لجأ الية ( إلى المسجد ) عدد من الناس على أساس أن بيت الله ، وسيكون مكان أمان ... ولكن .. آلجنود دخلوا الى المسجد ... وقاموا باطلاق النار على كل من كان فيه ، ولم يكتفوا بذلك ، فقد كان محفورا أساسات في الزاوية من أجل توسيع البناء وجاءت جرافة وألقت بالجثث داخل هذه الحفر "
شهادة تتعلق بمجزرة مغارة ( كهف ) طور آلزاغ :
آلنص مقتبس من كتاب ( موسى هديب ، قرية آلدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص 121-122 )
الزمن : يوم آلجمعة 29/10/1948م ، بعد إنتهاء صلاة آلجمعة بفترة .
آلشاهدة : رحمة أحمد مصلح / آلقبيبة
مكان آلشاهدة وقت حدوث آلمجزرة : داخل طور الزاغ بقصد آلحماية .
عمر آلشاهدة وقت الحادثة : 28 سنة ، ناجية من آلمجزرة .
.." انه منذ سماعهم إطلاق الرصاص ، يقترب من الطور ، آلتصقوا بجدران الطور وإرضه ، وراحت كل إمراة تضم أولادها ، وما ان وصل الجنود مدخل الطور ، حتى صرخ أحدهم وهو يصوب سلاحه نحوهم : إخرجوا ، فإنفجر الأطفال بالبكاء وشدوا بجلابيب اُمهاتهم ... ولم يلبث أحد الرجال ( إبراهيم جودة العامري ) الا أن خلع حطته _ كوفيته ) البيضاء ورفعها بيده ، ثم خرج يتبعه من في الطور ، واحداً تلو الأخر .. رجالا ونساءاً وأطفالا ، وفي تلك الأثناء هرب زوجها ( أي زوج الشاهدة رحمة وهو : محمد حسين مصلح ) ورجل آخر ( هو : إسماعيل العامري ) فتحول بعض الجنود نحوهم ، وأخذوا يطلقون آلنار عليهم / ولكنها نجوا ... فإنحدروا بهم ( أي المتبقين من الناس ) مسرعين إلى بئر على بعد خطوات أسفل الطور ، حتى إذا جاؤوها ، أمروهم بالوقوف في صفين طويلين ، أحدهما للرجال والأخر للنساء .. ثم أحاط بهم آلجنود ، وتقدم إثنان أو ثلاثة منهم من صف النساء ، وأخرجوا ثلاث بنات من آلصف ، فأخذن يستعطفن آلجنود ، وأُمهاتهن يصرخن ويلطمن .. وحدث عراك بين هؤلاء آلنسوة وآلجنود ، ففتحوا عليهن آلنار ، وقتلوا الأمهات ، ثم جرجروا البنات بعيدا عن الصف وهن يصرخن .
وتضيف آلشاهدة : أن طفلتها آلرضيعة ( نايفة ) فزعت من آلصراخ وإطلاق الرصاص ، فاخذت ترضعها حتى تهدأ، وأسدلت آلغدفة ( غطاء الرأس ) عليها وعلى إبنتها ..لحظات ، حتى صاح آمر الجنود : إحصدوهم ، فإنهمر الرصاص عليهم كالمطر من كل ناحية ، فسقطوا جمعيا على الأرض ، مضرجين بدمائهم ، وسقطت هي معهم ، وتظاهرت بالموت ، وأثناء ذلك كانت لا تسمع إلا الانين وحرحشات الصدور .... يتبعها إطلاق نار آخر ، فيسكت كل شي ء، وحاولت أن ترفع رأسها ، فسقطت رصاصة بالقرب منها ، إخترقت جسد شخص آخر ، ثم إستقرت في رأس إبنتها فماتت في الحال .... وحين إبتعدت خطوات الجنود وركبوا سياراتهم بإتجاه آلقرية ، تحسست ( الشاهدة ) أخاها بين الجثث، فوجدته فاقد الوعي ، وقد أصيب ولكنه لم يمت ( واُسعف فيما بعد ) ، ومع الغسق ، إلتقت زوجها وبقية أفراد عائلتها في قرية بيت عوّا .
شهآدة تتعلق بما حدث للبنات آلثلاث آللواتي أخذهن الجنود في آلنص السابق :
النص مقتبس أيضا من كتاب ( موسى هديب ، قرية الدوايمة ، دار الجليل ، 1985، ص123) .
الشاهد : عبد الله موسى حجي / الدوايمة
عمر آلشاهد حال وقوع آلحادثة : 30 سنه
مكان آلشاهد وقوع آلحادثة : قرب طور الزاغ .
" كنت مختبئا بين صخرتين على مقربة من طور الزاغ ... حمل آليهود آلبنات آلثلاث في إحدى آلسيارتين ، ثم إنطلقوا بإتجاة آلقرية ، وكن يصرخن ، وما إن وصلوا مراح آلمكون ، إعترضهم شيخ من الأهالي ( محمود محمد الحجر ) ، فوقفوا لإستجوابه ، وفي تلك الأثناء ، أطلق أحد آلمسلحين آلنار على آلسيارة ، فحدث إرباك بين آلجنود ، وفرت آلبنات من آلسيارة ، فقتلوهن جميعا ، وقتلوا آلشيخ أيضا ، وراحوا يطاردون المسلح " ، وهناك سبعة شهود نجوا من مجزرة طور الزاغ ، ووثقت شهادات بعضهم في المصدرين السابقين .
هذه آلشهادات من الناجين من أبناء الدوايمة ، دليل واضح على إرتكاب الجيش الإسرائيلي ومنظماته الإرهابية ، آلمجزرة بحق أبناء الدوايمة في ذلك اليوم ، إنها جرائم متراكمه اُرتكبت بقصد متعمد وضمن تخطيط محكم ، ويزيد في جرميتها ، محاولات إنكارها وإخفائها والمراوغة في الإعتراف بها وفرض السرية على ملفاتها ( فقد مضى 36 عاما بعد حدوثها عام 1948م حتى كشف عن بعض قليل من أحداثها عام 1984م وفي بعض آلصحف الإسرائيلية ) . وعمل تحقيقات لا تصل الى نتائج بشإن مرتكبيها أو ضحاياها . إنه أمر لا ينسى ، وأقل ما يمكن تقديمه للضحايا في عالم متحضر ( كما يسمونه هم وإشياعهم ) هو إعادة حقوق آلضحايا آلمغتصبة .
رواية آلمختار حسن محمود هديب ، وآلتحقيق آلصحفي عام 1984م ، أي بعد 36 سنة من حدوث المجزرة .
" .... يوم جمعة أجوا على المسجد ، خلصوا على الختيارية والمسنين ... وأجوا على ( طور الزاغ ) في، بطلع 35 عيلة ، إطلعوا كل السكان وقضوا عليهم ... في شهر اذار سنه 1949 طلب مني قائد المنطقة الاردني ( إبراهيم كريشان ) إحصاء دقيقا عن مذبحة آلدوايمة... وأعطيته القوائم هذه والاسماء ( كان العدد 580 شخصا ، وفق مصدر آخر ...
جاءتنا صحيفة يهودية ( إيلا هيرشافي ، صحيفة حدآشوت ) . سألت عن آلمذبحة ، وطلبت تروح على المكان ، قلتلهم في المحل الفلاني في لتون شيد ...يمكن في أكثر من 100، 120، 130، جثة في محلات أخرى ، محل لخيتارية دفنوهم في نفس آلقرية في طرف آلبلد . وسبعين واحد من آللي قبضوهم في آلقرية / دبوهم في بير المجدلة ... محل ما ذبحوا الختيارية في البلد والبير ( قالت الصحفية : منطقة محظورة ، لا نستطيع آلوصول اليه)، فذهبنا الى آللتون ( حفرة شيد ) ... سألوا احد الجنود الذين إحتلوا آلقرية ( عن صحة ما قاله آلمختار ) فقال لهم : هذا مش صحيح ، وآلدوايمة ما صار فيها مذبحة ، ولكن قتل واحد او إثنان ....حفروا شوية 30سم إكتشفوا هياكل عظمية متحللة ، وقشاط ، وجمجمة طفل .( عائلة قريبة المختار ) ... بدها (آلصحفية ) توخذ القشاط معها ، لكن اليهود الموجودين رفضوا ... .
المرأة في القرية
المراة في القرية
بالرغم من مشاركة آلمراة ألفاعلة في أعمال آلاسرة آلفلاحية آلصعبة ، وفي وقت مبكَر من عمرها وإستمرار ذلك بعد زواجها وما أضيف إليها من مهمات جديدة ، كخدمة آلزوج وتربية آلاولاد ، إلا أن ذلك لم يعد بمردود إيجابي على معاملتها من قبل أهلها وزوجها وأهله ، فقد كانت تتعرض للضرب ، وتجرم من ألارض عند توزيعها ، وكان يتم تزويجها في سن مبكرة ، وتجبر على الزواج من إبن عمها أو الزواج بالبدل من شخص في عمرها أبيها، وكانت مهددة دائما بأن بأن يتزوج زوجها عليها خاصة إذا لم تنجب ألابناء آلذكور ، أو لم تنجب ، أيضا بسبب شح آلنقود في تلك آلحقبة كان أهل آلقرية يلجأون باستمرار إلى آلزواج آلبدل والذي غالبا ما يقوم على ظلم آلمراة ، ويعني زواج آلبدل ( أن يتزوج رجل ما، من إمراة مقابل زواج أخيها أو أبيها من أخته أو إبنته ) وآلتركيز على زواج آلأقارب ، ويتم عقد الزواج بحضور آلشيخ آلماذون حسب آلاصول آلشرعية ، وهذا يكون بالطبع
مصادرة لإرادة كل من آلعريس وآلعروس في آلزواج خاصة زواج آلبدل والذي كان يتم بين مجموعتين من آلاشخاص وأحيانا ثلاث مجموعات ، وإذا كان المتصاهرون من كبار آلسن أو أ، أحدهما كبير آلسن بينما آلاخر صغير آلسن ، فالعروس هنا لا دور لها إلا القبول ، وكذلك آلعريس كان مجبرا على إلغاء طموحه أحيانا ، وفي أحيان أخرى يتم خداعه ويعطى 0عروسا أخرى غير التي شلهدتها أمه أو أخته أو قريبته وقت آلخطبة ، وعليه القبول لانها أصبحت في بيته .
وكان في ذلك الوقت نوع آخر من آلزواج وهو آلزواج آلقسري وفية يُحبر آلشخص على آلزواج من قريبته إنقادا لها أو لإهلها من مصاهرة غير مرغوب فيها أو مفروضةسواء كان هذا آلشخص متزوجا أو أعزب ، ومن آلزواج أيضا زواج ( غُرة)(1) ، وهو تزوج أحد أقارب آلقتيل امراة من جمولة آلقاتل ،ى وتكون مُخيرة بعد إنجاب أول ولد ذكر بالبقاء مع زوجها ، أو آلعودة إلى أهلها ، ومنم جانب آخر وفي بعض ألاحيان كان يتم تزويج آلفتيات في سن مبكرة لرجال بلغوا من العمر عتيا .
وكان يُحظر تجوالها أو خروجها من بيت أهلها أو بيت زوجها إلا مع أي منهم أو ضمن مجموعة من آلنساء ولهدف محدد ، وقد منعت من تلقي آلتعليم ، فلم يتم إنشاء مدرسة للبنات لغاية إحتلال آلبلدة عام 1948م ، لإختلاف رأي مختاري القرية عام 1946م ،لدى طلب حكومة الانتداب تأسيس مدرسة للبنات في القرية ، بينما كان قد تم إنشاء أول مدرسة للبنين منذ عام 1937م
أعلام من القرية
أعلام من آلقرية
مجتمع آلدوايمة كان قبلي يعتمد على آلتجارة وآلزراعة بآلدرجه آلأولى ، وكانت آلقرية تخلو من أساليب آلتعليم إلا في عام 1939م، عندما أقدمت حكومة آلإنتداب على أول مدرسة لتلقي آلتعليم من خلالها ، لهذ خلت قرية من آلمستويات ألعليا في آلتعليم آلعالي قبيل حلول آلنكبه ، مثل آلمحامين وآلأطباء ورجال آلسياسيه، ولكن من ذاك جيل الذي وُلد قبل آلنكبه بسنوات ومع دخولهم أول مرحلة تهجير نحو مخيمات آللجوء في عين السلطان في مدينة أريحا إنطلقت آلإبداعات آلعلمية وآلسياسيه في مختلف آلمجالات من أبناء قرية آلدوايمه .
وفي آلفترة قبل آلنكبه كان من أشهر آلمناضلين في قرية آلدوايمة ومن الذين إشتركوا في آلثورات ما بين الفنرة من عامي 1939- 1939 م وما قبله هم:
- سليمان عبد الحميد عشا (ألعوامة ).
- محمد محمود أبو هنية .
- يوسف مسلم أبو فروة
- عبد الفتاح لافي .
- عبد القادر حسين العيسة
- محمود عشا
- محمد حمدان الملاد
أسماء شهداء آلدوايمة في آلمواجهات مع آلقوات آلبريطانية زمن إلانتداب.
1.رشيد محمود أبو هنية والذي استشهد في كسلا/ منطقة باب الواد .
2.إبراهيم عبد الحميد عشا الذي إستشهد في بيت أمر / منطقة الخليل .
3-خليل محمود خليل عشا
4-عبد الرجمن محمد
خليل حسن سليمان الزعاترة
5-من أشهر آلمعلمين في قرية آلدوايمه قبل عام 1948م الشيخ حسن العبسي والشيخ عبد الفتاح سعادة والشيخ يونس العيسه و سالم الاقطش (2) .
مخاتيرالدوايمة الذي تعاقبوا على خدمة قرية الدوايمة:
عرفت قرية الدوايمة بحارتين التحتا ومختارها حسن محمود هديب والفوقا ومختارها سليمان أحمد عثمان الزعاتره
كان في الدوايمة منذ بداية المخترة في نهاية العهد العـــــثماني مختاران مختار أول ومختار ثان ، ولقد تسلم المخترة عدد من شخصيات القرية وكانت مهمة المختار في الدوايمة لها اعتبارها واحترامها وتقديرها وهيبتها في العهد العثماني وفترة الإنتداب وكانت مهام المختار كثيرة منها الرسمية والشعبية بالإضافة إلى الاصلاح بين الناس وتسجيل المواليد والوفيات وكان بيته مجمعاً وملتقى رجالات الدوايــمة ومن مخاتير القرية في العهد العثماني كل من :
ـ الشيخ مطاوع بن أحمد هديب وذلك عام 1896م
ـ الشيخ إبراهيم بن محمد الشيخ وذلك عام 1896م
ـ الشيخ شحادة عبد الدين
ـ الشيخ حسين مسلم
ومن مخاتير الدوايمة في فترة الانتداب البريطاني
ـ المختار أحمد محمد هديب
ـ المختار أحمد عثمان الزعاترة
ـ المختار حسن محمود هديب / آلحارة آلتحتى
ـ المختار سليمان الزعاتزة
ومن أشهر شعراء آلدوايمه قبل عام 1948م سلمان نمرهديب والذي قال منوحاً بهذه آلأبيات لحلول آلنكبة في قرية آلدوايمه:
في آلدوايمة يا ولد نُوح ونادي وين الكرم والطّيب وين لجوادي
آلدوايمة كانوا أسودا عوادي مضافاتهم كانت إلى ألضيف جزار
يا حيف دار آلعز صارت خرأبة هذه آلحرب آلدول ما هي حرابا
ومن لامنا تصبح دياره خرابه ويبلى بضرب النار من يد الكفار
بالله اُنظر دورها وآلمساجد يا ما دخلها كل راكع وساجد
يا ما سكنه من خيار أماجد عادات أهلها دوم بحموا آلجار
أُنظر لدور مهدمه وآلمضافات يا ما لفى فيها ضيوف آلعشيات
يا ما بها فك آلقضا ولمجالات والزلم فيها الكل شيل قنطار
وجدي على آلشباب ثم آلشباب آلكل منهم مثل فرخ العقاب
وقال في نهاية قصيدته الطويلة:
هذا الدهر يا ناس كله بلايا يا مؤمنين آلدهر غدار
يا هل تُرى يا دار نرجع سويا ونظوي قناديل آلهنا في آلعشيا
ومن الشعراء آلمشهورين في قرية آلدوايمه قبل آلنكبه آلحاج دخل الله حمد والذي قال في قصيدته حول ما حدث في فلسطين منذ عام 1936 م ومن هذه آلأبيات :
يعني صبي شاف أمور عجيبة يا دمع عيني فوق خدي سال
ع اللي نظرته في زماني وراعني أيام شابت فيها الجهال
سنة 36 شفنا العجايب وذقنا التعب في ساير الاطلال
أجانا اليهود الله يقلل أعدادهم أرادوا يملكون بكثرة آلأموال
وآلإنجليز ساعدوهم علينا بلا خفي لانها مديونة وآلدين إغلال
ويضيف في أبيات أُخرى
إضايقنا لما صار ضرب القنابل ودم المعارك شبه سيل سال
طلبنا نجدة من عربنا وقلنا إنجدونا بسرعة آلحال
أتتنا جيوش آلعرب من كل جانب قلنا آلفرج جاء بسرعة آلحال
عملوا لنا هدنه وكذبة وغيرها وراح الوطن بسرعة آلحال
ونصبوا لنا الخيام في جبال ضارية وصرنا لاجئين ما لنا أشغال
ووصف آلحاج علي أبو صبيح في شعر متواضع ما حدث للدوايمة وأهلها وما آل الية مصيرهم فقال (1):
يا مجمع الحضار صلوا على النبي النبي عربي والحج لبيته زار
هجموا علينا آلظهر يوم جمعة هجموا علينا بدبابات كثار
تسمع صرير البزر من كل جانب تسمع رزيز آلمدافع آلهدار
إنتخوا على آلسادات نخوة قوية صبيان وأعطوهم حق الدار
أشعار قيلت في القرية
رثاء قرية الدوايمة
- في الدوايمة يا ولد نوح ونادي وين الكرم و الطيب وين لجوادي
- الدوايمة كانوا أسود اعوادي مضافاتهم كانت إلى الضيف جزار
- يا حيف دار العز صارت خرابة هذا الحرب الدول ما هي حرابا
- بالله انظر دورها و المساجد يا ما دخلها كل راكع و ساجد
- يا ما سكنها من خيار أماجد عادات اهلها دوم يحموا الجار
- انظر لدور مهدمة و المضافات ياما لفى فيها ضيوف العشيات
- ياما بها فك القضى و المجالات و الزلم فيها الكل شيال قنطار
- و جدي على الشباب ثم الشياب الكل منهم مثل فرخ العقاب
_____________________
- في يوم المقحز وردنا توريد قبل الحكومة مثل جن النماريد
- وسط الطواب يقطع الرأس بالايد بسلاحنا الأبيض خناجر مع النار
- اللوم كل اللوم يغشى المباسيط باع الشرف ما فرط بقرش تفريط
- ان فلت له اسلح بيادر بتظريط بياعة الوزقن إلى الناس تجار
- اين أصحاب المال أين غناهم خلو الحبوب مخزونات وراهم
- يا ديرتي بعدك شربت المرار مثل حكم تركيا غدينا فرار
- حريمنا مثل العبيد الجواري بعد الحجاب الجار ما ينظر الجار
_____________________
- يا دار والله ما طلع في يدينا بالله اعذرينا اليوم يا دار يا دار
- يا دار لو معانا مدافع برني و مدافع الهاون معانا تغني
- يوم العدو بمصفحاته لفني كنا فدينا الوطن برواح و عمار
- الحق ع زعما العرب ما اتونا ولا بمدفع للحرب ساعدونا
- لو نخينا الاموات لستنجونا لموات ما تسمع إلى دقة الطار
- يا دار بعد هلك غديتي حزينة ياما اهلك ساعدوا لاجئين
- اهل الكرم و الجود للقاصدين غنا الكرم فيهم قصايد و اشعار
- نادي الكرم و الجود أين المضافات أين الذي كانوا على الناس سادات
ومن أشهر شعراء آلدوايمه قبل عام 1948م سلمان نمرهديب والذي قال منوحاً بهذه آلأبيات لحلول آلنكبة في قرية آلدوايمه:
في آلدوايمة يا ولد نُوح ونادي وين الكرم والطّيب وين لجوادي
آلدوايمة كانوا أسودا عوادي مضافاتهم كانت إلى ألضيف جزار
يا حيف دار آلعز صارت خرأبة هذه آلحرب آلدول ما هي حرابا
ومن لامنا تصبح دياره خرابه ويبلى بضرب النار من يد الكفار
بالله اُنظر دورها وآلمساجد يا ما دخلها كل راكع وساجد
يا ما سكنه من خيار أماجد عادات أهلها دوم بحموا آلجار
أُنظر لدور مهدمه وآلمضافات يا ما لفى فيها ضيوف آلعشيات
يا ما بها فك آلقضا ولمجالات والزلم فيها الكل شيل قنطار
وجدي على آلشباب ثم آلشباب آلكل منهم مثل فرخ العقاب
وقال في نهاية قصيدته الطويلة:
هذا الدهر يا ناس كله بلايا يا مؤمنين آلدهر غدار
يا هل تُرى يا دار نرجع سويا ونظوي قناديل آلهنا في آلعشيا
ومن الشعراء آلمشهورين في قرية آلدوايمه قبل آلنكبه آلحاج دخل الله حمد والذي قال في قصيدته حول ما حدث في فلسطين منذ عام 1936 م ومن هذه آلأبيات :
يعني صبي شاف أمور عجيبة يا دمع عيني فوق خدي سال
ع اللي نظرته في زماني وراعني أيام شابت فيها الجهال
سنة 36 شفنا العجايب وذقنا التعب في ساير الاطلال
أجانا اليهود الله يقلل أعدادهم أرادوا يملكون بكثرة آلأموال
وآلإنجليز ساعدوهم علينا بلا خفي لانها مديونة وآلدين إغلال
ويضيف في أبيات أُخرى
إضايقنا لما صار ضرب القنابل ودم المعارك شبه سيل سال
طلبنا نجدة من عربنا وقلنا إنجدونا بسرعة آلحال
أتتنا جيوش آلعرب من كل جانب قلنا آلفرج جاء بسرعة آلحال
عملوا لنا هدنه وكذبة وغيرها وراح الوطن بسرعة آلحال
ونصبوا لنا الخيام في جبال ضارية وصرنا لاجئين ما لنا أشغال
ووصف آلحاج علي أبو صبيح في شعر متواضع ما حدث للدوايمة وأهلها وما آل الية مصيرهم فقال (1):
يا مجمع الحضار صلوا على النبي النبي عربي والحج لبيته زار
هجموا علينا آلظهر يوم جمعة هجموا علينا بدبابات كثار
تسمع صرير البزر من كل جانب تسمع رزيز آلمدافع آلهدار
إنتخوا على آلسادات نخوة قوية صبيان وأعطوهم حق الدار
رثاء قرية الدوايمة
في الدوايمة يا ولد نوح ونادي وين الكرم والطيب وين لجوادي الدوايمة كانوا أسود اعوادي مضافاتهم كانت إلى الضيف جزار يا حيف دار العز صارت خرابة هذا الحرب الدول ما هي حرابا بالله انظر دورها والمساجد يا ما دخلها كل راكع وساجد يا ما سكنها من خيار أماجد عادات اهلها دوم يحموا الجار انظر لدور مهدمة والمضافات ياما لفى فيها ضيوف العشيات ياما بها فك القضى والمجالات والزلم فيها الكل شيال قنطار وجدي على الشباب ثم الشياب الكل منهم مثل فرخ العقاب في يوم المقحز وردنا توريد قبل الحكومة مثل جن النماريد وسط الطواب يقطع الرأس بالايد بسلاحنا الأبيض خناجر مع النار اللوم كل اللوم يغشى المباسيط باع الشرف ما فرط بقرش تفريط ان فلت له اسلح بيادر بتظريط بياعة الوزقن إلى الناس تجار اين أصحاب المال أين غناهم خلو الحبوب مخزونات وراهم يا ديرتي بعدك شربت المرار مثل حكم تركيا غدينا فرار حريمنا مثل العبيد الجواري بعد الحجاب الجار ما ينظر الجار يا دار والله ما طلع في يدينا بالله اعذرينا اليوم يا دار يا دار يا دار لو معانا مدافع برني ومدافع الهاون معانا تغني يوم العدو بمصفحاته لفني كنا فدينا الوطن برواح وعمار الحق ع زعما العرب ما اتونا ولا بمدفع للحرب ساعدونا لو نخينا الاموات لستنجونا لموات ما تسمع إلى دقة الطار يا دار بعد هلك غديتي حزينة ياما اهلك ساعدوا لاجئين
الباحث والمراجع
الباحث: تم الاعتماد بشكل رئيس على ابن القرية الباحث: ناصر محمد حسن العبسي
المرجع
1- كتاب قرية الدوايمة للكاتب موسى هديب
2- موقع كشاف
3- كي لا ننسى، وليد الخالدي
4- موقع فلسطين في الذاكرة
5- الهدف نيوز https://hadfnews.
6- موقع ذاكرة
7- موقع المعرفة
8-منتديات القرى https://forum.kooora.com/?t=9718603
9- المؤرخ أحمد العداربة / مؤلف كتاب قرية الدوايمة يتحدث عن مجزرة الدوايمة